![]() |
رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم نورهان ال عشري
اقترب مراد من يوسف الذي كان يمازحه و عانقه بشده قبل أن يقول بصدق
" وحشتني يا ابن اخويا ."
يوسف بمزاح
" و لو اني شاكك في الموضوع دا بس وانت كمان ليك وحشه ."
قطب مراد أحدي حاجبيه قبل أن يقول بعتب
" عيب تقول كدا يا يوسف دانتا ابني الكبير متنساش اني كنت في فترة من الفترات اقرب حد ليك "
يوسف بسخريه
" انا مبنساش يا عمي بس الظاهر انت الي نسيت ."
مراد بتذمر
" متأفلمش بقي مكنوش كلمتين قولتهملك و أنا متضايق .."
يوسف بسخريه
" هما كانوا كلمتين فعلا .. المهم طمني ايه الدنيا ؟"
مراد بحماس
" كل حاجه هنا جهزت و تمام التمام .. بس مستنيك تشوف و تقول لو في حاجه ناقصه "
يوسف بغموض
" و هناك ؟"
مراد بابتسامه
" و هناك بردو كل حاجه ماشيه زي مانتا مرتبلها .. متقلقش "
يوسف
تمام.. طيارة جاك قدامها قد ايه و توصل ؟"
نظر مراد في ساعته قبل أن يقول
" اربع ساعات بالظبط .. تريح شويه و بعدين تشوف لو في حاجه عايزة تتظبط .."
يوسف بغموض
" مفيش وقت للراحه .. في حاجات تانيه اهم !*
اختتم جملته تزامنا مع رنين الهاتف بجيبه فأجاب و علي فمه إبتسامه واسعة عندما سمع حديث الطرف الآخر الذي قال
" يوسف بيه راغب عرف بالي حصل لشحنه السلاح و هيتجنن قالب عاليها واطيها و عمال يكلم نفسه .."
ارتسمت ابتسامه إرتياح علي وجهه قبل أن يقول بشراسه
" و لسه لما يعرف المفاجآت الي انا محضرهاله .. روح انت دلوقتي و اي جديد بلغني.."
كان في هذه الأثناء يستقل مراد السيارة بجانب يوسف الذي انهي محادثته ثم صعد الي كرسي السائق و أوشك علي إدارة السيارة قبل أن يقول مراد بأستفهام
" و ايه سر البسمه السعيده الي علي وشك دي ؟"
" دقيت اول مسمار في نعش الكلب .."
مراد بإستفهام
" تقصد ايه ."
أدار محرك السيارة ثم قال بهدوء
" هحكيلك "
في الليله الماضيه تحديدا في الثالثه صباحا توقفت ثلاث سيارات دفع رباعي على طريق (..) و ترجل منهم كلا من يوسف تلاه مازن تلاه أدهم الذي كان آخر من ترجل من سيارته و تجمعوا ثلاثتهم ليقف الثلاثه في مواجهه بعضهم البعض و نظر يوسف في ساعته قبل أن يوجه حديثه لأدهم بفظاظه
" جهزت المكان زي ما قولتلك ؟"
أدهم باختصار
" حصل بس ليه ؟"
يوسف بغموض
" هتعرف بعدين "
تدخل مازن بتذمر
" انت غيرت الخطه ليه يا يوسف مش قولنا هنغرقله الشحنه دي و يلبس هو تمنها قدامهم "
يوسف بجمود
" و أنا استفادت ايه لما يلبس هو تمنهم !"
أدهم باندفاع
" تبقي خسرته خسارة كبيرة اوي .. دا سلاح يا يوسف مش لعب اطفال !"
يوسف بسخريه
" طب قول لنفسك أنه سلاح و السلاح دا هو بيتاجر فيه من قبل ما حضرتك تتولد يعني نقل مليون شحنه زي دي و مهما كانت الشحنه دي غاليه هتكون نقطه في بحر ثروته .. و كمان انا عايزله نهايه تليق بوساخته .."
أوشك مازن علي الحديث و لكن ضوء سيارات قادمه أوقفه و أخذ ينتظر الثلاثه الي أن توقفت السيارات أمامهم و ترجل منهم ثلاث رجال من رجال يوسف حيوه بإحترام قبل أن يقول أحدهم و الذي لم يكن سوي ناصر رجل الحراسه الاول لديه
" كله تمام يا يوسف بيه .. استلمنا الشحنه و تممنا عليها .."
يوسف بإستفهام
" و كلابه فين ؟؟"
" اتعاملنا معاهم زي ما حضرتك أمرت .."
يوسف بإستحسان
" تسلم ايديكوا يا رجاله .."
وجه يوسف أنظاره الي كلا من مازن و أدهم قائلا
" يالا عشان دورنا جه .."
و بالفعل أخذوا الشحنه الي تلك المخازن و قد كان هناك من ينتظرهم فأشرفوا علي افراغها و غلق المخازن جيدا ثم وجه يوسف أنظاره لأحدهم قائلا
" مش هنسالك الجميل دا طول حياتي .. و هردهولك في اقرب وقت .."
شخص مجهول
" متقولش الكلام دا مفيش بينا جمايل .."
بااااك
مراد بفخر و هو يربت علي كتف يوسف ا
" اسد يا ابني والله .. ابن الحسيني بصحيح .."
يوسف بتوعد
" و لسه التقيل جاي ورا .. دي اول خبطه .."
مر شئ علي بال مراد فقال بإستفهام
" بس قولي انت ليه حطيت السلاح في المخازن دي بالذات ؟ كدا مش خطر علينا ؟"
يوسف باستفهام
" ليه و احنا مالنا ؟"
" يا ابني مش المخازن دي بتاعتنا ؟"
وجه يوسف أنظاره الي الطريق أمامه ثم تحدث قائلا بسخريه
" بتاعتنا لكن مش باسمنا !"
*****************
كان راغب يدور في الغرفه كمن مسه الجنون يكسر في كل شئ حوله و هو يصيح غاضبا منذ أن هاتفه رجاله يخبرونه بأن الشحنه خرجت من الميناء و لكنها لم تصل للمكان المتفق عليه فجن جنونه و قد ظل لتلك الساعه يبحث بكل مكان عن شحنته و رجاله و لكنه لم يجد شئ .
أخذت سميرة تنظر إليه برعب من مظهره الذي جعلها لا تستطع التفوه بحرف واحد لتنقذها طرقات فاتح علي الباب الذي ما أن دخل حتي توجه إليه راغب قائلا بأمل
" في جديد ؟"
فاتح بخيبه امل
" للأسف مفيش جديد .. "
راغب بصراخ
" يعني ايه ؟ فص ملح و داب ؟"
فاتح بتعجب
" حضرتك احنا قلبنا الدنيا مفيش آثر لا للشحنه و لا لرجالتنا .. "
كان حديثه كالوقود لغضبه الجحيمي فقام بالإطاحه بكل شئ علي طاوله الشراب الخاصه به و هو يرغي و يزبد ثم توجه بغضب الي المكتب و التقط هاتفه ليجري اتصال ما و عندما لم يتلقي اي اجابه قام برمي الهاتف ليتحطم الي أشلاء و هو يصرخ قائلا بإنفعال
" و الحيوان دا مابيردش ليه ؟؟"
انتفضت سميرة في مكانها من فعلته و قالت بإرتباك
" اهدي يا راغب شويه .. يمكن وراه اي مصلحه .. شويه و كلمه تاني .."
راغب بصراخ
" و انتي مال اهلك انتي اكتمي يا وش الفقر .."
ارتعبت سميرة من حديثه فقالت بإرتباك.
" انا خايفه علي صحتك انت من امبارح و انت عالحال دا .."
نظر إليها راغب بشر قبل أن يقول بغضب
" اخرسي مش عايز اسمع منك حرف واحد .. غوري اطلعي بره .. غوري "
ما أن سمعت حديثه حتي أطلقت قدميها للريح لتهرول للخارج هربا من ذلك المجنون الذي نظر إلي فاتح قائلا بحدة
" بقالنا سنين بنتاجر في السلاح و اول مرة يحصل معانا حاجه زي دي .. دا ايه تفسيره !"
فاتح بإختصار
" أن في خاين في وسطنا "
راغب بحنق
" و مين ابن ال****** و أنا **** أمه "
فاتح بهدوء
" لسه قايل أننا بقالنا سنين في الشغلانه دي و اول مرة يحصل كدا يبقي السؤال هنا مين الي دخل جديد وسطنا و من بعد كدا الدنيا باظت .."
