رواية وعد ريان الفصل الرابع و الاربعون بقلم اسماء حميدة
أجاب ماجد على هاتفه، فإذا به موسى نصار، يخبره أنه على مشارف البلدة، مستفسرا عن مكان تواجده هو وريان.
صدمة ألجمت الجميع، و مفاجأة سارة للبعض الآخر، وآخرون يقفون لا يفقهون شيئاً مما يدور بل هم في ملكوت آخر، وبالطبع هم محمد ومن معه.
فتحية موجهة حديثها إلى الصقر :
-بعد إذنك يا كبير كنت عاوزة أقعد مع محمد لوحدنا قبل كتب الكتاب.
الصقر بتوقير :
-طبعاً ياحاچة، اعتبري الدار دارك وإحنا ضيوف عندك.
ثم رفع صوته مناديا :
-يا خالة صابحة.
وبالطبع حضرت صابحة من العدم :
-أمرك يا كابير.
صقر :
-خدي الحاچة واللي معاها وطلعي هم فوج في الجاعتين اللي چار جاعة الست أنچيل.
صابحة وهي تميل إليه هامسة:
-مين دول كمان؟ وارد چديد ده ولا ايه؟!
الصقر وهو يزجرها بحرج :
-وبعدهالك يا خالة اعملي اللي جولتلك عليه من غير كتر حديت.
بينما انسحب ماجد؛ ليلاقي عمه موسى، فبالطبع سيتهرب ريان من الذهاب لإصطحابه، ورفعا للحرج ذهب ماجد عوضا عنه ليقوم بتلك المهمة.
توجهت الخالة صابحة ناحية السلم المؤدي للطابق العلوي، وتبعها فتحية وتحية وهناء الداعمة لسارة محتوية إياها بين ذراعيها، وكذلك محمد الذي تبخرت شجاعته التي أبداها أمامهم منذ قليل، فبماذا سيبرر ما فعل!!
أوصلتهم الخالة صابحة حيث أمر الصقر وغادرت تنزوي خلف أحد الجدران، تختلس السمع فالفضول يقتلها.
بينما بعد مغادرتها، فتحت تحية باب الغرفة التي ارشدتهم إليها صابحة، وفتحية تدفع بجسد محمد إلى الداخل، بينما هوى قلب سارة أسفل قدميها، وللآن لا تستوعب ما حدث ولا تعرف ماذا يجب عليها قوله وما يتوجب عليها فعله.
أغلقت تحية باب الغرفة، بينما قبضت فتحية على رأس ابنتها، تجذب خصلات شعرها حتى كادت تقتلعه، فصدرت عنها صرخة مدوية كتمتها فتحية بكف يدها الآخر وهي تنهرها بصوت مكتوم :
-فضحتيني، فضحتيني، منك لله، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي.
وما إن استوعب محمد ما تهم عمته بفعله حتى قبضت أصابعه على كف يدها، واليد الأخرى تجذب جسد سارة إليه، وما إن خلصها من قبضتها حتى واراها خلفه، ووقف أمامها صانع سد منيع حال بينها وبين أي يد تمتد لتطولها بأذى.
بعدما خلصها محمد من يدها، انقضت فتحية عليه تمسك بتلابيبه بيد، وكف اليد الأخرى هوت به على وجهه، التف لها رأسه إلى الجهة الأخرى من عزم اللطمة.
(كف عباسي يعني😂).
فتحية بقهر :
-أنت يا محمد، أنت يا ابن أخويا، أنت يا ابني وسندي اللي طلعت بيه من الدنيا!! أنت تعمل فيا كده تكسرني وتكسر ضهري.
وخرت راكعة على قدميها تضع راحتيها على وجهها، وقد انهكت قواها، تجهش ببكاء يقطع نياط القلوب، بينما فرت دمعة يتيمة خائنة من مقلتيه وهو يهوي بجسده أمامها يلتقط كفيها بين راحتيه، يقبلهما بأسف، ولكنه ليس نادما فإن عاد به الزمن مرةً أخرى سيفعلها.
