رواية وعد ريان الفصل الثامن و الثلاثون 38 بقلم اسماء حميدة


 

رواية وعد ريان الفصل الثامن و الثلاثون بقلم اسماء حميدة


عند ريان ووعد.

لازلت آثار قبلته الجامحة على شفاهها المنتفختين اللامعتين بشهدها المختلط بلعابه، فأسند جبهته إلى جبينها يتنفس أنفاسها سامحًا لها بأخذ جرعة هواء تحتاج إليها رئتيها بعد هذا الهجوم الذي شنه وبقوة على دفاعاتها الهاوية بالأساس أمام سطوته وجاذبيته.

أما هو عندما رفع رأسه إليها، وبخبرته في عالم النساء أن جولة العشق تلك هي جولتها الأولى فأرادها أن تكون مميزة تحفر ذكراها داخلها ما حيت، تلك اللمعة وهذا الاستسلام عزز غروره وثقته بنفسه الراسخة بالفعل.

فأمال رأسه إليها مرة أخرى يلثم شفاهها بقبلات رقيقة كرفرفة الفراشات وهي مغمضة العينين تتملكها حالة من التيه والصدمة لِما تشعر به الآن.

أخذ جسدها ينتفض بين يديه من فرط المشاعر التي تختبرها للمرة الأولى قلبها ينبض بخفقات متتالية وداخلها يتساءل أي لذة تلك التي تعادل لذة العشق، عشقه الريان الذي حملها إلى عالم وردي تحيطهما فراشات الحب ووميض ضوء يسلطه عقلها على نقطة طفت إلى مخيلتها من اللاشئ ألا وهي هل ما شعرت به ولامس أعماق روحها أحس بحلاوته مع أخرى؟

بالطبع لم تكن تلك مرته الأولى ولا تقصد هنا قبلة وعناق، وإنما تعني أبعد من ذلك بكثير فما يتداول عنه في الأخبار وما ينشر عنه من أنباء عن تعدد علاقاته مع العديد من الفتيات منهن عارضات أزياء وفنانات بل وملكات جمال، فهو ريان موشيه أصغر وأثرى رجال الأعمال بأمريكا والعالم ولابد وأنها بالنسبة إليه نوع جديد لم يقابله ويريد أن يختبره.

هنا وعندما جاءت الإجابة السريعة من عقلها الذي أرسل إشارة لحواسها بالثأر لكرامتها المهدورة بعد تلك الإستجابة المهينة والمخزية، فما كان منها إلا أن دفعته عنها بقوة جفل لها هو، مصوبًا نظراته إليها بدهشة ولازال إحساسه بها يشوش تفكيره ويتساءل ماذا حدث (يا بجاحتك😂)، فجاءه الجواب على هيئة صفعة قوية استدار لها رأسه إلى الجهة الأخرى فقد باغتته بردة فعلها تلك.

أشتعلت عيناه بلهيب حارق (فمن تظن نفسها)، وارتد ببصره إليها يفحها حديثه من بين أسنانه وهو يجز عليها بغضب قائلًا : إيه اللي عِملتيه دِه؟!

داخلها يرتجف بشدة من هيئته المخيفة تلك، وهي الأخرى تنهر حالها قائلة (قابلي يا بت الصرمة، قليل إن ما بلعك😂)، وأجابته بقوة زائفة : أنت إزاي يا بني آدم أنت تعمل اللي عملته ده؟!

ريان بسخرية : عِملت إيه؟! وبعدين آني عِملت اللي إنتي كتي عاوزاه من عشية، و لما حصل دلوك ما حسيتش إنك رفضاه.

