![]() |
رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الخامس والخمسون بقلم نورهان ال عشري
كان المشهد مرعب لدرجه جعلت الفتيات ترتجف من الخوف و الرعب علي هذان الوحشان الذان يقفان أمام بعضهما البعض بعينان سوداء قاتمه من شدة الغضب ينبعث منها حقد أعمي و انتقام غاشم قادر أن يطيح بالجميع في طريقه غير عابئ بأحد فقد كان المشهد هكذا يوسف أمام رائد كلاهما ينفث النيران من أنفه و كاميليا يحتضنها مراد خوفا من أن تخترق حربهم تلك و أدهم و مازن يقفان و خلفهم الفتيات و قد كانا هما الآخران ينبعث الغضب كالشرر من أعينهم و في اتم الإستعداد للتدخل في اي لحظه دفاعا عن اخ كان و لايزال الداعم لهم طوال حياتهم غافلين عن اخ آخر قُدِر له أن يعيش اسوء الإبتلاءات منذ أن كان نضفه في رحم أمه بهجران والده لها و تخليه عنهم قبل أن يعلم بوجوده من الأساس حتي خُلق و شب بين أحضان غريب كان يظنه أباه فتبخل عليه الحياة بوجوده و تصفعه صفعه قويه تركت بصمتها علي قلبه المهترئ و تأخذه بمنتهي القسوة أمام عيناه و تحرمه من والدته و حنانها ليربا بين أحضان الشيطان يبثه سموم حقده و أنتقامه فهكذا كان حال رائد الذي كان ينظر بمنتهي الغضب و الحقد الي يوسف كانت الشراسه تشع من عيناه و تجلت في لهجته حين قال بتوعد
" جيت لقضاك برجليك يا كلب .."
رائد بنبرة اشرس و اقوي
" الكلب دا الي هتموت علي أيده يا ابن الحسيني .. "
يوسف ساخرا
" عمرك شفت أسد مات علي ايد كلب !! "
رائد بتهكم
" أسد ! تصدق لايق عليك التشبيه دا اوي .. مش انت بس انتوا كلكوا .. كلكوا زي الاسود غدارة بتاكلوا و تنهشوا في اقرب ما ليكوا المهم تشبعوا .. "
كان القهر ينبعث من لهجته و يقطر الألم من بين كلماته و الذي كان نابعا من جروح قلبه النازفه ليأتيه الرد بعنف و قسوة من رحيم الذي كان يشاهد الموقف من البدايه ليتدخل قائلا بإحتقار
" احنا الي غدارين و الي انتوا الي عضيتوا الإيد الي اتمدتلكوا انت و ابوك و عمك و غدرتوا بالي عملكوا و لولاه كان زمانكوا كلاب في الشوارع .."
رائد بصراخ
" اخرس ابويا دا كان اشرف منك و من عيلتك كلها .."
غلت الدماء بعروق يوسف الذي نوي اقتلاع الشر من جذوره و قال صارخا
" انت كدا كتبت علي نهايتك بإيدك .."
و ما أن أوشك ىإطلاق النار حتي صدح صوت من خلفه صارخا
" هتقتل اخوك يا يوسف !!"
تجمد يوسف بمكانه لحظات إثر سماعه صوت فاطمه التي كانت ترتجف رعبا ما أن شاهدت ما يحدث و سالت صفيه بخفوت عن هوية ذلك الشخص. فاخبرتها بأنه رائد صديق يوسف و الذي اتضح أنه خائن و عند تلك الكلمه ربطت جميع الإحداث بذهنها و خرجت الكلمات من فمها في الوقت الصحيح لتمنع حدوث كارثه
انحبست جميع الأنفاس للحظات و التفت الرقاب تطالع بذهول فاطمه التي تسارعت أنفاسها مما تفوهت به و لم تجد ما تقوله للحظات كيف و هيا لا تملك أي دليل بيدها تثبت به صحه حديثها لذا أغمضت عيناها لثوان و هيا تردد ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)
فاقت علي صوت مراد الذي قال بإستفهام
" انتي بتقولي ايه يا فاطمه ؟ مين الي اخو يوسف ؟؟"
نظرت إليه فاطمه بإرتباك للحظات ثم قالت بإستسلام
" رائد يبقي اخو يوسف .."
استفاق يوسف علي جملتها التي أثارت غضبه فقال صارخا
" انتي بتقولي ايه ؟؟"
أتاه الرد من خلفه
" بتقول الحقيقة يا يوسف .. رائد يبقي اخوك !!"
