رواية لا تترك يدي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم هند رفاعي


 رواية لا تترك يدي الفصل الثالث والثلاثون 

تهيأ خالد للنوم ورقد في سريره، أنتبه لزوجته عندما دخلت الغرفة وهي ترتدي ملابس النوم فسألها.
"أنت هتنامي بالشورت والتوب القصير أوي ده؟"
"ايه مش عجباك؟ ده البيجامة اللي اشتريتها من اسبوعين أنا وماما فريدة."
"مش حكاية عجباني. هي جميلة قوي عليك خصوصا التطريز الرقيق أوي."
لفت مريم حول نفسها ليراها من جميع الجهات واقتربت وصعدت على السرير بجواره وقالت.
"التطريز ده بقى شغل ايدي. عاجبك؟"
نظر لها بعيون تملأها الرغبة وقال لها.
"أنا بس خايف عليك لتبردي."
تمددت مريم بجواره ودفنت نفسها في صدره وقالت له.
"الدنيا حر."
نظر لها ورفع حاجبه ثم قام ونزل من على السرير وخلع عنه قميصه فسألته.
"بتعمل أيه؟"
قفز فوق السرير وتمدد بجوارها وغمز لها وقال.
"الدنيا حر."
ضحكت مريم واقتربت منه وحضنها هو مال يقبلها وقاطعهما صوت محموله فتأفف خالد وأجاب الإتصال.
"نعم يا غلس؟"
"مفيش يا ياسين لكن متصل مش في وقتك خالص يعني."
"وأنت مالك بعمل أيه. أنجز وقول متصل ليه. مش فاضي لك عاوز ارجع للي كنت بعمله."
نظر خالد لمريم وابتسم وخجلت هي وادارت له ظهرها. استكمل خالد حديثه في المحمول.
"قولت لك اكتر من مرة مش هينفع اجي معكم."
"يا رخم مش هقدر أخد أجازة من الشغل."
"معلش سافروا وأتبسطوا أنتم المرة ده."
"أعمل أيه يا ياسين مش هينفع بجد."
"ما تزعل ولا تتفلق يا عم الغتت أنت. وأنا مالي."
"سلام يا سيدي. سلم لي على باقي الشلة."
أنهى خالد الأتصال وأستدارت مريم له وسألته.
"في أيه؟ مزعل صاحبك ليه؟"
"مفيش يا ستي. مسافرين مصيف مرسى مطروح وعاوزيني أسافر معهم وأنا مش هقدر اسافر."
نظرت مريم للأعلى ورأسها على صدره وسألته.
"ومش عاوز تسافر معهم ليه؟"
"اولا مش عاوز أسيبك لوحدك. ثانيا وده الأهم مفيش فلوس اطلع مرتين مصيف في الصيف ده مرة معهم ومرة معك. أنا بالعافية محوش فلوس علشان اطلع أنا وأنت."
"لكن دول أصحابك وهيزعلوا لو ما روحتش معهم."
"أعمل أيه يعني مش بأيدي. لو كان ينفع كنت طلعت معهم قبل العيد واسبوع العيد كنت اطلعه معك. لكن مش هقدر أحنا داخلين على عيد أضحي مصاريف اضحية وعيد و مصيفين مش هينفع خالص."
"طيب هقول لك على حاجة ويا ريت تسمع مني. أنا بخاف من الماية ومش بحب البحر خالص. يعني بصراحة مش هبقى مبسوطة لو طلعت معك مصيف. وأنت هتتكتف معي ومش هتعرف تستمتع خالص. روح أنت اتبسط مع اصحابك ولما ترجع فسحني فسحة حلوة كدة في العيد أحسن لي من المصيف."
"طيب يا حلوة هسيبك أزاي في الشقة لوحدك. أنت نسيتي المرة اللي فاتت سيبتك ليلة واحدة ما عرفتيش تنامي طول الليل وتاني يوم أتخطفت. أنا مش مستعد أسيبك تاني لوحدك خالص."
"ما يا حبيبي أنا مش هبقى لوحدي. أنا هقعد طول النهار مع ماما فريدة ولو هتبقى مطمئن هبات كمان معها بالليل. وأنت اتصل بي كل شوية علشان تطمئن علي."
"مش عارف أنا مش مرتاح للموضوع ده."
"ما تقلقش علي خالص وروح أنت اتفسح واتبسط مع أصحابك."
"طيب وأنت مش من حقك تتفسحي وتتبسطي أنت كمان؟"
"من حقي. لكن مدام حبيبي مبسوط هبقى أنا مبسوطة."
