رواية وعد ريان الفصل الواحد و الاربعون41 بقلم اسماء حميدة


 

رواية وعد ريان الفصل الواحد والاربعون بقلم اسماء حميدة


بعد تصريحها أمام همس ومصطفى بعلاقتها بريان عندما أخبرتها بأنه (سي الافندي جوزها😂)، وتجهم وجه همس وهي تفتح فمها ببلاها وتهز رأسها بدهشة.
ومصطفى الذي عقب قائلًا :
-لا والله سي الافندي جوزك، دي باينها متيسرة. 😂.
توجه ريان وهو يحملها إلى بهو الدوار، يجلسها على إحدى الأرائك، وتبعهما همس ومصطفى وماجد.
جلست همس إلى جوارها على الأريكة، وريان بالمقعد المجاور لها من الجهة الأخرى مقابلًا لمصطفى ينظر له بضيق، ولسان حاله يقول :
-ماشي يا وعد، إما وريتك، بيجي ده مز، ومفيهوش غلطة.
(تجصد إيه يا ريو بحديتك الماسخ ده 🤔، ده درش ياجدع، وحد الله في قلبك، البت مغلطتش 😂).
2
ريان موجهًا حديثه لمصطفى بسماجة مستحدثة عليه بعد تصريح بلوة حياته بمدى إعجابها به :
-والله يا أخ مصطفى، إحنا ما عرفينش نتشكرك كيف، تعبناك إمعانا، أنت تاخد واچبك، وتتوكل على الله، عشان تلحج تعاود، لسه جدامك، سكة سفر وطريج واعر.
1
برغم سماجة ريان معه بالحديث، إلا أن مصطفى يعذره، فإذا تفوهت همس بما زلف به لسان وعد أمام ريان وتغزلها بغيره، الله وحده يعلم ماذا ستكون ردة فعله حيال هذا.
2
وقبل أن يجيب مصطفى، كان هناك من يهبط الدرج يقول بترحيب :
-يا مرحب، إحنا عندينا ضيوف ولا إيه؟! 
استقام مصطفى من جلسته، يقابل محدثه، وقد استشف من ترحيبه الحار أنه صاحب المكان، كما أنه لا يعلم بقدومهم من سؤاله الذي تلى الترحيب، ومصطفى قادم وهو يريد من يرجح كفته، قائلًا :
-مرحبابك، متأخذناش يا كبير، جينا من غير معاد، إحنا......
وعد بإندفاع والجالس جانبها قد تصاعد الغضب داخله كتصاعد حمم البركان الثائرة :
-دي أختي همس، وده قريبنا، معلش إحنا تقلنا عليك يا كبير.
ريان بغيظ :
-لاه، ده حسابك اللي بيجي أتجل، يا واكلة ناسك إنتي.
2
وعد وهي تنكمش على حالها :
-في إيه؟! هو كل ما أتكلم تقفش؟!
ريان وهو يجز على أنيابه :
-ده آني هجفش إفي زمارة رجبتك وماهسبهاش غير لما اطلع روحك في يدي، اجفلي خاشمك يا مرة.
وعد بأعين جاحظة :
-واه.
ولا تصدق أذنها، ونعته لها بهذه الكلمة (مرة)
صقر :
-يا أهلًا بيكم، ثم رفع صوته مناديًا :
-يا خالة صابحة، خالة صابحة.
هرولت صابحة إليه، ملبية النداء :
-جاية آهه يا كابير.
صقر :
-چاهزي واكل زين؛ عشان عندينا ضيوف.
مصطفى وهو يربت بكف يده على صدره بإمتنان لكرم الصقر :
-مالوش لازمة يا كبير، واجبك واصل.
صقر :
-كيف ده، إمفكرنا بخلة عاد ولا إيه؟
2
مصطفى مستقطبًا صقر، فهو بحاجة داعم في هذا البيت، خاصةً بعد ما اكتسب عداوة ريان دون أن يسعى إليها :
-ما عاش ولا كان اللي يقول كده يا زعيم، واجبك مقبول يا عم الناس.
أعجب صقر بلباقة مصطفى، والآخر ينظر إليه زاويًا ما بين حاجبيه وقد وصل إليه سعي مصطفى لكسب ود الصقر.
اقترب صقر من مصطفى يربت على كتفه باستحسان، قائلًا :
-إمنور ياراچل اجعد بيتك وإمطرحك.
