رواية من يقع بنفسه لا يبكي الفصل الرابع 4 بقلم خديجة السيد


 رواية من يقع بنفسه لا يبكي الفصل الرابع 

وفجاه آفاق الإثنين على صوت مصعب خلفهم، 
فكان يراقبهم من بعيد وعينيه تومض بوميض شرس وحقد دفين عندما صاح باستهزاء 

= بطلي بقى أم الاسطوانه دي خلاص يا ست المثاليه عرفنا ان انا ابن كلب ومش متربي وانتٍ اللي ما فيش زيك؟

انتفضت أمه وهي تقول بنبرة حادة وحذر

= انت ايه اللي طلعك انزل انا مش قلتلك ما تطلعش دلوقتي غير لما اتكلم معاها.

كز مصعب علي اسنانه بغيظ من احراج زوجته له بهذا الشكل امام أمه لذلك اشرف عليها بطوله الفارع وملامحه المظلمة هاتفا بعصبية 

= عشان خلاص يا ماما ما تفضليش تتحايلي عليها كتير ومصممه انها مش غلط، طب ايه رايك بقى زي ما انتٍ مش مصدقاني انا كان مش مصدقك؟ ما هو حد عارفلك حاجه برده مش بعيد تكون في حاجه كده ولا كده وانا مش عارف اللي فيها 

لوت ندى شفتاها باستخفاف وهي تقول باستهزاء

= هو ده اللي اسامحه وندمان يا طنط شايفه ابنك ما هو الخاين بيشوف الناس كلها خاينه زيه.. تصدق بالله يا ريت اللي انت خنتني معاها كانت مراتك كانت زمانها ما سابتش واحد الا لما لوثت شرفك معاه .

قبضاً علي يديه بقوه وعروق يديه بارزه من قوه ضغطه عليها يطالعها امامه بعيون مظلمه لايري امامه سوي نظرتها المتحديه له واهانتها ضده لذلك لم يشعر بنفس الا وهو يتهمها قائلاً 

=لا وانتٍ ما شاء الله اخلاقك عاليه وشريفه أوي مش كده؟ وانتٍ يا ريت الزباله دي كنتي اتعلمتي منها ازاي تكوني زوجه تلبي احتياجات جوزك.. مش ولا محصله زوجه ولا ست تنفع لحاجه، والله مش بعيد كنتي بتتمنعي عني اصلا عشان انتٍ ما بتحستيش.. ولا كنتي مقضياها مع واحد ثاني ؟!. 

شهقت ندى بصدمة من اتهامه الباطل وزادت غضب، لكنها استطاعت تمالك اعصابها اخيراً 
وأسرعت مديحة تهتف بصوت عالٍ بصرامة حاده

= قلتلك اخرس وانزل تحت انت ما بتفهمش انا لسه من شويه قايله ليك ايه .

زفر بضيق ونفاذ صبر وهو يقول ببرود قاتل 

= قلتلي ما فيش طلاق واحاول اكبر دماغي مهما تقول و اتذلل ليها كمان مش كده بس انا مش هعمل كده عشان زي ما انا غلطان هي كمان غلطانه.. ومش ناوي ارجعلها غير لما تعترف هي كمان بغلطتها 

جزت ندى علي أسنانها وفتحت عينيها التي بدأ يتطاير منها الشرار دليل على شدة غضبها، و نظرت بتجاه زوجها باستحقار وصرخت بألم حاد

= ان شاء الله عنك ما رجعتلي هو انت فاكرني هموت عليك يا خاين! طب لو كنت راجل بصحيح طلقني يا مصعب عشان انا ناوي اخلعك لو ما عملتهاش ومش هفضل على ذمه واحد زيك .

حديثها جعل الدماء تغلي كالبركان داخل اوردته وكاد بالفعل ينطقها ويطلقها... لولا وقوف والدته أمامه وهي تصرخ بكل قوة وحسم 

= اياك يمين بالله لو نطقتها هتبرا منك ليوم الدين مش هقطعك وبس، مش هقولها تاني انزل ولو كنت عاوز فعلا تخسرني يا مصعب انا كمان ارمي عليها اليمين وخليك واقف، ما الظاهر خلاص ما بقاش فارق معاك امك من ساعه ما مشيت في السكه الزباله دي 

اقتربت مديحه من ابنها وحاولت معه ان يهبط الى الاسفل بينما جلست ندى مكانها، وهي تهز ساقها بغضب مكتوم ثم هتفت بصوت مغتاظًا 

= الزباله الواطي يقولي أنا عامله فيها الشريفه العفيفه و مش بعيد تكوني مقضيها زيي؟ وانا كل يوم والتاني شريف قصادي وبحاول اصده والله ما تستاهلش واحده زيي تصون شرفك بعد اللي عرفته عنك .

❈-❈-❈

مرت أيام ولا تعرف ندى عن زوجها شيء لكن اخبرتها حماتها بأنه ذهب لدى ابن خالته يومين حتى تهدي اعصابها، لكنها لم تهتم لامره.....
و ما زالوا الإثنين على رأيهم الإنفصال هو الحل.. 

