رواية الثمن هو حياتها الفصل المئه والثالث والتسعون 193بقلم مجهول
خمسة آلاف دولار
النقاط المجانم
قضاء ساعات طويلة في العمل داخل مكتب كفيل باستنزاف طاقة أي شخص.
كانت فرصة نادرة لإلقاء الأعباء وقضاء بعض الأوقات الممتعة. كانت الأجواء حيوية، فقد كان الجميع شبانًا من النوع الذي يعرف كيفية قضاء وقت جميل.
دعا مذيع الفعاليات المشاركين للانضمام إلى اللعبة.
سحبت شادية خلود إلى المنصة دون انتظار موافقتها "سيدة حديد، هل تشارك في اللعب؟"
تأشفت خلود: "أنا حقا لا أرغب في اللعب". لم تكن من أولئك الذين يشعرون بالارتياح وسط الحشود الكبيرة والحيوية.
إلا أن شادية لم تقبل رفضها: "هيا، أرسلي شعرك واستمتعي قليلاً.
أخذ المستضيف الميكرفون وبدأ شرح قواعد اللعبة: "يجب على الرجال أن يحملوا شريكاتهم الإناث، ومن يسقط شريكته أولا يخسر. الفائز يحصل على جائزة قدرها خمسة آلاف دولار"
إغراء الجائزة المالية الكبيرة لم يكن يقاوم زملاء خلود الذين كانوا مترددين في المشاركة أصبحوا يبحثون الآن بجنون عن شريك.
لم يمض وقت طويل حتى أصبح أزواج المشتركين جاهزين للمنافسة.
أحد المدراء الماليين، رجل في منتصف العمر، بقي بدون شريك. لذلك، توجه إلى خلود وسأل: "سيدة حديد، هل تقبلين أن تشكل فريقًا أنا وأنت؟"
ترددت خلود في أن تكون في وضع حميم مع غريب، حتى لو أنها مجرد لعبة: "أمم، أنا .....
كان اتخاذ قرار صعبا. إن رفضته، فقد تجرح مشاعره. ولكن
إن قبلت فسوف تتجاوز حدود المسافة القريبة الفريحة مع
شخص غريب تماما.
في تلك اللحظة، وهي تواجة وقنا صعبا في اتخاذ قرار. وقف وراءها شخص طويل القامة
قال الرجل: "أسف، لكنها محجوزة، إنها شريكتي".
اصفر المدير المالي خوفا وغادر المنضة: "أعتذر سيد هادي".
رغم من أن مبلغ الجائزة البالغ خمسة آلاف دولار كان مغريا. إلا أن إهانة نائل هي خطوة تنهي الحياة المهنية.
زهشت غيون خلود من الدهشة وسألت: "نائل، ماذا تفعل هنا؟"
دفع نائل الهواء من أنفه وقال مازحا: "لم أكن لأدعك تعانقين وتلتصقين بأحد غيري هل ظننت غير هذا ؟
في تلك اللحظة، أعلن الفستضيف بدء اللعبة.
قفزت خلود فوزا في ذراعي نائل مثل أرنب صغير لطيف. لفت ساقيها حول خصره، ولفتت يديها حول عنقه.
وجهت خلود تعليماتها بثقة: "أريد أن أفوز بالجائزة الأولى. إياك أن تخيب أملي !"
مع عضلات نائل الخارقة، فوزنا مؤكد. فكرة الفوز بالمركز الأول والجائزة نقدية قدرها خمسة آلاف دولار رائعة حقا !
لم يستطع نائل سوى الابتسام بسخرية من جدية خلود في التنافس من أجل بضعة آلاف من الدولارات فقط.
أحكم قبضته حول خصرها النحيل: "لا تقلقي، لن نخسر".
كانا قريبين من بعضهما، وشكلت وأنفاسهما الدافئة الفتطايرة طبقة رقيقة من الضباب الفتكاثف على أنف نائل.
بسبب فرق الطول بينهما، قضت خلود معظم الوقت تنظر إلى الأعلى إلى نائل.
لكن في نفس الوقت كانت في مستوى أعلى من الباقين
وكان شعور النظر إلى الأشخاص من فوق شعورا لطيفا
استغلت خلود الفرصة لتمعن النظر في وجه نائل البارد
والصارم. حاجباه الكثيفان أخفيا عينين عميقتين وغامضتين ارتصف أنفه المنحوت مع شفتيه باستقامة مثالية، بدا نائل كلوحة زيتية مدهشة لفنان ماهر.
تمتمت خلود واحمرت من الخجل: "وسيم جدا.
في هذه الأثناء، لم يتمكن العديد من المتسابقين على المنصة من الصمود بسبب محدودية أجسامهم.
بقي بضعة أزواج صامدين فقط، وبدا أن الفائز سيحدد قريبا.
فجأة، رن هاتف فحولت جميع الأنظار نحو اتجاه الصوت.
كان الصوت من هاتف نائل
بدون تردد مد يده ورد على المكالمة.
اضطرت لخلود إلى الاعتماد على قوتها للبقاء معلقة على جسده، كأنها كوالا تتشبت بشجرة.
بدأ الجميع أسفل المنصة في التساؤل: "هل السيدة هادي خفيفة لهذه الدرجة؟"
كل هذا الصمود بفضل عضلات بطن السيد هادي القوية"
أخرج العديد من الموجودين هواتفهم لالتقاط اللحظة. إنها تجسيد مثالي للرومانسية.
