رواية وعد ريان الفصل الثانى و الاربعون 42بقلم اسماء حميدة


 

رواية وعد ريان الفصل الثانى و الاربعون بقلم اسماء حميدة


عند منصور ومسعدة
بعدما أستأذن منصور من همام في أن يتحدث معها على انفراد لأمر هام، فوجد همام أن لا ضير في ذلك ماداما تحت ناظريه.
قادها منصور بعيداً عنه، حتى لا يستمع الآخر إلى حديثهما بشأن ملك.
مسعدة :
-إيه فيه يا منص؟
منصور :
-بقولك أمسعد.
مسعدة بثورة :
-لاه إكده كتير بجى، جولتلك بلاش مسعد دي،
إيه فيك إنت؟! السمع عنديك بعافية ولا جاصد إتعصبني وخلاص؟!
منصور بتراجع :
-خلاص، خلاص، زعلك وحش أوي يا جدع.
تسمرت مسعدة بأرضها، واستدارت؛ لتبتعد.
فقبض منصور على معصمها، يديرها إليه.
(هه شكله هينطق ابن المبقعة😂).
منصور :
-استني بس، رايحة فين؟! أنا بهزر معاكي.
(مش بطال كأول طالعة يعني، استمر بقى 👏)
تنهدت مسعدة وتحول غضبها منه إلى سعادة، وقد أرتوى شريانها النابض لمجرد مخاطبته لها بصياغة أنثوية، وليس كونها (مسعد ابن خالته😂).
منصور مستكملاً :
-إنتي ليه قفشتي كده، على فكرة أنا حبيت أوي خفة دمك، وبتكلم معاكي بتلقائية، مش حابب يكون فيه ما بينا حزازيات، حابب أبقى على طبيعتي معاكي.
ابتسمت مسعدة أسفل نقابها، وقد تولد لديها الأمل في قدرتها على استقطابه، فهو على ما تظن طيب المعشر، وهكذا حال العفويين أمثاله، وهي لا تختلف عنه كثيرًا.
مسعدة :
-چد دمي خفيف يا منص؟! ولا عتتمحلس لغاية أمن تاخد غرضك مني.
منصور :
-أخص على كده، بقى دي فكرتك عني يا سعودة، لا يا عم استغفر الله العظيم أنا مليش في الخشن.
(أحيه 🙊، بقى المهلبية دهين خشن يا منص؟! جلنف أووي 😂)
مسعدة بنبرة ساخرة :
-عنديك حج، إنت ماليكش في الخشن، ولا آني ليا في الطري.
(أوبااااا، حلاوتك يا سعودة 😂)
منصور :
-لا، لا، لا، كده هزعل وأجيب ناس تزعل.
مسعدة وهي تشيح بيدها في الهواء، ثم توجهت بنظرها إلى همام الذي عاود المراقبة مرة أخرى:
-إتكلم على كدك، يا منص.
تنحنح منصور وهو يتوجه ببصره حيث همام ذاك الأخ الداعم، قائلًا بتراجع :
-قلب منص ومهجته، هو أنا ليا في الدنيا دهين غيرك، ثم تمتم قائلاً : - هي أيام سودة أنا عارف.
مسعدة، وقد التقطت مسامعها ماقال :
-بتجول حاچة يا منص؟!
منصور بإبتسامة سمجة :
-أبداً، ده أنا كنت بحمد ربنا على قضاءه.
ابتسمت مسعدة، قائلة :
-ربنا يجوي إيمانك يا شيخ منص، ويچعلنا من محاسيبك.
منصور بإرتباك:
-بقولك أسعودة قلبي.
مسعدة برقة مخمنة ما ينوي التطرق إليه :
-جول يا جلب سعودتك.
منصور بتيه بعد ذاك اللقب وتلك النبرة :
-لاء، أسعودة يا حبيبي، بوراحة على منص، منص جي في أي محن خد بالك.
كتلة من الظرافة وخفة الدم هذا ما جال بخاطرها، ولكن يلزمه تأهيل حتى يكف عن الانسياق وراء أي شيء مؤنث.