أنهت مريم النقاش وسحبت جسدها للأعلى وقبلت زوجها لتمنعه من الإعتراض.
* * *
"خدي بالك من نفسك كويس. يا ريت مفيش خروج نهائي. يا تقعدي في الشقة هنا يا عند طنط فريدة. تليفونك يبقى معك في كل وقت علشان اطمن عليك. لو عوزت أي حاجة اطلبيها من عم علي البواب. مفيش خروج من العمارة أقول تاني وتالت مفيش خروج."
قال خالد لمريم موصيا قبلما يتركها ويسافر مع أصدقائه لمرسى مطروح بعد إلحاح شديد من زوجته لمدة أسبوعين. حمل خالد حقائبه وخرج من شقته وتبعته زوجته لتودعه.
"ما تخافش مش هروح في أي حتة. أصلا العيد بعد أسبوع وهكون مشغولة بالتنظيف. روح أنت مع اصحابك واتبسط. طمني عليك لما توصل إن شاء الله."
"حاضر."
قالت السيدة فريدة لخالد وهي على عتبة شقتها لتودعه.
"تروح وترجع بالسلامة."
"مش هوصيك على مريم يا طنط. ما تخليهاش تخرج خالص."
"ما تقلقش عليها."
"استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه."
ردت عليه زوجته.
"الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين. في حفظ الله. مع السلامة يا حبيبي."
"مع السلامة."
قالها خالد ثم أغلق باب المصعد. في الصباح التالي وصل خالد وأصحابه للشقة المستأجرة في مرسى مطروح بعد رحلة دامت أكثر من ست ساعات. وضعوا حقائبهم في الشقة وبدلوا ملابسهم وجلسوا جميعا معا في الصالة. الشقة كانت مكونة من غرفتين نوم وصالة. شارك خالد وحسام غرفة وياسين وجاسر في الغرفة الثانية. تمدد ياسين على الكنبة في الصالة وقال لهم.
"أنا عاوز انااااااام."
حدف جاسر وسادة على رأسه وقال.
"يا ابني انت كنت نايم طول السكة. أمال إحنا اللي ما نمناش خالص نقول أيه."
"ماليش دعوة تقولوا ايه أنا بجد جسمي مكسر. القعدة في الاتوبيس ست ساعات هدتني."
أنضم خالد في النقاش بعدما استحم وقال لهم.
"لو نمنا دلوقت مش هنصحى غير بالليل. ويبقى اليوم ضاع علينا. أحنا هنا أسبوع واحد هنضيعه في النوم؟"
خرج حسام من غرفته وقال لهم.
"خالد عنده حق. ننزل النهاردة أي شط قريب وما نضيعش اليوم على الفاضي."
وقف جاسر وقال لهم.
"خلاص ادخلوا البسوا وبعد ربع ساعة ننزل."
تقلب ياسين على الكنبة وأعترض.
"روحوا أنتم وأنا هنام."
نظر جاسر لخالد وغمز له فاقترب الشابان من ياسين. مسك خالد ذراعيه على غفلة وجاسر مسك قدميه وحملاه معا وسبقهما حسام وفتح باب الحمام. دخلوا الحمام وسط صراخ ورفس ياسين ووضعاه على أرض الحمام وفتح حسام الرشاش بالماء البارد عليه. صاح ياسين وبرطم بالسباب. سمعه جاسر فأنحنى واقترب منه وسأله.
"بتقول حاجة؟"
نظر له ياسين بنظرة غيظ وأجابه.
"لا أبدا. هو علشان ربنا مديكم شوية عافية اجسام زي الباب بتفتروا على الغلابة اللي زيي."
ضحك خالد وقال له.
"غلبان. بقى أنت غلبان. ده أنت السوسة اللي بينا. مش بيقولوا احترس ممن أقترب من الأرض."
وقف ياسين وأغلق الرشاش وخلع قميصه وعصره من الماء وقال له.
"سوسة. هو أنا عارف أعمل حاجة وسطكم."
نظر له جاسر نظرة جدية وامره.
"شهل طيب علشان نازلين. عشر دقائق وألاقيك مستنينا على الباب."
"حاضر حكم القوي."