استعدت لشن هجوم بارد لا يحمد عقباه متخلية عن خجلها وهي تقول : مش للدرجة دي، يمكن من بعيد ليك سحر مانكرش، لكن بعد ما جربت اللي كنت فاكرة إني عاوزاه ما حستهوش زي ما تخيلت.
(ياض يا منحرف على ما اعتقد إنه هينفخك 😂)

جيد، استهدف هو مرماها وسيناورها ليصيب هدفاً يستميت لتحقيقه فوزًا بها فما عايشه معها منذ قليل يستحق إبراز بعض المهارة، فأجابها وعيناه تتابع بعيني محلل بارع في قراءة لغة الجسد قائلًا : عندك حج، مش كل اللي بنحسه بيبجى زي ما بنتخيله، أوجات الواحد بيبجى حابب يچرب حاچة چديدة مع إنه ممكن يكون داج أحلى منيها كتير.

أنوثتها تصرخ بقهر إثر تحطم شيئاً بداخلها تأن فتاته مطالباً إياها بصفعه مرةً أخرى على رده المهين وقد استحالة معالمها إلى العدوانية والشراسة، وهذا ما لم يخفى عليه إنها تقوم بإداء ردة الفعل الذي ينتظرها وبقى السر وراءها مازال مجهولاً.

إلى أن قالت : تصدق هتصدق إن شاء الله، إنت قليل الأدب وكل الستات اللي أنت تعرفهم زبالة.

إذًا بات السبب معلومًا إنها إلى جانب طعن أنوثتها، تشعر بألم الغيرة، فاشتعلت حماسته وداخله يقول فلنزيدها من الشعر بيتاً.
ريان وهو يعض شفاهه السفلى بوقاحة قائلًا بلهجته القاهرية : أف، ما تفكرنيش البت الآخرنية، و أخذ يمسد جبهته بتفكير : آه، چيسيكا ملكة جمال روسيا طلقة، يا نهار عط.

وعد بغضب فمن كثرتهم نسى إسم رفيقته التي إنتشرت أخبارهما على كل مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، نسى إسم مَن!!!! قاعدة الصواريخ الروسية (چيسيل).

وعد : مش أد كده يعني، دي مسلوعة ومعضمة، البلدي يوكل، وبعدين چيسيل دي اللي في جسمها عندنا بيقولوا عليها معرقبة.

ريان، وهو يبتسم بدهاء، فنيران غيرتها جانبه يشتم رائحة دخانها : لا حسبي، دي فورتيكة، بس شكلك متابعة!! أصلي بطلت أعد.

وعد بغيظ : ولا متابعة ولا حاجة، أنت اللي رايحتك فايحة وفضايحك مالية الأخبار والنت.

ريان وهو يدعي البراءة : طب أعمل إيه؟! كل واحدة أقبلها تقولي بحبك يا ريو، نفسي أقضي معاك ليلة يا ريو، مستنياك الليلة عندي يا ريو والإنسان مننا دعيف.

قال الأخيرة بغمزة من عينيه يذكرها بمناوشاتها له قبل علمها بإجادته العربية وأن حالها كحال كل من قابلهن.

اغتاظت وعد لما أعاده على مسامعها وتلميحاته تلك قائلة بثورة : أنا مال أمي بسفالة أمك...قائلة بتراجع : قصدي مامتك، روووحني.

ريان بزمجرة يداري بها فرحته لنجاحه في إثارة غيرتها : واه عاد، آني صبري خلص، شوفي غلطة كمان، وما خبرش آني هعمل فيكي إيه؟ مش بعيد أطخك عيار وأخلص من طولة لسانك دي.

وعد وهي تكبت ثورة غضبها المتصاعد : يا عمهم، حلني بقى، أنا مش عاوزة أعرف تاريخك النسائي المشرف، وخلينا نروح بقى قبل ما همس تيجي وزي ما قولت أنت ممكن تقابل حد هناك وساعتها كل اللي عملته مش هيبقى ليه لازمة.
💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘
بعد إلتهاء عم سارة وإبنه علاء في إستلام جثة الفقيد، بقى هو الداعم لعمته ومن ملكت قلبه وقيدته بقيود عشقها، فبات مقبل وعلى أتم الاستعداد لفعل أي شيء وكل شيء في سبيل الفوز بها وها قد بدأ في المضي قدماً سعياً وراء هذا الهدف وأولى خطواته عندما حصل على توقيعها بجانب إسمه على عقد الزواج العرفي الذي أخذه من مكتب المحامي وأعطته له سكرتيرة مكتبه.

