رواية أرض الذئاب الفصل الاول بقلم دعاء سعيد
فى الخامسة صباحا ...ومع رنات المنبه المتصاعدة ....
نهضت سلمى مسرعة من فراشها الدافئ لترتدى ملابسها وتعد اشياءها بعد أن أتمت صلاة الفجر ..
ثم توجهت لغرفة والدتها لكى تسلم عليها قبل ذهابها قائلة..
(((انا جاية ابوس ايدك وراسك قبل ما اسافر علشان متبقيش زعلانة ))) اجابتها...(((مش عارفة اقولك ايه ..؟؟مدام مصممة ع السفرية دى ..مع ان فرحك كمان اسبوعين ...)))
فقالت سلمى ..(((ماهو علشان كده عايزة استمتع شوية بالحرية قبل قيود الجواز...))) أجابت والدتها ...((يابنتى قيود ايه بس !!!..الجواز مودة ورحمة وسكن .....)))..
ثم نظرت لصورة والدها وقد دمعت عيناها ..فاسرعت سلمى ..(((أيوة ياستى بنتلكك علشان نبص ع الصورة ونعيط..الله يرحمه مفيش زيه ...)))
أجابت الام ..(((ابن عمك كويس اوى وهياخد باله منك ..))) هزت سلمى رأسها وهى تقبل راس أمها
وانطلقت مسرعة فى رحلتها ...
فقد اشتركت مع بعض صديقاتها ف القيام برحلة برية بالصحراء....
فقد كانت تهوى المغامرات وتعشق كل ماهو جديد ..تملؤها الحيوية وحب الحياة رغم انشغالها فى دراسة الطب الا انها كانت تستغل اى وقت فراغ للقيام بشئ جديد مختلف ...
فقد ورثت هذه الروح من والدها الذى توفى قبيل عامين وقد كانت شديدة الارتباط به ولذلك تجاوزت الأمر بصعوبة بالغة ....
واخيرا قررت أن تقوم بمغامرة اخيرة
قبل الزواج والانخراط فى العمل كطبيبة ......
انطلقت سلمى وهى فرحة وسعيدة والتقت بصديقاتها فى مكان التجمع ...وركبوا بسيارة الرحلة
ومعهم مرشدى الرحلة (ندا وياسر وعمار)
وانطلقوا متجهين إلى الصحراء ...وما ان وصلوا حتى غادرت السيارة ونصبوا الخيام فى المنطقة المتفق عليها للتخييم..ولم يكن معهم وسيلة للانتقال داخل الصحراء
وقد قاموا بنصب الخيام فى منطقة آمنة ع بعد ثلاثة كيلومترات فقط سيرا من أقرب بلدة....
ثم جلسوا مع مرشدى الرحلة للاتفاق ع برنامج الثلاث ليال ...
مر اول يومين كما كان مرتب وفى اليوم الثالث..
كان من المقرر ان يقوموا بنزهة داخل الصحراء باستخدام سيارة دفع رباعي ....
ولكن صاحب السيارة تواصل معهم للاعتذار عن المجئ.. شعرت سلمى بضيق شديد ..فهى تكره خلف المواعيد والاتفاقات وبدأت بالتحدث مع مرشدى الرحلة بعصبية ..وحدثت مشادة كلامية مع ندا....
قررت سلمى ع أثرها الانسحاب من الرحلة والذهاب للقرية وركوب اى سيارة ..فلحق بها عمار وحاول تهدءتها واقترح عليها استبدال نزهة عربية الدفع الرباعي بنزهة أخرى باستخدام البيتش باجى .....رفضت سلمى الاقتراح فى البداية..ولكنه أصر ع الاعتذار والالحاح فى الأمر.. فوافقت وتحدثت مع صديقاتها ..ولكن كانوا فى حالة إجهاد من الطقس الحار فرفضوا جميعا...قائلين (((ايه يابنتى احنا مصدقنا اننا هنرتاح النهارده لما الفسحة اتلغت ..احنا اتهلكنا)))
...ترددت سلمى فى الذهاب ثم قررت الا تضيع فرصة المغامرة الجديدة ..وبالفعل قبلت ...فقام عمار بإجراء اتصال بمندوب البيتش باجى وكان يُدعى سيد
الذى أتى ليصحبهم فى جولة خلف جبال الصحراء....