التف يوسف و التفتت معه جميع العيون تناظر على الذي كان يلهث من فرط التعب و معه رجل غريب و امرأة عندما وقعت أنظار صفيه عليها سقط قلبها بين ضلوعها من الصدمه و التي كان له النصيب الأكبر من رائد الذي التف و قال بذهول
" ماما !!"
عند نطقه بتلك الكلمه شهقت صفيه و تساقط الدمع من عيناها فصرخ أدهم بنفاذ صبر
" هو في ايه ما حد يفهمنا .. ماما انتي بتعيطي ليه ؟؟ تعرفي حاجه عن الكلام دا !"
لم تستطع صفيه الرد ليحثها رحيم علي الحديث قائلا بغضب
" ما تتكلمي يا صفيه ..مين دي ؟"
صفيه بألم
" دي ناهد .. مرات عامر الأولانيه يا عمي !"
جحظت عين رحيم و التف ناظرا الي ناهد التي طالعته بقهر تساقط من عيونها علي هيئه انهار من الدموع لينطلق رائد قائلا بغضب
" مش معقول .. مين دي مرات عامر الاولانيه الكلام دا اكيد كذب ."
ليوافقه أدهم الغاضب قائلا بصراخ
" طبعا كذب مش معقول مجرم زيك يكون من عيلة الحسيني أبدا .."
اندفع رائد قائلا بإشمئزاز
" انا الي ميشرفنيش اكون منكوا اصلا ."
مراد بإنفعال
" انت تطول تبقي مننا !!"
هنا خرجت صرخه قويه جعلتهم يصمتون جميعا و كانت ليوسف الذي قال غاضبا
" بس .. مش عايز اسمع و لا كلمه .."
قال جملته و تحولت أنظاره الي على قائلا بغضب
" على ! عايز تفسير للكلام الي انت قولتو دلوقتي .."
" كل كلمه قولتها صح و الدليل معايا .."
قال على جملته و تنحي جانبا ليظهر شخص ما كان في منتصف العقد السادس من العمر غزا الشيب رأسه و كبرت ملامحه قليلا و لكن كل هذا لم يمنع رحيم من التعرف عليه إذ قال بصدمه
- عابد !"
عابد بإحترام
" ايوا عابد يا رحيم بيه ."
رحيم بعدم فهم
" انت ازاي هنا ؟ .. انت ممتش مع عامر في اليوم دا ؟ انا مش فاهم حاجه !"
تدخل على قائلا بهدوء
" انا بقترح أننا نقعد كلنا و نتكلم زي الناس عشان تفهموا كل حاجه .."
ضاق ذرعا بما يحدث و لم يستطع لا قلبه و لا عقله تقبل تلك الحقيقه التي ألقيت علي مسامعه فقال بإنفعال
" انا مش هقعد مع حد و لا عايز افهم حاجه .. و كل الكلام الاهبل دا ميدخلش ذمتي بتلاته تعريفه .. انا عارف انا ابن مين و عدوي مين و تاري هاخده و مفيش حاجه في الدنيا هتوقفني أبدا .."
يوسف بصرامه
" مش بمزاجك .. محدش هيخرج من هنا غير لما نفهم كل حاجه .. و اتأكد انك لو خطيت خطوة واحده مش هتلحق تكملها .. "
تدخلت ناهد بينهم تتلمس يد ولدها و هيا تقول ببكاء رق له قلوبهم جميعا
" ارجوك يا ابني اقعد و اسمع الحقيقه الصح مرة واحده في حياتك عشان تفهم .. كفايه الي راح من عمرك هدر في انتقام و كره مالوش أي أساس .. ابوس ايدك يا ابني متعذبنيش اكتر من كدا .. اقعد اسمع و بعدين قرر متنولش راغب الي هو عايزه .. متخليهوش يفرح و هو شايف ولاد عامر بيموتوا بعض .."
صراخ رائد بقهر
" انا مش ابن عامر الحسيني .. انا ابن محمود نصار .. متقوليش ابن عامر دي تاني .."
ناهد بصراخ
" لا هقول عشان دي الحقيقه .. انت ابن عامر الحسيني .. ابوك طلقني و أنا حامل فيك يدوب تلت شهور .. الكلب الي اسمه راغب اوهمه اني بخونه مع محمود و طبخ الطبخه و ابوك صدقها و طلقني في اليوم الي كنت راحه أقوله اني حامل فيك .. "
تدخل على قائلا
" الكلام دا حقيقي و دي صورة قسيمه الجواز الي بتثبت أن كلامها صحيح .."
