رواية وعد ريان الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم اسماء حميدة

 




رواية وعد ريان الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم اسماء حميدة


عند مصطفى وهمس.

اصطحب مصطفى همس إلى أحد المقاهي يجالسها وقلبه تغمره سعادةً لا توصف، نجمته البعيدة في عليائها هبطت ليتلقاها بين حنايا قلبه، جنيته التي كانت والدته تسامره عنها كلما أتت لزيارته لدى جدته أو أثناء إقامتها معه في العطلات، أصبح إسمها مرتبطًا بإسمه إلى الأبد.

ليس بعد ما منحتها الحياه إليه سيضيعها، سيقتنص ما له عنوة، وما دامت ابتسمت له الحياه لن يدعها تدير ظهرها له مرةً أخرى، فلطالما عانى من فراق أمه ولكنه ليس حاقدًا على همس ووعد لأنهما السبب في ابتعاد والدته عنه، لا بل سعيداً لذلك لأن والدته كانت تحفظها له، تساندها في محنتها.

جلست همس تستند على الطاولة أمامها بمرفقيها، وكفيها يفركان جبهتها بتوتر.

قبض مصطفى على كفيها يجذبهما إليه يضمهما بين راحتيه في حنو، يعلم ما تعانيه من تخبط و حيرة، ولكنه عكسها تماماً، علمته الحياة أن يترك مساوئ غدًا لناظره، وأن يتمتع بما في يده الآن،؛ فمن ذا الذي يضمن بقائه لغد، فتكثر الهموم وينسى المهموم متعة اللحظة.

مصطفى بحنان : مالك يا همس؟! فيكي إيه بس؟! كل دا عشان كتب الكتاب، زعلانة إنك بقيتي ليا؟! ولا مستكترة نفسك عليا؟!

همس باضطراب : مش كده خالص بس......

قاطعها مصطفى بفرحة : أيوه بقى يا شيخه، ايه ده؟! الواحد......

قاطعته همس بدورها : أنا ما قلتش حاجة على فكرة.

مصطفى : شوفتي نسيتني، أبو الزهايمر اللي أنا فيه، تاكلي إيه يا قلبي؟!

همس بامتعاض : قلبك؟!

مصطفى وهو يراقص حاجبيه : الله مش المودام؟!

همس بإشمئزاز : المودام؟!

مصطفى : آه يا روحي، معروفة المودام أو الجماعة.

همس : مصطفى، shut up please.

مصطفى : I can't .

(وحياة أمك نوجة😂).

واستكمل : ما قلتيش هتاكلي إيه يا مزة؟!

همس : actaully, مش عارفه وكمان ما ليش نفس.

مصطفى : لا يا هموسة لازم تتغذي كويس ، أنتي مقبلة على منعطف تاريخي، وكمان أنتي خاسة.

همس متجاهلة المنعطف وأخذت أول ناصية يمين : Thank Godبجد يا مصطفى؟! أنا خسيت؟!

( دخلت لها صح يا درش😂).

مصطفى : جداً، إشتري مني، في حتت محتاجة تقلوظ حبتين.

همس : يعني إيه مش فاهمة حتت إيه دي؟!

مصطفى : لا دي ما تنفعش هنا، لازم نكون لوحدنا عشان أعرف أرفع المقاسات.

و ها قد سحبها مصطفى من دوامة أفكارها إلى عالمه المجنون، حقًا شابوه يا درش.

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

أثناء المناقشة التي دارت بين ثلاثتهم ريان والصقر وماجد، استمعوا إلى صوت صراخ بالخارج.

ريان : وعد Damn it, اللعنة .

هب ثلاثتهم ليستقصوا ما في الأمر، وكان أولهم ريان، وتبعه الصقر ومن خلفهم ماجد، فوجدوا النسوة الحاضرين يتحلقون حول شيء ما يجهل ثلاثتهم ماهيته.

ريان بصراخ اهتزت له جدران الدوار وصعق لنبرته من به : وعد عِمِلتي إيه يا بلوة؟!

رفعت وعد رأسها من انحنائها أرضًا وهي محاطةً بالنسوة هامسةً في سرها بعدما استدارت إليه : وعد، وسنين وعد، كل مصيبة يتشمخلي قوي، وعِمِلتي إيه يا بلوة؟!

وعد موجهةً حديثها لريان : أنت هتقعد تستفسر، وتسيبوا البُنية لغاية ما تقطع النفس.