عادت ندى الى عملها حتى تنسى ما فعله و في يوم تفاجأت الصباح على مكتبها، بوكيه من الورد المفضل لديها فكرت على الفور بزوجها وهي تردد بتعجب من أفعاله الغريبه عنها 

= مين اللي جاب الورد ده؟ معقول يكون مصعب اكيد طبعا أمه اللي قالت له بس ذوق مش بطال.. بس برده مش هسامحك عشان خاطر بوكيه ورد

وفي تلك اللحظه ظهر وتقدم شريف الذي ابتسم ابتسامة جانبيه وهو يتحدث بحب ظاهر 

= اتمنى يكون ذوقي عجبك كل سنه وانتٍ طيبه يا احلى حاجه حصلت ليا في حياتي 
شفتي ازاي لسه فاكره انك بتحبي ورده البنفسج.

ظهر الحزن والخيبة على وجهها وتحدثت بإحراج قائلة 

=هو انت اللي باعت الورد وعرفت عيد ميلادي منين ؟ 

وبصوت خافت لا يخلو من اهتمام وفضول شديد لم ينجح في لجمه

= هو انتٍ نسيتي اللي بينا زمان؟ انا ما كنتش بفوت اي مناسبه ليكي حتى كنت براقبك و اشوف الهديه اللي تعجبك ومحتاجها مش اي هديه والسلام عشان انتٍ كنتي غاليه عليا بجد

تطلعت نحوه مطولاً ثم وجهت نظراتها نحو بعيداً بارتباك وهتفت تجيبه بقوه وثبات بالرغم من ارتجافها الداخلي

= شريف انا عندي مشاكل قد كده في البيت وكان المفروض اخذ اجازه بس نزلت عشان أحاول انسى! فعشان خاطري ابعد عني الفتره دي خالص عشان بجد مش مستحمله اي كلمه من حد كفايه اللي انا فيه .

هتف الأخر بسرعه بغرابة وقلق بالغ 

= سلامتك مالك! ما تفكري تفضفضي ليا زي زمان يا ندي يا ستي لو مش عاوزاني أكون حبيبك خليني صديق ليكي! تحبي بعد الشغل استناكي ونروح اي مطعم

هزت رأسها باعتراض وهي تقول بنبرة حادة

=اه عشان حد يشوفني وتجيبلي مصيبه تانيه روح شوف شغلك احسن وحل عني، انا حتى الفضفضه مع المشاكل اللي عندي مش هتنفع بحاجه 

اجابها شريف جواباً قاطعاً غير قابل للشك 

= طب تعالي ندردش في العربيه ونركنها في اي حته على جنب وهي كده كده مقفوله محدش هيشوفنا، عشان خاطري ما تمنعيش انا وحشني أوي الكلام معاكي ذي زمان.. هسمعك بس ومش هعلق لو عاوزه 

وقف امامها يتطلع اليها بعشق لكنها بادلته هي إياه برفض هاتفه بصوت مرتجف

= لا برده! وخد الورد ده معاك بقى وسيبني في حالي 

❈-❈-❈

عادت حياتها مره أخرى حزينة ومشوشه و وحيده فهي ما زالت مصممه على الطلاق والآخر قد هرب وتركها وحدها تواجه بمفردها كعادتها، جلست على جانب بالشركه عينيها تنهمر منها عبراتها بلا توقف..فبين يوم وليله انقلبت حياتها رأساً على عقب رفعت يدها و مسحت عبراتها بعنف فلقد تدهور بها الحال للغايه حقا.. تفاجأت بشريف يقف امامها فجاه لتنهض وهي تردف بنبرة حادة

= خير يا استاذ شريف لو عاوز تقول حاجه تبع الشغل اتفضل مش عاوز يا ريت تفضل بره .

هتف بغضب وعينيه تلتمع بشراسة 

= انتٍ إزاي ما تقوليش ان الزباله اللي متجوزه خانك؟ هو ده اللي فيه كل العبر الا الخيانه و اللي اخترتيه وفضلتي عليا! يا ندى ده انتٍ من ساعه ما سبتيني وانا مش قادره ابص لغيرك ولا اتجوز حتي . انا بحبك لسه لحد دلوقتي ومش عاوز اظلم واحده ملهاش ذنب معايا 

تطلعت به بأعين تملؤها الحزن وبعتاب قالت
بصوت مخنوق

=عرفت الموضوع ده منين طبعاً اتصنت عليا كالعاده وانا بشتكي لرحمه حتى الشكوى مش سايبني في حالي ملكش دعوه وانا حره في حياتي.. وبعدين بطل المثاليه اللي عايش فيها قلت لك انت إللي سبتني عشان ما كنتش هتاخد خطوه الجواز وكنت عاوز تتسلى .

