رواية عشق الروح الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نور عزام

رواية عشق الروح الفصل الخامس والعشرون بقلم نور عزام

توجهت الي باب الشقه و فتحته ,
تطلع اليها الطارق بذهول كبير !!
شيرين (بدهشه) : انت بتبص لي كده ليه ؟!
نطق معتز بحروف مبعثره من اثر دهشته
– انتي مييين ؟!!!!
ظلت صامته تتطلع اليه بدهشه لدهشته !
الي ان قاطع نظراتهم الصامته اقبال شروق عليهم
شروق : يا بنتي بقالي ساعه بقولك مين اللي…..
قطعت كلامها و هي تري مغتز يقف امامها
– معتز ! ازيك ؟
انت مالك واقف كده ليه ؟! ما تدخل !
و نظرت الي شيرين
-وسعي يا شيرين انتي كمان مالك متنحه كده ؟!
شيرين : هو اللي متنح من ساعه ما فتحت له والله !
افسحت شروق له المجال كي يدخل , و بعد ان دخل الي الصاله
وجد آسيا تجلس علي الاريكه تتطلع امامها بشرود
معتز : احم , ازيك يا آسيا ؟؟
انتبهت له , نظرت اليه و أومأت برأسها بابتسامه
معتز ( و هو ناظراً الي شيرين ) : انا كنت جاي اسلم عليكي و اطمن علي خالتي
قصدي .. اطمن عليكي و اسلم علي خالتي
نظرت له آسيا بدهش لأرتباكه
شروق (ضاحكه) : في ايه يا معتز ؟!!
مالك مش علي بعضك كده ؟!
معتز ( ناظراً الي شيرين ) : هي..مين دي ؟!
شروق : شيرين اختي ! ليه في حاجه ؟؟؟
شعرت شيرين بالخجل الشديد من انظار معتز المصوبه اليها
شيرين (بارتباك) : طيب انا داخله المطبخ لطنط اشوفها عاوزه حاجه
و فرت هاربه من امامهم
شروق : يا ابني كسفت البنت !!! مالك بتبص لها كده ليه ؟!!!
معتز : ها !! انا اسفه والله مش قصدي ..بس..اصالي انا بشبه عليها , لا لاا مش بشبه دي هيا !!
شروق : هي مين ؟!!
معتز : طيب ممكن تناديها اكلمها ؟؟؟
شروق : انت مش طبيعي النهارده يا معتز !!
معتز : معلش ناديها بس هسألها علي حاجه
شروق (بعدم فهم) : طيب
كل ذلك و آسيا تتابعهم في صمت
ذهبت شروق الي شيرين و احضرتها معها مجدداً
شروق : اهي شيرين , عاوز منها ايه بقي ؟؟
معتز (ناظراً الي شيرين) : هو انتي كنتي في فرح محمود و اسماء و كنتي لابسه فستان لونه اخضر , صح ؟؟
شيرين (بدهشه) : ايوه ! انت عرفت منين ؟!!
معتز (مبتسماً) : انا كنت في الفرح , انا صاحب محمود
شيرين : و انا صاحبه اسماء , هي اكبر مني يعني بس صاحبتي
معتز : ما انا شوفتك في الفرح هناك و حبيـ…. قصدي اُعجـ… قصدي يعنييي لفتي نظري و مكنتش اعرف انك اخت شروق !
ظلت شروق تحول انظارها بين الاثنين و هي علي وشك الانفجار من الضحك !!
هو مرتبك بطريقه تثير الضحك و هي تبتسم له كالبلهاء !!!
شروق : احم , طب ممكن تقعدوا بقي بدل الوقفه دي , ولا ايه رأيكوا ؟؟
شيرين (بارتباك) : ما ..انا كنت جوه و انتي اللي ندهتي عليا !! انا هروح اساعد طنط
و فرت هاربه من امامهم للمره الثانيه
بالأخص فرت هاربه من امام عيونه هو التي ظلت تتبعها دون توقف الي ان رحلت !
————————————————–
لم تستطع شروق الانتظار اكثر من ذلك علي ذمه أيمن ! هي تريد الخلاص منه بأسرع وقت ممكن
تعلم ان الظروف غير مناسبه و ان حاله ليلي الصحيه لا تسمح لها بمثل ذلك التصرف الآن الي ان تعود الي منزلها علي الاقل , لكنها ايضاً معذوره !
ذهبت الي المحامي و بدأت في اجراءات قضيه الخلع علي امل بانتهاء القضيه في اقرب وقت ممكن
أيمن لو اراد ان يطلقها لكان فعل , حاله ليلي تحسنت كثيراً عن سابق , لكنه وحده العِند و الكبر الذان يمنعاه من تطليقها , ان كنت عنيد فـ انا اعند منك بمراحك و بالنسبه للكبر فقد حان الوقت لتحطيم غرورك اللعين شر تحطيم !
