رواية ملاك تحت رحمة الشيطان الفصل الثالث 3 بقلم الملاك الوحيدة


 رواية ملاك تحت رحمة الشيطان الفصل الثالث بقلم الملاك الوحيدة 

كانت أنفاس ملاك لاهثة، والدهشة ترتسم على وجه زين. نظر إليها بعينين مليئتين بالشكوك، لكنه لم يكن لديه الوقت للسؤال.

"يلا، ما عندناش وقت نضيعه!" قالت بصوت منخفض، وهي تمسك بذراعه وتسحبه نحو الممر المظلم الذي كان خلف الباب.

ركضا عبر الممر الذي بدا وكأنه لم يُستخدم منذ سنوات. الجدران متشققة، والأرضية مغطاة بالغبار. لكن بالنسبة لملاك، كان هذا أقل أهمية من المطاردين خلفهم.

"اللي عملتيه دلوقتي... ده مش طبيعي." قال زين وهو ينظر إليها بطرف عينه بينما يستمر في الركض. "ما فيش حد بيقدر يفتح باب زي ده بالطريقة اللي عملتيها."

"مش وقته يا زين!" ردت وهي تتجنب الإجابة، خوفاً من أنها نفسها لا تعرف الحقيقة.

---

الغرفة القديمة

وصلا إلى غرفة أخرى في نهاية الممر. كانت الغرفة مليئة بالأنابيب القديمة والصمامات التي تصدر أصوات تسريب المياه. بدا المكان وكأنه محطة كهرباء مهجورة داخل المستشفى.

"ده آخر مكان نقدر نستخبى فيه قبل ما يمسكونا." قال زين، وهو يغلق الباب خلفهما بسرعة ويحاول قفله باستخدام قطعة معدنية وجدها على الأرض.

جلست ملاك على الأرض، يداها ترتعشان ووجهها مليء بالعرق. كانت تحاول استيعاب ما حدث. تلك القوة التي شعرت بها لم تكن شيئاً طبيعياً، ولم تكن المرة الأولى التي يحدث فيها شيء غريب معها.

"عاوزة تشرحيلي ولا هنفضل نهرب على عماها؟" قال زين بحدة، وهو يقف أمامها واضعاً يديه على وركيه.

رفعت ملاك رأسها لتنظر إليه، ثم قالت بصوت منخفض: "أنا مش متأكدة... بس ده حصل قبل كده."

"قبل كده؟" رد زين وهو يرفع حاجبه. "يعني إيه قبل كده؟"

"مرات قليلة وأنا صغيرة... كنت أقدر أحرك حاجات أو أعمل حاجات غريبة زي دي. لكن ما كنتش فاهمة إزاي أو ليه. وأمي... أمي كانت دايماً تقوللي إن ده مش طبيعي." توقفت للحظة، ثم أضافت: "لكن بعد كده توقفت... ما عادتش تحصل."

"واضح إنها رجعت دلوقتي." قال زين، وهو ينظر إليها بشك. "ولو رجعت، ده معناه إنك مش عادية."

"مش عادية؟" كررت ملاك بغضب، وهي تقف فجأة. "يعني إيه مش عادية؟ أنا بس عاوزة أفهم إيه اللي بيحصل!"

---

التهديد يقترب

قبل أن يتمكن زين من الرد، سمعا صوت خطوات ثقيلة تقترب من الغرفة. ارتفع صوت التنفس بينهما، وعرف كلاهما أن الوقت يضيق.

"لازم نتحرك!" قال زين وهو ينظر حوله بحثاً عن مخرج آخر.

"مفيش مخرج غير ده!" أشارت ملاك إلى فتحة تهوية في أعلى الجدار.

"تمام، بس إزاي نوصلها؟" سأل زين.

"فيه صندوق هناك." قالت ملاك وهي تشير إلى صندوق معدني في الزاوية. "ساعدني نحركه."

بسرعة، دفع الاثنان الصندوق نحو الفتحة. صعد زين أولاً، ثم مد يده لملاك ليساعدها. كانت الفتحة ضيقة ومظلمة، لكنهما لم يهتما.

---

الهروب المستحيل

زحفا داخل فتحة التهوية بصعوبة، وكان بإمكانهما سماع المطاردين وهم يكسرون باب الغرفة خلفهم. كان الظلام مطبقاً، وصوت أنفاسهما هو الشيء الوحيد المسموع.

"إحنا هنروح فين؟" همست ملاك.

"هنلاقي مخرج في النهاية." رد زين بثقة، رغم أنه لم يكن متأكداً.

لكن فجأة، اهتزت فتحة التهوية بشكل مفاجئ، وسمعا صوت صرير معدني.

"المكان مش ثابت!" صرخت ملاك، وهي تحاول التمسك بالجانبين.

"بس كملي زحف، ما عندناش خيار." قال زين وهو يحاول التقدم بسرعة.

لكن قبل أن يتمكنا من الخروج، انهارت الفتحة تحتهما. سقط الاثنان بقوة على الأرض، ليجدا نفسيهما في غرفة مظلمة أخرى، لكنها أكبر هذه المرة.

---

المواجهة

نهض زين بسرعة، يمسك بكتفه المتألم، ونظر حوله. "إحنا فين دلوقتي؟"

قبل أن ترد ملاك، سُمعت أصوات قادمة من الظلام. خطوات خفيفة، لكنها منتظمة، تبعث الرعب في الأجواء.

"مش لوحدنا." قالت ملاك بصوت خافت.

من الظلام، ظهرت مجموعة من الأشخاص، وجوههم مغطاة بأقنعة معدنية غريبة، وأعينهم تلمع بلون أحمر خافت.

"أخيراً وقعتوا في المصيدة." قال أحدهم بصوت بارد.

نظر زين إلى ملاك، ثم قال: "إحنا في ورطة كبيرة."

---

اكتشاف الحقيقة

تقدم أحد الرجال المقنعين نحو ملاك، وكأنهم يعرفونها. "أنتِ مختلفة." قال بصوت غامض.

"إنتوا مين؟ وعايزين إيه مننا؟" صرخت ملاك، وهي تتراجع خطوة للخلف.

"مش إحنا اللي عايزين حاجة. القوة اللي جواكي... هي اللي نادتنا." رد الرجل، وأشار بيده نحوها.

"إيه الكلام ده؟" سألت ملاك، وهي تنظر لزين الذي بدا مرتبكاً مثلها.

"إحنا هنكتشف قريباً." قال الرجل بابتسامة خبيثة. "لكن دلوقتي... انتهى وقت الهروب."


تعليقات