لم يكن لدى المتنافسين الأخيرين سوى الاستسلام، عاجزين عن تحمل العبء الناتج عن الوقوف لمدة نصف ساعة تقريبا وهم يحملون شخصا بالفا آخر.
في النهاية انتصرت خلود ونائل.
نزلت لخلود بحماس: "لقد فزنا سأدعوك إلى غشاء فاخر الليلة".
ريت نائل على رأسها بمزح: اذهبي واستمتعي لدي شيء يجب أن أهتم به أولاً.
حسنا. ثم اندفعت نحو المستضيف للمطالبة بجائزتها.
أشرق وجهها مركا وهي تحمل الظرف في يديها.
لم تنته الأنشطة بعد، لكن الخلود لم تكن مهتمة بأي منها. عوضا عن ذلك جذبت أميرة بعيدا لالتقاط الصور.
كان المكان خلايا، ومناسبا للاحتفاظ باللحظات الجميلة من خلال التقاطها فوتوغرافيا.
التقطت خلود الصور واحدة تلو أخرى بينما تقلبت أميرة من وضعية تصوير إلى أخرى.
مدحت أميرة مهارات الخلود وهي تنظر إلى الصور الملتقطة : "مهاراتك في التصوير رائعة يا خلود. لن نحتاج إلى استئجار مصور للشركة بعد الآن. يمكنك القيام بذلك على أكمل وجه".
أجابت خلود بابتسامة: "تعلمت التصوير لوحدي".
عندما بدأت التصميم كانت تظن أن ما يدفع العملاء لشراء الملابس هو التصميم الجيد.
لكن منذ انضمامها إلى شركة الرضا، أصبحت تفهم أن التسويق وإطلاق منتجات متنوعة وجديدة والحفاظ على
العملاء والأنشطة الترويجية كلها تتكامل في زيادة
المبيعات.
جلس الثنائي على مقعد وتسامرنا البعض الوقت.
كيف أداء فمساعدتك الجديدة؟"
أجابت خلود: "إنها جيدة لكنها ليست مبادرة مثلك.
رغم أن شادية تنجز مهامها بفعالية، إلا أن خلود شعرت أنها غير شغوفة بعملها. ومع ذلك، لاحظت خلود أنها تستمتع بالوقوف خلفها ومراقبتها أثناء قيامها بالتخطيط المبدئي للتصاميم.
في عدة مناسبات رؤعت شادية خلود المنغمسة بتخطيط التصميمات عندما أحست بها فجأة وهي تراقبها.
عرضت أميرة على خلود: أخطط للاستقالة عن عملي وفتح إستوديو تصميم خاص بي هل ترغبين في الانضمام إليه ؟ "
فوجئت خلود: "لماذا هذا القرار المفاجئ؟"
شرحت أميرة: "لا زلت شابة، وأحتاج إلى تحدي نفسي أكثر. لا أريد العمل تحت إمرة الآخرين إلى الأبد"
عملت عبير في شركة الرضا منذ بضعة سنوات. انضمت إلى الشركة بغرض تعلم أكبر قدر ممكن وتمهيد الطريق
لمستقبلها.
لكن بعد مرور كل هذه السنوات شعرت أنها تعلمت كل ما يمكن تعلمه في هذه الشركة.
علاوة على ذلك، أسست علاقات قيمة على مر السنين. لذلك قررت الآن أن الوقت قد حان لتخطو للأمام وتبدأ عملها الخاص طالما أنها تمتلك الحيوية اللازمة والدافع.
لم تكن خلود غريبة عن طبيعة الحياة اليومية للطبقة العاملة، لذلك عندما عبرت عبير عن رغبتها في التحرر تفهمت خلود ذلك جيدا.
قالت عبير بغيون جدية وصادقة: "خلود، أنت مؤهلة، ما رأيك أن نفتح إستوديو مقا؟"
أجابت خلود: "سأفكر في الأمر".
تعمل خلود في شركة الرضا منذ عام تقريبا واكتسبت خلال
هذه الفئة خبرة ومعرفة لا تقدر بثمن.
الشلبية الوحيدة التي شعرت بها هي أنها كانت مضطرة
لاتباع قواعد الشركة.
خذي وقتك للتفكير في الأمر. سأذهب لأحضر شيلا نشريه".
تجولت لخلود في المنطقة الممتدة، متعجبة من الخطار الكثيف الذي أحاط بها. زغم الجمال الخلاب لم تستطع تجاهل حقيقة أن بعض أجزاء الوادي لا تزال غير مستكشفة وغير مطورة.
غارقة في أفكارها تجولت خلود بلا هدف لبعض الوقت قبل أن تدرك أنها محاطة بالظلام.
نظرت خلفها فلم تر سوى ممر ضيق من الحجارة يمتد إلى الظلام.
دارت حول نفسها قرأت وميض أضواء الشوارع يتذبذب لم ينطفئ، تاركا إياها في الظلام التام.
قاطع صوت الرياح العاصفة هدوء الصمت، ما جعلها تشعر وكأنها في فيلم رعب.
تقطر العرق من وجه خلود وخفق قلبها بقوة. بدأت تركض
الإنقاذ حياتها.
فجأة ارتفع صوت ذكوري عميق عدائي: "توقفي عن الركض !"
صرخت خلود وركضت بسرعة أكبر.
لم ثميز إن كان شبحًا أم لضا. كل ما كانت تعرفه هو أن عليها الاستمرار في الركض.
تردد صدى صوت الأقدام المطاردة لها، فازدادت دعوا.
وفجأة، انزلقت قدمها وسقطت في الهاوية.