كانت وعد قد أزالت غطاء وجهها، و أفصحت عن ما تحته، ما هذا؟! مكحلة العينين بكحلةٍ زرقاء قاتمة أعطت لفيروزيتيها رونقًا براقًا، وشفاهها التي صبغتها بأحمر شفاه قاني لامع، وحمرة خدود مخملية تضفي توهجًا وبريقًا، واشمةً ثلاثة فراشات على جانب عنقها من جهة اليمين، تعقص شعرها الذهبي في ضفيرةٍ مقلوبة على كتفها الأيسر، ترتدي عباءةً فضيةً مطرزة، تجعل منها أسطورة من الجمال في هالةٍ شرقية.

أما هو فتيبست قدميه بأرضه وهو يتأملها، فتنةٌ تمشي على قدمين.

ولكنها أخرجته من تأملاته المفتونة بها، وصوتها الذي بات قريباً منه لا يعلم إذا كانت تهمس أم استمع إليها إحداهن، تسبب له حديثها في خلل أو ربما صدمة دماغية error.

وعد : إيه يا اسطى؟! كل شوية يا بلوة يا بلوة إيه؟!

ريان : يا اسطى، هتچلطيني.

بينما اقترب الصقر من الحشد فوجد انجيل أو أحلام تميل بجسدها هي الأخرى ناحية الأرض بجوار جسد ممدد لم يتبين صاحبته؛ بسبب التفاف النساء حولها.

صقر: إيه فيه!

انيتا وهي بتجذب طرف عباءة الصقر؛ فاتجه بنظره إليها.

انيتا : بت عمك العروسة، لِجِيناها غميت، ووجعت من طولها، واتشندلت كيف ما أنت واعي إكده، ما تشوفوا لها حكيم؟!

الصقر بأعين مستديرة من حديث الصغيرة :إنتي چرافيك! ولا إيه حكايتك إنتي؟!

انيتا : أباي، أنت لساتك عتحكي والنسوان كاتمين على نفسها إكده لمن يچيبوا خبرها.

اقترب ماجد من الصقر وانيتا : إيه فيه؟!

انيتا : شهل يا ميجو، و ارفعها من شندلتها دي.

ماجد : هي مين دي؟!

انيتا : مراتك إنت التاني، أباي وِجعت وسط مجانين آني و لا إيه؟!

(أباي أنيتا إيه؟! أنتي يسموكي هدرس ويريحونا 😂)

بينما توجه الصقر خارج الدوار مناديًا على عوض : عوض انت يا واد يا عوض.

عوض : آني إهنه يا صجر، بتزعج ليه؟!

صقر : بسرعة تروح للدكتور منصور بتاع الوحدة الصحية داره، وتجول له ياچي ضروري، وما تعودش إلا وهو في يدك.

عوض : طب ما اروح له الوحدة أجرب.

صقر بنزق لعوض : الدنيا جربت تليل، زمانته همل الوحدة دلوك.

عوض : حاضر، بس ما تخليهوش يديني حجنة.

صقر : لو ما بطلتش حديت عخليه يديك الحجنة.

عوض : لاه، لاه، آني رايح فريرة.

وضع عوض طرف جلبابه في فمه وهرول ناحية دار الدكتور منصور طبيب الوحدة والبالغ من العمر 30 عاماً، حيث يقبع داره على بعد عدة أمتار من دوار الصقر.

اقترب ماجد من الجسد المسجى على الأرض، بعدما أمرتهم وعد بالابتعاد لتتيح الفرصة لسوسن بالتنفس.

وعد : تخري فردة أنتي وهي الله يكرمك،؛ خليها تعرف تاخذ نفسها.

مال ماجد بجزعه عليها يتأمل وجهها بملامحه الطفولية الشاحبة حاملًا إياها بجسدها النحيل بين ذراعيه.

تتبعه وعد قائلةً : اطلع بيها على فوق عقبال ما الدكتور يجي.

صعد ماجد بها درجات السلم وكأنها لا تزن شيئاً، يناظرها بإشفاق، وقد سبقته وعد تدله على الغرفة التي تجهزت بها هي وانجيل، وكانوا يمكثون بها لحين إتمام عقود الزواج.

