رواية وعد ريان الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم اسماء حميدة
كانت انجيل في قمة سعادتها بزواجها من الصقر، و لكنها تشعر أن هناك أمرًا مريبًا في استعجاله الزواج منها، فقد سمعت بعض الكلمات أثناء تواجدهم في المندرة بمنزل آل نصار بشأن إتفاق دائر بينهم، ولكن تعلم أن ريان لن يوافق على زواجه منها إلا وكان الأمر به خيرًا لها فهو حقًا أخًا لم تنجبه أمها، كما أنها استمعت لحديثه مع ابنتها القلقة بشأن زواجها من الصقر، وهي حقًا تعذرها إذا كان أبو انيتا والذي كان من نفس جنسيتها وبيئتها التي تربت فيها من بلد التحضر والتقدم، كان يعاملها بتلك الطريقة، فماذا عن رجل لا تعرفه ولا يعرفها ولا يعرفان طباع و عادات وتقاليد بعضهما البعض ، فحتمًا سيحدث تخبط واختلاف في وجهات النظر والتصرفات سيودي هذا قطعًا إلى كارثة حتمية، و لكنها تثق بريان عندما قال لأنيتا في الممر الصقر غير، وهو بالفعل غير، تركيبة فريدة لم ولن تقابلها مجدداً شيءٌ نادر، مزيج من القوة الطاغية قوة جثمانية و قوة الشخصية كإمبراطور من أحد أباطرة العصر الروماني، لا بل أحد الفراعنة الطغاة، ولكن ظلمه عدلًا، متجبرًا بقلب لين، متكبرًا بروح عفوية ، قاسيًا بقلب يملؤه الدفء، به صفات عدة؛ فهو يحمل الشيء ونقيضه.
حسناً ستروضه فهو هيعجبها و كثيراً، هي تريده الصقر مع الجميع، ومعها الكتكوت حقها، صدقت وعد.
عندما اقترب صقر ممن لا يعرف حتى الآن مسمًا لما يشعر به نحوها (اللي ما تتسماش ما تحيرش نفسك انت😂). تسمرت عيناه وهو يتطلع إلى وجهها بعدما أزال وشاح وجهها،
وعندما قدم لها ما بيده داخل العلبة القطيفة الحمراء، رفرفت فراشات الحب داخلها، تحوم حولها قلوب كيوبيد المرشقة بالسهام الدا.مية و ارتوى ما تيبس بداخلها بسبب حطام الماضي ليس طمعًا، بل أمور يفعلها ولم تعتاد عليها، ودون تفكير ألقت بنفسها بين يديه شاهقةً بفرحة ترتمي في أحضانه تقبله على وجنته بتمهل حطم ما به من ثبات، فتسمرت أعين الحاضرين عليها.
لطمت وعد خدها من أعلى غطاء وجهها قائلةً : أحيه، يانهار فضايح.
صابحة : واه.
كل الحضور صمت، صمت، فلا قبل لهم بالتفوه في حضرة كبيرهم، وما كان من الصقر إلا أنه قام بفض شباك ذراعيها المطوقتين لعنقه، هامسًا والغضب يتدافع إلى مقلتيه: بزيداكي عاد، چنيتي أنتي؟!
ما إن استمعت لما قاله حتى أخفضت ذراعيها مصدومة، ماذا فعلت؟ ليتهمها بالجنون، لم تفعل شيئًا، أو ليس زوجها الآن؟! ألم توقع حالًا على وثيقة زواجها منه؟!
إذًا ما الخطأ الذي اقترفته؛ لتكن تلك ردة فعله على احتضانها له.
أحست بحرجٍ شديد لما فعله وقاله، فاحترق داخلها حتى وصل ضبابه إلى عينيها فأدمعت حرقةً مسبلةً جفنيها حتى لا يلحظ أحد، ولكن عينيه التي تطالعها ملاحظة إحمرار مقلتيها، و إنطفاء حماسة الفرحة داخلهما، ولكن ماذا يفعل فهنا هو الكبير، كبير عائلته، وبلدته، والنواحي الأخرى، شاملة كل بلدان الدائرة.
لو أنهما في مكان آخر وبين أُناسٌ آخرون، و أقدمت على ما فعلت لتلقاها بين أحضانه مطفئٍا لهيب جسده الذي أشعلته عندما لامست شفاهها الحارة أسفل خده بالقرب من ثغره، لاعبةً ببراعة على أوتار جسدٍ لم تمسه إمرأة.
