رواية حورية الفصل الخامس بقلم سلمي رامي
جاسر : -بغضب- لا طبعا انا يستحيل اعمل كده ؟
ادم : متنشفش دماغك !
جاسر : يا بني انت ايه ؟ دماغ ايه الي انشفها هو في فالموضوع ده نقاش اصلا انت عايزني اكدب ؟
ادم : كدبه بيضا !
جاسر : الكدب ملوش الوان يا ادم الكدب كدب...!
ادم : -بحده- هتساعدني ولا لا !
جاسر : انا مش هشيل ذنب..وبعدين الله اعلم انت هتاخد البنت تعمل فيها ايه ؟
ادم : -بغضب- هعمل اي...متخلنيش اعلي صوتي انت محسسني اني رئيس عصابه !
جاسر : والله مش بعيد !
ادم : -وهو يرفع شعره من علي اعينه- يابني انت مجنون وناوي تجنني معاك..!
جاسر : قول والله العظيم مش هعمل للبنت حاجه..
ادم : مش هعملها حاجه..
جاسر : -بحده- اح....لف
ادم : -بحده مماثله- والله ماهعملها حاجه...وياريت بلاش الطريقه دي فالكلام معايا عشان مزعلكش..!
جاسر : -وهو ينهض- لا والله..طب مش عامل حاجه..
ادم : -وهو يجذبه ليجلس- اقعد ياعم الزفت هنا مش نقصاك..!
جاسر : بس والله لو عملتلها حاجه !
ادم : اهو بكلامك ده هتخليني اعملها حاجه غيظا فيك...
جاسر : نعم يا خويا...
ادم : انجز...!
جاسر : انا هعمل كده عشان واثق فيك..
ادم : طيب..
جاسر : مسمعتش..
ادم : -بصوت منخفض- طيب
جاسر : ايه..
ادم : -بغضب وصراخ- ما قولت طيب...؟؟!
***
/ في منزل حوريه /
|غرفه مليئه بالهموم والاحزان تسكنها فتاه وحيده ترفض الخروج للعالم الخارجي..تحوط نفسها بألف طبقه؛ وقفت حوريه في شرفتها والهواء يداعب خصلاات شعرها البني الحريري ؛ قاطع هدوئها هاتفها وهو يرن انزعجت لتمد يدهاا بهدوء لتري المتصل من ثم تضع الهاتف علي اذنها|
حوريه : الو اذيك يا لوليتا..
عاليا : -بتوتر- ا..انا كويسه..
حوريه : مال صوتك ؟
عاليا : ها لا ولا حاجه..بس كنت عايزه منك خدمه صغيره...
حوريه : ايه هي !
عاليا : يعني واحده زميلتي اسمها نور القطه بتعتها تعبانه شويه عايزاكي تروحي تشوفيها..
حوريه : ما تجيب دكتور..
عاليا : لا هي مش عايزه حد غريب..
حوريه : بس انا مش شاطره اوي مش هفيدها انا لسه بدرس...
عاليا : معلش يا حوريه عشاني..
حوريه : -بتنهيده- انا فاضيه بليل..
عاليا : حلو اوي.
حوريه : تمام اديني رقمها..
عاليا : لاااا
حوريه : ايه ليه ؟
عاليا : اقصد يعني هديكي العنوان وتروحيلها وانا اصلا مكلمها وهي مستنياكي في كل الاوقات.
حوريه : تمام يا عاليا..
عاليا : هبعتلك العنوان في مسدچ ..
حوريه : اوكي..
عاليا : باي..
حوريه : باي
***
/في شقه جاسر/
عاليا : لا بقي انا لازم افهم انت خليتني اكدب ليه !
جاسر : بعدين هقولك..
عاليا : يووه يا جاسر انا هفضل عامله زي الاطرش في الزفه كده كتير..
جاسر : يابنتي انا نفسي مش فاهم لما افهم هفهمك..
عاليا : اووف
جاسر : قولي اوف كتير قولي...
عاليا : طب خلاص خلاص.....