تناولها يوسف و نظر بغموض الي عابد الذي كان يقف صامتا و لم يتفوه بحرف و علي النحو الآخر كان رائد ينظر بجمود حوله غير قادر علي التفوه بحرف فقد تحررت عيناه ببكاء كتمه بداخله لسنوات و صارت شفتيه ترتجف من فرط الصدمه و كان هذا حال الجميع فصار الدمع يتقاذف من الأعين شفقه علي ذلك الذي كان ينظر بضياع اليهم و هو غير مصدق بأن هذا يحدث معه إلا يكفيه ما كان يعانيه طوال حياته حتي تأتي تلك الحقيقه و تقصم ظهره الي نصفين فشعر بأن الدماء إنسحبت من بين أوردته و بأن نهايته أوشكت فأخذ ينقل نظراته من بينهم فشاهد أكثر شئ يبغضه في حياته و هو الشفقه و التي لم يتحملها قلبه فانسحب مهرولا للخارج و في تلك اللحظه أتت ليوسف رساله نصيه علي الهاتف فما أن رآها حتي اسودت عيناه و قان بمهاتفة حرس البوابه و قال بغضب جحيمي
" اقفل البوابه و امسكه لحد ما اجيلك .. اوعي يهرب منكوا .."
توالت الشهقات خلفه و تلاها الصرخات عندما تقدم الي الباب و هو ينظر أمامه بشراسه ارعبت ناهد التي هرولت تجاهه تقول ببكاء
" ارجوك يا يوسف ابني مالوش ذنب ورحمه ابوك اوعي تأذيه كفايه الي شافه طول حياته .."
لم يجبها يوسف و لكن ازدادت عيناه قتامه و لم توقفه النداءات خلفه و التي كانت من مازن و على و أدهم و مراد و لكنه صدمهم جميعا حينما خرج و اغلق باب القصر من الخارج و هو يقول بصراخ هز أرجاء القصر
" في بينا طار لازم اصفيه.. "
اندفع الرجال الي نحو الباب. لكنهم وجدوه مغلق فاوقفهم اصوات قفل النوافذ و التي كان الحراس يغلقونها من الخارج بأمر منه ليتوجه هو الي البوابه لملاقاه رائد الذي كان يتشاجر مع الحرس يريد الخروج فجاءه صوت يوسف الغاضب خلفه و هو يقول بشراسه
" تروح علي فين قبل ما نصفي حسابنا مع بعض .."
التفت رائد بغضب و هو يقول صارخا
" ابعد عني يا يوسف وووو "
و ما كاد أن يكمل حديثه حتي تلقي لكمه قويه في أنفه جعلت الدماء تخرج من أنفه فانفجر بركان غضبه و كاد أن يرد اللكمه ليوسف و لكن الحراس خلفه قيدوه فقال بصراخ
" خلي كلابك يسيبوني يا يوسف يا حسيني و تعلالي راجل لراجل .. "
يوسف بسخريه
" متقلقش هيحصل .. دخلوه اوضه الحراسه "
و بالفعل ادخله الحراس الي غرفه الحراسه التي تقع بجانب بوابه القصر و أمرهم يوسف بالخروج و إغلاق الباب خلفهم و ما أن خرجوا حتي قال يوسف
" ادينا بقينا راجل لراجل اهوة وريني بقي الي عندك .."
***************
في الداخل كانت شهقات ناهد ينفطر لها القلب و هيا تقول لفاطمه التي تربت فوق ظهرها تحاول مواساتها
" ابني هيضيع مني تاني يا فاطمه .. هيموته و يحرق قلبي عليه .."
فاطمه بمواساه
" اهدي يا ناهد عمر يوسف ما هيعمله حاجه بعد ما عرف أنه اخوه .."
ناهد بألم
" انتي مشفتيش نظرته ليا و هو خارج و أنا بترجاه ميأذيهوش يا فاطمه .."
هنا تدخلت صفيه قائله بغضب
" انا ابني مش قتال قتله يا ناهد .. و عمره ما هيأذي أبنك مهما كان ندل و أذانا .."
اندفعت ناهد قائله بغضب و قهر
" انا ابني عمره ما كان ندل يا صفيه .. ابني كان ضحيه زي أمه .."
صفيه بسخريه
" ضحيه ! انتي كنتي ضحيه يا ناهد .. غريبه مع أن عامر مقاليش كدا .."
ناهد بلوعه
" عامر انضحك عليه .. الكلب الي اسمه راغب عمل عليه لعبه قذرة عشان يشككه فيا و في محمود الله يرحمه .. و هو صدقها .. و يعلم ربنا اني عمري ما خنته و لا فكرت أأذيه أبدا .."
تدخل رحيم بقسوة
" و ايه الي يثبتلنا أن كلامك صح .."