كان ريان خلفهما حيث ولج إلى القاعة التي تجلس بها العروستان، يلتفان حولهما الحضور بصفته أخُ عروس الصقر، وإبن عم ماجد والذي يعتبره ماجد أخًا له، فبرغم عدم إعتراض أحداً من أخواله على زواجه من ابنة قاتل أبيه، عندما أرسل الصقر إلى أكبر أخواله للمجيئ إلى دواره، أثناء تواجد ماجد بمكتب صقر، وبمجرد طلب الصقر لخال ماجد الأكبر أتى على الفور، فمن يمكنه تجاهل طلب الصقر، ومن ذا الذي لا يلبي دعوته.
دخل خال ماجد ويدعى سعيد إلى مكتب الصقر، بعدما حضر مع المرسال الذي أرسله صقر ليطلبه للحضور.
كان الصقر يجلس خلف مكتبه واضعًا ساقًا فوق الأخرى، حقًا كرسي المجلس يليق به.
وجد الحاج سعيد ماجد عنده يجلس في المقعد المقابل للمكتب.
سعيد : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا كبير.
صقر : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، كيفك يا حاچ سعيد.
سعيد :الحمد لله، فضل ونعمة، والبركة فيك يا كبير.
صقر : اجُعد يا حچ سعيد.
سعيد : ما يصحش يا كبير.
صقر : اجُعد يا راچل يا طيب، خلينا نِعْرِفوا نتحدتوا.
جلس سعيد على إستحياءٍ قائلاً بنبرةٍ مترجية : خير يا كبير، في حاچة صدرت من ماچد؟! لو عِمِل حاچة إكده ولا إكده، امسحها فيا آني، حضرتك عارف إنه غشيم وما عيحسنش.
نظر ماجد إلى خاله نظرة استياء، ماذا يعني بغشيم وما يحسنش؟
هو يعلم بحب أخواله له، ولكن لا تصل إلى هذا الحد أن يقلل من شأنه خوفاً من عقاب الصقر، ولكنه لم يعترض ربما تلك نقطة في صالحه فيتراجع الصقر عند تلك الزيجة.
صقر وقد استرعى انتباهه ما قاله خال ماجد عنه، فلو لم تفعل سوسن ما فعلته لم يكن ليقبل بتلك الزيجة، ولكنه بين حجري رُحَى.
صقر : لا يا حاچ سعيد ما عِمِلش، بس هو چاني وطلب يد بت عمي الله يرحمه، و آني وافجت.
سعيد بأعين مستديرة مما سمع : كيف ده؟! جصدي نسبك إيشرف أي عيلة يا كبير.
صقر : يُبجَى على بركة الله، كتب الكتاب الليلة.
سعيد : مُبارك يا كبير.
انصرف سعيد وهو في حيرةٍ و دهشة، إلا إنه لم يحضر أحد من عائلة ماجد سوى ريان.
أخذ ريان يبحث بعينيه بين الحضور عن وعد ولكنه لم يتعرف عليها، فمعظم النساء الحاضرات وجوههن مغطاة، ولكنه وجد من يربت على كتفه بعدما إنسلت من بين الحضور الواجمين، وهم يشاهدون بأعين مستديرة تبجح عروس الكبير من وجهه نظرهن.
وعد هامسة : اتصرف، البت طينتها على الآخر.
ريان : أتصرف كيف يعني؟! أجُول لك جُولي للمحروجة ديّ اللي اسميها صابحة ترجع لها زغروتين، ورفع ريان صوته : آسفين يا چماعة، خيتي أصلها متربية في بلاد برة، وما هتعرفش عوايدنا، وبعدين يعني ده چوزها يعني ما عِملتش حاچة حرام.
فهمت أنچيل أنها قد خرقت إحدى قواعدهم وعليها الاعتذار منه.
اقترب ريان من ماجد المتخشب في موضعه يميل عليه قائلا في همس : مالك متخشب إكده ليه؟! خش غير لنا المحطة ديّ، شكلنا بِجِي عفش، الناس هتاكل وشي يا واد عمي، الكل يِعْرف إنها خيتي، جَدم يا واد عمي الله يرضى عنيك.
تنبه ماجد لما يدور حوله بعد حديث ريان، فهو كان يشاهد دون وعيٍّ لما يحدث، تقدم ناحية عروسه ليفعل المثل بعد ما تعالت أصوات الزغاريد مرةً أخرى؛ لتغطي على ما حدث ويرفع ماجد غطاء وجه العروس دون إهتمام، و اخفض بصره يفتح العلبة التي بيده، فوقعت عينيه عليها بغير عمدٍ .