مسعدة وهي تزيد من دلالها:
-إيه فيك يا منص؟! إني جولت أفك الكلام بيناتنا، عشان تبجى على راحتك، معوزكش تهيب مني، جول يا نضري، بتلف وتدور ليه عاد يا جلب سعودة.
منصور :
-حبيبي أسعودة، فهمتني على طول كده، هو أنا حبيتك من شوية.
مسعدة :
- من غير موجدمات يامنص، عاوز تجول إيه؟!
حك منصور مؤخرة رأسه وهو يصرف نظره عنها، يعض باطن فمه، قائلا بتردد:
-بقولك أمسعد، أنت تعرف ملك من زمان؟
مسعدة وهي تدعي التفكير، فماذا ستقول له، أن ملك ومسعدة وجهان لعملة واحدة، هما شخص واحد أيها الأبله!!!
مسعدة :
-والله يا منص مش جادرة أحدد بالظبط، بس في الفترة اللي عرفتها فيها أجدر أخبرك عن كل اللي عاوز تعرفه عنيها.
منصور بحماس :
-أنت جدع أوي يا سعودة ربنا ميحرمنيش منك يا غالي، بص بقى يا قلب منص عاوزك بكل دقة وإمعان توصفهالي، ده جواز، مش كفاية الورطة بتاعت أخت همام الله يحرقهم هما الجوز، وسيادة النائب معاهم دفعة واحدة.
(أحيه، وأيوووه، ضايع أمنص ورب الكعبة🤝😂)
جحظت أعين مسعدة من وقاحته(طب بالنسبة لجنان أمه ده!! عادي😂)، وهي تقول بغضب :
-ما تلم لسانك ده، چاك حشه يا مخبول إنت.
منصور بتراجع :
-إيه يا عم ما بوراحة أنا قصدي حرق خفيف كده، و الإسعافات عليا، كرم أخلاق مني مش عشان خفت منك يعني، لاء عشان القسم المهني، جرى ايه يا جدع ما أنت ابن كار وعارف.
(🤔أنت سباك أمنص؟!! 😂).
مسعدة :
-خلاص أمنص، عدينها، بس أحفظ لسانك ده اللي هيچيبلك الكافية، ومتنساش أن جصة ملك كلها في يدي، فلو عاوز الموضوع ده يتم، أوعاك تخلي سعودة يجلب على الوش التاني، صدجني هتكره حالك.
منصور مبتلعًا لعابه، وهو يناظرها بتوجس :
-لا يا سعودة، ربنا ما يجيب زعل أجدع، خليك فرفوش زي ما أنت، وإحنا هنبقى صحاب عسل.
مسعدة، بإبتسامة ساحرة لو رآها هذا المعتوه (وربنا يغمن عليه😂):
-بص بجى يا منص، ملك دي طيبة وبت حلال.
منصور مقاطعًا :
-وبطل.
مسعدة وقد خفق قلبها:
-بتحب شغلها، ومعتجدش إنها ممكن تهمله لأيتها سبب حتى لو كان إنت يا منص.
منصور :
-لا، لا، ما عنديش حريم تشتغل أنا راجل دمي حامي، بس لو هي مصممة معنديش مانع، لكن تلبس نقاب بحلاوة أمها دي، أو تيجي تشتغل معايا أحسن عشان تبقى مليطة في البيت والشغل، أوف ده أحنا هنخربها.
مسعدة وقد تخضب وجهها بحمرة الخجل، بسبب تلميحاته الوقحة :
-ما تحترم نفسك بجى.
منصور وهو يرفع كفيه كعلامة استسلام لرغبتها :
-خلاص أمسعد، كمل مش هقاطعك أنا آسف، بس سؤال أسعودة هي ملك من البلد هنا؟
مسعدة وهي تجيب بالصدق متناسية حيلتها:
-لاه دي من مصر، أصلها.......
ثم بطرت عبارتها مدركة المأزق الذي وضعت حالها به، فإلى جانب تقمصها ذاك يجب مراعاة التحدث أمامه بلكنة قاهرية، لقد تعلمت الكثير من ملك وكذلك من مشاهدتها للمسلسلات والأفلام، ولكن تبقى فتاة ولدت ونشأت في صعيد مصر، وحتما ستغلب لهجتها حذرها، ولكن قضي الأمر، ستحاول ولها الله.