اسودت عيناها من الغضب و نظرت إليه بكره و هيا تقول
" متبقاش رحيم الحسيني لو مقولتش كدا .. بس انا للأسف معنديش دليل علي كلامي .. لكن عندي امل أن ربنا يظهر برائتي بعد كل السنين دي .."
رحيم بإنفعال
"دموع التماسيح دي تعمليهم علي عامر الله يرحمه كان ممكن يصدقك و لو أنه عرف حقيقتك قبل ما يموت .. انما انا عمري ما هصدقك .."
ناهد بقهر
" دي مش دموع تماسيح دي حقيقه انا والله مظلومه .. عمري ما خنته و لا حتي فكرت .."
قامت ناهد بسرد ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم لتنتهي قائله بألم
" عملت المستحيل عشان اشوفه و أقوله اني حامل و اني عمري ما خنته بس معرفتش .."
ما أوشك رحيم علي الحديث حتي اتاه صوت صفيه المهتز و التي لم تقدر علي الحذف فقالت بإذعان
" كلامها صح يا عمي .."
نظر رحيم إلي صفيه بذهول و قال بعدم تصديق
" انتي بتقولي ايه يا صفيه !"
صفيه بنبرة مهزومه نابعه من قلبها الذي كان رافض لظهور غريمتها علي الساحه بعد كل تلك السنوات
" يوم موت عامر جالي و كان في حاله صعبه اوي مشغتوش فيها من اليوم الي جالي فيه و قالي أنه عرف أن ناهد بتخونه ..يومها بص في عيني و قالي سامحيني .. وقتها أتصدمت و قلبي حس و قولتله انت رايحلها .. مقدرش ينكر سألته حتي بعد ما خانتك ! قالي إنها عمرها ما خانته .. و ان دا كان ملعوب من محمود عشان كان بيحبها و عايزها لنفسه .. و قالي أنه لازم ينقذها هيا وابنه الي محمود نسبه ليه و ان دا واجب عليه بعد ما ظلمها هيا و ابنه .. و للأسف مقدرتش امنعه ..و بعدها بالليل جالنا خبر موته .. ولما ناهد مظهرتش بعدها فكرت أنها ماتت هيا و ابنها و مقدرتش اتكلم و لا افتح بقي .."
نزل حديثها عليهم جميعا كالصاعقه بداية من رحيم الذي كادت عيناه أن تخرج من محجريها من شدة الذهول مرورا بمراد الذي كان غير مصدق لما يسمعه فكل ما يعرفه عن موت أخاه هو أن ذلك الكلب محمود قام بقتله بعدما خانه مع زوجته لتأتي تلك الحقيقه و تصدمه . هنا تحدث ذلك الغريب و قال بهدوء
" في اليوم دا الشركه كان عندها مناقصه مهمه قدام شركه محمود و احنا خسرناها و بعدها جت واحده شكلها غريب و أصرت تقابل عامر بيه و فعلا قابلته بعدها اتحول و فضل يصرخ و حلف لا لازم يخلص علي محمود و فعلا طلعنا علي فيلته بس الغريب أنه كان خايف و بيرتعش زي ما يكون كان عارف أننا جايين و وقتها عامر خلص عليه فعلا و جاله تليفون خلاه يتجنن و طلع يجري و مشي بينا علي طريق اسكندريه الصحراوي و فجأة طلع علينا عربيات من قدامنا و ورانا ضربت علينا نار من كل اتجاه و صفوا اكتر من نص رجالتنا الي كانوا محاوطينا بالعربيات و متبقاش غيرنا فمقدرناش نقاوم و عامر بيه اتصاب حاولت اسعفه قالي ' اهرب يا عابد و انقذ ناهد و ' مكملش كلامه جت رصاصه في قلبه خلصت عليه .. و بصعوبه قدرت اهرب و قدرت اوصل لمكان راغب و ولعت في المخزن بتاعه بعد ما اخدت ست ناهد الي كانت بين الحيا و الموت و كان ليا ناس صحابي كلمتهم و سفروني بالليل علي ألمانيا كنت عايز أبعدها عن ايدين راغب دي كانت وصيه عامر بيه الأخيرة ليا و فعلا حصل و قدرت هناك اعالجها من الجروح السطحيه لكنها كانت في غيبوبه الدكتور قال إنها بسبب صدمه عصبيه و كنت مراقب راغب و رائد الي كان خلاص كبر و بدأ يشتغل في شركه عمه و أنا كان جالي سرطان القاولون و كنت خايف يجرالي.حاجه في أي وقت فحاولت اعرفه طريق أمه و أنها لسه عايشه من غير ما اعرفه انا مين و حذرته ميعرفش عمه أنها لسه عايشه عشان ميقتلهاش و فعلا حصل .."
