رواية ذئاب لا تغفر الجزء الثاني من (سلسلة الذئاب) الفصل الثالث والخمسون
في السجن العمومي ،،،،
مــــال المحامي نصيف على ممدوح الجالس قبالته بجسده الممتليء ، وهمس له بمكر بـ :
-لو نفذت اللي قولتلك عليه هاتطلع من هنا
ضيق ممدوح عينيه بشدة ، وأدف قائلاً بغل :
-طلعت مش سهل خالص يا مهاب !!
تابع نصيف حديثه اللئيم بـ :
-الباشا معانا على الخط ، وهيلبس مراته الليلة كلها
في حين حدث ممدوح نفسه قائلاً بسخط وهو يتذكر مواقف مهاب المشينة مع من يقف في طريقه منذ بدء صداقتهما حتى الآن :
-مممم.. طول عمرك بتطلع من أي حاجة كسبان ، سواء تهاني أو ناريمان !
أشــــار نصيف بيده وهو يضيف بجدية :
-وأنا هاقدر أظبط القضية وأطلعك منها ، بس إنت تقول أوكي
تقوس فمه بإبتسامة لئيمة وهو يجيبه بثقة :
-ومـــاله ، هاخسر ايه ، أخرج بس من هنا ، وبعد كده نتصافى على رواقة !
إبتسم نصيف بإرتيـــاح وهو يقول :
-عظيم جدا ، نراجع بقى اللي هاتقوله في باقي التحقيقات
-ماشي
.................................
في قصــــر عائلة الجندي ،،،،
ضحك مهــــاب بصوت مرتفع وهو يضرب بقبضته في الهواء ، ثم هتف بحمـــاس :
-ايوه بقى ، أهي جت لحد عندي الفرصـــة من غير ما أوسخ ايدي !
أخــــذ هو نفساً عميقاً ، وفـــرد ذراعيه في الهواء ، وتابع قائلاً بتباهي :
-والورق اللي معايا وخدته من شقتك يا ممدوح هايفيد أوي في إني اثبت الجريمة عليكو انتو الاتنين ! ضربة معلم بصحيح !
ثم إتجه ناحية الدرج وصعد عليه وهو يصفـــر بسعادة غامرة تعجب منها الخـــدم خاصة بعد إلقاء القبض على سيدة القصــر بطريقة مهينة ..
..............................
في مكتب وكيل النيابة ،،،،،
مدت ناريمان يديها المرتعشة لتمسك بكوب المــاء الموضوع أمامها ، ثم إرتشفت منه عدة قطرات ، وأخذت نفساً عميقاً لتسيطر على بكائها المستمر ، وأردفت قائلة بصوت مختنق :
-مش انا اللي قتلتها ؟
سألها وكيل النيابة بهدوء شديد وهو محدق بها :
-طب تفسري بإيه وجود مفتاح شقة ممدوح معاكي ؟
إبتلعت ريقها بإرتبـــاك ، وأجابته بتلعثم :
-أنا منكرش إنه اداني المفتاح ، وأنا .. وأنا كنت بأزوره وآآ.... آآ...
توترت هي أكثر ولم تكمل عبارتها الأخيرة ، فأضــــاف وكيل النيابة قائلاً بنبرة رسمية :
-المتهم قال إنك كنتي على علاقة معاه !!
إتسعت مقلتيها بصدمة ، وشحب لون وجهها في رعــب ..
فقد كشف ذلك الخسيس علاقتهما ، ولم يهتم بفضح أمرهما .. فحاولت أن تنكر ما قاله ، فصرخت بحدة :
-هو .. هو كداب ، محصلش !
أطرق وكيل النيابة رأســـه قليلاً فهو لم يقتنع بما قالته ، خاصة وأن إرتباكها الملحوظ يشير إلى تورطها في مســألة أعمق ، ثم سلط أنظاره القوية عليها وسألها بجمود :
-كنتي فين وقت وقوع الجريمة ؟
توترت أكثر وهي ترد عليه بصوت مضطرب :
-كنت .. في القصر ، والخدامين بتوعي يشهدوا بده
أجابها بهدوء وهو يهز رأسه :
-هنشوف الموضوع ده ، والتحريات هتثبت صحته من عدمه
ثم سمع كلاهما صوت دقات خفيفة على باب الغرفة ، فهتف وكيل النيابة بصوت آمـــر :
-اتفضل
أدى العسكري التحية العسكرية وهو يقف منتبهاً أمــامه ، قائلاً بصوت رسمي :
-تمام يا فندم
سأله وكيل النيابة بجدية شديدة بـ :
-في ايه يا عسكري ؟
-في واحد يا باشا برا بيقول إنه جوز المتهمة وجاي يدلي بأقواله
هتفت دون وعـــي وكأنها الغريق الذي يتعلق بقشاية :
-ايوه ، جوزي هايقول الحقيقة ، أنا بأثق فيه
أشـــار له بإصبعه وهو يأمره بصوت آجش :
-دخله يا عسكري
بعد لحظات دلف مهـــاب إلى الداخل وهو متجهم الوجـــه ، و فمه ملتوي بتأفف ، ثم حدج زوجته بنظرات مهينة قبل أن ينظر في إتجاه وكيل النيابة وهو يقول بصوت خشن وقوي :
-دكتور مهاب الجندي ، جوز الـ ...آآ..