راغب بتفكير
" مين دخل جديد وسطنا .. اه انت تقصد سميرة !! دي معتوهه و لا تقدر تفكر لأبعد من تحت رجليها دي آخرها تقعد تكايد في النسوان متقدرش تعمل حاجه زي دي أبدا "
فاتح بنبرة ذات مغزي
" ما يمكن مش لوحدها !"
راغب بشك
" تقصد ايه ؟"
" اقصد أن الي حصل دا مش اي حد يقدر يعمله حتي الحكومه لازم يكون حصل من جوا و الي عمل كدا و بالجرأة دي عارف انك مستحيل تشك فيه .. "
راغب بنفاذ صبر
" بقولك ايه قول الي عندك علي طول انا مش فايق لألغازك "
" الشحنه دي معروف مين بينزلها البلد و الي هياخدها يبقي بيحكم علي نفسه بالإعدام لإنك اكيد هتعرفه و هتخلص عليه و كمان اكيد هو عارف أنه عمره ما هيقدر يوزعها و ياخد تمنها عشان بردو هتعرفه و هتخلص عليه . و في الحالتين يبقي مجنون و بيودي نفسه النار برجليه .. "
راغب بإقرار
" اه صح .. دا مجنون فعلا .."
فاتح بنبرة ذات مغزي
" او عاقل اوي و عايز يخلص منك فيخسرك الي ساندينك أو يخليهم هما يخلصوا عليك !"
هب راغب من مكانه قائلا برعب
" صح .. مين ابن ال***** دا ؟"
فاتح بهدوء
" فكر و شوف مين عارف الي وراك و يقدر يعمل كدا من غير ما يسيب وراه اي اثر و في نفس الوقت عايز يخلص منك بالطريقه دي ؟ و في نفس الوقت عارف سميرة و ممكن يخليها تساعده !"
أخذ راغب يفكر و قد بدأ الشك يغزو عقله في هوية ذلك الشخص الماكر لتلك الدرجه و التي يريد أن ينهيه بتلك الطريقه البشعه فاضاء عقله فجأة بفكرة شيطانيه جعلت الدماء تفور في عروقه فخرجت الحروف من فمه تقطر شرا
" هو مفيش غيره الكلب رائد .."
****************
كان رائد يجلس علي طاوله في ذلك المقهي القدييم الي كان دائما ما يفضل الجلوس به قبل سنوات ليفكر و يخطط كيف يبدأ إنتقامه و كيف سيبدأ ذلك الطريق الطويل الذي يجد نفسه الآن شارف علي نهايته و ها هو يوم واحد يفصله عن تنفيذ ضربته القاضيه و التي سيعقبها تغيير جزري في حياته و لأول مرة سينام براحه عندما يقضي علي تلك العائله و يأخذ كل شئ يملكونه و يذيقهم من ويلات ما اذاقوه حاليا و والده سابقا و الذي عندما جاء ذكره علي باله شعر بأن هناك قبضه قويه اعتصرت قلبه شفقه و حزنا علي ذلك الرجل البائس الذي تلقي الخيانه علي يد اعز و أقرب الناس إليه بدأً من عمه الي والدته التي للآن لا يعرف اين هيا و قد كلف أحدهم بالبحث عنها بالرغم من غضبه منها و لكنها لازالت والدته التي كان يتمني لسنوات بأن يرتمي بين ذراعيها ليشعر بالأمان مرة واحده بحياته البائسه ليتذكر كيف أنه عثر عليها بعد أن ظن لسنوات بأنها ميته
فلاش باك
كان رائد كثيرا ما يجلس في هذا المقهي المفضل له ليختلي بنفسه و يفكر في حياته و ماضيه و حاضره و إنتقامه الي أن جاء ذلك اليوم الذي كان يحتسي فيه قهوته و هو ينظر إلي المطر المنهمر في الخارج ذلك المشهد الذي لا يمل منه و الذي كثيرا ما يسرح معه و لا ينتبه الي الوقت و لكنه اليوم مجبرا للعودة باكرا نظرا لسفره المفاجئ الي مصر ليقوم مكرها يدفع حساب قهوته و يتوجه الي الخارج و عند مروره بباب المقهي اصطدم بأحدهم و الذي كان يرتدي معطف ثقيل و فوقه شال من الصوف يخفي ملامحه و قبعه من نفس خامة الشال تخفي الباقي من وجهه فلم يظهر له سوي عيناه التي نظرت اليه بقوة قبل أن يقول بإنجليزية متقنه
" اعتذر سيدي ."
لم يتح له الفرصه للرد عليه فقد اندفع الشخص الي الخارج تاركا رائد يفكر في أمر ذلك الرجل و نظراته الذي شعر بأن بها شئ و لكنه كان قد نسي ذلك الأمر عندما وصل إلي شقته و قام بخلع معطفه و تلاه باقي ملابسه و توجه إلي السرير مباشرة لينام و لكن يداهمه كالعادة كابوسه المزعج و مظهر والده ملقي علي الأرض غارقا في دماؤه لينهض مذعورا لاهثا فظل علي حاله لدقائق قبل أن يقرر بأن يشرب سيجارة علها تهدأ من روعه فأخذ يبحث عن علبه سجائره فلم يجدها فنظر إلي المعطف الملتقي علي الأرض و قام بإلتقاطه باحثا بجيوبه علي مبتغاه و بالفعل وجد سجائره و معها ورقه بيضاء مطويه أثارت فضوله ففتحها ليجد بها ما صدمه
" انتظرك في الغد الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل بجانب مقهي (...) الأمر يخص والدتك ناهد .. لا تخبر احدا و خاصتا ذلك الشيطان الذي يدعي راغب !"
صدمه قويه انتابته لدي قرائته اسم والدته وأخذ يفكر طوال الليل و اليوم الذي تلاه من وضع تلك الرساله بجيبه ليصل الي حقيقة بأن ذلك الشخص الذي اصطدم به و الذي ارتاب بنظراته حتما هو من وضعها و هنا جاء الميعاد المدون بالرساله و قد قرر بأنه يجب أن يذهب و يري ماذا يريد ذلك الشخص و قد كان قلبه رغما عنه تعلق باي شئ قد يكون من ذكري والدته االراحله ..
جلس رائد لمدة ثلاث ساعات في ذلك المقهي ينظر حوله و يتفرس في ملامح الجميع حتي يجد تلك العينان التي رآها البارحه و لكن لم يجد أحد و ظل منتظرا أن يظهر ذلك الشخص و لكن للاسف عاد بخفي حنين و هذا ما جعله يغضب بشده و تجلي ذلك في إغلاقه لباب سيارته بعنف فقد نوي المغادرة لشقته و هو يحمل خيبه جديدة سيضيفها الي خيباته المتعددة و عندما هم بإدارة السيارة شعر بشئ مؤلم يخترق أسفل عنقه لتدور الدنيا به و لم يعد يري شئ سوي سواد سحبه بعمق ليستيقظ بعدها بتعب في جميع أنحاء جسده عندما وجد نفسه ملقي بارضيه كوخ خشبي تدخله الشمس من كل مكان و قد كان الكوخ مكون من طابقين فصعد الي الطابق الاعلي ليري أن كان هناك أحد فوجد أحدهم نائم علي السرير الوحيد الموجود بالغرفه و مغروز بيديه مغزي فاقترب من ذلك النائم فتفاجئ بأنه امرأة جميله للغايه نائمه بهدوء فقام بالإقتراب منها لتجحظ عيناه بفعل الصدمه عندما وجد تلك المرأة لم تكن سوي والدته !
تقدم رائد تجاه السرير ببطئ ما أن استطاع التغلب علي صدمته و قام بمد يديه التي كانت ترتعش لتقترب من يدها تمسكها و هو يشعر بأن كل خليه في جسده تنتفض لا يعلم ماذا يشعر في تلك اللحظه فقد كان تنفسه حادا قويا يحكي مقدار صدمته و توتره و الذي زاد عندما لمست يده تلك الورقة للمطويه بجانب يد والدته فقام بإلتقاطها بلهفه و فتحها لتأتي صدمه آخري فوق رأسه حين قرأ حروفها اليت كانت بالعربيه
" دي والدتك لسه عايشه مامتتش معتقدش انك هتكون نستها بس انا بردو سبتلك صورة ليك معاها و انت صغير عشان تتأكد أنها هيا هتلاقيها تحت مخدتها .. بعد ما تفوق من صدمتك هتلاقي جمب الصورة تقرير عن حالتها الصحيه .. عشان تقدر تتعامل معاها .. اوعي تعرف عمك راغب أنها لسه عايشه عشان هيخلص عليها بمجرد ما يعرف زي ما خلص عالي قبلها . اتمني تعرف حقيقته في اقرب وقت ..اه متدورش عليا عشان عمرك ما هتلاقيني و في اللحظه الي انت بتقرأ فيها جوابي هكون في ابعد مكان في العالم ممكن خيالك يصورهولك .. انا كدا وصلت الامانه الي حافظت عليها السنين دي كلها.. الدور عليك تحافظ عليها.."