كان عابد يحكي تفاصيل مقتل عامر و كانت القلوب تنفطر ألما علي تلك الطريقه البشعه التي مات بها و ذلك الغدر الذي تلقاه علي يد هذا الشيطان راغب لتقول ناهد بأسي
" اليوم دا الكلب راغب جابلي جثه عامر و جثه محمود و جثه رائد و رماهم قدامي مقدرتش اتحمل الصدمه و وقعت محستش بالدنيا غير و أنا في شقه رائد الي اتفاجئت نه لسه عايش و أن راغب مفهمه أن عامر قتل أبوه و حاول يغتصبني و انه لازم ياخد تاره من عيله الحسيني كلها حاولت أفهمه رفض بكل الطرق و آخر حاجه قاله اني كنت بخون محمود مع عامر و وراله صور ليا انا و عامر أيام ما كنا متجوزين .."
تحدث أدهم الذي كان و كأن السماء ارعدت فوق قلبه و هو يقول بألم
" يعني رائد كل دا كان ضحيه الكلب راغب دا و قبل منه بابا .."
ناهد بألم
" بالظبط كدا .. والله يا ابني ما كذبنا بحرف .."
تدخل مازن قائلا بعدم فهم
" طب انا عايز افهم ايه دخل على في الموضوع و طنط فاطمه "
فاجأته فاطمه حين قالت
" ناهد تبقي بنت خالي عمرو انا و زهرة .."
هنا نظرت كاميليا الي جدها الذي ناظرها بألم و لاول مرة تتفهم دوافع كرهه لوالدتها و عائلتها فقد كان له فقيد ظن أنه خسره بسببهم ..
تحدث علي الذي كان يطالع النوافذ يبحث عن يوسف و رايد و القلق ينهشه فقال بغضب
" انا معرفش ايه الي يوسف عمله دا ؟'
هنا سأله رحيم قائلا
" انت عرفت طريق عابد منين .."
قص عليهم على ما حدث بداية من رؤيته لرائد في غرفة كاميليا بالمشفي مرورا بمراقبتة له و إكتشاف في وجود ناهد التي هيا تكون ابنه خالة والدته و كيف أنه وظف ذلك التحري الذي كلفه بمعرفة مكان عابد الذي لم يكن من بين القتلي في ذلك اليوم و ما أن علم بمكانه حتي سافر إليه في الحال
فلاش باك
تجمد على بمكانه عندما امسكه عابد متلبس و هو يفتش في أغراضه و لكنه كان قد وصل إلي غايته فامتدت يده و التقطت تلك الصورة التي كانت في الإطار و التف ناظرا اليه مبتسما قبل أن يقول بإرتياح
" متقلقش انا مش دخيل و لا حرامي انا جيت عشان دي .."
نظر عابد الي تلك الصورة التي كانت في زفاف عامر علي ناهد بالتحديد في عقد قرانهما الذي شهد عليه كلا من عابد و سالم و قد كانت الصورة تضمهم الثلاثه فضيق عابد عيناه و هو ينظر إلي تلك الصورة المصغرة من ذلك الذي كان بجانبه فيها و قال بعدم تصديق
" سالم ! ازاي "
صحح له على قائله علي الفور
" على سالم .."
بااك
" بعد كدا فهمته كل حاجه و انه لازم ييجي معايا عشان يثبتكوا أن رائد ابن عامر الحسيني و الحقيقه أنه فاجأني لما لقيت معاه نسخه من القسيمه بتاعت جوازهم و جبته و جيت و اول ما نزلت من المطار الناس بتوعي بلغوني أن رائد في طريقه لهنا و مش ناوي علي خير فجيت جري جبت طنط ناهد معايا و جيت عشان الحق الكارثه قبل ما تحصل .."
جلس أدهم علي الكرسي خلفه بتعب فكل ما يحدث الآن أقسى ما قد يمر عليه في حياته فهل يمكن أنهم طوال تلك المدة يخططون للإنتقام من اخاهم و أنه لولا وجود فاطمه لكان إحداهما قتيلا الآن ..
عند مرور ذلك الخاطر علي باله جحظت عيناه عندما سمع صوت رصاص قادم من الخارج فاندفعت الصرخات من حوله و هرول مازن و على في محاولة لفتح باب القصر و الذي كان مغلق بأمر من يوسف للحراس فاشتعل غضب مازن و قام بالرجوع الي الخلف مخرجا سلاحه و هو يأمر الجميع بالإبتعاد خوفا من أن يصاب أحد و قام بالتصويب علي قفل الباب لينفتح فيهرول الجميع الي الخارج و من بينهم تلك التي انخلع قلبها و قد شعر بأن هناك مكروه قد أصابه ليصح حديثها إذ توجهوا الي غرفه المراقبه ليجدوا يوسف ملقي علي الأرض غارقا في دمائه
***************
هب راغب من مكانه و هو يقول بغضب
" انت بتقول ايه ؟؟ يوسف مات؟ "
اتاه الرد علي الجانب الآخر ليقول بإنفعال
" طب و هو راح فين دلوقتي ؟؟ .. طب روح انت و راقب الجو عندك و عرفني حصله ايه بالظبط .."
