رواية ما بين الحب والرغبة الفصل الواحد و العشرون بقلم هدير الصعيدى
بعد مرور يومين
كانت سلمى تجلس بغرفتها في بيت والدها وهى مازالت تبكى ,.فى تلك الأثناء طرقت حبيبه باب الغرفه فسمحت لها سلمى بالدخول
حبيبه بحزن : إيه اللى أنتى عملاه فى نفسك ده ؟
سلمى ببكاء شديد : أنا خلاص تعبت منه .. أنا عايزه أطلق
جلست حبيبه بجانب سلمى وضمتها إلى صدرها وظلت تربت على ظهرها كى تهدأ
حبيبه بحزن : فى إيه بس يا سلمى .. طلاق إيه بعد الشر ؟
سلمى ببكاء : حسن بيشك فيا يا حبيبه .. بعد كل ده بيشك فيا
حبيبه بصدمه : إيه .. بيشك فيكى إزاي يعنى ؟
قطع حديثهم دخول إبنه سلمى وهى تبكى فهى تريد الشيكولاته التى وعدتها أمها بها كى تهدأ ولا تسأل عن والدها فهى أوهمتها بأنه سافر فى رحله عمل , فهى شديده التعلق به مقارنه بأختها الأخرى
نورين ببكاء : مامى أنا مليش دعوه فين الشيكولاته اللى قولتى عليها
سلمى بعصبيه شديده : بطلى زن بقي وأخرجى .. محدش فيكم يكلمنى دلوقتى
بكت نورين بشده فرق لها قلب حبيبه فأخدتها فى أحضانها
حبييه بعتاب : إيه يا سلمى براحه شويه .. معلش يا حبيبتى مامى بس تعبانه شويه .. سيبيها ترتاح .. وأنا هبقى أجيبلك
هدأت الفتاه وذهبت لتلعب خارجا فنظرت حبيبة لسلمى التى مازلت تبكى
حبيبه بجديه : ممكن تهدى وتفهمينى في إيه ؟
أخذت سلمي تقص على حبيبه ما حدث بينها وبين حسن
..... فلاش باااااك ......
حررت سلمى ذراعها منه و توجهت للمطبخ لكى تتجنب الصدام مع حسن وهو فى شده غضبه دون أن تعلم هى سبب ذلك كله فإشتعل غضب حسن أكثر من فعلتها وتوجه خلفها
حسن بغضب : أنتى كنتى بتكلمى حبيبه ولا واحد تعوضي معاه حرمانك العاطفى اللى مش لقياه معايا ؟
نظرت له سلمى بصدمه فهى لم تتوقع يوما أن يَخرج من حسن هذا الحديث , أو أن يوجه لها مثل هذا الإتهام ولم تقدر على النطق إلا بكلمه واحده
سلمى : طلقنى
أمسكها حسن من يدها بشده وأخذ يهزها وهو يهتف قائلا
حسن بغضب شديد : أنتى فاكره إنى هطلقك وأسيبك تروحى للبيه بتاعك .. لا ده بعدك يا سلمى .. وأنا أقول إتغيرت ليه .. طبعا فى واحد تانى واخد إهتمامك
سلمى بعصبيه : أخرس أنا أشرف من أى حد
حسن بعصبيه وغضب : وكمان بتعلى صوتك .. يا بجاحتك والله
وفجأه ضربها حسن على وجهها وقبل أن تفيق من صدمتها كان قد رحل وترك المنزل
..... عوده إلى الوقت الحاضر ......
سلمى ببكاء : وأخدت البنات وسيبتله البيت
حبيبه بحزن : حسن إتجنن أكيد .. معلش إهدى يا حبيبتى كل حاجه هتتحل إن شاء الله .. بس شيلي فكره الطلاق دى من دماغك
ظلت حبيبه تقنع سلمى كى لا تطلب الطلاق بينما كانت سلمى مصممه على ذلك فلقد جرحها حسن جرح كبير لن يُشفى بسهوله
.....
