![]() |
رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الرابع والخمسون بقلم نورهان ال عشري
لو تعلم عدد المرات التي هُزِمت فيها أمام قلبي لأجلك لما اخترت الإبتعاد عنه أبدا ...
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
التفت كلا من أدهم و مازن برعب علي ذلك الصوت الغاضب الذي يقف خلفهم يطالعهم و الشرر يتطاير من عيناه فلم يستطع أحدهم التفوه بحرف ليقترب مراد قائلا بغضب
" انت اتجننت منك ليه ايه الي انتوا عملتوه دا ؟؟"
أدهم بإرتباك
" اهدي يا عمي .. و وطي صوتك .. هتودينا في داهيه "
مراد بغضب
" طبعا هوديكوا في ستين داهيه بقي تعرضوا حياة بنتي للخطر و تقولي اهدي!"
مازن بمسايسه
" مفيش خطر و لا حاجه يا عمو مراد الوضع تحت السيطرة ."
مراد بإنفعال
" سيطرة ايه انت كمان انت بتستعبط .. ازاي تفكروا تعملوا مصيبه زي دي ؟؟"
مازن بتوتر
" اهدي بس و وطي صوتك و انا هفهمك كل حاجه .. عاجبك يا زفت الطين كان يوم اسود يوم ما سمعت كلامك !"
قال جملته الأخيرة و هو ينظر بغيظ الي أدهم الذي تجاهله و نظر إلي مراد قائلا بمسايسه
" عمو مراد احنا اضطرينا نعمل كدا عشان نصلح الوضع بين يوسف و كاميليا انت مشوفتش الدنيا كانت بايظة ازاي بينهم .."
مراد بحدة
" شالله عنه ما اتصلح الوضع بينهم يعني عشان تصالحوهم تعرضوا حياتها للخطر دا مين النبيه الي فكر في الفكرة الغبيه دي ؟"
مازن بحنق
" المتخلف دا و أنا وربنا حاولت امنعه بس هو حلفلي أن الخطه مضمونه و أن محدش هيتأذي عشان كدا طاوعته انا ماليش ذنب ! "
نظر إليه أدهم بإحتقار و هو يقول
" يالا يا اوطي خلق الله بتبيعني كدا في لحظه … و بعدين تعالي هنا هو انت كنت نوغه و لا انا ضربتك علي ايدك مانتا منفذ معايا كل حاجه انت هتستعبط !!"
مراد بغضب
" انت تخرس خالص بخططك الي زي وشك دي .. ( وجه أنظاره الي مازن متابعا بحنق )و انت يا بيه ايه اهبل اي حد يقولك حاجه تعملها مفيش مخ خالص .. يمين بالله لو بنتي جرالها حاجه لهكون دافنكوا قبلها .. "
لم يتسني لهم الرد ليتفاجئوا بيوسف يدخل من الباب قائلا بصرامه و هو ينظر للعامل الذي يرتجف من فرط الخوف
" المفروض ايه بيتعمل في الحالات الي زي دي .."
العالم بإرتجاف
" مفروض نفصل الكهربا عن الأسانسير و بعدين بنطلع عالمكنه فوق نحرر دراع الفرامل عشان تفك و نبتدي نحرك دراع المكنه يا لفوق يا لتحت لحد ما نوصل لأقرب دور و نجيب مفتاح الطوارئ و نفتح الباب و نخرجها .."
يوسف بتفكير
" انت قولتلي أن في فتحه في الاسانسير من فوق عشان الحالات الي زي دي !"
العامل بإرتباك
" ايوا فعلا بس .."
قاطعه يوسف بصرامه و هو ينزع معطفه و يخلع ساعته
" مفيش بس انا هربط نفسي بحبل و انتوا هتمسكوه و هتنزلوني لحد ما افتحه و ادخلها .. و بعد كدا هتعمل كل الي قولت عليه دا و ترفعونا لفوق .."
العامل بخوف
" يوسف بيه الي حضرتك بتقوله دا في مخاطرة كبيرة .."
يوسف بإنفعال
" نفذ الي بقولك عليه من غير كلام كتير ..'
ارتعب أدهم من فكرة أخاه فقال محاولة ثنيه عما ينتويه
" يوسف انت كدا بتعرض حياتك و حياتها للخطر و دا اكبر غلط "
يوسف بإنفعال
" امال اسبها تواجه الخطر تحت لوحدها !!"
مازن بتوتر
" يا يوسف الاسانسير كدا ممكن يقع بيكوا "
يوسف بألم
" انا هفديها بروحي المهم انها تخرج منه سليمه . بطلوا كلام كتير عشان مش هرجع في قراري و يالا بينا "
و بالفعل قاموا بتجهيز الحبال وتعليقها في حزام البنطال لتحاوط خصره و قاموا بإنزلل الحبل خطوه خطوة الي أن وصل فوق سطح المصعد فقال بصوت مسموع
" كاميليا حبيبتي سمعاني ؟"
انتفضت كاميليا لدي سماعها صوته فقالت بخوف
" يوسف انت نزلت هنا ازاي ؟؟"
حاول يوسف تهدئتها فقال مطمئنا إياها
" اهدي و اطمني انا هحاول افتح الغطاء دا و انزلك هتسمعي صوت خربطه متقلقيش .."
كاميليا بزعر
" يوسف ارجوك ارجع تاني انت كدا بتعرض حياتك للخطر .."
يوسف بصرامه
" كاميليا ياريت تسكتي و تخليني اشوف شغلي .. "
بالفعل صمتت و ظلت تناجي ربها بأنه يحفظه و يخرجهم من هذا المأزقعلي خير و حاول يوسف اتباع تعليمات العامل في إزاله غطاء فتحه الإنقاذ فاهتز المصعد قليلا مما جعل الرعب يدق في قلبها فاغمضت عيناها بذعر لتتم المهمه أخيرا بنجاح و يقوم بإزاله الغطاء ناظرا إليها بإبتسامه مطمئنه بادلته إياها بآخري فرحه ليقول بعدها بصوت جهوري
" انا فتحت الغطاء و هدخللها جاهزين .."
اتته الأصوات من الأعلي بالموافقه ليقوم بإدخال قدمه اولا و يقوم بهز الحبال ليفهم الجميع فوق و قاموا بإنزال الحبل بهدوء خطوة خطوة الي أن لمست أقدامه ارضيه المصعد ليقوم علي الفور بإحتضانها بشوق بالغ و قلب كان يرتعب من فكرة فقدانها و تبادله هيا العناق بأقوي منه بكل ما تحمل بداخلها من خوف و ندم و عشق ليظلوا علي هذه الحاله لدقائق قبل أن يستطع تخفيف حصاره حولها ليرفع وجهها إليه و يطالعها بنظرات قلقه عاشقه و هو يقول بحنان
" انتي كويسه ؟"
كاميليا ببكاء
" بقيت كويسه بعد ما خدتني في حضنك .."
احتوت كفيه وجهها و قام بإسناد جبهته فوق جبهتها و هو يقول بألم
" كنت هموت من الرعب عليكي .. حسيت بروحي بتتسحب مني و أنا سامع صوت خوفك .. حقك عليا اني قسيت عليكي و حقك عليا اني وجعتك و.."
لم يكمل حديثه بسبب أنه وضعت إصبعيها فوق شفتيه تمنعه من الاسترسال في الحديث لتقول بحب
" اوعي تقول كدا ابدا .. انا الي مفروض اقعد عمري كله اعتذرلك و اعتذر لنفسي اني في يوم جرحتك أو زعلتك .. انت الي ليك حق عندي كبير اوي و لو ربنا طول في عمري و خرجنا من هنا هعيش عمري الي باقي أكفر عن كل غلط غلطه في حقك .."
يوسف بحنان
" اوعي تقولي كدا ابدا .. انا مش عايز حاجه من الدنيا غير وجودك جمبي .. انت النفس الي انا بتنفسه يا كاميليا.. مقدرش اعيش لحظه. واحده من غيرك .."