منصور بتساؤل :
-إيه يا مسعد؟! سكت ليه؟! مالك؟!
مسعدة :
-لاه أبدا مفيش آني جولت هتتبسط لمن تعرف أنها مصراوية زييك.
منصور بصدق :
-تعرف أسعودة، برغم إني شايل هم اليوم اللي هيتقفل علينا فيه باب واحد إلا إن لهجتك عسل، وصوتك نغم يا أخي ده كفاية جلب سعودة دي، بقولك أمسعد ما تم جميلك وتعلمها من الصعيدي المايص بتاعك ده.
مسعدة وهي تتنفس الصعداء، فقد أتت لها على طبق من ذهب :
-لاهوه آني مجولتلكش؟!
منصور وهو يحك ذقنه باستغراب:
-ولا جبتلي سيرة.
مسعدة :
-ما هي لجطت مني.
منصور بتساؤل:
-لجطت!! إزاي يعني مش فاهم؟!
مسعدة بتفسير :
-يعني بتعرف شوية صعيدي إكده على كدها، يعني.
منصور بلهفة :
-أنبي صحيح يا سعودة؟! ينصر دينك يا شيخ، يا سلااااام ده الواحد هيدلع أحلى دلع، أنت تقولي يا جلب سعودة، وهي تقولي يا جلب ملوكة، يا بركة دعاكي يا أم منص.
(أيون هي الدعوة البلبوص دهين، ليها مفعول السحر 🤝😂).
أخذت تهز رأسها بيأس منه، وهي تضرب كفًا بالآخر.
منصور وهو يشير بسبابته كإشارة لها بأن تكمل :
-كمل أسعودة، شوقتني يا جدع.
مسعدة :
-أكمل إيه يا منص؟!
منصور :
-الوصف!! عاوز وصف مفصل، الطول، العرض، الارتفاع، منصور مجسدًا بيديه :-المنحنيات، وكدهون.
زفرت مسعدة بحنق من وقاحته:
-إيه ده؟! إنت متعرفش حاچة اسميها خشى؟!
منصور بغمزة :
-إيه ده يا سعودة إنت بتغير عليا ولا إيه؟! إيش حال إنت اللي مختارها لي، طب هي طويلة ولا قصيرة، أوعى تكون أوزعة، أنا عاوزها فردة طول كدهون وتكون مقلوظة مبحبش المعصعصين.
مسعدة :
-لاه متخافش طويلة ومدملكة زيي إكده.
أشاح منصور بيده، قائلاً :
-هو إنت بينلك حاجة بالخيمة اللي إنت لابسها دي ياجدع.
مسعدة بتسلية :
-وإنت مستعچل ليه؟! ما إنت هتشوفها عشية.
منصور وقلبه يتراقص فرحًا وظهر هذا جلياً على ملامح وجهه :
-بجد يا سعودة، أنا فكرتك بتهزر عشان تلبسني فيك؟!
(لا بجد حلال فيك 👌، استمري يا مزة دي رايحة منه ومش راجعة تاني 🤝😂)
مسعدة بإستهجان :
-عيب عليك يا منص؟! عغشك يعني، هتاچي متجلجش.
منصور بتساؤل:
-طب وهمام؟! إنت مش شايف عامل إزاي؟! ده لو كح في وشي بس هيفلقني نصين.
مسعدة بمهادنة :
-وهو إيه اللي هيعرفه بس يا منص؟!
منصور :
-أمال هتلبسها طاقية لخفة؟! ما أكيد هيشوفها وهي جية.
مسعدة :
-لاه متخافش، ما هي متنجبة بردك.
منصور بتساؤل :
-مت....... إيه؟!
مسعدة :
-جصدي إنها بتلبس كيف ما بلبس إكده.
منصور وهو يقلب عينيه بضجر :
-يا ختييييي، عليك وعلى بختك المايل يا منصور، طب وهتتعبيها وتجيبها ليه لما هي بتلبس كيف ما بتلبسي إكده، هيبان منها إيه عشان أشوفوه أنا؟!
مسعدة بإندفاع :
-لاه ماهو بعد أمن يتكتب الكتاب الوضع عيختلف؟!
منصور بريبة :
-لا هو أنا لسه هستنى أكتب عليها عشان أشوفها.