سقوط تلك الدمعة على كفها، آلمتها فبالأخير هو ابنها الذي كبر أمام عينيها، ابن أخيها يعني ابن لها لم ينجبه رحمها.
محمد :
-أنا عارف إن اللي عملته لا يمكن تسامحيني عليه، بس مش ندمان، أنا خوفت، خوفت لا تضيع مني، هي ملهاش ذنب والله ما تعرف حاجة أنا مضتها على الورق من غير ما تعرف فيه إيه، لو فيه حد لازم يتعاقب فهو أنا، عقبيني زي ما أنتي عاوزة بس هي لاء.
نفضت يدها عنه، وهي تناظره بإزدراء :
-مضتها من غير ما تعرف؟! أمال كنت عندها في الأوضة بتعمل ايه بهيئتك اللي كنت فيها، يعني هي سمحتلك تعمل معاها كده من غير حتى حتة الورقة دي.
أخفض رأسه بخجل مما سيقول :
_الدكتور كان كتبلها أقراص مهدئة حتى أسألي سارة إحنا مرضناش نقولك إنها أغمى عليها، ونقلناها الاستقبال، وخليت سارة تقولك إنهم عاوزنها في الاستعلامات عشان ما نزودش عليكي اللي كنتي فيه، هي كانت نايمة محستش بيا لما دخلت من البلكونة.
واستكمل بكذب خوفاً من أن تتراجع عن تزويجها له إذا عرفت أنها لازالت بكر:
-ولا لما........ لما حصل اللي حصل.
وضعت فتحية كفيها على أذنها، وتمنت لو أصيبت بالصمم على أن تسمع ما قال.
الجميع لم يصدق ما رأوه في منزل عم سارة، وكانوا ينتظرون تفسيرا لما حدث، ولكن أيا منهن لم يتوقعن أن ما رواه هو ما قد حدث.
هرعت سارة تفك قيد هناء من حولها، بعدما تولت هي مهمة مساندتها بدلاً منه، وهي تختفي خلف ذاك الباب الموجود داخل الغرفة والذي تبين بعد ذلك أنه خاص بالحمام التابع لها.
وقفت أمام الحوض بعد أن أغلقت الباب خلفها بالمزلاج تتطلع إلى صورتها بالمرأة المعلقة أعلاه، وقد أصبحت الرؤية ضبابية، وثارت أمعائها كبركان لفظ ما بداخله.
تفرغ ما في جوفها بتقزز من دنائة من عاشت عمرها بأكمله تعتبره المثل الأعلى حتى بات بالنسبة لها قديسا لا يدنسه خطية.
ثوان وأصبحت الرؤية الضبابية تلك دوامة ظلام تسحبها إلى غياهب اللاوعي وشريط من الذكريات يمر بمخيلتها، وكأنها مشاهد لا ينتمي إلى تلك الأحداث كخروج الروح من الجسد لحظة الموت، وروحها النافقة ترفرف حوله.
استمع من بالخارج لصوت ارتطام جسدها بالأرض، وكان هو أول من اندفع نحو الباب يحاول فتحه وعندما فشل، ضرب زجاجه بقبضة يده التي انغرست بها قطع من الزجاج ولكنه لم يبالي، بل ومد يده من بين تلك الشظايا يفتح المزلاج ينظر من الطاقة التي منحته التواصل مع من تمدد جسدها بالداخل تفترش الأرض يتأكد من أنها بعيد عن مرمى ذلك الزجاج المهشم وعن الباب حتى لا تتأذى أثناء فتحه، حامدا ربه أن رأسها لم يرتطم بالجدار خلفها أو تكون قد سقطت على حافة المرحاض.
وعندما تمكن من الدخول حمل جسدها المرتخي بين يديه، يخرجها من المرحاض متوجها بها إلى التخت الكبير الموجود بالغرفة بقلب حانق وروح لائمة.
