رواية وعد ريان الفصل السادس و الثلاثون 36 بقلم اسماء حميدة

 




رواية وعد ريان الفصل السادس و الثلاثون 36 بقلم اسماء حميدة


اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين و كل من له نبي فيصل عليه.

الله لا إله إلا هو سبحانك اني كنت من الظالمين.

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

أعدت هناء حقيبة بها بعض الأغراض التي سيحتاجونها أثناء تلك السفرة وبها بعض الملابس السوداء التي ستلزمهم هناك.


حمل محمد الحقيبة، وقامت هناء بدعم سارة أثناء هبوط السلم، فهي تتحرك وكأنها جسد غابت عنه الحياة.


أما الذي يسبقهما بخطوات، كان يعاود النظر خلفه إليها كل برهة، وقلبه يؤلمه لما آلت إليه حالتها، يود لو يدخلها بين ضلوعه يطيب آلامها، وعينيه ترجوها التماسك و تسألها السماح، فلم يجد حلًا آخر أمامه سوى ما أقدم على فعله، وذلك بعد ما قابل عمها و إبنه بالمشفى، وسيطرتهما المطلقة على عمته، وفرضهم الرأي في ضرورة تشييع الجنازة، و إتمام مراسم الدفن من بلد زوج عمته بسوهاج.


وتلك التحكمات لم تروقه على الإطلاق.

فقد استمع من قبل لقصة حب عمته وزوجها، ومدى تشدد عائلة زوجها في الماضي بضرورة زواجه من ابنة عمه، وعند رفضه اعتبروه في عرفهم خارج عن قانون العائلة.

ففي معظم عائلات الصعيد زواج الأبناء يكون من نسل العائلة.


كما أن محمد يعلم بأن زوج عمته لديه إرث في الصعيد، لا يعرف قدره ولا يريد أن يعرف، فكل ما يهمه سارة، سارة و حسب.


ولكن إذا كان ميراثها هذا ذو قدر، ربما يسعى عمها لزواجها بإبنه طمعاً في هذا الإرث، وربما يستميت على تلك الزيجة تأميناً لإبقاء هذا الإرث داخل العائلة.


استوقف محمد سيارة أجرة، وفتح الباب الخلفي؛ لتجلس صغيرته، وهو يعاونها على الصعود.


بينما استدارت هناء حول السيارة؛ لتجلس إلى جوارها.


و قام السائق بفتح الجيب الخلفي للسيارة؛ ليضع محمد حقيبة السفر التي بيده، وجلس في المقعد المجاور للسائق.


كل ثانية يرفع بصره إليها، يجدها تستند برأسها على زجاج النافذة، مغمضة العينين والدموع ترسم مجراها على خديها بصمت معذب لقلبه المنفطر ألمًا عليها.

وهناء تقبض على كفها تربت عليه بمواساة.


وضع محمد يدًا على جيبه يطمئن على تلك الأوراق بحوزته، والتي استكمل بياناتها في غرفته، أثناء تحضير هناء حقيبة السفر قبل مغادرته، وتلك المتقوقعة على حالها في جهل تام لما دار ولا أحداً غيره يعلم ما يدور برأسه.


بعد نصف ساعة وصلت السيارة إلى المشفى، فترجل محمد يفتح لها الباب، وهو يلتقط كف يدها يعاونها على الخروج من السيارة.


وما إن رأت سارة هذا الحشد المتجمهر أمام المشفى، بعد تمام علم جميع أهالي الذين لقوا مصرعهم في تلك الحادثة المفجعة، والعديد من السيدات المتشحات بالسواد، و الكثير من الأطفال الذين تصاعدت أصواتهم بالبكاء، وامتزاجها مع أصوات صراخات وعويل هؤلاء النسوة في سيمفونية تبعث الرهبة والخوف في النفوس، وخاصة نفس تلك الصغيرة.


رائحة الموت تفوح في الأرجاء، وكأنه يوم النفخ في الصور.

دارت بعينيها حولها بصدر منقبض، وقلب يتملكه الرهبة و الخوف، و أخذت وتيرة ضربات قلبها في الإنخفاض، حتى غامت الصور أمامها، و تلاشت الأشخاص والأماكن، وصوت العويل يضرب حواسها السمعية بأصوات صخب المحيطين بها، وبات الصوت يضرب أذنيها كقرع طبول الحرب، و هناك صوت من اللا شيء يناديها فاستجابت لدوامة الظلام التي تسحبها إلى العمق.


