رواية من يقع بنفسه لا يبكي الفصل الحادي عشر 11 بقلم خديجة السيد


 رواية من يقع بنفسه لا يبكي الفصل الحادي عشر 

بعد سرقة هاتف ندى، اضطرت مديحة للتحدث مع مصعب، فلم تستطع أن تفوت يومًا دون معرفة كل الأخبار التي تحدث في بالخارج لذلك، استغلت حادثة سرقة ندى وسافرت إليهم. رفع يده يحتضن والدته بسعادة وتحدث بحب شديد

= وصولك على الصبح كده مفاجاه كبيره أوي لينا يا ماما ما تعرفيش انا مبسوط قد ايه أن انتٍ وسطينا حتى الولاد شايفه مبسوطين ازاي بيكي.. بس كنتي قلتلي وانا كنت جيتلك استقبلك في المطار 

نقلت مديحه نظراتها بينهما قبل أن تقول بابتسامة عريضة 

= وتبقى اسمها مفاجاه إزاي لما اقول لحد ان انا جايه، انا قلت اتلكك ان ندى اتعرضت لحادثه السرقه دي واجي اشوف احفادي حبايبي.. والله اكتر ناس قطعوا بيا بس اقول ايه طالما مبسوطين هنا وكلكم متجمعين مع بعض هستحمل بعدكم عني وامري لله.

أبتعد عنها وهو يضيق ما بين عينيه يتوسلها قائلاً بجدية 

=ما حضرتك لو ربنا يهديك وتوافقي زي ندى كده وتيجي تعيشي معانا هيبقى أحسن و هكون كمان مطمن عليكي..ده انتٍ هتنورينا والله وكلنا هنتبسط بقعدك معانا مش كده برده يا ندى .

اهتزت عضلة بسيطة لا تُرى على وجهها قبل أن تقول بابتسامة زائفة 

= أكيد طبعاً طنط تشرف في اي وقت و هيكون أفضل لو قعدت هنا على طول.. انا هقوم احضر الفطار بسرعه بما انكم كلكم صحيته خلاص عن اذنكم .

ابتسمت مديحة ابتسامة صغيرة وهي تقول بنبرة جاده

= تسلموا يا حبايبي بس انت عارفني يا مصعب ما بغيرش مكاني ابدا ومرتاحه في مصر غير اهلي وناسي كلهم هناك هاجي بعد العمر ده كله واتغرب، وانت خلاص اتجوزت وبقيلك عيله ولازم اعترف ان دي سنه الحياه ومش هفضل ربطاك جنبي.. سيبك مني و طمني عليكم وايه موضوع الحرامي اللي طلع على ندى ده كمان وانت كنت فين .

اعتلت ملامح مصعب القلق، وهو يردد بفتور

= ده كان يوم صعب أوي على ندى يا ماما.. انا كنت في الشغل وهي كانت خارجه تجيب شويه حاجات مع مدام حنان دي واحده كده مرات صديق لي عرفتهم على بعض عشان تندمج هنا مع الاجواء وهي ست كويسه وفضلت جنبها لحد ما جيت وهي اللي اتصلت بيا كمان بس الحمد لله عدت على خير هو صحيح سرق منها الفلوس والموبايل بس كل حاجه تتعوض والمهم انها كويسه و ما اذاهاش

هزت رأسها بتفهم وهي تقول باهتمام

= على رأيك الحمد لله ان كلكم كويسين، و واخده بالي كمان الأحوال بينكم بقيت بخير مش كده ولا في مشاكل تاني ومش راضيين تقولوا ليا .

رفع كوبه يرتشف بعض من قهوته يتمتم من بين البخار المتصاعد  

= لا إحنا كويسين ما تقلقيش علينا يعني واحده واحده بقينا ناخد على بعض ونرجع الأمور زي زمان في بدايه جوازنا، صحيح في الأول خبطنا مع بعض تاني بس كل حاجه اتظبطت بعد كده وعلى راي ندى بقينا حاسين  لسه بنتعرف على بعض وبقينا نعرف طباعه بعض كمان.. بس خلينا في المهم هو انتٍ سامحتيني خلاص عشان خاطري بقى قوليلي ايوه ما هو مش معقول مراتي تسامحني وانتٍ تفضلي مقطعاني كده.

ابتسمت ابتسامه عريضه ونظرت إليه بطريقة ذات معني وهي تقول

= هو انا لو ما كنتش سامحتك كنت جيت لحد هنا وسبتك عمال تحضن فيا وتبوس ايدي خلاص يا مصعب قفل على الموضوع.. بس لازم تعرف انك لو قررتها تاني عقابي هيكون اكتر من عقاب مراتك.. وأني برده عمري ما هنسى حاجه زي كده وانك في يوم من الأيام قدرت تنسى تربيتي ليك وتغضب ربنا..  

أبتسم بسعادة وراحه وبسرعه هز رأسه برفض ليردد بجدية أكثر 

=لا لا صدقيني خلاص انا توبت وعرفت غلطتي ومش هعمل كده تاني بالذات بعد ما الأمور رجعت تظبط معايا هنا.. والزفته اللي اسمها نرمين دي انا خالص طلعتها من حياتي نهاء وما فيش ولا هي ولا غيرها..و انا عاوز اشيل مسؤوليه عيالي والبيت بنفسي بعد كده
وما ارمهاش تاني على ندى .

قالت مديحة من بين أسنانها بتحذير 

= بالظبط كده ما لكش حجه تاني مراتك وبقت جنبك، والخوف لا تروح الهانم الاولانيه تشوف غيرها أو لو مراتك سهيت عليك شويه نرجع نعيده من تاني، لكن الأفضل فعلا تكون عارف قيمه غلطتك 

بعثر شعره البني بينما خضار عينيه يرمقها بالذنب

= ما انا قلت لك من شويه انها في الاول طلعت عيني عقبال ما تصالحنا ورضيت عني ما ضعفتش و رحت لغيرها ولا حاجه، ما تقلقيش المره دي غير كل مره..وعشان اريحك خالص لو حصل بينا مشاكل تاني هتصرف التصرف الصح 

رفع رأسه واضاف يخبرها بوعد رجولة أجبرته ظروفهم المؤلمة أن ينضج قبل الأوان

=اللي هو اتكلم معاها وننفصل بهدوء واشوف غيرها في الحلال لاني مش هعمل حاجه تاني حرام ولا من وراكم!.. بس ده طبعا قبل ما الوضع يتغير دلوقتي والامور تتحل ما بينا .