جاسر : طب هنزل انا بقاا
عاليا : طيب...اه انا هنزل كمان شويه
جاسر : لفين !
عاليا : يعني هقابل صحابي في كافيهه كده.
جاسر : بس خلي بالك من نفسك ومتتاخريش..
عاليا : حاضر.
جاسر : وابعتيلي عنوان الكافيه في مسدچ..
عاليا : -بتنهيده- حاضر ولو ركبت تاكسي اقولك واديك ارقامه..
جاسر : دانتي حفظه بقاا..
عاليا : -وهي تضحك- طبعااا...
|نزل جاسر بينما ظلت عاليا تخوض في افكارها |
***
/ مساءً /
|كانت حوريه تمشي بخطواط مستقيمه تدفن يدها في رطوبه جيب معطفها الدافئ ؛ الجو قارص والقمر منير والنجوم تكاد تنعدم من قوه صغرها ذهبت الي موقف الحافلات..لتركب الحافله وتجلس علي اول كرسي فارغ يقابلها دفعت حق التذكره ؛ لتجلس بأراحه وهي تستند بثقل رأسها علي الزجاج تنظر الي ذلك القمر الذي يتبعها من نزولها من منزلها الي الان...اخرجت بعض الهواء من فمها علي الزجاج لتتكون شبوره صغيره لتمد انملااها الرقيقه وترسم قلب...فتبتسم بهدوء|
|صعدت الحافله امرأه مسنه لمحت حوريه الحزن في اعينها عندما وجدت عدم وجود مقاعد خاليه وانها ستقف كثيرا اذا ؛ لتقف حوريه بسرعه لتمسك يدها و |
حوريه : اتفصلي اقعدي هنا..-نظرت للسائق-ثواني لو سمحت لحد ما تقعد..
المرأه : -وهي تجلس بتعب- ربنا يخليكي يا بنتي ويوقفلك ولاد الحلال..
حوريه : -وهي تنظر لها بأبتسامه عفويه- يارب...
|في قصر ادم|
|يقف امام نافذته الزجاجيه بشموخ كالمعتاد..يدث يده الصلبه في جيبه ورأسه المرفوع دائماً...شعراته السوداء المتمرده التي تغطي علي جبهته فيرفعها بغضب...شفاهه التي تقبل طرف تلك السجائر...صوت دبدبه طفيفه نتيجه لقدمه الذي يرفعها وينزلها بأنتظام...انفاسه الحاره التي يمكنها حرق عالم بأكمله..عضلاته التي تشكل له مدن في جسمه من شده بروزها...و |
-صوت طرقات-
ادم : -بصوت رجولي- ادخل..
هديه :..القهوه يا بيه...
ادم : حطيها واطلعي برا..
هديه : حاضر..
-وبالفعل فعلت كما امرها ادم-
|جلس ادم يحتسي مر قهوته بتلذذ وكأنه مدمن يتعاطي مخدراته...بالنسبه له القهوه هي المخدرات الحلال.....ليلتقط من اعلي المكتب هاتفهه غالي الثمن..ليضغط عده مرات من ثم يضعه علي اذنه|
ادم : الو...خليك معاها اوعي تخفي عن عينك...سمعتني خلي بالك منها وحاول توريها السكه بطريقه غير مباشره..لما توصل كلمني....
|اغلق الخط وهو يضرب بالهاتف علي يده بخفه|
***
|خرجت حوريه بخطواط مضطربه لنتيجه جهلها الطريق مشت قليلا ما يقارب العشر خطواط لتلتفت حولها لتجد ان الناس تكاد تنعدم ولكن ذهبت لذلك الشخص الوحيد و|
حوريه : لو سمحت...
الشخص : ايوا..
حوريه : -وهي تعطيه الهاتف- انا عايزه اروح للعنوان ده اروحه ازاي...!
الشخص : اه...انا رايح من جانبه ممكن اوصلك..
حوريه : هتعبك معايا..