بااااااااك
زفر رائد بتعب من كل تلك الأحداث الغامضه و المرعبه التي تدور بحياته التي لم ينعم فيها يوما بالراحة منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي شهد مقتل والده و هو يعاني حتي عندما اشفقت عليه الحياة بظهور والدته كانت في عالم آخر لم يخرجها منه سوي حبيبته الخائنه التي تركته بمنتصف العذاب وحده و لم تشفق علي قلبه الذي كان يراها ملاذه في هذا العالم المظلم الذي يعيش به فمنذ رحيلها و هو لا يشعر بطعم اي شئ في هذه الحياة لتأتي حقيقه والدته و تجهز علي آخر امل له بأن يحيا بيوم من الأيام فقد انطفأت آخر شعله ضوء كانت يحتفظ بها في زوايا قلبه الذي أصبح معتم بارد لا يشعر بشئ حتي عند اقترابه من تنفيذ مخططه و الأخذ بثأره لا يشعر بالسعادة و كأن قدره بأن يحيا ألام أهل الأرض جميعا .. عند هذه الخاطرة سقطت دمعه من طرف عيناه تحكي مدي قهره اتبعها بإبتسامه باهته و هو ينظر إلي صورتها بالهاتف قبل أن يقول بصوت لا حياة به
" كنتي آخر امل ليا في الدنيا الي اتعودت تضربني في اكتر مكان بيوجعني و خدتك مني . مع اني مكنتش عايز منها اكتر من حضنك ! "
اتي رنين هاتفه ليخرجه من بحور عذابه و يظهر رقم عمه علي شاشة الهاتف فقام بإغلاقه علي الفور فهو لم يكن يحتمل شئ آخر يكفيه ما عاناه اليوم من ذكريات مريرة أقسمت علي أن تنهيه فلملم اشياؤه و قام بالتوجه الي غرفته تزامنا مع وصول رساله علي هاتفه فحواها
" حدث شئ طارئ سأتأخر في القدوم غذا لذا سنؤجل اجتماعنا لليوم التالي "
**************
كان أدهم يعمل علي جهاز اللاب توب الخاص به عندما انفتح بابه علي مصرعيه و كانت القادمه كاميليا التي قالت بصراخ من وسط بكائها
" انت ازاي متقوليش أن يوسف سافر ؟"
نظر أدهم الي مظهرها المزري فقد كان وجهها شاحبا لا حياة به و عيناها حمراء ذابله و تنفسها سريع و جسدها يرتعش فأشفق عليها للحظات قبل أن يقول بجمود
" هو الي طلب مني اعمل كدا "
كاميليا بصدمه
" طلب منك متقوليش ؟"
زفر أدهم بتعب قبل أن يقول موضحا
" مش انتي بالظبط بس اسرار شغلنا مينفعش تطلع بره "
كاميليا بغضب
" و هو سفره دا سر ؟"
أدهم بنفاذ صبر
" اسباب سفره يا كاميليا و ياريت نفضنا بقي من الفيلم الي انتي عملاه دا عشان ورايا شغل كتير .."
غضبت كاميليا كثيرا من حديثه فقالت بحده
" و هو المفروض هييجي امتا ؟"
أدهم بكذب
" معرفش !"
كاميليا بوهن
" يعني ممكن يتأخر ؟"
أدهم ببرود
" معرفش بردو !"
شعرت كاميليا بأنه يخفي عليها شئ فاقتربت منه ناظره الي عينيه قائلا بتحدي
" طب تمام انا عايزة اسافرله !"
نظر إليها أدهم بذهول سرعان ما تجاوزه قائلا بسخريه
" بطلي هزار و روحي شوفي الي وراكي "
كاميليا بغضب
" تصدق انا غلطانه اني جتلك بس احب اقولك اني مش عيله صغيرة و اقدر احجز تيكيت علي ألمانيا و اسافرله بمنتهي السهوله . و وقتها هيوريك هو الهزار الي بجد عامل ازاي ."
صُدِم أدهم من حديثها فنظر إليها بغضب قائلا بإستنكار
" ت أيه ياختي تسافريله ! كاميليا بطلي عبط و اقعدي استنيه لما ييجي احنا مش ناقصين بلاوي كفايه الي احنا فيها !"
كاميليا بسخريه
" لا انت هتشوف البلاوي الي بجد عشان والله يا أدهم هسافرله .. بس خليك فاكر موقفك دا معايا .."
أدهم بغيظ
" هو أيه الي خليك فاكر .. هو اي هبل يوسف مسافر في شغل مينفعش تروحيله هيا فسحه .."
كاميليا بصراخ و قد فقدت كل ذرة تعفل بداخلها
" هسافرله يعني هسافرله .. و محدش هيقدر يمنعني انا بقولك اهوة"
أدهم بغضب
" طب علي فكرة يوسف مش في المانيا و وريني هتسافريله ازاي .. و هتعرفي مكانه منين "
" يا حيوان يا زباله !"
كان هذا السُباب يخرج من غرام التي لجأت لها كاميليا بانهيار عندما لم تستطع أن تعرف من أدهم مكان يوسف فهاتفتها تستنجد بها علها تستطع مساعدتها و اتفقا علي أن يتقابلا في منزل غرام التي ما أن شاهدتها كاميليا حتي ارتمت في أحضانها تشكو لها ما حدث و بشعورها السئ تجاه تلك السفره و موقف أدهم منها فأخذت غرام تسبه لغيظها منه فردت عليها كاميليا من وسط دموعها
" عملت المستحيل معاه عشان يقولي يوسف فين مش راضي .. و أنا مش عارفه اعمل ايه .. هموت من القلق عليه يا غرام حاسه هيحصلي حاجه لو مروحتلوش .. بقي لما اخد قرار احكيله يسافر .. هو انا حظي ليه دايما وحش كدا .. "
احتضنتها غرام بحنان و هيا تقول لتهدئتها
" اهدي يا قلبي .. و متقوليش كدا بعد الشر عنك من اي حاجه وحشه .. و متقلقيش يوسف مش صغير و دي مش اول مرة يسافر يعني .. و بعدين مش الحيوان دا قالك أنه كويس و أنه في شغل ؟"
كاميليا بحزن
" ايوا قالي كدا بس قلبي مش مطمن.. انا مش هقدر اخسر يوسف يا غرام انا ممكن اموت فيها .. انتي متعرفيش هو عندي ايه .. دا اغلي حاجه في حياتي ..و كمان دي اول مرة يسافر و هو زعلان مني .. كل مرة لما بيكون مسافر لازم ييجي يحضني و يطمني أنه هيرجعلي و حضنه دا الي بيخليني اقدر اصبر علي بعده .."
حزنت غرام بشدة علي حالها و زاد حنقها علي أدهم فقالت بتصميم
" كاميليا بطلي عياط .. انا هساعدك تسافريله .."
انتفضت كاميليا من مكانها قائله بلهفه
" انتي بتتكلمي بجد يا غرام ؟'
غرام بصرامه
" ايوا بتكلم بجد .. انتي تقعدي هنا تشربيلك حاجه ساقعه تروق دمك كدا علي بال ما اروح مشوار صغير و ارجعلك .. "
لم تتح الفرصه لكاميليا بأن تستفسر عن شئ فقد التقطت حقيبتها و هاتفها و توجهت الي الخارج و هيا تجري مكالمه هاتفيه و ما أن أجابها الطرف الآخر حتي تجاهلت ضجيج قلبها و قالت بحزم
" أدهم . عايزة أشوفك دلوقتي .."
و بالفعل اقتربت غرام من تلك الطاوله التي كان يجلس عليها ينتظرها بفارغ الصبر فمنذ أن هاتفته تطلب مقابلته و هو يتلهف بشدة لرؤيتها متجاهلا معرفته السبب وراء طلبها هذا و لكنه لم يستطع منه قلبه من الرقص فرحا بأنه سوف يراها فهو يشتاقها كل دقيقه و لا يستطع التنفس سوي بوجودها و ها هيا كانت تطل عليه كالبدر في سماه علي الرغم من أنها لم تكن ترتدي ملابس انيقه و لكنها كانت جميله بفوضويتها تلك التي تأسره مثلما يأسره تأنقها ليظل ينظر إليها بإشتياق شعرت هيا به و بأن عيناه تعانقها و قد جعل هذا دقات قلبها تقرع كالطبول و لكنها ذكرت نفسها بأنها هنا من أجل كاميليا فقط لذا ما أن وصلت إليه حتي جلست قائله بحزم
" عايزة اعرف يوسف مسافر فين يا أدهم ؟؟"
****************
ظل يوسف قرابه الأربع ساعات يتابع استعداداته لإستقبال زائريه حتي فرغ أخيرا و لكن الوقت لم يمهله للذهاب الي غرفته و تغيير ملابسه فأمر أحدهم بإحضارها و سرعان ما ارتداها و جهز نفسه و انطلق لإستقبالهم فوصل في ميعاده المظبوط فقد كانت طائرتهم علي وشك الهبوط لينزل منها كلا من جاك و بجانبه تلك الشقراء الفاتنه انجلينا التي سارت خلفه عندما تقدم في تجاه يوسف مرحبا به بحرارة
" و أخيرا يا صديقي الوسيم .."
