رواية غارقه فى بحر النسيان (كاملة جميع الفصول) بقلم ساره عادل

 

رواية غارقه فى بحر النسيان كامله جميع الفصول بقلم ساره عادل

أنهيت آخر طبق وضعته على الفرن ونظرت للساعة
التي أشارت لل السابعة وعشر دقائق أمامي عشر دقائق أخرى وسيصل " علاء" ...خلعت عني مئزر الطبخ وتوجهت لغرفتي أخذت الثوب الذي اعددته سلفا لهذه الامسيه وقصدت الحمام...خرجت بعد ذلك
لأضع اللمسات الأخيرة ...تركت شعري منسدلا بعدما
وضعت الزينه ،نظرت لنفسي برضا فأنا جميلة جداً كما أخبرني دائما...بعد ذلك توجهت لغرفة الطعام
أشعلت الشموع المعطرة واطفأت الإناره ، ثم جلست
انتظره ...مر الوقت ببطئ حتى أصبحت الساعة الثامنه مما أشعرني بالقلق فهو عادة لا يتأخر ...تفقدت هاتفي الذي كان في الغرفه المجاوره لم اجد أي إتصال ذاد قلقي وتوتري فسارعت بمهاتفته وما ذاد من مخاوفي أن هاتفه النقال كان مغلقا .

ليس ل" علاء" أقارب وهو لا يتوانى عن محادثتي قبل قدومه واليوم لم يفعل :
ترى ماذا يمكن ان يكون قد حدث؟
قررت أن انشغل قليلاً فربما طرأ أمر ...ذهبت إلى الصالة...شغلت التلفاز وقلبت في قنواته بملل لتمر ساعة أخرى ليتضاعف شعوري بالخوف خصوصاً أن
هاتفه ما زال مغلقاً... حرت في أمري:
ماذا سأفعل ؟وبمن سأتصل ؟ فكرت بأختي "ميس"
أتصلت بها بعد عدة لحظات أتاني صوتها ضجرا:
اتيتي بوقتك تعالي وانقذيني أرجوكيييي
آخر كلمه خرجت ببكاء ثم أتاني صوت التؤمين كانا
يبكيان وصارت تبكي معهما...اشفقت على حالها:
ماذا حدث لما يبكيان؟ 
سألتها بقلق

_لقد تعبت إنهما لا ينكفان عن التشاجر، كسرت "ليليان" لعبتها وقامت باخذ لعبة "جوان" لتقوم الآخرى
بالصراخ محاولتاً إستعادتها فقامت بعضها.
لم أجد سوى أن إنفجرت في الضحك ف "جوان" شرسة جداً وعدائيه بعكس 'ليليان'
ولكن أين هو والدهما؟
_ خرج قبل قليل برفقة "عامر" ولن يعودا قبل الحادية عشرة سأكون ميته بوقتها....ارجوكي تعالي وساعديني خذي "جوان" لم أعد أريدها ابقيها معك.

تأثرت لطلبها.... أختي ضائعه ولا تدري ماذا تفعل رغم
أن التؤمين بلغا عمرهما الثاني لقد انستني سبب
اتصالي المسكينه ،لا تستطيع أن تحك رأسها من كمية الضغط الواقعة عليها غيرت رأي لن أشغل عقلها بأموري:
حسنا حبيبتي سأتي غداً صباحاً ، حاولي أن تشغليهما
ريثما ينعسان وينامان
ضحكت بسخريه:
ههههه
لم تحزري فهما لن تناما ولن تنشغلا حتى يأتي "إيهاب" على كلاً شكراً على إتصالك تصبحين على خير.

أغلقت الهاتف ونظرت له لا أدري إن كانت الأمومة صعبه أم أن أختي من تصعبها على نفسها ؟ لكن! رغم ذلك ؟ أحلم بأن يكون لي اطفال ،على ذكر ذلك ما زال "علاء" لم يحضر بقيت أفكر أفكار جيده إلى أن غلبني النعاس وغفوت صحوت على
أثر يديه آلتي كانت تربت على خدي بحنو فتحتهما
 بتكاسل لأستشعر وجوده بالقرب مني كان
اشعث الشعر بهيأة فوضويه وعيناه حمراوان ياقت
قميصه متهدله ,عندما تذكرت واستعدت الاحداث سألته بقلق وأنا اهب جالسه من استلقائي:
متى عدت؟ لقد كنت بانتظارك تأخرت ماذا حدث؟
اعتدل في وقفته وتوجه نحو الخذانه, لأجدني في غرفتي وعلى سريري لا أذكر أنني نمت هنا لابد وأنه من حملني .
أخرج الحقيبه وبات يجمع عليها ثيابه فانتابني القلق خصوصاً وهو لم يتحدث معي حتى الآن:
علاء...!
لما لا تجبني؟ هل حدث شيء ؟ هل أصاب أحدهم مكروه ؟ ولما تجمع ثيابك؟هل جد أمر في العمل؟