فتحت وعد له الباب، فاقترب ماجد من التخت الموجود بالغرفة يضع جسد طفلته عليه، فهو من الآن وصاعدًا، وحتى تنتهي تلك المهزلة سيعتبرها طفلته التي سيسلمها يومًا ما إلى عريسها، فإن أخطأت في زواجها سرًا و أصدر الجميع عليها حكمًا لن يكون هو السوط الذي تجلد به.

وضع ماجد يده على جبينها يتحسس حرارتها فأحس بجسدها يرتجف عند لمسها، فكفه الدافئ مقارنةً بحرارة جسدها لوحًا من الجليد.

تألم قلبه بشدة عليها وقام سريعاً يدثر جسدها المرتجف بالغطاء الموضوع على التخت محادثًا وعد : معلهش، ممكن تناوليني شويه مية ساجعة في طبج وفوطة أو أي حتة جُماش.

وعد : حاضر ثواني وراجعة.

اسرعت وعد تهبط السلم متوجهةً إلى المطبخ لتجلب ما طلبه ماجد كي يسعف تلك المسكينة، وما إن رآها ريان تتوجه ناحية المطبخ مسرعة تبعها متمتمًا : دِه وجت وكل.

مدت وعد يدها تفتح البراد، و قد أحست بخطوات تقترب منها فتوجهت ببصرها إليه، وقد صدق حدسه عندما وجدها تهم لتفتح البراد.

ريان : بجى انتي نازلة چري من فوج عشان إكده؟! البعيدة ما عتحسش.

وعد بدهشة : ما لك في ايه؟! أنت بتراقبني؟! وبعدين ما أنا نازلة جري عشان ألحق...

قاطعها ريان بإستياء ظننًا منه أنها تعني بألحق على نصيبها في الطعام فوقف حائلًا بينها وبين الثلاجة.

ريان : إيه دِه!؟! صعرانة إنتي؟!

وعد بعدم فهم : لا مش وقتك خالص، عديني يا حتة، ما فيش وقت دي مسألة حياة أو موت.

ريان : بتجولي إيه؟! إنتي مجنونه؟!

وعد وهي تقترب منه تمد يدها لتبعده عن طريقها، فجذب ريان يديها يلتف بها ساندًا ظهرها إلى الثلاجة مكبلًا ذراعيها من الخلف، محاوطًا جسدها بذراعيه، فأصبح مقتربًا منها حد اللعنة و أنفاسه تضرب وجهها بحرارة وتحولت نظراته من التعجب والدهشة إلى العبث والمجون و عرقا ينبض بجانب شفتيه برغبة ملحة و جسد ثائر .

سلب قربه منها لبها، وأصبحت تناظره هي الأخرى بهيام، تتأمل ملامحه بتيه، في حين كانت نظراته تتنقل بين عينيها وملامح وجهها هبوطًا إلى شفتيها المزدانة بحمرة قانية مهلكة، وهو يقترب ساندًا جبهته إلى جبينها، فإستكان جسدها بين يديه، وصدرها يضرب بقوة بسبب خفقان هذا اللعين القاطن بضلوعها؛ تأثرًا بمشهدهما الحالمي، بعد ما حرر ذراعيها من قبضته، واضعًا كفيه على الثلاجة خلفها، يحتجز جسدها بينه وبينها، يهمس بالقرب من أذنها بنبرة صوته المتحشرجة وهي ذائبة بين يديه، تستمع إلى اسمها من شفتيه، وكأنها تتذوق كل حرف به بنكهة مختلفة عن ذي قبل : وعد، إنتي عِمِلت فيا إيه؟! آني أول مرة أحس بواحدة إكده، فيكي إيه عيختلف عن غيرك إمخليني هتچَنن عليكي إكده؟!

وهنا قد أخرجتها جملته من سحر وجاذبية الموقف، وبدأت الأفكار تتدافع إلى رأسها، وغيرة تعتصر أوصالها، هل يعني أنه رأى الكثيرات؟! واقترب منهن إلى هذا الحد، وربما أكثر من ذلك بكثير، لا، لن تكون إحدى حريم السلطان، و هنا دفعته بعيداً عنها، ولكنه ما زال تحت تأثير قربه منها؛ فلم يستجيب جسده للابتعاد إنه يطالبه بالكثير.

صابحه : إيه ده؟! هو دِه وجته؟!

💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔

وعد ريان بقلمي أسماء حميدة.