بعدت يديها عن وجهها ورسمت الجدية على ملامحها مرادفه بصرامة شديدة 

= ما فيش حاجه اسمها طلاق يا حبيبي ولا انفصال بينكم والبيوت ياما بيحصل فيها حامي على مراتك وعيالك و خليك صريح معاها فعلا وقول على اللي مقصره فيه.. انما الشغل بتاع ننفصل بهدوء وكل واحد يشوف حياته و ولادك غيرك يربيهم ما ينفعنيش ولا ينفعك انت كمان! لاني مش ضامنه العيال دول إيه اللي هيحصل لهم ولا انت مع الوقت تكبر دماغك زي زمان وما تسالش فيهم.. 

وأسرعت تضيف وتقول بصوت مكتوم حازم

= وطالما لسه قايل من شويه خلاص بقيت تشيلي المسؤوليه مع مراتك وتعرف كل حاجه عنهم يبقى مهما يحصل تشوف كل الحلول اللي في الدنيا إلا الطلاق.. انا مش عارفه عمالين تتكلموا على الطلاق كأنه حاجه سهله انتم لو تعرفوا قيمته فعلا مش هتنطقوه .

وجه مصعب نظره لمديحة التي تبتسم بشرود، وعينيها ثابته على شيء ما عقد حاجبيه و تطلع لما تنظر له فوجد زوجته تقف على مسافة منهم برفقة أطفالها كانت قادمه لتخبيرهم أنها انتهت من الطعام لكنها سمعت حديث حماتها الأخير فزمت شفتيها وقالت بأسف

= الطلاق فعلا مش سهل يا طنط بس اوقات 
بيكون الحل وانا ما اقصدش طبعا حاجه بس ربنا محللها وساعات بيكون اخر حل وافيد قرار بالنسبه للزوجين والاولاد .

نظرت إليها بجمود فاهمة ما ترمي إليه ثم قالت بجدية شديدة 

= اديكي قلتيها يا حبيبتي اخر حل لكن انتم كل ما كانت بتحصل مصيبه بتاخدوا القرار ده أول حل! ومحدش منك بيفكر في العيال ولا في حياتكم هتكون ايه بعد كده ومفكرين لما تنفصلوا المشاكل خلاص هتخلص.. خلينا بقى نغير السيره دي انتوا خلاص ربنا هداكم ومهما يحصل تحلوا مشاكلكم لكن الكلمه دي مش عاوزه اسمعها بينكم تاني مره .

هز كتفيها بقلة حيلة ثم قالت مستسلمة 

= الفطار خلاص جاهز يا طنط اتفضلي.. ويلا يا مصعب انت كمان هات الاولاد .

❈-❈-❈

كان يقف مصعب أمام الدولاب يبحث عن التيشرت الخاص به في دولاب زوجته بعد أن يأس من أن يجده لديه بينما اتسعت حدقتيه عندما لاحظ وجود قميص مثير من اللون الأحمر الواسع و عند الخصر ضيق مفتوح من الصدر على شكل سبعة ليظهر ما تحته بكرم أكثر من اللازم فأخذ يعصف به عصفاً.. بينما بتلك اللحظة دخلت ندى بدهشة وهي تقول 

= مصعب انت بتعمل ايه عندك قدام دولابي؟ 

اعتدل مصعب وهو يفكر في علاقتهم التي بدات أن تصل الى الحد الطبيعي فزوجته بدأت تشتري ما يرغب به مخصوص وتهتم بامره وهذا ما كان يتمناه ويريده، نطق أخيراً ببطء مبتسماً بسرور 

= القميص ده بتاعك مش كده جبتي امتى وازاي أنا اول مره اشوفه.. وبعدين مش بتلبسي ليه يعني للغلابه اللي هنا طالما ليكي في الحاجات دي اهو 

شهقت بصدمة وخجل واقتربت بسرعه تأخذه منه وهي تردد بعتاب لطيف

= مصعب عيب كده سيب اللي في ايدك أنت إيه إللي خلاك تفتحه دلوقتي! ده انا اشتريته اليوم اللي حصلتلي في السرقه مع حنان وقلت بعدين ابقى البسه ونسيت .

اقترب متلقيها بين ذراعيه وأنفه تندس في نحرها وشفتيه تضحكان بخفوت ثم قال برقة أذابت عظامها

= والله ست حنان دي بتفهم انها خدتك على الأماكن دي وخليتكي تفكري في جوزك الغلبان وتراضيه.. انا شكلي هحب الست دي  

انتفضت ندى وهي تهدر بتشدد بغضب مكتوم 

= نعم افندم لا سمعني كده قلت ايه من شويه هي مين دي اللي هتحبها؟ 

أبعدها من هجومها ومن سطو وجودها الذي يهزه هزاً ثم قال غامزا بمداعبه 

=ما تقفشيش كده قصدي يعني محبه كصداقه عشان بسببها هترجعي تهتمي بيا و تشتري لبس زي كده مخصوص عشان تبسطي جوزك.. انما انا ما بحبش الحب الحقيقي غير  لواحده بس! و اللي هي هتراضيني دلوقتي وهتلبس القميص الجامد ده؟؟ 

اعتدلت بجسدها وهي تربع يدها أمام صدرها هاتفه بتحدي

= على فكره ده ذوقي مش ذوق حنان أصلا! وانا اللي فكرت اشتريه ليك مش هي... ما انا كان ممكن اطنشها يعني، انما البسه دلوقتي اكيد لا انت ناسي والدتك اللي بره.. ان شاء الله لما تمشي وهاته بقي كده عيب.. انت مالك فرحان بيه كده ليه كل ده عشان حته قميص.. محسسني يعني كنت حرماك .

اقترب واحتجزها بينه وبين الدولاب بنظرة أرجفت جسدها وقلبها معًا وتمتم أمام شفتيها بمكر مكملاً بشقاوة لا تخلو من وقاحته

=يا ستي فكرتك فكرتها مش هتفرق معايا بس ذوقك حلو علي فكره! المهم دلوقتي أن انتٍ اللي هتلبسي وهشوفه عليكي يا روحي.... و بعدين آه محروم ويلا البسي بقى وخلصيني وما تقلقيش امي مشغوله مع العيال بره ومش هتحسي بينا أصلا.

ابتعدت عن عينيه التي ترمقها بنظرات متأملة تزيدها توتر وخجل وتحدثت بقوة زائفه

= هي ايه اللي مش هتحس بينا عيب كده هتقول علينا ايه لما تلاحظ اختفائنا احنا الاثنين فجاه؟ ما تصبر لما تمشي ما هي كده كده قالتلك انها مش مطوله هنا ومش عاجبها الجو وهي قاعده بس لحد اخر الاسبوع عشان الاولاد. 