كانت كلماته بقدر روعتها بقدر ما آلمتها فأخذت تلوم نفسها كيف بأنها استطاعت أن تؤلمه كيف يمكن أن تجازف بخسارة رجل مثله ؟ فهي بعد كل شئ فعلته جازف بحياته من أجل إنقاذها و لم يتردد ثانيه واحده في فعل ذلك .. فقد كانت تظن سابقا بان الحياة ظلمتها عندما أخذت منها والديها و عذبتها بتلك الطريقه و لكنها أيقنت الآن بأنها من بين المحظوظين في تلك الحياة بعشق رجل مثله عندها تحدثت قائله بصدق
" انت احلي حاجه حصلتلي في حياتي .. انت حلو لدرجه انك كتير اوي عليا ! انا مستهلكش.."
يوسف بحنان
" اششش بطلي الكلام الاهبل دا .. انتي احلي حاجه في الدنيا دي !"
هنا صدح صوت جهوري من فوقهم يقول بتذمر
" قدامنا كتير في الفيلم الهندي دا و لا انتوا استحليتوا الموضوع .. اخلصوا دمنا نشف هنا !"
كان هذا صوت مازن الغاضب فعض يوسف علي شفتيه قائلا بتوعد
" صبرك عليا يا حيوان بس اخرجلك و أنا مش هخلي فيك دم اصلا "
لم تفهم كاميليا ما كان يفعله الا عندما قام بفك الحبال من حول خصره و لفها حول خصرها محاولا تثبيت الجهاز بحزام بنطالها فقالت بزهول
" يوسف انت بتعمل ايه ؟؟"
يوسف مازحا
" تفكيرك ميروحش لبعيد انا بثبت الجهاز بس .. اكيد مش هقل ادبي و احنا في الوضع دا ."
تجاهلت مزاحه و قالت بذعر
" يوسف متهزرش انا مش هطلع من هنا غير معاك .. "
يوسف محاولا إقناعها
" كاميليا مفيش وقت لكلامك دا .. يالا عشان يسحبوكي و متقلقيش عليا انا هعرف اتصرف.."
كاميليا برعب
" لا يا يوسف مش هسيبك هنا أبدا .."
تجاهل يوسف اعتراضها و قال صارخا
" اسحبوا الحبل لفوق يالا .."
تفاجئ الجميع من حديثه فقال ادهم صارخا
" انت مجنون يا يوسف طب و انت ؟"
غصب يوسف من غباء أدهم و قال صارخا
" انت مال اهلك بقولك اسحبها يالا .."
استجاب أدهم لمطلب أخيه علي مضض و هو يلعن نفسه للمرة المليون لتنفيذه تلك الفكرة الغبيه و لكنه تفاجئ بصراخ كاميليا التي اندفعت الي حضن يوسف تتمسك به بكل ما تمتلك من قوة و هيا تقول بصراخ من بين دموعها
" لو عرفت تطلعني من حضنك يبقي خليهم يخرجوني .."
صوت بكائها و دموعها المنسابه علي كتفه و أيضا تمسكها به بتلك الطريقه التي لم يراها منها مسبقا جعلوه يقول بحنان
" كاميليا يا قلبي اسمعي الكلام علشان خاطري .. و صدقيني انا هبقي كويس .."
قاطعته بنفي شديد
" لا . لا . لا مش هسيبك و اخرج لو هنموت يبقي نموت سوي .. بس متحكمش عليا اسيبك هنا انت كدا بتموتني بإيدك .. ارجوك يا يوسف متعملش فيا كدا ارجوك .."
كان صوت بكائها يقطع نياط للقلب و كلماتها آلمته كثيرا فعندما حاول الحديث بادرته قائله بصرامه
" مش هسيبك .. والله ما هسيبك .. و لو سبتهم يسحبوني ورحمه ماما لهفك الحبل و هرمي نفسي .."
صُدٌم يوسف من نظراتها و نبرتها في الحديث و التي كانت جديدة كليا عليه و لكنه في النهاية استسلم و قال بصوت جهوري
" اسحب الأسانسير يا أدهم.."
تنفس كلا من أدهم و مازن و مراد الصعداء و تحركوا جميعا الي مكان الماكينه لتنفيذ التعليمات و سحبهم و هم يتوسلوا الي الله جميعهم بأن يتم الأمر بسلام .أما عنها فقد
ابتسمت بحب و طالعها هو بعتب قائلا
" هحاسبك علي عدم سمعانك الكلام دا !"
كاميليا بإبتسامه ارتياح خرجت من بين قطراتها المتساقطه كالمطر
" اعمل فيا الي انت عايزة انا موافقه . بس متسبنيش أبدا .."
لم يتسني له الرد إذ شعروا بإهتزاز المصعد فشعر يوسف بخوفها الظاهر في عيناها و لكنها حاولت أن تخفيه فلف ذراعيه بتملك حولها و هو يقول بصوت خافت
" بتحبيني !"
نست خوفها للحظه و قد أسرتها نظراته و نبرة صوته المثيرة فقالت بصدق
" بعشقك ."
لم تكد تكمل جملتها حتي التهم شفتيها في قبله شغوفه حنونه تحمل من الحب اطنانا فذابت بين يديه و ضاعت في روعه المشاعر التي انتابتها حتي أنها لم تشعر بتحرك المصعد الذي أخيرا توقف أمام الطابق السادس و قام العامل بفتح الباب لتجحظ العيون من ذلك المشهد الرومانسي الذي نادرا ما نشاهده في حياتنا يوسف محتضنا كاميليا بتملك كبير و هيا متعلقه بعنقه و يقوم بتقبيلها و من حسن حظ الثنائي أن يوسف كان يعطيهم ظهره فحجب عنهم المشهد بالتفصيل و لكن هذان الماكران نظرا إلي بعضهم البعض و بتخابث من نجاح مخططهم فاخرجهم من شعورهم بالإنتصار صوت مراد الغاضب او لنقل أنه كان شعور بالغيرة شديد جعله يقول بإنفعال
" كاميليا..!"
عند صراخ مراد عادت كاميليا الي ارض الواقع فنظرت خلف ظهر يوسف لتجد الجميع يشاهد ما يحدث و خاصتا والدها فأمسكت بمقدمه قميصه تخفي في صدره وجهها الذي اشتعل من الخجل و لكنه كان كالعادة محافظا علي اتزانه فالتف ناظرا إليهم بلامبالاة و يداه تعتقل خصرها و نظر إلي الموظفين قبل أن يقول بحده
" واقفين كدا ليه ؟ كل واحد علي مكتبه .."
و بالفعل هرول الجميع الي مكاتبهم فلم يتبقي سوي العامل الذي كان ينتظر بعيدا و أدهم و مازن و مراد الذي تحرك تجاه كاميليا يأخذها بين أحضانه قائلا بقلق
" حبيبتي طمنيني انتي كويسه ؟"
بادلته كاميليا العناق قائله بخفوت
" انا كويسه متقلقش .."
نظر يوسف إلي أدهم قائلا بصرامه
" عايز تقرير مفصل عن الي حصل و الغلط كان فين و عند مين بالظبط .. عشان ورحمه ابويا اي حد كان له يد في الي حصل دا همحيه من علي وش الأرض .."
نظر كلا من أدهم و مازن الي بعضهم البعض نظرات رعب صامته و لم يستطيعا الحديث ليتدخل مراد قائلا بحده و هو يلقب نظرات متوعده علي الإثنين
" متقلقش يا يوسف هيحصل و أنا بنفسي هتابع الموضوع دا .. و الغلطان لازم يتعاقب "
عند هذه النقطه تفوه أدهم بأرتباك
" اه طبعا الغلطان هيتعاقب .."
أضاف مازن برعب داخلي
" اكيد طبعا هيا سايبه و لا ايه .."
كانت كاميليا تشعر بالضعف بسبب ذلك المجهود النفسي الشديد الذي تعرضت له فتشوشت الرؤيه أمامها وفجأه دارت الأرض بها فقالت بخفوت
" يوسف .."
لم تستطع اكمال جملتها إذ داهمها الدوار فسقطت مغشيه عليها لتتلقفها ذراعين يوسف الذي التفت إثر ندائها الخافت قدق الرعب بقلبه علي مظهرها و هيا تقع بين أحضانه فاقدة للوعي فقال برعب
" كاميليا.."