ماجد وهو يجلس إلى جوارها على التخت، مسكًا بكفها بين يديه، وقلبه يعتصره الألم على تلك المسكينة وما جلبته لنفسها بتهورها وطيشها، ولكنه يعلم مدى حنكة ابن عمه الراحل بالنساء، فلن تأخذ تلك الصغيرة وقتا كي يوقعها في شباكه، وتساءل هل كان رضوان يحبها بالفعل؟! أم كانت له مجرد نزوة كنزواته المتعددة؟!

وهي هل تمكن عشقه من قلبها لتقدم على ما فعلته فيؤول مصيرها الى تزويجها جبرًا من رجل لا تعرفه ولا يعرفها، ويفوقها بالعمر ضعف عمرها.

واثناء شروده أحس بيدها تقبض على كفه، وهي تتمتم بكلمات لم يفهمها، فاقترب منها وهو يتحسس حرارة وجنتها، يستمع فضولًا لما تتمتم به في خفوت.

سوسن بصوت خافت واهن : حرام عليكي، بزيداكي، اجتليني وريحيني يا أماه.

وبات جسدها ينتفض بشدة، فاستقام بفزع يخرج من الغرفة باحثًا عن الدعم، بعدما تأخرت وعد في موافاته.

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

مصطفى : إيه بقى مش هناكله عشان القمر بتاعي نزل من غير فطار؟! وادينا قربنا على المغرب اهوه؟!

همس : ما تفطر هو أنا منعتك.

مصطفى : لا لازم تاكلي معايا عشان تفتحي نفسي، وبعدين جوزك لما يقول لك على حاجه لازم تسمعي كلامه وتقولي آمين.

همس : انت صدقت نفسك!

مصطفى : والله أنا زيي زيك، مش مصدق، بس دي جوازة ميري يا ماما، والحكومة ما بتهزرش .

همس بعد ما عادت إلى هواجسها بذكره للجوازة الميري.

همس : مصطفى أنا بجد مش مستحملة، فلو سمحت قوم خلينا نروح، ونفكر هنعمل إيه في الكارثة دي.

مصطفى : كارثة! بقى جوازي منك كارثة؟! أمال فين لهفة البدايات، طب إيه رأيك مش هنتحرك من هنا غير لما تاكلي معايا، إحنا ناكلنا لقمة الأول وبعدين نقعد نفكر هنعمل إيه، و استكمل واقفًا : هروح أجيب لنا حاجة ناكلها بسرعة واجي.

ذهب مصطفى لإحضار وجبتين من أحد محلات الوجبات السريعة، وتركها تنتظره بالمقهى.

بعدما ذهب مصطفى بقيت همس تفكر في حل لتلك المشكلة، ولم تلحظ ذلك السخيف الذي يقترب منها قائلًا : الجميل قاعد لوحده ليه؟! هو ما جاش ولا اتاخر عليكي؟! تصدقي ما عندهوش نظر.

همس : افندم! حضرتك بتكلمني أنا؟! الشاب : أيوه بكلمك أنت يا قمر.

ومد يده يسحب الكرسي المقابل لها يجلس عليه بسماجة.

همس : ايه اللي أنت عملته ده؟! قوم لو سمحت واتفضل من هنا.

وفي هذه الأثناء أتى مصطفى حاملًا في يده وجبتي الطعام، وما إن رأى رجلاً يجلس أمامها على الطاولة، حتى اندفعت الدماء إلى رأسه، يتقدم منهما بحنق شديد، وهو يلاحظ توترها و وملامح وجهها التي تدل على الغضب مشيرة إلى الجالس أمامها كعلامة منها برغبتها في ابتعاده عنها.

وصل مصطفى يقف خلف الشاب الجالس مواليًا ظهره لباب المقهى واضعًا يده على كتف الشاب، يقرص عليه بقوة.

مصطفى موجهًا حديثه للشاب : إيه اللي مقعدك هنا يا حيلتها؟!

همس : الحيوان ده قاعد هنا من غير استئذان.

مصطفى : ده أنت نهار أمك مش فايت.

(لا على الهادي يا درش انت لسه خارج من القسم😂).

أسقط مصطفى ما بيده ، وهو يجذب الكرسي الذي يجلس عليه هذا السمج يطرحه أرضًا على ظهره ويجثو سريعاً فوقه، يواليه ضر.بات متتالية بقبضته اليمنى في أماكن متفرقة بوجهه وصدره، ويده الأخرى تقبض على قميصه من الأمام، وبدأت الناس في المقهى تحاول إيجاد طريقة لتخليص الشاب من بين يديه، ورفع مصطفي الجاثم فوقه، ولكن استماتت قبضته على ملابسه يأبى نزعه من فوقه، وهو مستمر بلكمه بو.حشية.

