رواية نهاية الخطأ الفصل الثاني بقلم سلمي رامي
انتفضت على رنات هاتف زوجها فيما اعتدل هو الآخر ، قامت وأضاءت الغرفة ، والقت نظرة سريعة على الساعة فوجدتها الواحدة صباحا ، احضرت له الهاتف ، ليجيب والدته التى فاجأته بصراخها
... أشرف ، الحقنى ياابنى ،اختك لمت هدومها وسابت البيت ومشيت ....
اعتدل أشرف فزعا قائلا ... يعنى ايه سابت البيت ومشيت ...
قالت والدته وهى تبكى ... والله ما اعرف ، انا صحيت ملقتهاش ولقيت ورقة كاتبة فيها أنها أجرت شقة فى ( ) وهتقعد فيها ...
... ايه الكلام الفارغ ده ، ورحمة ابويا لأخلصلك عليها ...
وأغلق الهاتف دون ان يستمع لأى كلمة أخرى منها ، وخلال نصف ساعة فقط ، كان يلف ويدور حول نفسه فى منتصف الصالة فى شقة والده وهو يمسك الورقة التى تركتها إيمان وقد أعاد قرائتها للمرة الخامسة ، ولميس تقف بالقرب منه تحاول تهدئته ، فيما كانت والدته تجلس على أحد الكراسى تغطى وجهها بكفيها ولم تتوقف عن البكاء من وقتها .
قالت لميس ... اهدا بقى ياأشرف خلينا نعرف نفكر ...
رفع أشرف الورقة وبدأ يشير بها فى وجه لميس وهو يقول بصوت عالى
... نفكر فى ايه ، دى حتى مش سايبة عنوان الشقة دى بالظبط ، يعنى مش عايزانا نعرف مكانها اصلا ، وتيليفونها قافلاه ، هنلاقيها اذاى ...
رفعت الأم يدها وبدأت تخبط بها على وجهها من الناحيتين (تلطم خديها )
وهى تصرخ قائلة ... اتفضحنا على آخر الزمن ، ياخرابى يانا ياخرابى. ..
التفت لها أشرف قائلا ... هو انتى لسة شفتى فضيحة ، اصبرى شوية لما يطلع النهار والناس تشم الخبر ، واتفرجى على إللى هيحصل ، واللى جوزها وأهله هيقولوه ...
وقفت والدته وهى تقول ... لا ، قطع لسان اللى هيقول على بنتى كلمة وحشة ..
قال بغضب .. برده ، برده بتحاميلها ، حتى فى المصيبة اللى هي عاملاها دى ، ضيعتيها وضيعتينا باللى انتى بتعمليه ده ، علمتيها البجاحة والأنانية وقلة الأدب ، كل أما ننصحها بحاجة ، تخليها انتى تعمل عكسها ، هى دى تربيتك ، اشربى بقى ...
قالت لميس وهى تمسك بزراعه ... اهدا ياأشرف والنبى ، الكلام ده ممنهوش فايدة دلوقتى ، خلينا نعرف الأول هى فين ونرجعها وبعدين يحلها ربنا ...
التفت لها قائلا ... وهنعرف ازاى ؟
... ( ) صغيرة اوى ، وولاد خالى ماليين المكان هناك ، وخالى مسعد اصلا مقاول معروف ...
... ده هتبقى فضيحة بجد بقى ...
... ولا فضيحة ولا حاجة ، احنا هنكلم خالى مسعد بس ، وانت عارف انه راجل محترم اوى ، اهو يعس كدة عن أى شقة اتأخرت الشهر اللى فات والشهر ده ، ويمكن نوصل ،مين عارف ...
..، الموضوع ده كدة هياخد وقت ...
... ولا وقت ولا حاجة ، ساعة ويكون الفجر ادن ، وهو بيصلى الفجر حاضر فى الجامع ، هنكمله بعد الفجر على طول ، وفى نفس الوقت ، أى حد يسأل عليها ، نقول راحت لخالتها لحد ما نلاقيها ...
اقتنع أشرف برأي لميس ، لطالما كانت ذات عقل راجح ، وبالفعل تم ما أرادت ، وتم الاتصال ، وانتظروا النتيجة وهم فى حالة يرثى لها ، قلق ، ريبة وعذاب ، حتى اتصل الرجل بهم بعد الثانية عشر ليخبرهم انه بالفعل وجدها ، لكن فى شقة مؤجرة بإسمها منذ أربعة شهور ليس هذا الشهر فقط ،
تفاجئوا جميعا بهذا الخبر ، كل منهم قد توقع شيئا مختلفا ، وبالطبع كل التوقعات كانت سيئة للغاية ، لكن لم يتحدث منهم أحدا جهراً بما يعتمر بعقله من أفكار ،
بقى الجميع فى حالة صمت قاتل طوال طريقهم للعنوان الذى أخبرهم به خال لميس وقد اعتذرت لميس نفسها عن الذهاب ، فهى تعلم جيدا كم تكرهها إيمان ووجودها قد يزيد الوضع تعقيدا ولن يسهل الأمر ،
أشرف ووالدته وخاله فقط هم من ذهبوا .
عندما فتحت الباب ، فوجئت بمن ينقض عليها ليمسك بها من تلابيب عنق الملبس المنزلى الذى ترتديه ، استغرقت لحظات حتى تبينت انه أخوها ،
ودخل من خلفه خاله وأمه ، ليتقدم خاله ويمسكه من زراعه ، يحل افلات الفتاة من يده وهو يقول
... مش كدة ياأشرف ، نلم الموضوع من غير فضايح الأول ...
تركها وابتعد يحاول تهدئة أنفاسه التى تتصارع ثم التفت لها وقال
... من سكات ومن غير كلمة واحدة ، البسى ويلا معانا .