كان المتابع لها يسير جوارها يقترب بها من تلك الحشود، حتى توقفت أقدامها عن السير تتابع ما حولها بتيه، فرفع ذراعًا يحاوط كتفها، ورفعت بدورها يداً تتشبث بقميصه من الأمام بأنامل مرتجفة، وجسد متشنج إلى أن أحس بجسدها يتراخى، فأمسك كفها المتشبث به، وخفض رأسه يطالعها، فوجدها ترمش بعينيها وهي تهز رأسها يميناً ويسارًا برفض للواقع الذي يدور حولها، حتى استجاب جسدها لرغبة عقلها الذي يطالب كلاهما بالإنفصال عن الواقع، وجسدها يتسرب من بين قبضتيه كالماء.

وقبل ارتطامها بالأرض، هبط بجسده يدعمها إليه، وهو يخر ساقطًا معها على ركبتيه، يستحلفها الصمود والبقاء لأجله، وهو يربت على خدها بحنو و قد فرت دمعةً هاربة من بين جفنيه، قائلًا : سارة، سارة حبيبتي، ردي عليا، سااااارة.

قال الأخيرة بصراخ غطت عليه أصوات أخرى توازيه ألمًا و هي أصوات المتجمهرين.


حمل جسدها بين ذراعيه يتجاوز الحشود، وعندما خطت قدماه بوابة المشفى، أخذ يدور بعينيه حوله عله يجد من يساعده، فوجد إحدى الممرضات تمر أمامه فاستوقفها قائلا : لو سمحتي، أنا معايا حالة، أروح بيها فين؟


بينما لحقت به هناء تهرول خلفه.


أجابته الممرضة، وهي تشير إلى آخر الممر : روح بيها الإستقبال، الطوارئ زحمة دلوقتي؛ بسبب الناس اللي جم في الحادثة.


أجابها محمد بإمائة من رأسه، وهو يتوجه بها نحو الجهة التي أشارت إليها الممرضة.


في تلك الأثناء كان يهبط الحاج سامح عمها وابنه علاء درج المشفى متوجهين إلى الإستعلامات؛ لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إستلام جثة فقيدهم، أم لازالت هناك إجراءات أخرى.


وقع بصر سامح على محمد، وهو يهرول ناحية الممر، فنكز علاء في ذراعه، قائلًا بتهكم، وهو يشير ناحية محمد : مش ده الشملول ابن أخو الغندورة مرات عمك؟!


توجه علاء ببصره حيث يشير أبيه، وهو يرد عليه بنفس النبرة التهكمية التي ورثها عن أبيه (فحقا صدق من قال هذا الشبل من ذاك الواطي😂)، قائلًا : أيوه يابا هو، بس مين دي اللي شايلها🤔؟! ورايح بيها على فين؟! لا تكون سارة بت عمي؟!


سامح (ومش قادرة أقول حاج مش طالعة 😁) : لازمن هي سارة، هم يا علاء نشوفوا إيه الحكاية! الواد ده مش مريحني، وشكله إكده هيخربطلنا كل اللي مخططينله.

اسرع الاثنان خلف محمد؛ ليستقصوا ما في الأمر.


بينما دخل محمد وهو يحملها، وخلفه هناء إلى غرفة الإستقبال، يريح جسدها على السرير الطبي.


اقترب منهم الطبيب متسائلًا : مالها؟! إيه اللي حصل لها بالظبط؟!


وهو يمد يدًا يمسك معصمها، واضعًا إبهامه على شريانها النابض، وهو ينظر لساعة يده، والآخر يجيب بإقتضاب و غضب مكتوم؛ لكونه ممسكاً بيدها (ما تبقاش قفوش يا بوب، ده الدكتور أمال هيفحصها بالنية🤔😂) : ما أعرفش، فجاءة وشها إصفر، وبدأت ترتعش، و اغمى عليها، وبعدين حضرتك اللي بتسألني!! مش إنت المفروض الدكتور؟! ولا إيه؟!


وفي هذه الأثناء دخل كلاً من سامح وعلاء، وهما يبديان تأثر و لهفة مصطنعة.