لازم محمد سارة وعمته كظلهما حتى يقطع أي طريق على هذا السمج للتودد لها، حتى أنه خرج بهما من المشفى وبرفقته هناء وتحية واستوقف لهم جميعاً سيارة ميكروباص تتسع لسبعة أفراد، وأجلس والدته إلى جوار عمته معاوناً كلتهما على الصعود بالمقعد الخلفي قائلاً : إتفضلي يا عمتو و أنت كمان يا أمي أقعدوا براحتكم ورا وخلي البنات براحتهم قدام.

ومد يده يلتقط كف سارة التي تسير معهم كالمغيبة ووالدتها لا تقل عنها تيهّا يعاونها هي الأخرى على الصعود بالمقعد الأمامي وما إن همت هناء لأن تستقل السيارة إلى جوارها حتى جذبها محمد برفق من ذراعها لينحيها جانباً محتلًا هو المقعد إلى جوار سارة ومن ثم مد يده لهناء لتصعد جواره وأصبح جالساً بين جنيتيه إحداهما معشوقته والأخرى أخته وإبنته اللتان تربتا على يديه وفي كنفه.

التقطت عينا الذئب المتربص بفريسته ونعني هنا سموحة (سوري قصدي الحج سامح😂)، وبالطبع فريسته نشير بها إلى صاحبة الإرث (سارة) و التي لا تعلم حتى الآن الثروة التي آلت إليها والذي وثقها جدها بإسمها في الشهر العقاري بيعًا وشراء متخوفاً من أن يتوفى الله ولده قبل زوجته القهراوية وتطمع بمال إبنتها، وعلمه بجشع إبنه سامح و شيطانه الذي من الممكن أن يهيأ له فعل أي شيء ليستحوذ على مال أخيه وإبنته، وإحساسه بالذنب لكونه نبذ إبنه كل تلك الفترة التي أمدها الله في عمر الجد فلجأ إلى هذا الحل قبل أن يلاقي ربه، وكأنه يعلم بأن ولده سيلحق به قريباً وها هم يبدأون مراسم لحاقه بأبيه فمن أفترقا بالحياة سيجمعهما الموت.

أما عن ذلك المراقب الذي قام بغمز إبنه مشيراً بعينيه نحو السيارة وكأنه يعطيه أمراً بسرعة التصرف، فتبع علاء إشارة أبيه حانقًا ،فسارة لا تعنيه على الإطلاق كل ما يهمه المال، المال وحسب و كما يقولون (إبن الكلب عوام، 🤔أو الوز أعتقد 😂).

علاء متقدمًا من السيارة، وهو يناظر محمد بسخرية قائلًا : قاعد مع الحريم يعني؟! مش المفروض تبقى في عربية الرجالة؟! ولا شكلك واخد على قاعدة الحريم؟!

قابل محمد نظراته الساخرة بأخرى تشع براءة كاذبة : والله أنا قولت طالما إن موضوع الدفن ده ما يخصش غير أهل المتوفي اللي هما والدك و أنت طبعاً حسب كلامك يعني ،قولت أسيبكم ترتبوا أموركم ،واخد أنا بالي على الحريم ولا عاوزني أسيبهم يسافروا لوحدهم مع سواق غريب من غير راجل، علموك كده في الصعيد يا لوئة؟! أصل عندنا هنا غير، إني أحافظ على عرضي وحريمي أ، ب شهامة ونخوة مش معيرة يا لولو.

أخذ الغضب يعتلي ملامح وجه علاء من برودة محمد في ردوده وكأنه ليس البادئ، وكلامه قد ألجم لسانه إلا من كلمة واحدة قذفها بوجهه : لا دكر 😏.

وهم ليبتعد فأجابه محمد : طول عمري، وضيف عليها ورجولة، ومليش في تلقيح الحريم.
(أوبا 👏، حلوة يا بوب 🤝😂).