ريان مكملاً سماجته :
-بيته، ومطرحه إيه؟! ده مستعچل والعربية برة مستنظراه.
صقر متعجبًا :
-إيه فيك يا واد عمي؟! السواج أيبيت مع عوض، مجاتش من سواد الليل، النهار ليه عنين بردك، وكمان عشان يحضروا كتب الكتاب عشية.
يقولون ما يشائوا، هو لن ينقل قدماً من هنا دونها.
ماجد بتساؤل :
-مين عيكتب تاني، ما كلتنا كتبنا، هي فرة ولا إيه؟!
صقر وهو يبتسم بخبث  :
-لاه، ما اللي عيكتب عزيز على واد عمك بردك، وعيفرحله لمن يعرف آني هديته إبمين.
ريان بدهشة :
-مين ده يا صجر؟! آني مافايجش للألغاز دي.
صقر :
-الدكتور منصور.
ريان :
-أومين العروسة عاد اللي هديته بيها دي؟!
صقر :
-بتنا مسعدة، خيته لهمام.
ريان، وماجد، ووعد بنظرات مختلفة، ريان بشماتة، وماجد بإستياء ووعد بتفاجئ، فجميعهم حكموا على الفتاة من هيئة أخيها، وقالوا جميعاً في صوت واحد :
-واه، كيف ده؟!
وقف ريان يصفق متمهلًا بإعجاب :
-عاش يا واد عمي.
بينما مصطفى وهمس يتابعان بعدم فهم.

ماجد :
-ليه إكده، يا صجر؟!
صقر مدعيًا البراءة :
-إيه فيك يا ماچد؟ يا بخت من وفج راسين في الحلال.
وعد و هي تناظره بسخرية :
-لا يا راجل؟! حونين وقلبك كبير.
ريان ولم يعر مدحها تلك المرة إهتمام، فهي لا تقصد به هنا إطراء، على أية حال ستعاقب:
-إكده، يبجى نطلعوا نريحوا فوج عشان عندينا سهرة.
وكأنما يوجه إليها رسالة مبطنة بإنه يخطط لإنتقام، وهي للآن لا تعرف ما خطأها. (أحيه 😂، هتتنفخي).
ولكنها أجابت بسرعة قائلة :
-لا يا حبيبي اطلع أنت ارتاح، كفاية عليك شيل وحط فيا تسلملي يا وحش، أنا هتسند على همس اطلع معاها الأوضة اللي هتبيت فيها، ده طبعاً بعد إذن صقر بيه، أصلها وحشاني أوي وأنت سيد مين يفهم في الأصول.
صقر، رادًا عليها بإحترام، وهو يخفض بصره :
-من غير إذن الدار داركم، اطلعوا رايحوا عجبال ما الحريم يچهزوا الوكيل.
مصطفى بلهفة، التقطها ريان :
لا، لا، تبات فين؟! قصدي أنا هبات فين؟!
ريان مربتاً على كتفه ويبتسم بخبث :
-واه ودي تاچي يا أبو نسب، هتبات عندي في الجاعة وخلي الحريم لحالها.
(لا يا أخ ريان، 🤔أنت ناوي على إيه بالظبط؟!
ده مش منص، ابعد عنه ديشة هربانة منه، ولا أقولكوا خدوا راحتكوا ده هيبقى لقاء العمالقة 🤝😂)
🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗
بعد انهيار سارة على المقابر، ودعم محمد لها، تحت نظرات من انتزعت من قلوبهم الرحمة، لا يعرفون من أنواع المحبة سوى حب المال، طمع وجشع، كل ما يهم عمها وضع يده على ما ليس حقه.
وكذلك امتد العرق فالإبن لا يختلف عن أبيه شيئاً، ورغم أنه طبيب متعلم يعرف أمور دينه إلا أن حب المال وشغفه به استوطن عقله.
والأم هي الأخرى لا تفرق عنهم شيئاً، ولم يأتي في بالها، أنه كما تدين تدان، لا بل تحيك وتدبر؛ لتسطو هي الأخرى على حقوق نساء مثلها، سحقاً لهذه القرابة، وبغضًا لهكذا أهل.
رفع محمد جسدها عن الأرض يحاوطها، يسندها إليه وهي تستكين بإبطه، كطفلة تختبأ بأبيها من وحوش تريد أن تفتك بها، هذا فقط حدثها، وهي لا تعلم عما يخططون شيئًا.