رد نافياً بإبتسامة وهو يحاوط خصرها بنظرات مفعمة بالشهوة

=انتٍ عاوزاني بعد ما شفت القميص ده استنى لحد آخر الأسبوع لا ده انا اصور قتيل ما ليش فيه خلاص شفته وقد كان! وحسم الأمر 

حركت رأسها على صدره ظن أنها استسلام أخيراً أو موافقة ثم قالت بنبرة متحشرجة 

= ما انا مش عارفه بتدعبس في الدولاب ليه ما انا كنت مخبياه و كنت هعمل لك مفاجاه اديك كمان حرقت المفاجاه، اصبر بقى بدل ما حد يدخل علينا.. اقول لك استنى لما يناموا 

تحركت من مكانها مبتعده عنه لكنه تبعها و زاد من ضمها له أكثر وهبط بشفاتيه لعنقها يلثمه ببطء مدمدماً بنبرة ماكرة

= البسي وما لكيش دعوه انا هتفاجئ! اقول لك مش قلقانه من امي ومن العيال انا هروح انيم الكل دلوقتي حالا بحجه المدرسه بكره  وامي اكيد لما تلاقيهم ناموا هتنام هي كمان.. وانتٍ اجهزي عقبال ما اجي يا جميل 

عندما تحرك راغب في الرحيل هو هذه المره أمسكته من يده بقوة بينما داخل عينيها نظرة ترجي وبهمس بالكاد يسمع من شدة إحراجها قالت

=مصعب تعالي هنا واهمد استنى لما يناموا براحتهم احسن هيقعدوا يعندوا معاك ومش هيرضوا يناموا ولادي وانا عارفاهم وبعدين بس بقى بدل ما امك تفهم اللي فيها.. وتخلي منظرنا وحش قدامهم!  

رفع رأسه ونظر لها بأعين اشتعلت بها الرغبه، والشوق وغمز لها بشقاوة وهو يقول

= ما تحس ولا تفهم هو انا شاقتك والله مش بعيد لما تعرف اللي فيها هترضى عنك اكتر دي أمي وانا عارفها كويس، هي دي برده حاجه تزعلها.. بعدين ما تقلقيش ما فيش حاجه تستصعب عليا ولادك وهنيمهم أن شاء الله بالغصب حتي... بطلي بس انتٍ حجج  و عقبال ما ارجع تكوني لبستي وما تطلعيش ورايا هقول لهم ان انتٍ نمتي عشان حاسه انك مصدعه .

شهقت بفزع تضع يدها فوق كتفه توقفه عن الرحيل وهي تهتف بلوعة 

= مصعب.. يا مصعب بطل فضايح قلتلك تعالى استنى لما يناموا.. تؤ مفيش فايده 

هز رأسه بكل إصرار وتصميم وهو يرحل بينما همست بنعومة وضعف

= ما كنتش اعرف أنه مجنون كده!. هلبسه وامري لله قال يعني عندي اعتراض وهو هيصبر.. الله يجازيك بالخير يا حنان الظاهر كان معاها حق لما قالتلي هتجيبي العيل الثالث اول ما يشوف القميص .

❈-❈-❈

بعد وقت لاحق كانت تتحرك وهي ترتدي غلالة
حريرية ناعمة تُحدد منحنياتها بسخاء، فنظرت حولها بملل وهي تردد 

= ادي اللي بيقول هنيم العيال على طول ما هو مش عارف عياله عنادين زيه قد ايه، اديني خلصت ومستنيه من بدري.. هو ماله التليفون عمال يبعت اشعارات كثير كده ليه ؟. 

ظلت فترة إلى أن رن جرس هاتفها لكنها لم تعيره انتباهً حتي بدأت تتعالي صوت الاشعارات والرسائل وذلك جعلها تتحرك باستسلام لترد على الهاتف الذي لم يتوقف عن الرنين لاعنة تحت انفاسها المتهدجة وسرعان ما اتسعت عيناها بصدمة كبيرة 

= يا نهار مش فايت ده شريف انا نسيت اعمله بلوك من الفيس، انا ناقصك انت كمان ده انا قلت جت من عند ربنا ان تليفوني اتسرق عشان اتلكك واغير النمره.. ماشي انا همحيك من حياتي خالص ما فيش فايده في كذبك  

أخذت عيناها تقرأ لمحات من الرسائل الغراميه الزائفة فهي الآن في نعيم تقسم أنها بالجنة، بعد أن تحسنت أحوالها وكشفت حقيقته لذلك من المستحيل ان تعود له، بدأت تمسح الرسائل وهي تردد باحتقار 

= لا يا شيخ نفس الاسطوانات بتاع زمان انا مش عارفه عقلي كان فين لما كنت هقع لواحد زيك حقير وكنت هضيع نفسي و هخسر عيالي، اديني مسحت كل الرسائل ودلوقتي هعمل لك بلوك 

وفي تلك اللحظه دخل مصعب فجاه جعلها تنتفض بذعر وأسرعت تغلق وتخفي الهاتف بسرعه وهي تحاول أن تبتسم بتوتر.... تجمد مكانه وقد إسودت نظرة عينيه فجأة وملامحه بهتت عندما لاحظ ذلك.. كيف توترت وأغلقت الهاتف عند دخوله!. 

حمحمت وهي تحرك نفسها لتردد بعنف مرتبك 

= مـ.. مصعب اتاخرت كده ليه جننوك عقبال ما ناموا مش كده.. آآ ما انا قلت لك عيالك مش سهلين وهيعندوا طالعين ليك بقى 

نظر إليها مطولاً بغرابة وريبة ولم يستطع فهم ما إذا كانت قد أغلقته عمدًا في نفس توقيت دخوله، أم أن ذلك كان مجرد صدفة. لكن كان هذا مؤشرًا غير جيد له، خاصةً وهو يمر بتلك الحالة من التقلبات والظنون تجاه تصرفاتها. فقال بهدوء غريب 

= هاه آه أصل صمموا نشوف فيلم كوتون سوا قبل ما يناموا بس الحمد لله ناموا في نصه و بعدين ماما قالتلي اصلا انها هتبات معاهم في نفس الاوضه فما تقلقيش لو حد منهم صحي في نص اليوم ومحتاج حاجه هي جانبهم.. فالكل نام دلوقتي خلاص 

رسمت ابتسامة زائفة وهي تقول بارتباك 

= طب كويس.. اصلا بيجننوني عقبال ما يناموا خصوصا لما يكونوا في اجازه قبل كده، بعد كده بقى هعتمد عليك تنيمهم انت .

أزاحها ببطء متتابع بكفه وتراجعت على الوسائد خلفها بينما هو أقترب بالتدريج حتى أصبح يشرف عليها بجسده ثم قال متصنعاً الجدية 

= انتٍ تؤمري يا حبيبتي هو انا عندي اغلى منكم.. ربنا يخليكم ليا و ما يدخلش بينا اي حد تاني .

صمتت لبرهه وأجابت بخجل وهي تفرك أصابعها ببعضهما قائله بهمس 

= يا رب يا حبيبي.. ان شاء الله.. مش هنام!. 