استدار له علاء، وهو يجز على أنيابه قائلًا : مش وقتك دلوقتي، نخلصوا الحوار ده، وبعدين ليك روقة.

محمد وهو يبتسم بزاوية فمه قائلاً : أعلى ما في خيلك أركبه وإتكى عليه.

غادر علاء يدك الأرض بقدميه من شدة غيظه، بينما من كان يدعي الثبات دق الخوف قلبه من فقدانها فلابد من توالي الخطط و كما يقولون ( كل شيء مباح في الحرب والحب).

انطلقت السيارة تتبع الأخرى في رحلتهم إلى سوهاج، وهو يتابعها بأعين تنضح بمزيج من المشاعر المختلطة الألم والخوف والعشق وهلع الفقد ثم الكثير والكثير من الرغبة 😏، و بعد وقت من الصمت رفع ذراعيه يحاوط كتفي الفتاتين وماذا فيها فالجميع أعتاد منه على ذلك، فمنذ صغرها وهو يعاملها كهناء والكل يعلم ذلك، ولكن الآن اليد المحاوطة صاحبها أختلف ما بداخله لها كليًا.

بينما تملصت هناء أسفل ذراعه قائلة : استنى بس يا بوب لما أرفع بوست نعي على النت عشان أصحابنا يبلغوا المستر في السنتر، ألا ده بيقولوا عليه غلس غلاسة، بدل ما ينزل ناس بدلنا الكورس عشان العدد، أصله بيتحاسب من السنتر على الراس، بدل ما يفكرنا مش جايين وتروح علينا الأماكن وفلوس الشهر.

حرر محمد هناء وأخفض يده ملتقطًا كف سارة وذراعه الآخر لازال مستندًا به على ظهر المقعد خلفها وتسللت أنامله تتحسس كتفها برقة ويده لازالت قابضة على كفها.

وما إن أحست بدفئه حتى حطت برأسها تستند على كتفه، وأنامله المداعبة قبضت على كتفها يضمها إليه وأحاسيس مباغتة في وقت خاطئ تتملكه، شعوره بها بين أحضانه يشعل حواسه ويدعوها للنشاط

وهي تنكمش داخل أحضانه تضم جسدها إليه، وما بها الآن ليس حاجة إلى الحبيب قدر حاجتها إلى الداعم الحامي،.

بينما ما بداخله يختلف عنها تماماً أوصاله تأن شوقاً إليها برغم إنعدام المسافات، وشطح خياله إلى ما أبعد من هذا التقارب ولا شيء يزعزع عقيدته بأن ليس هناك شيء خاطئ على العكس كليًا فمن منظوره لا عيب في أن يضم الرجل زوجته إلى أحضانه يدعمها ويواسيها.

تسللت أناملها من بين أصابعه تحط براحتها على صدره بالقرب من خافقه وكأنها بفعلتها تلك شقت قفصه الصدري تدس يدها من بين ضلوعه تريح كفها على قلبه تثلجه من وحشة رهبته مما هو آت.

ولكن ما أنتابه الآن توتر من نوع آخر، فهو يخشى افتضاح أمره أمام الجميع، ودقات قلبه تعلو ،يشعر بطنينها المدوي كرتم لحن صاخب يصم الآذان وبالطبع استمعت إليها تلك القريبة (لفرح إبن العمدة اللي جوه😂).

فرفعت بصرها إليه و بحركة رأسها تلك جعلته يفرج أهدابه المسبلة بإستمتاع مؤلم ولذيذ ولا يعلم كيف يجتمع الألم مع اللذة؟!

ولكن نظره الذي التقط عينيها القريبتين الناعستين من أثر البكاء و شفاهها وهي على مقربة سنتيمترات من خاصته، ترمقه بنظرات مستفسرة عن تلك الجلبة، فظفر هو أنفاسه الحارقة التي داعبت خدها برقة.