فى المساء
وصل ساجد منزله وحينما دخل وجد وعد تجلس على الأريكه تتصفح بعض المجلات النسائيه فألقى السلام ولكنه لم يجد رد فذهب ليبدل ملابسه وعاد يجلس بجانبها
ساجد : وعد .. وعد برده مش هتردي .. أنتى غلطانه .. البنت معملتش أى حاجه علشان تعملى فيها كده
نظرت له وعد من رأسه وحتى أغمص قدميه بطريقه إستفزازيه مما أثار غضبه
ساجد بغضب : تصدقى إن أنا غطان إنى جاى أكلمك .. خلاص براحتك .. خليكى كده .. أنا داخل أنام
تركها ساجد تكاد تنفجر من غيظها وذهب لغرفتهم كى ينام
***********************************
فى صباح اليوم التالى
كانت رهف تجلس فى الصاله تكتب ما وصلت إليه فى المشاكل الزوجيه التى تعرضت لها حينما رن هاتفها فنظرت للهاتف فوجدت وعد المتصله فأجابت بإستغراب
رهف : سلام عليكم
وعد ببكاء : وعليكم السلام
رهف بخضه : وعد أنتى بتعيطى ؟
وعد ببكاء مصتنع : أيوه يا رهف .. أنا تعبانه أوى .. ممكن أجى أقعد معاكى لأنى مش قادره أتمالك أعصابي ومش هينفع نتكلم فى التليفون
رهف : طبعا أنتى تنوري .. مستنياكى
.......
بعد مرور فتره قصيره
كانت وعد تجلس مع رهف وهى تبكى لكى تثير عطفها لموقفها
وعد ببكاء مصطنع : تصوري يا رهف يتخانق معايا بسبب السكرتيره دى
رهف بجديه : بس أنتى برده غلطتى يا وعد
وعد ببكاء : بغير على جوزى من حقي يا رهف .. أصلك متعرفيش دى ماسكه فيه وبتروح وتيجى معاه فى كل حته وبتقعد تعمل حاجات كدا عشان تلفت نظره .. أنا عايزه أطلب منك طلب وأتمنى تساعدينى
رهف بجديه : خير يا وعد .. أنا تحت أمرك لو في إيدى
وعد بحزن : عايزاكى تكلمى يامن يكلم ساجد يمشي البنت دى .. هو الوحيد اللى هيقدر يأثر على ساجد
رهف بتردد : بس يا وعد أنا مقدرش أدخل فى شغل يامن و.......................
قاطعتها وعد وهتفت قائله
وعد ببكاء مصطنع : أرجوكى يا رهف .. أرجوكى
رهف بتعاطف : خلاص إهدى بس وبطلى عياط .. حاضر هكلمه .. إهدى بقى وأنا هقوم أجيبلك كوبايه ميه
ذهبت رهف لتحضر الماء وتركت وعد تبتسم بخفاء لإنتصارها
......
فى المساء
كانت رهف تجلس بجوار يامن على الأريكه يشاهدون التلفاز فنظرت رهف له بطرف عينيها لترى ماذا يفعل فوجدته يعبث بهاتفه غير عابئا بالتلفاز فهتفت قائله
رهف بتردد : يامن
يامن : أيوه
رهف : بص عايزه أقولك حاجه
يامن : قولى
رهف : طيب سيب الموبيل وركز معايا
ترك يامن الهاتف ونظر لها بإهتمام فهتفت قائله
رهف : بص وعد جاتلى النهارده
يامن بإستغراب شديد : وعد !
رهف : أه .. مهو أنا إستغربت بردو زيك كدا .. وطبعا لما قالتلى قولتلها تعالى ده بيتك .. هى أول ما وصلت كانت شكلها غريب وقعدت تقولى إن ساجد زعقلها وقلها تعتذر للسكرتيره بتاعته وهزقها قدامها وقالتلى إن نغم دى مش محترمه وبتلف على ساجد .. قعدت تعيط جامد وصعبت عليا أوى وقالتلى أقولك تخلى ساجد يمشيها
كان يامن يستمع لها بإهتمام بينما كانت بداخله نيران من الغضب فهتف قائلا ما إن إنتهت
يامن : أنا مستحيل أقول لساجد يمشيها
رهف : ليه يا يامن .. يعنى عايز أخوك يسيب وعد .. ينفع اللى حصل منه ده ؟
يامن : أنا عارف نغم قد إيه محترمه وهى أصلا مع ساجد من زمان جدا وعمرى ما سمعت عنها أى حاجه وحشه .. حتى ساجد بيشكر فيها إنها مجتهده .. وبعدين أنتى لو شوفتيها هتعرفى إن كل اللى وعد قالته عنها ده كدب .. هى ولا بتلعب على ساجد ولا عايزه تاخده من مراته ولا الهبل اللى وعد بتقوله ده .. وزى منا عارف نغم فأنا عارف وعد كويس وعارف هى بتعمل إيه ولو سمحتى ملكيش دعوه بيها عشان هى مش كويسه
نظرت له رهف بعدم فهم ممزوج بالضيق ثم هتفت قائله
رهف : يعنى إيه مش كويسه ؟
يامن : يعنى خبيثه .. ومبتحبش غير نفسها وبس
رهف : طيب يا يامن هى وصتنى أقولك
يامن : وأنتى قولتيلى خلاص وأنا رديت .. وملكيش دعوه بالموضوع ده أصلا ولا تدخلى نفسك ما بينهم
........