****************
كان كلا من أدهم و مازن يستقلون السيارة في طريقهم للمنزل خلف يوسف الذي أخذ كاميليا الي المنزل لترتاح بعد أن أخبرهم طبيب الشركه بأن هذة الإغماءة نتيجه لذلك الخوف و الإجهاد النفسي الذي عاشته في ذلك المصعد و علي إثر هذا اخذ مازن يعنف أدهم قائلا بتوبيخ
" ادي آخرة خططك يا أدهم بيه كنا هنخسر اخوك و مراته النهاردة. "
أدهم بملل
" و اهو ربنا سترها و مخسرناس حد هتفضل تولول كدا كتير .."
مازن بسخريه
" قصدك هنولول يا خفيف .. عمك مراد شكله ميطمنش و ممكن يقول ليوسف و ساعتها بقي قول علينا يا رحمن يا رحيم .. اخوك غبي و مبيتفاهمش.."
كان أدهم يشعر بالخوف الذي حاول اخفاءه قائلا بنفي
" لا يا عم عمك مراد عاقل و عارف ان يوسف هيخلص علينا لو شم خير .. مش معقول يقوله .."
مازن بتمني
" يارب يكون عاقل فعلا . حرام اموت في عز شبابي قبل ما اتجوز البت الي هتعنس دي .."
نظر أدهم إليه بسخريه قبل أن يقول بتذكر
" اه صحيح انت عملت ايه معاها صالحتها و لا لسه ؟"
عند هذا تذكر مازن ما حدث عندما ذهب إليها في اليوم التالي ليراضيها
فلاش باااك
توجه مازن الي قصر الرفاعي و بيده باقه من الورود الحمراء و قد كان متأنقا كثيرا بذلك القميص الاسود الذي يفصل تقاطيع جسده المتناسق و الذي كان يفتح اول ذرين منه و قد صفف شعره بطريقه جعلته جذابا جدا و أيضا وضع ذلك العطر الرائع الذي كانت تعشقه كثيرا و تقدم بهيئته الخاطفه للأنظار الي الباب و قام بدق الجرس لتفتح له الخادمه التي كتمت أنفاسها من شدة وسامته ليبتسم مازن بتخابث علي مظهرها فهذا يوحي بمدي جاذبيته التي حتما لن تقاومها حبيبته فقال بصوت جذاب
" ممكن تناديلي كارما هانم .."
ظلت الخادمه تنظر إليه مطولا الي أن تحدث مرة ثانيه يحسها علي الحديث لتومئ برأسها و تذهب لإخبار كارما التي وجدتها تتحدث بهيام و هيا تخبرها بأن خطيبها الوسيم ينتظرها بالأسفل فاشتعلت غيرتها و بعد أن كانت لا تنوي مقابلته غيرت رأيها و قامت بتبديل ثيابها و ضع بعضا. من مساحيق التجميل البسيطه لتبرز جمالها الأخاذ و وضعت عطرها المثير و تأكدت من مظهرها الرائع قبل أن تتوجه الي الأسفل لتهبط من علي الدرج في دلال جعله يهب من مكانه و قد انقلب السحر علي الساحر فبدلا من أن يؤثر هو به خطفت هيا أنظاره و قلبه بمظهرها الفاتن فما أن اقتربت منه حتي قالت بجفاء
" ممكن اعرف ايه جابك هنا ؟"
استغرق الأمر منه ثوان حتي يسيطر علي دقات قلبه الهادرة و يقول بصوت جذاب
" وحشتيني !"
لا تنكر بأن هيئته الجذابه و عطره الرائع قد زعزعوا حواسها و لكنها حاولت رسم اللامبالاة فهيا لازالت غاضبه منه و تنوي تلقينه درسا لن ينساه لذا تجاهلت قلبها الذي كان يشتاقه كثيرا و قالت بلامبالاه
" مش مبرر بردو انك تيجي و خصوصا انك عارف اني مش طايقه اشوف وشك ."
لا ينكر غضبه من حديثها و لكنه تجاهله و قرر بأن يلعب باعصابها قليلا حيث اقترب منها قليلا و هو ينظر إلي عينيها بقوة قبل أن يقول بتحدي
" طب عيني في عينك كدا!"
كانت قلبها يقرع كالطبول من نظراته التي كانت تلتهمها و ايضا ذلك الخائن قلبها الذي كان يشتاق إليه بجنون و لكنها بصعوبه حاولت رسم ابتسامه ساخره علي شفتيها قبل أن تتركه و تجلس علي المقعد خلفها و قالت ساخره
" قديمه اوي حركاتك دي !"
شعر مازن بذلك الصراع الداخلي الذي كان يدور بداخلها و بأنها كانت تريد الهروب لذا قال بابتسامه
" حركاتي قديمه بس بتموتي فيها متنكريش !"
تجاهلت حديثه و قالت بجمود
" متخليناش نخرج برا موضوعنا جاي عايز ايه يا مازن ؟"
تصاعد غضبه فقال بحده و نفاذ صبر
" متستعبطيش يا كارما هكون جاي ليه جاي عشان أشوفك ."
غضبت من انفعاله عليها و هبت من مكانها تقول بغضب
" بس انا مش طايقه أشوفك .. "
مازن بغضب
" لسانك طول عليا أوي يا كارما و هقصهولك .."
كارما بغيظ
" وريني هتعمل ايه ؟؟"
مازن بغضب كبير
" بت انتي اتظبطي .."
كارما بحزن و انفعال
' انا الي اتظبط صح ! انت تمام و ماشي عالصراط المستقيم و أنا الي معووجه و عايزة اتظبط.."
مازن بنفاذ صبر
" عارف اني غلطت بس انتي مش مدياني فرصه اعتذر بالرغم من انك عارفه انا عملت كدا ليه و إن كل دا كان خطه عشان نرجع يوسف و كاميليا لبعض بس انتي بردو معانده و مصرة تكبري الموضوع.."
كارما بإنفعال
" تمام تعالي نتبادل الأدوار لو انت شفت صوري مع واحد كدا ايا كان دوافعي كان هيبقي ايه موقفك ؟؟"
مازن بانفعال
" كنت هكسر دماغك طبعا.."
كارما بحده
" تمام يعني أنا المفروض دلوقتي اكسر دماغك صح ماهو انت مش بتحس و أنا لا ."
مازن مداعبا
" طب و اهون عليكي ؟؟"
انفعلت بوجهه قائله بصراخ
" ايوا تهون .. مادام انا هنت عليك عادي .. "
مازن بحنق
" يا بنتي انتي بتتلككي امال لو كنت خنتك بجد كنتي عملتي ايه .. انتي نكديه اوي .."
ازداد غضبها منه و من اتهامه لها و قالت بصراخ
" انا نكديه طب اتفضل من غير مطرود و خطوبتك مفسوخه و مفيش جواز .."
عند ذكر الغاء الزواج عمي الغضب عيناه و قال بصراخ
" في جواز غصب عن عين اهلك يا كارما .. ماهو انا مقعدش احب فيكي كل دا و في الآخر تقوليلي مفيش جواز .. و هتشوفي كلام مين هيمشي انا و لا انتي .."
اختتم جملته و توجه بإنفعال لباب القصر فاوقفه ندائها الذي جعله ييبتسم بتخابث فقد ظن بأنها قد لانت و سوف تراضيه فالتفت إليها بغرور ليتفاجئ بباقه الورد التي القتها بوجهه و هيا تقول بحده
" روح دور علي واحده فرفوشه زيك تديهولها .."
بااااااك
تذكر مازن ما حدث معه فنظر أمامه قبل أن يقول بكذب
" عيب تسأل سؤال زي دا طبعا اتصالحنا .."
نظر إليه أدهم بحقد قبل أن يقول بحسد واضح
" اه يا نمس عملتها ازاي دي دا البت مكنتش طايقه تسمع سيرتك ؟؟"
تحمحم مازن بغرور قبل أن يقول بتفاخر
" اومال يا ابني انت مفكرني هفأ و لا ايه .. دي هيا الي جت صالحتني و اعتذرتلي كمان .."
أدهم بلهفه
" بجد وربنا يا مازن .. ايه الي حصل احكيلي ؟"
واصل مازن كذبه قائلا بتكبر
" أبدا يا ابني جت و قالتلي حقك عليا يا مازن انا كنت ظلماك و قعدت تعتذرلي كتير و صعبت عليا في النهاية و سامحتها .."
كان مازن ينظر بطرف عيناه الي أدهم الذي قال متحسرا
" يا بختك يا عم كارما طيبه وهبله بيضحك عليا مش زي هولاكو الي انا بحبها .."