اقترب منه يوسف و تبادلا العناق قائلا بود
" اهلا بك جاك .. "
جاك بحرارة
" اهلا بك و بمصر الحبيبه فقد افقتقدتها كثيرا طوال تلك المدة "
يوسف بمجامله
" و هيا أيضا افتقدتك ."
جاك بصدق
" عزيزي جو انت رائع لأنك استطعت أن تأتي بي مرة آخري الي هذه البلد الرائعه سعيد جدا بهذا الشئ ."
يوسف بإبتسامه
" و انا ايضا سعيد برؤيتك مرة آخري هنا في مصر . "
صدح صوت أنثوي جذاب من خلف جاك قائلا بإغواء
" و أنا جوو ألم تسعد برؤيتي مرة آخري !"
نظر يوسف إلي تلك الفاتنة التي تقدمت منه لتعانقه بحرارة كبيرة جمدتها برودته عندما لم يعرها إهتمام بل إنه ابتعد قائلا بجفاء
" مرحبا انجلينا .."
وجه يوسف أنظاره الي جاك متجاهلا تلك التي افحمها تجاهله لها و قال
" هيا الي الفندق فلابد من انك متعب كثيرا من الجلوس في الطائرة كل هذه الساعات ."
جاك بإرهاق
" أصبت فأنا مرهق جدا و لكني متحمس كثيرا .."
قال الأخيرة بنبرة ذات مغزي لينظر يوسف إلي ساعته قبل أن يقول بغموض
" وفر حماسك هذا فالإثارة الحقيقيه ستكون مساءا و لكن الآن اوراق و عقود فقط !"
جاك بحماس
" اووه اعشق الإثارة جوو ! "
وصلا جميعهم الي الفندق ثم كلا الي غرفته ليتوجه يوسف بعد ذلك إلي مكان الاجتماع ليعطيهم بعد التعليمات قبل أن يتوجه الي غرفته هو الآخر حتي يستريح قليلا فهو لم ينم منذ يومان و لكن هيهات أن يتحقق طلبه فما أن دخل الي غرفته حتي تفاجئ بتلك النمرة الغاضبه التي تقف في مواجهته و هيا تكتف ذراعيها قائله بغضب
" حمد لله عالسلامه يا يوسف بيه !"
صُدِم يوسف عند رؤيتها للحد الذي جعله يقول بلا وعي
" كاميليا ! "
كاميليا بسخرية
" ايوا كاميليا كنت مستني حد تاني ؟"
حاول يوسف تجاوز صدمته فتحمحم قبل أن يقول بإستفهام
" انتي جيتي هنا امتا وازاي ؟"
كانت كاميليا تأكل أسنانها غضبا عند رؤيته يعانق تلك المرأة في المطار فهيا قد وصلت وقت وصولهم و كانت تريد أن تفاجئه ففاجئها هو عندما رأته مع تلك المرأة فجن جنونها و كانت علي وشك أن تهرول إليهم حتي تقتلع عينا تلك المرأة لولا مراد الذي تدخل في الوقت المناسب لمنعها من إحداث أي جلبه قد تثير اي شبهات حولهم و قام بتهدئتها و ادخلها الي غرفته لتنتظره هناك و قد كانت تحترق كل دقيقه تمر عليها و هيا بإنتظار قدومه حتى تنفجر بوجهه و ها هو يسألها تلك الاسئله الغبيه التي لا تزيدها سوي غضب فوق غضبها الذي جعلها تقول بنفاذ صبر
" جيت بالطيارة و وصلت تقريبا في نفس ميعاد السنيورة الي كنت واخدها في حضنك في المطار .."
قالت الأخيرة بصوت عال نسبيا مما جعله يستغرب كثيرا من حديثها فقال مستنكرا
" واخدها في حضني !"
كاميليا بانفعال
" ايوا .. و متنكرش انا شفت كل حاجه بعيني .."
فاجأها رده حين تقدم الي الداخل و هو يقول ببرود
" و مين قالك اني هنكر انا فعلا كنت واخدها في حضني .. مش انتي شفتي كدا"
جن جنونها عند تفوهه بتلك الحروف و تلك الطريقه التي توحي بأن ما قام به شيئا عاديا فاقتربت منه قائلا بحنق
" و كمان بتعترف انك كنت واخدها في حضنك "
يوسف ببرود
" و اداري ليه إذا كنتي انتي شيفاني بعنيكي .."
انفلت زمام سيطرتها علي نفسها فقالت بصراخ
" و مين دي أن شاء الله الي مش مكسوف و واخدها في حضنك قدام الناس كلها .."
اقترب يوسف منها و قد أظلمت عيناه من شدة الغضب فقال بتحذير
" صوتك لو علي عليا تاني اقسم بالله هخليكي تندمي ندم عمرك .. و حالا تقوليلي جيتي هنا ازاي و ليه ؟"
تراجعت كاميليا للخلف من مظهره وتهديده الصريح وأخذت تتذكر حين جائتها غرام مهروله لتفتح باب الغرفه بإندفاع و هيا تقول بلهفه
" يالا يا كاميليا قومي عشان هتسافري شرم الشيخ ليوسف دلوقتي .."
لم تستطع كاميليا استيعاب حديثها فقالت بإستفهام
" شرم الشيخ ايه انتي هبله يوسف في المانيا."
غرام بنفاذ صبرو هيا تحاول لملمه بعض الأشياء داخل حقيبه
" كاميليا انجزي و قومي يوسف في شرم و أدهم الي قايلي و هو مستنيكي تحت عشان يوصلك المطار .. احنا حجزنالك في اول طيارة رايحه علي هناك و الي مش باقي علي معادها غير ساعه الي ربع .. اتفضلي يالا .."
بعد أن اختتمت غرام كلماتها لم تستوعب كاميليا اي شئ الا عندما هبطت بها الطائرة في مطار شرم الشيخ ليقابلها والدها الذي أخبره أدهم بقدومها و الا يخبر يوسف بشئ و قد كان من سوء حظها أن تراه صدفه عندما كان يستقبل جاك و انجلينا ..
انتهت من سرد ما حدث أمامه ليلعن أدهم بداخله و يتوعده باقسي العقاب فقط ينتهي من كل تلك الأمور المعقدة التي تثقل كاهله لذا تحرك من مكانه و أخذ يبحث عن ملابسه ينوي أن يأخذ حمام ليجدد طاقته التي استنفذها في اليومين الماضيين متجاهلا تلك التي هبت من مكانها قائله بغيظ مكتوم
" انا جاوبتك علي اسئلتك و انت مجاوبتنيش عن سؤالي .."
لم يتوقف يوسف عن العبث بملابسه و إنما قال بجمود
" مردتيش عليا جيتي ليه ؟"
دق ناقوس الخطر بعقلها و تيقنت بأن تلك اللحظه الحاسمه قد حانت فأخذت تنظر إليه بإرتباك لا تدري من أين تبدأ لينقذها رنين هاتفه الذي التقطه مجيبا
" هلو جاك .. إذن انتظرني هناك سأكون عندك خلال نصف ساعه من الآن .."
اغلق يوسف الهاتف ثم التقط ملابسه متوجها للحمام دون أن يقول اي شئ ليدعها فريسه للندم و الغضب و الغيظ الذي ظل يأكلها من الداخل فأخذت تدور حول نفسها في الغرفه تفكر ماذا تفعل و من أين تبدأ حديثها لتظل تفكر كثيرا حتي وصل إلي مسامعها صوت اغلاق باب المرحاض لتلتفت قائله بإندفاع
" يوسف…"
ابتبعت باقي حروفها عندما نظرت إلي مظهره الذي جعل جميع حواليها تتأهب و دقات قلبها تقرع كالطبول من مظهره و هو عاري إلا من منشفه يلف بها خصره و قطرات الماء تتساقط فوق جسده فأخذت تطالعه بإعجاب لم تفلح في مداراته و لم يغفل هو عنه خاصتا عندما بدأ صدرها بالصعود و الهبوط و علا تنفسها فجعل ريقها يجف كل تلك الأشياء كانت تظهر مدي تأثرها به و شعورها بوجوده و كيف تصمد أمام إغراءة القاتل لقلبها اولا و الذي كان يتوق للإرتواء من حنانه الذي افتقدته كثيرا مؤخرا ..