الشخص : لا ولا يهمك امشي وريا يا ستي عشان تطمني..
حوريه : شكرا..
|بينما اخرج الرجل هاتفه ليرسل الي ادم رساله|
|بعد الكثير من المشي|
الشخص : هو ده المكان...
حوريه : -بذهول- بس ده قصر..
الشخص : والله ده المكان الموجود في الموبيل عن اذنك..
|وقفت بذهول ؛ وقفت بجسدها الضئيل امام قصره الضخم....اخرجت هاتفها تحدث عاليا ولكن للأسف نفذ شحن هاتفها...لتقترب من الحارس ببطئ|
حوريه : لو سمحت هو في واحده هنا اسمها نور ؟
الحارس : في انتظارك.
حوريه : هو انا ايه الي خلااني اعمل شاهمه و اوافق منك لله يا عاليا..
|دخلت بعدما تم فتح البوابه..مشت بخطواط بطيئه وسط الحديقه منبهره بهذا الجمال الخلاب الذي خطف انفسها قبل قلبها ..بحركه لا اراديه منهاا ذهبت لتلك الورود الزرقاء لتركع امامها منبهره فهذه من اغلي انواع الورود في العالم ابتسمت بذهول لتخرج مذكرتها وتدون حلاه ما رأت...بينما هو بملامح جامده يقف في نافذته..يقف يراقبها|
هديه : احم احم..اتفضلي يا هانم جوا..
حوريه : هاا...طيب..
|في الداخل|
حوريه : هي فين القطه..
هديه : -بعدم فهم- قطه..قطه ايه ؟
|بينما نزل ادم السلم بجمود وهو يقول|
ادم : علي ما اعتقد مفيش قطه غيرك هنا ؟
حوريه : -بذهول- ان..انت بتعمل ايه هنا...!
ادم : اقلبي السؤال..ده قصري..قصر ادم ..
حوريه : -بغضب- انت مبتشبعش !!
ادم : -مقاطعا اياها- وهو حد يشبع منك..
حوريه : افندم..
ادم : -وهو يشير للخادمه- هاتيلي قهوتي وهاتي للهانم ككاو يدفيها..!
حوريه : -بحده- مش عايزه زفت..
ادم : خلاص هاتيلها ليمون يمكن تهدي..
حوريه : قلت مش عايزه زفت..
ادم : -بغضب- انتي لسه واقفه ؟
هديه : ح..حاضر يا بيه..!!
|انصرفت هديه بأراتباك معتاد|
حوريه : انت اكيد اجبرت عاليا صح ! عملتلها ايه عشان تكدب عليا انطق هددتها بأيه ؟
ادم : -وهو يقف امامها مباشرهً- هددتها ؟ انتِ شيفاني ايه بالظبط
حوريه : -بنبره مخدره- بلاش تعرف..عشان لو شفت نفسك في نظري صدقني هتكره نفسك !!
ادم : خلصتي...؟
حوريه : اه خلصت..
|قالتها لتهم بالذهاب ولكن اوقفها صوته الحاد|
ادم : انتي مش هتخرجي من هنا غير لما اخلص انا كلامي...
حوريه : -وهي تلتفت له بغيظ- ايه يعني...هتخطفني..؟
ادم : والله لو حابه معنديش مشكله..وبعدين مش فارقه..انتي كده كده بين ايدي !
حوريه : -بعصبيه- بطل كلامك الي شبه الالغاز ده وبطل تلف ودور..
ادم : انا لا لفيت ولا دورت الناس هي الي بدور حوليا...!
حوريه : -بسخريه- اللهم نص ثقتك يأخي..!
ادم : -وهو يغمز بعينيه اليسري- تؤ..عمرك ما هتبقي زي؟
حوريه : ولا عايزه ابقي ذيك..