ثم نظر لها بإشمئزاز وهو يتابع بسخط :
-جوز المدام
شعرت ناريمان من نظراته المحتقرة لها ، وتصرفاته الجادة أنه على وشــك فعل كارثة مـــا ...
أردف مهـــاب قائلاً بصوت محتد وهو يشير بإصبعه :
-أنا عاوز بس قبل ما أبدأ ، أتهم المدام في بلاغ رسمي بإنها خاينة وإرتكبت زنا
فغرت ناريمان فمها بصدمة رهيبة قائلة :
-هــــــــــــاه ، بتقول ايه ؟
مط وكيل النيابة رأســـه في تعجب أشــد ، وردد بهدوء :
-ممممم ، زنا !
ثم سلط مهاب أنظـــاره الشيطانية عليها ليكمل بثقة :
-وعندي ما يثبت كلامي
أشــــار له وكيل النيابة بكف يده ليجلس قائلاً بنبرة رسمية :
-اتفضل
جحظت ناريمان بمقلتيها المتورمتين في ذعــــر حقيقي ، وإرتجف جسدها بشدة وهي تنتظر ما سيقوله زوجها ليقضي عليها للأبد ......
.......................................
عند المنتجع الشهير بالساحل الشمــالي ،،،
توقفت سيارات أوس الجندي عند مدخل المنتجع ، وأنزل سائق سيارته الأساسية الزجـــاج الملاصق له ليتحدث بنبرة رسمية وهو يشير بعينيه الحادتين :
-الباشا أوس وصــل ، بلغ الإدارة !
هــــز الحرس الأمني المرابط أمـــام المدخل رأسه بإيماءة واضحة وهو يهتف بحماس :
-تمام ، حمدلله على السلامة يا فندم ، شرفتوا المكان
ثم إستدار برأســـه للخلف ولوح بيده لزملائه قائلاً بصوت مرتفع :
-افتح البوابات بسرعة للباشا
تحركت السيارات بثبات عجيب لداخـــل المدخل الرئيسي للمنتجع المعروف بأنه خـــاص فقط بالطبقة المخملية ..
حدقت تقى بنظرات مبهورة إلى المكان الذي لم تكن لتراه أبداً حتى في مخيلتها ..
فغرت شفتيها في إعجـــــاب واضح بالتصميم الراقي والفخم لكل جزئية في المنتجع ، بدءاً من المدخـــل الرخامي ذي الأرضية الإسفلتية ، وما حوله من شجيرات خضراء تشكل ممراً منفصلاً يؤدي إلى بوابة أخـــرى رئيسية يقف عندها حرس أخرين ، أسرعوا برفع الحاجز الحديدي لتكمل السيارات سيرها نحو الداخل ..
وكأنها تــرى جنة الله على الأرض متمثلة في هذا المكان ..
الألوان المريحة للأعين في طلاء المباني الفاخرة والسماء الزرقاء مع الخضرة الغناء والهواء المنعش .. كذلك التصميمات المعمارية التي تدل على إبداع المهندسين المعماريين في تشيد هذا المنتجع ...
بعد أقـــل من دقائق ، توقفت السيارات أمـــام مدخــل صغير .. وترجل على الفور أفراد الحراسة الخاصة من السيارات ، وأســرع أحدهم بفتح باب سيارة أوس وتنحى للجانب
نظر أوس لتقى ، وأشـــار لها بعينيه قائلاً بجدية :
-وصلنا ، يالا !
ثم ترجل هو الأخــــر من السيارة ، ونظـــر حوله بثبات ..