إلتف ساعديه سريعاً حول خصرها ورفعها نحوه يدفن رأسه فيما بين رقبتها وهو يقول بصوته العميق

= اكيد امال عامل كل ده ليه؟ عشان نكون براحتنا خالص واحنا مرتاحين علي الآخر.. وبالمناسبه القميص كان في أيدي حاجه وعليكي حاجه تاني 

ابتسمت بخجل وسعادة بالأخص عندما همس كذلك بحميمية أيقظت كل مشاعرها تجاهه مرةً واحدة، لترد بخفوت 

= شكراً، بس ما كنتش اعرف اني ذوقي هيعجبك وان انت مجنون كده في تصرفاتك.. 

رفع أنامله بارتجاف خصلة من خصلاتها السوداء ومال بوجهه يلثمه قبل أن يغرق في هيئته البهية يستنشق عبيرها ويشعر بإجفالها فانقشع تأثير الاحتياج العاطفي بينهما.. ليردف بصوت عميق غامض 

= ده العادي بتاعي يا روحي انتٍ لسه شفتي حاجه ولا تعرفيني اصلا؟ ولا ازاي بتعامل مع كل المواقف... بس ما تقلقيش واحده واحده هتعرفي عني كل حاجه الحلو قبل الوحش كمان....ما انتٍ لازم تعرفي عني الاثنين برده  عشان نعرف نتعامل مع بعض ونحرص وما نعملش الحاجات اللي ممكن تضايقنا ونشوف رد فعل ما يعجبناش خالص.. مش كده يا حياتي .

عقدت حاجيبها بتوجس وقبل أن ترد يديه كانت تسللت لأسفل خصرها ملامساً منحنياتها وأنوثتها المهلكة قاصداً لدفعها لتطلق شهقة عنيفة متلبسها الخجل ثم قال باختصار 

= هشش اتكلمنا كتير نخلينا في المهم بقى... 

❈-❈-❈

تعلقت عيناه بها وهي تقف بمنتصف الغرفة
بتلك الفتنة التي ستهلكه ففرد لها ذراعه في دعوة منه لتأتي لحضنه، وعيناه تمتلئ بهما اللهفة عليها ثُمّ همس اسمها

= ندى.

اقتربت منه ببطء واجتذبها إلى صدره بعدما صارت أمامه، كاد يلتهم تضاريس جسدها الشبه العاري بنظراته لكنه سرعان زوى بين حاجبيه وهو يراها تمسك بيدها عباءة سوداء من الخزانة فقال في دهشة 

= بتعملي ايه؟!

خلال ذلك أخذ منها العباءة وألقاها فوق السرير بعدم اكتراث ومرت لحظات قليلة في صمت لم ترفع خلالها عينيها إليه قبل أن تجيبه 

= هلبس هدومي.. عشان أشوف الولاد لو محتاجين حاجه او والدتك ما يصحش بقلينا كتير هنا ممكن تكون والدتك محتاجه حاجه .

أنهت جملتها ببعض الارتباك وكانت على وشك المرور بجواره وقبل أن تخطو خطوة واحدة كانت يديه تحيطان بجسدها بين ذراعيه من الخلف وهو يحرك خصلات شعرها الرطبة بعيداً عن رقبتها ملثماً اياها برقة واشتد لهيب الإثارة في مقلتيه والحرارة تنتشر في جسده من جمالها ليهمس بالقرب من أذنها بصوت مثير 

= ما تخليكي شوية، وبعدين قبل ما ادخل الاولاد كانوا ناموا وزمان ماما كمان نامت.. يعني ما فضلش غيرنا صاحيين .

شعرت برعشة تسري في جسدها كله كالتيار الكهربائي بمجرد التصاق جسده بها فحاولت الإبتعاد عنه مبررة له بتوتر فهي لا تريد سوى الهروب من نظراته المليئة بالرغبة ولمساته المتطلبة التي أشعلت النيران في روحها والتي تضررت منه بما يكفى 

= مش هينفع عشان الوقت سرقنا والصبح قرب يطلع ويدوب كمان الحق أقوم اجهز الفطار واخلص بدري اللي ورايا في الشقة.

تلقائياً ارتفعت يده إلى فكها ليوجهها نحوه  فاختلطت أنفاسه المفعمة بالإثارة مع أنفاسها المضطربة كحالة جسدها وقلبها الخائن الذي ينبض بعنف بين ضلوعها قبل أن يخترق صوته المثير أذنيها بنبرته الآمرة، ليهز قوتها الضعيفة فوراً 

= مفيش حاجة وراكي اهم مني.... 

ردت بدلال وهي تقبل لحيته قبله رقيقه على استحياء أثارت تشنج جسده بقوة  

= معقول ما شبعتش كل ده ولا زهقت يا مصعب؟. 

أجابها بأنفاس لاهثه بيأس وهو يخلع عنه سترته مجدداً 

= ولا شكلي هزهق ولا هشبع طول ما انتٍ قدامي بالشكل ده تعالي يا روحي مصعب... 

❈-❈-❈

استيقظت مديحه في الصباح ولم تجد إلا أبنها مصعب يجلس بغرفه المعيشه يحتسب شرب القهوة بشرود، اقتربت منه وهي تتسائل بدهشة

= صباح الخير يا مصعب هي مراتك فين والعيال مش سامعه ليهم صوت ليه؟ هم خرجوا ولا ايه ؟ 

نظر لها مبتسماً رغم الصراع جليّ على صفحة وجهه ليرد بصوت خافت 

= صباح النور يا ماما الولاد راحوا المدرسه وندى لقيت حاجات كتير ناقصه في البيت فنزلت وكمان اللي اسمها حنان اتصلت بيها  وراحوا سوا.. وانا اخذت اجازه النهارده قلت اقعد معاكوا طالما انتٍ هنا ودي لحظه مش هتتعوض كتير أنك ترضي عني وتسافري ليا مخصوص 

لم تتغير نبرة صوتها وهي ترد بهدوء جاد 

= زمان كنت برفض اسافرلك عشان كان بيصعب عليا اسيب مراتك لوحدها والعيال وبقول لنفسي ما هي مش هتشيل المسؤوليه لوحدها كفايه أنت لكن دلوقتي الوضع اتغير وعشان خاطر احفادي هاجيلكم كل فتره، بس اللي اسمها حنان دي بقيت اسمع اسمها كتير على لسان مراتك ولسانك واثقين فيها أوي كده  

اصطح بقرأت أمه بسهولة ما يدور في عينها   فقال بهدوء 

= اه ما تقلقيش وبعدين حتى لو مش بثق فيها هي ولا بتدخل البيت عندنا ولا انا بقابلها خروجاتها كلها مع ندى لوحدهم هي والأولاد، و بعدين انا قلت لما ندى تكون صداقات هنا هتشيل من دماغها حكايه انها ممكن ترجع مصر لما تزهق، انا حتي عرضت عليها تشغل زي ما كانت في مصر عشان كنت بلاحظ من اول ما جت هنا انها مخنوقه ومش واخده على المكان.. فكنت خايف باي لحظه ترجع في كلامها ونعيد الموال من تاني بعد ما ربنا هداها واقتنعت انها لازم تكون جنبي.