أمانها ولا تريد غيره أبًا وحاميًا وسندًا وحبيب، فقط لو يلين، لو يعاملها بحنان كما تريد.
اقترب محمد ومعه سارة والبقية منهم، وتلك السيارة المستأجرة لازالت بإنتظارهم، فمد سامح يده ايه قائلًا :
ما نچيلكش في حاچة وحشة يا أستاذ محمد، ووجه حديثه إلى سميحة : همي يا أم علاء، خدي سارة والست أم سارة واركبوا مع علاء العربية، عشان تروحوا للناس اللي چاية تعازينا.
ماذا؟! تركب مع من؟! مع علاء!! أي جنون هذا؟!
محمد :
-نعم، طب ما العربية أهيه؟!
وأشار نحو السيارة المستأجرة.
الحاج سامح :
-خبرك إيه؟! أمال أنتوا هتروحوا كيف؟!
محمد بسماجة :
-لا ما أحنا قاعدين، اتفضلوا أنتوا اركبوا العربية بتاعت لوئة، والسواق هيجبنا وراكوا، أصل مايصحش أمي وأختي يسيبوا عمتي وسارة في موقف زي ده، وأنا بردو مش هسيبهم وارجع وهما بالحالة دي، فإحنا نعتبر ضيفكوا لغاية ما أيام العزا تخلص، ونبقوا نروحوا كلنا مع بعض، ولا هنتقل عليكم؟!
ولم يترك له مجال للحديث وهو يقود سارة وعمته واضعًا ذراعيه على أكتافهما، قائلًا :
-يالاه بينا إحنا يا جماعة.
تبعته هناء وفتحية يستقلون جميعهم السيارة، وثلاثتهم يقفون والغضب يعتمل بداخلهم كالمراجل.
أخرج محمد رأسه من نافذة السيارة المجاورة لهناء قائلًا :
- إيه يا جماعة هتفضلوا واقفين كده؟! ما تيلاه بينا عشان الناس اللي بتقولوا جاية تعزي، يا لاه يا لوئة هات ماما وبابا واطلع قدمنا بعربيتك.
(هههههه حلوة يا بوب 😂)
صعدوا الثلاثة وأكثرهم غلًا تلك الحية سميحة، وعندما بدأت السيارة بالتحرك، أخذت تبث سمها بأذنيهما :
-الواد ده ما هيچيبهاش البر، الموضوع ده لازمن يخلص النهاردة.
الحج سامح :
-عندك حج، آني عشية هيكون ليه حديت تاني معاهم في الموضوع ده.
وصل الجميع إلى  حيث وكر الأفاعي، غافلين عن ذلك النسر الجارح.
دخلت النساء إلى الدوار، وبقى الرجال في الخارج حيث قد انتهى العمال من نصب شادر صيوان العزاء، وبدء المعزون في الوفود، و المقرئ بدأ في تلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم، بينما هو يجلس إلى جوارهما ،هم يتجاهلوه وهو يتحاشاهما، بقوا هكذا حتى غادر المعزون، وقد إستأذنت سارة زوجة عمها في الصعود لتأخذ قسطاً من الراحة، بينما بقت فتحية وتحية وهناء يستقبلون واجب العزاء من النسوة الحاضرات إلى أن بدأت الوفود في المغادرة.
ودخل سامح وعلاء إلى الدوار، وتبعهم محمد.
سامح لزوجته :
-جومي يا أم علاء حضري لجمة عشان يبجى عيش وملح.
محمد بتساؤل موجهاً حديثه لهناء بصوت وصلها هي فقط :
-هناء، أمال فين سارة مش باينة.
هناء بصوت مماثل :
استأذنت من طنط حربوءة، وطلعت ترتاح فوق.
محمد :
-طنطك ايه؟!
هناء : - طنط حربوءة.
محمد : - طب ما تعرفيش طنطك حربوءة وديتها أنهي أوضة.
هناء : آه عارفة، ما أنا طلعت معاهم، بس ليه؟! أنت طالع لها؟!
محمد : ايوه، عاوز اطمن عليها.
هناء : - يا سلاااام، وده من إمتى!!
زجرها محمد : - اخلصي، ولا هطلع افتح الأوض كلها وزي ما تيجي تيجي.
هناء بتوتر : - ما تعقل يا بوب، إحنا هنا في الصعيد مش في القاهرة، وحتى لو قولتلك هتطلعلها إزاي؟! وكل الناس اللي هنا دي هتقولهم إيه؟!