مازن بإستفهام
" مانتا الي قفل .. مش عارف تلين دماغها كل دا ؟؟"
ادهم بقهر
" يا ابني دي قادرة و مفتريه كل مرة بقول هصالحها تقوم هيا واخده كل الي عيزاه مني و خالعه من غير حتي ما تبل ريقي بربع كلمه .."
نظر مازن إليه بنصف عين قبل أن يقول بتخابث
" ولا ايه بتاخد منك كل الي هيا عيزاه دي !!"
نظر أدهم إليه بقرف قبل أن يقول بتوبيخ
" دماغك متروحش لبعيد يا زباله انت .. اقصد . معلومات يعني .."
مازن بعدم فهم
" معلومات ايه دي الي هتاخدها منك ؟؟"
تذكر أدهم ما حدث بينهم قبل يوم من الآن عندما هاتفته تطلب رؤييته
فلاااش باااك
اقتربت غرام من تلك الطاوله التي كان يجلس عليها ينتظرها بفارغ الصبر فمنذ أن هاتفته تطلب مقابلته و هو يتلهف بشدة لرؤيتها متجاهلا معرفته السبب وراء طلبها هذا و لكنه لم يستطع منه قلبه من الرقص فرحا بأنه سوف يراها فهو يشتاقها كل دقيقه و لا يستطع التنفس سوي بوجودها و ها هيا كانت تطل عليه كالبدر في سماه علي الرغم من أنها لم تكن ترتدي ملابس انيقه و لكنها كانت جميله بفوضويتها تلك التي تأسره مثلما يأسره تأنقها ليظل ينظر إليها بإشتياق شعرت هيا به و بأن عيناه تعانقها و قد جعل هذا دقات قلبها تقرع كالطبول و لكنها ذكرت نفسها بأنها هنا من أجل كاميليا فقط لذا ما أن وصلت إليه حتي جلست قائله بحزم
" عايزة اعرف يوسف مسافر فين يا أدهم ؟؟"
كتم أدهم غضبه بداخله و نظر إليها بعتب لا يخفي عليها و قال بخيبة أمل
" طبعا كان لازم اعرف ان دا السبب الي خلاكي تقابليني .. "
التفتت غرام للجهه الآخري و حاولت تجاهل وخزات الألم بقلبها فقالت بجمود
" طبعا هو في بينا حاجه تانيه تخليني عايزة اقابلك !!"
اغتاظ أدهم من حديثها فامتدت يداه تمسك بذقنها لتديرها إليه و قال بحزن كان واضح بعيناه
" بصي في عنيا و قولي انتي ؟؟ مفيش اي حاجه بينا يا غرام تخليكي عايزة تشوفيني !!"
نظرت إليه بألم شديد و بالرغم منها نزلت دمعه من عيناها زلزلته فامتدت يداه تلقائيا تمسحها برفق قبل أن يقول بحنان
" العتاب الي في عنيكي دا بيقتلني يا غرام .."
التفتت غرام للجهه الأخري تحاول إخفاء دموعها قبل أن تقول بألم
" و بيقتلني انا كمان .."
نظر إليها أدهم بعذاب كان مرتسما بعيناه و عندها قد وصل
إلي نتيجه لم يكن يريدها أبدا لا بقلبه العاشق و لا بعقله النادم و لكنها النتيجه الوحيده لإنهاء عذابها في قربه لذا قال بصوت مرتعش
" هتبقي مرتاحه لو بعدت عنك يا غرام ؟؟"
كانت تخشي سؤاله هذا كثيرا و بالرغم من عذابها إلا أن قلبها أبدا لم يكن يتمني ذلك لذا التفتت إليه بلهفه و قد تبدلت نظرات الألم الي عتب لم يريحه لذا قال بحزن
" عيزاني ابعد عنك يا غرام ؟؟ دا هيريحك ؟؟"
لم تستطع نطقها فهيا أبدا لم ترد أن يبتعد عنها بل أرادت الامان في الحياة بجانبه أرادت أن يطمأنها فقط و لكن كبريائها الجريح ابي عليها أن تخبره بذلك فما كان منها الا أن قالت بألم
" انت شايف كدا ؟؟"
كان يأمل أن تريحه بكلمه واحده و هيا لا تبتعد ابدا لترمي هيا الكرة بملعبه مرة آخري ليقول بلوعه
" انا شايف في عنيكي جرح كبير بغبائي كنت أنا السبب فيه و للأسف مش لاقي اي طريقه اقدر اداويه بيها..كل مرة بقرب منك بتتوجعي اكتر .. ايه الحل ؟"
نظرت غرام للأسفل و لم تجد من الكلمات ما يصف عمق جرحها لذا قالت بحزن
" مش عارفه .. انا مش عارفه ارتاح بعيد عنك و لا هقدر انك تبعد .."
عند نطقها بتلك الجمله شعر بأن قلبه قد انشق لنصفين إثر عذابها الذي كان يقطر من بين كلماتها و لكنه نظر إلي الجانب المشرق في جملتها و هيا أنها ما تزال عاشقه له لذا تابع بصوت حاني
" طب ما تجربي .. جربي يمكن تطمني معايا .. فرصه واحده بس مش عايز غيرها .. "
أخذت تنظر اليه بضياع لم تستطيع الخلاص منه فكيف تخبره بما يريد قلبها دون المساس بكرامتها لم تعرف ماذا تفعل بعد لتأتيها تلكا لرساله النصيحه علي هاتفها و التي ذكرتها بما جاءت لأجله لذا نظرت إليه و قالت بتوسل
" أدهم خلينا نأجل الكلام في الموضوع دا لوقت تاني .. بس دلوقتي ارجوك لو ليا غلاوة عندك زي ما بتقول تعرفني مكان يوسف فين .. كاميليا هتموت من الزعل و الحزن.. لازم تشوفه في كلام كتير مهم لازم تقولهوله .."
زفر أدهم حانقا قبل أن يقول بعتب
" دلوقتي بس فكرت تتكلم معاه .. كانت فين الوقت الي فات دا كله .."
فطنت غرام لمعرفته بالأمر فقالت برجاء
" ارجوك يا أدهم قولي هو فين حرام كل الي بينهم يضيع كدا مش كل مرة هنلاقي حب كدا … لازم نساعدهم ميخسروش بعض .."
كانت تتكلم و دونا عن إرادتها سقطت دموعها و كأنها كانت تتحدث عنهم لا عن يوسف و كاميليا لذا شعر بيد تعتصر قلبه من الداخل و قال بلهفه
" غرام ارجوكي متعيطيش .. انا هوصل كاميليا ليوسف هيا فين دلوقتي ."
غرام بلهفه
" هيا عندنا في البيت .."
نظر أدهم الي ساعته قبل أن يقول بسرعه
" طب قومي يالا هوصلك و انتي كلميها قولي لها تجهز عشان تسافرله و أنا هحجزلها في اول طيارة رايحه لشرم الشيخ .."
غرام بإندهاش
" ايه دا هو يوسف مش في المانيا .؟"
" لا في شرم .. يالا مفيش وقت ."
نظرت إليه غرام بخجل قبل أن تقول بإمتنان
" ميرسي اوي يا أدهم .. عمري ما هنسالك موقفك دا .."
أدهم بمداعبه
" انتي سألتي عليا كويس قبل ما تقولي كلامك دا ؟؟"
قطبت غرام جبينها قبل أن تقول بإستفهام
" يعني ايه مش فاهمه ."
امتدت يداه تمسك بكفها و قال بتخابث و هو يتوجه الي خارج المقهي
" لو سألتي عليا هيقولولك أدهم الحسيني مابيعملش حاجه لله .. يعني ليا عندك واحده .. و أنا بقي هأجلها لما استفرد بيكي .. اه انا مابسبش حقي .."
نظرت إليه غرام بإشمئزاز ثم قالت بغضب
" علي فكرة انت قليل الأدب "
طالعها أدهم بمكر و قال بتوعد
" هنشوف موضوع قله الادب دا بعدين .."
غرام بارتياب
" قصدك ايه ؟؟"
أدهم بمرح
" بصي يا ستي احنا نودي كاميليا ليوسف و بعدين نقعد نتكلم انا و انتي و تشوف موضوع قله الادب دا .. اااا قصدي موضوع الخلافات الي ما بينا يعني .."