ما إن رآها حتى ارتد ببصره سريعاً يدقق النظر في وجهها قائلًا بصوت حاد : إيه دِه! إحنا هنهزِروا عاد؟!
🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈
وعد ريان بقلمي أسماء حميدة.
عند مصطفى وهمس.
خرج الاثنان من قسم الشرطة، ومصطفى يُقبِّل كل من يقابل في طريقه بدايةً من الأمين المرابط أمام مكتب المأمور، مرورًا بمن تم إلقاء القبض عليهم وينتظرون العرض، حتى من يقفون حراسةً على القسم، وهي في دوامة من التفكير، ماذا سيظن بها أهله؟! وماذا عن أختها؟! وما الذي يفعله هذا المعتوه؟!
همس بغضب : إيه اللي أنت بتعمله ده؟! Are you mad
مصطفى ولا زال على ابتسامته والفرحة تملأ عينيه : بصي أنا عشان متعصبش مش هحسبك دلوقتي و بصراحة عاوز أعيش اللقطة؛ الواحد مش بيكتب كتابه كل يوم، بس كل اللي أقدر أقوله لك أنا تعديت المرحلة دي خلاص، أنا لسعت يا هموسة.
همس بتوجس : طب قولي هنعمل إيه دلوقتي؟
مصطفى : بقولك عاوز أعيش اللقطة، عاوز أفرح ، و استكمل و هو يجذبها من ذراعها يقف و يوقفها أمامه :
هو أنا بحلم يا همس..
همس : أنت بتسمي اللي إحنا فيه ده حلم؟! إحنا في كابوس.
(أعذرها يا درش هرمونات النكد طافحة عندها ، و بعدين أنت كاتب عليها في القسم يا جاحد 😂).
مصطفى : طب خليكي انتي في كابوسك، وسيبيني أنا في حلمي.
همس :لا، إنت اتلسعت فعلاً.
مصطفى موضحا : لسعت مش اتلسعت.
همس : what ever.
مصطفى وهو يقبض على كفها : تعالي بقى نحتفل بكتب كتابنا.
همس : No Way, مش هروح معك في حتة تاني.
مصطفى وكأنه يحادث طفلة صغيرة : طب تعالي بس نبعد عن هنا وأنا هراضيكي.
تقدمت همس تسير إلى جواره وهي تتعجب من تلك الشخصية العجيبة، كيف له أن يأخذ كل ما يحدث برحابة صدر.
مصطفى وهو يرفع كفها ليجعلها تتأبط ذراعه فنفضت يدها عنه : سيب ايدي كفاية اللي حصل.
مصطفى : أسيب إيدك ده إيه؟! ده أنا قتيل الأنجچيه ده، ده أنا كاتب كتاب، أنا ما يضحكش عليا، ده أنا أوديكم في داهية.
استسلمت همس لما أراد فما يشغلها الآن أكبر مما يطالب به.
💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕
عادت السيدة تحية إلى منزلها، فوجدت محمد لا زال جالسًا مع هناء وسارة يدرسهما مادة اللغة الإنجليزية.
فتقدمت نحوهم.
تحية : إيه ده؟! إنتوا لسه بتذاكروا؟!
محمد : خلاص يا ماما، قربنا نخلص أهو.
سارة : طب نكمل بكرة يا بوب؛ عشان ألحق أروح.
تحية : لا، إنتي بيتة، أنا أخدت لك الإذن من أمك.
محمد لنفسه، وقد شرح صدره لهذا النبأ الذي لم يكن يعني له شيئاً في السابق : الله عليكي يا توحة.
(إيه يا بوب ده، إنت ناوي على إيه 😂)
سارة بحرج : خليها بكرة ولا بعده.
عبس محمد بعد ردها هذا، لما تريد الذهاب؟! أليس أمامهم حلقة من المسلسل التركي الذي لا يتذكر اسمه ليتابعوها، وكأن هناء سمعت ماجال في خاطره.
هناء : طب خليكي بعد الحلقة.
محمد باهتمام : هو فاضل قد إيه على الحلقة؟
سارة وهناء وتحية في صوتٍ واحد، وعيونهن مصوبةً على ساعة الحائط بالصالة : ربع ساعة.