حك محمد ذقنه بتفكير، فالموضوع ليس سهلاً بالفعل.
محمد : - طب قولي بس الأول هي في أنهي أوضة، وأنا لما الرجل تخف شوية هحاول اطلعلها اطمن عليها بسرعة وانزل من غير ما حد ياخد باله.
هناء بدهشة من إصراره : - للدرجة دي؟!
أطرق محمد رأسه تهرباً من نظرات أخته.
فاستكملت هناء قائلة : - هي في آخر أوضة اللي في الوش، على إيدك الشمال أول ما تطلع اللي شبكها بيطل على الجنينة اللي ورا.
أماء لها محمد دون حديث.
ذهبت سميحة لإحضار الطعام كما طلب منها زوجها، بعد أن أشارت له بعينيها، فتبعها إلى الداخل، وبقى ذلك السمج علاء عقبة تحول دون صعوده لرؤياها.
علاء بترحيب كاذب وهو ينظر إلى محمد بغيظ:
- منورين يا جماعة، منورة يا مرات عمي.
أماءت له فتحية ولازالت تشعر بالتيه والغربة وعدم الراحة للمكان وأصحابه، تود المغادرة من هنا هي وصغيرتها على وجه السرعة ويا حبذا لو الآن، ولكن لابد وأن تبقى حتى تنتهي أيام الحداد، تنهدت تنهيدة حارقة وبدأت الدموع تداعب أهدابها من جديد، وهي تسأل الله أن يرحم زوجها ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
فطالما كان يقيها الإحتكاك بهم حتى لا تشعر بنفورهم منها، وطالما حدثها عنهم وعن طمعهم وجشعهم، وعن قسوتهم فلم يخل عليها اهتمامهم بها ولا بصغيرتها، ولكنها مجبرة على تحمل هذا الوضع لثلاثة أيام وبعدها سيغادرون جميعاً.
ربتت تحية على كتفها تقول :
-وحدي الله يا أختي، ما يعزش على اللي خلقه.
ثم استقامت من مجلسها قائلة :
-هروح أساعد الست أم علاء، مايصحش بردو نسيبها تخدم علينا.
أجابتها فتحية :
-ماشي يا حبيبتي روحي، ربنا مايحرمنيش منك، مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه؟!
تحية : - أخص عليكي يا فتحية، ده أحنا أخوات، وبعدين أنا عملت ايه يعني!!
ثم ذهبت إلى حيث اختفت الحية وزوجها، وقبل دخولها من باب المطبخ، سمعت ما جعلها تتراجع، وتقف منزوية وهي تخرج هاتفها من جيب عباءتها تسجل ما يدور صوت، وصورة إن استطاعت.
سميحة : - أنت مش جولت هتتحدت وياهم بعد العزا يا حاچ، خلينا نخلصوا منيها الموال ده.
سامح بضجر من زن زوجته : - خبرك إيه عاد! ما آني كنت هتحدت وياهم على الأكل بصنعة لطافة إكده.
سميحة : - أجعد أنت طوح فيه الموضوع ده، لمن الواد ابن أخوها ، يشيل الجمل بما حمل، وياخد كل الخير ده، اللي ابنك أولى بيه.
سامح : - يا ولية واطي حسك، وبعدين متجلجيش محدش هيطلع من إهنه جبل ما يكون ولدك كاتب عليها وضمنا كل حاچة في يدنا، وبعد إكده لو عاوز إيكمل إمعاها يكمل، ولو لساته مصمم على بت أخوكي يطلجها ولا يتچوز التانية.
لطمت تحية خدها وهي تنسحب من حيث أتت، تكاد أن تنكفأ على وجهها من هول ما سمعت.
في هذه الأثناء رن هاتف علاء، فأخذ الهاتف واتجه بعيداً في أحد الزوايا، ومحمد يقف ملتاعاً يريد التسلل من بينهم؛ ليصعد إليها، وعندما دق هاتف هذا البغيض ظن أنه سيدع له مجالًا وينسحب إلى أحد الغرف ولكنه ابتعد ولازال مراقباً.
محمد بصوت مرتفع نسبياً : - عمتو أنا خارج أتمشى شوية في الجنينة، وممكن أطلع برة مش عاوزة حاجة أجيبهالك، مش محتاجة حاجة.
فتحية بشرود : - لا يا حبيبي، تسلم.
