رواية الثمن هو حياتها الفصل المئه والرابع والتسعون 194بقلم مجهول
يا للغباء
تردد صدى ارتطام رطب في ذلك الضمت المطبق.
لطة العمانية 50
سقطت خلود فيما يبدو وكأنه حفرة، وشعرت برائحة التراب في خياشيمها وبدأت بالشعال.
أدركت ن كاحلها قد تأذى فور أن حاولت التحرك.
قبل أن تبدي أي ردة فعل سمعت صوت سقوط شيء أثقل منها بجانبها.
خلود، هل أصبت بأذى ؟"
طرق سمعها عبر طيات الظلام صوت ذكوري منخفض ورؤوف، تليه ضوء القمر الخافت الذي أظهر وجه الرجل.
"فادي، هذا أنت؟"
غضبت خلود لدرجة أنها ضربته على رأسه.
لقد أخفتني، لماذا لم تخرني فورا أنه أنت
لم يغضب فادي بل فرك رأسة وابتسم: "طلبت منك التوقف عن الركض، فكيف تلومينتي ؟"
ثم أضاف: "هذه المنطقة مستأجرة لتصوير فيلم والعديد من المناطق لا تزال قيد الإنشاء فمن الأكيد أنك ستصابين
يأتي إن ركضت ضمنها في هذا الظلام".
ادارت خلود عينيها في محجرهما بإحباط بعد أن فهمت ما حدث ببساطة ؟
لا عجب أن الإثارة انطفأت فجأة فريق تصوير القيام انتهى من التصوير وغادر.
يا له من خطأ غبي ومحرج علي.
نظرت لخلود إلى فادي وقالت: "أطلب المساعدة يا فاني. لقد التوى كاحلي ولا أستطيع التحرك".
بالنظر إلى مدة سقوطها لم تكن الحفرة سطحية بل كانت عميقة جدا في الواقع
كان من المستحيل تسلق الخفرة بدون أدوات أو مساعدة من أحد.
تفقد فادي جيوبه لكنها كانت فارغة.
كنت مشغولا بتصوير الفيلم ولم أحضر هاتفي. ماذا عنك؟"
كانت خلود قد أحضرت هاتفها، لكنه فقدته عندما سقطت.
تنهدت قليلا، وكأن قوى كونية كانت تلعب معها.
لم يكن بوسعهما سوى الانتظار حتى يلاحظ أحد ما أنهما مفقودان ويأتي باحثا عنهما.
قالت خلود وهي تتنهد: "إنه حطي العائر".
جلس فادي جوازها ونكزها قائلا: "لا تحزني هكذا، انظري إلى الجانب المشرق كثيرون يتمنون أن يكونوا مكانك لقضاء ليلة مع مشهور كبير مثلي، ولكنك مع ذلك تتنهدين؟". ثم أضاف وهو يدفع الهواء من أنفه: "تتذمرين ملي رغم أني لم أتذمر منك، من يجب أن يتنهد أنا أم
انت؟"
استمتعت خلود بمزاحه وضحكت: "أنت لا تعرف كيف تكون جانا"
سخر قادي من مفهوم الجدية: "لماذا أتعب نفسي بأن أكون جاذا؟ لا أحد يكترث لأمري على أية حال".
هجر والده والدته مؤخرا وكانت تبكي كل يوم، لم يدر كيف عليه أن يواسيها.
أدرك منذ صغره أن بعض الأشياء طبيعتها مؤقتة ولا يمكن أن تدوم.
يوما ما لا بد أن ترحل، غير قادرين على التمسك بأي شيء.
بالصدفة عرض عليه أحد الفخرجين وظيفة قبل الوظيفة فقط لأنه سيستمتع بأدائها.
أصبح فادي المرخ عادة مشحولا بالعواطف، ما جعل الخلود في حيرة مما تقول.
جلس الاثنان معا غافلين عن البعد الزماني، إلى أن بدأت غلوب تشعر بالنعاس.
ظلت الرياح الباردة تهب ما جعلها تشعر بالبرد والإرهاق.
أكثر من قبل.
فجأة انبع الدفء من جهة كتفيها.
ارتدي فادي زيا من عصور قديمة لأداء دوره في الفيلم القد خلج عباءته ووضعها على خلود.
قالت الحلود محاولة إعادة العباءة: "لا تعطني ملابسك. ستصاب بالزكام وتلومني فيما بعد.
في الواقع، كانت ترتدي كنزة صوفية فلم تشعر بالبرد الدرجة كبير.
قال فادي وهو يمسك يدها الصغيرة: "لا حاجة لي بها، الذي الذي أرتديه فيه طبقات كثيرة.
كانت يدها باردة جدا كأنها قطعة جليد.
سحبت الخلود يدها بلطف، لفت العباءة حول نفسها وتوقفت عن الجدال
بدا الليل طويلا بلا نهاية، ولم يدريا على سينا و فحد ما الهما مفقودان ويخرج باحلا عنهما.
راقيا معا كيف تحول الظلام تدريجيا من اللون الزمادي الفاتح إلى الأزرق الشاحب
كانت الهالات السوداء حول عيون الخلود واضحة من الآن.
عندما أشرق النهار قليلا وانتشر الضياء، اكتشف فريق التصوير الذي وصل مبكرا للتصوير أخيرا أن الاثنين قد سقطا في حفرة.