بينما خرج صوتها متحشرجًا بتأثر من تنهيده الحارقة التي لامست قلبها، فبرغم سلاطة لسانها وعنادها ولكنها لا تعلم عن ما يعانيه الآن شيئاً و ما يجاهده من أجل كبح ما يريده نظراً لما يصح.
قائلة : مالك يا محمد؟!

محمد بتيه : محمد بيضيع أقسم بالله.

اعتدلت في جلستها تقول : بقى ده محمد اللي من شوية كان بيديني خطبة عصماء عن الصبر و التحمل.

محمد وهو يعيد رأسها إلى كتفه فإن بقت على تلك المقربة وهو يتابع هذه العيون و تلك الشفاه المكتنزة سيحدث ما لا يحمد عقباه.
فقال معقبًا وهو يقصد شيئاً آخر بجملته تلك : خلاص مش قادر.

مدت كفها تتلمس راحته بمآزرة فأصبحت هي من تواسيه ظنًا منها أن ما به ،حزناً على فراق أبيها فهي تعلم بحبه وتقديره له (لا يا أختشي ده طلع هو كمان ماترباش 😂)

نفض محمد يدها عنها، فصغيرته مرهقة، قائلاً بحدة لا تعرف هي سبباً لها : سارة ممكن تبعدي شوية، أنا خلاص مش طايق نفسي.

تألمت لتحوله هذا وابتعدت تنأى بجسدها عنه تحيطه بذراعيها وكأنها تواسي حالها على فقد غاليها وقسوة المحب، فحالته تلك تخيفها.
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
عند ماجد وسوسن.
بعدما جثت عند قدميه تستمحيه عذرًا أن يكن رفيقًا بها فلقد لاقت في حياتها خذلاناً وقهراً من أقرب الناس إليها بحرب كانت هي ضحيتها، رفع جسدها عن الأرض يهدئ من روعها، يطمئنها بأن خوفها منه لا داعي له من الأساس فلا نية لديه بإستكمال ما فعله بها الآخرون.

قالت من بين شهقاتها : آني آسفة لو كت ضايجتك، و أخذت تهز رأسها بهيستيريا و هي تقبل يده مرة أخرى : أحب على يدك يا خوي ما تشليش مني، آني هكون خادمتك بجية عمري بس بالله عليك بلاها ضرب جتتي معدتش حاملة.

آهة خرجت من جوفه و كأنها نار حارقة، و قد تصلب جسده بفعلتها، قلبه يصرخ بأي ذنب عُذِبت تلك المسكينة؛ ليصل بها الحال إلى هذا الحد.

مد يده يقبض على ذراعها السليم يرفع جسدها عن الأرض يستقيم بجسده من مجلسه، و ما إن أصبحت رأسها بمستوى صدره فهو يفوقها طولًا مد سبابته يرفع ذقنها لأعلى لتقابل عسليتيها سوداويتيه قائلاً بتأثر و إشفاق : بزيداكي بكى، معوزش أشوف دموعك، و متخافيش مني آني مهأذكيش واصل و لا في نيتي ليكي أي حاچة عفشة.

التمعت عينيها ببريق الأمل تناظره بأعين تشع براءة و تبسمت من بين دموعها تقول بلهفة : صوح اللي عتجوله ده، ولا بتضحك علي

ماجد مبتسما لبرائتها : لاه مابضحكش عليكي

و مال برأسه يقبل جبينها فتغلغلت رائحتها الطفولية الممزوجة بعبير من الزهور إلى روحه تثير بداخله مشاعر لم يستطع تفسيرها، بينما رفعت كفها تمسك بقميصه، في حركة أكثر إثارة.

وهي تشعر پراحة وأمان حرمت منه منذ زمن، حنان تفتقده، تريده كلاجئ فقدت قدماه تراب الوطن، يهيم لا ملجأ إليه لا أرض ولا موطن ولا عشيرة، أحست بقربه في تلك اللحظة بأنها وأخيراً وجدت ضلتها.