تقدم فاتح منه وقال بإستفهام
" حصل ايه ؟"
راغب بعدم فهم
" رائد اتخانق مع يوسف و رفعوا سلاح علي بعض و ضرب يوسف بالنار و هرب .."
صُدِم فاتح من حديث راغب و قال بعدم تصديق
" معقول يوسف يكون مات ؟"
راغب بتيه
" مش عارف .. محدش عارف حصل ايه جوا كل الي سمعوه رائد بيزعق و بيقول هقتلك يا يوسف و بعد كدا سمعوا صوت ضرب نار و رائد خرج من شباك اوضه الحراسه و ركب عربيته و طلع يجري .."
هنا توقف عقل راغب عند نقطه واحده و قال بذعر
" يا نهار ازرق دي البت الي متتسماش دي عنده و اكيد هتقوله أن يوسف يبقي اخوه و دي تبقي كارثه .."
فاتح بذهول
" هو رائد و يوسف اخوات طب ازاي !"
راغب بملل
" دا موضوع طويل مش وقته الكلام فيه المهم دلوقتي الحق البت دي لا تقوله عالحقيفه و تضيع كل الي عمال ابني فيه .."
فاتح بتساؤل
" ايه عرفك أنها مقالتلوش اصلا ؟"
راغب بحنق
" لو قالتله كان هيروح يتهجم عليهم و يضرب يوسف بالنار معقول يعني !!"
فاتح بانفعال
" طب و الحل ؟؟"
راغب بتفكير
" هقولك ..!"
***************
كان الوضع بالمشفي علي قدم و ساق فمن جاء مصاب ليس اي احد شخص بل إنه رجل أعمال من العيار الثقيل و عائلته من أكبر العائلات في المنطقه لذا كان الجميع في حالة ذعر منذ قدوم سيارة الإسعاف تحمله الي الطوارئ و من ثم الي غرفة العمليات لإستخرج الرصاص و إجراء اللازم فإستغرق الأمر عدة ساعات كان الجميع فيها يرتعب من هول تلك الفاجعه التي حلت بهم فمن كان هو الحامي و الكتف الذي يسند الجميع كان لاول مرة يحتاج من يسنده و يرقد لا حول له و لا قوة هكذا كانت كاميليا تحدث نفسها و هيا ملقيه برأسها علي كتف غرام في صمت يتنافي مع ضجيج قلبها و كانت غرام تربت علي كتفها تواسيها و لكن هيهات أن يستطيع أي شئ في هذه الحياة أن يخفف عن قلبها ذلك الألم الذي كاد يفتك بها و هيا تشعر بالرعب من مجرد فكرة أنه يمكن ألا تراه مرة ثانيه .. يرتعب قلبها و ينتفض فزعا و تختنق أنفاسها من ذلك الهاجس المخيف و شعرت غرام بإرتجافه جسدها فقالت تطمئنها
" كاميليا اهدي يوسف قوي و هيقوم بالسلامه أن شاء الله .. ادعيله بدل مانتي منهارة بالشكل دا .."
كان مظهرها يقطع نياط قلبهم جميعا و قد كان حالهم لا يختلف كثيرا عن حالها فكل فرد منهم يستند عليه بشكل مختلف فهناك من يراه الأب و الأخ و الصديق الذي مهما بلغت هيبته يظل اليد الحانيه التي دائما ما تربت برفق فوق اوجاعهم و هذا كان حال روفان التي كانت دموعها تنزل بصمت و هيا تقول بألم
" ابيه يوسف عمره ما هيسبني أبدا .. هو وعدني انا أنه هيفضل في ضهري العمر كله .. وعدني أنه هيسلمني بإيده لعريسي .. وعدني أن عمره ما هسيمح لحاجه في الدنيا دي توجعني و هو موجود .. بس انا مفيش حاجه وجعتني غير غيابه.."
قالت جملتها الأخيرة بإنهيار تام بين أحضان كارما التي أخذت تهدئها و تطمئنها قائله بحنان
" أن شاء الله هيقوم و هيبقي كويس يا روفان اهدي عشان خاطري .."