وبعدما أراح جسدها عليه أخذ يعدل من وضعية رأسها بحرص وحنو شديدين، وهو يدور بأنحاء الغرفة كطفل أضاع السبيل إلى أمه، حتى وجد ضالته تلك الحقيبة التي أحضروها معهم والموجود بها ذاك الدواء المهدئ، فالتقطته من جيب الحقيبة، عائدا به إليها، وهو يربت على وجهها برفق حتى تلطخ خدها بدماءه.
ووالدتها تجلس إلى جوارها من الجهة الأخرى، تراقب عن كثب ما يفعل والحالة التي عليها هو، وداخلها يتألم لما حاك ووقعت به ابنتها، وهي تقسم في غرارة نفسها أن من يقع بالغرام إلى هذا الحد لن يطاوعه قلبه أن يغدر بمحبوبه، فهناك حلقة مفقودة فيما دنس به حاله ولطخ به ابنتها.
أسند رأسها بعدما بدأت أهدابها ترمش بانزعاج يدس واحدة من تلك الحبوب تحت لسانها.
💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚
في سيارة يجلس رجلان يتحدثان الإنجليزية.
أحدهما للآخر :
-هل كل شيء على ما يرام؟!
فأجاب :
-نعم، وكل شيء تم كما أردت Boss.
الأول :
-تأكدت أنها هي.
الثاني :
-نعم، تأكدت برغم من تأكدي التام.
الأول :
-وهل شك هو بالأمر؟
الثاني :
-لا، فإذا تواجد بداخله ذرة شك، لم يكن ليقدم على ما فعل.
الأول :
-لا تستهن بذكاءه، لابد وأن يظل على قناعته بأنه مخير.
الثاني :
-كما ترى Boss، ما يهم أنه تم ما خططنا له.
👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️👁️🗨️
عودة إلى دوار الصقر.
وقد استأذنت كلا من همس ووعد بالصعود إلى الغرفة التي خصصها الصقر إلى همس، وقررت وعد سابقاً أنها ستبيت مع أختها على أن يبيت مصطفى مع ريان، الأمر الذي استنكره المتنازعان وهما ريان ومصطفى.
عند صعود الفتاتان وجدتا من تنزوي خلف جدار السلم تلصق أذنها بحائطه، تحاول استراق السمع لما يدور بالداخل، فالتقطتها وعد وهي تقبض على ملابسها من الخلف كحركة اعتادتها من ريان، وهي تنهرها قائلة :
-يا دي النيلة على صابحة، وأبو أم فضول صابحة.
صابحة وهي تحاول تخليص ملابسها من قبضة وعد، قائلة باستياء :
(ليها حق ما وعد قطعت عليها تلميع الأوكر 🤝😂).
-إيه فيه؟! عملتلك إيه صابحة يا بتاعت ريو؟!
همس تشاهد بزهول من بجاحة تلك المرأة ولا تفهم معنى مقولتها الأخيرة "يا بتاعت ريو"
همس وهي تشير باستهجان إلى صابحة :
-مين البتاعة دي؟! وإزاي تسيبيها تكلمك كده يا دودي؟!
صابحة بلوية فم وهي توجه حديثها إلى وعد :
-جوليلها آني ابجى مين يا دودتها!!
وعد مخاطبة همس، وهي تشير إلى صابحة وكأنها عالمة ذرة، وكلاهما تناسى مشادتهما معا قبل خروجها محمولة على ذراعي ريان، وهذا حال كل من تضم صدورهم قلوب نقية تعكرها لحظة، ثم تصفو دون ضغائن:
-دي صبوحتي، قناة البث المباشر والحصري للدوار ولايف كمان.
صابحة بابتسامة عريضة وكأنها تسلمت توا وسام الدولة التشجيعي، ملقية لها قبلة بالهواء :
-جلب صبوحتك، أجولك يا دودي؟!
