عاجِزة عن الحياةِ مع الناس وعن الحديث مَعهم،
منغمس في ذاتي ولا أُفَكِر إلا بنفسي، متبَلِّد وعاجزٌ عن التفكير، وليس عندي ما أَقوله لأحدٍ.
عندها لا ندرك ما هي الحياة، فكيفَ يمكننا أن نعرِف ما هو الموت______
من داخل المستشفي الاستثماري بمصر
استيقظت امتثال علي حركه كبيرة حولها فسالت التمريض عن سر ما يحدث فاجابتها احدهم:
الحمد لله حالتك يا مدام استقرت والدكتور طلب نقلك لغرفة عادية، وكمان الزيارة هتكون مفتوحه
تنهدت امتثال بضيق وردت عليها بخيبة امل:
زيارة ياريت انا مليش حد غير ابني، وهو حاليا بره بيدرس ومنتظر اسافر ليه، واخو جوزي بينا عداوة
اما اهلي علاقاتي بيهم محدودة مفيش غير خالتو وهي قعيدة مش بتتحرك، يعني محدش هيزورنا،
المهم طمنيني اقدر اكلم ابني في اي وقت ولا في تعليمات علي الاتصالات
اتاها الرد من الطبيب المعالج الذي دخل عليهم كي يطمن عليها وقال:
لو الاتصال هيتعبك ويوترك اكيد هيكون في تعليمان وممنوعات، المهم كلامك يكون بعيد عن التوتر،
انت لسه في مرحلة النقاهه، ولو كنت مريضة مطيعة اوعدك سبوع واكتب ليكي علي خروج اتفقنا
اومات له بابتسامة سعيدة وقالت:
مدام هطمن علي ابني كله يهون، معني كلامك اني مبلغهوش باختفاء مراته، لانه سالني وبالحاح
غمغم الطبيب بعدم فهم ورد عليها:
مش فاهم ايه المشكلة انك تبلغيه، هو مسؤول عنه وتحمل اسمه الواجب يعرف هي فين
نكست راسها حزنا واجابته بعدم ارتياح:
اصله مكنش عايز الجوازه دي من الاساس ولو بلغته باختفاءها هيحملني الذنب وممكن ادخل انا وهو في نقاش حاد ويحملني مسؤولية اللي حصل
رفع اصبعه في وجهه باعتراض صريح وقال :
نقاش وحاد، لا طبعا ممنوع لو شايفه ان الموضوع ده هيكون سبب لتوترك بلاش دلوقتي، واصبري وحاولي انت تشوفي طريقة تعثري بيها علي البنت، وتوفري علي نفسك وابنك المشاكل اللي هيجلبها اختفاءها
زفرة بقلة حيله واردفت بنزق:
تمام هشوف هحاول ااجر تحري يشوف البنت راحت فين، انا مش هسامح نفسي لو جرالها حاجه
ياريتك يا دكتور كنت خليتها بالمستشفي لحد ما يجي حد يستلمها، بدل ما تاهت وضاعت في الزحمه
تافف الطبيب من اعتراضها علي نظام المستشفي وقال مفسرًا موقفه منها رغم شعوره بالذنب نحوها:
يا مدام امتثال البنت لا تقرب ليكي باي صله تذكر ازاي اسمح ليها بالتواجد، يمكن لو قالتلي انها مرات ابنك كنت عملت ليها استثناء
هي نصيبها كان كده، اعملي انت اللي عليكي وان شاء الله خير،
فجاة ابتسمت بسعادة وقالت :
عرفت مين اللي هيوصل ليها، عادل صديق ابني، ممكن تليفوني يا دكتور اتصل بيه
اخرج من احد الادراج هاتفها واعطاها له محذرًا:
عصبية او نرفزة او توتر ممنوع انا بحذرك
اؤمات له واتصلت بعادل الذي رد عليه بلهفه:
طنط امتثال فينك وحشتيني من يوم فرح فريد والفيلا دايما مقفوله انت سافرتي معاه ولا ايه،
اخذت نفس عميق واخذت ترتبت افكارها قبل الرد عليها واجابته واخيرًا بهدوء:
اهدي عليا يا عادل واسمعني، عايزه منك خدمة، انا حاليا في الاسماعيلية عند خالتو،
بس عايزاك تعرف فرحه راحت فين بعد سفر فريد، انت عارف انه مطلقهاش، واكيد حصل ليها مشاكل مع اهلها، وطبعا انت عارف محدش بيعرف يتواصل معايا طول ما انا عند طنط فاطيما،
ها ياعادل هتقدر تخدمني في كده ولا صعب عليك
اخذ عادل نفس عميق وسالها بريبة:
طيب يا طنط فريد لما رجع الفيلا سالتيه عمل معاها ايه مش يمكن طلقها شفهيًا وهي اتجوزت وحسبت ان الطلاق تم رسمي،
ردت عليه بثقه وتاكيد علي عدم تطليقها وقالت:
لا فريد اصلًا مشفهاش من بعد ما خرج معاكم، هي سابت الفيلا ومرجعتش ليها تاني ، انا هفهمك بس امانة عليك لو كلمك فريد متعرفهوش
بعد فريد ما خرج معاكم قعدت انا وفرحه ننتظر رجوعه علشان يطلقها، لكن جالي اتصال من عمه عصبني وتعبت وروحت المستشفي، وهي جت معايا،
ومن سوء حظها دخلت الانعاش ومعرفش راحت فين
ولما فقت سافرت انا لطنط فاطيما ونسيت امرها خالص، لما اتصلت بالفيلا بلغوني ان والدها جه وسال عنها ومحدش عارف ليه طريق
عادل فريد مش لازم يعرف ان مراته مفقودة، انت عارف انه مكنش عايز الجوازة دي وانا غصبته عليها، ومش هيسكت لو عرف وهبحملني الذنب، وممكن يقطع دراسته ويرجع مهما كان دي شرفه،
سمعت زفير انفاسه العالي ورد عليه بضيق:
خسارة البنت شكلها طيوب اوي، ماشي يا طنط انا فهمت كل حاجه، وهدور عليا وباذن الله هلقيها واعرف كانت فين وهتصرف معاها بطريقة تحفظ كرامة صديقي وشرف العيلة
تنهدت امتثال براحه وقلق وحذرته قائلة:
اوعي تاذيها مهما حصل، اول ما توصل ليها اتصل بيا انا هسيب الفون مفتوح بانتظار اتصالك
وافق عادل علي طلبها بعدم التعرض لها الا بعد الرجوع اليه اولًا وغلق معه الاتصال وقد تملك منه الضيق والحزن علي خسارتها، فقد توسم فيها النجاح والشهرة، اذا كانت سمعت له ولكنها ضاعت في زحام المدينة والله وحده العالم بحالها
*****************
من داخل عيادات ميديكال اكسبرس بلندن
جلس فريد بتهالك علي احد المقاعد وقال:
افهم من كلامك مفيش امل بانقاذها، دي لسه صغيرة عاشت ايه او شافت ايه من الدنيا علشان تفارقها بسرعه كده، استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم
سامحني يارب لا اعترض علي قضاءك
رد عليه الطبيب بمهنية لكثرة ما مر عليه وشرح لها حالاتها التي تكون نسبة الشفاء تكاد تكون معدومه :
للاسف انتشار المرض سريع جدا، ربنا بيحبها الحمل لسه في الاول والطفل كأن ربنا ارسله ليه انقاذ باخد المها كله، وطبعا مستحيل نستخدم معاها كيماوى كده بنقتل الجنين وبنفس الوقت مش هننقذها، ونزبد من حدة المها،يمكن ربنا خلاك تتجوزها وتحمل منك علشان يخفف عنها الم لا يحتمل،
عاد ونزر الي التقارير امامه واكمل موضحًا ما ستمر به في الفترة المقبلة من اعراض:
بس هتصاب باغماءات كتير ووزنها هينزل مع عدم انتظام عملية الهضم، وترجبع متوقع، الاهم دلوقتي انت، باحتواءك ليه هتقدر تتغلب علي بعض من المتغيرات اللي هتحدث لجسدها وهرموناتها،
ده علي اساس انك مش هتعرفها،. لكن لو عرفت ممكن تخصع لبرنامج علاج يساعدها تتجنب بعض الاعراض الشائعة ايه رايك تحل تبلغها
هز فريد راسه بشرود ونفي واعترض علي تبليغها حت بقرب نهايتها وهي مازالت في ريعان شبابها:
مفيش داعي نبلغها خليها تعيش ايامها بدون احساس بانه حبيست المرض والموت،
المشكلة ان معنديش شئ اقدر ادهولها، جوزي منها كان غلطه بسبب الحفاظ علي ميراثي،
وبسبب غلطة اكبر حصل بينا علاقة وبسببها حصل الحمل، شئ مكنش في بالي ولا عملت حسابه،
وحاليا بقيت قدام فقد زوجتي وطفلي،
وللاسف طلبك باحتوائي ليها مش هقدر انا عاشق لوحدها تانية، ومش حابب اكون منافق في مشاعري ليها، اعمل ايه دلوقتي وانت بتقول ان ده هيخليها تتحمل الفترة الجاية بدون الم
زفر بضيق وغضب وصاح بالم:
ليه دلوقتي ليه، ياربي وليه مراتي بالذات ياريتني ما اتجوزتها انا غبي غبي عمر المال ما كان هدفي ليه اعمل في نفسي كدة واقبل المساومة الرخيصه دي علي نفسي واديني ادبست معاها ومش عارف هخلص منها ازاي بعد مرضها حقها عليا كزوج اني ارعي ربنا فيها واحتويها طيب ازاي ازاي و...