ادم : -وبدون اي مقدمات- تتجوزيني ؟
|شلت تعابير وجهها ؛ يداها ترتعش كأنها في عرض بروده البحر ؛ شفاهها تهتز بشده ؛ جفنيها يغلقا بسرعه ؛ قاطع الصمت صوت شئ ينكسر ليلتفتو بسرعه ليجدو هديه تنحني تلملم فتات الاكواب المنكسره|
هديه : -برعب- ا...انا اسفه يا..ادم بيه غصب عني والله اسفه !
ادم : -بجمود- روحي..
هديه : -وهي ترجع للوراء بأرتباك- حاضر عن..عنك اذنكو..
ادم : -وهو يحدق بها- انا مبحبش اقول كلامي مرتين !
حوريه : -بأنفاس متلاحقه وهي تغلق اعينها كـ دليل علي خطوره الموقف- ان..انت مجنون...
ادم : عمك عرف طريقك انتي وسلمي..يومين بالكتير ويبقا قدامكو..
حوريه : كداب ؟
ادم : -بصراخ- بطلي تتهميني بالكدب...طلااما انتي مش مكاني يبقا تسكتي...
حوريه : -بصراخ مماثل- انت ليه مش قادر تفهم ان انت كده بتلعب بالنار..
ادم : -بهدوء حاد- والنار دي هي الي حرقت حور !
حوريه : حور ماتت..انا مش عايزه حكايتها تنعاد....
ادم : حكايتها منتهتش من الاساس عشان تنعاد..!
حوريه : افرض وافقت اني اتجوزك وبعدين هيحصل ايه ؟
ادم : خد وهات جواز مصلحه...انتي تديني كل المعلومات الي نقصاني عن عمك وعياله....وانا هحميكي عمك لو جيه لاقاكي من غير راجل انتي وأختك محدش هيقفله ويقوله انت مالك ومالها..؟!
حوريه : وايه الي يضمنلي انك متأذنيش لنا ولا سلمي ؟
ادم : انا مش محتاج ضمان..طلاما وعدت يبقا انفذ.. !
حوريه : -بحزن- بس..بس كده بنخون حور...
ادم : -بغضب- حور اول واحده في حياتي مستحيل حد ياخد مكانها لا انتي ولا الف ذيك ؟
حوريه : -وقد استجمعت شتاتها- موافقه بس عندي شروط...
ادم : مفيش حاجه في قاموس ادم الصياد اسمها شروط...اسمها طلابات..وانا الي اقرر اذا كنت اعملها او لا...!
حوريه : -بتنهيده وهي تشيح النظر عنه- ملكش دعوه بـيا...نخلص الي عايزينو ونطلق...متدخلش في حياتي بأي شكل من الاشكال..اخيرآ وده الاهم..-ضغطت علي حروفها- اياك تيجي جمبي او تلمسني ابدا ابدا...!!
ادم : -وهو يقترب خطوه حيث انه لم يظل بينهم مسافه ليقول بسخربه وهو يتفحصها- انا..المسك انتي...؟؟
- اقترب منها ليميل بعموده الفقري علي اذنها هامساً بفحيح كالأفاعي-
ادم : انتي اصلاً مش نوعي المفضل...انتي من النوع بتاع ليله والسلام..حلاوتك مش للدرجه متعشيش في الدور ؟ وبعدين ادم الصياد لو عاز حاجه بيخدها..غصب عن اي حد...!!
- لتنظر له وكأنها تتحداه ؛ ليعاودها بمثل هذه النظره الشرسه -
|نظرت له نظره اخيره ثم تعود ادراجها للباب ليوقفها صوته الساخر|
ادم : هتلاقي الشوفير مستنيكي برا..معلش اصلي بخاف علي مراتي المستقبليه..
|لم تلتفت له بل اكتفت بالتنفس لعلها تخمد تلك النار التي بداخلها|
|ذهبت حوريه وتركته في بهو القصر يحارب قلبه وحده ؛ تركته كـ طائر حر وقف علي قطبان مسجون وكأنه يَغيطه ثم يعاود الطيران |
|في المطبخ|
ولاء : -بدهشه- انتي متأكده انه قالها تتجوزيني ؟
هديه : اه والله متأكده زي منا متأكده انك واقفه قدامي دلوقتي..