زفر بضيق بينما يقترب منها مما جعلها تنتفض
للخلف بحذر و أردف بها بقهر

=ما كنتش عاوزه اتسلى والله انتٍ اللي فهمتيها كده كنت متردد من فكره الجواز زي اي حد فيها ايه لو كنتي اديتيني فرصه افكر ولما كنت احس انك ممكن تروحي مني كنت هاخد الخطوه دي غصب عني..لكن ما توصلش انك تضيعي كل حاجه ما بينا في غمضه عين، كل مره تتهمني ان انا بتسلى بيكي لكن عمرك ما فكرتي ان ما كنتش عاوز اظلمك وانا لسه متخرج ومش لاقي وظيفه هتقدم كده بمناسبه ايه واهلك يا ترى كانوا هيقبلوني كده..

صمتت لبرهه، وتابع بغصه مريره

= ما تردي ساكته ليه؟ حرام عليكي ضيعتي علينا فرصه اننا نكون مع بعض! اديني ولا قادر ارتبط بواحده غيرك وعايش على ذكرياتك بقيلي اكثر من ست سنين وانا شايفك بتتجوزي وتخلفي قدام عيني وانا واقف.. وفي الاخر اخترتي واحد ولا بتحبي ولا بيحبك وفي النهايه خانك .

هتفت بسرعه بقلق و هى تلهث بعنف

= وطي صوتك! خلاص اللي حصل حصل ايا كانت نيتك ايه فمش هينفع واحنا ملناش نصيب لبعض وروح دور على واحده تعرف تعوضك عني.

أخذ نفس عميق يحاول به السيطره على غضبه العارم، وتحدث بابتسامة يخفي بها مدي ألمه وحزنه

= لو كنت اقدر كنت عملتها من زمان بس احنا لسه فيها يا ندى، انا بطلب ايدك للجواز تاني وبوعدك هفضل معاكي لآخر نفس وحتى ولادك هيكونوا ولادي عشان منك.. اظن المره ليكي حق تطلبي الطلاق براحتك وما حدش هيمانع 

بدت مترددة في إطاعته فصدرت منه زمجرة خشنة قصيرة عديمة الصبر مرددًا 

= هو انتٍ لسه بتفكري ولا ايه انتٍ ما طلبتيش منه تطلقي لحد دلوقتي؟ بقى سبتيني انا عشان فكرتني بتسلى بيكي ومستمره مع واحد لمس واحده غيرك واتغزل فيها وعمل كل اللي في خيالك، إيه دخل عليكي الدور اللي بيرسموا الرجاله اللي من النوعيات دي نزوه مش هتتكرر تاني لحظه شيطان وهتروح لحالها تبقى عبيطه! لو سامحتي مره هيعملها ثاني وثالث وانتٍ غصب عنك برده هتسكتي.

اجهشت في بكاء مرير وظلت هكذا لفتره حتي هدأ بكاؤها وهو يحاول التخفيف عنها، ثم مسحت وجهها وهي تردف بنبرة موجعة 

= يا ريته معترف حتى بغلطته؟ ده جايب الغلط فيا انا عشان ما رضيتش اسافر من الاول معاه.. لدرجه شككني في نفسي فعلا ان انا غلط،و الكل حتى بيقول كده وانا ما رضيتش اسافر عشان خايفه على والدتي فين الغلط في كده 

لوي شفته بسخرية وهو يقول بصوت جاد

=ما هو لازم يقول لك كده يا ندى امال مفكره هيقول لك عجبتني و حسيت ان انا عاوزها! عشان كده قربت منها.. ما فيش راجل بيعترف بخيانته! عشان هي ملهاش مبرر ولو كنتي برده سافرتي معاه كان اول ما يشوفها وتعجبه هيقرب.. انا اكتر واحد فاهمك قد ايه بتحبي والدتك وعاوزه تردلها الدين بتاع زمان انتٍ عملتي الصح سيبك منهم 

كانت ترتجف بالمعني الحرفي فلم تكن تتوقع منه تصرفه والاحتواء وتفهم حالها كهذا و لكنها وجدت في عينيه نظره بها كل معاني الأمان لتردد بين دموعها بتبرير 

= ايوه والله العظيم كده ماما تعبت عشاني كتير ليه ما تستاهلش ان انا فعلا اتنازل و اضحي عشانها و بس، على الاقل هي مش مستنيه مقابل للتضحيه دي ولا بتطلبها مني 
رغم ان ده حقها عليا.. انا تعبت أوي كله بيضغط عليا وعمالين يتكلموا على احتياجات الراجل و كأني ما ليش احتياجات زيه.. حرام عليهم بجد مش مسامحاهم.. انا كان بيجي عليا وقت اقفل على نفسي الاوضه واعيط وانا مش عارفه ليه .

شعر شريف بها فتنهد بعمق ثم رد عليها بخشونة

= بس يا حبيبتي اهدي خلاص، انا جنبك هنا ومصدقك.. ما تسمعيش ليهم انتٍ صح والدتك وده اللي ربنا امرك بيه فين الغلط في كده 

تقوس ثغرها ببسمة باهته وقد شعرت أخيرا الآن بأنها إنسانة لها اسم وكيان وكانت على صدق طوال هذه الفتره، امسك يديها وهذه المره لم تعارض؟ لذلك هتف مشجع نفسه 

= تعالي نقعد تحت في العربيه زي ما قلتلك المره اللي فاتت... ما حدش هيشوفنا ما تخافيش واتكلمي وفضفضي براحتك، عشان خاطري يا ندى ما ترفضيش ومش هسمحلك المره دي أصلا ترفضي ولا تسمحي للضغط بتاعهم يدمرك.. انا ابقى فعلا مش بحبك لو سبتك كده .