قاطعه الطبيب حين راها تائهة بين واجبه والتزامه نحوها وبين قلبه الذي المشغول بغيرها، فقال:
الواضح ان ليها مكانة عندك رغم عدمة قدرتك علي استيعاب احتياجاتها وشدة مرضها، بسبب حبك لانسانه غيرها
اسبل عيناه واخذ يتذكر لحظاتهم الحميمية وكيف ساعدته في الا يضيع ميراثه وضحت بابيها من اجله
اخذ نفس عميق وزفره بحدة:
تقدر تقول تعود، اتعودت علي وجوده ودلوقتي لازم اكيف نفسي علي اختفاءها من محيط حياتي،
انا انسان صريح معي نفسي، مقدرش اتعامل معاها زي ما حضرتك بتتمنا كزوج لانها اللي بنا كان مجرد غلطة، وللاسف علاقتي بيها هيكون علي حساب حبيبتي اللي عايز اكمل معاها حياتي واتمنيت طفلي يكون منها، يشبهه في ملامحه وضحكته،
انت دمرت احلامي، ومش عارف هقدر اتصرف ازاي معاها، اخد منها ولا اعطيها استغلها ولا اعيش ليها، انا مشوش اووي، مش قادر افكر او اخد قرار،
نهض فجاة ولملم اوراق النحاليل وقال بحسم:
لو سمحت يا دكتور، لو صادف وزوجتي جت تسال عن التحاليل ارجوك متعرفهاش حاجه الا بالحمل،
ده لو فكرت تجي وانا عارف انه صعب بس تحسبًا،
وكمان ايه مكتوب في التقرير ده لاني مش فاهمه،
اخد منه الطبيب احد النتائج وقراءه ورد عليه:
مفيش ده بياكد وجود انيميا حادة، مكتوب انواع الفيتامينات، وكمان نظام غذائي مكثف بس
تنهد فريد براحه وشكره وغادر العيادة وعقله مشوش
دلف الي احد الصيدليات وابتاع الفيتامينات لفرحه،
وبعدها دخل السوبر ماركت واشتري فواكهه كثيرة وبعض المكسرات، لاجل تغذيتها
حمل الاكياس ووضعهم في السيارة عائدًا الي شقته
************
عاد الي شقته الساكنه دلف الي غرفته فرأئ فرحه مازالت نائمه بشكل مغري اثار رجولته،
فنزع ثيابها وضمها الي صدره باشتهاء فاستيقظت علي استباحته الي جسدها برغبه قوية وقالت:
هي الساعة كام دلوقتي، حسا اني نمت كتير
ضحك فريد وهو يلتهم شفتاها بقبلات ساحنه وقال:
في واحدة تبقي بحضن جوزها في علاقة حميمية وتسال عن الساعة كام هيفرق يعني معاكي
خليكي معايا وانا هعد دقات الساعة علي جسدك بعدها هتعرفي الساعة كام يا قمري
سرق انفاسها بقبلاته الجائعة فاغرقها معه في بحر العشق ينتهل منها ما يشاء دون ان تبادله رغباته،
انتهي منها واستسلم الي النوم العميق، نهضت من جواره وبكت علي نفسها وجسدها الذي اصبح العوبه بين يداه لارضاءه رغباته الحسيه
خرجت الي الصالة فرات الاكياس التي احضرها، اخذتهم وبدات تغسل الفاكهه وتضعها في المبرد،
واستغربت الادوية التي اتي بها، فتاكدت انها لها بعدما اخذها بالامس للكشف وعمل التحاليل،
فتحت الكيس فرات التقارير اخذته، قرات فيها ارقام كثيرة لم تفهمها، فرفعت عينها علي اول التقرير بحثًا عن اسمها الذي كان باللغة الانجليزيه، حاولت بكفاح اشتهجاء الاسم الذي علي التحليل
الا ان فريد خطفها منها وقال لها ببرود:
بتعملي ايه من فصاحتك في الانجليزي ممكن اعرف بتقرائي ايه, مين قالك اصلا تفتحي الورق ده،
تناول كيس الادوية واعطاه لها وقال:
خدي ده يخصك مجموعة فيتامينات خديها بانتظام علشان تتحسني، وكمان الفاكهه دي ليك
ياريت تهتمي بصحتك مش ناقص اشيل ذنبك