رفعت يدها الأخرى تحاوط خصره، كطفلة تحتاج إلى أحضان أبيها مذعورة خائفة من كابوس راودها ولكن كابوسها هذا لم يكن بغفوة إنما واقعًا عايشته لسنين طويلة منذ وفاة أبيها وهي تعاني.

لم يمتثل جسده لما أملاه عليه عقله من قبل وألقاه على مسامع ريان، فارتفعت يداه تحاوطها يدًا تدعم رأسها تقربها إلى صدره، والأخرى تمسد على ظهرها صعوداً وهبوطًا وهي تدفن رأسها بصدره، وكأنها تختبئ عن العالم مكتفية به ،وهي تشدد من حصار يديها على خصره.

صرخ عقله يلومه أتستغل تلك الطفلة؟! أنسيت فارق العمر بينك وبينها؟! لعنة الله عليك ماجد، فلو تزوجت باكراً لأنجبت فتاة في مثل عمرها أو أصغر بعام أو إثنين ففارق العمر بينهما يقرب العشرين عاماً هو بالثامنة والثلاثين وهي لم تتجاوز العشرين بعد.

أما هي تحتاج هذا العناق ليمحي آلام الماضي، ولا تعي أنه بحاجة هذا العناق أكثر منها، عناق يمحي الغبار الذي تشكل داخله على هيئة شبح اعتاد الوحدة والنبذ.

بقيا هكذا عقله يرفض وجسده يأبى الإبتعاد، بعد مدة أحس بثقل جسدها بين يديه وقد انتظمت أنفاسها دليل على غفوتها، غفت بين يديه عندما أحست بهالة من الأمان تحيطها وتحميها إنه ماجد، دفء ماجد، وأيضاً حنان ماجد.

أمال جسدها إلى إحدى ذراعيه، وأنحنى بجذعه يضع يده الأخرى أسفل ركبتيها يرفع جسدها إليه مستقيمًا بها، يتحرك بها ببطئ وحذر لا إلا يلمس ذراعها المتألمة عن غير قصد، وعينيه تحفر ملامح وجهها البريء النقي في مخيلته، يضعها بحرص فوق التخت ومال بجسده إليها يطبع قبلة مطولة على جبينها، وعندما هم ليبتعد وجدها لازالت قابضة بأحد كفيها على قميصه من الخلف عندما كانت تلف ذراعها حول خصره.

خلص ماجد قبضة يدها من ملابسه ببطء، فقربها منه بهذا الشكل خطراً على كلاهما، و عندما نجح في الإبتعاد ،زفر أنفاسه بصعوبة قائلا من بينها بصوت خفيض : وبعدهالك يا ماچد؟! أنت كت إبتديت تتعود تبجى لحالك، لا مستني حب من حد ولا حد مسئول منيك، ووجه حديثه إليها وكأنها تسمعه : طلعتيلي من فين إنتي؟! ويا ترى الدنيا حيشالنا إيه؟!
💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞
#روايات_أسماء_حميدة
عند مصطفى وهمس.
أخذت السيارة تنتقل بهما على الطريق، وبالنسبة له تلك الرحلة هي النقطة الفاصلة إما تنقله إلى عالمها المليء بالحب يضيئه هو بلمحة من جنونه ومجونه وهوسه الذي توحشت صوره فأصبحت أمامه لياليهم الدافئة القادمة تتشكل بمخيلته وكأنها واقعاً ملموس، وإما تحيل أوراقه إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، فهو إما عاشق وإما سيتلبسه شيطانه فيقتلع من يقف في طريقه إليها گأنه لم يكن له على الأرض وجود.
(🤔شرس أنت بردو يا درش، وخطر 😏).

وهي تحاول أن تصب كامل إهتمامها بالهاتف الذي بين يديها وكل محاولاتها تبوء بالفشل إذ تنصرف كامل أفكارها ويشرد خيالها للقاءاتهم الجامحة تبتسم تارة وتخفض رأسها بخجل تارة أخرى.