سامح وهو يسأل الطبيب : إيه فيه يا دكتور؟! مالها الغالية بت الغالي؟!


أجابه الطبيب بعدما خالت عليه لهفة هذا الكهل، قائلًا بتبجيل : ما تقلقش يا حاج، خير إن شاء الله.


رفع الطبيب كفه نحو رأسها يفرج جفنيها، وبيده الأخرى كشافًا صغيراً، وهو يميل برأسه إليها، يفحص قاع عينيها، و أحدهم يتميز غيظاً،.

إلى أن اقترب علاء من السرير إلى جانب محمد، يمد يده؛ ليلتقط كف يدها بحنان زائف.

فوجد من يقبض على معصمه كالكماشة قاطعًا عليه الطريق إليها، ونظرات الغضب تتفاقم داخل مقلتيه يوزعها بين الطبيب و علاء، وهو يعيد ذراع الآخر بحدة إلى موضعها.

موجههًا حديثه إلى الطبيب الذي قام برفع كم العباءة السوداء التي ترتديها بمعاونة هناء، و هو يلف جهاز قياس الضغط حول ذراعها، و أنامله تتلمس يدها عن غير عمد، ولكن تلك اللمسات زادت من إثارة غيرته، واندلعت بداخله نيران تأكل أحشائه، قائلًا بغضب 😣 : ما خلاص بقى.


توجه بصر كل من بالغرفة إليه، و علاء يناظره بغل مما فعله منذ قليل، قائلًا : إيه فيك إنت؟! مالك بتزعق كده ليه؟! وبعدين فهمنا إيه اللي حصل! مش إنت عملت فيها سبع رجالة في بعض، وقلت هروح أجيبها؟! فهمنا بقى إيه اللي جرى لها؟! وإزاي شايلها، وماشي بيها كده قدام الناس؟!


ناظره محمد من أعلاه إلى أسفله، قائلًا بنبرة هازئة : أطمن عليها الأول، وبعدين نشوفوا حكاية السبع رجالة في بعض دول، وبعدين يعني واحدة أغمى عليها في الشارع، وأنا اللي المفروض أقرب حد ليها، عاوزني اسيبها عقبال ما أخد الإذن؟! واخده من مين أساساً؟!


سامح : بزيداكوا نجار عاد، مش وقته حديتكم ده.


أزال الطبيب سماعة أذنه، وهو يفك جهاز الضغط محررًا مرفقها، و وجه حديثه إلى سامح : ما تقلقش يا حاج، ده ضغطها واطي شوية، وشكلها ما أكلتش حاجة من الصبح، وهو ده اللي عمل لها هبوط.


قال هذا، وهو يقوم بحقنها بعقار رافعًا للضغط في الوريد.


محمد بلهفة واضحة : يعني هي كويسة؟


الطبيب بعدما لاحظ اللهفة بعينيه، كما قرأ الغيرة بهما منذ قليل، قال يطمئنه : ما تقلقش يا استاذ، خطيبتك بخير.


سامح بحدة : خطيبة مين يا دكتور؟! دي بت أخوي الله يرحمه، وخطيبة ولدي ده.

وأشار إلى علاء، ومحمد يزجرهما بعينيه، و لسان حاله يقول (مهلًا لازال بجيبي الكارد الرابح).


الطبيب يتحمحم بحرج : طب يا جماعة، الآنسة كلها ساعة وهتفوق، وتقدر تروح معاكم، وأنا هبعتلكم حد من التمريض يعلق لها محلول.


أخذ كلاً من محمد وعلاء ينظر كلًا منهما إلى الآخر بندية، وكأنهم زوج من الديكة بأعرف حمراء.


جاءت الممرضة وقامت بتعليق المحلول المغذي لسارة وهي تقول : ألف سلامة عليها، معلش بستأذن حضراتكم محتاجين حد في الإستعلامات عشان حساب المستشفى.


بالطبع هو لن يتحرك من جوارها قيد أُنملة، ليس لكونه لا يرغب في سداد فاتورة المشفى، ولكن لن يدعها مع هذا العلاء، حتى ولو كانت أخته و عمها معهما.


قال سامح لولده : روح يا علاء ادفع حساب المستشفى.

وهو ينظر بسخرية إلى محمد، ولكن محمد يناظره بنظرة تهكمية تقول (اسخر كما تشاء فلن أبرح مكاني).