————————————————–
ينتظرها في سيارته امام مدخل الفندق
وسيماً , انيقاً , مبتسماً
و ما ان رأها مقبله نحوه حتي اختفت ابتسامته ! و ظهر الضيق و الغضب جلياً علي وجهه
فتحت باب السياره و استقلت السياره الي جواره في هدوء
لاحظت ملامحه الغاضبه المتجهمه
ماهي (بقلق) : مالك يا طارق ؟!
طارق (بغضب) : ايه الزفت اللي انتي لابساه ده ؟!!!
نظرت الي ذلك الفستان الذي ترتديه
بدون اكمام يكشف عن ذراعيها بسخاء و قصير يكاد يلامس ركبتيها و ما ان جلست يرتفع ليكشف عن فخذيها بسخاء مماثل لسخاء ذراعيها العاريان !!
ماهي (بخوف) : ماله بس ؟! انت مش قولت لي البسي احلي حاجه عندك عشان انا عازمك في مكان حلو اوي ؟!
طارق (بغضب) : و هو ده احلي حاجه عندك ؟!! دق قميص نوم اللي انتي لابساه ده !!!
هو ايه علاقه ان يبقي شكلك حلو و لبسك حلو بأن جسمك يبقي مكشوف مش فاهم انا !!!
ماهي (بضيق) : انت عارف ان ده لبسي يا طارق
طارق ( بغضب ) : و اتفقنا انك هتتنيلي تغيريه !! اتفضلي انزلي غيري الهباب اللي عليكي ده و مشوفكيش لابسه بالمنظر ده تاني !!
نظرت اليه بدهشه و ضيق
اول مره يحتد عليها و يحدثها بتلك الطريقه
صوته العالي , غضبه
لما كل ذلك ؟!!!
ماهي : انت بتزعق لي كده ليه ؟!
طارق : عشان مقدرش اخرج معاكي بالمنظر ده
ماهي (بغضب) : ما انت كنت بتخرج قبل كده !!
طارق : كنننت مش دلوقتي
ماهي : و ايه بقي اللي اختلف زمان عن دلوقتي ؟
نظر اليها بعمق لفتره طويله , ثم تنهد و تحدث بهدوء
– انزلي يا ماهي غيري اللي انتي لابساه ده و انا هستناكي , يلا
نظرت اليه بعدم فهم لكنها انصاعت لطلبه
و بعد مرور عشرون دقيقه استقلت السياره بجانبه من جديد , لكن تلك المره بفستان طويل يصل الي كاحليها و عليه جاكت قصير بنصف اكمام
ماهي (بهدوء) : ها ؟؟ كويس كده ؟؟
طارق ( بنظره رضا) : كويس جداً
و ظلوا صامتين الي ان وصلوا الي ذلك المطعم الكلاسيكي الفاخر
ترجلوا من السياره و جلسوا علي احد الطاولات التي كانت محجوزه بأسم طارق مسبقاً
و بعد ان طلبوا طعام العشاء
نظر اليها وجدها شارده
طارق (بهدوء) : سرحانه في ايه ؟؟
ماهي (بتنهيده) : مفيش
طارق و قد امتدت يده لتلتقط يدها الموضوعه امامه علي الطاوله
ضغط علي اناملها برفق و تحدث بهدوء
– انا اسف
ماهي : علي ايه ؟!
طارق : علي اني اتعصبت عليكي كده , انا فعلاً مكنتش اقصد , انا بس محبتش اشوفك لابسه حاجه كده
ماهي : ليه ؟!!
طارق ( بتنهيده ) : ناكل الاول و بعدين هجاوبك علي كل اسئلتك
تناولوا العشاء في صمت , كل منهم ينظر الي الاخر نظرات خاطفه و لا يجروء علي محادثته
انتهوا من العشاء و بدأت اصوات الموسيقي الهادئه تنتشر في ارجاء المكان
فجأه وقف امامها و امتدت يده لتلتقط اناملها في حركه تأمرها بالوقوف امامه
امتثلت له بعدم فهم
سحبها من يدها برفق الي ساحه الرقص و بهدوء وضع يده علي خصرها و اخذ يتمايل بها علي انغام الموسيقي و هي مستسلمه له تماماً
بعد قليل اسقطت رأسها فوق كتفه و هي تشعر براحه غريبه لقربه منها الي تلك الدرجه
همس في اذنها برقه
– ماهي..