مصطفى : أقسم بالله اللي هيحاول يخلصه من يدي، لا هاسيبه هو وامسك فيه.

😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂

عند محمد وسارة.

بصق محمد ما في فمه وهو يسعل بشدة، فقد كان ممسكًا بكوب من الكولا يرتشف منه، وما إن سمع ما قصته والدته حتى توقف ما بحلقه من هول ما سمع.

تحية : اسم الله عليك، مالك يا ابني؟!

سارة بفزع وهي تقترب منه تضربه بخفة على ظهره : أنت كويس؟!

رفع محمد رأسه إليها ونيران من الغضب الجحيمي تحتدم بعينيه، نافضًا يديها بعيداً عنه قائلًا بغضب : مكانك، اقعدي مكانك.

نظرت اليه في دهشة، ماذا فعلت لكل هذا الغضب!

أما هو تدافعت الأفكار برأسه، ابن عمها الذي كان يتردد عليهم بالفترة الاخيرة في منزلها؟! أكان يأتي لرؤيتها؟! أحلم بها زوجة له وطلب يدها ليحقق أمانيه فيها؟!

وهي أكانت تجالسه وتركته يحادثها ويتودد لها؟! أصارحها بحبه؟! والألعن أحاول الاقتراب منها كما فعل هو منذ قليل؟! كل هذا دار بمخيلته، فأشعل ما به من غضبٍ ثائر.

محمد لوالدته : إيه اللي أنتي بتقوليه ده يا أمي؟! سارة لسه صغيرة، مش المفروض نتكلم قدامها في الحاجات دي، وكمان دي في ثانوية عامة، إزاي تملوا دماغها بالكلام الفارغ ده؟!

(يا راجل😂).

تحية بإصرار : سارة مش صغيرة، وبعدين ده ابن عمها وشاريها، ودخل البيت من بابه وطالب ايدها، وبعدين يعني هو ممكن يستناها لغاية ما تخلص السنه دي، بس هي توافق وتدي له ريق حلو.

بماذا تهزي والدته أقالت شاريها وتريدها ان توافق؟! لا وتعطيه ريق حلو! ماذا تعني بريق حلو؟! أن يتقربا من بعض، ويتجالسا، وربما يتقابلا خارجًا، ويحادثها ليلاً في الهاتف، ويسمعها كلمات الغزل إلى هنا ولم يحتمل.

فاحتدت نبرته : إنتي بتقولي إيه يا أمي؟! الموضوع ده يتقفل خالص، وأنا هتكلم مع عمتي وأشوف إزاي تملى دماغها بالكلام الفارغ ده.

تحية : يا ابني ده ابن عمها، وهيخاف عليها، وعمتك عاوزاك تكلمها وتقنعها.

محمد بثورة : كمان!

تحية بعدم فهم : كمان ايه؟!

محمد بارتباك : كمان فيه فرق في السن ما بينهم.

تحية بتفسير : إيه يعني تمن سنين؟! مش فرق، وبعدين ما طبيعي إن الراجل يبقى أكبر من مراته.

محمد وقد وقعت كلمتها على مسامعه كالحمم تلهب قلبه، وتشعل فتيل الغيرة، تفجر داخله قنا.بل من الغضب.

محمد بمهادنة عكس ما بداخله : وماله؟! أقنعها حاضر.

اقترب محمد من سارة قابضًا على معصمها يضغط عليه بقوة ساحبًا إياها خلفه، يتوعد لها بالكثير.

وهناء تشاهد وقلبها يرتعد بعد ما رأت حالة أخيها، وعلمت من سارة منذ قليل أنه بدأ يستشعر ما بها من عشق له، وتعلم أيضاً غضب أخيها فبالرغم من حلمه إلا أن غضبه لا يحتمل، غيرته يمكن أن تصله إلى حد الجنون، وربما يحتد عليها ويقدم على فعل شيء يندم عليه.

تحية لهناء : تفتكري هيعرف يقنعها؟

هناء : ربنا يستر. 











😱😱😱😱😱😱😱😱😱😱

خرج ماجد من الغرفة يبحث عن وعد، ويسأل ربما أتى الطبيب لإغاثتها.