بااااااك
تحدث مازن بحماس قائلا
" طب و بعدين اتكلمتوا و لا ايه ؟؟"
أدهم بقهر
" اتكلمنا ! بنت الجزمه قافله تليفونها من ساعتها و مش عارف اوصلها .."
مازن بإستهزاء
" عشان هايف حته بت تستعبطك و تمشيك علي مزاجها .. مبتتعلمش من ابن خالتك و اخوك .."
أدهم بغضب
" اسكت والنبي دانا مقهور .. و شكلي هضطر اخليك تديني دروس .. البت دي خلتني نسيت كل حاجه في لحظه .. دانا كنت بعلق البنات كدا زي النحله .. انما معاها يبقي خيبه. "
مازن بتكبر
" خلاص صعبت عليا . بس جدعنه مني هقولك تعمل ايه .. بص يا سيدي .."
*****************
نزل رائد من طيارته الخاصه حاملا بين يديه تلك التي كانت نائمه في عالم آخر لا تدري شئ عن عذاب ذلك القلب الذي تضع فوقه رأسها بأمان هو آخر من يشعر به و لكن يجب عليه ارتداء ثوب القوة خاصتا بعد أن انقلبت جميع خططه رأسا علي عقب و تبدلت الأدوار من منتصر الي مهزوم و هذا أقصي ما قد يمر عليه خاصتا في ذلك الوقت الذي ظن به بأنه ولأول مرة سيتذوق طعم الإنتصار بحياته التعيسة التي لم يجد بها سوي الشقاء ..
كان هذا لسان حاله عندما وضعها بالفيلا الخاصه به و قام بتغيير ملابسه متجها الي اسوء مكان علي وجه الأرض من وجهه نظرة و ما أن وصل حتي توجه مباشرة الي مكتب عمه الذي كان ينظر إليه بكرة لم يحاول أن يداريه تلك المرة بل أعلنه بوضوح خاصتا عندما حادثه رائد محاولا أن لا يظهر احتياجه له
" فايز مالوش آثر انا قلبت الدنيا عليه و ملقتهوش و الي عرفته أنه سافر من المانيا علي تركيا و بعد كدا خط سيره غير معروف .. عندك اي معلومات ؟"
نظر إليه راغب بغضب شديد ممزوج بإحتقار وقال بإستهجان
" غرورك و غبائك مانعينك تقولي انك محتاجلي صح ."
زفر رائد بحده قبل أن يقول من بين اسنانه
" انا سألتك سؤال عندك إجابته جاوب معندكش يبقي مالوش لازمه كلام كتير .."
انتفض راغب من مكانه قائلا بغضب
" لا له لازمه .. لما ابقي بقالي سنين بخطط و ارسم و اجهز فيك عشان تاخد تار ابوك الي هو اخويا و تيجي بعد كل دا تهدلي الي بنيته في لحظه بسبب غبائك و شويه مبادئ هايفه يبقي مش هسكت .."
رائد بحده
" يعني هتعمل ايه يعني ؟ "
راغب بصراخ
" همحيك من علي وش الدنيا !!"
نظر إليه رائد بإندهاش من حديثه المتناقض مع كل تلك الترهات الذي يلقيها علي مسامعه طوال حياته و قال بإستنكار
" هتمحيني من علي وش الدنيا عشان معرفتش اخد طار اخوك الي هو ابويا و الي المفروض ساسيبني في امانتك زي ما قولتلي؟؟ "
تراجع راغب و قد أدرك بأنه تمادي كثيرا في تعنيفه و قد أوشك رائد علي كشفه لذا قال بصوت أقل حده
" لما الاقيك هتضيعنا كلنا بعمايلك دي يبقي لازم اقفلك و افوقك و اعرفك غلطك .."
رائد يتهكم
" هو فين غلطي من وجهه نظرك !"
راغب بحنق
" كل تصرفاتك غلط .. من اول حته البت الشمال الي سلمتها رقبتك و قال ايه جندتها تساعدك.."
جن جنونه عند سماعه ذلك الحديث الذي يمسها بسوء فاقترب منه قائلا بغضب و عيناه تقدحان شررا
" خلي بالك من كلامك عشان كلمه واحده عنها و أنا الي هنسي انك عمي .."
راغب يتهكم
" نفس غلطة ابوك الي فضل امك عليا لما حبيت اكشفله حقيقتها .. بس انا بقي هلحقك قبل ما تضيع نفسك زيه .."
اختتم جملته و تحرك تجاه المكتب أمام أعين رائد الي كانت تشتعلان غضبا و قام بإخراج ظرف و قام برميه بوجهه ليلتقطه رائد و يقوم بفتحه لتجحظ عيناه من شدة الصدمه و هو يري هند بين يدي مازن الذي كان يحملها و هيا متعلقه بعنقه .. و آخري لها تقف مع يوسف بمنزل غريب .. كان يشاهد تلك الصور و عيناه تكاد تخرج من محجريها من فرط الصدمه و الزهول الذي تحول لغضب جحيمي خاصتا عندما سمع كلمات راغب المسمومه و هو يقول بشر
" الهانم كانت مسلماك ليوسف من اول يوم .. و كل الورق الي كانت بتديهولك عن المناقصات هو الي كان بيديهولها و الشركه الي كنت مشارك فايز فيها كان هو الي ممول فايز يعني شركه الحسيني كانت بتخسر مناقصات لصالح شركه يوسف بيه الي كان بيديرها فايز و الي انت كنت مخلي كل حاجه باسمه عشان يوسف ميكشفكش يعني كل حاجه باسم يوسف الحسيني .. خد منك كل حاجه فلوسك و حبيبتك الي وهمتك أنها هربت بس في الحقيقه أنها اختفت بعد ما أدت مهمتها و كان البيه بيروح يروش عندها هو و أصحابه زي ما شفت في الصور .. مستني ايه تاني عشان تاخد تارك و تار ابوك .. حبيبته الي حافظت عليها في نفس الوقت الي هو كان بيعاشر حبيبتك فيه .. مستني ايه تاني عشان تفوق من اوهامك و مبادئك الي هتضيعك زي ما ضيعت ابوك .."
صرخه غاضبه خرجت من جوف ذلك الذي كان يقود السيارة بجنون قاصدا منزل غريمه فقد خرجت كل الامور عن السيطرة و لم يعد يري سوي ثأره الذي سينتهي عند موت يوسف الحسيني و ليحدث ما يحدث حتي و أن مات هو الآخر فسيكون أكثر من مرحب بذالك الشئ فاي حياة يمكن أن يحياها وسط هذا المستنقع الملئ بالخيانه والغدر فهاهي والدته اتضح أنها خائنه تسببت في مقتل والده و تلك التي كان يظن بأنها أثمن اشياءه و انقي شئ في حياته البائسة اتضح بأنها خائنه مثل والدته لذا فليأخذ ثأره منهم جميعا و لتحترق تلك الحياة التي لم ترحمه ابدا ..
بعد خروج رائد العاصف من القلعه قام راغب باستدعاء فاتح قائلا بخبث
" جهزلي جنازة تليق برائد محمود نصار .. "
***************
دخل يوسف من باب القصر حاملا كاميليا بين أحضانه فبعد أن اخضر طبيب الشركه للإطمئنان عليها أخبره بأنها بحاجه للراحه بعد ذلك الموقف العصيب الذي تعرضت له لذا جاء بها الي البيت لتقابله صفيه و روفان التان هاتفهم مراد واخبرهم بما حدث لينتظرا وصول كاميليا علي احر من الجمر و ما أن وصل يوسف حتي طمأنهم سريعا و قام بالصعود الي غرفتها بعد أن طلب من والدته إحضار بعض الطعام لها .
وضعها يوسف برفق علي السرير و أخذ ينظر إلي ملامح وجهها و هو للآن غير مصدق بأنه استطاع إنقاذها بالرغم من تلك المجازفه التي خاضها إلا أن العنايه الالهيه رأفت بحاله و تم الأمر دون أي خسائر .
اقترب منها و قام بوضع قبله حانيه فوق جبهتها و نهض حتي يتركها ترتاح الا ان يدها امتدت تمسك بكفه تمنعه من تركها قائله بوهن
" يوسف .."