تجهم وجهها بعدم رضا وهتفت باعتراض جاد

= شغل إيه لا طبعاً انا ما كنتش راضيه عن شغلها في مصر و انت الحمد لله مش مخليها محتاجه حاجه؟ انت بس ما عرفتش تقف قصادها وتقول لها لا لما قالتلك بزهق وانت مسافر وعندي وقت كتير لكن دلوقتي بقى عندها اللي تنشغل بيه، شيل من دماغك حكايه الشغل ده عشان ما ترجعش تنشغل عنك من تاني لازم تكون حياتها كلها عباره عن البيت وانت والعيال وانت كده برده باستثناء الشغل عشان انت الراجل و اللي بتصرف لكن شغلها ولا هيفيدك بحاجه يبقى بلاها.. ولو صمتت ولا حاجه انها ترجع يبقى قولي احاول معاها لكن شغل لا . 

هز كتفيه بتعجب قبل أن يقول بنبرة شك

=ما كنتش اعرف يعني ان انتٍ رافضه حكايه شغلها في مصر كده؟ على العموم خلاص هي رفضت من نفسها وبدأت تندمج هنا مع الاجواء.. ماما هي كانت احوالها ازاي في مصر هي والأولاد؟ 

عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسأله بعدم فهم

= مش فاهمه السؤال يعني ايه احوالها كانت ايه في مصر اشمعنا جي تسال دلوقتي؟ إيه اللي جاب الموضوع ده في دماغك 

صمت والكلمات تتوقف فوق شفتيه يبحث عن مبرر لكنه شحب وجهه وهو يقول بأنفاسه المنفعله

= عادي يعني أصل انا كل يوم والتاني من ساعه ما جينا هنا بعرف عن ولادي كل حاجه بالصدفه وهي كمان، فابسال نفسي امال انا لو ما كنتش موجود ايه اللي هيحصل يعني مثلا زي حكايه الحرامي اللي طلع عليها فجاه ده تخيلي لو قدر الله كان حصل في مصر فيعني الأمور كانت ماشيه ازاي معاهم في مصر او  هي بالذات كانت بتعمل ايه طول اليوم ولا بتقضي يومها ازاي في البيت 

شعرت أن هناك شئ ومع ذلك قالت بهدوء متعقل  

= لا الحمد لله ربنا كان بيسترهم هي برده ما كانتش بتتاخر بره كتير، وبعدين لو حصلت حاجه لا قدر الله اضطريتها تتاخر كانت  بتستاذني طبعاً وانا كنت معوداها على كده.. 
يعني كل حاجه كانت ماشيه كانك انت موجود وبتديرها بالضبط .

هز رأسه بإصرار وغمغم بإلحاح قوي 
  
= ايوه برده ما قلتليش بالظبط كانت بتعمل ايه في يومها؟ ما هي اكيد كانت بيجي عليها أيام تزهق وتمل عشان كده طلبت الشغل و كمان هي طلبت الشغل مني بعد ما انا سافرت بثلاث سنين فكانت بتعمل ايه في التلات سنين دول.. او حتى بعد الشغل أكيد كان عندها وقت فراغ كانت بتقضيه في ايه 

عدم الاقتناع جلياً على وجه ابنها فهزت مديحة رأسها بيأس ثم قالت بسيطرة

= عادي يا حبيبي مع ولادك اصل العيال ياما بيشغلوا وما بيخلوش الواحده مننا عندها ساعه بس تريح فيها، وهي كمان كانت بتشتغل فما كانش عندها وقت اصلا فاضي.. بس كانت بتنزل عندي كتير يوم الاجازه و ساعات كنا بنخرج كلنا سوا.. وامها كمان الله يرحمها كانت بتقضي عندها وقت كتير، فيومها كله كان يا دوبك بيخلص في كل ده

كان وجهه شاحباً وعيناه شاردة وهو يقول بقلق متخبط

= ايوه بس الكلام ده بعد ما اشتغلت و ولدت الطفلين قبل كده كان ايه اللي بيحصل؟ انا سايبها بعد جوازنا بخمس شهور يعني كان عندها وقت كثير برده فاضي فكانت بتقضي المهله دي في ايه بالضبط، المفروض تكوني عارفه ما انتم ساكنين في نفس العماره.

وهنا كانت متاكده بأن هناك شيء ما في علاقته مع زوجته فقالت بهدوء تحسد عليه

= مالك يا حبيبي ما تخليك صريح معايا في حاجه عملتها ندى ضايقتك مخلياك عمال تسال الاسئله دي متاخر أوي افتكرت دلوقتي بس انك سايبها بالك كثير.. فهمني اشمعنا في الوقت ده بالذات بتسال الاسئله دي.. قولي بصراحه عشان اعرف اجاوبك .

هز رأسه بتعب ويأسا ثم تمتم بإختناق متهربة من المواجهة كلها 

= لا يا ماما ما عملتش حاجه بالعكس هي كويسه معايا جدآ ما تخليش بالك يروح لبعيد  بس جي في دماغي الموضوع ده فقلت اسالك عادي و احنا قاعدين بندردش.. خلاص انسى ولا كأني قلت حاجه، انا هقوم اعمل قهوه تاني واعمل لك معايا عقبال ما ندى تيجي .

❈-❈-❈

في أحد الكافيهات بالخارج، حجظت عينيها وهي تطلع بها بذهول مدمدمة بعدم استيعاب

= نعم بيشك فيا؟ وانا كنت عملت ايه عشان يشك فيا؟ وايه معنى الاسئله اللي عمال يسالها لك دي وبرده قبل كده سالها لي هو بيلمح لايه بالظبط ؟!. 

صكت مديحة على اسنانها بعنف واعتلي الغضب ملامحها وتحدثت بانتباه قائلة 

= كمان مش اول مره يلف ويدور بنفس الاسئله دي؟؟ لا كده يبقى انا شكوكي صح الواد ده في حاجه في دماغه ما هو مش هيقول كل ده من فراغ انطقي وقعتي بلسانك قدامه ولا عملتي حاجه ولا اي تصرف خليته يشك فيكي .

