رواية من يقع بنفسه لا يبكي الفصل الثاني
باغتته بردها حتى جعلته يرتبك في البداية قبل أن يجيبها بالرد النمطي المعتاد والمعروف
= انا ما كنتش مرتب كل ده وفعلا السفريه في الاول روحتها بالصدفه بس الشغل عجبني هناك والمرتب عمال يزيد وكنت شاب في الاول متجوز جديد ونفسه يعمل حاجات كثير لي وللست اللي متجوزها ولاولاده في المستقبل، ابتديت اسال الاجراءات تمشي ازاي قالوا عشان تثبت نفسك لازم تقعد كذا سنه تتدرب هناك ونشوف شغلك ودي كانت شروط الشركه ولما اقترحت الفكره على كل اللي حواليا قالوا لي اعمل كده فعلا من غير تفكير طبعاً دي فرصه مش هتتعوض والشركه دي ناس كتير بتتمنى وظيفه فيها حتى لو بسيطه ما عرفتش أضيع فرصه زي دي ولا افوتها ومش هتجيلي تاني.
غامت عيونه بغيظ مطلق وهو يضيف حديثه وهتف بنبرة حاقده مغلوله
= وعملت كل ده وانا في بالي حاجه واحده بس اني ما اخليكيش محتاجه حاجه انتٍ و الولاد بالذات بعد ما خلفنا والمصاريف ابتدت تزيد والمسؤوليات.. وللاسف كنت فاكر لما اقول لمراتي تعالي خليكي جنبي انتٍ والأولاد هتقولي ماشي وحاضر وانا مكاني جنبك مش هتطلعلي في شويه حجج فارغه.
صاحت ندى بانزعاج وانطلقت تهتف بصوت اليم اوجع قلبها الذي تألم اكثر لألمها
= امي مش حجج فارغه يا مصعب، و كويس انك اعترفت بنفسك انك ما اقترحتش ده من قبل ما تتجوزني عشان تعرفني الدنيا هتمشي ازاي وانا ارفض ولا اوافق واشوف المناسب ليا زي ما انت شفت المناسب ليك، لكن تخطط من نفسك وتحطني قدام الامر الواقع حتى لو بتعمل ده عشاني، للاسف جيت عليا انت مفكر انا مبسوطه بالمسؤوليه اللي شايلاها لوحدي هنا انا كنت في البدايه مرعوبه من ثلاث شهور مش عارفه اقضيهم ازاي وفجاه لقيت نفسي المفروض استحمل ست سنين واكتر كمان ومش عارفه لحد فين
بمجهود يحسد عليه استطاع الحفاظ علي هدوءا الظاهري وتحكم في غضبه فقط ملامحه وعيونه التي غامت وومضت ببريق كره وهتف من بين اسنانه المطبقه بنفاذ صبر
= اللي حصل حصل مش هنفتح في القديم و انا اهو بقول لك تعالي معايا انتٍ و الاولاد نشوفلهم مدارس كويسه هناك ولو عايزه تشتغل انا ما عنديش مانع لكن فعلا على راي ماما لازم نشوفلنا حل في لعب العيال ده وده ما اسمهوش جواز و كل واحد فينا في بلد المره دي غبت سنه بحالها ما حدش عارف مواعيد شغلي ونظامها بعد كده قد ايه
هتفت بنبرة جاده تحمل في طياتها ألم مبطن
=تاني مش هينفع اسيب والدتي وهي في الحاله دي هو ده رد الجميل يعني قصاد تعبها معايا زمان وتربيتها ليا، كده انا بنت اصول لما اسيبها في وضع زي ده.
هدأت انفاسه ولانت ملامحه بتفكير هاتفاً بازدراء
=نشوفلها حد كويس يقعد معاها حلو كده يا بنت الاصول؟ طالما جوزك مش في دماغك ولا عيالك اللي بيشوف ابوهم كل فين وفين؟.
