رواية عشق الروح الفصل الواحد والعشرون بقلم نور عزام
الحادية والعشرون
تنهدت بضيق و خرجت من التاكسي الذي استقلته الي الشركه التي تبعُد عن منزلها خمسه عشر دقيقه
همت بدخول الشركه , الي انها فوجئت بمن يقف امامها و علي ثغره اروع ابتسامه
انها هو .. حبيبها .. آدم
نظرت اليه بدهشه هو يقترب منها , الي ان صار امامها مباشره
ابتسمت له بعتاب
آدم (بمرح) : لا وحياه ابوكي انا مش قد البصات دي
آسيا ( بحزن) : كده يا آدم , متكلمنيش كل ده !
تنهد بعمق
آدم : انا آسف يا حبيبتي , وحشتيني اوي
آسيا : لو وحشتك كنت كلمتني
آدم : خلاص بقي ميبقاش قلبك اسود
آسيا و قد انتبهت لما يحمله
– ايه الكيس اللي في ايدك ده ؟؟؟
آدم ( بابتسامه) : ده ليكي
مد يده لها بذلك الكيس البلاستيكي الذي يحمله
آسيا ( بطفوليه) : واااااو شوكلت
آدم ( ضاحكاً) : و عصير كمان , اشربيه الاول و بعدين كلي الشوكلت
آسيا ( بابتسامه) : طيب اشمعني جبت لي جالاكسي ؟؟ عرفت منين اني بحبها ؟؟
آدم ( مبتسماً ) : عشان انا كمان بحبها
نظرت له بعشق
– خدي بالك من نفسك كويس و ربنا معاكي في شغلك , ان شاء الله ترتاحي فيه و اول ما تنزلي هتلاقيني مستنيكي , هبقي موجود بس مش هكلمك
آسيا ( بدهشه) : ليه !
آدم : عشان كده مش صح و وقفتي معاكي دي كمان دلوقتي مش صح , بس اعمل ايه كنتي وحشاني اوي …
اي حد ممكن يشوفك و يتكلم عليكي , و مفيش اسهل من الكلام اللي بيتألف , لازم تاخدي بالك من الحاجات دي كويس اوي يا آسيا , فهماني ؟؟
هزت رأسها بالايجاب دون ان تنطق
ابتسم لها بحنان
– خدي بالك من نفسك يا حبيبتي و هتوحشيني الحبه دول لحد ما اشوفك بعد شغلك
آسيا : طيب و انت هتروح فين دلوقتي ؟؟
آدم : هروح اقعد مع علي في المطعم
آسيا ( بابتسامه ) : اوكي
هم بالانصراف , سار امامها بضع خطوات الا انه توقف فجأه انحني قليلاً و امسك بركبته
ركضت نحوه مسرعه انحنت الي مستواه و همست بقلق
– آدم .. مالك يا حبيبي ؟؟ انت تعبان ؟؟؟
آدم ( بأبتسامه هادئه حتي يطمئهنا رغم ألم ساقه ) : انا كويس يا حبيبتي ما تخافيش
استقام ببطئ
– يلا روحي شغلك عشان متتأخريش
آسيا ( بقلق ) : متأكد انك كويس و هتعرف تسوق ؟؟؟
آدم ( مبتسماً) : كويس .. متقلقيش
————————————————–
قاد سيارته بصعوبه الي ان وصل الي مطعم صديقه
دخل المطعم و عرج بسيط ظهر في مشيته لاحظه علي ما ان رآه
هم بمساعدته جلسوا علي اقرب طاوله
علي ( بقلق ) : مالك يا آدم ؟؟؟ رجلك رجعت توجعك تاني
آدم : مش عارف انا ببقي كويس و الألم يشد فجأه ليه
علي : عشان انت بترهق نفسك اوي يا آدم و داير ورا آسيا في كل حته !! و السواقه الكتير دي بتتعب اصلاً
آدم ( بتنهيده) : آسيا .. دي الحاجه الحلوه الوحيده اللي في حياتي
علي : طب و اخرتها
آدم : اخره ايه ؟؟؟
علي : الوضع اللي انتوا فيه ده , هتفضل تراقبها من بعيد تتقابلوا في الدرا كده !!
آدم ( بارتباك) : اكيد لا
علي : تمام , ناوي علي ايه بقي ؟؟؟
آدم ( بعصبيه ) : انت عاوز توصل لأيه يا علي ؟؟؟!!!