❈-❈-❈

أخيرا فعلت كما أمرها وتهالكت يديها للأسفل مغمضة العينين لتسير معه دون اعتراض.. و في السيارة استرسلت مرددة بصوت حزين للغاية 

= انا طلبت الطلاق فعلا وهو شكله موافق بيعني من كله ما هنش عليه حتى يتمسك بيا او يقولي اسف، ده انا اللي متخانه انا مش فاهمه البني ادم ده انا كنت معاشره ازاي.. بس اللي مخليه لحد دلوقتي ما عملهاش بسبب والدته إللي مصممه ان احنا نكمل . 

ابتسم باستخفاف من ضعفها امام تلك العائله بالرغم من انهم المخطئين ليقول بصوته الخشن بعدم رضا 

=وانتٍ تسمحيلها ليه تتحكم فيكي هي كمان، آه تقريبا كده فهمت انتٍ ولا في دماغها ولا حاجه هي بس عشان احفادها هيكونوا جنبها حاجه من ريحه الحبايب ما هي عارفه ان ابنها حتي بعد الطلاق هيسافر.. ومن ناحيه تانيه تلاقيها عشان تتحكم فيكي هي كمان وما تخليكيش تتجوزي واحد يربي احفادها غيرها . 

عقدت حاجيبها للاعلي بتعجب وهي تتسائل بحزن

= تفتكر وانا اللي كنت فاكراها زي والدتي و خايفه عليا! لا و جاية بكل ثقه تقولي لو انتٍ اللي مكانه برده هعمل كده ست كدابه طبعاً ابنها في النهايه هتدافع عنه وهتيجي عليا.. انا لحد دلوقتي مش قادره اقول لماما اصلا عشان ما تحسش بالذنب، عشان كده تعبانه أوي و حاسه نفسي مش قادره ومش لاقيه ولا حد اتكلم معاه يكون فاهمني حتى رحمه مش بقول لها كل حاجه عشان هي كمان ساعات بتقول زيهم وما حدش فاهمني خالص 

أطبق جفنيه بعنف، مغمغماً من أسفل أسنانه بعتاب

= وانا رحت فين من زمان وانا بفهمك فاكره! 
مش كنتي ياما بتشكيلي ان والدك غيابه ماثر عليكي ازاي ومهما والدتك جنبك برده هيفضل في جزء فراغ جواكي.. و لما حاولتي تشتكي قالوا لك احمدي ربنا ان امك موجوده.. بس انا فهمتك في اللحظه دي واحتويتك صح وانتٍ قلتي كده بنفسك.

تنهدت باستسلام وقالت وفي عينيها بريق خاص له

=صح انت الوحيد اللي في حياتي كلها كان فاهمني وما قابلتش زيك.

❈-❈-❈

بعد مرور شهر، بدأت العلاقة بين ندى و شريف تعود إلى حد ما مثل سابقآ. كانا يتحدثان كثيرًا مع بعضهما البعض وتزايدت لقاءاتهما في الشركة أو خارجها، وكان شريف دائمًا يشجع ندى على طلب الطلاق والانفصال عن زوجها، ويعدها بالزواج منها والاعتناء بأطفالها، مؤكدًا أنه لا يمانع في تحمل مسؤوليتهم معًا. 

لم تكن ندى تعرف ماذا تحتاج أكثر من ذلك لتقول "لا". فمصعب منذ رحيله لدي اقاربة، لم يتصل بها أو يحاول إصلاح ما أفسده، كما أنه لا يرى نفسه مخطئًا من الأساس.

لكن حماتها كانت دائمًا توقفها عن ذلك و تجبرها على التفكير مرة أخرى، معتبرةً أن ما يمر به مجرد نزوة وتطلب منها أن تسامحه. لكن كيف يمكنها نسيان ألم الخيانة؟ فلم يعد لديها ثقة به خاصةً أنه وجد لنفسه مبررات، مما يعني أنه قد يكرر ذلك مرة أخرى.

ومن جهة أخرى، بدأت تشعر بأن شريف رجل حقيقي وما زالت مشاعرها القديمة تجاهه تسكن داخلها أو ربما تجددت. فهو لم يتركها في أزمتها أبدًا ورغم كل ما حدث، لا يزال يرغب بها.. بدأت تشعر بالندم على ما فعلته في الماضي وتمنت لو أنها انتظرت قليلاً ولم تتسرع في الزواج من مصعب ولم تفكر فيه بتلك الطريقة السيئة وأنه كان يتسلى بها ولم يتزوجها.

فعندما تكون معه، كانت تسترق النظر إلى ملامحه المتجهمة بسبب غيرته من زوجها وحزنه على حالها وكان يخبرها بأنها هشة فكيف تتحمل كل هذا الجفاء منه؟ 

و بدأت تتساءل داخلها: هل التفهم والعطف الذي يقدمه لها حقيقي ومتأصل دائمًا؟ كيف لم ترَ كل هذا الحب منه من قبل؟ لو كانت قد رأته لما تركته أبدًا. يكفي أنه حتى الآن لم يتزوج غيرها وما زال يتذكرها وينتظر أي فرصة للتقرب منها من جديد واستعادة العلاقة بينهما.