ابتلعت تقــى ريقها بتوتر .. وتحركت بحــذر من على المقعد ، وترجلت من السيارة لتجده يقف ملاصقاً للباب ، فمطت شفتيها منزعجة وهي تحاول المرور من جواره دون أن يتلامســا ..
أشــــار أحد رجـــال الحراسة الخاصة بيده وهو يقول بنبرة رسمية :
-اتفضل يا باشا من هنا
باغت أوس تقى بإمساكها من كف يدها بقبضته ، فشهقت مصدومة ، ولم يمهلها الفرصة للإعتراض أو المقاومة ، وســـار بخطوات ثابتة – وهو يسحبها خلفه عنوة - نحو الممر الخصوصي المؤدي إلى باب الفيلا ...
.................................
في مكتب وكيل النيابة ،،،،
صرخت ناريمان بإنفعــــال واضح بعد أن نهضت من مقعدها وهي تشير بكفيها في وجه مهاب قائلة :
-انت كداب ، أنا مقتلهتاش ، مقتلتهاش
رد عليها مهــــاب بصوت محتد وهو يحدجها بنظراته المميتة :
-لأ قتلتيها عشان ماتفضحش خياتك ليا يا مجرمة
صـــاح به وكيل النيابة قائلاً بصرامة :
-دكتور مهاب من فضلك ماتتكلمش
صرخت ناريمان قائلة بعصبية وهي ترمقه بنظرات نارية :
-يا فندم هو كداب ، ده هو بنفسه اللي قالي هاتي المفتاح وهايتصرف
لــوى فمه مستهزئاً ، ثم أجابها بسخط :
-والله ! طب وهاعمل كده ليه ؟ كنت بأخونك معاه يا زانية !
هدرت بجنون وهي تشير بإصبعها محذرة :
-مهـــــاب ، أنا مجنونة وممكن أفضح كل حاجة ، ومش هاشيل الليلة لوحدي
وضع ساقه فوق الأخـــرى ، ونظر لها بجمود قائلاً بثقة بالغة :
-اللي أعرفه إن اللي عنده حاجة يثبتها
نظرت هي إلى وكيل النيابة بأعين محتقنة ، وأشـــارت بإصبعها نحو زوجها ، وصرخت بعصبية :
-هو ورا أي مصيبة بتحصل ، ده راجل مش سهل ، ومش بعيد هو اللي قتلها !
نظر له وكيل النيابة ، وســـأله بجدية :
-كنت فين وقت حدوث الجريمة ؟
رد عليه مهاب بهدوء مستفز بـ :
-يا سعادت وكيل النيابة، وقت حدوث الجريمة وخيانتها ليا أنا كان عندي عملية جراحية دقيقة لمريض عندي ، وتقدر تتأكد من أوراق المستشفى ، ومن أهل المريض نفسه وكمان الفريق الطبي المعاون ليا
أشـــار وكيل النيابة بيده للكاتب الجالس بجواره ليتأكد من تسجيله لجميع أقـــوالهما ، ثم أردف قائلاً بحذر :
-هاشوف الكلام ده كله !
أرجع مهاب ظهره للخلف ، ونظر إلى زوجته بتشفي واضح من نظراته المزدرية لها ، وإستمتع برؤيتها تُدمــــر أمامه .. وبرزت إبتسامة شيطانية من بين أسنانه ..
...................................
في الفيلا القابعة بالمنتجع السياحي ،،،
أرخى أوس قبضته عن تقى بعد أن ولجا إلى داخـــل الفيلا الخاصة بهما ..
رمقته هي بنظراتها الساخطة وهي عابسة الوجــه ، في حين تحرك هو في أرجـــاء المكان متفحصاً إياه بهدوء وهاتفاً بصوت رخيم :
-أوض النوم فوق ، لكن هنا الريسبشن ، والـ Pool ( حمام السباحة ) ، والجاردن ، والـ Living ، والتراس .. !
ثم أشــــار بإصبعه إلى رواق ما ، وهو يضيف بنفس الهدوء :
-وهناك في حمام ومطبخ ، انتي هاتعرفي تتعاملي ! مش هتاخدي وقت يعني ، وعيشي حياتك !
صاحت به تقـــى بصوت محـــتد وهي تنظر له بنظرات غاضبة :
-جايبني من سجن ضيق لسجن أكبر ! وتقولي عيشي حياتك ، لأ فعلاً معندكش إحساس !
إحتقن وجهه بسرعة وهو يهتف بصوت مرتفع :
-تقى !