وعد :
-قلبي يا صبوحتي، جولي!!
مالت عليها صابحة وكأنها تبث لها نبأ عاجل عن قضية هامة :
-ما چوعتيش يا به؟! آني عاملة ويكا بالزفر، وبط وصينية رجاج.
(جوعتينا يا صابحة، هقوم اغرف وأجيلك، أنا عاملة سبانخ وبالزفر بردو😏😂، هاتي أنتي الرقاق وتعالي يا به 🤝😂).
ها قد بدأ الود يتصل، وتعود المياه إلى مجراها، ووعد تلعق شفهاها بنهم، وهي تشير إلى صابحة موجهة حديثها إلى همس :
-صابحة دي من العظماء، عارفة لو فتحتي قلبي هتلاقيها قاعدة ومستربعة وفارشة فيه بصوانيها وطواجنها.
ثم أحاطت عنق صابحة وهي تضع ذراعها على كتفها، قائلة :
-صبوحتي هو الأكل سخن ولا لسه هتسخني.
صابحة بنظرة مطمئنة :
-لاه لساتوه موهوچ، هبابة والوكل يكون عندك إنتي.... ، ثم نظرة إلى وعد بعدم اعتناء مستكملة :
-والسنيورة.
وعد :
-صبوحة اظبطي دي أخوتي.
صابحة وهي تومئ برأسها بتفهم، قائلة :
-ودي ليها في البث المباشر، ولا جفيلة؟!
وعد وهي تشيح بيدها، قائلة:
-يا أختتتتتتي، بير بس ما تقلقيش هنجيبها سكة، وإذا كانت جفيلة مفتاحها معايا.
صابحة بحماس وهي تتحرك ناحية السلم:
-هوى عغرف وچاية فوريرة.
هزت همس رأسها بيأس منهما، بينما استندت وعد إلى مرفقها تقودها إلى القاعة المجاورة لقاعتها هي وريان ومشتركتان بشرفة واحدة.
بالأسفل أحدهم لا تساعه الفرحة، فقد اقترب مبتغاه، وبالطبع هو صقر، ولكنه يريد الاطمئنان عليها.
حسناً لن يصعد، ولكن كيف سيطمئن ورقم هاتفها ليس بحوزته ويستحي طلبه من ريان، كما أن أنيتا ليست بالجوار، على كل حال لقد اتخذ قرار، كفى لن يصعد؛ فاشتياقه لها بعد لقاءهم القريب، سيدمر ما تبقى له من هيبة، خاصة والدوار يعج بقاطنيه.
خرج إلى حديقة الدوار مناديا همام بصوت جهوري خشن:
-همام، يا همام.
أتاه صوت همام المتهدج أثر الركض تلبية لنداء كبير البلدة:
-آهه، آني آهة چنابك، أؤمرني يا كابير.
الصقر بثبات :
-خيتك طلعت للچماعة فوج؟!
أومأ همام قائلا :
-طلعت من ياچي نص ساعة إكده.
صقر متحمحما :
-ونزلت ولا لساتها فوج.
همام :
-لاه چنابك لساتها فوج.
صقر :
-طب رن على تلافونها من عيندك.
همام بدهشة ولكن امتثل لأمر الكبير.
أجابت مسعدة الجالسة جوار أنچيل على التخت، بعدما مرت في طريقها بقاعة سوسن وصابحة دليلها بالدوار، ووجدتها غافية، فقامت بالتغيير على جرح ذراعها تحت تململ الغافية التي تيقظت لفترة،
وبعد انتهائها شكرتها سوسن وعادت لنومها الهانئ مرة أخرى، وكأنها لم تذوق للنوم طعما منذ زمن.
وها هي الآن تعتني بزوجة كبيرهم، التي تحسنت كثيرآ( بعد الحضن إياه 😂)، بعد أن حقنتها مسعدة بعقار مسكن وخافض للحرارة (أصراحة مش قادرة أحدد 🤔، إذا كان عقار، حقنة يعني ولا أقماع 🤭، المهم إنها اتحسنت وخلاص😂).