استغربت فرحه جفاءه معها بعد لقاءه الساحن بها منذ دقائق فقد كانت اسيرة احصانها منذ قليل، لكنها لم تعقب وقالت بخنوع:
خاصر يا فريد ييه تحت امرك ، تحب اجهزلك الفطار
ضرب سطح الطاولة بغيظ وثار عليه بحدة:
مش عايز منك حاجه خليكي في نفسك، اللي عايزه هاخده منك، علي فراش الزوجية وبس فاهمه
وتركها وخرج غاضبًا، غير مقدر اجهادها وتعبها الذي كانت تعاني منه بعد ممارساته معها طوال الليل وفي الصباح، كانه ذئب مفترس عثر علي فريسه سهله، فراح يلتهمها بلا شفقه او رحمه
كتمت حزنها بداخلها فهي المذنبة الوحيدة، هي من وافقت علي ان تتزوجه دون معرفة ابيها، هي من ضحت بكل حياتها البسيطه من اجل ان ينال ثروته فكان نصيبها ان تحيا حياة لا تريده وتلبي خقوق زوج لم تكن تتمناه او تصبو اليه
هي من جنت علي نفسها فكان هذا جزاءها، ان تصير مجرد جسد لرغباته ترضي رجولته علي حساب نفسها
لم بعد عقلها يتحمل اكثر من هذا مع هذلان جسدها وفقر دمها، فانهارت ارضًا مفشيًا عليه
لم تفق الا وهي بين احضانه يضمها الي صدره بشغف وقلق واضح ويقول ليها باسف:
وبعدين يا فرحه عايزه تعملي فيا ايه يا بنت الناس،
بتشديني ليكي ليه وبتعذبيني ببعدك، قوليلي اذيتك في ايه طول شهر وانت معايا
كل ده لاني اخدت حقي كزوج طيب ما انت مراتي وانا راجل ليا احتياجات ومتطلبات، يرضيكي اغضب ربنا بعلاقة حرام، اذنبت في ايه لما اخذت حقي منك
ليه شايفاني بسرق براءتك، انا مغصبتكيش علي الجواز واللي حصل بينا حتي لو مش برضاكي، حقي وبيعصمني من الفتنه انت هتتحاسبي علي كل مره كنت برغبك فيها وبمنع نفسي عنك لارضاءك
اخذ نفس عميق وملس علي شعرها بحنان:
خلاص يا فرحه لو كان ده سبب المك وتعبك باستمرار انا هعتزلك، انا غبي لاني نقضت وعدي ورجعت لأحضانك ، بس وحياة كل غالي عندك
خلي اليومين اللي هتعشيهم معايا يعدو انامعنديش قدرة علي احتمال حاجه تاني تحصلك كفاية اللي بيا
اسبلت عيناها بخجل، فقدت جرحت كبرياءه كرجل برفضاها اياه، اذا هذا سبب غضبه منه، عدم تجاوبها منه، وشعوره بانه يغتصب منه حقوفه الذي شرعها له الله، فقالت باسف:
والله يا فريد بيه غصب عني، انا لحد دلوقتي مش قادرة احس انك جوزي
راضيه بنصيبي وبحاول ارضيك، لكني مش قادرة اشوف نفسي غير اني خدامتك، يا بيه انا اتجوزت خدمه ليك مش علشان ابقي مرانك، سامحني
نهض من جوارها وغامت عيناه بضيق:
ماشي يا فرحه، يبقي علاقتي بيكي ملهاش لازمه، مدام مش قادرة تستوعبي انك بقيتي مراتي وحقوقي عليك واجب زي ما انت ليكي حقوق عليا، مدام الحق ده مش علي رغبتك انا كمان مش هلمسك تاني، بس متلوميش الا نفسك في اللي هيحصل، واتمني وقتها متندميش علي هجرك ليا
اخذ نفس عميق وقال بهدوء عكس انفاعلاته:
قوم علشان تفطري وتاخدى علاجك ومش هطلب منك غير. حاجه واحدة، تاخدي بالك من نفسك لاني هتحلسب عليكي قدام ربنا
والغريب مطلوب مني اقرب منك واحتويكي طيب ازاي وانت بترفضيني
نظرت اليه بخجل من نفسها وقالت:
طيب هتفطر معايا ولا هتعتزلني في دي كمان
ابتسم نصف ابتسامة :
لا هفطر معاكي تحبي اجهزلك القطار ولا هتقدري