مسعدة بإستدراك :
-لاه ما آني هخليكم تجعدوا لحالكم بعد كتب الكتاب على إنها آني، جدام الناس يعني، وبعدين دي هتبجى الرؤية الشرعية يعني من حجك تشوف وشها جبل الچواز.
منصور بتساؤل:
-وشها بس؟!
مسعدة :
-تصدج بالله؟! آني غلطانة إني وجفة اتحدتت وياك وإني شورت عليك الشورى دي مالول، آني ماشية.
منصور بإستقطاب :
-استني بس يا مسعدة، حقك عليا، متزعليش بقى.
رقته معها في الحديث، وسعيه لمراضاتها، هدأت من غصبها قليلاً، فتراجعت عن الذهاب وهي تعقد ذراعيها أمامها أسفل صدرها وهي تشيح بوجهها إلى الجانب الآخر.
منصور :
-خلاص بقى أبت.
ابتسمت مسعدة لمشاكسته، قائلة :
-اعترفت دلوك إني بت؟! ما كنت من هبابة مسعد.
منصور بإبتسامة ساحرة جعلتها تتوه بها ولها:
-أجدع مسعد في الدنيا.
-بس أنا مستغربك!! أول مرة أشوف واحدة هي اللي بتعرض على جوزها إنه يتجوز صاحبتها.
مسعدة :
-لسه ما بجيتش.
منصور ببهجة :
-لا ما تقولش!! رجعت في كلامك أسعودة؟! ألف حمد وشكر ليك يا رب.
مسعدة :
-آني جولت لسه ما بجيتش چوزي، بس مجولتش إني رچعت في كلامي، وعامة لو إنت معوزش نفضوها سيرة، واستكملت تضغط على وتره الحساس :
-بس كمان تنسى موضوع ملك ده كمان.
منصور وهو ينظر إلى ساعة يده:
-هي بقت كام عشان الواحد يلحق يستعد؟!
ثم ابتعد وهو يدندن بصوت قصد أن يصل إليها :
-يا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابي وابقى عريس...............
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
بعد خروج الجميع ومعهم الصقر، ووعد مستندة إلى همس، ومن جهة أخرى ريان، استقل الجميع السيارات.
بعد معاونة ريان لوعده، لتحتل المقعد المجاور للسائق، في السيارة التي استأجرها ماجد، ومصطفى الذي يتجاهل همس، وزاد تجاهله ذاك بعدما رآها تتطلع إلى ريان، فتآكلته الغيرة، ولكنه لن يتركها تستقل السيارة مع ريان ووعد بدونه، فجلس بجوارها في المقعد الخلفي، ولا يعطيها أي اهتمام، مما زاد من حزنها.
واستقل صقر وماجد سيارة صقر ومعهما اثنان من رجاله، وسيارتهم تتبع سيارة ريان، لترشد وعد ريان على الطريق تبعا للوكيشين الذي أرسلته لها هناء، وحالته لا تقل عن حالة مصطفى، وكلا منهما يناظر الآخر في المرآة بندية، رغم التماس كلا منهما العذر للآخر، فأيا منهما لم يخطئ، الخطأ كله بدر من الفتيات.
فواحدة تتحدث بعفوية غير مقصودة، والأخرى لم تراعي هوس مصطفى بها.
وصلت السيارتان حيث الجهة المنشودة.
فأطلق ريان زامورا، لينبه الحارس الذي هرول من داخل الحديقة مفسحا المجال لذلك المتسلق.
دخلت السيارتان بعد فتح البوابة، تتجهان إلى الباب الداخلي للدوار، وعندما لمحهما علاء من شرفة البهو، أنهى مكالمته مع ابنة خالته العاشق لها، ولكن ذاك العشق لا يضاه هوسه للمال، وأخذ الأمر منه أكثر من أربعين دقيقة، وهو يتحدث إليها محاولا تهدئتها، وإقناعها بأن تلك الزيجة لن تدوم وما إن يضع يده هو وأبيها على ميراث سارة سيطلقها ومن ثم يعود إليها بمال وفير، ولأن الطيور على أشكالها تقع فقد أزعنت لما قال طمعًا في المال، فهو بالنسبة إليها زكيبة مالٍ ترغب في حيازتها، وكما تدين تدان.