علي (بهدوء) : عاوز اوصل اللي انت فهمته يا آدم , بطل هروب بقي و واجه , دافع عن حبك , انت عارف كويس اوي ان اهل آسيا مش هيوافقوا عليك و انت …. انت يعني …
آدم : انا مشوه كده , صح ؟؟؟
علي : يا آدم انا خايف عليك و مش عاوزك تتجرح تاني , انت ليه مصمم تعذب نفسك انت في ايدك الحل ؟؟؟!!! حتي رجلك مش راضي تروح للدكتور عشان تشوف سبب الوجع اللي بيجي لك كل شويه ده , انت بتعمل كده ليه انا نفسي افهم !!!!!
آدم ( بغضب) : انت مش هتبطل كلام في الموضوع ده بقيييي ؟!!!!! انا حرررر اعمل اللي انا عاوزه
علي ( بعصبيه ) : لا مش حرررر , مش حررر يا آدم , لما اشوفك بتأذي نفسك مينفعش اقف اتفرج عليك , لما اشوفك مصمم تعذب نفسك بذنب انت مرتكبوتش يبقي مينفعش اقف ساااكت
آدم ( بألم) : ذنب مرتكبتوش
علي ( بتصميم) : ايوه ذنب مرتكبتوش , انت يعني كنت قاصد تعمل الحادثه , كنت قاصد تموت اهلك , كنت قاصد وشك يتشوه , فوق بقي يا آدم ,, فوووووق , ده قدر و مكتوب , ربنا كان مقدر ان ده يحصل , مينفعش تعترض علي قدره
آدم : نعم بالله , بس انا السبب , لو كنت فايق و مركز في الطريق مكنش ده حصل
علي : تاني يا آدم !!! يا ابني ربنا كاتب لكل انسان عمره ما قبل ما يتولد , عمرهم و انتهي لحد كده , بطل تعذب في روحك بقيييي
آدم : قفل علي الموضوع ده يا علي احسن اسيبك و امشي , اروح في اي داهيه
علي : اهرب .. اهرب , ده اللي انت شاطر فيه مفيش فايده فيك ابداً
ربنا يهديك يا آدم !
————————————————–
اعطت شروق رقم هاتف ماهي الي طارق حتي يكون علي تواصل معها
– الو
– الو..صباح الخير , ماهي ؟؟؟
– صباح النور , ايوه انا , مين ؟؟
– انا .. طارق , هي شروق مقالتلكيش عليا ؟؟
– لا قالت لي
– تمام , انا كنت عاوز اقابلك عشان اشوف الورق اللي معاكي
– مفيش مشكله
– امتي الوقت اللي يناسبك ؟؟؟
– اي وقت
– تمام , ممكن بعد ساعه في سيلنترو اللي في جامعه الدول , مناسب ليكي ؟؟
– اه مناسب , تمام
بعد ساعه تقابلا في الكافيه
فُتن بمظهرها , ممشوقه القوام , شعرها اشقر قصير يصل الي اذنيها , عيونها خضراء ذات رموش طويله خلابه
انها فاتنه بحق
ترتدي تنوره سوداء قصيره , بالكاد تصل ركبتها قميص حريري لونه احمر قاني حذاء اسود ذو كعب عالي رائحه عطرها نفاذه
لم يستطع التدقيق في ملامحها عندما رأها سابقاً , انما الآن الوضع مختلف تماماً !
ماهي ( و هي يدها له للسلام ) : ازيك ؟؟؟
طارق : ها ! اه تمام الحمدلله .. انتي عامله ايه ؟!
ماهي ( بهدوء ) : كويسه , الحمدلله
طارق : تشربي ايه ؟؟
ماهي : ممكن كابتشينو
بعد ان طلب الطلبات من النادل
طارق : انا شروق حكت لي علي كل حاجه قولتيها لها
ماهي ( باحراج ) : عارفه
طارق : طيب ممكن توريني الورق اللي معاكي
ماهي : اه طبعاً
طارق بعد ان تطلع الي الورق الذي احضرته
طارق ( بدهشه) : انتي جبتي الورق ده منين !
ماهي : يعني شوية ورق من مكتبه شويه ورق جبته بمعارفي علاقاتي , في ناس كتير من مصلحتها أذيه أيمن
طارق : تهرب ضريبي رشاوي مخالفات قد كده , الله يخربيتك يا أيمن !!! ده طلع كارثه !!!