1
مسعدة مجيبة على الهاتف الذي رن برقم همام :
-أيوه يا خوي.
همام :
-فينك يا مسعدة كل ده فوج؟!
أشار له صقر بأن يعطيه الهاتف، تحت تحول دهشة همام إلى بلاهة.
صقر وهو يجلي صوته، خافضا بصره باستحياء (وهو استغفر الله العظيم عسلية أصلاً 😂) :
-ألو.
وتوقف الحديث على طرف لسانه فماذا سيقول؟! أو كيف سيستعلم؟!
مسعدة :
-إيه فيك يا همام؟! ما تونطج!!
صقر بحرج مضاعف :
-آني صجر.
انتفضت مسعدة من جلستها واقفة، تحت دهشة أنچيل التي أخذها الحديث مع مسعدة طوال الساعة المنصرمة يتقاذفا أطراف الحديث عن كلاهما، وعن العادات والتقاليد السائدة في البلدة، و بالطبع تطرقت أنچيل بحديثها إلى الصقر وما يتداوله الناس عنه بالبلدة ، وكما زادها ما سمعته من مسعدة عنه إلا إعجابا وتعلقا به (وهي آيلة أصلاً 😂).
مسعدة :
-ما تأخذنيش يا كابير فكرتك همام.
صقر بتهتهة :
-ميهمكيش حوصل خير.
استدارت عينيها بجحوظ الصقر يمرق!! ويلتمس الأعذار!! مراعي!! منذ متى 🤔؟!
صقر مستكملا :
-معلهاش تندي التلافون للچماعة چارك، مش أنتي حداها فوج؟!
لم تتفوه مسعدة بحرف وإنما مدت يدها بالهاتف إلى أنچيل، التي التقطته باستغراب، وهي تشير لها إليه هامسة :
-مين؟!
بادلتها مسعدة الهمس قائلة :
-الكابير، ردي، ردي.
اعتدلت أنچيل في جلستها، وهي تجيب بغنج، يحق لها الدلال (ما جابت الصقر زاحف يا قلب أمه 🤝😂):
-hey،? how do you do baby
مسعدة وهي تلوي شفتيها :
-يا حلاوة يا ولاه الصجر بيجي بيبي!!
(لا أنتي فاتك الكتكوت حجي 🤝😂)
صقر وهو يبل شفاهه بشفتيه وقد أحمر وجهه خجلا، وخاصة وهمام يقف متابعا، فأخرج صوتا فاترا :
-آني زين.
أنچيل وهي تزيد من دلالها والأخرى تقف تتابع عن كثب فلابد وأن تغير من حالها لتوقع بمنصها😂:
-مالك يا جلبي؟! إيه فيك يا صجر ؟!
وبقلبي تلك التي أتت على ذكرها، أصبح الصقر بعالم موازي منعزل عن من يقف أمامه و يفتح فمه ببلاهة.
وعندما أنتبه الصقر لتعبيرات وجهه الفضولية أشار له بالإنصراف، وتابع هو حديثه المشوق على الهاتف، قائلا بنبرة شغوفة :
-مش مهم آني دلوك، طمنيني عنك؟! إيه عاملة يا جلب صجر؟!
أجابت ونفس تعبيرات همام على وجه أخته مسعدة :
-i'm fine, but i missed you so much, darling
صقر وقد اشتعل جسده مطالبا بها :
-وآني أتوحشتك جوي.
أنچيل بغنج (لا وغنج 👌غنج👍 يعني مش أي كلام 😂) :
-Sakr, i need you, need your hug, warm's tuch, baby.
- صقر، أحتاجك، أحتاج أحضانك، لمستك الدافئة، بيبي.
(أتهدي الراجل ماسك نفسه بالعافية، يخرب مطنك 😂).