استوقفه محمد قائلًا : معاك تحاسب يا لوئة؟! ولا أقولك، ومد محمد يده إلى جيبه يخرج حفنة من النقود، قد جلبها معه تحسباً لأي ظروف يناولها إلى علاء مستكملًا : خد حاسب يا لوئة، وهات الباقي.

(👏بوم إدي جامد يا بوب😂).


علاء وهو يجز على أنيابه بغيظ : كفي نفسك.

(وحشة يا لوئة 😂).


بعد مدة تقارب الأربعين دقيقة، بدأت من على الفراش ترمش بعينيها، وهناك زوج من العيون تراقبناها.

بينما ذهب سامح وعلاء بعد عودة الآخر من الحسابات إلى إدارة المشفى، بعد استدعائها لأهالي المتوفين ممن جاء دورهم لاستلام جثث ذويهم من المشرحة في المكبر.


مد محمد يده يتلمس جبهتها ومنبت شعرها أسفل غطاء الرأس الأسود، الذي كانت تضعه بإهمال إثر هذا الموقف المهيب، برغم من كونها غير محجبة.


التقت نظراتهما إحداهما حزينة معذبة، والأخرى حانية مطمئنة، قائلًا لها بنبرة قوية : أنا مش عايز أشوفك كده، مش عايز أشوفك بالضعف ده، ما تعودتش عليكي كده، دايماً بشوفك قوية وناشفة، مفيش حاجة تقدر تهزك أو تكسرك، عمي دلوقتي في مكان أحسن، وما أظنش إنه هيبقى مبسوط للي إنتي فيه ده، قومي أوقفي على رجلك، عاوز أشوف سارة بتاعت زمان اللي بتاخد من الدنيا اللي هي عاوزاة، مش اللي راضية باللي الدنيا بترميهولها، ما حدش بيموت ورا حد، كنت مت أنا ورا أبويا، لكن فيه ناس في رقبتي مسؤولين مني، وإنتي كمان في ناس في رقبتك، ناس ما ينفعش تضعفي عشانهم، قومي يا سارة عشان كلنا مستنيينك.


كلماته شدت من أزرها وهونت عليها بلائها، فهزت راسها بإقتناع تاركة خلفها رداء التيه والحزن تتلبس عباءة القوة والصبر على ما ابتلاها الله به .


بعد نصف ساعة قد أشرف المحلول الذي قامت الممرضه بتعليقه لها، مع انشغال هذان الطامعان في الإجراءات لإستلام الجثمان، وقامت هناء باللحاق بعمتها وأمها لإلهائهما عن تأخر سارة ومحمد، بأن أخبرتهما أن الإدارة قد استدعتها هي وعمها لإتمام الإجراءات، فصاحبها محمد.


بينما قامت الممرضة بنزع تلك الإبرة المنغرسة بوريدها، وعاونها محمد على القيام من فراش الإستقبال، وهو ينزل قدميها أرضًا، ويمد كفه لها ملتقطاً راحتها في قبضته، يقف أمامها، وهي ترفع رأسها إليه، وتشابكت النظرات تحكي الكثير.


(و كفاية كده لسه ما دفناش الراجل، لازم يكون فيه حبة حساسة 😂).

^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^_^^

وعد ريان بقلم أسماء حميدة.

بعد إغلاق مصطفى الهاتف مع وعد ناوله لتلك المستشاطة أمامه غضبًا، والتفت إلى السائق، قائلًا له : طب اسبقنا إنت يا اسطى على العربية، وإحنا ربعاية وهنحصلك.


ذهب السائق يصعد إلى السيارة، بينما وقف مصطفى أمام بوابة البناية، مناديًا بصوت مرتفع كي يتنبه إليه صبي المقهى حوكة : ولا ياحوكة.

أجابه الصبي من الجهة الأخرى بصوت عالي : جايلك يا معلمي.


أنزل الصبي ما بيده من طلبات للزبائن على الطاولة التي أمامه، واضعاً حامل المشروبات( الصينية) تحت إبطه، وهو يركض سريعاً يلبي نداء المعلم مصطفى، كما يلقبه هو و أهل الحارة.


حوكة بعدما صار أمام البناية : أؤمرني يا مَعْلَمة.