وما ان حضر سيد....حتى سألته سلمى عن الفوج الذى ستنضم له ولكنه أجابها ...(((للأسف مفيش أفواج النهارده هنطلع الطلعة فردانى ..يعنى جولة خصوصي..علشان خاطر حضرتك يا دكتورة..)))
فردت سلمى..((ازاى هطلع لوحدى معاكم ....؟؟؟)))
رد عمار.. ..(((متخافيش ..الجولة مش بعيدة ..دى حوالينا هنا ..هنلف لفة صغيرة حوالين الجبال ..وتاخدى الصور اللى نفسك فيها ...وبعدين نرجع ع طول ..مش هنتأخر عن ساعة بالكتير بإذن الله..))
ترددت سلمى ثانيا ..كيف تذهب بمفردها مع رجلين اغراب..ولكن روح المغامرة التى ورثتها من أبيها غلبتها ...فوافقت وانطلقت معهما فى الرحلة وقد نسيت ان تخبر صديقاتها بل أن تذهب...
وكأن الوقت بعد العصر بقليل فأعتقدت انها لن تتاخر
وبالتالى كان الجميع يعتقد أن سلمى قد ذهبت للقرية القريبة للعودة من الرحلة ..ولم يكن أحد ع علم بذهابها فى جولة الى الصحراء سوى عمار وسيد .....
انطلقت سلمى فى جولتها وهى تستقل ظهر البيتش باجى خلف سيد وعمار الذين كانا معا ع نفس البيتش باجى ....
وكانت طوال جولتها تتأمل الجبال الشاهقة فى الصحراء الواسعة وهى تشعر بسعادة غامرة مما ترى ...
وفى إحدى المنحيات خلف الجبال ...لف البيتش باجى الاول خلف الجبل ..فتبعته سلمى ولكن الجبل كان شاهقا..
ما إن انتهت سلمى من اللف خلف الجبل حتى لم تجد المرشد ولا المسئول أمامها.....
ظنت سلمى أنهما قد أسرعا قليلا ....فانطلقت فى نفس الطريق خلف الجبل بسرعة لتلحق بهما ..ولكن لم تستطع أن تراهما ..توقفت ونظرت فى هاتفها ولكنها لم تجد اشارات ارسال...مما اضطرها للاكمال فى نفس الاتجاه ..فهى لاتعلم اتجاه العودة ..وخصوصا ان الطريق يبدو ممهدا ..مما يعنى انه يوجد بشر ع مقربة من هذا المكان ......
استمرت سلمى فى السير حتى وصلت إلى مكان واسع يبدو عليه انه مدخل بلدة وكان ذلك قبيل المغرب....
فاقتربت منه ببطء وأخذت تصيح بنبرة مرتفعة....
(((فيه حد هنا ...فيه حد سامعنى...؟؟)))
وفجأة وجدت سلمى نفسها محاطة بقرابة عشرة رجال ....
كل منهم يرتدى شال ع راسه يغطى وجهه ..ويمسك سلاح بيده وكانت أجسامهم يبدو عليها القوة البدنية ....وبشرتهم تبدو خمرية ..ممايعنى انهم سكان هذا المكان البعيد خلف الجبال الشاهقة ..فقد سارت سلمى بالبيتش باجى قرابة ساعتين حتى بلغت هذا المكان ...
وفجأة ظهر من بينهم رجل مسن يبدو أنه كبيرهم ...
فقد تنحوا جانبا لمروره بينهم .....
وبينما سلمى تحاول أن تدقق النظر لهذا الشيخ ..
رأت فى يده ما أثار الرعب فى قلبها ....
كان يمسك فى يده لجام مربوط فى أخره ذئب وهو يقترب منها ببطء ويتأمل ملامحها.....وما ان وصل عندها وهو ممسك بالذئب بقوة ..حتى قال لها...
(((يامرحب بيكى يا داكتورة فى أرض الذئاب...............