رواية المنبوذ الفصل الثالث بقلم محمود الامين
_اللي كان طالع العمارة.. كان عاصم فاروق الجارحى بس الغريبة أنه مطولش فوق.. واضح أنه خبط وملقهوش وده واضح جداً من فرق التوقيت ما بين دخوله وخروجه من العمارة.. مكملش الخمس دقايق
يعني مستحيل يكون قتله
_ تمام يا طارق بيه.. بس يعني ده كان موجود فى موقع الحادث.. معقول متمش أستدعائه وأتحقق معاه
_ لا طبعاً تم إستدعائه بس هو مكنش متواجد في القاهرة وقتها.. كان مسافر بره مصر، ولما رجع كان تم حفظ القضية ضد مجهول... بس المشكله مش في كده يباشا
_ أومال فى إى؟
_ أثناء تشريح الجثة اللي كان صعب جداً عشان وصلت خلاص لمرحلة التعفن.. لقينا لسان الجثة مقطوع بجانب أثار تعذيب على الجثة نفسها
_ أنا مش عارف أقول إي.. بس كده إحنا قدام قاتل متسلسل ودايما سابق بخطوة والله أعلم هو قتل مين تاني
...
قعدنا 6 شهور في تحقيقات وتحريات وحاجة تقرف.. لحد ما أستدعانى مديري فى الشغل.. العميد حاتم
روحت وأنا مستغرب من الاستدعى ده.. لكنى أتصدمت لما عرفت السبب
_ أشرف إنت ظابط مجتهد وشاطر وأنا أشهدلك بده.. بس ده مش كفاية إنت النهارده داخل في 6 شهور ومتقدمتش خطوة فى القضية
_ أنا عارف يا فندم بس والله أنا قايم بكل المطلوب منى مش عارف أعمل إى تاني؟
_ جيه قرار النهاردة بسحب القضية منك وتسليمها للرائد أسامه
_ لكن يا فندم.. أنا عاوز فرصة!
_ الموضوع إنتهى يا أشرف وغصب عنى دى أوامر ولازم تنفذ.. هيجيلك الرائد أسامة عشان ياخد ملف القضية ويعرف كل حاجه عنها
_ تمام يا فندم
...
خرجت من المكتب وأنا هتجنن ورجعت لمكتبى الحزن والاحباط على ملامحى.. رجعت مكتبي ومفيش دقايق ولقيت الرائد أسامة جيه عشان يستلم القضية
وهو بيستلم الملف.. تليفون المكتب رن
وكانت المكالمة عن جريمة جديدة حصلت في التجمع الخامس.. وهسيبكم مع الرائد أسامة يكمل اللي حصل
..
مساء الخير انا الرائد أسامة.. أول ما أستلمت الملف جيه بلاغ بجريمة قتل في التجمع الخامس
لما وصلت هناك لقيت نفسي قدام عمارة فخمة جداً.. وواقف حارس الأمن، طبعاً الدنيا كانت مقلوبة هناك
لما دخلت شوفت منظر شنيع جداً.. جثة للشاب ده حرفيا متشوهة من آثار التعذيب.. ده غير إنى لما قربت
شوفت أكتر حاجة مقرفة شوفتها فى حياتى
اللسان كان مقطوع بالكامل في منظر صعب جداً... بس واضح كده إن
طريقة القتل فى كل الجرايم واحدة.. وده بيدل أننا قدام قاتل متسلسل.. وكعادة القاتل المتسلسل دايما بيسيب علامة مميزة على جسم الضحية.. والعلامة اللي سابها القاتل مع ضحاياه أنه بيقطع لسانهم.. ده ليه معرفش؟
بس المرة دي كان جوه الشقة كاميرات مراقبة واضح أن المجنى عليه كان شكاك.. ومش بس كده الكاميرات كانت من نوع قيم وغالى جداً بيسجل صوت صورة
وده خلانا سمعنا المجنى عليه بيقول للقاتل اللي كان ملثم من خلال حوار دار بينهم قبل الجريمة
(مكنش قصدى أتنمر عليك).. وبعد التحريات قدرنا نتعرف على شخصية المجنى عليه سعيد منصور.. عايش لوحده وليه أخت توأم
سعيد كان صديق شخصي لعاصم فاروق الجارحى المجنى عليه الأول.. لاحظت إن الرابط ما بين كل اللي أتقتلوا هى الكلية.. يمكن يكون القاتل كان معاهم ساعتها
وعندى أستنتاج صغير إن القاتل ده كان بيعانى من التنمر في الفترة دي ويمكن عشان كده لما حب ينتقم قتلهم وقطع لسانهم
ولو الأستنتاج ده صح يبقي لازم نعرف مين الشخص ده
....