لم تتفوه روفان و إنما زاد بكائها الذي كان يحزن على بل و يعتصر فؤاده من الداخل ألما علي عذابها و غضبا من عدم قدرته علي احتضانها و التخفيف عنها في ذلك الموقف العصيب يعز عليه كثيرا كون حبيبته و صغيرته البريئه تشعر بهذا الألم الكبير و هو يقف عاجز عن تهدئتها أو التخفيف عنها و هذا حال غرام التي كانت تنظر لأدهم بنظرات معذبه تود الإعتذار له عن كل هذا الألم الذي يشعر به تود لو تعانقه الف مرة لتمتص منه جميع اوجاع قلبه و لكنها حالها كحال أخيها تقف بمكانها غير قادرة علي التحرك خطوة واحده ليشعر أدهم بما تحويه عيناها من حنان لمس قلبه الذي كان انشق لنصفين لدي رؤيته لآخاه ملقي علي الأرض غارقا في دمائه لأول مرة في حياته يشعر بمثل هذا الشعور و هو إنسحاب الهواء من رئتيه فشعر بالموت و هو علي قيد الحياة شعر بأن ظهره كُسِر بسقوط أخاه بتلك الطريقه فمهما كان قويا و لكنه كان دائما بحمايته يحتاجه فقد كان الأب عندما خسر أباه و كان الاخ و كان الصاحب و الحامي و الاكثر من ذلك كان ذلك الكتف الذي يعلم بأنه يستطيع أن يرمي فوقه جميع اوجاعه و آلامه دون خجل أو تحفظ .. سقطت دمعتان من عيناه تحكي مقدار قهره و عذابه الذي كان يشاطره به مازن فكان يقف لأول مرة بحياته منكثا رأسه و يبكي بصمت تاركا العنان لدموعه بأن تخفف من ذلك الثقل الماثل فوق قلبه و هو يتذكر مشهد صديقه بل تؤم روحه الذي لازمه منذ ذلك اليوم الذي ترك به الإسكندريه و الذي كان دائما يخفف عنه عذابه و لوعته بغياب والديه و كان يشاطره أحزانه حتي و لو لم يفصح عنها فكيف يستطع مفارقته بمثل تلك السهوله ؟؟ هل تكن الحياة ظالمه لتأخذ منه جميع احباءه بتلك الطريقه ؟؟ شعر بيد حانيه تربت بلطف علي كتفه فشعر قلبه بها قبل أن يرفع عيناه لتُصدم من مظهره الباكي و المشعث فلأول مرة تراه بتلك الحاله لتنزل دموعها بصمت يقف هو عاجزا أمامها لا يستطيع أن يرفع يده يمسح بها دمعاتها الغاليه علي قلبه و قد فهمت هيا ما يشعر به فقالت بصوت خافت حنون
" هيبقي كويس أن شاء الله.."
لم يجبها انما اكتفي بابتسامه واهنه لم تصل إلي عيناه لتنمحي سريعا ما أن سمع صوت صفيه التي كانت تجلس علي المقعد خلفها و دموعها تنساب بحرقه علي ولدها و فلذة كبدها و سندها في تلك الحياة فخرج صوتها متحشرجا من كثرة البكاء
" خدوك مني يا يوسف .. روحت مني زي الي راحوا … متفقناش علي كدا يا ضنايا .."
اقتربت فاطمه منها و هيا تشعر بالأسي و الحزن من مظهرها فحاولت تهدئتها قائله بحنان
" متقوليش كدا يا صفيه يوسف هيبقي كويس بإذن الله.."
تبدلت نظرات الحزن و الإنكسار بعيناها و هيا تنظر إلي فاطمه بغضب و قالت بصراخ
" انتوا السبب .. انتوا الي عملتوا فينا كدا .. ابعدوا عننا بقي ابعدوا عننا .."
تدخلت ناهد للدفاع عن فاطمه التي تساقطت الدموع من عيناها
" اهدي يا صفيه فاطمه ملهاش ذنب في أي حاجه من الي حصلت دي عشان تلوميها .."
ارتسم الجنون علي محياها ما ان شاهدتها صفيه و توجهت إليها و هيا تقول بهستيريا
" انتي لسه هنا بتعملي ايه ؟؟ جايه تتأكدي أن ابنك نفذ إنتقامه و خد بتاركوا.. و لا عايزة تشمتي فيا بحرقة قلبي علي ابني الي موتوه .."