رمقته بنظراتها المشتعلة وهي تتحداه بغضب :
-ايه ؟ هاتعمل ايه أكتر من اللي عملته فيا ؟
أخـــذ أوس نفساً عميقاً ، وحبسه في صدره للحظة ، ثم أضــاف قائلاً بنبرة محذرة :
-نصيحة مني تلتزمي باللي هاقوله ، وأنا هالتزم بإتفاقي معاكي
لوت فمها بسخط وهي تقول :
-ولو محصلش ؟ هاتدبحني تاني ؟ أنا عارفة إنك تقدر تعمل ده فيا ، مش صعبة عليك ، ماهو اللي بيقتل مرة ، بيقتل مليون !
ضغط على شفتيه بقوة ليمنع نفسه من التفوه بأي حماقات .. ثم تابع قائلاً بصوت شبه متشنج :
-صدقيني أنا مش هاقرب منك طول ما إنتي معايا
ضحكت بطريقة مستهزأة ، وردت عليه بإستخفاف وهي تلوح بكفها في وجهه :
-بجد عاوزني أصدقك ، طب بالمرة أقولك أنا بأحبك ، ودايبة فيك ، مش قادرة أعيش من غيرك ، وأنسى اللي فات كله وكأنه محصلش خالص
أسبل عينيه وهو يضيف بإستعطاف :
-أنا عاوزك بس تديني فرصة أصلح اللي بينا
تجهم وجهها بشـــدة ، ونظرت له بشراسة وهي تصرخ فيه بغضب :
-اللي بينا عمره ما هيتصلح أبداً ، عارف ليه ؟ لأن اللي بيموت مش بيحيا تاني ، مش بيحيا !!!!!
فرك وجهه بإنزعـــاج جلي بكف يده ، ثم صر على أسنانه قائلاً بنبرة ضائقة :
-انسي اليومين دول أي حاجة حصلت
هـــدرت به بصوت مختنق وقد أدمعت عينيها :
-نعم ، بالبساطة دي ، لأ يا باشا ، صعب أنسى جرح عشته حتى لو فاتت سنين ، وده مش أي جرح ، أنا كل يوم بأعيش نفس العذاب معاك ، فعايزني أنسى ، طب إزاي ؟!
أدرك أوس أن الجـــدال مع تقى سيزيد الطين بلة .. فهي مازالت تكرهه .. وتلومه بقسوة على جريمته .. وهو لن يعترض على هذا ، فهو حقها .. ولكن أرهقه حقاً أنه يحاول إقناعها بفعل أبسط الأمـــور .. وفي المقابل يلقة معارضة محتدة منها ..
نفخ في ضيق ، وهتف قائلاً بنفــاذ صبر وهو يوليها ظهره :
-خلاص ، انا هاغير هدومي وهاشوف هنتغدى ايه !
وضعت تقى يدها في منتصف خصرها ، وأشـــارت بإصبعها وهو ترمقه بنظرات مهينة قائلة بنبرة حــــادة :
-كمـــان عاوزني أكل معاك في طبق واحد
إلتفت لها برأسه نصف إلتفاتة ، ورد عليها بجمود :
-متخافيش مش حاطط فيه سم !
صـــاحت هي قائلة بصوت غاضب وهي ترمقه بنظرات إحتقارية :
-ده أنا أموت من الجوع ومامديش إيدي في أكل معاك
لم يطقْ أوس إتهاماتها الباطلة له ، فإندفع نحوها بعصبية جلية في تعبيرات وجهه ، ثم أمسك بها من رسغيها ، ودفعها للخلف وهو يسير بخطوات سريعة ، فألصق ظهرها بالحائط ، ثم رفع ذراعيها أعلى ، وثبت رسغيها بقبضتيه ، و
جز على أسنانه قائلاً بحنق جلي وهو يحاصرها ، ومحدقاً بها بنظرات حـــادة ومشتعلة :
-تقــــى ، من فضلك ، التزمي معايا .. وده أفضل لينا ! ماشي ؟!
نظرت له برهـــــبة شديدة من عنفه المعهود معها ، وخشيت أن يتطور الأمـــر ، ويحدث ما لا يحمد عقباه ، فلم تنطق وإكتفت بالإيمـــاء برأسها موافقة في خوف منه ..
ضغط أوس على شفتيه بقوة ، وتأمل حالتها المرعوبة منه بندم ، وأرخى قبضتيه عنها قائلاً بضيق :
-شكراً !
ثم تراجع مبتعداً عنها ، وأولاها ظهره ، وحدث نفسه قائلاً بصدق حقيقي :
-أنا خايف عليكي ، يا ريتك تحسي بده ، وماتبصليش كده !