فادي، كيف سقطت في الحفرة؟"
أحضروا حيلا وسحبوا فادي وخلود.
كانت نياتها خلود متسخة بالكامل بالتراب ووجدت هاتفها جوار الحفرة. عندما تفقدته رأت أنها تلقت أكثر من عشرة
مكالمات قالتة.
لم تعد إلى غرفتها الليلة الماضية، لذا لا بد أن نائل قلق عليها جدا.
بعد قليل من التفكير اتصلت وشرحت لنائل ما حدث معها.
لكنها لم تذكر وجود فادي.
بعد أن أنهت مكالمتها شكرتهم وأرادت المغادرة.
قال فادي بقلق: "لكن قدمك مصابة. هل أسندك في طريق العودة ؟"
لوحت خلود بيدها: "لا داعي لذلك، سيأتي نائل ليأخذني".
إن رأى نائل فادي فسيؤدي ذلك إلى حدوث سوء الفهم.
قال فادي متذمرا وهو يضع يديه فيجيبه: "مهلا، لقد مررنا بهذه المحنة سوية، لكنك الآن تحاولين تجنبي.
ردت خلود: اعتبر الأمر خدمة أسديتها لي وأنا مدينة لك
ثم ابتعدت خلود وهي تعرج على قدم واحدة.
كانت ملابسها مغطاة بالأتربة وشعرها مبعثرا إلى حد ما.
وفوق ذلك كانت تقفز من بعيد مثل الأرنب، لذا كان من المضحك مشاهدتها وهي تغادر.
قفزت خلود مسافة غير قليلة قبل أن ترى نائل القلق عليها.
كان وجه نائل البارد الوسيم مستاء كما لو أنه سيعاتبها بشدة.
ضفت خلود شفتيها بحزن: "قدمي تؤلمني كثيرا .....
تخلا نائل عن كلام العتاب فور رؤيته كاحلها المصاب. كان منتفخا ومحفزا بوضوح.
انحنى قليلا وحملها: "فلنذهب إلى الطبيب".
عندما وصل الغرفة كان الطبيب قد وصل إليهم للتو مسرعًا من مقر عمله في مركز المدينة.
بعد أن فحص الطبيب قدم خلود، قدم لها بعض مضادات الالتهاب ووصف لها بعض الأدوية.
ابتسم الطبيب قائلا: "كوني حذرا ولا تتسببي بتفاقم الإصابة، وإلا فلن تتمكني من ارتداء الكعب العالي مستقبلاً.
رغم كون الإصابة مجردا التواء ولا توجد مشكلة جدية، إلا أنها إن لم تسترح بشكل صحيح وتتسبب في إصابة الأربطة، فلن تتمكن من أداء حركات رشيقة مستقبلاً.
بعد مغادرة الطبيب، أخرجت خلود بيجاما من متعتها واستعدت للاستحمام.
لم تتقدم سوى خطوات بسيطة، وفجأة وجدت نفسها مرفوعة.
قال نائل بعينين نصف منخفضتين "تعليمات الطبيب واضحة لا يجب أن تتحركي كثيرا".
احمر وجه خلود: "لكلني بحاجة للاستحمام".
كانت ملابسها مغطاة بالوحل والأتربة وكانت مضطرة للتبديل كي تنام براحة.
قال وهو يحملها إلى الحمام: "أنا سأساعدك".
داخل الحمام، وضعها نائل في حوض الاستحمام، وساعدها في خلع معطفها وسترتها.
كانت انحناءات جسد خلود اللطيفة ظاهرة بخفاء تحت بلوزتها الرقيقة.
حنا رأسه بلطف وقبل شفتيها الرقيقتين بينما تدفقت رائحتها المميزة في أنفه.
دفعته خلود بعيدا عنها وأخفضت رأسها بخجل: "اخرج انت سأتولى الأمر بنفسي".
حذق نائل في وجهها المحمر ولم يرد مضايقتها.
"لا تنسي أن تتصلي بي عندما تنتهين".
لن تستطيع خلود المشاركة في أنشطة في اليومين التاليين بسبب التواء كاحلها.
بما أنها لن تستطيع مغادرة غرفتها، قررت العودة مع نائل.
بعد أن استراحت لعدة أيام في قصر الحديقة الأخاذة.
تعافت قدمها وعادت كما كانت من قبل
بينما كانت خلود مستلقية في السرير تقرأ مجلة اتصل جاد مرة أخرى.
رغم أنها طلبت من نائل الضغط على جاد لرد الديون، إلا أن التهديدات كانت مجرد تلويح باستخدام القوة دون تنفيذ شيء على أرض الواقع.
لقد منحوا جاد وقتا كافيا لتسديد ما يترتب عليه هل يتصل الإعفائه من سداد المال؟
ترددت خلود قليلا، لكنها ردت على أية حال.
خلود، أحضرت والدتك إلى منزل عائلة حديد إن كنت تريدين رؤيتها، تعالي شخصياً.
كان المتكلم هو ميرا وليس جاد، وكان صوتها حاذا ومزعجا.
"لماذا أخذت والدتي من شفتها؟ إن تسببت لها بأذى فلن
أنا النسر!"