كشرت هي باعتراض وعينيها تتنقل بين وجهه بأنفعال شديد لأسلوبه المتحكم بالاضافه انه يطالبها دائما بالتضحيه وهو لا، لذلك هتفت معترضة بإصرار
= والدتك اقترحت عليا الاقتراح ده وانا و ضحتلها وجهه نظري انا مش واثقه في اللي هجيبها دي هتعملها بما يرضي الله ولا تستغل ما فيش حد جنبها وعينها عليها وتعمل زي ما بنسمع فيها حاجه وحشه ساعتها مش هتنفعني السفريه والفلوس اللي عمال تحيلها بعيني هناك
وكأن بتلك الإجابة اعطته الفرصة ليخرج شياطين غضبه فاقترب بتحفز ليصيح بوجهها وعينيه تطلق شررا نحوها
= هو انتٍ ما فيش فايده فيكي ولا في دم ولا إحساس ولا حاسه باي حاجه ولا بيهمك غير مصلحتك وبس و ما بتفكريش في حد خالص إلا والدتك طب وانا فين؟؟ لو فاكره نفسك بتعملي كده وبتراعيها وما عليكيش ذنب فلا يا ندى انتٍ عليكي ذنب كبير.. انا كل مره بنزل تقريبا بقعد اتحايل على سيادتك عشان تعبريني حتى في المكالمات كل مره تتحججي حجه شكل ما هو انتٍ لو مش طايقاني ما تقوليها في وشي احسن وكل واحد يروح لحاله.. بدل ما اعمل حاجه و بعد كده اندم عليها
ابتسمت بسخرية مريرة وتعالي صوتها البغيض وهتفت تحدثه باستهزاء مقهور
= هتعمل ايه ان شاء الله وتندم عليه كده كده اصلا ما بتاخدش راي في حاجه والمكالمات اللي انت بتتصل وما بردش عليها فعشان انا شايله هنا مسؤوليه ما يعلم بيها إلا ربنا وما عنديش حتى ربع ساعه اعرف اخد فيها نفسي.. هو انت مش واخد بالك انك سايب لي مسؤوليه عيلين من ساعه ما اتولدوا انا اللي شايلهم و واحد منهم عنده القلب وممكن يتعب في نص الليل فجاه واجري انا وادور بالمستشفيات والوضع نفسه مع والدتي اللي فضلت تعمل اكتر من خمس عمليه.. كل ده لوحدي وانا مرعوبه في اي مره افقد حد فيهم ابني ولا امي يا ريت قبل ما تيجي عليا و تغلطني غلط نفسك كمان عشان انت كمان بايدك تسيب كل ده وتقعد هنا وتراعينا انا و عيالك.. لكن انت حاطط حاجه واحده بس بدماغك انا اللي لازم اضحي طول الوقت
افتر فاهه يناظرها بصدمة ليميل برأسه نحوها يقول بتهكم ساخړ
= هو ده بجد حتى الفتره اللي بتنيل انزلها لو بعد سنه لسه نفس النظام ما تغيرناش وتضيع في الخناق.. كل ما اقدملك اي حل مش عاجبك طب اعمل لك ايه اكثر من كده بقول لك اجيبلك واحده تقعد معاها وبرده مش عاجب، قوليلي انتٍ وبلاش نظام اقعد انت عشان انا مش هسيب الوظيفه دي بعد ما تعبت اكتر من خمس سنين عشان اتنيل اتعين فيها.. واللي بتصرف عليكي انتٍ وعيالك ومعيشاكي في المستوى ده
اسلوبه المتسلط في توجيه الخطاب بعنجهية نحوها زاد من جرعة السخط داخلها منه لتردف بقوة
= اهو المستوى ده انا مستعده اتنازل عنه قصاد أنك تيجي هنا عادي، عشان تعبت من كتر ما بقى التعامل بينا فلوس وبس ومفكر كده دي مسؤوليه شايلها.. الحل بايدك وانت براحتك و آه لو عاوز كل واحد يروح لحاله براحتك برده انا مش هغصبك .
تحركت من مكانها لخارج المنزل لتأخذ اطفالها من لدي حماتها التي أصرت على بياتهم الليلة حتى يقضوا وقت ممتع مع بعضهم لكن لا تعرف بأن مشاكلهم لا تنتهي مهما حاولت، و بدلاً من ان يعوضوا بعضهم البعض عن غيابهم الطويل لكن تقلبت الاوزان كعادتها الى منعطف خطر.
استدار مصعب ناظراً الي رحيلها بكره شديد قبل أن يضغط على شفته بغل هامس بحسرة
= ادي الليله كمان ضاعت اللي كنت مخطط ليها من سنه، والله ما تستاهلي يا ندى إللي انا بحاول على قد ما اقدر ما بصيش لغيرك حتى في الغربه وسايب الزباله دي عماله تحوم حواليا ومطنش، ماشي انا هلففك حوالين نفسك وهندمك على اللي بتعمليه وعنادك ده .