وضعت ندى يدها جانبها كاتمة غيظها وهي تقول بصرامة

= هو حضرتك بتلمحي لايه بتشكي فيا زيه؟؟  
انا من ساعه ما جيت هنا وانا ماشي زي الالف على اوامرك حتى لو ضد رغبتي بعملها وانتٍ مش بيفرق معاكي رفضي وماشيين على كده كتير لو حسبتي هتلاقيني بقيلي اكتر من سنه هنا، المفروض بقي اعمل لك اكثر من كده ايه عشان انتٍ والبيه ابنك تشكوا فيا.. ده انا حتى موضوع نرمين لما عرفت انها جت هنا مره البيت عدته بمزاجي زي ما قلتيلي 

رفعت رأسها نحوها فقالت بغضب مقيت

= خلاص يا ندى اهدي انا مش بشك فيكي انا بستفسر وده لمصلحتك الواد في دماغه حاجه صدقيني معنى ان يسالك الاسئله دي ويرجع يسالها لي تاني يبقى الموضوع في ان؟ يا اما انتٍ عملتي حاجه من غير ما تقصدي لاما في حد بيلعب في دماغه.. وفي الحالتين لازم نقعد ونفهم اللي فيها بدل ما البيت يتخرب عليكي تاني و خليكي فاهمه يا ندى اني لو مصعب عرف موضوعك مش هيعدي زيك و هتخسري كتير فلازم تفهمي ايه اللي بيدور في دماغ جوزك 

هزت رأسها سريعاً ناطقة بتحشرج

= وأنا ما عملتش حاجه ومتأكدة من كده انا بخرج وبروح وبعمل كل حاجه قصاد عينه وباذنه وبعدين تقصدي إيه ان حد بيلعب في دماغه؟؟. 

امتقع وجهها هاتفه بجمود مستنكر 

= مش عارفه بالظبط اهي كلها حاجات في دماغي، ممكن يكون يعني مثلا دردش مع واحد صاحبه في الحكايه دي وقال له كلمه كده ولا كده خليته يشك فيكي بس لا مصعب مستحيل يفضح نفسه قدام حد غريب ويقول حاجه زي كده بس انا ما بقيتش استبعد اي حاجه عنه من ساعه ما سافر واتغرب أحواله بقيت غريبه عني، زمان كنت بفهمه من نظره انما دلوقتي لا وحاولت اوقعه في الكلام وما رضاش خالص يقولي هو بيسأل الأسئلة دي ليه بالظبط 

هزت رأسها بنفي بينما شعرت بالرعب يجتاح جسدها و تمتمت أخيراً بتقطع

= لا هو مالوش اصلا اصحاب قريبين منه انا بقيت اعرفه هو كان قافل على نفسه وكتوم، ممكن اللي حواليه بس زمايله وبيخرج معاهم فين وفين! انا لما بقيت اخرج معاهم بيقولوا الكلام ده قدامي انه اخيرا بقى يخرج ويروح ويجي و ما كناش بنشوفه خالص وعلى طول قاعد في البيت.. فاكيد حاجه تانيه اللي خليته كده بس انا برده مش فاكره ان انا عملت اي حاجه تخليه يشك فيا وحاجه إيه اللي هعملها اصلا ما هو لو شاكك فيا اكيد هيواجهني بيها مش كده.

ابتلعت ريقها وبدأت عصبية جداً وهي تهدر

= او ممكن بيرقدلك يا حبيبتي و عمال يجيب اخر الخيط اللي وصل له فانتٍ حرسي بقى  بدل ما تفوقي بعد فوات الأوان ويكون عرف اللي فيها! بس انا برده عاوزه افهم ايه اللي خلاه يسال الاسئله دي.. بس انا شكه اكثر ان حد لعب في دماغه و على رايك لو في حاجه كده ولا كده كان أكيد هيلمح ويقول 

عقدت حاجيبها للاعلي بشك وهي تتابع حديثها بحذر 

= ندى لو في حاجه صارحيني انتٍ رجعتي تكلمي الواد اياه ولا حاجه تاني؟ ما هو انا برده زي ما بعيد عن ابني بعيده عليكي وكل اللي بعرفه منك مجرد كلام! فلو في حاجه مخبيها عليا تاني عرفيني أحسن ليكي لان يا حبيبتي لو عرفت انك رجعتي للقرف ده تاني زيه مش هكتفي بفتح القديم وبس؟!. 

أغمضت عينيها بضيق بينما تغضن الألم حول ملامحها وهي تهتف بغل 

= هو انتٍ ما وراكيش حاجه غير انك تهدديني كل شويه وتفتحي الموضوع ده خلاص مش هتذلني بغلطه عملتها ابنك عمل قصادها اضعاف، انا ندمت اصلا على كل حاجه عملتها زمان زي ابنك واكتر فتاكدي عمري ما هرجع للسكه دي تاني لان ما كانش في موضوع اصلا 

لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بنبرة شامته

= طالما بتقوليها بثقه كده يبقى قفشتي حاجه على البيه اللي كنتي هتطلقي مخصوص من جوزك وتتجوزيه كلامي طلع صح مش كده؟ طلع بيلعب بيكي.. ما هي يا حبيبتي خديها قاعده ثابته في حياتك الراجل اللي بيلاقي الست سهله ورخصت نفسها معاه حتى لو في دماغه فعلا يتجوزها هيتراجع بعد كده ويقول ما هي ممكن زي ما عملت مع جوزها كده تعمل مع غيري حتى لو الحب جايب اخره معاكوا فعلا... 

شحب وجه ندى وتخبطت روحها العارية أمامها بينما أضافت الأخري بتهكم ساخراً 

= وابني بقى نفس الحكايه ما هو في النهايه راجل زي اي راجل حتى لو هو كمان خاين فمش هيعدي خيانتك بالساهل.. عشان كده فتحي عينيك ومش هقولها لك للمره الاخيره .

رمشت الدموع من عينيها وهو تقول بغل

= افتكر اللي انتٍ قلتيلي في مره ما تحاوليش تفتحي الموضوع ده مع جوزك وتذليه طالما خلاص ندم يبقى انتٍ كمان ما تفتحيش معايا الموضوع ده ممكن وهاتي بقي اخرك وقولي عاوزاني اعمل ايه ما انا خلاص بقيت ماشيه على اوامرك انتٍ وابنك وما ليش رأي وكل ده عشان عملت زيه بس عشان هو راجل عديتيها  

هزت رأسها بقله حيله ثم قالت بجدية وبنفس النبرة بتحذير

= جوزك وانتٍ ادري بيه وعارفه مفاتيحه قربي منه أكثر واهتمي بيه وحسسي انك ما لكيش غيره وخليه يثق فيكي، لو رجع يثق فيكي تاني يبقى خلاص الموضوع اتحل! وانا مش هفضل اقول لك كل حاجه انتهزي اي فرصه قدامك واعملي اللي بقول لك عليه.. وبعدين ما تتحمقيش أوي كده فكري فيها هتلاقي انتٍ اللي طالعه كسبانه وان انا بعمل كل ده عشان مصلحتك قبل مصلحه ابني

لوت فكها بإبتسامة ساخرة ثم قالت بحسرة 

= بتعملي كل ده عشان مصلحتنا كلنا و اولاد ابنك يتربوا مع ابوهم قدام عينك.. مفيش حد في الدنيا بيهمه إلا مصلحته

ستوت على قدميها أخيراً وهي تقول بجفاء

= مش فارقه مصلحه عيالك مصلحه جوزك كله هيصب عليكي، ندى انا مش عدوتك لاني لو حطيتك في دماغي وخليتك عدوتي فعلا صدقيني هتتفاجئي بواحده تانيه كنتي تعرفها السنين دي كلها وربنا يكفيك شري.. فانا كل اللي عاوزاه ما تخدعيش ابني يا روح امك والقرف بتاع زمان تنسيه زي ما هو ربنا كمان هديه.. وحاولي تعرفي بالمره جوزك ايه اللي قلب حاله كده هتكوني ساعتها حليتي الموضوع.