مصطفى مشيراً برأسه ناحية السيارة : شوف الأسطى يشرب إيه، ثم وجه مصطفى حديثه إلى السائق وهو يتقدم إلى السيارة يستند بقبضتيه على نافذة الباب المجاور للسائق و الذي أنزل زجاجه من قبل قائلاً : ألا إنت فطرت الأول يا أسطى؟!


قال السائق بأدب تقديراً لكرم إبن البلد مصطفى : تشكر يا ذوق، هبقى أخد أي حاجة في الطريق.


مصطفى وهو يستقيم في وقفته رافعًا كفيه متخصرًا : جرى إيه يا عمهم؟! إنت بتشتمنا في منطقتنا، و عاوز تمشي من غير ما تاخد واجبك.


السائق : العفو يا كبير، على العموم واجبك مقبول.


مصطفى : يبقى تقفل عربيتك، وتنزل تاخد واجبك، عقبال ما الجماعة يحضروا نفسهم.


(بيتهيألي الجماعة متحضرين يا درش 🤔و لا أنت لسه ليك شوق في حاجة تاني 😏)


و وجه مصطفى حديثه لحوكة : أمال فين الحاج يا حوكة؟


حوكة : الحاج زكري خد اصطباحته، وقام هو والمعلم حسني صاحب محل الخردة اللي جنبنا ومشيوا من 10 دقائق يا معلمي.


مصطفى لحوكة : طب خد الأسطى معاك ورستقه وسنجفله أجدع فطار من عربية عمك حبشي بتاع الكبدة، وأفتحله ساقع أوام.

(طب نصين معاك بقى يا درش، الله يكرمك😂).

ثم توجه إلى السائق قائلاً : ليك في الشيشة يا....


السائق وهو يرفع يده إلى صدره بإيمائة تقدير : سامي، سامي يا كبير.


مصطفى : عاشت الأسامي يا أسطى سامي.

(الله على السجع يا ديشة، إنت هتقعدني في البيت بقى 🤔خليك في محنك وسيبني أنا أؤلف و اسجع براحتي، قشطات😂).


سامي : بس ما لهاش لازمة الشيشة يا معلم، عشان بس ما نتأخروش.


مصطفى : ودي تيجي، والله ما يحصل، لازم تاخد واجبك كامل مكمل، ولا ياحوكة رص كرسي معسل فاخر هنا لأبو الأسطوات.


حوكة : عونيا يا مَعْلَمة.

(حوكه عونيا دي بتاعتي😏 استأذنت قبل ما تاخد جملتي😂).


توجه الأسطى سامي مع حوكة إلى المقهى.


بينما عاد مصطفى لتلك الواقفة تعقد ذراعيها إلى صدرها، تهز إحدى ساقيها بعصبية، وهو يرد بوابة البناية دون أن يحكم غلقها، مقترباً منها قائلًا بمشاكسة : القمر زعلان، ومتعصب ليه؟!


ناظرته بإستغراب، وكأنها تقول له إحدى طلاسمنا التي تعجز عن ترجمتها كل المعاجم والشفرات (ما إنت لو مهتم؟! كنت عرفت 😂) ثم عدلت بنظرها عنه تصرفه إلى الجهة الأخرى، فخطى يقف أمامها بالجهة المقابلة يشاكسها قائلًا : لا ده الموضوع كبير بقى!! بس أنا مصمم أفهم هموستي مقلدمة ليه؟!


إلى هنا ولم تستطع إلتزام الصمت، فانفجرت به قائلة : إيه مقلدمة دي؟! و إنت إزاي يا أستاذ إنت تكلم وعد بالطريقة دي؟! وكل شوية إحنا بقينا أهل، إحنا مش إتفقنا إننا هناخد وقتنا، ونفكر كويس، ونشوف إحنا هنكمل ولا لأ؟!


أشار إلى حاله يناظرها باستغراب : أنا اتفقت معاكي على حاجة زي كده، وحتى لو!! اللي كان من شوية ده كان إيه؟! إنتي فاكرة ولاد الناس لعبة ولا إيه؟! ده أنا اجرجرك في المحاكم، و افضحك وهقول لكل الناس إنك كنتي بتغرغري بيا، وسلبتيني أعز ما أملك.

(🤔إيه ده يا زميلي خدت الموبايل😂).