فى نفس التوقيت
خرج مازن من الحمام الملحق بغرفته هو وحبيبه وهو يجفف شعره بالمنشفه , وما إن إنتهى حتى وضعها على الكرسى وتوجه إلى خزانه الملابس كى يُخرج إحدى المناشف الجافه كى يضعها بالحمام , وأثناء بحثه فى الخزانه وقعت عيناه على حقفبه موضوعه خلف الملابس وكأنها مُخبأه فأخرجها وهو يعقد حاجبيه فى إستغراب وأخذ يتطلع إلى محتواها بأعين غير مُصدقه وفجأه دلفت حبيبه إلى الغرفه وهى تهتف قائله
حبيبه : مازن يلا الأكل .. أنت لسه مطلعت....................................
قطعت حبيبه حديثها وشهقت بخضه ثم توجهت سريعا وأخذت الحقيبه من مازن وهى تهتف قائله
حبيبه : أنت بتلعب فى دولابى ليه ؟
مازن بخبث : إيه الحجات الحلوه دى .. ومقولتليش عليها ليه
حبيبه بخجل : بس يا مازن
مازن بخبث : طيب أنا مخلصتش فرجه عليهم .. ورينى أشوف الباقى
خبأت حبيبه الحقيبه خلفها وهتفت قائله بخجل وقد توردت وجنتيها
حبيبه : مازن بس بقى
إقترب منها مازن وهتف قائلا بهمس
مازن : ناكل ونرجع نشوف الحجات الحلوه دى
شهقت حبيبه بخجل فضحك هو ثم تركها وخرج فوضعت حبيبه الحقيبه مره أخرى فى الخزانه وهى تهتف قائله
حبيبه بخجل : ماشى يا رهف .. أنا هوريكى على الفضايح اللى أنا فيها دى
***********************************
فى صباح اليوم التالى
كانت حبيبه تجلس مع رهف وهى تؤنبها على تلك القطع التى إشترتها لها بينما كانت رهف تضحك بشده
رهف بضحك : متخيلاكى الصراحه .. بس إيه اللى حصل بعد الأكل
ضربتها حبيبه على يدها وهتفت قائله بخجل
حبيبه : بلاش قله أدب
رهف بضحك : ههههههههههه .. بهزر وعرفه إنك مش هتقولى حاجه أصلا
إبتسمت حبيبه بخجل وفجأه بهتت إبتسامتها فنظرت لها رهف بإستغراب وهتفت قائله
رهف : مالك فى إيه ؟
حبيبه : عرفه يا رهف .. أنتى كلامك أثر فيا شويه .. لا بجد مش بجاملك .. يمكن أه لسه متغيرتش كلياً .. بس كلامك معايا حسيت إنه إدانى دافع إنى أتغير شويه وأتجرأ شويه ولو صغيرين
رهف بإبتسامه : الحمد لله .. مش قادره أوصفلك فرحتى أد إيه بكلامك ده
حبيبه بحب : أنتى تستاهلى كل خير يا رهف .. أنتى طيبه جدا بجد
رهف بحب : أنتى كمان على فكره .. والله مازن محظوظ بيكى
إبتسمت حبيبه بخجل فهتفت رهف قائله
رهف : بس برده كان فى حاجه عايزه تقوليها .. فى إيه بقى وليه فجأه زعلتى كدا ؟
حبيبه : عرفه يا رهف كنت دايما أقول لسلمى إنى لما أقعد مع مازن وأقوله وحشتنى ببقى قصدى وحشنى كلامنا وهزارنا .. لكن هو بيكون قصده بوحشتينى حاجات تانيه خالص وده كان بيضايقنى أوى ومش هكدب عليكى وأقولك مش بيضايقنى لحد دلوقتى .. نفسى ميكونش قصده فى كل مواقفنا الموضوع اللى بيفكر فيه ده .. مش كل حاجه تبقى العلاقه بينا وبس فهمانى
أومأت رهف برأسها إيجابا وهتفت قائله
رهف : هما كدا يا حبيبه .. الرجاله بتفكر فى ده وبس .. مش عيب فيهم أوى بس هما ربنا خلقهم كدا .. فى ناس بتستخدم الموضوع ده بشكل خاطئ وناس بتستخدمه بالعقل .. الراجل زى ما أنتى بتقولى بيكون الموضوع ده هو اللى شاغل إهتمامه دايما غيرنا مثلا .. وهو ده فعلا اللى بيحصل .. الموضوع ده بيكون عند الراجل شئ أساسى فى الحياه .. إذا مكنشى هو الحياه كلها بالنسباله .. حاجه كدا ميقدرش يستغنى عنها .. حاجه بيعبر بيها عن حبه وفرحه وحزنه .. أحيانا بيكون عصبى ومتضايق فيفكر فى الموضوع ده ويعمله مع مراته .. وأحيانا يكون فرحان فيفكر بردو فى ده .. عشان كدا أنتى لازم تتغيرى عشان لازم تكونى عرفه ومتأكده إن الموضوع ده مازن مش هينفع يستغنى عنه وده مش عيب فيه زى ما قولتلك دى طبيعه فيهم ومخلوقين بيها