صمتت قليلاً تلتقط أنفاسها، وقالت بغصه مريرة وصوت يملؤه الآسي

= يووه ما قلت لك قطعت خلاص علاقتي معاه من اول ما كشفتيني وحتى لما حاول يكلمني هنا ساعه لما اتعرضت للسرقه عرفتك فانا لو في حاجه فعلا ما كنتش عرفتك الموضوع ده.. وبالنسبه لكلامك حاضر هحاول مع مصعب اقرب منه واعرف ايه اللي غير أحواله.. في اي اوامر تانيه ولا يلا نروح عشان نجيب العيال من المدرسه 

لم تمنحها أي شعور تعاطف يذكر وهي تقول بنفس نبرتها الهادئة والحازمه 

=تمام وانا مش عاوزه غير كده بس اوعى يا فالحه تجيبهله على المكشوف لا يفهم على طول ان في حاجه وكانك بتاكدي ظنونه

❈-❈-❈

نظرت ندى إلي زوجها من بعيد بتوتر مترددة وهي تفكر في كلمات حماتها ثم تمالكت نفسها واقتربت وهي تمد يدها تزيح سترته من على كتفيه ثم فكت ربطة عنقه وألقتها بعيداً وهي تقول 

= بقيلك كتير ماسك التليفون بتشتغل ولا حاجه؟ ده انت حتى ما غيرتش هدومك بتاعه الشغل .

اعتدل وأصابعه تحركت ليفك أزرار قميصه سريعاً بتتابع وهو يقول باختصار 

=مش بالظبط واحد زميلي بيسالني على شويه ملحوظات بالشغل هرد عليه واقفل دلوقتي.. بس بتسالي ليه عاوزه حاجه 

حرك كتفيه بالتتابع مع حركتها وهي تخلع عنه ثم توجه نحو أقرب أريكة ليمدد جسده هناك بنوع من الحرص الذي جعل وجهها يتجهم بعبوس لكنها رسمت ابتسامة صغيرة قائلة باهتمام 

= آه عشان عملتلك نسكافيه معايا تلحق تشربه قبل ما يبرد، مامتك كانت عامله حس في البيت مع الولاد الأيام اللي قعدتها معانا  

هز رأسه بالايجاب وهو يقول بخفه 

= اه فعلا بس انا اتبسطت اكتر انها سامحتني وانها كمان أكدت عليا في المطار كل كام شهر هتيجي تزورنا هنا.. بس كان نفسي ربنا يهديها زيك وتيجي تقيم هنا هي ما لهاش حد اصلا غير أخواتها بس انا عارفها دماغها ناشفه ومش هتقدر تبعد عنهم.

دمدمت ندى بصوت هامس بتفهم 

= هي متعلقه بهناك أوي كمان لما يكون ليها ناس من حبايبها، بيكون صعب على الواحد يسيب المكان اللي عشره مده طويله 

نظر لها مطولاً ثم قال بصوته الرجولي العميق

= افهم من كده انك مش مبسوطه هنا رغم ان بقيلنا هنا اكتر من سنه ونص تقريبا ولسه بتشتقي لهناك ؟ مع ان حبايبك هنا !. 

أطلقت زفرة طويلة ثم قالت ببساطة 

= مش بالظبط أكيد هشتاق للمكان اللي انا اتولدت واتربت فيه وليا برده كل اهلي هناك 
حتى لو كنا في محافظه تانيه بعيد عن بعض بس برده وجودهم معايا في نفس البلد كان بيحسسني بالأمان.. وبعدين ما تقلقش انا اتعودت على هنا خلاص والاولاد كمان وبقيت عارفه ان ده مكاني اللي هو جنب جوزي 

أبتسم لها ابتسامته المطمئنة وتحدث بتنهيدة قائلاً  

= طب كويس بس كان فين العقل والحكمه دي من البدايه لازم يعني نطلع عين بعض! انا كمان ما كنتش مبسوط ان انا سبت المكان اللي اتولدت واتربيت فيه و رحت لمكان ما فيش اي حد من اهلي فيه بس حاسس نفسي اني مجبر عشان أوفر عيشه كويسه بس كنت اول ما بخلص شغلي ويتقفل عليا باب واحد كنت بتعب أوي أني مش لاقي حد يهون عليا وحدتي عشان كده كان نفسي باي شكل تكوني موجوده هنا انتٍ والاولاد 

اعتدلت تواجهه فقالت بصراحه مطلقة

= الوحده حتي لو اختارناها بمزاجنا برده بتتعبنا يا مصعب، انا كمان بالنسبه لي السفر ده حاجه مستحيله وما تنفعش ويعني ايه اسيب بلدي واهلي واهم شخص والدتي اللي محتاجاني! انا عشت واتربيت معاها لما والدي اختفى من حياتنا عشان واحده تانيه طبعا ماما ما قالتليش كده بس انا فهمت مع الايام مفيش حد هيسيب اهله و مراته وبنته الا لو الموضوع كده وخلاص اعتبرته مات من حياتي.. عشان كده حسيت نفسي ان انا لازم ارد إللي هي عملته معايا زمان... ومش هنكر لما هي اختفت من حياتي حسيت خلاص الحاجه اللي فاضله ليا اختفت فهستنى ليه ومن ناحيه تانيه كنت محتاجه قربك رغم اني كنت موجوعه منك لكن قلت لنفسي خلاص عيشي حياتك .

كان الألم في عينيها الحزينتين والذي تخبئه خلف ذلك الجدار البارد ممزوجاً ببعض الندم مما جعل جزءاً غبياً من مشاعره يتعاطف معها ويتفهم ما هي فيه حقاً 

= انتٍ طيبه وبنت حلال يا ندى انا كنت فاهم من زمان انتٍ بتعملي كده ليه ومصممة على القعده هناك بس غصب عني هفكر في مصلحتي برده! وان انتٍ مراتي ومن حقي أنا.. خلاص الموضوع خلص فملوش لازمه نفتح..  
بس تعرفي انا كمان رغم اني كنت بتضايق منك أوي عشان ما بتسمعيش كلامي وبتغاظ بس كنت بصمم اني اقرب منك و محتاجلك 

حركت كفيها الناعمتين ضغطت علي وجنتيه أكثر ثم تمتمت بحلاوة سلسة

= غريبه اوي ان احنا مش طايقين بعض بس في نفس الوقت ما بنقبلش حاجه وحشه على بعض ولا قادرين نبعد عن بعض الظاهر زي ما بيقولوا القط مش بيحب الا خناقه .