محمد وهو يهب واقفًا : لا ده أنا أنزل أجيب حاجة نتسلى بيها قبل ما المسلسل يبدأ.
ثلاثتهم مرة أخرى : يا سلام!! وده من إمتى؟!
تنحنح محمد متجاهلًا تعليقهم : حد عاوز حاجة معينة؟!
هناء : شيبسي وبيبسي ولب.
تحية : طالما نازل هات لنا معك درة فيشار.
محمد موجهًا حديثه لسارة التي تراقب تغيره الملحوظ، أتراه بدأ يشعر بها وحرارة عشقها تسللت إليه توقظ قلبه : وإنتي يا ساسو، مش عاوزة حاجة؟
لقب ساسو منه له وقع السحر فأجابته مسحورة : أي حاجه منك حلوة يا حمادة.
(إلعب يا حمادة 😂😂).
حمادة! و مرتين في يومٍ واحد! هذا كثير، حِلْمُكِ صغيرتي إني أحترق.
هناء وتحية : يا حلاوته.
خرج محمد سريعًا بروحٍ هائمة.
حمادة يا له من دلال! كان يكرهه والآن بات عاشقًا له.
(على رأي الشاعر : غريب الحب مين فاهمه يا بوب 😂)
بعد خروج حمادة قصدي محمد، وكزت هناء سارة في كتفها تهمس لها : ده الموضوع كبر! أنا لازم ولا بد أفهم إيه اللي بيحصل من ورا ضهري، إنتي بتخونيني يا ساسو.
(حمد لله على السلامة يا أختي 😂).
تحية لسارة : مفيش مرواح النهاردة؛ عشان عاوزاكي في حاجة مهمة.
سارة : حاجة إيه يا مرات خالي؟! تحية : لما يجي محمد.
تركت تحية الفتاتين وذهبت لتغير ملابسها إلى أخرى بيتية مريحة.
هناء وهي تغمز لسارة : إيه النظام؟!
سارة : هيح، ده باينه وقع أبت يا هناء.
هناء : لا ما تقوليش، أخيرًا، على رأي البت وعد البعيد لوح، هو مش أخويا بس لوح.
ساره : حصل و تلاجة كمان.
هناء : اتلمي وقصي لسانك ده شوية، ولا أقول لك خدي راحتك مش خسارة في قلبه الطيب.
عاد محمد سريعاً حتى لا يفوته شيئاً من حلقة المسلسل.
(كداب عليا الطلاج كداب😂)
وهو يحمل في يده كيساً بلاستيكياً كبيرًا به أكياس من الشيبسي بالنكهة التي تفضلها صغيرته، فإن لم يكن يدري بشعورها نحوه، ولكنه يعلم عنها كل شيء ما تحب وما تكره، وكذلك زجاجة كولا كبيرة، الآن هناء ستتسبب بضجة كبيرة هي الأخرى فهي تفضل المياه الغازية بنكهة الفواكه تفاح أو برتقال، وعبوبتين من اللب والسوداني المحمص، و آيس كريم شيكولاته كما تفضل كلاهما.
صعد السلم سريعاً، ودق الباب وهو يلهث بسبب استعجاله للعودة.
فتحت سارة له الباب بعد أن استبدلت ملابسها هي الأخرى بإحدى البيجامات البيتية لدى هناء، ترفع شعرها إلى أعلى فثارت بعض من خصلاتها تحيط وجنتيها و عنقها تبرز بياضهما في هيئة ملائكية.
وقف الاثنان قبالة بعضهما هو يتفرس وجهها بثمالة وهي تتهرب من عينيه زائغةً بها في كل الاتجاهات، تنحنحت سارة وهي تفسح له المجال للدخول.
محمد وهو يناولها ما بيده : إتفضلي يا ستي حطي لنا الآيس كريم في الفريزر، وفضيلنا البيبسي، وشيبسيهاتك ومسلياتك وتعالي على جوه، هحجز لك جنبي .
سارة بحاجب مرفوع هي سينما.
محمد جيتي في جمل إعتبريه حصل، الغالي يرخص للغالي .
سارة بتعجب من حسه الفكاهي الجديد عليها.
سارة : حمادة انت تعبان؟!
محمد وهو يغمزها : جدًا ، بس ممكن أساعدك ونجيب الحاجة الساقعة سوى.
ساره باستعجال : لا، هجيبها أنا.
محمد : أنا بقول أساعدك.
سارة بحدة : وأنا قلت لا.