❈-❈-❈
في منزل مديحة لم تستطيع استوعب رحيل أبنها بهذه السرعه بعد عوده غياب لمدة سنه يأتي ويذهب بيوم واحد فقط فلما جاء من الأساس اذا كان الوضع سيستمر هكذا؟ لتهتف بانفعال ملحوظ
= نعم يعني ايه سافر، يعني حتى الاسبوع اللي جي يقعد يسافر في نفس اليوم انتٍ عملتله ايه بالظبط يا ندى عشان تطفشي الواد
إجابتها ندى معقبة بامتعاض واستنكار
= هعمله ايه يا طنط هو كل حاجه فوق دماغي انا، اهو نظام كل مرة اتخانقنا ومشي
يا ريته حتى قالي ده قال لابنه وعمل فيها
زعلان همسكه بقى بالعافيه
صاحت بنفس النبره المنفعله وهي تصر على حديثها قائلة بعد رضا
= الله يخرب بيت برودكم انتم الاتنين هو انا شايله همكم ليه ما تولعوا؟ ما فيش فايده لو واحد منكم بس يلين الأمور هتتحل واخدين كل حاجه على الحامي هي الدنيا هتطير.. في ايه كل ما اكلم واحد يقولي قولي للتاني وانا مش هتنازل عن رايي طب اعمل لكم ايه..
نظرت لها مطولاً بعدم تصديق هاتفة بفتور
= وانا كمان اعمل ايه يا طنط دي أمي وصعب اسيبها وانتم لو مكاني هتعملوا كده يبقى بتلموني ليه؟ وانا ريحته لو كان قالي النظام ده من الاول كنت قلتله يا ابني الناس شوف غيري
نظرت لها بغضب هاتفه فيها بجدية شديدة
= خلاص اللي حصل حصل مش هنرجع نزيد ونعيد خلينا في دلوقتي، عارفه لو دخل عليا ومعاه واحده متجوزها صدقني ما هكون في صفك ولا في صفه تولعوا.. انا بعمل كل ده عشان ده ابني وانا عارفه كويس مستحيل يعمل الغلط بس ما بيحبش اللي قدامه يعند ولو حط حاجه في دماغه هيعملها بس بالحلال وساعتها ما حدش هيقدر يفتح بقه وهيقولوا استحمل بما فيه الكفايه وحقه
ترقرت دموع الظلم والقهر داخل مقلتيها و
هتفت بنبره مذدريه
= والله انتٍ كمان لقيتيله مبررات على اساس ان انا كمان مليش احتياجات ولا عاوزه حد يشيل معايا المسؤوليه ولا زهقت من القرف اللي انا شايلاه لوحدي من ساعه ما جبت العيال دول، ومشاكلهم إللي مش بتخلص غير مسؤوليه امي؟؟.
اغتاظت مديحة منها وهتف بنبره مرتفعه و هي تضرب علي سطح الطاوله بقوه فقد ملت من عناد الاثنين دون التفكير في اطفالهم الذي سيدفعون الثمن بالنهاية
=ما عشان كده بنقول اقعدوا جنب بعض انا حذرت وانتم احرار يبقى يجي حد يقولي منكم شفتي ده عمل ولا ما عملش، وبعدين يا حبيبتي تعالي نحكم الغريب ما بينكم ونقول واحده سايبه جوزها اكثر من سنه بعيد عنها ولا عارفه بياكل ولا بيشرب منين ولا لما بيتعب مين جانبه ولا عارفه بيعمل ايه هناك
يبقى لي حق يتجوز طالما مراته مش فارق
معاها.. وانا عشان مربيه ابني كويس بقول لك يوم ما هيعملها هيعملها في الحلال بس ما ترجعيش بقى تزعلي ساعتها.
غامت عيناها حزناً وهي تتطلع نحوه حماتها ببؤس ثم ابتلعت غصه تسد حلقها ومنعت نفسها من البكاء فهي لا تستحق ما يحدث معها
وهمست بنبرة مقهورة
= ما فيش فايده محدش حاسس بيا ولا فاهمني .