حمدت الله في سرها أنها أحسنت الإختيار هذه المرة، وستكون بين يدي رجل يراعيها رغم كل ما مرّا به ويملك قلباً حنوناً ومعطاءً. لكن دائماً ما يراودها شعور بأن تكون خائنة مثل زوجها.

وفي احد المرات كانت متغيبه عن شريف اسبوع ولم تجيب على اتصالاته حتي، لذا عند رآها بالشركه سألها شريف بلطف وهو يحرر كتفها من ذراعه بأمر منها خوفاً ان يراهم أحد 

= وحشتيني ما ردتيش عليا ليه امبارح مش الشهر اللي فات كنا على طول بنتصل ببعض.. انا اما صدقت اننا رجعنا نتكلم زي زمان ونفضفض

توترت بالأول بضعف فغمغمت بصوتٍ متذبذب وبرجاء 

= شريف عشان خاطري قلت لك بلاش الكلام ده ما تنساش ان انا واحده متجوزه، حتى لو ايه لازم نحط حدود ما بينا .

أحمر وجهه من الضيق وصدها المستمر أحيانا ليقول بصوت مرير

= خلاص اسف مش هقول كده تاني بس يا ريت وانتٍ بتفكري بالحدود إللي ما بينا تفتكري كمان ان انتٍ يعتبر عشمتيني! وانا تعبت انا لحم ودمي زيك على فكره وبحس.. ما تبقيش انانيه تاخدي اللي انتٍ عاوزاه وما تديش وانا ما طلبتش حاجه غلط من اول يوم عمال اقول لك عايزه اتجوزك وتطلقي من جوزك ونتجوز 

رفعت رأسها له بعدم تصديق وحزن قائلة 

= انا انانيه يا شريف! حتى انت كمان بقيت زيهم الله يسامحك بس انا بجد حاسه نفسي في متاهه ومش عارفه فين الصح والغلط، ومش راضيه على العلاقه دي كلها بس في نفس الوقت مش قادره أبعد 

جلس على أقرب مقعد أمامها وتحدث قائلاً 
بصدمة واتهام 

=تبعدي! حرام عليكي يا ندى في ايه بجد سبتني زمان وسامحتك فضلت عايش على ذكرياتك وما اتجوزتش واول ما شفتك من تاني اديت أمل لنفسي حتى وانتٍ متجوزه ومخلفه ومستعد اقبلك كده.. ولما حسيتك تعبانه احتويتك من تاني؟ وكل ده وانا برده اللي غلطان وانا اللي هتساب! هو انتٍ اتعودتي تجرحيني خلاص 

بدت مجهدة أكثر منه بكثير وخفقات قلبها تطرق بعنف قوي، لترد بخفوت خائف

= شريف انا مش قصدي بس انت مش فاهم الشهر ده عدى عليا ازاي وطنط عماله تضغط عليا عشان اسامح ومش مديني حتى فرصه للرفض.. والبيه أمه بعتته يقعد عند ابن خالته عشان ما نتواجهش ونتخانق انا ما شفتش بجاحه كده كل ما يشوفني بدل ما يغلط نفسه لا يقول انا لسه على موقفي اعترفي انك غلطانه زيي وانا ساعتها هقعد ونفكر نشوف حل.

صك شريف على أسنانه، وهب واقفاً وهو يقول بتحدي

= انتٍ اللي عامله في نفسك كده وتستاهلي بصراحه، لو عايزه تطلقي هتعمليها فبلاش لف ودوران بس انتٍ اللي لسه مديه لنفسك أمل.. هي المحكمه قصرت معاكي في حاجه ولا انك تتصلي بي بعيد عن امه وتتفقي على الطلاق ما تردي؟؟. 

ابتلعت لعابها بصعوبه وحدثته برجاء باكٍ يفتت القلب

= مش هنكر صح بس انا خايفه على ولادي طول الوقت طنط مديحه عماله ترمي كلام ان الاولاد هيتدمروا نفسيا اكتر،و دول يستاهلوا مني بصراحه تضحيه برده ما تبصليش كده انا مش بقول هرجعله انا مش قادره اسامح ومش هسامح.. بس انا مش عارفه موقفي هيكون إيه بعد الطلاق.. وفي نفس الوقت اللي مخليني لحد دلوقتي مش عاوزه اديك امل وببعد شويه واقرب ان انا مش عايزه اتحط في نفس الحته وابقى ست خاينه .

هز رأسه بيأس ومسح على شعره بقوه كادت ان تقتلعه من جذوره متحدثاً من أسفل أسنانه

= احنا مش هنعمل حاجه غلط هنتجوز وقلت لك مش هسيبك، اما من ناحيه العشم فانتٍ خلاص عشمتيني واديتيني امل وبتوجعيني بيه دلوقتي كمان.. بس بصراحه برده انا اللي استاهل جايبه لنفسي انتٍ معاكي حق انا اللي بعشم نفسي على الفاضي لكن انتٍ عمرك حتى ما بليتي ريقي بكلمه و لسه متمسك على الفاضي بذمتك شفتي واحد اهبل زيي. 