محمد وهو يدغدغها بجانبها بغتةً : ماشي يا خطر أنت.
سارة شاهقةً : ما له ده؟! اتجنن ولا إيه؟!
التفت محمد لها بعد أن كان يواليها ظهره متجهًا نحو التلفاز يديره على القناة المطلوبة.
محمد : سمعتك على فكرة.
اجتمع الكل لمشاهدة المسلسل، الذي لم يرى منه محمد مشهدًًا ولم تستجمع منه سارة جملة، فهو شاخصٌ بها، وهي تسترق النظر إليه، والاثنتين هناء وشرين أعني تحية في ملكوت آخر.
إنتهت الحلقة وتوجهت سارة بنظرها إلى تحية قائلةً : خير يا مرات خالي، إيه الموضوع اللي كنت عاوزاني فيه وقلتي لما يجي محمد.
تحية : كويس فكرتيني، وتوجهت بنظرها إلى محمد : شفت بت عمتك الموكوسة.!
محمد منتبهاً : ما لها يا أمي بس؟! ما هي زي الق.......... وبطر كلمته مستبدلًا إياها : ما هي كويسة أهيه، عملت لك إيه بس؟!
تحية : قال إيه؟! جالها عريس طول بعرض، وكمان دكتور، وهي بتتحجج وتقول لسه صغيرة.
بصق محمد ما في فمه و هو يسعل بشدة، فقد كان ممسكاً بكوب من الكولا يرتشف منه، وما إن سمع ما قصته والدته حتى توقف ما بحلقه من هول ما سمع.
💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓
ماجد لصقر: إيه دِه إحنا هنهَزِروا، هي ديّ العروسة؟!
بعدما أنشغل الجميع عن صدمتهم بما فعلته عروس الصقر، انتبهوا لما يقوله ماجد.
الصقر وهو يجز على أنيابه : إيه فيك؟! ما لها العروسة؟! أنت هتفرچ علينا الخلج أنت التاني؟!
وسوسن تقف وسط الجمع لا تهتم بما يحدث، ولا بحديث ماجد، ولم ترفع عينيها من الأساس تطالعه، كأن ما يدور ليس من شأنها الخاص.
وعد : استهدوا بالله يا جماعة، اقسم بالله إحنا اتحسدنا.
ريان يقف ولا يعرف كيف يفض تلك المهزلة.
ماجد : دي طفلة، آني لو اتچوزت بدري، كان بِجِي إمعايا أكبر منيها.
ريان لماجد : ما فضيناها عاد.
ماجد لريان : يا واد عمي افهمني، إكده أنتوا بتظلموها.
ريان هامسًا لوعد : دَوّري إنتي، الليلة دي عجبال ما أشوف چوز الديوك دول.
وعد : روح أنت ما تقلقش وراك رجالة.
ريان : آني كت شاكك فيكي ملّوّل.
وعد بدلع هامسة : أخص عليك يا ريو.
ريان : بتتچلعي دلوك، وفي الچد تجلبي بطة؟!
وعد : حصل، وبلدي كمان.
جذب ريان كلاً من الصقر وماجد إلى غرفة المكتب، يدير مقبضه ويدفعهما الإثنين إلى الداخل.
ريان : خبركم إيه عاد أنتم التنين؟! فرچتم علينا الحريم .
صقر : ما انت واعي لواد عمك، چاي جدام الناس يقول إصغيرة وما خابرش ايه!!
ماجد : البت لساتها صغار دي ما كملتش ال 20.
صقر : ما أنت خابر اللي فيها، الچوازة كِلتها ملداش عليا، ولولا اللي هي عِمْلته، و ودرتنا فيه؛ ما كنتش جِبلت أحط يدي في يدك، وبعدين أنت كَبير عليها و دِه إحنا خبرينه، ووافجنا چاي تتحدت جدام الناس ليه عاد؟!
ريان : خلصنا عاد يا ماچد.
ماجد مطرقًا رأسه يفكر، سينهي هذا الموقف ويمرقه، و سيمهلها بعض الوقت وبعدها سيحل وثاقها ويطلقها لتعيش بعدها مع شابًا صغيراً في مثل عمرها، فهو بعد عامين سيتم الأربعين.
و أثناء مناقشتهم استمعوا إلى صوت صراخ بالخارج، فهب ثلاثتهم ليستقصوا ما في الأمر وكانت الفاجعة........
البارت انتهى يا قمرات.