وقف معتدلاً ورفع شعره المنكب على جبينه وعندما تكلم خرج صوته متعباً:
أنا أسف لأني اخفتك وايقظتك من النوم بهذه الطريقة المقلقه ولكني مضطر للذهاب سأغادر الآن ساتوجه نحو المطار .

_المطار...!
رددت بدهشه
مسح على وجهه وخلع ملابسه التي خرج بها صباحاً ثم ارتدى أخرى نظيفه دون أن يستحم:
أجل
  إنهارت "ليلى" ليلة أمس وتدهورت صحتها ثم تقرر نقلها إلى الخارج لإجراء عملية مستعجله هناك وإكمال العلاج .

شهقت بزعر.... فالأمر متعلق بطليقته إذن :
_يا إلهي وكيف حالها الآن؟ اهي بخير ؟
طالعني بحزن بدى جلياً عليه وعندما تحدث كانت هناك غصه:
 استقر وضعها قليلاً لكن! ما زالت في خطر؟؟

سكت قليلاً يستجمع ما سيقوله ثم تابع بألم:
الأولاد...إنهم ما يشغلون عقلي...لو ترينهم.... أنا لااا... أعرف ما أصنع.... حقاً لا أعرف ما اقول....بدون والدتهم إنهم ضائعون؟؟

ربما أراد أن يفهمني أنه قلق من أجلهم وخائف عليهم
ولكن هي تظل والدتهم وجزء منهم وهي قريبته أيضاً ،تحركت ونزلت عن الفراش درت حوله،و ذهبت اليه ابعدت يديه التي كاد يمزق بها خصلات شعره البني وسحبته إليتعلقت بعنقه واحتضنته بقوه هامسة فوق أذنه:
لا بأس عليك عزيزي!
إذهب إليهم أبقى إلى جوارهم ولا تخف كل شيء سيكون بخير.
استكان بين يدي وضمني إليه بقوه كان قلبه ينبض بشده وانفاسه متسارعة حتى خيل لي بأنه سينهار.
أردت أن أقدم له الدعم،ان أخبره بأنني معه في أي قرار يتخذه فمصلحة الأولاد تأتي أول.اً

أجرى عدة إتصالات وتحدث مع مدير الشركة عندما أنتهى كانت الساعة قد تجاوزت الخامسة صباحاً كان كل شيء معد ومرتب ،وفي اللحظة المقرره أوصلته للباب أخبرني أنه سيغيب لمدة ثلاثة أيام أو أكثر طلب مني أن لا ابقى وحدي فاخبرته بأني سأبقى مع "ميس" فقد هاتفتها قبلاً من أجل التؤمين ،رغم قلقه إلا أنه أوصاني بأن انتبه لنفسي وقال بأنه سيهاتفني حالما يصل ،كانت هناك سيارة أجرة تقف في انتظاره لم يستعمل سيارته، وكان هذا أفضل لضمان سلامته فهو لن يستطيع القيادة وهو متوتر الأعصاب وقبل مغادرته احتواني بحب وقبلني على جبيني ثم ذهب

بعد ذهابه لم أظن بأني سأبكي ،لقد شعرت بالوحدة والفراغ وكأنما أودعه للأبد عدت لغرفة الطعام حيث بقيت الأشياء كما هي احترقت الشموع المعطرة آلتي أشعلتها وبقيت رائحتها ،ذكرى زواجنا تحولت لكابوس مرعب أصابتني غصه ونزلت عبراتي لم أستطع التحكم بها سرعانما انتحبت بألم على حالي وحالنا ،علي أن أغادر لن استطيع ان أتحمل هذا الكم الهائل من المشاعر المضربه أنا مجروحة حقآ ويائسه .



عندما أشرقت الشمس أخيراً ، قصدت الحمام واستبدلت ثيابي بأخرى عمليه ،نظرت للفستان بحسره ، حتى ثوبي الفضي و الذي إخترته خصيصاً لهذه الليلة لم أهنأ به أتمنى أن تسير الأمور على خير ما يرام ويعود لي زوجي.

