رواية الثمن هو حياتها الفصل المائتان والثالث والعشرون بقلم مجهول
الاستقالة
في المنزل، شجبت خلود إلى السرير بقوة فجائية.
رمشت بعينيها الحالمتين، فبرز جمال رموشها الطويلة. لاحظت تعابير وجه نائل المغضبة، فسألت بفضول، "ما خطئك؟".
أمر بنيرة مستبدة: "توقفي عن مرافقة بيان من الآن فصاعدا.
"ألا ترى أن كلامك هذا غير معقول؟ بيان صديقتي". لم تستطع خلود أن تفهم ماذا دهاه، ألا يبالغ في غيرته ؟
لعن نائل داخله بيان ماهرة جدا في التمثيل لدرجة أن خلود لم تلاحظ خداعها.
"إنها تحب النساء، لذلك يجب أن تتجنبيها.
سرعان ما فهمت خلود سبب غيرة نائل. "لقد وصلتك فكرة خاطئة. قالت ذلك فقط لتتجلب المواعيد العاطفية التي
ترتب لها والدتها. فيولها سليمة في الحقيقة، وكان لديها
حبيب شاب من قبل".
رغم أنه فوجئ من هذا الكشف، إلا أن نظراته ظلت متشككة.
بعد ذلك لقث خلود ذراعيها النحيلتين حول عنق نائل العضلي وسحبته نحوها بلطف.
علاوة على هدوئه الدائم وملامحه الفريدة، انبعثث منه هالة ذكورية آسرة.
يرتجف قلبها كلما لامست بشرتها بشرته.
سيد هادي، منذ متى أصبحت تغاز علي من النساء؟".
ضيق نائل عينيه، نظر إلى خلود وكأنها ثعلب ماكز وهي تحاول استفزازه. لا أحب أن يلمس أحد ممتلكاتي".
استمتعت خلود برده المسيطر، وشعرت بدفء يتنامى في قلبها.
عندما رفعت رأسها لتقبله، خفق قلبها من عبير رائحته الذكورية وغاب عقلها تماما.
سادت أجواء عاطفية في الغرفة وتلاشت أصواتهما في
هدوء هذه الليلة المقمرة.
في هذه الأثناء، وصلت الشرطة إلى منزل شادية قبل أن يتسنى لزعيم البلطجية إخطارها بما حدث.
بعد تلقي الشرطة بلاغا بأن شادية استأجرت البلطجية لإيذاء خلود، اتجهوا إلى منزلها لاعتقالها وإجراء مزيد من التحقيقات.
سقط قلب شادية في هاوية لا قرار منها، وأصبحث ساحة تفكيرها فارغة تماما.
كيف حدث هذا؟ وعدوني أنهم سوف يلقنون خلود درسا بعد أخذ أموالي.
ما علاقتي أنا بمشاكل البلطجية مع الآخرين؟".
كان جليا أن الشرطة لديهم أدلة كافية لاعتقالها: "بالنسبة للقضية السابقة التي تورطت فيها تريد السيدة هادي تقديم الجاني للعدالة الآن. عائلة هادي ليست الوحيدة التي تريد مقاضاتك. عائلة مكوجي أيضًا يريدون تحميلك مسؤولية
أفعالك، لذلك يرجى التعاون معنا".
أدركت شادية مدى عمق تورطها، فانهارت على الأرض بوجه
شاحب تماما.
بدأت تبكي بعد أن غمرها اليأس وقلة الحيلة.
100 النقاط المجانية
فور سماع الخبر سارع عمران جواد وزوجته إلى المنزل ليروا أن الشرطة قد اعتقلت شادية. "ابنتي فتاة مطيعة ولا يمكن أن تؤذي نملة؛ لا بد أنكم تعتقلون الشخص الخطأ؟".
يرجى الابتعاد جانبا؛ نحن ننفذ الأوامر فقط".
ثم اقتادت الشرطة شادية زغم إنكارها المتكرر أنها العقل المدير.
استاء عمران وزوجته بوضوح الرؤية ابنتهما على هذه
الحالة المثيرة للشفقة.
"لا تقلقي، شادية. سوف أفكر في طريقة لمساعدتك".
بعد أن حشرت شادية في سيارة الشرطة، ارتجف جسدها كله.