خرج الشباب معا وقرروا الذهاب لشاطئ كليوباترا لهدوء امواجه. نزل الشباب الماء وضحكوا جميعا معا ولعبوا ومزحوا كثيرا. وكان ضحية المزاح بطبيعة الحال ياسين لضئالة جسده. فكان جاسر وخالد يغوصان تحت الماء ويحملانه من الماء ويصعدان به على اكتافهما ثم يلقيانه في البحر ثانيا. أنتهى أول يوم لهم في الرحلة بين الضحك والمزاح وأستمتع خالد بوقته بصحبة أصدقائه مثلما تمنت زوجته. في الليل اختلى بنفسه في الشرفة وأتصل بزوجته حكى لها عن يومه وسألها عن يومها. أطمئن قلبهما لسعادة الآخر وسلامته. أنهى خالد المكالمة ودخل غرفته ليستسلم لنوم يحتاجه بشدة. بعد ساعة شعر بأحد صعد على السرير ونام بجواره. فتح عينيه قليلا ووجد جاسر يشاركه الفراش. فجلس وسأله.
"الدنيا حر هتنام هنا ليه؟ ما تنام على سريرك."
"مش عارف أنام من شخير الزفت اللي معي."
أبتسم خالد وقال له.
"هو شخيره عالي أوي؟"
ضربه جاسر بالوسادة وقال له.
"قال يعني مش عارف. ما أنت هربت منه مخصوص علشان شخيره."
"بصراحة بعد أخر مرة لما روحنا أسوان مع بعض وأنا قولت مش ممكن أنام معه في نفس الغرفة تاني أبدا."
"نفدت يا ابن الايه ودبستني أنا فيه. أتخمد بقى علشان عاوز أنام."
رقد خالد على السرير ولكنه لم يتمكن من النوم ثانيا أو جاسر. السرير حجمه صغير ولم يسعهما. جلس جاسر وتأفف وقال.
"مش عارف أنام. منك لله يا ياسين."
جلس خالد وقال له.
"هنعمل أيه أحنا بقالنا يومين ما نمناش. مش هنقدر نخرج بكرة لو فضلنا كدة للصبح."
صمت جاسر لدقائق قليلة ثم لمعت عيناه وقال لخالد.
"تعالى معي. جت لي فكرة."
"فكرة أيه بس."
"تعالى بس معي."
نزل  جاسر من على السرير وخرج من الغرفة وتبعه خالد. دخلا الغرفة الأخرى وأقتربا من سرير ياسين بحرص شديد أشار جاسر لخالد بسبابته حتى لا يصدر أي صوت وأشار له ليمسك طرفي الفراش النائم عليه ياسين. وقف جاسر عند رأس ياسين وخالد عند قدميه. حملا الأثنان معا الفراش وعليه ياسين بهدوء وبطء شديد. توجها معا للشرفة ووضعا الفراش على الأرض واسرعا للداخل وأغلقا الباب. أنفجرا الأثنان معا في الضحك. أشار خالد لجاسر ليكتم صوت ضحكاته. قال جاسر هامسا.
"ما تخافش أنا ما شوفتش حد نومه تقيل زيه. ده شيلناه بالمرتبة وده ولا حس."
"مش ممكن. بس تفتكر ممكن يبرد من النوم في البلكونة."
"ده جبلة ولا هيحس."
"حرام عليك."
أخذ خالد غطاء من الخزانة وتوجه للشرفة اوقفه جاسر قبل أن يفتح باب الشرفة وسأله.
"بتعمل أيه؟ ما صدقنا نقلناه وهو نايم هتصحيه."
"يا أبني ما ينفعش نسيبه نايم في البلكونة كدة من غير غطا هيتعب."
"ما تخافش مش هيجرى له حاجة."
نظر خالد لجاسر نظرة تحذيرية ورفع سبابته أمامه وقال له.
"لو تعب أنت اللي هتقعد به وأنا هنزل أنا وحسام مالناش دعوة بكم."
نظر له جاسر بضيق وقال له.
"وأنا مالي بقى. أشمعنى أنا اللي هقعد به. هو أنا خلفته ونسيته ولا أيه."
"لا يا فالح. لكن فكرة نومه في البلكونة فكرتك أنت."
تنحى جاسر من أمام خالد وفتح باب الشرفة بهدوء. دخل خالد ودثر ياسين جيدا الذي كان مستغرقا في النوم ولم يشعر بأي شيء حوله. دخل خالد الغرفة وأغلق باب الشرفة جيدا ووجد جاسر راقد على سريره وقال له.
"خلاص يا سيدي هتعرف تنام؟"
"أخيرا مفيش شخير. يا سلام متعة الهدوء."
"تصبح على خير يا سيدي. الصبح لما ياسين يتخانق أنا ما أعرفكش."
"طول عمرك ندل وتبيع أصحابك."
أطفأ خالد النور وقال له قبلما يغلق الباب ويخرج من الغرفة.
"سبتلك الشهامة كلها يا عمنا."
*********

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1