عجلت في الذهاب ،عندما وصلت كان "إيهاب" قد غادر إلى العمل وأختي هي من استقبلتني عانقتني عناق اخوي وتفاجاة عندما رأتني أحمل حقيبتي:

_أحمد الله على حضورك هيا الى غرفتي.
قالت بخفوت وهي تشدني وتسحبني إلى الداخل.

ولكن لما تهمسين؟
همست مثلها

_لأن الصغيرتين نائمتين وأنا لا أريد أن تسمعاننا فيبدأن بالصراخ.
أوضحت

أوه... فهمت
مشيت على مهل خشيت إصدار صوت

أغلقت الباب من خلفها جلست على الاريكة الملحقة بالفراش وجلست هي بقربي :
_ كيف حالك ؟ بالأمس كنت في مزاج مهلك اعزريني إن لم أتحدث معك كما يجب.
قالت بنبرة تأنيب الضمير أختي حساسة جداً ورقيقه وهي طيبه جداً وحنون وأنا أعشقها جداً جداً

إبتسمت بفتور وعزرتها قلت:
لا بأس.... أنا أعلم مقدار الظروف التي تمرين بها واقدرها حقآ أما بالنسبة لي فأنا بخير.

بادلتني الإبتسامة برضا قائله:
_الحمدلله وماذا عن علاء ؟كيف حاله ؟ وكيف تسير الأمور بينكما ؟
عند ذكره أبعدت وجهي عنها وتنهدت بحزن ثم أضفت بشرود:
لقد سافر ولن يعود قبل أيام.

انعقد حاجبيها بستفهام:
_سافر؟!ولكن إلى أين؟... أهو من أجل العمل أم بسبب الأولاد
عدت بوجهي إليها:
 "ليلى" مريضة جدآ وسيتم نقلها إلى الخارج.

شهقت متفاجئه:
_ هل ذهب مع طليقته ؟هل سمحتي لهما بالسفر معاً؟

قمت عن قربها وتوجهت الى النافذه قلت بضيق:
إنه قلق من أجل الأولاد لو ترينه كاد يفقد عقله خوفاً عليهم.

 نهضت من خلفي وأتت الي ادارتني نحوها وتحدثت بنبرة عاليه تحمل الانزعاج:
_ولكن ما خطبك؟ ما شأنه بها وما علاقة الأولاد بما قام به أو ليس لها أحد سواه؟
اذدردت ريقي وقلت بتوتر:
عندما يتعلق الأمر بالاولاد يصاب "علاء" بالجنون إنها
والدتهم "ميس" واظن أن ما قام به أمر طبيعي؟بنهاية الأمر
لم يسافرا وحدهما فوالدتها وشقيقتها كذلك لا تنسي أنهما أبناء عمومه فلأمر طبيعي؟

رددت ورائي باستكار ثم تابعت:
_هل جننتي....أم أنكي تدعين الجنون ،ليس لديه الحق في القيام بما قام به الآن لأنها ليست زوجته كما أن ليس عليه أي واجابات تجاهها يا غبيه هل فهمتي؟

نظرت لها بعدم إستيعاب وحركت رأسي نفيا:
لا أختي!!
أنتي لا تفهمين...
"علاء" شهم جداً وكريم ،لن تسمح له نفسه بتركها حتى وإن لم تعد زوجته.

ما قلته جعل أختي تصدم فقد نظرت لي بعدم تصديق أبتعدت عني بزهول قائله:

_لا أصدق ذلك أنا حقآ لا أصدق!
زوجك سافر إلى طليقته وأنتي تحدثيني عن الشهامه وإن قرر غداً أن يعيدها إلى عصمته فستقولين فعل ذلك من أجل الأولاد...اعقلي" لوجين" كي لا تكوني الخاسره.

كلماتها أوجعتني
إنها مريضه... ميس وقد...قد...ت..تموت
أوضحت لها كي تفهم.

رفعت يديها في الهواء وطوحت بهما ثم ضحكت بسخريه:
_ماذا إن لم تكن مريضة من الأساس؟
_ماذا إن كانا يستغفلك ويخدعانك...؟

مستحيييل...!!!
قلت بلا وعي
"علاء"
لن يخدعني
إنه.
..يحبني ولن يفعل بي ذلك

دار صمت مهيب بيننا نفد الكلام وشعرت بأن الهواء قد نفد أيضاً ،حدقت بي ميس لدقائق امتدت كأنها ساعات
ثم قالت:
_الحب دائما ليس كل شيء.... أتمنى اللآيخيب ظنك به وتكوني على حق.
توجهت نحو الباب واكملت:
سأعد لنا فطورا مؤكد أنك لم تتناولي شيء منذ الأمس.

