رواية المنبوذ الفصل الثانى بقلم محمود الامين
الدنيا كانت مقلوبة في المستشفى.. وده عشان اللي حصل ده المفروض أنه مستحيل يحصل
إزاى مريض يتقتل فى العناية؟.. والأهم من السؤال ده إزاى يتقتل بالطريقة دي ومحدش يلحقه
حال الدكتور فاروق الجارحى مكنش يفرق عن إبنه كتير عشان هو كان في نفس الحال.. لسانه مقطوع بس آثار تعذيب قليلة عن جثة إبنه
بس يعني إى واحد يحصل فيه كل ده ومحدش يحس فى المستشفى.. ده تهريج
...
طبعاً أتحقق مع مدير المستشفى وطاقم العمل المسؤول مسؤولية كاملة عن الدور ده.. وأفراد الأمن وبدأت مراجعة الكاميرات والغريب أن مفيش حد دخل المستشفى فى توقيت الجريمة غير 3 ستات
ومعتقدش أن اللي قام بالجريمة الشنيعة دي واحدة ست.. لكن بدأنا نفرغ كاميرات الشارع الخلفى للمستشفي وده وضح.. إن فى شخص ملثم دخل من سلم الطوارئ ومش كده وبس ده واضح من الكاميرات إنه بيضرب حد.. طبعاً أتحركنا على سلم الطوارئ ولقينا هناك شاب في العشرين نبضه ضعيف جداً أثر خبطة على دماغه بآلة حادة
طبعاً دخل الشاب ده العناية وأتعين على الباب حراسة مشددة.. واللى جيه في بالنا وقتها إنه ممكن يكون الشاب ده شاف وش المجرم ده ويعرف يدلنا عليه
رجعت للفيديو من تاني.. المجرم ده قصير القامة شوية واضح إنه متمرس وده بسبب الطريقة السريعة اللي بينط بيها من السور بتاع المستشفى
.....
القاهرة.. ديسمبر 2015
_ يا كمال إصحى تليفونك بيرن
_مين اللي بيتصل؟
_ رقم غريب يبنى إصحى شوف مين ده... دوشنى ومش مبطل رن
..
_ ألو.. مين معايا؟
_ أنا دكتور وليد يا كمال
_ أهلاً وسهلا بحضرتك.. خير إن شاء الله
_ أنا كنت عايز أشوفك وأتكلم معاك لو ممكن؟
_ أكيد يا دكتور.. نص ساعة وأكون عند حضرتك
..
أيوة أنا الدكتور وليد اللي أتوقف عن العمل وأتحول للتحقيق عشان كان بيدافع عن كمال وعاوز يمنع عنه الظلم... لكن الدكتور فاروق الجارحى مربى الأجيال ورجل العلم قرر إنه ينصف إبنه حتى لو على حساب العدل
دلوقتي خلاص أنا بقيت من غير شغل بس كان عندي فضول أعرف حكاية كمال إى
أستنيته فى كافيه كنت بعاتله عنوانه على الواتساب..وصل في معاده متأخرش
قعد قدامي وقالى
_ خير يا دكتور وليد.. قلقتنى
_ لا خلاص بقا مبقتش الدكتور وليد.. أنا دلوقتي موقوف عن العمل
_ ليه؟!.. حصل إيه؟
_ متشغلش بالك.. المهم أنا عايز أسمع حكايتك يا كمال
_حكاية إي يا دكتور؟
_ كمال إنت قولتلى في المحاضرة كلام أنا مفهمتوش إنك دخلت بيت عشان كنت بتلعب كورة وإنك شوفت واحد شبهك و..
_ دي حاجة حصلتلى وأنا صغير وهي السبب في التلعثم اللي عندي ده وإنى بتكلم بصعوبة
_ طيب إحكيلى جايز أعرف أساعدك
_ حاضر هحكيلك بس أرجوك خلى الموضوع ده بينى وبينك
_إحكى يا كمال
...
وبدأ كمال يتكلم ويقول
كنت طفل صغير عنده 7 سنين بيلعب كورة مع العيال فى الشارع.. كان معروف عندنا في البلد أنه فى بيت مهجور كان لواحد ترزي إسمه مرعى الخياط
وأنا بلعب مع صحابي شوطت الكورة بالغلط ودخلت جوه البيت، وعشان إحنا كنا عيال صغيرة طبعاً صاحب الكورة مسبنيش غير لما دخلت البيت عشان أجيب الكورة
دخلت وسمعت كلامه.. الببت كان ضلمة أوى.. مكنتش شايف حاجة لكنى لمحت الكورة على بعد خطوات منى قربت عشان أجيبها وساعتها شوفت شخص أقدر أقولك أنه نسخة منى.. بس عينيه كانت بيضة تماماً
حاولت أهرب لكن معرفتش أتحرك ولقيته في وشي وقعت من طولى ولما فوقت لقيت نفسي بره البيت ده
وساعتها جبولى الشيخ منعم.. راجل تقي وبتاع ربنا وساعتها قال إنى إتمسيت من الجن وهو السبب في الحالة اللي عندي وجرب معايا طرق علاج كتير بس مفيش فايدة.