– مممممممم
– مش عاوزه تعرفي اجابه سؤالك ؟؟
– انهي واحد ؟؟
– اللي سألتيه في العربيه , ايه اللي اختلف زمان عن دلوقتي
صمتت قليلاً و شعرت بدقات قلبها تتسارع ثم سألته بترقب
– ايه ؟؟؟
– عشان حبيتك
و ازداد من ضمها الي صدره
شعرت بالارض تميد بها !! لم تستطع ان تتفوه بأي كلمه
صمت قليلا ثم سألها بهدوء و هو مازال يحكم ذراعيه حولها
– مش عاوزه تعرفي اجابه سؤالك التاني ؟؟
حاولت الكلام لكن صوتها ابي تماماً ان يخرج
تولي هو الامر و اجابها دون ان ينتظر سماع ردها
– محبتش اشوفك لابسه حاجه كده عشان.. بغير عليكي ..و حاسس ان كل حاجه فيكي ملكي انا و بس
و زاد من ضمها اليه حتي كاد ان يسحقها بين ضلوعه
ما كان منها الا انها رفعت ذراعيها لتطوق بهما عنقه و تدفن وجهها اكثر في كتفه الصلبه لتقول بصوت مبحوح , متقطع من اثر الانفعال
– و انا كمان … و انا كمان بحبك اوووي يا طارق !!
————————————————
حزينه علي حال صديقتها , تريد ان تفعل اي شئ لمساعدتها , سعادتها بل و روحها متعلقه بآدم وحده , لكن اين هو ؟!!
تنهدت بحزن و هي جالسه في شرفه منزلها تحتسي كوب النسكافيه
سمعت رنين هاتفها
نظرت اليه و هو موضوع امامها علي الطاوله
وجدت المتصل علي !! وضعت كوب النسكافيه علي الطاوله امامها و التقطت الهاتف و اجابت في لهفه
– الووو , ايوه يا علي
في اخبار عن آدم ؟!!
صمت قليلاً ثم سمعته يتحدث بهدوء
– لا انا معرفش اي حاجه عن آدم , انا كنت مكلمك عشان اطمن علي آسيا
تنهدت بحزن
– زي ما هي , اتحسنت شويه عن الاول كانت حالتها صعبه اوي بس بردو لسه مبتتكلمش
– انا هتجنن , نفسي اعرف اي حاجه عنه , اطمن عليه , مش عارف اوصله خالص
– طيب و بعدين ؟؟
– مش عارف !! انا تعبت لهم ! الحب بيقوي , بيدي امل , بيزود من رغبه الانسان في انه يعيش عشان يفضل مع حبيبه , معرفش ليه آدم ماشيه معاه بالعكس !!!
– عشان عاوز يعذب نفسه بأنه يحرم نفسه من الامل و القرب من حبيبتي , بس هو مش عارف انه مش بيعذب نفسه لوحده , هو بيقتلها معاه !!
– مش عارف اقولك ايه !
– قول يا رب يجمعهم تاني قبل ما قلوبهم من كتر البُعد و الجفا تقوي و تقسي !
————————————————
استمرت المكالمات بين علي و شروق كل فتره , يطمئن منها علي آسيا و تطمئن منه علي اخبار آدم و ما من جديد
في الليل طرق باب غرفتها , اذنت للطارق وجدته والدها
شورق : خير يا بابا ؟ في حاجه ؟؟؟
محسن : كان في خبر كده لسه عارفه دلوقتي و قولت انك لازم تعرفيه
شروق ( بقلق) : خير يا بابا ؟!
محسن ( بحزن) : ليلي اتوفت من شويه
شروق ( بصدمه و عدم تصديق ) : ليلي مين ؟!!
محسن : مامه أيمن
شهقت بعنف و صدمه
– لا اله الا الله , هي مش كانت بقت كويسه و رجعت البيت ؟!!!
محسن : ايوه , بس رجعت تعبت تاني فجأه و ملحقوش حتي ينقلوها المستشفي , اتوفت في الطريق
شروق ( بحزن ) : لا حول ولا قوه الا بالله , ربنا يرحمها يا رب
محسن ( بهدوء ) : الموت مفيهوش زعل ولا خلافات يا شروق , و مهما كان أيمن وحش بس في النهايه دي أمه , انتي مش متخيله حالته هو و رفعت عامله ازاي , و انتي مجربه وجع فراق الام , انا مش طالب منك تسامحيه بس علي الاقل اقفي جنبه في المحنه دي , انا عارف ان اللي بطلبه صعب , بس انا ربيتك صح و عارف ان قلبك ابيض , انا عاوزه يشوف شروق بنت الاصول اللي رغم كل الخلافات و المشاكل دي وقفت جنبه في محنته مهما كان هو وحش بس لسه جوزك طالما القضيه متحكمش فيها و القضايا التانيه القاضي اللي هيحكم فيها انتي خلاص انتي دورك انتهي لحد كده
شروق : تفتكر أيمن هيقبل اني ابقي جنبه و اساعده بعد ما عرف ان انا اللي عملت فيه كل ده ؟!!