تنبهت الي أنها كانت تحدق به كالبلهاء و هذا لا يتناسب مع غضبها منه لذا حاولت سحب اكبر كميه من الأكسجين الي رئتيها و اقتربت من الطاوله تسكب كأس من المياه لتبلل به حلقها الذي جف من فرط التأثر و في هذه الأثناء كان قد أكمل إرتداء ملابسه لتلتفت إليه تجده يقوم بغلق ازرار قميصه فاقتربت منه لتتولي هيا تلك المهمه قائلا بخفوت
" واضح انك عندك ميعاد مهم !"
حاول يوسف تجاهل تأثره بقربها منه فقال ببرود
" بالظبط كدا "
كانت تتعمد البطئ في إكمال مهمتها حتي تعذبه قليلا لذا تعمدت لمس جسده و هيا تقوم بإغلاق الازرار لتشعر بإحتراقه مثلما أحرقها من دقائق و أثناء ذلك تحدثت بخفوت يتوازي مع حركات أصابعها علي جسده
" اممم المعاد دا مع الأجانب الي كنت بتستقبلهم في المطار صح ؟"
يوسف بإختصار و بأنفاس متهدجه و قلب يود أن يتوسل اليها حتي تنهي مهمتها في تعذيبه
" صح "
كاميليا بغيظ حاولت جاهدة التحكم به
" و طبعا البنت الي كانت بتحضنك دي هتكون موجودة صح ؟"
قالت كلمتها الأخيرة و هيا تغلق الزر العلوي لقميصه بعنف يتنافي تماما مع رقتها منذ قليل ليعي مدي غيرتها فتعمد اللعب علي اوتارها قائلا بعذوبه
" اه انجلينا .. اكيد طبعا هتكون موجودة."
خلعت ثوب الرقه و ألقت به جانبا وهيا تقول بحدة
" تمام اوي يبقي اعمل حسابك اني هروح معاك الميعاد دا !"
حاول يوسف كتم ضحكته بصعوبه و هو ينظر إلي هيئته في المرآه قبل أن يقول
" مفيش الكلام دا .."
كاميليا بغضب مكتوم
" لا في يا يوسف و أنا لازم اروح معاك .."
يوسف بإستنكار
" كاميليا هو انتي طفله صغيرة و شبطانه و لا انا بيتهيألي ؟"
شعرت بمدي حماقتها من جملته فتداركت الأمر قائله
" لا طبعا مش كدا .. انا بس قولت احضر معاك يعني زي تدريب كدا عشان شغلي في الشركه قدام .. مش شبطانه و لا حاجه !"
لم يجبها يوسف و انما أخذ يبحث عن شئ ما في الادراج أمامه و باليد الآخري كان يقوم بإجراء مكالمه فما أن أتاه الرد حتي أعطاها ظهره و هنا رأت شئ جعل فكرة ماكرة تضئ عقلها فقامت بإلتقاطه و اخفاءه داخل حقيبتها قبل أن يراها و أخذت تتظاهر بالنظر في المرآة و بأنها تجدد زينتها و تضع عطرها فما أن انتهي من مكالمته حتي داهمته رائحتها العذبه و مظهرها الجميل في المرآة و لكنه تجاوز افتتانه بها عندما التفت تنظر إليه فقام بأخذ هاتفه و بعض الأوراق من علي الطاوله و نظر إليها قائلا
" انا هنزل دلوقتي عشان ورايا اجتماع مهم .. مش عايز مشاكل و تقعدي هنا لحد ما اخلص و اجيلك .."
نظرت إليه كاميليا بوداعه و هيا تهز برأسها فالتفت متوجها ناحيه الباب فجاء صوتها المدلل الذي أوقفه ليلتفت إليها لتهديه تلك الامنيه التي تراوده منذ أن رآها و هيا أن اقتربت منه تعانقه بقوة و يدها الناعمه تداعب أسفل عنقه لتجعل الدم يندفع بحرارة في عروقه فلم يستطع منع يداه من الالتفاف حول خصرها و أخذ يسحب رائحتها الي داخله بقوة و للحظه كاد أن يضعف أمامها حتي انسلت هيا من بين ذراعيه قائله بوداعه
"ربنا معاك !"
تجاوز يوسف كل ما يشعر به بصعوبه شديدة و لكنه لم يلحظ ذلك البريق الماكر الذي يظهر في نظراتها بل اكتفي بإيماءه بسيطه من رأسه و توجه إلي الباب و أمسك بالمقبض و اداره و لكنه توقف ليلتفت إليها قائلا
" في حفله صغيرة النهاردة بالليل هنعملها لما نمضي العقود مع الألمان . لو حابه تحضريها عرفيني "
انشرح قلبها لنظراته التي تغلفها بالعشق و بكلماته التي شعرت بأنها خرجت دون إرادة ذلك العقل اليابس الذي لم يستطع أن يتحكم بقلبه لتقول بخفوت
" حابه أحضرها .."
التقت عيونهم في للحظات قبل أن ينتزع نفسه من الوقوع بفخ سحرها قائلا بجمود
" تمام .. العربيه تحت بالسواق لو احتاجتي حاجه قوليله هو هيوديكي المكان الي تحبيه .. متروحيش في مكان لوحدك .."
قال الأخيرة بتحذير جعلها تقول بلهفه
" اطمن .. انا بس هشتري شويه حاجات عشان الحفله لاني معملتش حسابي و أنا جايه و هرجع علي طول .."
تركها يوسف أخيرا و ذهب إلي اجتماعه لتنظر بخبث و هيا تيقن من نجاح خطتها فاطلقت ضحكه خافته و قالت بوعيد
" و لسه أما وريتك يا انجلينا الكلب .."
************
كان على ينظر إلي ذلك البيت بين الأشجار و هو يتنفس الصعداء فاخيرا وصل الي وجهته بعد أن حالفه الحظ ليصل قبل حلول الظلام خاصتا في تلك البلاد التي تبعد كثيرا عن دولته و لا يعرف بها احد حتي ذلك الذي قدم من اجله لا يعرفه ابدا و هنا قد وصل إلي باب المنزل و قام بأخذ نفس عميق قبل أن يقوم بالطرق علي باب المنزل لينتظر لدقائق يأس خلالها من أن ينفتح الباب الا ان ظنه خاب عندما فتح الباب و ظهر ذلك الرجل الذي قال بالأنجليزية
" من انت ؟"
على بكذب
" انا تائه في هذه الغابه كنت مع مجموعه من اصدقائي اتينا للتخييم و تفرقنا عن بعضنا و وجدت نفسي تائه و داهمني الظلام فوجدت منزلك من بعيد و أتيت لطلب النجدة .."
ظل الرجل ينظر إليه بنظرات غامضه قبل أن يقول بجفاء
" تعالي الي الداخل.."
تبعه على الي داخل المنزل الي كان يحتوي كل وسائل الراحة و كان يحمل طابعا خاصا لم يستطع أي شئ تغييره أبدا و لكنه حاول تجاهل كل هذا و تناول من ذلك الرجل كوب العصير الذي قدمه إليه شاكرا و قام بارتشاف بعض القطرات منه ثم قال بحرج
" هل يمكنني استخدام المرحاض"
لم يجبه الرجل بل ظل يطالعه بنظرات غامضه و قام بهز رأسه قائلا
" ستجده في آخر الرواق علي اليمين .."
شكره على بابتسامه و قام بالتوجه الي حيت اشار الرجل و لكنه لم يدخل الي الحمام بل لفت انتباهه بأن باب غرفة النوم كان مفتوحا ليتسلل إليها و قام بالعبث بادراجها بهدوء باحثا عن أشياء قد تفيده في تحقيق مبتغاه فظل يبحث كثيرا الي أن وقعت عيناه علي صورة قديمه ما أن أمسك بها حتي شعر بسلاح صور الي رأسه من الخلف و صوت غاضب يقول
" من انت ايها الغبي ؟؟
***********
بعد ساعات طويله انتهي اجتماعهم بالطريقه المُرضيه إليه و تم إمضاء العقود لذا قام جاك بالرجوع الي الخلف قائلا بإرهاق
" و أخيرا سيد جو انتهينا .. "
ابتسم يوسف برضي قائلا بمزاح
" ما بالك يا رجل هل اصابك العجز.. لم تكن تتعب من العمل ابدا .."