والأخرى فغرة فاهها تتسع فربما من يراه عن بعد يستطيع رؤية لوزتيها، وأخذت تهز رأسها بعدم استيعاب متمتمة :
-لاه بجى إكده كتير اتنين بيبي في مكالمة واحدة، الراچل زمانته فجد الوعي.
(طب وعهد الله لسه مندهشة زيك من هبابة 😂)
1
والصقر حدث ولا حرج، قيثارة العشق تعزف بأذنيه أروع ألحان الحب والوله، حتى أنه يكاد يقسم أنه يرى فراشات وقلوب معلقة حوله في الهواء.
(مش سهلة أبت 🤔، شندلتي الراجل 😂).
يزفر أنفاسا متنهدة يجيب بهيام :
-يا بوي، عاشجك آني يا دنية صجر كلاتها.
لا تصدق أذنيها، وأخيراً (قالها ابن فرنسا 😂) قالها محبوبها، صقرها، كتكوتها 😏أيضاً.
أرسلت له عدة قبلات عبر الهاتف(ما تحترمي نفسك بقى🙄)، وتلتها بقولها :
-وآني عاشجاك، وهموت عليك يا جلبي.
(لا حرام عليكي بقى، كفاية🤚 الراجل قلب ألوان الطيف هو ومسعد، قصدي و مسعدة سوري يا حب cute😂).
يا الله!! كم أنت مغوية حبيبتي!!
هم يغدقها بكلمات الغزل المعسول، ولكن انقطعت المكالمة يبدو أن رصيد همام قد نفذ وذلك قبل أن يتبادلا أرقام هواتفهما.
(تستهلي 🤭، عشان قولتلك خفي على أبو الصقور، الواد مش حملك يا شيخة 😂).
بينما ببهو الدوار يقف المتناطحان نافشي أعراشهم، وكأنهما في مصارعة للديوك، وكلاهما يخطط كيف سينفرد بمعذبته؛ ليحاسبها.
حتى طرأت فكرة بذهن ريان، لن ينجح في تنفيذها سوى بمعاونة مصطفى.
ولما لا؟! فقد علمه سوق الأعمال أن "عدو أمس، صديق اليوم"، فلا ضرر بعقد مهادنة.
ولكن كيف السبيل للتفاوض، فكرامة ريان عنده فوق أية اعتبارات، حسناً سيلجأ لوسيلة لن تخب، إثارة الخصم المثار من الأساس، فلقد لمح العشق والغيرة منبثقان من أعين مصطفى لأخت تلك البلوة، كما لاحظ محاولات همس بالمرآة الأمامية وهو يتطلع إلى الطريق خلفه أثناء القيادة في طريق العودة.
وكذلك نظرات همس الراجية لهذا المصطفى الذي ضبطه ريان أكثر من مرة وهو يراقبها بذات المرآة، يبدو أنهما أيضاً دائمي الشاحنات.
ريان وهو يدير ظهره لمصطفى يحك ذقنه بيده مطرقا الرأس، مدعيا التفكير وهو يبتعد خطوتين، في شرود مصطنع، قائلا بصوت عالي قاصدا أن يصل لمن والاه ظهره :
-بيجي كلام الحريم عيمشي على رچالة بشنبات، ونفدوا بجعدتهم في الجاعة لحالهم، لاه آني ما عسكتش على الحال ده.
وأيضاً مصطفى على دراية بتلك الطريقة في الترويض، ولكنه تظاهر بأنه التقط الطعم، قائلا :
-شوف مش أنا مختلف معاك، بس كلامك صح مية مية، اشتريت يا ريو باشا، ارمي كعبك، وإحنا هنوزن الكلام ونتبعك، بس ما تصطدنيش لأني ابن سوق زيك ومش هتدخل عليا الحركات دي، اهبد اللي عندك يا أبو نسب.
ريان بلهجة قاهرية، وهو يربت على كتفه باستحسان:
-لا إدارجي وبورم اسمع خطة الباشا، يا درش.