حبيبه : بس بردو المفروض يفكروا فى حاجات تانيه .. مش كل حاجه يبقى ده وبس .. فين المشاعر
رهف : هما بيحطوا مشاعرهم وكل حاجه فى الموضوع ده .. يا بنتى هما مرضى نفسيين
ضحكت حبيبه فإبتسمت رهف وهتفت قائله
رهف : هتتغيرى يا حبيبه .. وأنا أوعدك هفضل معاكى لحد ما حياتك تتغير للأحسن إن شاء الله
*******************************
بعد مرور يومين
كانت حبيبه تقف أمام المرآه تضع لمساتها الأخيره من الميك أب , وفور إنتهائها نظرت إلى نفسها برضاء
حبيبه يخجل : شكلى حلو .. بس إزاى هقابل مازن كده .. لا ياربي أنا بس إيه اللى خلانى أسمع كلامك يا رهف .. لالا أنا هقلع أحسن وألبس حاجه غير البتاع ده .. أنا هتكسف يشوفنى باللانجري ده
وأثناء حديث حبيبه لنفسها وصل مازن إلى المنزل ولكن حبيبه لم تشعر بقدومه بسبب إنشغالها بما كانت تفعله , وعندما دخل مازن وجد الإضاءه خافته فظن أن الجميع نائم فتفقد غرفه الأولاد ثم ذهب إلى غرفته , وعندما فتح الباب تفاجئ بهيئه حبيبه التى سلبت أنفاسه كما أن حبيبه تفاجئت هى الأخرى بوجوده
حبيبه بخضه : أنت جيت إمتى .. أنا مسمعتش الباب حتى
إقترب منها مازن ووقف أمامها كالمسحور
مازن بإنبهار : هااااه ... لا سيبك من جيت إمتى دى خالص .. إيه الجمال ده .. أنا عمري ما شفتك كده
حبيبه بخجل شديد : أصل أنا يعنى كنت قولت إنى .....................
قاطعها مازن بإصبعه فصمتت هى على الفور فهى كانت تتفوه ببعض الكلمات ولا تعى ما تقول
مازن بحب : شششش مش لازم تبرري .. دى أجمل مفاجأه
حاولت حبيبه أن تتلاشي نظراته وتهرب منها
حبيبه بتهرب : طيب أنا هروح أحضرلك الأكل
أمسك مازن يدها وقربها منه
مازن بحب : لا أكل إيه .. أنا عايزك فى موضوع مهم أوى هقولك عليه دلوقتى حالا
إزداد تورد وجنتى حبيبها فضمها مازن إليه , ولدهشته لم يجدها تتشنج مثلما كانت تفعل من قبل مما شجعه ليكمل معها ما بدأه , أما حبيبه فحاولت أن تُغمض عينيها ولا تُفكر فى شئ مثلما نصحتها رهف
........
بعد مرور فتره قصيره
إعتدل مازن فى نومه ونظر لحبيبه وعلى وجهه إبتسامه واسعه ثم قبل جبينها وضمها إليه فإبتسمت هى براحه كبيره وتمنت أن يكتمل ما بدأته على خير وراحا الثنائى فى ثبات عميق
*********************************
فى مساء اليوم التالى
كانت رهف واقفه بالمطبخ تُعد القهوه الخاصه بيامن , بينما كان يامن جالسا بالصاله يُشاهد التلفاز حينما رن هاتفه فأجاب قائلا
يامن : أيوه يا يحى .. ها كله تمام زى ما إتفقنا .. تمام جيبته يعنى .. خلاص إستنى بس أشوف ورقه أكتب فيها وراك
نهض يامن من جلسته وأخذ يبحث بالمكتبه أمامه عن ورقه ولكنه لم يجد فزفر فى ضيق وتوجه إلى غرفه المكتب , وما إن دلف حتى أشغل الضوء وتوجه إلى المكتب وأخذ يبحث فى الأدراج وعلى المكتب فى اللحظه التى كانت رهف تهم بدخول الغرفه وهى تبحث عن يامن لأنها لم تجده بالخارج , وما إن رأته يعبث بالأوراق الخاصه بها حتى شهقت بصدمه ممزوجه بالخوف وهتفت قائله
رهف : يامن أنت بتعمل إيه ؟