هزت رأسها بقله حيله بابتسامه باهته من بين دموعها، مما جعله يصيب بخيبة أمل كبيرة وحسرة مرددًا 

= حاضر يا ندى اوعدك دي هتكون آخر مره هتشوفيني حتى الشركه هطلب اني اتنقل في مكان تاني زي ما قلتلي اول مره لما شفتيني لو عاوزنا نكمل مع بعض كازمايل كمل في الشغل انما لو دماغك هتوديك لحاجه ثانيه اتنقل احسن.. بس انا اللي ما فهمتش.

❈-❈-❈

لقد مر أسبوعان منذ أن اختفى شريف من حياتها ولم يرد على اتصالاتها أو يأتي إلى الشركة! لم تعد تراه أو تتحدث معه لتخفف عن نفسها اختفى تماماً من حياتها، ولا تفهم إن كان ماكراً يلعب بمشاعرها بعد أن تعلقّت به، أو أنه يضغط عليها بهذه الطريقة لتستسلم وتنفصل عن زوجها ويتزوجاون .

أفاقت على صوت صديقتها رحمه وهي تتساءل باهتمام

= مالك يا ندى سرحانه بقالك اسبوع على الحال ده لسه برده مشاكل البيت، يا بنتي ما تسمعي كلامنا فرصه واحده ولو عملها تاني اعملي اللي انتٍ عاوزاه.. اكثريه الرجاله طبعها كده بالذات الغربه بس بلاش تخربي بيتك.

إجابتها ندى بقلق بادي على ملامحها والتوتر

=بقول لك ايه هو انتٍ مش ملاحظه ان استاذ شريف بقيله اكتر من اسبوع مش بيجي هنا 
انا بتكلم يعني على الشغل ان احنا شايلينه كتير لوحدنا وهو ولا قدم اعتذار ولا قال سبب غيابه.

عقدت حاجيبها باستغراب وهي تردد بعدم اكترثه

=من قال انه ما قالش سبب غيابه؟ سمعت أنه طلب نقل من هنا بس احنا عشان في ضغط شغل المدير قاله استنى شويه بس هو اضطر يطلب أجازه بس ما اعرفش ليه .

❈-❈-❈

في منزل مديحة كانت ندى تجلس مع أطفالها
بشرود تفكر بحالها وتجاهل شريف لها، بالاخص عندما علمت بانه بالفعل سيختفي من حياتها بلا رجعه... ترقرقت أعينها بالعبرات وبصوت متحشرج قالت لنفسها 

= وبعدها لك يا ندى؟ متمسكه ليه باللي مش بيحبك وبايعي وسايبه اللي شريكي؟ اديكي حتى خسرتي آخر امل كان ممكن بعد الطلاق تحسي انك بني ادمه معاه.. طب هو انا فعلا هسيبه انا متمسكه ليه بالخاين ده كله عشان عيالي.

وفي ذلك الأثناء تفاجأت بابن خاله زوجها هنا بالمنزل مسحت دموعها بسرعه ونهضت ليقترب مرددًا بود 

= ازيك يا مدام ندى أخبار الاولاد ايه واخبار مصعب بقيلي كتير مش بشوفه هو مش بينزل برده إجازات 

نظرت إليه بأعين صادمة وهي تردد باستفسار

= نعم هو مش المفروض قاعد عندكم الفتره دي؟ 

توترت حماتها في تلك اللحظه لأن كذبتها قد انكشفت، بينما الآخر عقد حاجيبة باستغراب وهو يقول بعدم فهم

= عندنا ازاي مش فاهم؟ انا لسه كنت بزور خالتي عشان بقيلي كتير مش بشوفهم انما مصعب اخر مره شفته من حوالي سنه ونص كده.. هو في حاجه انا ما اعرفهاش 

اعتلت ملامح ندى الدهشه، وتحدثت قائله بخيبة مريرة 

= اللي ما تعرفوش ان ابن خالتك ده واحد ما عندوش دم ولا احساس اكيد طبعا سافر وانتٍ كنتي بتداري عليه يا طنط، صعبان عليه حتى يقعد يصلح الموقف اللي هببه.. انا طالعه احسن شقتي احسن انا خلاص جبت اخري منكم كلكم.

رحلت ندى الى المنزل بالاعلى وبعد ان اغلقت الباب ظهرت ابتسامتها المريرة ولمعت الحزن بعينيها.. وبدأت تنظر حولها بضياع وتشدد وهي تتنهد بتكفير متعباً، ثم بعد ذلك اخرجت الهاتف وارسلت الى شريف رساله صوتيه على امل ان يرد عليها هذه المره فهي بحاجه اليه بشده 

= وبعدها لك يا شريف ممكن ترد عليا طب اسمعني بس! انا عندي ليك اخبار هتفرحك على فكره.. بس رد عليا، والله عرفت قيمتك انا الأيام اللي فاتت تعبانه أوي لما اختفيت من حياتي تاني .