هزت راسها برفض فاحاولت ان تنهض فكادت تقع اسندها واعادها الي الفراش، لكنها رفضت ان تتمدد وطلبت منه الا يقلق عليها،
تركها فريد وعاد الي غرفته واخرج منها كل متعلقاتها وكل ما يخصها بعد ليلته معها بالامس واعادها الي غرفتها دون ترتيب كانها يقطع ما بينهم،
كانت تضع الافطار علي الطاولة وراته فسالته:
كنت سيبهم وانا هدخل اشيلهم تعبت نفسك ليه
زفر بقوة وابتسم في وجهه قائًلًا بحزم:
معلش مش عايزك تدخلي غرفتي تاني، ده مكاني الخاص في البيت مش حابب تشاركيني فيه،
الا لو كان عندك رغبة تكوني زوجتي مش خدامتي
صدمة من حديثه هل فعلا يريدها. زوجه وشريكه له ام رغبته بها هي السبب في عرضه هذا، فقد كان معها عاشق يتفنن في اشباعها برومانسية لطنها لم تستطيع التجاوب معه خوفا من رفضه اياها توددها،
لم تعطي نفسها فرصه للتفكير، فهي ارادت تخليص نفسها منه وقد كان لها ما ارادت!!
لماذا تتمنا الان تعود الي احضانه وهي لا تريدها او تتخيل نفسها زوجته بحق، بلا خادمة؟!!!
هل تشفق عليه ام علي تفسها، ام ما عاشته بين يداه كان عشق لذيذ لم تتفهم براءاته فاردت المزيد
**************
دلف فريد الي غرفته وامسسك هاتفه وابتسم وهو يجري اتصال شاعرا بحزن دفين يسكن نفسه وانتظر الرد الذي اتاه من صوت ملهوف يقول:
فريد حبيبي وحشتيني اووي اوي، اخيرًا رضيت عليا
من امبارح بنتظر اتصالك فريد انا
رد عليها قاطعًا استرسالها:
وحشتيني يا سوسن، محتاجلك اووي، قوليلي امتي تقدري تجي، من المانيا، مش عايز والدك يعرف حاجه
سوسن خلاص مش قادر اعيش من غيرك، تعالي
تنهدت براحه وردت عليه برقه:
لو كنت اقدر كنت سافرت النهاردة بس بابا اخد الجواز من يوم ما رجعت ، هحاول اشوف طريقه اخده منه واجيبك في اسرع وقت
فريد انا هجيلك ومش هرجع تاني انت عارف بابا مستحيل يسامحني لو عرف اني هربت منه علشانك
ضحك ورد عليها بهدوء:
ولا بهمك مجرد ما نوصلي هنروح السفارة ونوثق زواجنا بعدها والدك مش هيقدر يعمل حاجه، المهم جهزي اوراقك وصورك وانا كمان هجهز كل حاجه، علشان التوثيق ونقطع عليه خط الرجعه
ونعيش انا وانت في خب وسعادة يا حبي الغالي
تنهدت سوسن بفرح بسبب حب فريد لها ومسامحتها علي ما حدث من والدها وسالته بلهفه :
طيب ومراتك اللي اتجوزتها في مصر، انت عارف القانون بيمنع الجمع بين زوجتين حتي لو مسلم
رد عليها بايجاز وحسم:
متقلقيش يا حبي، مجرد ما نوثق جوازنا بالسفارة هطلقها المهم انت وبس، سوسن انا محتاجلك فاهمه محتاج ليكي جمبي حاولي تجي بسرعه،
سمع صوت ضحكاته ورردت عليها بشوق:
والله يا حبي نفسي المهم انك هتبقي ملكي وزوجي
قدام الكل، ياه يا فريد حلمنا اخيرًا هيتحقق،
رد علي ضحكته بان قبل الهاتف وقال:
ارجعيلي بسرعه نفسي اعيش ايامي معاكي واستقر
خلاص مش قادر اعيش حياة مش عايزة ، بسبب التزماتي تعالي يا سوسن
وعدته بانها ستحاول العودة اليه، باسرع وقت علي وعد منه بذهابهم الي السفارة ليقوما بتوثيق زواجهم
لينظر فريد الي الباب المغلق بينه وبين فرحه وقال:
سامحيني يا فرحه، غصب عني اللي هعمله، لكن معنديش القدرة علي احتمال المك سامحيني؟!