إستدعينا تؤام سعيد منصور.. الأنسة رنا طبعاً كانت منهارة من اللي حصل لأخوها.. بدأت الكلام معاها وقولتلها
_البقاء لله يا أنسة رنا
_ سبحان من له الدوام يا فندم
_ أنا طبعاً مقدر جداً الحالة اللي إنتى فيها بس عندى ليكى سؤال لو عرفتى إجابته هنعرف مين اللي قتل أخوكى
_ أتفضل يا فندم أنا تحت أمرك
_ حسب التحريات اللي أتعملت من فريق البحث عرفنا إنك كنتى مع أخوكى فى نفس الجامعة وأكيد طبعاً عارفة مشاكله كانت مع مين؟
بس السؤال اللي عاوز أسألهولك دلوقتي
هل سعيد فى الفترة دي أتنمر على حد أو أتريق على حد ظروفه صعبة؟
_ مش فاكرة الحقيقة
_ لا حاولى تفتكري ده لو عاوزة حق أخوكى يرجع
.....
القاهرة.. يناير 2019
فات كام سنة بعد ما رفدونى من الكلية عشان دافعت عن واد غلبان.. أنا مش قادر أتصور إن فى ناس بالجحود ده
كمال كان شخصية نضيفة بجد وميستهلش اللي كان بيحصل فيه بجد.. أه أنا ليا فترة مشفتوش بس بجد من أنضف الشخصيات اللي ممكن تشوفوها في حياتكم
سألت نفسي... ليه مدورش على كمال من تاني أنا ممكن أشوفله شغلانة تأكله عيش
دورت عليه كتير.. بس مكنتش لاقيه لحد ما عرفت بعد دوخة إن كمال فى غيبوبة وليه شهرين فيها وكل ده عشان راح يطالب بحقه عشان أستعندوه وسقطوه وهو حالل كويس
يومها كمال راح للدكتور فاروق الجارحى عشان عاوز يعرف هو ليه سقط رغم أنه حالل كويس
الدكتور فاروق الجارحى قل بيه وزعقله وقاله
_ أنت جاى تشكك فى زمة الدكاترة ولا أى؟.. أنت أتجننت صح
_ لأ أنا مش مجنون أنا جاى وواثق من حلى
_ طيب بس بس بنص لسانك ده أعرف أتكلم بس وأبقي تعالى
_ متتريقش عليا أنا معملتش حاجة
_ طيب أطلع بره بقا بدل ما أنادى الأمن يرموك بره الجامعة كلها
_ حسبى الله ونعم الوكيل فيك
_ أنت بتحسبن عليا يا جربوع أنت... سعيد كويس أنك جيت أرمى الجربوع ده بره
...
سعيد مسك كمال من هدومه وفضل يزق فيه لحد ما خرجه بره المكتب.. لكن مخدش باله وهو بيزقه بره أن كمال جسمه ضعيف.. ووقع كمال من على السلم على دماغه ومن ساعتها وهو في غيبوبة
طبعاً أنا عرفت كل الكلام ده من ناس معاه فى الكلية.. وقتها عميد المعهد فاروق الجارحى خرج سعيد من الموضوع وقال
أن كمال أتكعبل على السلم ومحدش قدر يقول العكس
روحت المستشفى وكنت شايف كمال في العناية والأمل فى إنه يفوق ضعيف جداً
....
القاهرة.. نوفمبر 2020
_ ها يا أنسة رنا.. سرحتى فى إى؟
_ مفيش غير واحد بس اللي حصل معاه كده في الكلية بس معتقدش إنه يقدر يعمل كل الجرايم دى
_ وإى المانع فى ده؟
_ جسمه ضعيف وحالته صعبة مش عارفة يا فندم
_ طيب هو مين؟
_ كمال أسمه كمال بس أخر حاجة أعرفها عنه إنه دخل في غيبوبة بسبب سعيد
_ الله ده كده الموضوع هيحلو.. لا بقا براحة كده وإحكيلى الموضوع
....
القاهرة... 30 يناير 2019
كمال فاق كان أسعد خبر سمعته في حياتي.. جريت على المستشفى، لقيت كمال قاعد فى سريره
قربت منه وانا مبسوط وقولتله حمدالله على السلامة يا كمال
بصلى بملامح حادة وجافة وقلى
_ أنت مين؟
_ أنا مين أزاي؟.. أنت فقدت الذاكرة يا كمال ولا إي أنا دكتور وليد
_ دكتور وليد.. مش فاكر مش عارف أنا دماغي تقيلة ممكن تقومنى أدخل الحمام
_ حاضر يا كمال
...
نديت على ممرضة جات ساعدتنى إنه يقوم ودخلناه الحمام
خمس دقايق.. عشر دقايق.. كمال أتأخر جوه وقبل ما أتقدم خطوة أتفتح باب الحمام
صرخت الممرضة من منظر كمال ووقعت من طولها
كنت باصص لكمال اللي عينيه بيضة تماماً وشكله مخيف وقولتله
_ مالك.. مالك يا كمال؟
رد عليا بصوت مبحوح وقال أنا مش كمال أناااا مش كماااال