إلى أن وقع نظرها على خبر جعلها تشهق واضعة أناملها على شفتيها بصدمة وهو هوى قلبه فزعًا وتساءل بلهفة : مالك يا همس؟! فيه إيه في التليفون خلاكي مخضوضة كده؟!

همس وقد ترقرقت عينيها بالدموع قائلة بنبرة موشكة على البكاء : بابا سارة مات يا مصطفى، يا ترى هي عاملة ايه دلوقتي؟

مصطفى بعدم معرفة : الله يرحمه، بس مين سارة دي؟!

همس مجيبة وكأنه يعرفها : سارة بنت عمة محمد.

مصطفى بغيرة : ومين محمد ده بقى إن شاء الله؟!

همس بحزن وضيق : يوه، يا مصطفى ده وقته، إستنى لما أكلم هناء أطمن على سارة وطنط فتحية.

فلقد تبادلت الفتيات أرقام هواتفهن وكذلك روابط حساباتهن الشخصية على الإنترنت.

عبثت همس بشاشة هاتفها تطلب رقم هناء إلى أن جاءها الرد،
همس : ألو، هناء يا حبيبتي، البقية في حياتك،أنا لسه شايفة الخبر دلوقتي على الفيس.

هناء : حياتك الباقية ياهمس، كتر خيرك يا حبيبتي إنك اتصلتي مانعزكيش في غالي.

همس : أنا بجد زعلانة جدا على الخبر ده برغم اني ما شوفتش بابا سارة بس كلامها وكلام طنط عنه خلاني فعلاً حزينة جدااااا، قوليلي سارة عاملة إيه، ينفع أكلمها؟!

هناء : سارة وعمتو حالتهم وحشة أوي يا همس، وإحنا دلوقتي نزلين سوهاج، عشان الدفن والعزا هيكونوا هناك في بلد عمو الله يرحمه.

همس : الله يرحمه، إحنا كمان في الطريق رايحين سوهاج، صدفة غريبة بجد، طب إديني العنوان عشان آجي أنا ووعد نعزي سارة وطنط.

هناء بحرج : بس كده بنتعبكم معانا.

همس : ولا تعب ولا حاجة إحنا كده كده All ready في سوهاج، يعني قدمنا say ساعة ويمكن أقل.

هناء : أنت جاية أنتي ووعد مخصوص عشان العزا!!
همس : ده وعد جالها شغل هناك في سوهاج و بعتتلي عشان أروح أقعد معاها.

هناء بتفهم : أوك يا حبيبتي توصلوا بالسلامة، بس أنا ما أعرفش العنوان بالظبط، خدي محمد معاكي أهوه هيقولك العنوان بالظبط.

وناولت هناء الهاتف لمحمد وهو يناظرها بتساؤل فلم يكن منتبهًا فكل إهتمامه منصب على تلك التي تتجنبه بحزن مضاعف وكلما حاول الإقتراب منها يحدث شيئاً أو يصدر عنه شيئاً خارج عن إرادته يبعد المسافة بينهما .

وضعت هناء يدها على كاتم الصوت تجيب على نظراته المتسائلة : دي همس أخت وعد بتسأل عن العنوان عشان العزا.

محمد بضيق : ياستي اعتذري لها هنشحطت الناس معانا ليه.

هناء : دي مش جاية مخصوص هي جاية لوعد عشان بتقول وعد جالها شغل في سوهاج رد عليها بقى.

تناول محمد الهاتف من هناء مجيبا : السلام عليكم ورحمة الله.

همس : وعليكم السلام ورحمة الله، البقية في حياتك يا محمد.

أاستمع أحدكم لصوت انفجار دوى بالأرجاء نعم هو بالطبع إنه الكتكوت حقها.

مصطفى بثورة : يا وقعتك السودة يا محمد.
أسرعت همس سريعاً تضع يدها على كاتم الصوت قائلة بعناد مماثل : ممكن توطي صوتك شوية!!

مصطفى : وماله! 🤔طب ما أولعلكوا اللمبة الحمرا كمان؟! أنتي أتهبلتي يا بت؟!