قهقه جاك بمرح قبل أن يقول
" يا صديقي أصابني العجز من قله مصادقه الجميلات .. ارغب بفتاه مصريه جميله حتي تجدد شبابي مرة ثانيه .."
" احذر من المساس بفتياتنا فعندها لن اكون صديقك أبدا "
جاك بتذمر
" يا رجل لا تتدخل بما لا يعنيك .. اتركني بحالي و انظر الي تلك التي ستجن من تجاهلك لها .. أنها قادمه اعتبرني غير موجود "
قال كلمته الأخيرة بغمزة قبل أن يلتفت الي مساعده لمناقشته بعض الأشياء لتقترب انجلينا من يوسف الذي كان يلملم أوراقه غير عابئ بها لتلفت إنتباهه حينما قالت بغيرة واضحه
" هذا العطر الذي علي ملابسك أظنه لإمرأة مميزة .. لم اعلم مسبقا بأن لديك صديقه ."
صّدِم يوسف من حديثها و قام بتقريب أنفه من معطفه قليلا لتغزو أنفه رائحتها الجذابه و هنا قد تذكر بأنه لمح نظرات ماكرة في عيناها بعد أن قامت بعناقه و ايضا تذكر بأنه أخذ يبحث عن عطره الخاص كثيرا و لم يجده و بأنها قامت بنثر عطرها بكثرة قبل أن تعانقه تلك الماكرة يعلم الآن لما فعلت كل هذا فهيا رساله مبطنه لانجلينا بأنه يخصها و قد جعلت تلك الخاطرة ابتسامه بسيطه ترتسم علي وجهه قبل أن يلتفت لانجلينا قائلا بجمود
" لا تنشغلي بي كثيرا انجلينا و اجعليني خارج اهتماماتك .."
اقتربت منه ناظره الي عينيه بجرأة هدفها إغراءة قبل أن تقول بخفوت
" عزيزي انت تنقص من قدرك كثيرا فأي انثي تراك و تستطيع اخراجك من دائرة اهتمامها ..!"
نهض يوسف من علي كرسيه و قام باغلاق بذلته قبل أن يقول بتحذير
" عزيزتي انجلينا اقدم نصيحتي بلطف مرة واحده الثانيه ستكون اقسي ما قد يمر عليكي بحياتك لذا لا تخاطري .. اراكي مساءا .."
توجه يوسف إلي بهو الفندق لتفاجئه تلك التي كانت تتحدث في الهاتف بدلال غافله عن مراقبته لها فظل ينظر إليها بنظرات تقطر عشقا يود لو يترك هذا العالم بأجمله يحترق و لتكن هيا له ينعم بين أحضانها. هيا فقط كل ما يتمناه. . هيا فقط كل ما يرغبه . عندما وجدها بغرفته تجددت آماله تجاهها بأن يظفر بفرصه اخرى معها و حاول تجاهل انين غضبه و كبرياؤه الجريح منها بل و أنه أخذ يتوسل بداخله بأن تصارحه تخبره بكل شئ تشعره بأنه أثمن اشيائها يود لو تنتصر هيا علي كبرياؤه و تقهر كل تلك العقبات التي وضعها بينهم .. عندما وصل إلي هنا كان يشعر بأن كل شئ أنتهي و قد ضاعت كل آماله معها و لكنها هنا الآن لتجدد أمله من جديد لا يطلب الكثير بل أقل القليل و الذي كان غاليا كثيرا علي قلبه ..
جفل يوسف عندما سمع صوت انجلينا الحانق خلفه و هيا تقول
" ذوقك رائع عزيزي جو .. "
نظر إليها يوسف بأستفهام لتجيبه قائله
" أليست تلك الفتاة فتاتك .. أنها جميله جدا و لكن لا تنبهر كثيرا فأنا أشعر بأنها ساذجه للغايه .."
غضب يوسف من حديثها علي كاميليا فالتفت ناظرا إليها بغضب و قال بتحذير
" ابقي بعيدا عن كل ما يخصني انجلينا و لا تجبريني علي التعامل معكي بشكل غير آدمي .. فأنا لن اتفاهم في أي شئ يخص فتاتي افهمتي ام لا ؟"
جفلت انجلينا من لهجته و لكنها آثرت إظهار بعض الضعف عندما قالت بحزن
" أسفه .. لم اقصد فقد رأيتك تنظر إليها نظرات تمنيت لو كانت لي .. لذا غاب عقلي اعتذر .."
شعر يوسف بأنه تمادي معها قليلا و لكنه غير نادم علي ذلك لذا قال باختصار
" تأكدي بألا تفعلي ما يجعلك تعتذري مرة آخري .."
انجلينا متوعدة بصوت خفيض
" الشئ الوحيد الذي سأتأكد منه هو اني سأكون في فراشك الليله عزيزي .."
توجه يوسف إلي المصعد قاصدا غرفته يرغب في لملمه أفكاره حتي يستطيع أن يعرف ماذا سيفعل في الخطوات التاليه و بالمقابل كانت كاميليا قد أنهت مكالمتها مع غرام ليأتيها صوت من خلفها قائلا بإحترام
" حضرتك السواق الي كان معاكي بره عايزك تقريبا انتي نسيتي حاجه في العربيه .."
استغربت كاميليا كثيرا و لكنها شكرته بإحترام و توجهت الي الخارج و في تلك الأثناء كانت انجلينا تقوم بالنقر علي غرفه يوسف الذي كان عاري الصدر عندما فتح الباب ليصدم عندما رأي انجلينا علي الباب تقول بحزن
" هل يمكن أن اتحدث معك لدقيقتان .. اعدك بأنني لن أطيل البقاء و لكني أشعر بالحزن الشديد لذا اريد أن أتحدث معك .."
طالعها يوسف بغموض لثوان قبل أن يسمحلها بالدخول و يقوم بصب كأس من المياه يناولها إياه فأخذته منه بإمتنان و أخذت بعض قطرات منه و قالت بخفوت
" اشكرك كثيرا ."
هز رأسه قبل أن يقول بلهجه جافه
" تحدثي انجلينا انا اسمعك .. لديكي فقط عشر دقائق .."
غضبت من أسلوبه الجاف و كلماته التي صعبت مهمتها فاقتربت منه قائله بحزن صادق
" لما تفعل معي هذا ؟ "
يوسف بلامبالاه
" و ما الذي افعله ؟"
انجلينا بقهر
" تتجاهلني بتلك الطريقه المهنيه لانوثتي .. إلا اروق لك .. إلا اعجبك ..؟ لا تقل لي ان جمالي لم يؤثر بك ."
كانت تقول كلماتها و هيا تتقدم تجاهه فما أن أوشكت أن تلمسه حتي نهرها قائلا
" لا تقتربي أكثر انجلينا و الا تجاهلت انك امرأة و لقنتك درسا لن تنسيه .. "
سمرتها كلماته في مكانها و خاصتا عندما تابع بصرامه
" أما بخصوص انوثتك المزعومه و إغرائك الذي لا يقاوم ( قالها بسخريه ثم تابع ) فسأخبرك عني أمران أولهما باني لا يلفت انتباهي الأشياء المتاحه للجميع .. و ثانيهما بأني اعشق إمرأة تمتلك نصف جمال العالم بعيونها أما النصف الآخر فيتوزع بالتساوي علي باقي ملامحها لذا لا تتحدثي عن الجمال أبدا و الآن هل لديكي شئ آخر تضيفيه ؟؟"
جن جنونها من حديثه فقالت بغضب مكتوم
" اجل ! لدي امنيه واحده و هيا أن تحترق في الجحيم مثلما احرقتني . "
ابتسم يوسف و قال ساخرا
" علي ذكر الجحيم عزيزتي انجلينا تأكدي بانك لو تفوهتي بحرف آخر قد يغضبني فسأكون أكثر من سعيد بأن ارسلكي إليه .."
