رواية الثمن هو حياتها الفصل المئه والواحد والتسعون 191بقلم مجهول
يجب أن تلوم ابنتك على
هذا
أدركت خلود أن الأمور ثلجة إلى ما لا تحمد عقباه. فسارعت للذهاب إلى شادية وقالت: "دعينا الناقش الكواليس إمكانية تكرار هذا التصميم أو لا.
الهدف من تصميم الفساتين لمثل هذا الحدث هو أن تكون فريدة من نوعها، إن تكرر أحد التصاميم ستتأثر فسيؤثر ذلك على استقرار الأسعار.
عادة ما تكون شادية ذكية ولقاحة، لكن لماذا ترتكب الآن خطا غبيا مثل هذا ؟
عندها فقط أدركت شادية أن ما قالته كان خاطئا تماما.
عندما رأت السيدتان الثريتان نظرة القلق على وجه شادية. توقفتا الجدال فجأة.
لم تتوقفا عن الجدال فقط بل تراجعتا وأصبحنا مهذبتين مع بعضهما.
بدأ الجدال فجأة وانتهى فجأة.
دور خلود كمصممة أتاح لها التعامل مع جميع أنواع الناس. والنساء الثريات مثل هاتين كانوا الأصعب في إقناعهم
بالعدول عن ربهم.
يبدو أنهما تراجعتا لكيلا تضعا شادية في موقف صعب.
لذلك، تساءلت خلود، من تكون شادية حقا؟
في النهاية انتهى العرض بسلاسة رغم المقاطعة الصغيرة
الفريكة.
عندما انتهوا من ترتيب كل الأمور بعد انتهاء العرض كان
الوقت قد تجاوز منتصف الليل.
فور خروج خلود من المكتب، لاحظت سيارة نائل تنتظرها.
بعد المحنة التي مروا بها إثر تعرضها للاختطاف سابقا، كان نائل يقوم بتوصيلها دائما حتى في أوقات انشغاله كان يقوم بإرسال أحد الحراس الشخصيين الذين يثق بهم
لينوب عنه.
قالت شادية سيدة حديد أنا أسفة حقا على ما حدث لقد كدت أن أتسبب في مشكلة كبيرة، أرجوك لا تغضبي ملي".
ربتت خلود كتفيها، دون نية لتوبيخها لأنها مبتدئة وأمامها الكثير من قواعد العمل لتستوعبها.
"لا بأس، ولكن عليك الانتباه أكثر لمثل هذه التفاصيل في المستقبل. فلنعد إلى المنزل.
بعد قول ذلك اتجهت خلود نحو سيارة المايباخ التي تنتظرها.
في السيارة، وضع نائل ملفا كان في يده، فسلمته خلود ملفا آخر.
أرسل هذا الملف جاد نيابة عن شركة هادي واسترد الأموال التي فيه".
فكرت خلود في المسألة طيلة اليوم، وشعرت أن هذه هي الطريقة الأفضل للتعامل مع المشكلة.
إنه مبلغ ضخم، وسواء تحفلته هي أو نائل فسوف تكون
غاضبة.
لقد قدمت فيما مضى الكثير من الخدمات لعائلة حديد، ولن تسمح لجاد بالاستمرار في استغلالها والاحتيال عليها.
ما أقلقها أكثر هو أن جاد سيستسيغ الأمر إن حصل على ما يريد كل مرة وسوف يعود مرة بعد أخرى.
نظر نائل إلى الوثيقة قبل أن يتحول بنظره إلى ملامح خلود الجادة.
علم أنها لا يمكن أن تغير رأيها، لذا وافق ومزر المستند إلى سالم قائلا: "تعامل مع هذا.
في الصباح التالي أيقظ شخص ما جاد الذي كان يعانق امرأة بين يديه في غرفة في أحد الفنادق.
قال المدير بنبرة هادئة: "سيد حديد، لقد أنفقت ثلاثة ملايين هنا الليلة الماضية. هذه هي الفاتورة".
في اليوم السابق، بعد تلقي جاد المبلغ من شركة هادي، سند
فوزا ديونه ثم أنفق مبلغا كبيرًا على ملذاته الشخصية.
بعد أن لعن بيئة وبين نفسه يضمت أخرج بطاقته البنكية وقال: "مبلغ تافه مزر هذه البطاقة.
أخذ المدير البطاقة بحذر ومررها على جهاز الشحب، إلا أن الشاشة أظهرت تنبيها بعدم وجود رصيد في البطاقة.
تصبب عرق بارد من وجه الغدير وقال: "عذز سيد حديد. ولكن البطاقة ليس فيها رصيد.
تفكر في نفسه في ذات الوقت. لا تقل لي إنه شخص محتال مكافأتي لهذا الشهر في خطر!