كان يوسف يعطيها ظهره و يدها مازالت ممسكه بيده ليغمض عيناه بتعب و يأخذ نفسا كبيرا قبل أن يلتفت إليها قائلا بهدوء
" نعم يا كاميليا.."
كاميليا بنبرة بها الكثير من التوسل
" رايح فين و سايبني؟؟ "
" أبدا كنت هخرج و اسيبك ترتاحي شويه زي ما الدكتور قال .. الي مريتي بيه النهاردة مكنش سهل أبدا .."
تحركت كاميليا من مكانها و وقفت في موازاته قائله بحزن
" تقصد حادثه الأسانسير و لا الي حصل قبلها .."
فهم يوسف ما ترمي إليه فحاول المراوغه قائلا
" اليوم كله كان صعب يا كاميليا.. و حادثه الأسانسير دي مكنتش سهله لولا ستر ربنا كان زمانك …"
لم يستطع تكمله جملته و لا أن ينطقها أبدا لتقول هيا بألم
" كان زماني مُت صح .. علي فكرة يا يوسف انك تقولي هتجوزك شويه و اطلقك دي زيها زي حادثه الأسانسير بالظبط الاتنين ميفرقوش عن بعض كتير اللتنين نتيجتهم واحده الموت ! ماهو انا من غيرك مش هقدر اعيش .."
زفر يوسف بتعب و قال بيأس
" كاميليا اجلي الكلام دلوقتي .. انتي لسه تعبانه و أنا .."
قاطعته بألم يقطر من بين كلماتها
" انا مش هرتاح لو أجلت الكلام يا يوسف .. عمري ما هرتاح و انا و انت كدا .."
لم يجبها بل كان يشعر بالإختناق من كل شئ لم يكن استطاع تجاوز ما حدث معها و لازالت فكرة فقدانها ترعبه لذا كان يود إنهاء الحديث حتي لا يفعل شئ قد يزيد الأمور سوء أو يصعب الأمور أكثر لتأتيه كلماتها المعذبه
" لما قولتلي و أنا في الأسانسير انك مسامحني كان من قلبك و لا عشان كنت حاسس اني خلاص همو…."
لم يستطع تحمل كلمتها أبدا لذا قاطعها إذ امتدت ذراعيه تمسكان بكتفيها و هو يهزها قائلا بنبرة معذبه
" متنطقيهاش تاني يا كاميليا.. متجبيش سيرة الموت تاني .. مش هقبل أن حاجه تاخدك مني أبدا .."
ارتمت بين ذراعيه ما أن رأت ذلك العذاب المرتسم بعيناه و الذي يقطر من بين كلماته فاختارت تلك المرة أن تطمأنه بافعالها لا بكلمات لا تصف عمق شعورها نحوه فاشتدت ذراعها حول خصره ليبادلها هو هو العناق بأقوي منه و ظلوا علي تلك الحالة مدة لا بأس بها الي أن كان هو اول اول المنسحبين و قام بالنظر داخل عيناها و قال بلوعه
" كنت فاكر أن جرحك ليا دا اصعب حاجه ممكن أمر بيها لحد لما جربت احساس انك ممكن تضيعي مني وقتها كان الألم لا يحتمل حسيت ان روحي بتروح مني .. مقدرتش اتحمل مجرد الإحساس بس .."
تساقطت عبراتها تأثرا بذلك العشق الذي يظهر جليا بعيناه و قالت بصدق
" انا روحي متعلقه بروحك يا يوسف .. متقدرش تعيش من غيرك و لا تقدر تسيبك اصلا .. عارفه اني غلطت في حق قلبك اوي و جيت عليه بس والله ما بإرادتي أبدا .."
يوسف بنبرة تحمل من الحب بقدر ما تحمل من العتب
" قلبي دا ملكك يا كاميليا داويه زي ما جرحتيه .."
شعرت بمدي عذابه ولوعته أمام قلبه و كبرياؤه الذي في كل مرة يتنازل أمام عشقه لذا قالت بهدوء
" طب ممكن اطلب منك طلب ؟"
هز برأسه بدون أن يتفوه بحرف واحد لتمسك هيا بيده تسحبه نحو الاريكه و هيا تقول بحب
" هنقعد هنا دلوقتي و كل واحد في قلبه حاجه للتاني يقولها مش هنخبي حاجه أبدا .. عايزة نبدا من اول و جديد و نعتبر السنه الي فاتت دي كابوس و عايزين نفوق منه بقي .."
نظر يوسف إلي عيناها التي يرتسم بها الحب و التوسل و الامل و يديها الممسكه بيده بتشبس و يشاطرهم قلبه الذي كان يتوسل إليه للبدأ معها من جديد فقد سأم العذاب و الألم لذا قال بخفوت
" عايزة تقولي ايه يا كاميليا.."
كاميليا بلهفه
" عايزة اقول كل الي في قلبي .. عايزة اقولك انا قد ايه كنت بتعذب و أنا بمشي كل خطوة بعيدة عنك… عايزة اقولك انا كل يوم كنت بحس بأيه ز انا بدور عليك و مش لقياك . كل يوم كنت بنام فيه من كتر العياط و الحزن و أنا بدعي اني مقومش تاني يوم عشان مش هشوفك .. كل حاجه كانت صعبه اوي من غيرك بس كنت بقاوم عشان محطكش في حيرة بين قلبك و عقلك .. عشان محدش يعايرك بيا في يوم .. ( كاد أن يقاطعها فامتدت اصبعها تضعها فوق شفتيه و هيا تقول بلهفه ) سيبني اكمل ارجوك انا عارفه انك سامحتني.. بس انت كمان لازم تعرف أنه مكنش سهل و انك مش اول حاجه انا بضحي بيها .. بالعكس أنا متمنتش غيرك اصلا .. فاكر يوم المستشفي . لما قولتلك انت سبب عذابي في الدنيا .. انا مكنتش بكذب علي فكرة . انا فعلا كنت بتعذب كل لحظه و أنا بتخيل اني ممكن اخسرك كنت بتعذب كل ما افكر ابعدك عني ازاي عشان مهينكش .. انا كنت بعذبك ببعدي عشان احميك من عذاب اكبر و أنا جمبك.. انا مش ضعيفه والله زي ما هما شايفني لو انا ضعيفه فعلا كان زماني موت نفسي في نفس اللحظه الي اتقالي فيها اني بنت حرام .. كنت موت نفسي لما انت عايرتني و قولتلي هستني ايه من بنت زهرة .. وقتها اتحقق اسوء كوابيسي .. و كانت اول حاجه طلبتها منك هيا الطلاق .. الي عارفه أنه لو حصل يبقي انا فعلا مت .. بالرغم أن قلبي كان زعلان منك اوي إلا أنه سامحك حتي غصب عني .. يوم ما رجعتني هنا كنت مرعوبه برتعش حاسه اني رايحه للموت برجليا .. و لا ليله نمت فيها مطمنه غير الليله الي نمتها في حضنك .. و بعدها حصل الي حصل عارفه انك عملت المستحيل عشان تجبلي حقي
بس عايزة أسألك سؤال واحد .. انا اتخليت عنك كتير زي مانتا قولتلي .. بس في كل مرة بتخلي عنك بإرادتي ؟ في كل مرة بختار اني ابعد عنك بمزاجي ؟؟ "
كان يتابع حديثها و قلبه ينفطر ألما علي كل هذا العذاب التي مرت به منذ ذلك اليوم المشؤوم لهروبها .. كان يشعر بألمها و كأنه هو من عاشه و ليس هيا الي أن آتي سؤالها ليجعله يقف لثوان لا يستطيع الإجابه فهيا محقه و لكن نهره عقله الذي كان له رأيا آخر بأنه لولا ضعفها و جبنها لكانت أخبرته بكل شئ و عندها لكان فعل المستحيل حتي لا تصل الأمور بينهم الي ذلك الحال .
و كأنها شعرت بما يدور داخل عقله فقالت بألم
" انا مش ضعيفه علي فكرة و لا جبانه انا بس مقدرتش اكون انانيه معاك ..اني اخاف عليك و اختار اني اتعذب و اموت بعيد عنك و لا اني أأذيك دا أبدا مش ضعف و لا جبن .."
يوسف بألم
" بس خوفك عليا دا اكتر حاجه اذتني يا كاميليا.."