ماهي : أيمن اجدع واحد يرسم قناع الاحترام و الوقار هو مش كده ابداً , انا ادري واحده بيه
طارق : شروق لازم تشوف الورق ده
ماهي : أيمن مانعها تخرج خلاها سابت الشغل من فتره بدون سبب
طارق : انا هصور الورق ده علي الموبايل ابعته ليها علي الواتس
ماهي : تمام
طارق : هنبقي علي اتصال ببعض دايما نشوف هنقدر نعمل ايه بالورق ده
————————————————–
– معتز
معتز : نعم يا ماما
سميرة : بسم الله ما شاء الله , ايه الشياكه دي كلها ؟؟؟
معتز ( بابتسامه ) : شكلي حلو ؟؟؟
سميرة : ربنا يحميك و يحفظك يا ابني , قمر
بس الشياكة دي كلها رايح بيها علي فين ؟؟؟
معتز : خطوبه واحد صاحبي
سميرة ( بتنهيده) : عقبال ما افرح بيك يا حبيبي و اشيل ولادك
معتز ( بهدوء) : ان شاء الله
سميرة : هو لسه موضوع آسيا مأثر فيك يا معتز ؟؟
معتز ( بابتسامه ) : لا يا حبيبتي , هو محصلش نصيب و خلاص
سميرة : يعني نسيت الموضوع ؟؟؟
معتز : ابقي كداب لو قولت لك نسيته خالص , من وقت للتاني بفتكر , بس مش متعقد يعني ولا مسبب لي ازمه , الحمدلله انا راضي ب اللي ربنا كاتبه و عارف انه شايل لي الخير
سميرة : ربنا يكملك بعقلك يا حبيبي يفرحني بيك
————————————————–
لفتت نظره تلك الفتاه الهادئه الجالسه علي احد الطاولات الجانبيه
تشبه آسيا في هدوئها !
ظل يتتبعها بعينه و هو يري الاختلاف الواضح بينها بين باقي الفتيات , هي الوحيده التي لم ترقص تقريباً !
هي الوحيده التي ترتدي فستاناً محتشماً هادئاً و لا تصبغ وجهها بالعديد من ادوات التجميل التي تجعل الفتيات اشبه ” بالبلياتشو ”
هدوئها و بساطتها و حيائها كفيله بلفت انظار اي
” رجل” ايها … راجل مش مان !!
الفتيات المحترمات اصبحن قلائل في ذلك الزمن !
ان تري فتاه بهيئتها في اي مناسبه يُعتبر شيئاً فريداً من نوعه و حاله تستحق التأمل !
————————————————–
مر اسبوعاً..
– علاقه آدم آسيا علي خير ما يُرام , تراه يومياً هي ذاهبه و عائده من عملها , تراه دون ان يتحدث اليها لكن يكفيها انها تشعر بوجوده بجانبها , لكن كلما حادثته بشأن موضوع عمليه التجميل تحول الي شخص اخر !! عصبي حد الجنون !! , اصبحت تخشي عليه من تلك العصبيه و تتجنب محادثته في ذلك الموضوع , رغم ان حياتها حياته متوقفه عليه !
– عاد عمر الي ألمانيا , تأثرت آسيا كثيراً بفراقه لكن وجود آدم الي جوارها هون عليها الامر كثيراً
-شروق علي اتصال دائم مع ماهي طارق
– ماهي و طارق يتقابلا باستمرار و قريباً جداً سيقومون بتنفيذ ما اتفقا عليه مع شروق بشأن أيمن
– أيمن لم يحاول مهاتفتها ولا مرة بعد واقعه المطعم .. لكنها تعلم انه مازال موجود بمصر
– معتز بين حين و اخر يفكر في تلك الفتاه التي رأها في حفل خطبه صديقه , مع ذلك لم يتجرأ يسأل صديقه عنها ولا مره
————————————————–
-الو
آدم ( بقلق) : ايوة يا حبيبتي , مال صوتك !
آسيا ( بصوت مختنق ) : مفيش يا آدم
آدم : مفيش ازاي !! انطقي يا آسيا في ايه متقلقنيش !
آسيا ( ببكاء ) : آدم ارجوووك اتصرف بقي , انا في واحد معايا في الشغل معرفش جاب رقم بابا منين كلمه انه عاوز يجي يتقدم لي !!!! انت لو فضلت بعنادك و سلبيتك دي انا هضيع من ايدك !!!
———-