محسن : جربي , عشان تبقي بنت اصول و عملتي اللي عليكي لأخر لحظة و انا متأكد ان ربنا هيعوضك و يجازيكي كل خير يا بنتي
شروق ( بتنهيده حزن ) : حاضر يا بابا
————————————————
لم تتخيل في حياتها ان تري أيمن بمثل هذا الضعف و الانكسار !!
كانت تشك في قبوله لدعمها و مساعدتها له في محنته , لكنها كانت مخطئه !!
كان ينظر اليها بحزن و جرح و ألم و رأت الندم في عيونه ايضاً
حقا !!!!!! اهو نادم علي كل ما فعله ؟!!!
انقضت ايام العزاء بكل ما تحمله من حزن و ألم , لم تتركه هو او رفعت لحظه
لا تتحدث في اي شئ مضي , فقط تواسيه و تهون عليه و للحق لولا وجودها بجانبه لكان حاله اصبح اسوأ بكثير مما هو عليه الآن
يا الله , كيف يتبدل حال الانسان بين لحظه و اخري الي هذه الدرجه ؟!!
افراق امه هو ما افاقه ؟؟ ام بقايا ضمير بداخله ؟؟؟
حقاً لا تعلم , كل ما تعلمه انها تري انسان مختلف تماماً عن ما عرفته سابقاً
لم تصدق الي الآن ذلك اليوم الذي اتي اليها فيه الي منزلها و طلب الحديث معها
” انا عارف اني حقير و زباله و واحده زيك تستاهل حد احسن مني بمراحل , انا عذبتك كتير و قسيت عليكي و ظلمتك , بس صدقيني موت امي كسرني اوي يا شروق , انا ممكن ابان بارد و معنديش احساس بس انا من جوايا مش كده و الوجع اللي حسيته بعد موت امي مقدرش اوصفه بكلام
وجع لفراقها ووجع لأنها ماتت و هي زعلانه مني
بكي !!!! نعم أيمن يبكي !!!
هي قالت لي انها مسمحاني في اخر لحظه قبل ما تموت و طلبت مني اني اتغير و استغفر ربنا علي كل اللي عملته , بس انا من جوايا مش قادر انسي صدمتها فيا , مش قادر اصدق انها ماتت راضيه عني , و ترضي عني ازاي و ليه ؟!!!
انا معملتش حاجه صح في حياتي , كل تصرفاتي كانت غلط في غلط , بس الحاجه الوحيده الصح اللي للأسف ضيعتها مني كانت انتي يا شروق !!!
ايوه انتي الحاجه الوحيده الصح اللي في حياتي , بس انا مستاهلكيش و انتي متستاهليش واحد زيي , انتي نضيفه اوي و بريئه اوي عاوزه حد شبهك في نفس نقاءك مش حد يلوثك لمجرد وجوده في حياتك !! عشان كده انا مش هخليكي تستني في المحاكم , انا عارف انك نفسك تخلصي مني النهارده قبل بكره….
ملياش عين اطلب منك تسامحيني بس وحياه اغلي حاجه عندك حاولي , و انا صدقيني ربنا اخد و لسه هياخد حقك مني ..”
ابتسم لها بعيون دامعه و قلب محطم و روح ميته و قبلها من جبينها و همس بأختناق بجانب اذنها
… انتي طالق
لم تصدق انه مر علي ذلك اليوم اكثر من شهر و انها اصبحت حره الآن
تتألم بشده لأجله و من داخلها تحاول حقاً مسامحته لكنها ابداً لن تقوي علي البقاء معه
————————————————
حالتها كما هي
مازال مختفياً و مازالت تتألم
لكن النطق عاد اليها مجدداً , الا انها تفضل الصمت معظم الوقت
بعد معاناه اقنعت شروق آسيا بالسفر لتريح اعصابها قليلاً عل و عسي حالتها تتحسن
سافر الجميع الي “مارينا”
آسيا و سمية و صلاح , و شروق بصحبتها شيرين , و يا للعجب اصر معتز علي الذهاب معهم دون اي دعوه !!
اصطحبتها الي شاطئ البحر
صاحت فيها بغضب
– انتي مش عارفه اني بكره البحر ؟!!! جيباني هنا ليه ؟!! و اصلاً مفيش حد هنا خالص غيرنا !!
شروق (بهدوء) : القعده قدام البحر جميله و هتريح لك اعصابك , و انا اخترت المكان ده عشان فاضي و هادي كده
آسيا (بغضب ) : و انا مش عاوزه اريح اعصابي يا ستي , اووووووووف
تركتها و اسرعت الخطي , الا انها لم تتمكن من الابتعاد كثيراً
حتي شعرت بيد تطوقها من الخلف و تحملها في لحظه خاطفه بيد و تغطي لها عيونها باليد الاخري !!!!!!!!!!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1