❈-❈-❈
في عمل ندى بعد أن قصت علي صديقتها باختصار ما حدث بينها وبين زوجها ورحيلة بتلك السرعة، أجابت الأخري بتوتر بالغ وهي تعود ترفع بصرها لندي التي كانت تطالعها بوجه غير مقروء
= بصراحه من غير زعل انتٍ غلطانه برده يا ندى كنتي كبرتي دماغك حتى في الاسبوع اللي بيجي يقعد معاكوا فيه ما هو مش معقول حتى الزياره اللي بيجيها بعد غربه اكثر من سنه تقلبوها خناق.. وعلى راي حماتك لازم واحد فيكوا يتنازل وخليها تيجي منك وجربي الجو هناك مش ممكن يعجبك
مرت عليها دقيقة وهي صامته تهز رأسها باستنكار مقهور ودموعها تسيل على خدّيها بجزع لتهتف بصوت منهك
=هو ليه لازم انا اللي اتنازل واضحي كل مرة؟ فكريني كده يا رحمه لما والدتك تعبت يوم سفريه الشغل اللي كنتي هتطلعيها وهتترقي فيها ومرتبك هيزيد عملتي ايه مش رجعتي على طول وما فكرتيش في فلوس ولا ترقيه رغم ان والدتك كان معاها اخواتك ما بالك انا بقى وحيده والدتي وما ليش غيرها، وياما عملت المستحيل عشاني وتعبت في تربيتي
تنفست لدقيقة آخري لكن سرعان ما هاج وعلا صوتها بإدراك منهاره من الخيبة التي تلقتها من جميع الرجال بحياتها
= بدل أبويا إللي سابني وما اعرفش حاجه لحد دلوقتي عنه يبقى ده جزاتي مش قادره استحمل خدمتها ولا اسيبها مع واحده انا مش عارفه هتكون امينه عليها زيي ولا لا مع ان الاجابه واضحه مفيش واحده هتراعي ست غريبه إلا لو كانت أمها .
نظرت إليها بعطف فقالت بنبرة نادمة
= ما تزعليش مني يا ندى، بس بصراحه انتم الاتنين بحسكم صح ومش عارفه اكون مع مين فيكم انتٍ ليكي حق عشان والدتك وهو لي حق وصعبان عليه يسيب الشغل اللي تعب فيه سنين
ضغطت على جبهتها بإجهاد وصوت بكائها يعاله ثم عادت تنظر لها تغمغم ببطء متأرجح التعثر
= ما انا لما بقول كان لازم يعرفني ويشاركني حاجه زي كده بتزعلوا مني كنا وفرنا على نفسنا وجع الدماغ ده كله، لكن هو اللي ما كانش صريح معايا و عجبه الجو وظبط القاعده هناك من غير ما يهتم.. لا و يقول انا اللي بدور على مصلحتي
عقدت حاجيبها بضيق وتحدثت هاتفة بتأثر
= طب يعني انتم وصلتوا لايه في الآخر اوعي تقوليلي هتطلقوا فعلا ما تدققيش في الكلمه جايز طلعت في ساعه غضب، ما حرام عليكم العيلين دول فكروا فيهم .
أطلقت ندى تنهيدة عميقة وتقوس ثغرها تجيب بيأس وهي تهز برأسها بوهن
= ما اتفقناش على حاجه بس معنى أنه قال كل واحد يروح لحاله شكله بيفكر فيها وانا مش هغصبه، ولا ممكن على رأي والدته يتجوز واحده هناك تشوفله طلباته.. وانا هنا اقعد اربي العيال .
بينما في ذلك الأثناء يقف بعيداً عنهم ينفث دخان سيجارته بغضب ويتابع ندى بعينه قلقها وخوفها من إفساد حياتها مع زوجها البارد الذي لا يهتم لها ولا يتحمل المسؤوليه و لا يعرف لما مازالت متمسكة بيه حتي الآن وذلك يزيده جنوناً وغيره...!!!
رحلت رحمه للخارج وقبل ان تجمع الاخرى اشياءها لترحل خلفها تفاجأت باقتراب شريف منها وقاطعها بصرامة وحزم مشوب بالعتاب
= سمعت ان جوزك رجع من السفر قلت اكيد مش هتيجي وهتقضي الأسبوع ده مع بعض وتقدمي على اجازه لكن شايفك هنا إيه معقوله اتخنقتوا.. بذمتك دي عيشه يختفي عنك سنه وبدل ما يجي يشيل عنك المسؤوليه اللي رميها يقلبها خناقه انتٍ ايه اللي غصبك على العيشه دي بجد يا ندى اسمعي كلامي واطلقي منه وانا مستعد اشيل معاكي مسؤوليه عيالك بدل منه عشان بحبك بجد.
نظرت له ندي باحتقار من اعلي لاسفل هاتفه بنبرة ناهيه ذلك الطريق له
= شريف عشان تريح نفسك، لو جوزي في كل العبر برده مش هعمل كده انا مش ست خاينه
هتف شريف بسخط وغيره حيث لم يستطع تمالك نفسه كلما رأى حبيبه السابقه امام عينه ملك غيره
= انتٍ سامعني كويس انا طالب الحلال بقول لك اطلقي واتجوزيني ثم ان احنا كنا مع بعض من الأول اصلا وهو اللي خدك مني أو انتٍ اللي اتسرعتي.. أيا كان بلاش تعيشي عيشه بتضيعي فيها عمرك من غير ولا حاجه.. انا من غير ما أسألك عرفت من وشك قد ايه حزينه وتعبانه.. عشان تعرفي ما حدش حاسس بيكي غير اللي بيحبك بجد .