_أتمنى ألا يخيب ظنك به...
_أتمنى ألا يخيب ظنك به....

مشت ميس وظلت كلمتها معلقة في الهواء بيننا

تناولنا فطورنا في هدؤ الأموات وجلسنا نحتسي القهوة على الشرفه،بعد ذلك سمعنا صوت الصغيرتين
اللتان اعلنتا عن استيقاظهما....ذهبت "ميس" واحضرتهما، نظرت لهما كانتا ما تزالان تشعران بالنعاس شعرهما القمحي يهفو حولهما بهالة فوضويه ، خدودهما المحمرة وثقرهما الوردي النظر لهما وهما على هذه الحال الطفولية البريئه خطفت انفاسي وجعلت قلبي يخفق كم أعشقهما ! وقفت أنظر لهما "ليليان" كانت تفرك عينيها لتطرد أثر النوم و"جوان" أول من نظرت لي ورأتني حدقت في بغير تصديق ثم أتتني بعدما أبتسمت:
"جين" 
اختصرت أسمي ببتر أول حرفين فهي لا تستطيع نطق أسمي بشكل صحيح حملتها وقبلتها بداءا من أرنبة أنفها ثم خديها وكامل وجهها وراحت تقبلني أيضاً ، و"ليليان" شعرت بالغيرة عبست باعتراض وشدتني من قميصي أنزلت "جوان" ونزلت كي اصبح في مستواها لتعانقني مقبله مثلما فعلت أختها.

لم تتخلى الصغيراتان عني والتصقتا بي ...حتى أنهما كانتا هادئتين للغايه لدرجة أثارت تعجب "ميس".

عند الظهيرة لعبت معهما في غرفة الألعاب ،وبقيتا
تخرجان كل لعبة على حده بسعاده ،وكنت سعيدة
أيضاً لأنهما اخرجاني من التفكير ب" علاء" الذي كنت اتحرق وانتظر مهاتفته بفارغ الصبر لم الأخبار.

مساءاً عاد "إيهاب" واجتمعنا معآ على مائدة العشاء وكان سعيداً بحضوري إذ سرعانما أعرب عن سعادته الكبيرة برؤية سلوك التؤمين....الذي تغير بشكلا واضح...فكما يبدو أنهما يفتقدان الرفقة والناس.

تفقدت هاتفي بعدما خلد الجميع للنوم لم أجد أي اتصال من "علاء" أخبرني بأنه سيهاتفني حالما يصل ولم يفعل....جافاني النوم وحديث أختي صباحاً تردد في عقلي ، ترى هل يعقل أن كل ما قاله كذباً؟
هل أشتاق وحن ؟ أيعقل أنهما سيعودان لبعضهما لااا
لم أرد تصديق ذلك ف "علاء" ليس من اولائك الرجال الذين يكذبون ويتزرعون إن أراد شيء فهو واضح وصريح.

في صباح اليوم التالي أخذت الأولاد إلى حديقة
قرب المنزل وقضينا وقتا ممتعا ، أختي لا تفعل ذلك لأنها مشغولة بالواجبات المنزلية وتستغل كل الوقت للقيام بنشاط بيتي عند عودتنا وجدت "ربا" عمتهما قد حضرت برفقة ابنتها "مرام' ذات الخمس سنوات والتهت الطفلاتان باللعب معها بقيت معنا إلى ما بعد العصر ثم غادرت ، ساعدت أختي في تحضير الصفرة،ثم صنعت حلوى .
كنت قد نسيت "علاء" أم أنني تعمدت عدم تذكره إلى أن عادت وسألتني إن كان قد أتصل ،هو لم يفعل لم أرد قول الحقيقة فكذبت، لا أعلم إن كنت مقنعه لكنها لم تعاود سؤالي.

الخيبة آلتي انتابتني خلال اليومين التاليين جعلتني متكدرة ويائسه لدرجه فكرت بمغادرة بيت أختي
والذهاب إلى "المدنية الشماليه" لرؤية أمي ، لكني تراجعت لأن أمي صعبة جداً وعدائيه إن علمت بسفر
"علاء" وغيابه كل هذا الوقت فلن تسكت وستتشاجر
معه وستحدث كارثة كبيرة... أذكر أنها ذات مرة قامت بتعنيفه لأنه تخلف عن العشاء معنا بسبب عطلا في السيارة واتهمته بعدم الإكتراث والتقصير.
حرفياً كنت أحترق.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1