هبط ماجد الدرج متعجلًا، وجد الصقر قد أخلى الدوار ممن فيه

، متحججًا بأن العروس لم تحتمل الفرحة فأغشي عليها، وبالطبع لم يراجعه أحداً في حديثه، بالرغم من عدم اقتناعهم بالسبب.

ماجد لصقر : إيه يا صجر؟! شيعت للدكتور؟

صقر : أيوه شيعت له عوض، وزمانته على وصول.

ماجد : امال فين وعد؟! انا بعتها تاچيب مية ساجعة؛ عشان حرارتها عالية فوج.

صقر : ماعرفش، و ريان مش باين هو التاني.

وجه صقر حديثه لمن تقف بعيداً عنه تناظره بتمعن لا يستطيع تفسيره.

صقر بارتباك : معلهش، اطلعي لها شوفيها على ما الدكتور ياچي، ماچد مش هيعرف يتصرف، و أمها روحت مع الحريم. 










صعدت انجيل دون كلمة لتنفذ ما قال، بينما ماجد مستغربًا ما فعلته والدتها، أي أم هذه تترك ابنتها في تلك الحالة وتغادر؟!

يبدو أن تلك الصغيرة عانت كثيراً مع أم انتزعت من قلبها الرحمة لصغيرتها، حتى وإن كانت مخطئة، فماذا عن قلب الأم! الذي يسخط ويسامح، يعاقب ويتألم، يقسو وداخله يلين إلى من أنجبتها أحشائها، فبعد مغادرة والدتها وما استمع إليه من صغيرته وهي تهزي من الحمى علم كم المعاناة التي عايشتها؛ فزاد تعاطفه معها.

ثواني وأتى عوض ومعه الطبيب منصور.

منصور : السلام عليكم، إزيك يا صقر بيه؟ عوض قال لي إن حضرتك عاوزني.

صقر : وعليكم السلام يا دكتور، إچيت في وجتك، إطلع معاه يا ماچد وري له الجاعة.

تذكر صقر أن فاتنته معها بنفس الغرفة.

صقر : ولا اجول لك آني چاي معك.

صعد صقر وماجد و برفقتهم الطبيب الى حيث الغرفة التي يتمدد به جسدها بإعياء شديد.

طرق ماجد باب الغرفة و انتظر بقلق حتى أذنت له انجيل بالدخول : Come in.

( يا شيخة 😂).

دخل الطبيب الغرفة ونظراته تستكشف المكان إلى أن وقعت عينيه على انجيل بملامحها الاجنبية وزينتها وجمالها الذي جعله يتفرس بها في تمعن.

لم يخفى على الصقر نظرات الطبيب إليها.

صقر بغضب : إيه يا دكتور؟! حتفضل واجف عنديك كتير ولا إيه؟! شكلك إكده مش هتلحج تكشف على الحالة؟!

استفاق منصور من تأمله لها على تلميحات الصقر.

فتساءل منصور بارتباك : هي فين الحالة؟!

الصقر بنبرة غاضبة : خبرك إيه يا دكتور؟! ما هي جدامك أهي ؟! عميت إياك؟!

لم يستطع منصور الرد على إهانة كبير البلد و نائبها وهو الغريب عن البلدة و عن الوجه بأكمله.

بدأ منصور في مزاولة عمله بمهنية.

بينما وجه الصقر حديثه لانجل : تعالي عاوزك.

تبعته انجيل إلى خارج الغرفة.

فوجه منصور حديثه لماجد : شوف لنا حد يستنى مع الحالة، واتفضل حضرتك عشان أكشف عليها.

ماجد : ما تكشف خلصنا، هو في حد حاشك؟! آني چوزها.

وزع منصور نظراته ما بين ماجد وتلك الصغيرة، بالرغم مما ترتديه والزينة التي تزين وجهها إلا أن فارق العمر الكبير واضح بينهما لكن ما خصه.

انصاع الطبيب لحديث ماجد.

منصور : طب ممكن تساعدني.

ماجد : جول عاوزني أعمل إيه؟ و آني اعمله.

منصور : اكشف دراعها عشان أقيس ضغطها.

اقترب ماجد لينفذ ما قاله الطبيب وما ان رفع اكمام العباءة التي ترتديها حتى راى ما لا يتوقعه...... 

           الفصل السادس والعشرين من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1