كاميليا بيأس
" و أذتني انا كمان علي فكرة .. بس انت لو مكاني كنت هتعمل كدا ..لو حسيت ان وجودك في حياتي بيأذيني كنت هتبعد عني .. انا مش ببررلك حاجه انا عملتها .. ماشي انا غلطت و اعتذرت و عندي استعداد اعتذر بدل المرة مليون .."
قاطعها إذ امسك بمرفقيها ناظرا الي عينيها بقوة و هو يقول بقهر
" انا مش عايز اعتذارات يا كاميليا.. انا عايزك تبقي انا .. تبقي حاسه بالي انا حاسه من غير ما اتكلم .. تبقي عارفه الي بفكر فيه من غير ما أقوله .. تبقي مصدر قوتي متبقيش نقطه ضعفي ..عايز احس بالأمان معاكي عايز اديلك ضهري. و انا مطمن.. هتستغربي كلامي اوي بس فعلا دي اكتر حاجه انا محتاجها منك .. الامان .. مبقاش نايم خايف لا أقوم ملقاكيش"
كاميليا بلهفه
" مش هيحصل أبدا .. و انا والله مش عايزة غير كدا .. نفسي عنيك ترجع تصفالي زي الاول يا يوسف .."
لم يجبها بل عانقها بكل ما يحمل بداخله من عشق خالص يخصها وحدها و كانت هيا تبادله العناق بأقوى منه و قد شعرت أخيرا بأنها بين ذراعيه دون أي عوائق و لكن مهلا فهناك عائق وحيد أمامها و هو الأصعب علي الإطلاق و لكنها لم تجد مفر من إخباره فلن تخطئ أبدا تلك المرة فلتخبره و لتحاول بكل ما تمتلك من قوة أن تحميه لذا انسلت من بين أحضانه تناظره بنظرات اشعرته بأن هناك شئ لذا قال بإستفهام
" في ايه ..؟"
كاميليا بخفوت
" عايزة احضنك من غير ما يكون في ينا اي حاجه ممن توجعنا أو تبعدنا تاني ."
يوسف بترقب و قد شعر بأن هناك خطب ما جعل دقات قلبه تعلو بخوف
" و ايه ممكن يوجعنا تاني يا كاميليا أو يبعدنا ؟؟"
كاميليا بإستفهام
" انت سامحتني صح ؟؟ يعني اقصد قلبك صفيلي و مبقاش زعلان مني ؟"
يوسف بحنان و هو يعبث بخصلات شعرها
" ما قولتلك قلبي دا ملكك انتي الي هتقدري تداويه زي ما جرحتيه .. يعني الكورة في ملعبك .."
كاميليا بخفوت
" قلبك دا اغلي حاجه عندي في الدنيا .. و أنا مش مستعدة اني اخسره تاني ابدا ."
شعر يوسف بأن هناك شئ ما خلف حديثها شئ يظهر بوضوح في عيناها لذا اقترب منها قائلا بحنان
" كاميليا عنيكي بتقول أن في حاجه انتي مخبياها و خايفه تقوليها . لو فعلا صح قوليلي متخليناش نرجع لنفس دايرة العذاب دي من تاني .."
نظرت إليه طويلا تحاول حسم صراعها الداخلي و اخيرا قالت بتصميم
" لا يا يوسف مش هنرجع تاني للدايرة دي بس قبل ما اقولك عايزة اطلب منك طلب و ارجوك متناقشنيش فيه تنفذه علي طول وحياتي عندك .."
شعر يوسف بأن الأمر خطير لذا طاوعها و اماء برأسه لتنهض من جانبه و تقوم بإخراج شئ ما من الخزانه و الذي تفاجئ بأنه مصحف كبير و قامت بإمساك كفه قائله بتوسل
" حط ايدك علي كتاب ربنا و احلف انك مش ممكن تعمل اي تصرف تأذي بيه نفسك أبدا …"
**************
كان أدهم و مازن قد وصلا الي القصر و توجها علي الفور الي الداخل ليتفاجئ كليهما بوجود كلا من غرام و كارما و فاطمه فبعد معرفتهم بما حدث لكاميليا من روفان هرولوا الي القصر للإطمئنان عليها و لكن صفيه أخبرتهم بأن يوسف معها في الاعلي و منع قدوم اي احد فقالت فاطمه بأمل
" يارب يا صفيه يتصالحوا بقي .."
امنت صفيه علي دعائها و كذلك كلا من روفان و كارما و غرام التي ما أن شاهدته يقف علي باب القصر يطالعها بفرحه كبيرة لوجودها أمامه حتي نظرت إلي الجهه الإخري حتي عندما تقدم هو و مازن و قاموا بإلقاء التحيه لم تجيبه و كذلك فعلت كارما بالمثل مع مازن و نظرت فاطمه و صفيه الي بعضهم البعض نظرات صامته فقالت الأخيرة
" تعالي معايا يا فاطمه أما اوريكي الجنينه الي ورا و الورد الجميل الي طلع فيها .."
طاوعتها فاطمه و توجها للخارج و عند مرورهم بمازن و أدهم قامت صفيه بقرص أدهم في ذراعه قائله بخفوت و بنبرة ذات مغزي
" اديني فضتلك الجو اتلحلح و اعمل اي حاجه صالح بيها البت بدل مانتا مش فالح غير في الخطط الفاشله يا فاشل .."
تألم أدهم من لدغتها كثيرا و من جملتها أكثر فقال بألم
" اه ايه يا ماما .. انتي هتسيحيلي و لا ايه ؟"
لم تجبه صفيه انما نظرت إليه بغضب و خرجت مع فاطمه فنظر إليه مازن قائلا بذعر
" ولا هيا تقصد ايه بالخطط الفاشله دي تكونش عرفت بالمصيبه الي عملناها .."
نفس أدهم الحديث قائلا
" يا عم لا دي لو عرفت كان زمانهم بيصلوا علينا العصر سيبك منها خلينا في البت الي اسمها روفان الي قاعدة زي اللازقه دي هنطرقها ازاي ؟؟"
مازن بتفكير
" مش عارف استني كدا أما نحاول نبعتها تجيب اي حاجه .."
اقترب مازن و جلس علي الكرسي المقابل لكارما التي لم تنظر إليه من الأساس و قال ناظرا الي روفان
" روفي خالتو صفيه بتنادي عليكي بره عيزاكي .."
رفعت روفان نظرها من الهاتف و قالت بسماجه
" انا مسمعتش حد بينادي و بعدين ماما معاها موبايلها لو عيزاني هترنلي .."
نظر مازن الي أدهم بغيظ و قال
" و بعدين في ام لسانين دي .."
" استني انت .. روفي .. بقولك ما تقومي تعملي دور عصير او شاي او اي حاجه عشان الضيوف يعني .."
روفان بملل
" ماهم لسه شاربين يا أدهم و بعدين غرام و كارما مش ضيوف لو عايزين حاجه هيطلبوا صح يا كوكي .؟"
اجابتها كارما بتملق
" صح يا روفي .. "
و قامت بإرسال قبله في الهواء جعلت مازن يقول بإندفاع و حقد
" يا بختك يا اوزعه الكلب انتي .."
روفان بغيظ
" بتقول حاجه يا ميزو .."
مازن بغضب
" لا ياختي مبقولش .."
زفر أدهم حانقا ثم أتته فكرة خطيرة فقال بحدة
" روفان انا مكنتش عايز اقولك بس انتي اختي و لازم انبهك .. امك خدت طنط فاطمه و راحوا يقعدوا بعيد عننا عشان يتفقوا علي الجهاز مين هيجيب الستاير مين هيجيب المراتب مين هيجيب طقم الصيني و الحاجات دي ..
فلازم تكوني موجودة احسن ياكلونا و انتي عارفه امك خلقها ضيق و ممكن تبوظ الجوازة انا قولت افطمك عشان تلحقي نفسك .."
عند حديثه هذا هبت روفان من مقعدها و قالت بلهفه
" دا بجد .. لا معلش بقي يا كوكي معلش يا ميمو انا لازم اروح الحقهم احسن الجوازة تبوظ فعلا عن اذنكوا .."
اختتمت جملتها و هرولت للخارج تاركه كلا من غرام و كارما ينظران في إثرها بزهول تحول الي غضب و أدهم و مازن الذان كانا ينظرا إليهما بإنتصار ثم تحرك مازن من مكانه متوجها إلي كارما و جلس علي الكرسي بجانبها قائلا بخفوت
" كارمتي .."