ابتلعت باقي كلماتها و حاولت تجاوز الغصه التي تركتها كلماته بقلبها و لكنها توعدته بداخلها بأن تريه الجحيم علي حق لذا قامت بهز رأسها بأذعان قبل أن تتوجه الي الخارج و لكنها ما أن وجدت تلك التي كانت قادمه تجاهها تتحدث بالهاتف حتي اتتها فكرة شيطانيه فقامت بالعبث باحمر شفاهها و لطخت وجهها به و بعثرة شعرها و توقفت لثوان علي باب الغرفه و ما أن التفتت إليها كاميليا حتي تعمدت أن تمثل بأنها تغلق باب الغرفه و نظرت أمامها تمشي بعرج بسيط ناظرة أمامها متجاهله كليا تلك التي جحظت عيناها صدمه سرعان ما تحولت إلي غضب جحيمي جعلها تفتح باب الغرفه بعنف لتجده يقف أمام النافذه عاري الصدر و لكنه سرعان ما نظر إليها عندما قالت بإنفعال
" البنت دي كانت بتعمل هنا ايه يا يوسف ..؟"
رفع يوسف إحدي حاجبيه قائلا بإستفهام
" بنت مين ؟؟ "
كاميليا من بين أسنانها
" انجلينا .. كانت هنا بتعمل ايه و ليه خارجه بالمنظر دا ؟"
استوقفته الجمله الأخيرة لذا قال بإستفهام
" منظر ايه الي هيا خارجه بيه ؟"
مجرد تذكر هيئتها جعل قلبها ينقبض ألما فظلت تنظر إليه بحزن جعله يندهش كثيرا و حاولت انتقاء كلماتها عندما قالت
" كانت شكلها مبهدل .. و شعرها و يعني .. وشها عليه روج …. يوسف انت ممكن تخوني مهمه يحصل بينا ؟؟"
قالت كلمتها الأخيرة بقهر تزامنا من نزول دموعها بغزارة جعلته تلقائيا يقترب منها قائلا بعدم تصديق
" اخونك ! اه .. انتي عايزة تعرفي إذا كنت عملت علاقه مع انجلينا او لا صح ؟"
لم تجبه بل ظللت تنظر إليه بجزع و لم تتوقف دموعها عن التساقط لينهي هو ألمها قائلا بجمود
" محصلش بيني و بينها حاجه يا كاميليا و لا هيحصل بيني و بين غيرها عايزة تعرفي ليه ؟؟
عشان أنا مسلم . و الزني دا كبيرة من الكبائر و أنا مش هعمل حاجه زي دي و اغضب ربنا بالشكل دا عشان حاجه متستاهلش .. تقدري تطمني .."
في بدايه كلماته شعرت بالراحه و قد كانت تتمني لأن يخبرها بأنه لم يفعل ذلك لأجلها و لكن كلماته التاليه اشعرتها بمدي خطأها في حقه فإن كانت لهجته جامده عيناه تهتز من فرط الوجع الذي تسرب الي قلبها فجعلها غير قادرة علي مواجهته فاخفضت رأسها مما جعله يقول بفظاظه
"جهزي نفسك عشان الحفله كمان ساعتين من دلوقتي .. "
القي بجملته و هو يلتقط قميصه و يخرج من الغرفه دون أن يعطي لها المجال للحديث تاركها فريسه للألم و العذاب و الندم و هكذا مرت الساعتين و اختلفت حالتها كثيرا فهي قامت بتحضير نفسها جيدا فكانت أشبه بالحوريات في هذا الثوب الجميل و لم يكن التغيير خارجي فقط و إنما من الداخل قد هدأت كثيرا و توصلت لأنها سوف تتحدث معه عقب الحفل و تخبره بكل شئ و قد توصلت الي طريقه قد تجعله يتحكم في غضبه و ايضا ستعطيه الف اعتذار لغبائها الذي كاد أن يجعلها تفقده ..
طرقات علي الباب جعل دقات قلبها تتسارع فقد حانت لحظه المواجهه فحاولت أن تتماسك قليلا عندما انفتح الباب و تقدم منها بطلته المهيبه و وسامته التي اهلكتها فشعرت بأنها علي وشك تقبيله في تلك اللحظه لتوقفها كلمته التي قالها بلهجه جامدة
" جاهزة !"
كانت كلمه مختصرة بالنسبه إليها و لكنها لا تعلم كم جاهد حتي يخرجها فجمالها الأخاذ قد فتنه للدرجه التي جعلته يود لو يفقد الذاكرة في تلك اللحظه حتي ينسي جميع اخطائها و لا يريد أمامه غيرها و لكنه سرعان ما تدارك نفسه قائلا بإختصار لتجيبه هيا بلهجه متوسله بعض الشيء
" جاهزة ... يوسف .. عايزة اتكلم معاك في حاجه مهمه .. "
يوسف بغموض
" هنتكلم بس مش دلوقتي ..يالا عشان الناس مستنيانا "
و بالفعل توجها معا للخارج و استقلوا المصعد متوجهين الي الأسفل تحديدا الي مكان العشاء المقام احتفالا بامضاء العقود فاقترب يوسف الذي كان يمسك بيد كاميليا بقوة متوجها إلي الطاولة التي يجلس عليها جاك وحيدا فما أن اقترب منه يوسف حتي قال بمزاح
" و أخيرا اتيت .. لقد مللت الجلوس وحدي يا رجل .. اوه من هذه الجميله "
يوسف بتحذير
" اغلق فمك جاك أنها زوجتي فلا تفكر حتي بالنظر إليها حتي لا اطعمك عينك الليله علي العشاء.."
كان يوسف يتحدث بلهجه غريبه لم تعرفها و اجابه جاك بنفس اللهجه و قد بدأ و كأنه محرجا و حياها بهزة من رأسه بادلته إياها ولكنها لم تستطع ترجمة ما يقولونه فغضبت و زاد غضبها اكثر عندما عاود الحديث بالإنجليزية قائلا
" لما تجلس وحيدا ابن انجلينا ؟؟
جاك بلامبالاه
" نهضت لتذهب الي المرحاض حتي تصلح زينتها و للآن لم تعد لا اعلم ما بها فهيا لا تبدو علي ما يرام .."
عند حديث جاك تنبهت كاميليا لانه عليها القيام بامر ما فاقتربت منه قائله
" هروح التويلت اظبط مكياجي و هاجي مش هتاخر .."
وافقها يوسف علي مضض لتنهض متوجهه إلي المرحاض فوجدت مبتغاها هناك تلك المدعوة انجلينا تحاول أن تصلح زينتها فتنبهت لكاميليا التي اقتربت منها بدلال و خطا واثقه لتقف بجانبها أمام المرآه تنظر إلي زينتها المتقنه و ملامحها الفاتنه و تعبث بشعرها بدلال فشعرت انجلينا بأنها تستفزها فنظرت أمامها و حاولت اصلاح زينتها لتجد يد كاميليا التي امتدت إليها حامله حقيبه صغيرة فنظرت إليها انجلينا قائله بإستفهام
" ما هذا ؟"
كاميليا بسخرية
" ادوات زينه جيدة الصنع حتي أنها اصليه مئه بالمئه يقولون بأنها صُنعت خصيصا لمداواة خيبات النساء التي تعرضت للنبذ من قبل أحدهم … فظننت بانكي بحاجه اليها عزيزتي ..*
اشتغل غضب انجلينا التي قالت بإنفعال
" ماذا تقولين ايتها العاهرة ؟"
التفتت كاميليا اليها ناظرة بقوة الي داخل عيناها قائله بإحتقار
" العاهرة هيا من تقوم بإغواء رجل يضع عطر انثي آخري .. أخبرني انجلينا ألم تتعرفي علي ذلك العطر بعد ؟"
كانت انجلينا تغلي من شدة الغضب الذي جعلها تحاول استفزازها قائله
" فهمت .. الغيرة قد نهشتكي عندما رأيتني أخرج من عنده و أنا مبعثره .. اوه لا تعطي للأمر اهميه عزيزتي فالرجال امثال زوجك لا يستطيعون الإكتفاء بأنثي واحده .. فهذا سيكون ظلم كبير بحقهم و مخالف للطبيعه أيضا .."
ابتسمت كاميليا و قالت بتخابث
" غيرة ! انظروا من يتحدث عن الغيرة هنا .. هل تعتقدين أنني فعلا اغار منكي !! ألم تنظري الي وجهك في المرآة ( قامت بإمساك فكها و إدارتها تجاه المرآه و قالت بسخريه ) انجلينا .. هل هذا م
تابع الفصل الثاني و الخمسون
ابتسمت كاميليا و قالت بتخابث
" غيرة ! انظروا من يتحدث عن الغيرة هنا .. هل تعتقدين أنني فعلا اغار منكي !! ألم تنظري الي وجهك في المرآة ( قامت بإمساك فكها و إدارتها تجاه المرآه و قالت بسخريه ) انجلينا .. هل هذا مظهر امرأة أقامت علاقه مع رجل مثل يوسف ؟؟ لاا هذا غير منصف في حقه .. انتي كأنك آتيه من الجحيم عزيزتي "
انجلينا بعصبيه نافضه يدها الممسكه بفكها
" إن كنت أنا قادمه من الجحيم فمن أين اتيتي انتي ايتها الغبيه !"