أخفضت عينيها بحزن شديد ويأس وقد شعرت بانها اضاعته من جديد، لكن سرعان ما جدد لها الأمل عندما اتصل بها لتجيب بسرعه بلهفه شديده 

=شريف.

انتظرت ثواني حتى ذعرت و شحب وجهها عندما سمعته يرجوها هامس بصوت مرهق

= الو يا ندى انا تعبانه أوي في البيت ومش قادر، انا ما اقدرش ازعل منك اصلا! بس مش عارف تعبان أوي المره دي ليه و لوحدي.. ندى انا محتاجلك أوي ما تجيلي وتجيبيلي معاكي العلاج . 

❈-❈-❈

تناول زجاجه الخمر واخذ يتجرع منها بنهم على غير العاده عله يطفي لهيب قلبه المشتعل بنيران الغضب والحنق بينما اشعلت الأخري سيجاره واخذت تسحب منها الدخان الاسود تملئ به رئتيها، نظر اليها وهو لا يصدق بأنه عاد مره اخرى لها بمنتهى البساطه

رغم كل الوعود التي قطعها على نفسه أو مع والدته، بدأ يتساءل هل كانت ندى محقة في أنه سيظل رخيصاً ويبحث عن أشخاص مثله؟ فعندما طلب من الأخرى لم تعارضه بل رحبت به بشدة.

والآن، هو في منزله الذي بناه لزوجته وأطفاله، يلوثه أيضاً بتصرفاته السيئة.

يبدو أنه يسير في طريق خاطئ يعرف ذلك، لكنه لم يجد بديلاً سوى هذه العلاقة، فهو يشعر دائماً بالحاجة في أضعف حالاته، خاصة بعد أن بدأ الجميع يتجه ضده وهو المخطئ الوحيد. لكن لمن يندم ويبكي، وهو من أوقع نفسه في هذا الموقف من الأساس.

اقترب منها بخطوات متمهله وعينيه تلتهمها التهاماً، لتقبله وجنتيه بنعومه ليتحدث ببطء هامساً بانفاس ملتهبه بنيران الغضب والرغبه

= عارفه ان انا كان مفروض دلوقتي اول ما أرجع ارزعك قلم على المصايب اللي عملتها لي هناك؟ بس لقيت نفسي برجع و بضعف تاني 

تطلعت نرمين فيه بنظرات رغبة وعلي ثغرها ترتسم ضحكه خبيثة 

= وماله يا حبيبي مش بيقولوا ضرب الحبيب زي اكل الزبيب مقبوله منك.. بس مش يلا بقى عشان ندخل جوه ولا هتقضيها شرب وكلام على مراتك اللي مش عاوزه تمايل دماغها وتهتم بيك ربع الاهتمام اللي انا بهتمه.. ما تسيبك منها وتعالى نتجوز طالما بتزعل أوي ان احنا بنعملها في الحرام .

تطلع نحوها بصدمة وغموض... بينما 
اقتربت الأخري منه لتصبح بين يديه مطوقه عنقه بذراعيها هامسه امام شفتيه بلوم 

= ساكت ليه بتفكر فكر يا حبيبي براحتك؟ من ساعه ما رجعت من بره وسكوتك الغامض ده قلت انك مرقد لي على مصيبه ومتجاهلني لحد النهارده ما صدقتش نفسي لما قلتلي لسه ليا مكان بحياتك.

أخفض رأسه بإحباط وخزي وهو يردد بصوت ضعيف متعباً

= تعبت ومحتاج حد حتى لو افضفض معاه؟ ماما حلفت ما تكلمني تاني غير لما اصالح الهانم اللي لما صدقت عشان تطلع عليا القديم والجديد.. عارفه البيت اللي احنا فيه ده بنيته حته حته على امل انها تيجي هي والأولاد فيه وانتٍ اول ست تدخله ده حتى ما صدقتش ان انا اول مره اخونها .

كتمت غيظها و تذمرت علي تلك الاجواء الكئيبه ثم اعتدلت لتنهض وهتفت تسترضيه بدلال 

=ممم.. يعني انت جايبنا هنا عشان نقعد نفضفض بس ولا ايه تعالى بقى يلا.. تعالى 
وانا انسهملك كلهم .

❈-❈-❈

في نفس التوقيت بالضبط لدي ندى التي كانت وصلت الى منزل شريف حاولت إقناع نفسها طول الطريق بانها ستعطي إياه الدواء وترحل على الفور فهو مريض ويحتاجها، بينما كانت تركت اولادها مع حماتها واخبرتها باختصار بأنها ستذهب الى صديقتها المريضه وتاتي بسرعة.

لا تعرف متى أصبحت متهوره هكذا وتتحرك خلف مشاعرها دون تفكير بالعواقب.. لكن بنهاية الأمر وصلت أمام باب المنزل ما أن فتح شريف لها اتسعت عينا وهو يقول بابتسامة عريضة بلا تصدق

= ندى انتٍ جيتي فعلا انا مش مصدق نفسي 
تعالي يا حبيبتي ادخلي، تعالي وبالمره تتفرجي على بيتك واللي هيكون عش الزوجيه ليكي انتٍ والأولاد.