بعد خروج محمد، اندفعت تحية تجاه أخت زوجها كالطلقة التي غادرت توها فوهة البندقية.
تجذب يدها قائلة : - تعالي يا فتحية عاوزاكي في كلمتين.
وللحظ انشغل علاء بتلك المكالمة التي استقبلها ولم يلحظ عودة تحية و حديثها مع زوجة عمه.
فتحية وهي تستقيم من جلستها :
-في ايه يا تحية؟!
تحية غامزة لها :
-تعالي بس، ووجهت حديثها لهناء : - تعالي معانا أنتي كمان يا هناء.
أخذتهما تحية تتوارى بهما خلف أول باب وجدته أمامها، وأخذت تدور بعينيها في أنحاء الغرفة، مبتعدة بهما عن الباب، وتوجهت تغلق زجاج الشرفة، وهي تسأل هناء بصوت منخفض :
-بت يا هناء السماعات بتاعت تليفونك معاكي.
مدت هناء يدها إلى جيب منطالها تخرج سماعة الهاتف، تمد يدها بها إليها : أهيه يا ماما، عاوزاها ليه؟!
أخذتها تحية من يدها توصلها بهاتفها قائلة :
-اسمعوا وأنتوا تعرفوا.
وقامت بوضع كل طرف منها بأذن واحدة لكليهما وقامت هي بتشغيل ما سجلته والإثنتان بدأت أعينهما في الجحوظ من فُجْر المتحدثان، ومع انتهاء التسجيل، رفعت الاثنتان رأسهما وعلى وجهيهما نفس التعبير صدمة وزهول.
بينما ارتخى جسد فتحية، تحط بجسدها على الكرسي خلفها، وهي تضرب فخذيها بكفيها وتهز رأسها برفض، قائلة :
-يادي المصيبة، دول مش بني آدمين، أروح فين وآجي منين دلوقتي يا ربي.
ثم رفعت رأسها تسأل تحية بتوسل ربما تجد عندها حل لتلك الورطة، أو وسيلة للنفاد من هنا دون خسارة ابنتها :
-شوري عليا يا تحية يا أختي، اعمل ايه في المصيبة دي؟!
فتحية بتفكير، فالأمر ليس سهلاً، خاصة وهم في بلدهم :
-والله يا فتحية، أنا من ساعة ما سمعت اللي سمعته، وأنا دماغي هتنفجر، ومش قادرة أصدق إن فيه ناس بالشكل ده، إحنا لازم نفكر كويس ونشوف هنعمل ايه، بس أهم حاجة دلوقتي مش لازم حد منهم يحس إننا كشفناهم.
هناء : - صح يا ماما، مش لازم حد يعرف إننا عرفنا نيتهم السودة دي، بس معنى كلامهم ده إن سارة عندها ورث كبير هو اللي صعرهم كده، وحرام إنه يضيع عليها، أو نديهم فرصة يعملوا أي حركة غدر، لازم نتصرف بسرعة.
فتحية : - عندك حق يا هناء، الناس دي الطمع عماهم، ولازم نتصرف بسرعة، إحنا منضمنش شيطانهم ممكن يوصلهم لغاية فين؟!
سارة بحماس : - بس لاقيتها همس ووعد.
تحية : - مالهم همس ووعد؟!
جلست هناء على الأريكة بجوار مقعد عمتها،  تجذب يد والدتها تجلسها إلى جوارها، وهي تستعد لشرح فكرتها :
-همس لما كلمتني قالتلي إن وعد هنا في سوهاج شغالة مع رجل أعمال كبير أوي، وهو اللي بعت عربية لهمس في إسكندرية عشان تبقى جنب أختها، يعني شكله راجل واصل وخدوم، و بيتهيألي لو لجأنا لوعد عشان تكلمه يساعدنا ممكن يعرف يأثر على الناس دي.
تحية وهي تحك ذفنها بتفكير :
-شكلها ملهاش حل تاني، جربي يا هناء كلميها وشوفي هتقولك إيه؟!
أخرجت هناء هاتفها تعبث بشاشته، طالبة رقم وعد.
وعلى الجانب الآخر كانت وعد وهمس تهمان للصعود إلى حيث الغرفة التي أخبرهما عنها صقر والمجاورة لقاعة ريان.
حتى رن هاتف وعد برقم هناء، فتوجهت بالحديث إلى همس :
-دي هناء، آنا قصرت معاهم أوي من ساعة ما سيبناهم وكان المفروض نكلمهم أول ما وصلنا إسكندرية وأنا سقطت خالص.