المشكلة إن الجن ده أحياناً بيتحكم في تصرفاتى وبيخلينى شخص عدوانى وممكن أتسبب فى أذية حد تانى
...
خلص كمال كلامه وكنت قاعد مش مستوعب اللي حكاه لكنه رجع إتكلم وقال
_ هو إنت أتحولت للتحقيق بسببي؟
_ أه يا كمال بس متزعلش.. أنا هتصرف، المهم إنت حد بيديقك تاني غير عاصم
_ ناس كتير مش هو بس.. لكن أنا في واحد بكرهوا من تصرفاته معايا ده وصلت أنه ضربنى وهان كرامتى قدام الناس
_مين ده يا كمال؟
_ طاهر أبن الدكتور حازم وكل ده بسبب رشا البنت الوحيدة اللي بتعملنى كويس.. وهو فاكر إن في بينا حاجة
_ حتى لو فى حاجة.. هو دخله إى؟
_ هو بيحبها وعشان كده..
_ وعشان كده إى؟
_ وعشان كده أخر مرة شافها بتكلمنى ضربنى بالقلم وقالى كلام مش كويس
.....
القاهرة... نوفمبر 2020
بعد وفاة دكتور فاروق الجارحى فى العناية وإبنه من قبله كان لازم نعمل حصر لمعارفهم فى الوقت ده.. ونشوف هل كانت فى عداوات ولا لأ
إتعملت تحريات مكثفة عن الملف ده.. ووسعنا دايرة البحث.. وبعد يومين خبط باب المكتب
ودخل معتز كان ظابط شاطر شغال معايا على القضية
وقال
_ التحريات مفهاش غير حاجة واحدة مش منطقية!
_ حاجة إى؟
_ فى 3 أشخاص كانوا بيتعاطعوا مع عاصم نفس نوع المخدر.. بس فى شخص منهم أختلف مع عاصم عشان فلوس.. وهدد عاصم بالقتل
_ وده مين؟
_ طاهر حازم.. والده كان دكتور فى نفس الكلية اللي كان فيها والد عاصم وكانوا أصدقاء جداً ومقربين لبعض
المشكلة إن طاهر ده مختفى من شهر تقريباً وتليفونه مقفول ومحدش عارف يوصله
_ لا إحنا نكثف جهودنا عشان نلاقى طاهر ده ما أهو اختفاءه فى الوقت ده مريب برضو وممكن يكون هو القاتل
_ تمام يا فندم إن شاء الله هنوصله
..
بعد مرور يومين
خبط باب المكتب ودخل معتز من تاني
_ فى أخبار جديدة يا فندم
_ خير إشجينى؟
_ حضرتك تعرف نقيب طارق الالفى؟
_ أه طبعاً ده صديق شخصي ليا بس بتسأل ليه؟
_ النقيب طارق بيخدم دلوقتي فى الإسماعيليّة.. وعاوز يكلمك فى أمر ضروري هو قالى أكلمك عشان يقولك بنفسه
...
_ ألو.. أزيك يا طارق.. عامل ايه طمني عليك؟
_ الحمدلله بخير.. أنا جايبلك خبر هيساعدك شوية فى القضية اللي إنت شغال فيها دلوقتي
_ خير؟
_ من فترة صغيرة وصلنا بلاغ عن ريحة قذرة خارجة من شقة شاب عاذب ومأجر شقة في عمارة هنا
لما أتحركنا على الشقة وكسرنا الباب لقينا جثة متعفنة موجودة جوه.. المنظر كان مقرف والريحة كانت لا تطاق
طبعاً الإسعاف جات.. والاجراءات من طب شرعى ومعمل إنت فاهم بقا
المهم لما سألنا مين المستأجر؟... رد علينا صاحب الشقة وقال
واحد إسمه طاهر حازم.. وأتعرف عليه رغم منظر الجثة الصعب... من حظنا الحلو إن فى كاميرات كانت فى الشارع كتير.. رصدت دخول شخص للعمارة.. فى وقت وقوع الجريمة.. تعرف الشخص ده طلع مين؟
_ طلع مين؟...
...