ابتلعت ما في جوفها واستجمعت شجعاعتها وهتفت بقلق عليه 

= شكلك تعبان خالص خذ العلاج وانا هستناك تحت .

لكن بسرعه اقترب يمسك كلتا كتفيها هادرًا وهو يمعن النظر في وجهها

= يا ندى هو انتٍ شايفه فيا حيل عشان انزل تحت وبعدين انتٍ عاوزه اللي ما شفناش يشوفنا تعالي جوه أمان ما تخافيش الا بقى 
لو خايفه مني.

أغمضت عينيها واستسلمت لقربه منها مدمدمه بلا وعي

= أكيد مش هخاف من الإنسان اللي هامن عليه نفسي واولادي معاه! بالذات بعد ما وفقت خلاص ان احنا نتجوز واتطلق من جوزي . 

فطرحت عيناه عدم الاستيعاب والتساؤلات قبل لسانه وهو يسألها بلهفة 

= بتتكلمي بجد ولا بتهزري؟ بجد يا ندى وافقتي ان احنا خلاص نتجوز وهتطلقي اخيرا ولا دي تخاريف المرض اللي انا فيه 

إجابته ندى نافية بحسم نبع من روحها التي ارهقت من ألم الخيانه ومشاعرها القديمة 

= مش تخريف ولا حاجه دي حقيقه وده الصح اللي كان لازم اعمله من زمان مش هكمل تاني مره في علاقه متدمره من الاساس.. ولا انا عاوزه ولا هو عاوزني.. بس انا حاليا عارفه انا عاوزه ايه عشان كده هصمم على الطلاق وان شاء الله هرفع قضيه خلع زي ما انت قلت و يبقى حد يقف قصادي ويفكر ياخد مني عيالي ولا يمانعني كفايه اللي استحملته زمان 

لم يستطيع تمالك نفسه من الفرحه واقترب منها أكثر وقد نسى تعبه وهو يجذبها إليه ويمسك كتفها مجدداً ليهمس بيحه رجوليه مليئه بالسعاده 

= يا حبيبتي أخيراً طلعتي عيني عشان توافقي بس تستاهلي محدش يعرف قيمتك غيري.. ولا جمالك اللي سحرني من اول يوم! ياااه يا ندى فاكره كلامنا وقربنا لبعض زمان أخيراً بجد هنتجمع تاني بعد كل السنين دي .

رمشت بعينيها بحرج وسعادة مثله فقد اخذت القرار ستنفصل عن مصعب مهما حدث ويكفي الى هنا.. ابتسمت ابتسامة مرتعشه عندما طبع قبله مطوله فوق جبينها مغمض العين متنهداً بارتياح وهي انكمشت بين أحضانه بخجل و قلق واستمروا علي هكذا وضع لفتره وعندما حاولت الإنسحاب...

تصلب جسدها فجأة بين ذراعيه بصدمة كبيرة و توتر فشعر بها علي الفور وفي ثواني كان ينحني ليخطف شفتيها في قبلة عميقه بينما يشرف عليها بجسده الرجولي ويحاصرها بشفتاه وبانفاسه الساخنه التي تلهب بشرتها بنيران شوقه.

كان كلما ترك شفتاها لابتعادها بخوف يعود و يلتقطها مجدداً بشغف ورغبة وكانت هي تائهه بين ذراعيه ومتخبطه بين العقل والاحتياج.. 
واندفعت في نفسها لتلقي بتساؤلاتها المستنكرة من متى وهي بذلك الضعف والاشمئزاز والحقاره 

ولكن بنفس الوقت لم تستطيع الامتناع و ضعفت مع الاسف.. فهناك شيء ما لا يبدو طبيعياً أثناء قربه منها، لماذا لا يعذبها مثل زوجها؟ لماذا همساته حنونة ولمساته في غاية النعومة و تلك كانت نقطه ضعفها؟ 

جعلتها متخبطة بخوفها وذعرها من شخص يعاملها بحنان واحتواء للمرة الأولى في حياتها.. ولكن لا يُدعى زوجها في النهايه و
ذلك خطأ. لذلك هتفت باسمة بصوت منخفض بحذر و ارتباك بينما اجابها بهمهمه وهو مازال علي وضعه 

=بحبك.. بحبك أوي.. تعالي ندخل جوه أحسن و...

= نـــــدى!. 

وقفوا الإثنين فجأة قبل أن يدخلون للداخل فتخشب جسد ندى المرتعش وشهقت مغمضة العينين عندما سمعت صوت حماتها من الخلف، 
بينما اختلج شيء ملامحها وقد شعرت بالغثيان من ذلك المنظر لتردف متمتمه بوجه محتقن

= استنوا عندكم انتم الإثنين! هي دي يا ندى صاحبتك المريضه اللي نازله تشوفيها و خليتيني اطلع اخد بالي من العيال عقبال ما ترجعيلهم بعد ما تخوني جوزك انتٍ كمان.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1