هراء. لقد حول صهري الأموال إلى هذا الحساب، كيف يمكن أن ترفض البطاقة؟ لابد أن جهازك معطل
لم يجرؤ المدير على مجادلته، لذا قام بتغيير جهاز الشحب..
إلا أن النتيجة نفسها.
في النهاية، انهال حراس أمن الفندق بالضرب على جاد
لعجزه عن دفع الفاتورة. وأفرج عنه مالك الفندق بعد أن أجبره على كتابة سند دين
إن لم يسدد جاد دينه في غضون ثلاثة أيام، فسيتوجهون إلى شركته لفطالبتها بالدفع عوضا عنه.
اندفع جاد إلى البنك فورًا وانهال بالشتائم على موظفي البنك، لكنه في النهاية اكتشف أن شركة هادي هي التي جفدت حساب هذه البطاقة.
علاوة على ذلك، طالبته شركة هادي بإعادة مبلغ الثلاثين مليون.
كان جاد قد أنفق معظم المال، فكيف سيعيده؟
اتصل بمايا غاضبا وقال: "الآنسة تامر، ألم نتفق على أن عملي ينتهي بمجرد تسليم دفعة من المعدن الخردة إلى موقع العمل؟ لماذا تم تجميد حسابي الآن؟"
ردت مايا الجالسة في مكتبها وتعلو وجهها الملامح الباردة "يجب أن تلوم ابنتك على ذلك، هي من طلبت من السيد هادي إنهاء عقدك وترغب الآن في مقاضاتك لاسترداد مبلغ
الثلاثين مليون بالكامل.
لم تتصور مايا أبدا أن تكون خلود بهذه القسوة.
أيقنت أن قرارها باستخدام جاد لوضع خلود في موقع
صعب كان قرارا خاطئا تماما.
أوشك جاد على قول شيء آخر، لكن مايا أنهت المكالمة قبل أن يبدأ حتى.
رمى هاتفة غاضبا.
خلود اللعينة ! لا تمتنع عن مساعدتي وحسب، بل تفسد خططي أيضا !
في الوقت الذي كانت خلود تجهز نفسها للمغادرة بعد انتهائها من العمل، تلقت اتصالا من شيرين التي طلبت منها زيارتها في شفتها...
ذهبت خلود فوزا دون تردد. لكن عندما وصلت إلى المنزل أدركت أن جاد كان في الشقة أيضا.
استقبلها جاد وكأنه صاحب المنزل: "خلود، أنت في المنزل. تعالي بسرعة. حان وقت العشاء".
استاءت خلود جد لرؤيته عرفت ما يريد لكنها لم ترغب في قول أي شيء بخضور والدتها.
فور دخولها المنزل، جلس الثلاثة وبدأوا تناول طعام
العشاء.
قال جاد محاولاً إرضاء خلود: خلود، هذا طبقك المفضل. أحضرته من فندق رفاه".
كانت الابتسامة على وجهه عريضة لدرجة أنها كادت تقيم وجهة إلى نصفين.
إلا أن خلود دفعت يده قائلة: "لقد خانتك ذاكرتك. أنا لا أحب هذا الطبق؛ إنه طبق إيمان المفضل".
الأطباق التي تحبها لخلود لم يكثرت لها أحد أبدا على موائد عائلة حديد.
أكلت من الموجود على الطاولة لأنها لا تملك خيارا آخر.
تجمد جاد قبل أن يضحك بينه وبين نفسه بطريقة غريبة. هذه الفتاة اللعينة لا تكترث لإحراجي؟
كما توقعت هذا هو سبب قدومه .
النقاط المجانية 10
قالت خلود بلا اكثرات وهي تكمل طعامها: "أنت الذي قدمت شحنة من الحديد الخردة لشركة هادي مقابل ثلاثين مليون. لا أستطيع مساعدتك في شيء كهذا، من الأفضل أن تعيد المال في أسرع وقت لتتجنب عقوبة السجن".
لم يتحمل جاد أكثر من ذلك، ألقى ضحون طعامه على الأرض وصاح كالمسعور: "كيف تجرؤين على التصرف بهذه الطريقة؟ حتى هادي تجاهل الأمر، لكنك أنت من يلاحقني
الإعادة المال؟ أنت ناكرة للجميل!"
هذه الفتاة العامة سفيهة حقا !
اظلمت تعابير وجه الخلود والغضب يتسلل إلى عينيها: "إن كنت ستثور في نوبة غضب فافعل ذلك في منزل عائلة حديد، ولا تشملني أنا وأمي في مشاكلك. لسنا أكياس رمل
تتدرب على لكمها".
بعدما قالت ذلك أرسلت رسالة خلسة إلى حارسها الشخصي
في الطابق السفلي.
كان جاد يغلي من الغضب: "أيتها ال".