همس باستعجال :
-طب ردي وما تنسيش تعزيها في بابا سارة، جو الغموض اللي أنا فيه ده نساني أقولك، هما كمان هنا في سوهاج جايين يتمموا الجنازة في بلد عمو هنا.
وعد باستهجان :
-يتمموا الجنازة، اسمها يدفنوا يا كيكة أنتي.
ضغطت وعد زر الإجابة :
-ألو، أيوه يا هناء، قلبي عندك يا حبيبتي.
على الطرف الآخر.
هناء : - ايوه يا وعد، أنا محتجاكي ضروري، إحنا في مصيبة.
وعد بغباء : - مصيبة إيه دي؟! المرحوم رجع في كلامه وعاوزني أقنعه؟!
(وربنا أنت في الضياع🤝😂 أنت مش هتقنعيه 🤗أنت هتجلطيني أنا شخصياً 😬).
1
وكزتها همس بمرفقها في بطنها، فشهقت بألم.
هناء بتساؤل :
-في إيه يا وعد جرالك حاجة؟!
وعد وهي تزجر همس بعينيها والجميع يتابعون تلك الخرقاء، منهم متسع العينين بصدمة وهو ريان، ومنهم من يمسح على وجهه بيده في يأس وهو ماجد، ومنهم من يكتم ضحكته بيده وطبعاً ده درش، ومنهم من يهز رأسه بتعجب وهما ريان وصقر.
وعد بتبرير :
-لا يا حبيبتي مفيش، ده صوبع رجلي الصغير اتخبط في التربيزة، قولي يا حبيبتي مصيبة ايه أكتر من إن جوز عمتك فلسع، قولي ما النهاردة الفقرة المفتوحة.
وهنا لم يمتلك مصطفى حاله من الضحك، وتاهت الأخت همس ذائبة في ملامحه التي زادتها بشاشته وسامة.
(أصله ناقص حلاوة ابن اللظينة😂، نحترم نفسنا بقى عشان الحيطان لها ودان، ومدة حظر البوب حجي انتهت، نتلم بقى ها لغاية ما نجددله الحظر 🤝😂)
هناء : - أنتي فين أبت؟! وإيه المسخرة اللي عندك دي؟!
وعد وهي تشير لمصطفى بالصمت، فوضع كفه على فمه يحاول السيطرة على نوبة الضحك التي انتابته جراء خفة ظلها، والآخر يتلظى على مقعده وكأنما افترشه الشوك، متوعدًا إياها.
وعد :
- مسخرة ايه؟! متظبطي يا نؤة، ده التليفزيون يا أختشي،خلينا في المهم، إيه الحكاية؟!
هناء : - مش هينفع في التليفون، أنت تجيبي الرجل الكُبَّرة اللي أنتي شغالة معاه وتيجي، على إنكم جايين تعزو أنت وهمس، ولما تيجي هرسيكي على الدور من أوله.
وعد : - مين الراجل الكُبَّرة اللي أنا شغالة معاه دهون؟!
أشارت لها همس إلى حيث يجلس ريان.
قامت وعد بإغلاق صوت المايك، وهي تشير إلى ريان، قائلة لهمس :
-بتقولك كبرة، ده كبرة؟!
زجرها ريان بعينيه، فاستكملت بتراجع :
ده سكرة.
وقذفت له قبلة في الهواء ود لو التقطتها شفتيه.
(مش وقت محن الله يكرمك خلينا نشوف بت الهبلة دي اللي مصيفة منها على الآخر😂)
عادت وعد تستكمل محادثتها مع هناء قائلة :
-أوعي يكون كمين أبت؟! .
هناء : - اللهم ما طولك يا روح، هتيجي ولا نحلها من غيرك؟! .
وعد : - ما يبقاش خلقك ضيق، جايين أهون أنا و الليدي همس.
ثم أغلقت وعد الهاتف، والذي أهلكه الضحك، توقف عنه بانتباه، قائلاً :
-تروحوا فين إن شاء الله؟!
ضيقت وعد عينيها تنظر إلى همس التي نكست رأسها بحرج، قائلة :
-إيه ده؟! إيه ده؟! ماله الحليوة المسمسم مش طايق نفسه ليه؟!
لا، لن يصمت.