هرول علاء إلى باب الدوار يفتحه بنفسه، بعد أن أخبر والده الذي عاد إلى مجلسه في البهو، وكذلك الأخريات اللاتي ينتظرن قدوم وعد ومن معها، بأن الصقر نائب دائرته قد جاء إليهم فبالطبع تعرف عليه علاء ومن في البلدة بل في سوهاج بإكملها لا يعرف صقر الزيدي عضو مجلس الشعب وكبير الناحية.
تبع سامح ابنه علاء ليستقبل الصقر ومن معه بالترحيب الحار.
سامح :
-خطوة عزيزة يا كبير، والله برغم حزننا على اللي راح إلا إن چيتك دي خففت همنا، ربنا يديمك للبلد كلاتها يا كبير.
الصقر وهو يمد يده بالمصافحة، قائلاً بوقار:
-شد حيلك يا حج........
سامح مجيبًا :
-سامح يا كبير، اتفضلوا، اتفضلوا.
وللحق تعجب سامح كثيرًا لمجيئه. إذا كان لا يتذكر اسمه وبالطبع لا يعرف أخيه ، نعم لقد تقابلا سابقاً مرات عدة ما بين الجلسات العرفية التي يعقدها الصقر ليفض نزاعات المتخاصمين من أهل دائرته، أو في تلك المآتم التي تقام لتأدية واجب العزاء لكبار البلدة وأعيانها.
تقدم الجميع إلى الداخل وعندما رأت هناء وعد وهمس أسرعت إليهما، لتحضناها كلا منهما، ووعد تسألها بهمس :
-في إياه يا بت خضتيني؟! ما أنت زي القرد أهوه.
أجابتها هناء بهمس مماثل :
-اتقلي لما نبقى لوحدنا.
اقتربت الفتاتان من فتحية والدة سارة، والسيدة تحية يعانقنهما بمآزرة، ووعد لا تطيق صبراً، رفعت صوتها قائلة :
-قلبي عندك يا حبيبتشي.
ثم خفضت صوتها متسائلة:
-بتك الملدوعة دهين كهربتني يا توحة، ما تقولي يا توحة إيه الحكاية؟!
فتحية وهي ترفع صوتها :
-وماله يا حبيبتي تعالي نقعد جوه عشان تريحي رجلك أنتي جاية من سفر وشكلك تعبانة.
ثم خفضت صوتها قائلة :
-بتي بردو اللي ملدوعة في حد يجي يعزي بلبس الباليه ده فضحتينا؟!
وعد:
-لا في دي عندك حق، بس يعني هو المحروم مكنش دوب هدوم الفرح؟! يله ميعزش على اللي خلقه بلا وكسة.
(أحيه لسانها متبري منها 😂).
ثم رفعت صوتها قائلة :
-متأخذونيش يا جماعة أول ما سمعت الخبر جيت على مالى وشي، واتلهيت ومالحقتش أغير هدومي.
ثم تصنعت البكاء :
-أصل المرحوم كان غالي علينا كلنا، يا حبيبي يا أبو سارة أتخطف يا حبة عيني من وسطينا كدهون، الله يا رحمه ويحسن إليه.
الجميع في حالة صدمة من تلك المصيبة الأزلية كما يدعوها ريان، ومصطفى يجاهد ليكتم ضحكته، قائلًا :
-استنوني يا جماعة أنا جي معاكم لمؤاخذة يا رجالة أنتوا بلديات وولاد عم في بعض وأنا جيت عشان ميصحش مراتي تيجي من مصر لوحدها.
جحظت أعين همس، بينما ناظرتها وعد متسائلة :
-هو..... هوه؟!
أماءت همس وهي تتطأطأ رأسها بخزي.
بينما قالت وعد بحماسة متناسية ما جاءوا من أجله :
-كل الدعم يا درش يا جوز أختي، يله بينا يا أبو نسب.
تهللت أسارير مصطفى ومراعاة لما هم فيه وأتوا من أجله وحالة الوفاة هذه التي لا يعرف منكوبيها لأقدم على أي فعل أخرق، ولولا ريان لاحتضن وعد مقبلًا يدها من الفرحة.