رمشت عينيها باضطراب وبدأت تشرد لاول مره بكلماته، فمصعب رغم عودته من الخارج لكن لم يلاحظ حتى كل ذلك حقا وكيف كانت تشعر بالارهاق والتعب! انما هو بالفعل قد لاحظ و دائما يخبرها بذلك، أفاقت على نفسها ونهضت حتى تتحرك وتذهب هاربة من أمامه سريعاً ولكن قبل أن تصل لمقبض الباب وقفت والتفتت له لتردف متمتمه بوجه محتقن
= لا إسمها خيانه، الست اللي تطلقك عشان واحد تاني ما اسمهاش إلا كده، وحلي عني بقى انت ايه شيطان .
❈-❈-❈
في السعودية داخل عمل مصعب، منذ ان رحل وهو بحاله غير جيده و سيئه للغايه كلما فكر بحديثه مع زوجته الذي دائما ينتهي بالشجار ويفشل فيه تحقيق رغباته ومعاناته بوحدته تزداد هنا دون التفكير فيه حيث كل مره ينزل الى مصر على امل ان يلين عقلها وتعود معه!.
صك على أسنانه من الغيظ ينفث ډخان من أنفه ليلهي نفسه بالعمل ولكن بداخله بركان يغلي ولابد له من الرد ولابد من الحساب يجب أخذ رده فعل قاسية، و يجعلها تندم على رفضها بكل مره؟ وعدم اهتمامها به كأنه ليس زوجها وله حق أيضاً عليها؟
كم هي انانيه حقا لا تفكر الا في مصلحتها فقط... شعر بالغيظ الشديد منها وداخله رغبه تزداد ان يفعل اي شيء حتى ينتقم منها.. ايا كان لكن ماذا سيفعل حتى يجعلها تندم بحق.
افاق على صوت نرمين وهي تقترب منه بدلال مثير كعادتها تردف متعمدة استفزازه
=ايه ده انت رجعت على طول يعني؟؟ مش قلتلك مسير ريما هترجع لعادتها القديمه في خلال يومين ادي كلامي طلع صح وفي خلال يوم كمان! بس مش شايفه يعني شغل قدامك عشان تطلع في وقت فراغك والزهق من الوحده بدون زوجه ولا اولاد ولا حبيب.. ولا واحده تونسك.
کتم داخله صيحة الرفض هذه المره وحاول أن يتصرف بطبيعته معها والتفت ليامرها بالرحيل ولكنه تردد في علقه بالكامل شجاره مع زوجته جعله بمواربة قليلة، ليفكر بانه لما يمنع نفسه من الاقتراب من اي فتاه وهي لا تستحق وتبعد عنه بكامل ارادتها؟
فهل تستحق ذلك؟ ان تمتلك زوج جيد لا يخونها وهي بالمقابل تبتعد عنه ولا تهتم الى متطلباته أيا كانت؟ فهو حاول بكل الطرق معها ان تعود اليه وتفهم ما الذي يحتاجه و يحاول الوصول اليه من وراء ذلك حتى يحافظ على ذلك البيت
لكن لقد مل وتعب من أن يبني بمفرده وهي تهدم بالمقابل من وجهه نظره، وصراحه لم يجد فرصه مثل هذه حتى ينتقم منها ويجعلها تعود له نادمه، يمكن حينها تشعر حقا قيمه ما كان يفعله ولما يصر على رحيلها معه.
نهض من جلسته فجأة وهتف بنبره غامضة منهياً التقاش معها
= عندك مكان ولا لسه هنشوف؟!.
التمعت عينها بفرحه وانتصار لكنها ادعت عدم الفهم لتجيب على سؤاله بسؤال
=نعم مكان لايه؟ هو انت بتكلمني انا .
نظر لها مطولاً بجمود ثم هتف بحسم وعينيه تسير علي جسدها بوقاحة
=ايوه بكلمك انتٍ يا نرمين, وزي ما جبتها لي على بلاطه انا كمان بجيبها لك بوضوح اهو! عندك مكان عشان نعمل اللي انتٍ عاوزاه و بتحاولي توصلي لي من اول ما جيتي هنا ولا لسه هندور؟؟ ولا رجعتي في كلامك أصلا
مالت نحوه أكثر بكل جرأة وهي تعلم بكل تأكيد لم يرفضها هذه المره وردت بحماس ماكرا
= أعتقد بيتي ممكن يقضي الغرض مش كده؟!..