ولاء : بس مين دي !! اكيد واحده من الستات الي يعرفهم..
هديه : لا لا شكلها مش زي مانتي فاكره...لبسها محترم
ولاء : ياختي كلهم كده في الاول..
هديه : الي انا عايزه افهمه مين دي الي قدرت تغيرله رأيه في موضوع الجواز دي حور نفسها مـ...
سماح : -بحده- بس انتي وهي لحسن حد يسمعكو وبعدين اتقوا الله وسيبو الاموات في حالهم ؟
|جأهم صوت غاضب حاد |
ادم : لا يا سماح سبيهم..
|تقف الثلاث سيدات مطأطأين الرأس|
سماح : انا بعتذر لحضرتك بالنيابه عنهم..
ادم : ملكيش دعوه...اطلعي انتي حضريلي الحمام..!
سماح : ح..حاضر عن اذنك..
|انصرفت علي عجله|
هديه : -بخوف- انا اسفه يا ادم بيه...
ادم : -وهو يرمقها بحده واعين مشتعله بنار الغضب- أسفك كتر ؛ ولسانك طول ومحتاج قصه..!
|رمقهم بتقزز ؛ لينصرف بخطواط غاضبه متسرعه للذهاب لغرفته لينعم بحمام دافئ|
|في غرفه ادم|
|دخل ادم الغرفه التي اثاثها كله عباره عن الوان داكنه من اول السرير الاسود حتي الكومود النبيتي الغامق ؛ ليذهب الي خزانته يخرج تيشيرت وبنطال اسود...يفك ازرار قميصه كحلي الون بأرهاق ويرميه بأهمال ؛ نسي تمامً امر سماح|
سماح : -وهي تقف بظهرها- انا حضرت الحمام تؤمر بحاجه تانيه ؟
ادم : -بعد اكتراث- لا..
سماح : عن اذنك..
ادم : لا استني..!
سماح : -بتوتر- ن..نعم !!
ادم : -بأبتسامه مغروره- مالك هو انا هكلك..
سماح : -وهي تحاول اخفاء حرجها- ها..لا خالص..
ادم : طيب...انا عايزك تجهزي الاوضه الي في الجناح الشرقي..
سماح : -بأستفهام- اني واحده !
ادم : اول واحده عالشمال...
سماح : حاضر..
ادم : تقدري تمشي..
سماح : عن اذنك..
|خرجت سماح تستنشق الهواء تحاول محي مشهد عضلاته الفاتنه من ذاكرتها|
|بينما اخذ حمامً دافئ لعل وعسي تهدئ اعصابه ولو قليلاً|
|في السياره التي بها حوريه|
حوريه : هو عايش لوحده !
السائق : -بحيره- نعم مين ده حضرتك ؟
حوريه : ادم..
السائق : احم...ادم بيه والدته متوفيه وابوه متجوز وعايش بره مصر..
حوريه : وبيشتغل ايه !
السائق : ادم باشا عنده شركه بترول واستاذ جاسر شريكه..
حوريه : جاسر مين !
السائق : صاحب ادم بيه...
حوريه : خاطب متجوز كده يعني..
السائق : لا والله هو ده بس الي اعرفه ادم بيه غامض جدا في حياته الخاصه...
حوريه : -وهي تتمتم غضبً- غامض علي نفسه !
السائق : -بذهول- نعم..حضرتك واعيه بتتكلمي ازاي وعن مين ؟
حوريه : ليه انشألله مهو بني ادم زيو زيكو انتو بس الي خليتو يشوف نفسه !
السائق : طب الله يرضي عليكي بس لحسن خراب بيتي يكون علي ايدك ؟
|اكتفت حوريه بالشتم بـ ادم بصوت منخفض تعبيرا عن غضبها الحاد بل انها تكاد تنفجر..!|
|امام منزل حوريه|
|خرجت حوريه تصفق باب السياره خلفها بغضب لتسعد مسرعه الي الاسنسير ؛ وقفت قليلا ثم فتحت الباب لتخرج وتذهب ناحيه شقتها لم تكاد اضع المفتاك لتدلف حتي هبت سلمي كالأعصار الهائج|
سلمي : -بغضب- كنتي فين وقفله الموبيل ليه ؟
حوريه : -بعدم اكتراث- فصل شحن..