اعتدلت بجلستها وجذب رأسها داخل حضنه ضمها بحنان بالغ وربت على ظهرها برفق متمتم بشرود

= تفتكري يمكن بنحب بعض بس احنا اللي ما كناش واخدين بالنا بسبب العند؟ انا فاكر اول مره شفتك كنت خلاص وصلت لسن الجواز ووالدتي بتزن عليا ولحسن حظي ما كانش في حد في العيله قريب من سني فكانت معروفه ان هاخد حد من بره العيله! وما كانش في غيرك قدامي وقتها عرفتك عن طريق صديق ليا كانت مراته صاحبتك وشفتك في قاعده واول مره شفتك اعجبت بيكي وفضلت أسأل واستفسر عن أحوالك وعايشه مع مين وكل الحاجات دي وبعدها كل حاجه جت بسرعه ولما رحت اتقدمتلك انا وماما.. وما لحقتش اتعرف عليكي اكتر لما اضطريت اسافر بعدها فاحنا ما لحقناش نتأكد من المشاعر دي بوقت كافي 

رفرف قلبها بشدة من حديثه الصادق الذي يقتحم قلبها ويخطف أنفاسها.. بل يخطفها هي كلها لعالم وردي لا يوجد به غيرهما.. فأجابت ورأسها تمرمغ على صدره بنعومة

= معاك حق سوا برضانا او غصب عننا احنا فعلا غلطنا ان احنا مديناش وقت كافي لكل الحاجات دي... مع اني بحس ان الأمور بسيطه بس احنا عقدنا حاجات كثير أوي بطريقه وحشه 

أرجع رأسه للوراء متأملها مبتلعاً غصة عملاقة في حلقه ممتزجة بالقهر، لكنه هتف مبتسماً 

= انسى خلاص اللي فات وخلينا في دلوقتي أرمي ورا ظهرك.. المهم ان احنا بنصلح دلوقتي وعدنا شوت كبير أوي بحياتنا ده احنا كنا فين وبقينا فين.. كنا تقريباً أصلا واصلين لثانيه واحده ونوصل للمحاكم نشرشح لبعض 

أخذت نفساً بارداً أخيراً ثم رسمت أجمل إبتسامة انتشاء و قالت بضحك 

= ايوه صح اعتقد لو ما كانتش حصلت شويه حاجات كده خلتنا نميل شويه زي موت والدتي وانك أخيراً اعترفت انك غلطان و اتنازلنا شويه احنا الاتنين كنا هنوصل للمرحله دي اكيد.. بس الحمد لله .

مال ليضع جبهته على جبهتها قبل أن يقول من بين أنفاسه المحترقة من قربها 

= الحمد لله فعلا.

شفتيها الناعمتين المسكرتين كانت تُدفن في شريانه النابض خلف أذنه ثم همست بخبث ناحيته

= طب بما ان الولاد ناموا بدري وبكره اجازتك مش يلاقي بقي نقوم ننام! 

أبعدها بهدوء ولطف عنه وهو يقول بهدوء 

= مش جايلي نوم روحي انتٍ بفكر اسهر شويه كمان أصلي في فيلم جديد حلو أوي أكشن هيجي دلوقتي وانا مستنيه بقيلي أسبوع 

دست نفسها داخل حضنه دافنه وجهها بصدره متمتمه بخجل 

= طب تمام براحتك اصل انا كنت جايبه قميص جديد وكنت ناويه اوريهلك بما اني خرجت مع حنان الصبح فانت اللي قطعت برزقك خلاص.. فخليك مع الفيلم الأكشن 

اتسعت عينا وسرعان ما نهض قائلاً بلهفة 

= لا استني فيلم ايه هو يعني هيطير هشوفه على النت عادي مش عارف ليه كمان فجاه كبس عليا النوم.. بس انا فهمت صح ولا من كتر ما أنا نفسي في كده بيتهيا لي.

صمتت لبرهة تضع شفتيها الرقيقتين على شفتيه طابعة قبلة صغيرة هناك ثم نطقت بالكلمة السحرية من بين أنفاسها العطرة المهلكة

= تعالي جوه معايا بنفسك وانا اعرفك اللي فهمته.

غرق مصعب للحظات في لجة من المشاعر المجنونة وأفعالها الجريئه على غير العاده وهو يتأملها متوسع العينين مخطوف الأنفاس و قلبه يدوي بين أضلعه كالمدافع الرشاشة ليقول مرددًا بعدم تصديق 

= لا ده احنا عدينا كتير.. ده انا كان لازم اعرفك على حنان من زمان بقى اصل ملاحظ انها بتعمل مجهود جبار تشكر عليه من ساعه ما عرفتيها وعرفتك على المكان إياه ده.

مطت شفتاها للإمام بزعل مصطنع وهي تردد

= يعني انا نازله من بدري واتفقت مع حنان رغم انها قالتلي مشغوله ومش فاضيه وقعدت ألف في المول كله وفي الاخر تقولي حنان اللي عاوزه الشكر تصدق ما تستاهلش الجو الرومانتيكي اللي كنت عامله لك جوه.

طبع مصعب قُبل سريعة على وجنتها وهو يقول مداعباً

= انتٍ ليه دايما بتفهمي غلط انا عاوزه اشكرها انها حطيتك على اول الطريق بس لكن أهو انتٍ طلعتي شاطره وبقينا نروح ونلف لوحدنا فالشكر كله هيبقى ليكي ولا تزعلي.. بس هو في حاجه غير القميص هتفاجئني بيها جوه

ابتسمت ندى بسعاده وهتفت بدلال اذهب
بعقله

= بطل كلام كتير واتحرك معايا وانت تعرف 
المفاجاه لما تتشاف احسن ما تتقال .

حركها بنعومة بين يديه وهي كالعادة كانت مستسلمة وصدرت ضاحكة خاطفة لكل نبضة من قلبه ثم بهدوء كانت يديه تتشد على خصرها ليحملها من على الأرض وصوته الضاحك يهتف فيها

= كمان، لا ده احنا اتطورنا خالص عن زمان وشكل المكان هنا جي على هواكي، ده انا لو اعرف كده كنت جبتك من زمان....... 

وقبل أن ينتظر منها إجابة كان ينحني ملتهماً شفتيها بعاصفة عشقية مجنونة وبجموح بري يعلم أنها غير قادرة على مواجهته لذا كان مستمتعاً حد الألم بتوسع عينيها وقد انقلب السحر على الساحر!
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1