بينما همس لم تستوعب بعد ما قالته وعد.
دخل الجميع إلى الغرفة ومعهم مصطفى، تاركين ماجد وصقر، وريان الذي يحاول كبح جماح غيرته المستحدثة والتي لا يعرف سببها، موهمًا حاله أن تلك الغيرة راجعة إلى أنها الآن زوجته وعرضه، وليست نابعة من تعلقه بها وأن حبها بدأ يزحف إلى قلبه.
سامح بعد أن علم أن هذا الحشد قد أتى لكون هاتان الفتاتان على معرفة بزوجة أخيه وابنته:
-اتفضلوا يا چماعة واجفين ليه؟! أجعدوا ده چيتكم دي فوج راسنا من فوج، كترتونا و نورتونا، والله الدار فج نورها بوچودكوا.
ثم وجه حديثه إلى ولده قائلًا :
-روح يا علاء استعچل الوكل، وخلي أمك تطلع تزعج بت عمك من فوج عشان تنزل تاكلها لجمة ويا الحريم.
ريان :
-لا يا حاچ واچب واصل، إحنا چينا نعمل الواچب ومعاودين، ثم وجه حديثه إلى الجالسين :
-ما تجول حاچة يا صجر أنت و ماچد.
وقبل أن يتفوه أيًا منهما، قال سامح :
-عليا الطلاج بالتلاتة من أهل بيتي ما يوحصل، لازمن ولابد تاخدوا واچبكم، عاوزين الناس تاكل وشنا ولا إيه؟!
غمز صقر ريان خلسة، قائلًا :
-خلاص يا واد عمي الراچل حلف بالطلاج، و ما يصحش نوجعوا يمينه، وكمان الحريم لساتهم ما خدوش بخاطر بعض، اجعد لمن يخلصوا وبعدها نشوفوا هنعملوا ايه.
جلس ريان مرةً أخرى، فالأمر برمته لا يعنيه كل ما يعنيه تلك الجالسة بالداخل مع الحريم، ومعهم هذا المز كما قالت بالداخل أيضاً.
أما ذاك المتسلق الذي ما إن ولج إلى داخل الغرفة وجدها ناعسة هادئة، و قد انسدل شعرها الحريري إلى جانبها على الوسادة، تلك الوسادة الخالية وحلمه الآن أن يشغرها.
ساكنة نائمة في وضعية مثيرة، أطاحت بعقله، وقد انحسر عنها طرف عباءتها، لتظهر ساقيها البيضاء الغضة في مشهد تفننت ممثلات الإغراء في آدائه، ومهما برعن به لن يكون بهذه الجودة التي تؤديها صغيرته الفاتنة، مع الإختلاف كونها لا تتصنع فهي لا تعلم بصعوده الآن وبتلك الطريقة.
اقترب من فراشها يجلس على طرفه، وعيناه تتآكلها، مد يده يملس على شعرها وقد زاده اقترابه منها لوعة، وأثار بداخله مشاعر عاصفة، وداخله مقتنعًا تمامًا لكونها أضحت زوجته، اقترب أكثر حتى بات إلى جوارها على الفراش، متسطحًا إلى جانبها، وقد غيب عقله هيئتها تلك، ماداً يديه يحتضن جسدها يعدل من وضعيته حتى أصبح رأسها قابعاً على صدره وذراعيه تضمانها إليه بقوة وشغف، ضربات قلبه في تصاعد، وحرارته توازيها ارتفاعًا ودفء جسدها بين يديها، يشعل من رغبته بها، وجهها مقابل وجهه، يستشعر أنفاسها المنتظمة وهي تداعب جانب وجهه وعنقه، وما إن شعرت في غفوتها بهذا الاحتواء لفت ذراعها حول خصره، وهي تدفن وجهه بعنقه تتمسح به كهرة صغيرة بين أحضان مالكها، وبفعلتها تلك زادت مما فيه من نشوى ورغبة، فأطبق عليها بين أحضانه متأوهاً بلوعة.
+
وعندما استمعت لذلك الإيقاع بالقرب من أذنها، و الآهات الصادرة عنه، وتلك الحرارة التي تحاوطها، وجسدها المكبل بين يديه.
حتى.....................
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1