سلمي : -بعصبيه- يا برودك يا شيخه..
حوريه : مالك يا سلمي..
سلمي : لا ماليش اصل انا الي اختفيت فجأه وقفلت موبيلي..!
حوريه : طيب انا داخله انام...
سلمي : لا معلش اعرف انتي كنتي فين..
حوريه : -وهي تدلف غرفتها- هيفرق معاكي..
سلمي : -وهي تقف علي باب الغرفه وتعقد سعديها امام صدرها- اه هتفرق..!
حوريه : -وهي تتنهد- كنت عند ادم الصياد..
سلمي : -وهي تضيق اعينها- ادم الصياد..ادم مين !
حوريه : ادم يا سلمي..
سلمي : -بصوت يرفض الخروج- ادم..اا..اادم و..و.ح..حور.
حوريه : اه...
سلمي : -بغضب- وهو عايز منك ايه بعد السنين دي كلها ؟
حوريه : -وهي تفرك يدها وتقف بالنافذه قائله بنبره مكسوره- طلب يتجوزني...
سلمي : نعممم..؟؟
-جذبت سلمي حوريه من معصمها بقوه-
سلمي : بصيلي واتكلمي عدل وفهميني !!
حوريه : عمو مصطفي عرف مكنا ومش هيرحمنا بعد اما هربنا وخلينا وشه وحش في البلد...
سلمي : وهو عايز يتجوزك ليه انشألله!!
حوريه : جوازه مصلحه..
سلمي : افهم من كده انك متقبله الفكره ؟
حوريه : يا سلمي افهمي انا مش هقدر احميكي ادم هو اكتر حد ممكن الجأله..! انا اه رافضه رفض قاطع بس بعد التفكير لقيت ان فعلا ده الي لازم يحصل..!
سلمي : حوريه..انتي واعيه انتي بتقولي ايه ؟
حوريه : افهميني..عمك و ولاده مش هيسكوتو علي كل الي حصل واكيد انتي حابه تنتقمي ل حور بعد ما عمي وبابا قتلوها و....
سلمي : -بصراخ- بس بس انتي بتخرفي تقولي ايه...انتي ازاي مفكرتيش في حور..
حوريه : انا بعمل كل ده عشان حور عشان انتقم من عمو مصطفي...
سلمي : انا هتصل بعمو مصطفي واخليه يجي..
حوريه : -بنبره هادئه- يعني ايه ؟
سلمي : اننا نموت احسن مليون مره من اننا نخون حور...
|ذهبت بخطواط سريعه الي هاتفها|
حوريه : خدي هنا انتي جبتي رقمه منين ؟
سلمي : -وهي تمسك الهاتف- ملكيش دعوه...!
حوريه : سلمي سيبي الموبيل...!
سلمي : لا
حوريه : -وهي تحاول اخذه منها- بقولك سيبي الموبيل..
سلمي : -بغضب- اوعي يا حوريه...
حوريه : وديني يا سلمي لو اتصلتي لحد لانا..
سلمي : هددي براحتك بس انا هتصل بيه عشان يجي يشوف جنانك و....
|سقط الهاتف من يد سلمي نتيجه صفع حوريه لهاا ؛ لاول مره تغضب هكذا لدرجه ضربها لم تضربها قط|
حوريه : -بصراخ- لا اسمعي بقا انا كل ده واخداكي بالحنيه بس انك تقفي في صف عمك القاتل لا...متنسيش اني اختك الكبيره واني استحملت قرف وذل كتير علشان ادخلك الجامعه الزفته الي انتي عايزها ولا لا يا حبيبتي..-قالت بتهكم- خدي لا بالله خدي..خدي اتصلي بيه عشان يجيلك يكلك علقه محترمه ويطلع عليكي القديم والجديد ويجوزك يخليكي زوجه تانيه لواحد من عياله ده لو مقتلكيش اصلا...!