لم تملك همس حالها، و انفجرت في الضحك متناسية غضبها منه، و استغل هو حالة الانشكاح تلك، يقبض على كفها يسحبها وراءه هابطًا إلى شقة البدروم، وهو يسألها كي يلهيها : ألا قولي لي يا هموستي؟! هي وعد دي أختك أختك؟! ولا أختك أختك؟!


همس من بين ضحكاتها : مش فاهمة يا مصطفى؟! يعني إيه أختك أختك دي؟!


مصطفى وهو مستمر في السير، قائلًا : إيه هو اللي مش فهماه؟! أقصد يعني وعد تبقى أختك شقيقتك؟! ولا أختك من أم وأب تانيين؟! أصل لسانها زفر أوي الصراحة.


مد يده بالمفتاح، كي يفتح باب الشقة، و قد استدركت حينها أنهما يقفان على عتبة الشقة السفلية، قائلة وهي تجذب يدها من قبضته : إيه ده؟! إنت جايبنا هنا ليه؟!


مصطفى قائلًا بمرح : عشان أحضر شنطة هدومي، هكون جبتك هنا ليه!! هغتصبك مثلاً.


همس قائلة بحرج : مصطفى، وبعدين معاك؟!


مصطفى : وبعدين معاكي إنتي؟! إنتي خايفة مني؟! أنا استحالة أعمل حاجة ضد رغبتك، ولا عمري هجبرك على حاجة، إنتي في نظري غالية أوي، ولا يمكن أخدك في السر ولا في الخفى، إنتي أميرة، و الأميرة لازم تدخل بيتي بفستانها الأبيض، ويلا بقى نحضر شنطة الهدوم بسرعة خلينا نتحرك، بدل ما أغير رأيي، وأفكر في موضوع الاغتصاب ده، الفكرة بدأت تشدني.


دخل الاثنان إلى الشقة، ليحضر مصطفى حقيبة سفره، وهي تجلس على تخته تضع ساقًا فوق الأخرى، تتابعه وهو يضع ملابسه في الحقيبة بتنسيق ونظام، وهي تدور بنظرها في الأرجاء لتلك الغرفة المرتبة، رغم بساطتها وشكائر الأسمنت المرتصة إلى جانب السرير بنظام.


أخذت تقارن بين حالها وحاله، فهي لا تعرف عن النظام شيئاً، فلقد وضعت ثيابها متكورة داخل الحقيبة بإهمال.

بينما هو يرتب محتويات حقيبته بدقة.


مصطفى بعد أن وجدها تتابعه بإمعان، فسألها مستفسراً، وهو يغمز لها بعينيه : إيه فيه إيه؟! بتبصي لي كده ليه؟! أوعي تكوني مفكرة إني عشان جبتك هنا إني سهل، وتقدري تستغلي براءتي.

(براءتك؟! ده إنت تستحق إعدام على سفالتك يا درش🤝😂).


اطرقت رأسها تبتسم بخجل، بينما وضع هو ما بيده داخل الحقيبة، واقترب منها يجلس أمامها القرفصاء أرضًا يمسك بكفيها بين راحتيه ، يحادثها بأعين تلمع بالحب، وهو يأسر عينيها بنظراته قائلاً : همس، أنا حياتي ما بقى لهاش طعم غير لما شوفتك، فجأة من غير استئذان دخلتي قلبي، واستربعتي فيه، عارف إني ممكن ماكونش الإنسان اللي يستحقك، بس اللي أقدر أقولهولك إنك لو اخترتي تكملي حياتك معايا، مش هخليكي تندمي لحظة واحدة على قرارك ده، فكري عشان خاطري .


أماءت له همس كالمسحورة، فرفع كفيها إلى شفتيه يقبلهما برقة و نعومة، ثم استقام واقفًا، وهو يقول : كده بردو تنسيني المفاجأة اللي أنا محضرهالك.


ثم أخرج من جيبه بضعة أوراق مطوية، يمد يده بها إليها، فتناولتها تنظر بها، وجدت أنه عقد تمليك لشقة ما، مدون بخانة المشتري إسمها، والى جانب الإسم رقم بطاقتها.


رفعت رأسها إليه متسائلة : إيه ده يا مصطفى؟! وبعدين إنت عرفت بياناتي دي إزاي؟!