همس ترد سريعاً على محمد الذي رد على كلمات رثائها بإيجاز : محمد، ممكن تبعتلي اللوكيشن لو سمحت؟!

وكزها مصطفى بمرفقه في ذراعها فخرجت عنها آهة متألمة، قائلاً بضيق يفح من بين أسنانه : ما تقوليش اسمه أحسنلك، ولا أقولك اقفلي الزفت اللي في إيدك ده.

استمع محمد إلى نبرتها المتألمة فقال مستفسرا ً: فيه حاجة يا آنسة همس؟!

همس بإرتباك : لا، أبدًا يا مح..... وبطرت تلك وإستكملت : أبدًا ولا حاجة ده بس العربية أخدت مطب جامد شوية.

مصطفى وهو يعض على شفاهه السفلية قائلًا بنبرة منخفضة نسبياً : وشكلها هتاخد فوق دماغها كمان، إخلصي.

همس منهية الحديث : طب هقفل أنا، أنت أكيد مشغول.

و أغلقت همس الهاتف مع محمد، تنوي نهره وما إن التفتت برأسها إليه ورأت معالم وجهه علمت أن المعاندة لن تأتي ثمارها معه فقالت لاعبة على وتره الحساس : على فكرة العلاقة اللي بتبقى بدايتها شك دي ما بتبقاش مريحة، مصطفى إحنا لازم نسيب بعض.

وما ظنت أنه سيخمد تلك النيران فيتراجع عن تعنيفها وجدته يمسك بذراعها بقوة قائلا : ده عند أمك، وشغل قلب الترابيزة ده مش عليا أنتي فاهمة، أنتي عارفة كويس إن اللي أنا فيه ده مش شك.

هزت همس رأسها رفضا بعنف وهي على وشك البكاء، فقد آلمتها قبضته بقوة على ذراعها، وهي تقول : لا مش عارفة ده إيه ومش عاوزة أعرف، ولو سمحت سيب إيدي.

استوحشت نظراته لها ولا يعلم إذا كان هذا بسبب غيرته عليها فهو لا يريد أن يسمع صوتها غيره، أن يراها غيره، أن تنطق إسم رجل غيره، غيرته حمقاء عمياء، والأدهى تهديدها له وهما الآن على مشارف سوهاج، وقد اقتربوا من آخر إستراحة لهما على درب تلك الرحلةو أصبح مقبلا على هلاكه فأي معركة سيخوضها من أجلها وهي ليست بصفه حتماً سيخسرها.

ضرب مصطفى بخفة على كتف السائق قائلا : أقف عند الريست الجاي ده يا سامي

وما هي غير ثواني حتى توقف الأسطى سامي أمام الريست مباشرةً.

ترجل مصطفى من السيارة واستدار يفتح لها الباب، يقبض على معصمها بقوة ساحبا لجسدها يخرجها من السيارة صافقا الباب خلفه يسحبها وراءه، وهي تحاول جاهدة أن تساير خطواته السريعة الغاضبة، بعدما علمت أن عنادها معه وهو على تلك الحالة لن يجديها نفعا، وهي في بلد غريب، حسناً كلها ساعة فقط وتصل إلى ملاذها الذي وعدها أنه سيتصرف وهي تعلم وعد جيداً تعد وتفي.

ما إن وصلا إلى الريست الذي يخلو في هذه المنطقة، ولا يوجد به سوى عامل واحد فقط، الذي وجده في طريقه فألقى عليه سلاماً عابرا.

وسأله مصطفى مباشرةً : لو سمحت الحمام فين بسرعة المدام حامل وتعبانة.

أماء له العامل بتفهم وهو يشير ناحية اليسار ولم ينتظر مصطفى استكمال شرحه وتابع سيره وهي مكبلة المعصم خلفه حتى وصل حسب إشارة العامل، ووجد علامة المرحاض الحريمي، ففتح بابه سريعاً يدفعها إلى الداخل و إذا به....
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1