سلمي : -بأعين دامعه- انتي بتمدي ايدك عليا يا حوريه.....؟؟
حوريه : واكسر رقبتك..؟
|نظرت سلمي لحوريه نظره حزن وكأنها تشتكي منها اليها لتمد شفتيها للأمام كالأطفال وتنفجر باكيه لتهرب من امامها الي الباب خارج الشقه ؛ لتدبدب حوريه علي الارضه قائله "يوووه" كطفله لم تتجاوز الـ 7 سنوات لتأخذ المفتاح ومعطفها وتذهب ورائها|
|وقفت حوريه امام الاسانسير لم تلاحقها فقد اغلق الباب وضعت يدها عليه وكأنها تترجاه ان يتوقف ؛ لم تجد نفعاً من وقوفها رفعت شعرها الي الوراء بحركه لا اراديه ؛ من ثم انطلقت كالصاروخ الي السلم اقل ما يقال انها تطير لا تنزل ؛ لتنزل اخر الدرجات ببطئ نتيجه تعبها وانفاسها المتلاحقه تكاد تخنقها لتذهب خارج العماره تجري بالارجأ ولكنها ارتاحت عندما سمعت صوت نحيب لتجد اختها جالسه علي الرصيف تبكي بحرقه لتقترب وتجلس جانبها قائله محاوله تلطيف الجو|
حوريه : ايه رهوان جيتي كل ده امتي !
- لتنظر لها سلمي نظره حارقه -
حوريه : يا ساتر ايه البصه دي...وبعدين انتي الي مستفزه..
سلمي : -بصراخ وهي تحاول منع بكائها- انتي الي غبيه..
حوريه : مقبوله منك...
سلمي : ممكن تمشي من هنا...
حوريه : انا قاعده في ملك الحكومه !
سلمي : علي فكره انتي بارده ..
حوريه : -بطريق مضحكه- مش احسن ما اكون عصبيه ذيك خليكي فريش..
|لم تتحمل سلمي فأخذت تضحك في وسط بكائها|
سلمي : -بصوت خافت وهي تنظر للناحيه الاخري- انا خايفه لما تتجوزي الزفت ده وتنشغلي بموضوع حور الله يرحمها تنسيني..انا خايفه لحسن عمو مصطفي يعملنا حاجه وحشه
حوريه : انساكي..هو انا ليا غيرك...
سلمي : -وهي تمسح دموعها- بجد.
حوريه : اه والله..
سلمي : متأكده انه مش هيأذيكي..
حوريه : -بتنهيده- انا بعمل ده عشانك والله افهمي انا هبقي كويسه..
سلمي : خلاص ماشي
|نزلت دموع سلمي مره اخري|
حوريه : بتعيطي ليه تاني..
سلمي : -وهي تمسك خدهاا- ايدك تقيله اوي الصراحه ااه
حوريه : هههههه وانا الي كنت فاكره عندك احاسيس ومشاعر..
سلمي : استني كده..
|جأ في اذنهم اصوات كلاب تنبح|
حوريه : -وهي تمسك يدها برعب- انتي سامعه الي انا شايفاه...؟؟؟
سلمي : -بتوتر- ايه..اه..
حوريه : -وهي تنظر لتلك كلاب الشوارع القادمه- عااااا اجري يا سلمي..
سلمي : -وهي تحاول الحاق بأختها- يا..يااا...خديني..
حوريه : -وهي تمسك يدها- تعالي...
|امسكا يدي بعضهم وبدأو بالركض كالمجنين الي العماره ليدخلو المدخل وبخطواط سريعه الي الاسانسير..ليجلسو الاثنتان في نفس الوقت...وفي الوقت الذي يجب ان يكونو يتنفسو فيه بسبب الجري كانو يضحكون بصوت عالي...