أجابها مصطفى قائلاً، وهو يمد يده إليها بالبطاقة خاصتها : ده مهرك يا عروسة، وعرفت بياناتك من البطاقة اللي إنتي نسيتيها معايا وإحنا في القسم.


همس : إزاي؟! و إمتى عملت كل ده؟! والأهم ليه؟! أنا لا يمكن أقبل حاجة زي كده.


أجابها مصطفى بإقرار : لا يا همس، إنتي هتقبلي، لأن ببساطة ده أقل حاجة ممكن أقدمهالك، أنا لو عليا أجيبلك السما بقمرها ونجومها تحت رجليكي، وكمان عشان لما أتكلم مع أختك في موضوعنا تعرف إني شاريكي وإني واخد موضوعنا جد، وده ممكن يخليها تتطمن من ناحيتي، ولو حصل لا قدر الله و قررتي إنك مش هتكملي، اعتبريها هدية مني ليكي لإن استحالة واحدة تانية هتدخلها غيرك بعد ما تخيلتك معايا في كل ركن فيها، يعني ما تفتكريش إني كده بضغط عليكي، أنا عاوزك معايا، عاوزك وإنتي راضية ومقتنعة بحبي ليكي.


مد مصطفى يده إليها بالقلم لتخط هي اسمها، ويكون ذلك ثاني توقيع لها، يقربها منه بعد توقيعها الأول على عقد الزواج بالقسم.

(ما ليش دعوة أنا كمان عاوزة أوقع 😂).


بعد توقيعها مدت يدها بالأوراق إليه مرةً أخرى.

فنظر اليها بإستغراب قائلاً : إيه ده؟! إنتي رجعتي في كلامك؟!


ردت عليه همس بعدم فهم : رجعت في كلامي إزاي!! ما أنا لسه ماضية العقد اهو.


مصطفى : أيوه ما أنا عارف، أمال بتديني العقد ليه؟!











همس : أمال هعمل بيه إيه؟!


مصطفى : أنا أقولك، ثم جذبها وهو ممسك بمعصمها يوقفها أمامه قائلا : ده تحطيه(درش عيب 😱) في شنطتك😂 لغاية ما نرجع أنا و أنتي عشان نسجله في الشهر العقاري، وتشوفي الشقة بنفسك عشان لو محتاجة تغيري فيها أي حاجة، وننزل نشتري أنا و إنتي العفش على ذوقك.


همس بتردد : مصطفى!!


اقترب مصطفى منها و هو لازال يمسك بكفيها يضمهما إلى صدره متنهدًا بشوق ، و قد ظنا أنه استمالها بهديته كأي أنثى يهاديها زوجها و هو أكثر من مرحب لما ستكافئه به، قائلًا بنبرة رجولية متحشرجة : قلبه و عيونه.

همس : مصطفى، مش شايف إن إنت كده بتسبق الأحداث.


نفض مصطفى يديها من قبضته بغضب مصطنع، قائلًا : فصلان🤫 إنتي فصلان، ده بدل ما تبوسيني من هنا ومن هنا، وتقوليلي ربنا يخليك ليا يا جوزي يا حبيبي، وفي الآخر تقولوا علينا إن إحنا اللي نكد.

(أنت ما شبعتش بوس يا درش😂)

💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞

عوده لمسعدة ومنصور.

بعد ما رأى منصور صورة مسعدة على الهاتف، ظنًا منه أنها صورة ملك صديقتها، والتي يعشقها همام أخيها، وكيف لا يعشق هذه الأميرة ذات الجمال الأخاذ؟!

بقى شاخصاً بها، ولما استشعرت مسعدة إعجابه بصاحبة الصورة العائدة إليها في الاصل.


وكزته مسعدة في ذراعه قائلة : إيه فيك إنت؟!


أجابها منصور، ولا زال على حالته البلهاء متنبها لوخزتها : بقولك يا أخ مسعد، مين المكنة اللي صورتها على تليفونك دي يا شبح؟!


ابتسمت مسعدة أسفل نقابها مرددة: أخ مسعد!! دي ملك، ماي توينز، تجدر تجول الفردة بتاعتي.


منصور و هو على نفس حاله : طب ما تظبطني معها يا عمنا.


مسعدة وهي تجاريه : وماله، آني وهي واحد، واللي معاي كانه معها تمام، بس هتجدر على ميمو 😉.