لم تجبه كارما ليقول بنبرة بصوت هادئ لم يسمعه غيرها
" مش هتحني عليا بقي .. والله وحشتنيي .."
كارما بغضب و بنبرة عاليه
" لا مش هحن عليك و لا هكلمك و اتفضل قوم شوف رايح فين .."
كان أدهم يجلس بجانب غرام محاولا أن يراضيها كالعادة و لكن كلمات كارما اوقفته و جعلته يقول بإستنكار
" مش هحن عليك ؟؟ معناه ايه الكلام دا ؟"
نظرت إليه كارما شذرا و تجاهلت يد مازن الممسكه بيدها تضغط عليها بقوة و قالت بحدة
" يعني الي سمعته .. و لو عمل المستحيل مش هرجعله اصلا .."
أدهم بصياح
" نعم ! يعني انتي الي مش راضيه تصالحيه .."
كارما بتكبر
" طبعا "
أدهم بإستفهام و هو ينظر بوعيد الي مازن الذي وضع يديه فوق عينه يحاول إخفاء حرجه من أدهم الذي قال
" يعني انتي مرحتيش اتأسفتيله و اترجتيه يسامحك ."
كارما بإستنكار
" هيا مين دي الي اتأسفتله و اترجته يسامحها .. مين الي قالك الكلام دا ؟؟"
أدهم بحنق
" البيه هو الي قالي كدا .."
مازن بغضب من انفضاح امره أمام صديقه
" انا يا حيوان انت قولتلك أنها اترجتني ؟؟ انا قولتلك صالحتني بس .."
أدهم بتوبيخ
" يالا يا نصاب دانتا قولتلي اتأسفتلي و اترجتني اني اسامحها و أنا من طيبه قلبي سامحتها و قال و أنا الأهبل كنت عايزك تعلمني ازاي اثبت البنات .."
هنا تدخلت غرام في الحديث قائله بإستنكار
" نعم عايزه يديلك دروس تثبت البنات ؟؟ ليه هو انت ناوي تنحرف و لا حاجه ؟؟"
أدهم بتلعثم
" لا طبعا .. قصدي يعلمني ازاي اثبتك .. قصدي امرهمك .. يووه قصدي اخليكي تسامحيني .."
كارما بسخريه
" و ملقتش الا ماز?
أدهم بتوبيخ
" يالا يا نصاب دانتا قولتلي اتأسفتلي و اترجتني اني اسامحها و أنا من طيبه قلبي سامحتها و قال و أنا الأهبل كنت عايزك تعلمني ازاي اثبت البنات .."
هنا تدخلت غرام في الحديث قائله بإستنكار
" نعم عايزه يديلك دروس تثبت البنات ؟؟ ليه هو انت ناوي تنحرف و لا حاجه ؟؟"
أدهم بتلعثم
" لا طبعا .. قصدي يعلمني ازاي اثبتك .. قصدي امرهمك .. يووه قصدي اخليكي تسامحيني .."
كارما بسخريه
" و ملقتش الا مازن يديك دروس.!"
مازن بانفعال
" و ماله مازن يا ست كارما مش عاجبك ؟"
كارما بغضب
" عاجبني و نص مانتا دكتوراة في المواضيع دي .."
لم يتثني لمازن الفرصه للرد حتي تفاجئوا جميعا بالخروج العاصف ليوسف الذي صرخ باعلي صوته الذي هز أرجاء القصر و هو يقول بغضب
" أدهم .. جهز الرجاله لازم اخلص عالكلب دي بإيدي ."
نظر أدهم الي مازن بذعر و قد أيقن من أن كاميليا أخبرته بالحقيقه ليتفاجئ بها تخرج خلفه مهروله و هيا تقول بتوسل من وسط بكائها
" يوسف ارجوك انت وعدتني و حلفت علي كتاب ربنا انك مش هتعمل حاجه تأذي بيها نفسك .."
لأول مرة تراه بهذه الحاله عندما صرخ بها قائلا
" اسكتي يا كاميليا كفايه انك خبيتي عني كل دا .."
وقفت أمامه تمسكه من مرفقيه و هيا تقول ببكاء يتقطع له نياط القلب
" خفت عليك والله كنت عارفه انك هتعمل كدا . ارجوك وحياتي عندك يا يوسف متعملش كدا .. متوديش نفسك للموت برجليك .."
يوسف بشراسه
" الموت دا هيبقي ارحم له من الي انا هعمله فيه .. انا هدفنه حي .."
في هذه الأثناء كان مراد قد وصل و خلفه كلا من فاطمه و صفيه فقال مراد بزهول
" في ايه يا يوسف ؟؟"
يوسف بصراخ
" الكلب دا راح لكاميليا المستشفي و هددها بحياتي و عايزها تسبني و تتجوزه عشان كدا خافت تقولي أن هو الخاين .."
اسودت عين مراد عندما علم بتهديد رائد لإبنته و قال بغضب
" الحيوان ازاي يتجرأ و يعمل حاجه زي دي .. "
تدخل مازن في محاوله منه لتهدئه الأوضاع قليلا
" يا جماعه اهدوا شويه .. و اديك قولت يا يوسف دا كلب و جبان ميستاهلش توسخ ايدك بيه .. و انت مرتبله نهاايه تليق بيه و بوساخته .."
يوسف بصراخ
" مفيش حاجه هتطفي ناري منه غير اني اخلص عليه بإيدي .. اوعي يا كاميليا.."
قال جملته و لاول مرة استطاع أن يقسو عليها فقام بدفعها و التوجه إلي مكتبه مخرجا سلاحه و ما أن وصل أمام باب القصر حتي تفاجئ من شهقاتهم و صرختها بإسمه ليلتفت إليها و يصدم عندما رآها ممسكه بسكين الفاكهه الذي كان علي الطاوله امامهم و تضعه أمام قلبها مباشرة و هيا تقول بصراخ
" يبقي تموتني الأول يا يوسف .. قبل ما تخرج من هنا هكون انا ميته .. مانا مش هقعد هنا و استني لما يجيلي خبر موتك .."
جحظت الأعين من ذلك المشهد المريع وخاصتا هو فصار يتقدم منها و هو يقول بحذر
" كاميليا هاتي السكينه الي في ايدك دي .. و بطلي جنان .."
كاميليا بيأس
" الجنان اني اسيبك تخرج من هنا و أنا عارفه انك رايح للموت برجليك .."
فرك يوسف وجهه بيده قبل أن يقول بهدوء ظاهري
" كاميليا قولتلك هاتي السكينه دي مفيش حاجه في الدنيا ممكن تخليني اسيب الكلب دا .."
قاطعته صارخه
" و انا مفيش حاجه في الدنيا هتمنعني اني اموت نفسي في نفس اللحظه الي هتخرج فيها من هنا .."
أخذ يناظرها بعذاب للحظات و تبادله هيا النظرات بتوسل الي أن اخفض سلاحه علي مضض لتسقط السكينه من يدها علي الأرض و تندفع الي داخل أحضانه تبكي كما لم تبكي من قبل فظل يعانقها طويلا ثم نظر إلي مراد نظرات ذات مغزي ليفهمها مراد علي الفور و توجه ليقوم بتطويق خصرها و انتزاعها من بين أحضانه لتشعر هيا بما يحدث فصارت تبكي و تصرخ و تقاوم مراد بشتي الطرق و تناديه بلوعه و إحتراق
" يوسف .. ارجوك يا يوسف .. ابوس ايدك خليك هنا .. وحياة اغلي حاجه عندك .."
أخذ ينظر إليها بإعتذار و لكنه قد أخذ قراره بان يعاقب هذا الخائن اقسي عقاب كان يتخيله في حياته و ما أن عزم الأمر علي التنفيذ تفاجئوا جميعا من صوت الرصاص القادم من الخارج تلاه قدومه و تلك العينان التي كان الشرر يتطاير منها و هذا الصوت الغاضب الذي قال صارخا
" يوسف يا حسيني……"
التفت يوسف إليه بغضب و قال بشراسه
" جيتلي برجلك يا كلب …"
و قام برفع سلاحه و شد اجزائه موجهه الي رائد الذي فعل بالمثل و وجه سلاحه في وجه يوسف و……