(ايون مستنين أهون 🤔، شكلك بجي عفش يا ريو ياواد عمي 😏)
انتفض واقفًا يشيح بيديه أمام وجهها :
-چرى إيه يا حزينة أنتي؟! محدش مالي عينك ولا إيه؟!
(لا يا ريو مش حساك 🤔، مش أنت 😂)
ارتجفت وعد بفزع، قائلة :
-مالك بس يا حبيبي؟! مين زعلك؟!
لا ينكر أن كلمة حبيبي منها لها مذاق مختلف.
(أنبي إيه 🤔،ما تنشف يا باشا 😏)
ريان بثبات وقد هدأ قليلاً :(أحيه😂)
ما تحفظي لسانك، واعجلي اللي بيطلع من خشمك أمال.
الجميع كل ما بهم زهول، ماذا حل به؟! من انتفاضة جسده بعد جملتها الأخيرة ظن الحاضرون أنه لن يمرقها لها تلك المرة،ولكن بعد جملته الأخيرة تراجع من كان يهم بالتدخل؛ لإنقاذ الموقف، إنقاذ من؟! وعد!! لا فهو من يستحق الإنقاذ، يبدو أن ريان نصار وقع لها، وبات الجمع موقنًا ذلك.
همس تشاهد، وعينيها تقطر قلوباً، فريان يشبه كثيراً مصطفاها.
بعد شخوصها بريان، انتفض الآخر واقفًا يقول :
-وبعدين يعني؟!
اتجهت أعين الحضور نحوه، وقد بدأوا العد، ففي  هذه الجلسة عاشقان.
صقر بإبتسامة عِلم، قائلاً :
-إيه فيك إنت التاني؟!
مصطفى بإرتباك واضح، وهو لا يدري ما يقول:
-قصدي يعني، هنسيبوا نؤة وهي بتستنجد بينا، ونقعدوا نتدلعوا ونبحلقوا في بعض كده، يله بينا نشوفوا إيه الحكاية.
تحرك الجميع إلى الخارج ومن بينهم صقر، الذي ما إن خرج إلى الحديقة حتى جاءته خاطرة شرع في تنفيذها مناديًا همام.
صقر : همام، يا همام.
هرع همام إليه سريعاً، قائلاً:
-أؤمرني چنابك.
صقر :
-ابجى خلي خيتك تبجى تطلع إتشجر على الچماعة فوج ألا بعافية.
همام :
-چماعة مين؟! تجصد چنابك الست سوسن؟!
الصقر محمحمًا :
-ايوه، ايوه، بس خليها لول تفوت على چماعتي ألا بعافية هي التانية.
همام :
تحت أمر چنابك.
ماجد بتساؤل :
-هي خيتك دكتورة؟!
همام بتفاخر :
كانها إكده، دي كبيرة الحكيمات في مشتشفى سوهاچ.
ماجد بلهفة :
طب يا خوي، ابجى جولها متنساش الست سوسن، الله لا يسيئك.
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
عند محمد بعد خروجه من الدوار أخذ يدور حوله إذ ربما يجد له مدخلاً آخرى غير هذا الذي خرج منه تواً حتى يستطيع الوصول إليها ولكن على ما يبدو لا يوجد مدخلًا آخر، فذهب حيث الحديقة الخلفية وجد شجرة كبيرة، فروعها تضلل بميل ناحية شرفة الغرفة التي أكدت هناء أنها تمكث بها، فعزم أمره على تسلقها خاصة بعدما ركض الحارس ناحية البوابة الأمامية عندما صدح بالجوار صوت بوق سيارة.
فعمد هو إلى صعود جذع الشجرة بخفة، متعلقًا بإحدى فروعها، يقفز داخل الشرفة برشاقة، ولحسن الحظ (طبعاً يعني 😂) وجد باب الشرفة مفتوحًا.
ولج إلى داخل الغرفة وجدها ناعسة هادئة، و قد انسدل شعرها الحريري إلى جانبها على الوسادة، تلك الوسادة الخالية وحلمه الآن أن يشغرها.
ساكنة نائمة في وضعية مثيرة، أطاحت بعقله، وقد انحسر عنها طرف عباءتها، لتظهر ساقيها البيضاء الغضة في مشهد تفننت ممثلات الإغراء في آدائه، ومهما برعن به لن يكون بهذه الجودة التي تؤديها صغيرته الفاتنة، مع الإختلاف كونها لا تتصنع فهي لا تعلم بصعوده الآن وبتلك الطريقة وإذا به............

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1