منصور وقد اندمج، وكأنه يحدث مسعد ابن خالته : طب ليه البيعة دي طه؟ وهو إيه اللي هيعرفه بس يا أخ مسعد؟!


مسعدة : على جولك اتفجنا.


منصور بفرحة عارمة : إنت بتتكلم بجد يا أخ مسعد؟!


مسعدة : معلوم، وهي الحاچات دي فيها هزار عاد؟!


منصور ولا زال على فرحته : أنا من ساعه ما شوفتك، وأنا قولت إنك رجولة، واستكمل قائلًا بخيبة : بس مش إنت قولت إنها معجبة بالأخ همام.


مسعدة : ما هي ما كانتش تعرفك يا منص.


أخذ منصور يهندم من ياقة قميصه، قائلاً بتفاخر : عندك حق يا أخ مسعد.


مسعدة : بس عجولك إيه عاد، ملك ما لهاش في المشي العوچ، دي ما هينفعش معها غير السكة الدوري.


منصور : طب إنت شايف إيه يا أخ مسعد 🤔؟!


مسعدة : آني بجول تكتب عليها هي التانية.


منصور بأعين جاحظة : إنت اللي بتجول كده يا أخ مسعد 🤔.


مسعدة : وفيها إيه عاد؟! الشرع إمحللك أربعة، عحرم آني اللي حلله ربنا! وبعدين اختار آني ضرتي، ولا تتچوز إنت واحدة تجرفني؟!


منصور بإطراء : ربنا يكملك بعقلك يا أخ مسعد.


مسعدة : تشكر يا منص.


منصور قائلًا بلهفة : طب ما تكلمها يا أخ مسعد، تيجي تنقي شبكتها هي كمان.

(🤔والله يا منص إنت خربان، والأخ مسعد وتوينزه هيلعبوا بيك الكورة 🤝😂).


كان همام يقف بعيداً عنهما، وهو يعاين الأساور الذهبية، ويتخيل اليوم الذي سيأتي فيه مع محبوبته ملك؛ لإنتقاء الشبكة، وهو يرسم احلامًا وردية.


بينما يقف البائع أمام هذين المعتوهين منصور والأخ مسعد، يتنقل بنظره بينهما، وقد شارف على الجنون.


مسعدة : لاه طبعاً ما هينفعش دلوك.


منصور بخيبة : ليه بس؟! ما تعقدهاش يا أخ مسعد.


مسعده بإقناع : أولا عشان همام ممكن يجتلك فيها، ثانياً لازمن أمهدلها الول، وهي كمان لازمن تشوفك وتتحدت وياك.


البائع بتدخل : الله ينور عليك يا أخ مسعد.

(أهلاً 🤝المعاتيه زادوا واحد على رأي ريو😂).


منصور وهو يناظر البائع بإستغراب قائلاً : خليك في حالك يا أخ، الله يكرمك.


البائع بإعتذار : آني آسف، كملوا كملوا ده أنتوا حاچة عظمة.


توجه منصور ببصره إلى مسعدة وهو يستكمل حديثه قائلًا : طب الحوار ده، هيخلص على إيه يا أخ مسعد 🤔.


مسعدة : ولا يكون عندك فكر، آني هعزمها الليلة على كتب كتابنا، وارتبلك جاعدة إنت وياها لحالكم.


منصور وهو يلتقط كف يدها المختبئ داخل القفازات يقبله بإمتنان : أنا مش عارف أودي جمايلك فين يا أخ مسعد؟! إنت حقيقي ونعم الأخ.


مسعدة : بس آني ليا عنديك طلب.


منصور : يا سلام يا أخ مسعد، إنت تؤمر، ده إنت خيرك مغرقنا يا راجل.


مسعدة : أهي هي دي، بلاها كل إشوي يا أخ مسعد، يا أخ مسعد.


منصور : معك حق إحنا نشيل الألقاب بقى، إنت تقولي يا منص، وأنا أقولك يا مسعد.

(حلاوتك يا منص 😂).

😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂

عند ريان ووعد.

بعد ما توسلته الحل الذي سيخرجها من هذا المأزق ويحافظ على صورتها أمام أختها، غافلة عن أهمية هذا الحل بالنسبة إليه فاجئها قائلاً وهو يدعي التردد : آني بجول إننا نكتبوا و 

             الفصل السابع والثلاثون من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1