ثم ضرب بقبضته المكورة الدرابزون ، وصعد عليه سريعاً .. بينما تابعته هي بنظرات محتدة وظلت تفرك رسغيها لتخفف من قوة أصابعه عليهما ..
......................................
في المقر الرئيسي لشـــركات الجندي للصلب ،،،،
إبتلع عـــدي أحد الأقراص الطبية ، ثم أعقبه بشرب رشفة مـــا ، وحرك رأسيه للجانبين ، وحدث نفسه بجدية بـ :
-يا ريت يجي بفايدة العلاج ده !
أمســــك هـــو بهاتفه المحمول ، وظل يلفه بحركة دائرية بأصـــابع يده ..
وتابع حديث نفسه بـ :
-تهاني دي أوصلها إزاي ؟ ما هو لو كلمت أوس في الموضوع ده ممكن مايفدنيش ، وأنا محتاج أعرف الست دي ، وأعرف طريقها ! ممم.. يا ترى مين أكتر حد ممكن يفيدني في الموضــوع ده ؟!
ثم طــــرأ بباله الإتصــــال بالمدبرة عفاف لمعرفة تفاصيل أكثر عنها ، فهي أكثر شخص كان مقيماً في قصر عائلة الجندي ، وستكون الأكثر علماً بما يتردد هناك من أسمـــاء عن بعض الشخصيات ..
إبتسم لنفسه بزهــو ، وهتف قائلاً بحماس :
-مافيش إلا هي ..!!!!
........................................
في الفيلا القابعة بالمنتجع السياحي ،،،
لاحقاً ، ولج أوس إلى داخـــل المرحـــاض ليغســل وجهه ، ثم بدل ثيابه على عجــــالة وإرتدى ملابساً " كاجوال " على غير عادته - ( بنطـــال جينز أزرق داكن ، وتي شيرت أبيض اللون ) أبرز عضلات ذراعيه ، وقوة صــدره – ومشط شعره بأصابع يده ، ثم إتجه للخـــارج وهو يضع ساعته في يده ..
بحث بعينيه عن تقــــى فوجدها جالسة في التراس الملحق بالفيلا ، وممددة لساقيها على الطــاولة ، وتفرك في أصابعع قدميها ..
فتحرك بحذر نحوها ، وإستند بظهره على المدخل ، وعقد ساعديه أمـــام صدره ، وظل يتأملها في هـــدوء لعدة دقــائق ..
ثم إعتدل في وقفته ، وتنحنح بصوت خشن ، فإنتبهت هــي له ، ووإرتبكت من حضوره المفاجيء ، ولم تنظر نحوه ، وإنتصبت في جلستها بعد أن أنزلت ساقيها ..
ســــار أوس عدة خطوات حتى وقف قبالتها ، ثم أردف قائلاً بصوت رخيم :
-أنا طالع أتغدى مع الوفـــد ، أوردر الأكـــل أنا خلاص طلبتهولك ، و هايجيلك هنا مع واحد من الحرس
زمت فمها للجانب ، ولم تجبه ، وظظلت محدقـــة أمامها ..
أخــذ أوس نفساً عميقاً ، وزفره على مهل ، ثم تابع قائلاً بضيق :
-عامة أنا عندي شغل ، مش راجع الوقتي خالص ، فخدي راحتك ، سلام !
ثم تركها وإنصـــرف دون أن يضيف كلمة أخــرى ، بينما إلتفتت هي برأسها بحذر لتنظر له من طــرف عينها لتتأكد من رحيله ..
تنهدت في إرتيــــاح .. وأرخت عضلاتها المتشنجة بعد أن سمعت صـــوت الباب يغلق ، وحدثت نفسها قائلة :
-أووف ، خانقة !
...................................
في مطعم المنتجع السياحي ،،،
مـــد أوس يده ليصافح أعضـــاء الوفــــد الأجنبي الذي جــاء إليه خصيصاً من أسبانيا للتعاقد على صفقات جديدة مع الشركة ..
كان الوفد مكوناً من أربعة رجـــال وسيدتين، ومترجم مرافق لهم ..
أشــــار لهم بيده ليجلسوا ، وفرقع بأصابعه ليبتعد حرسه للخلف حتى يستطيع مناقشة ما يريد بأريحية تـــامة ..
بعد أقل من دقيقة ، حضر بعض الندلاء وهم يحملون صحون الطعـــام ، ثم بدأوا برصــه أمام الجميع بطريقة منمقة للغاية ، وانصرفوا دون إحداث جلبة ..