كاميليا بإستفزاز
" من الجنه عزيزتي . قادمه من جنتة التي تجعل جمالي يشع الي تلك الدرجه .. "
انجلينا بصراخ
" فلتحترقي في الجحيم انتي و جمالك لماذا اتيتي ؟
اقتربت منها كاميليا بتمهل و أخذت تنظر إليها بتأثر مصطنع قبل أن تقول بخفوت
" جئت لأخبرك بسر صغير .. قُبله يوسف الحسيني لا تُفسِد احمر الشفاه بل تُمحيه تماما .! و تترك جروحا لذيذة لن تتذوقيها بحياتك . لذا وفري حيلك الرخيصه فأنا أعلم رجُلي جيدا و لن تنطلي عليا تلك الخدع أبدا …"
ألقت كلماتها بوجه انجلينا الذي كان يحترق غضبا و خرجت كاميليا من المرحاض تتدلل في مشيتها فبدت كالاميرات في هذا الثوب الذي أظهر جمالها الخارق دون أي ابتذال فقد كانت مشعه كالألماس. نعم هيا ألماسته التي دائما ما تخطف أنظاره بجمالها و رقتها و أنوثتها التي كانت أكثر من كافيه لتجعله لا يري انثي غيرها هكذا أخبره قلبه عندما كانت تتقدم منه بدلال يليق كثيرا بها جعل دقات قلبه تقرع كالطبول عشقا وولها بتلك الحوريه التي هبطت من السماء لتكون ملكه .
ما أن اقتربت منه و أصبحت علي بعض خطوتان فجأة تعثرت بمشيتها و كادت تقع لولا ذراعيه القويتين التي امتدت تحملها بين زراعيه كالعروس و نطق قلبه قبل شفتيه قائلا بلهفه
" انتي كويسه !!"
لاول مرة كانت عيناها تناظره مباشرة دون خجل أو تحفظ من تلك العينان التي كانت في زرقتها تشبه المياه الزرقاء الصافيه و التي أثرتها للحد الذي جعلها تقرب رأسها منه كثيرا قبل أن تقول بعشق و لهجه انثويه مغويه
" طول مانا جمبك و معاك هكون كويسه .."
أنهت جملتها و اقتربت بجرأة نادرا ما تمتلكها و لامست بشفتيها الرقيقه خاصته و قامت بتقبيله قبله رقيقه ناعمه جعلت من ذلك الجبل الجليدي بداخله يتزعزع بقوة و اهتز ثباته الذي جاهد كثيرا في التمسك به فما أن انتهت من قبلتها الرقيقه حتي قال بأنفاس متسارعه لاهثه
" انتي قد الي عملتيه دا !!"
كاميليا بخفوت
" كنت هموت لو معملتش كدا !!"
تنهد يوسف بإرهاق و قام بإسناد جبهته علي خاصتها مغمضا عينيه قائلا بتعب
" اعمل فيكي ايه يا كاميليا ؟؟ انتي بتقفي بيني و بين عقلي !! "
ابتسمت كاميليا برقه قبل أن تقول
" كنت فاكرة أن كلمه بحبك دي اكتر كلمه ممكن تخليني اطير في السما .. بس الحقيقه ان كلامك كله بيوديني في مكان تاني يا يوسف !!"
ابتسم يوسف بحب علي جملتها قائلا بارهاق
" و دا عدل الي بتعمليه فيا دا !!"
كاميليا بصدق
" دا منتهي العدل .. لما تكون انت مالك قلبي و روحي و عقلي و ليك فيا اكتر ما ليا يبقي عدل يا يوسف !!"
أخذ يوسف ينظر إليها بعشق و قام بتمرير أنفه فوق ملامح وجهها الجميله و يتنفس رحيقها المسكر قبل أن يقول بنبرة يشوبها بعض التوسل
" في حاجات كتير لازم نتكلم فيها !"
مررت كاميليا أصابعها الناعمه فوق ملامحه الوسيمه و ذقنه المهندمه و قالت بحب
" قبل أي كلام ممكن تقوله بحبك !"
لم تجيبها شفتاه تلك المرة و لكن ارتسم عشقه الكبير في عينيه التي أخذت تناظرها دون أن يكون له القدرة بأن يحيد عيناه عنها فهيا عشقه الابدي الذي لا يمكن الفرار منه و لكن دائما تأتي الحرياح لما لا تشتهي السفن فتلك الحيه التي كانت تراقبهم علي بعد خطوات كان الشرر يتطاير من عينيها بفعل الغضب و الغيرة فاقسمت بأنها لن تدع ذلك الثنائي العاشق يهنأ بحياته فأمسكت هاتفها و قامت بالاتصال و عندما آجابها الطرف الآخر قالت بحنق
" سأسلمك رقبه يوسف الحسيني !"
توجها سويا الي حيث يجلس جاك الذي كان يتحدث بالهاتف و الذي أشار الي يوسف بالقدوم فنظر إليها قائلا بصرامه
" خليكي هنا و أنا راحعلك علي طول .."
لم يتح لها الفرصه للحديث و إنما توجه إلي جاك الذي قال بابتسامه
" مبارك لك صديقي علي نجاح خطتك .. "
ابتسم يوسف بارتياح ثم قال بغموض
" سوف نؤجل المباركه حتي اقضي بيدي علي ذلك الشيطان و اجعله يدفع ثمن جميع أخطاؤه ."
جاك بتحفيز
" و لكنك بالفعل قد قضيت نصف الطريق لذا اهنئك علي عبقريتك .."
" اشكرك جاك .. و لكن هل تهمك تلك المرأة انجلينا كثيرا ؟؟"
جاك باستفهام
" و لما ؟ لا تقل لي انها أعجبتك . فانت تمتلك إمرأة رائعه .."
نظر إليه يوسف بتحذير قبل أن يقول بغموض
" لا الأمر مختلف فأنا قد قمت بإستغلالها في أمر صغير فإن كنت لا تهتم فساتابع ما أفعله .."
جاك بمرح
" افعل ما تريده صديقي فقد مللت من غبائها فهيا تظن بأنني لا اعلم ما تفعله من ورائي و لكني كنت استفيد منها لذا لم اقضي عليها .. و لكن انت شخص غالي بالنسبه الي لهذا اترك لك حريه للتصرف معها .."
ابتسم يوسف بمكر قبل أن يرن هاتفه فتتحول نظراته الش الشؤاسه و هو يطالع جاك الذي قال بتحفيز
" فلتستمتع بإنتصارك.عزيزي قامت تستحقه ."
انهي جاك كلماته تاركا يوسف إلي أجاب علي هاتفه قائلا
" رائد ؟ كنت لسه هكلمك "
رائد بهلع
" يوسف في حاجه غريبه حصلت ؟"
يوسف بإستفهام
" حصل ايه يا رائد ؟؟"
" جالي ايميل من الشركه الالمانيه بأنهم مضوا مع شركه تانيه غيرنا .."
يوسف بسخريه
" ياه دانتا قديم اوي العقود خلاص اتمضت و الصفقه رسيت علينا .. بس انا الي نسيت اقولك !"
رائد بذهول
" انت بتقول ايه ؟؟"
يوسف بفظاظه
" بقولك أن جاك هنا في شرك الشيخ وصل النهاردة الصبح و مضينا العقود و الصفقه رسيت علينا خلاص ؟؟"
رائد بفزع
" و دا كله حصل فجأة ؟؟"
يوسف بمرح
" لا طبعا .. دا متخططله من زمان اوي .."
بدأ رائد في تجاوز صدمته فقال بغضب
" و لما انت مخطط لكل حاجه انا هنا بعمل ايه ؟؟"
يوسف بتخابث
" تمويه !! هو احنا مش في بينا خاين فكان لازم كل حاجه تتم في سريه عشان منهدش الي بقاله سنين مبني .. و لا ايه يا صاحبي ؟؟"
رائد بأنفاس مقطوعه
" يوسف انت تقصد ايه ؟؟"
يوسف يتهكم
" اقصد الي وصلك بالظبط و فهمته .. علي فكرة متدورش علي فايز عشان مش هتلاقيه هو اخد حقه و طار .. و عشان تعرف أن ولاد الحسيني بيدوا كل واحد حقه مظبوط هتلاقي في هديه حلوة اوي مستنياك في اوضتك .. سلام"
نظر رائد للهاتف بذهول لم يستطع تجاوزه لدقائق كانت الحياة توقفت فيها و توقف معها عقله عن العمل ليستطع بعدها استيعاب ما يحدث معه و أنه تم خداعه من قبل الجميع و ذلك الفايز الذي أخذ يبحث عنه بطل مكان فلم يجده ليتذكر حديث يوسف بتلك الهديه الموجودة بغرفته فتوجه علي الفور الي هناك و قام بفتح باب الغرفه لتجحظ عيناه عندما رآي ……