أكرة خلود. هي من فعلت هذا بي. سوف أجعلها تدفع الثمن طالما أنني على قيد الحياة
صبيحة اليوم التالي، أشرق شعاع من الضوء على ظهر خلود فيديا بقعا بأحجام مختلفة عبر بشرتها الناعمة والرقيقة.
جعلها صوت المنبه تقفز من السرير. سوف أتأخر عن العمل إن لم أغادر الآن".
لف نائل ذراعيه حولها من الخلف واستنشق رائحتها بجشع. أنا سوف أقلك".
حنا.
فور وصولها إلى قسم التصميم في شركة الرضا، توافد زملاؤها لتهنئتها.
سيدة حديد، سمعت أن المهمة التي سرقتها منك شادية قد أعيد إستاذها إليك. وأعلنت الشركة أيضا أنها سوف تمنحك العدالة التي تستحقينها.
"سيدة حديد، لا زلت عاجزا عن تصديق أنك أمل".
"أنا واثق من أنك سوف تعينين كمصممة رئيسية للموسم القادم".
رغم كلمات التهنئة من زملائها، لم تشفر خلود بالحماس مطلقا.
فور عودتها إلى مكتبها، أنهث جميع الملفات التي في عهدتها، أما بالنسبة لتلك التي لم تكتمل، فكتبت عليها تعليمات مفصلة عن كيفية إكمالها.
عندما انتهت من كل شيء، كتبت خلود رسالة ثم أسرعت إلى مكتب سندس
في تلك اللحظة، ناقشت سندس مع مساعدتها خطة العمل النهاية العام عندما رأت خلود تدخل، دعتها للجلوس.
بعد قليل، ضرفت سندس مساعدتها.
خلود، أنا آسفة بخصوص ما حدث مع شادية. لم أعلم أنها سرقت تصاميفك".
تحشرت سندس لالها لم تناقش الموضوع مع خلود، فهي فعلا ارتابت من مشابهة التصاميم الأسلوب خلود.
لو تصرفت بحكمة وحققت في الموضوع، لما تفاقم الأمر.
هرت خلود رأسها بلطف. لقد شؤيث جميع المشاكل الآن. أتيث إليك اليوم فقط لإبلاغك باستقالتي".
ثم وضعت رسالة الاستقالة على الطاولة.
ضدمت سندس للحظة قبل أن ينتابها شعور بالرغبة في
المماطلة.
حاولت شندس إقناع خلود بالبقاء : تخفظ الشركة للسند إليك دورا أكثر أهمية في النصف الثاني من العام. لماذا لا تعيدين التفكير في قرارك؟".
ابتسمت خلود ردا على ذلك. بما أنها قد اتخذت قرارها، فلا مجال للتراجع.
الشيء الوحيد الذي جعلها تستاء هو أنها سوف تبتعد عن سندس بعد أن عملنا معا طيلة هذه الفئة، أصبحتا
صديقتين مقربتين.
تكوين صداقة في زمننا الشريع والمليء بالأحداث غير المتوقعة أمر نادر حقا.
قررت افتتاح إستوديو خاص بي، فالشركة لا تمنحني مساحة كافية للتعبير عن نفسي.
أدركت سندس أن قرار خلود بالاستقالة حاسم فقبلت استقالتها وتوقفت عن محاولة إقناعها.
بعد ذلك قدمت خلود لشندس صندوقا رائعًا لا مثيل له. "هذه هدية لك. شكرا على كل ما فعلته من أجلي. سوف أغادز شركة الرضا، لكن علاقتنا تفوق مجرد الزمالة".
باركت سندس مغادرتها وتمنت لها التوفيق: "شكرا لك خلود. أنا واثقة من أنك سوف تحققين النجاح في مجال صناعة أزياء الموضة أينما توجهت".
بعد خروج خلود من مكتب سندس، سلقت عملها لزملائها بعد إبلاغهم باستقالتها.
ظن الجميع أن سبب الاستقالة هو ما حدث بينها وبين شادية، أو أن شركة أخرى اقتنصتها بعرض يصعب رفضه.
مهما كان السبب علموا جميعًا أن خلود قادرة، ولا ريب على جعل نفسها نجمة في صناعة أزياء الموضة باعتبار
موهبتها الفريدة.
بعد مغادرة شركة الرضا، اتصلت خلود ببيان أرادت منها أن
تدلها على وكيل عقارات موثوق، فقد قررت شراء منزل
جديد.