وضــع أوس يده على جيب بنطاله الجينز الأمـــامي ليتفقد هاتفه المحمول ، ولكنه لم يجده ، فزفر في ضيق ، ثم قــال بصوت جــاد وهو محدق بأعضاء الوفــد :
-I am sorry , but I need to get my cellphone ( بأعتذر ، ولكني بحاجة للحصول على هاتفي )
ثم مـــط فمه قليلاً ، وتابع مبرراً :
-All the data on it , just give me 5 minutes ( كل البيانات الخاصة بالعمل موجودة عليه ، فقط اعطوني 5 دقائق لإحضـــاره )
أومـــأ له رئيس الوفـــد برأســــه قائلاً بإبتسامة هادئة :
-Take your time, sir ( خـــذ وقتك سيدي )
.......................................
في الفيلا القابعة بالمنتجع ،،،
إستغلت تقـــى الفرصة بعد أن أحضـــر لها الحارس طعام الغذاء في تبديل ملابسها ، والتنعم بحمـــام دافيء .. خــاصة وأن أوس الجندي لن يعـــود إلا ليلاً .. فأمامها مساحة من الوقت لتفعل ما تريد دون أي إزعـــاج منه ..
فتحت هي الحقيبة الخاصة بها ، ونظرت إلى الثياب الموضوعة بداخلها ..
ثم تنهدت في إنهـــاك وهي تحاول إنتقــاء المناسب لها ..
هزت رأسها بقبول وهي تسحب تلك المنامة الحريرية ذات اللون الأحمـــر الداكن منها .. ثم تركتها على الفراش ، وإتجهت نحو المرحـــاض بعد أن نزعت ملابسها ..
أغمــضت تقى عينيها ، وإسترخت بداخل المغطس بعد أن ملأته بالمياه ، وأسندت ذراعيها بجوار جسدها .. وتركت للمــاء الدافيء الممزوج بالصابون السائل والمنعش الدور في تليين عضلاتها المتشنجة ..
شعرت براحة عجيبة بعد بضعة دقائق من الهدوء التـــام بداخله ..
حــاولت ألا تفكر في شيء حتى لا تعكر صفو تلك اللحظات الجميلة ..
................................
في نفس التوقيت ، وصـــل أوس إلى الفيلا بسيارته ، وصفها أمــام المدخــل ، ثم ركض بخفة في إتجـــاه الممر ، ثم دلف إلى الفيلا ..
إشـــرأب بعنقه لينظر إلى تقى في التراس وهو يتجه نحو الدرابزون ، ولكنه لم يدقق النظـــر ليتأكد من وجودها .. حيث كان على عجلة من أمــــره ، ونظر في ساعته لأكثر من مــرة ليعرف التوقيت ...
.........................
نهضت تقى من المغطس ، ولفت جسدها بالمنشفة العريضة ، ثم سحبت منشفة أخـــرى قطنية لتجفف بها شعرها المبتل ..
نظرت إلى نفسها في مــرآة المرحــاض ، فلاحظ تورد وجهها من جديد ، وإنتشـــار الدموية به .. فإبتسمت لنفسها برضــــا .. ثم أحنت رأسها للأمــــام لتكمل تجفيف خصلات شعرها من الخلف ...
...................................
وصـــل أوس إلى الغرفة ، ودلف إلى الداخـــل وهو مركز تفكيره في إستخراج هاتفه من بدلته التي نزعها قبل أن يخرج ، وتركها على الأريكة الوثيرة ...
وبالفعل وجــد هاتفه ، وعبث به ثم دســـه في جيبه ، وإستدار عائداً للخـــارج ..
ولكن لفت أنظـــاره تلك المنامة الحمراء الموضوعة على الفراش ، فقطب جبينه بإستغراب ، وضيق عينيه في فضـــول ، وإتجه نحوها ..
مـــد أوس أصابعه ليتحسسها .. ثم رفعها عن الفراش ، وقربها من وجهه ، وأغمض عينيه وهو يلامسها بوجهه ..
وأخـــذ نفساً عميقاً حبسه في صدره ، وتخيل زوجته وهي ترتديها له كزوجين طبيعين ، فإلتوى فمـــه بإبتسامة عفوية ..
........................
أمـــالت تقى رأسها للأمـــام وهي تقوم بربط المنشفة عليها ، ثم أدارت مقبض الباب لتخرج من المرحـــاض ، و........................................ !!!