كان رحيم في عالم آخر من الألم والقهر و لأول مرة تتساقط دموعه كالطفل الصغير حزنا وألما علي حفيده الغالي و الذي كان بمثابه الابن و الحفيد و الصديق الغالي الشخص الوحيد الذي يثق به في هذه الحياة الابن الذي مهما اختلف معه لا يغضب أبدا منه الشخص الوحيد الذي كان يفضل أن يراه سعيدا حتي و لو علي حساب وجعه و ألمه كان يود لو يعتذر منه آلاف المرات و في كل مرة يأخذ القرار تتوقف الكلمات على أعتاب شفتيه لا يقدر علي نطقها و لكنه كان يراها بعيناه و يتفهم كبرياءه اللعين بل و يسامحه . أخذ يتذكر بكل مرة تسبب بها بجرحه و خذلانه و عذابه و قد كان كل هذا يعتصر فؤاده من الداخل و لأول مرة في حياته يتمني لو أن الله يأخذ أمانته قبل أن يسمع تلك الجمله للمرة الثالثه و الاصعب فهو حتما لن يحتملها ..
أخرجه من عذابه صراخ صفيه في ناهد التي قالت بلوعه و ألم
" والله أبدا أنا مقدرتش اسيبكوا و امشي .. انا معرفش الي حصل دا حصل ازاي و لا حتي ابني راح فين ؟ "
صفيه بصراخ
" راح في ستين داهيه المجرم هرب بعد ما موت ابني .. "
اندفع أدهم و مازن تجاه صفيه يحاولان فض النزاع بينها و بين ناهد فلا طاقه لهم بتلك الأحاديث في هذا الوقت بالذات فقال ادهم لصفيه بحنان
" ماما لو سمحتي تهدي شويه . الي انتي فيه دا غلط علي صحتك .."
ارتمت صفيه علي صدره بحنان و هيا تقول
" اخوك وجع قلبي اوي يا أدهم .."
لم يجبها بل احتضنها برفق و علي الناحيه الآخري نجد مازن يتحدث مع ناهد قائلا بهدوء يتنافي مع غضبه من ولدها
" لو سمحتي حضرتك شايفه الوضع عامل ازاي ممكن تقدري ظروفها و ظروفنا كلنا و متناقشيهاش في أي حاجه بتقولها "
لم تستطع ناهد الحديث فقد شعرت بأنه يود لو يخرجها من المكان بأكمله و لكنه لم يستطع لذا قالت بإنكسار
" انا اسفه .. انا همشي .. ربنا يطمنكوا عليه .."
اندفعت صفيه تقول بغضب
" طبعا راحه تطمني ابنك المجرم أن خطتكوا نجحت و قتلتوه .. بس وحياة حرقتي علي ابني ما هسيبكوا أبدا .. زي ما خدتوا روحه هاخد روحكم .."
أدهم بحدة
" خلاص بقي يا ماما بطلي . مفيش داعي الكلام دا دلوقتي.."
اندفعت روفان تقول بغضب
" سيبها يا أدهم عايزها تعمل ايه و هيا واقفه قدام ام المجرم الي قتل ابنها .."
عند تفوه روفان بهذا الحديث انفلت زمام الأمور من تلك التي استنكر عقلها وقلبها معا تلك الجمله التي تحوي في معناها هلاكها فهبت من مكانها صارخه بغضب
" كفايه بقي .. ايه مبقاش علي لسانكوا غير موتوه و قتلوه . يوسف مامتش سامعيني .. مامتش .. يوسف عايش كفايه بقي تفولوا عليه .."
صمت الجميع ناظرين الي تلك التي و لاول مرة يروها بتلك الحاله من الغضب و الإنفعال الذي تجلي في عينيها التي لم تستطع ذرف و لا دمعه واحده بل تحجرت الدموع بعيناها و انحبست الأنفاس بصدرها و لا تعلم كيف اتتها القوة لتقف بمواحهتهم هكذا و لكن قلبها لم يعد يتحمل هذا الحديث المؤلم بل المميت عن موته المزعوم لذا حاولت بكل ما اوتيت من قوة استمدتها من عشقها له في إيقافهم و لهذا غضبت صفيه منها و من انفعالها ظنا منها في أنها تدافع عن غريمتها فاقتربت منها تقول بغضب
" طبعا لازم تدافعي عنهم مانتي منهم .. من يوم ما دخلتوا حياتنا و انتوا دمرتوها من اول الست ناهد الي خدت مني جوزي و دمرتلي حياتي لامك الي ضيعت مراد و احمد من بعده لخالتك ليكي. كلكوا لعنه و حلت علينا .."
صرخت كاميليا التي ضاقت ذرعا بكل تلك الأتهامات التي حولت حياتها الي جحيم سابقا و للآن تعاني منها فقالت بصراخ
" كفايه بقي..سممتوا حياتنا بإتهاماتكوا الباطله لينا . هيا مش ذنبها أن عمو عامر حبها و اتجوزها و امي مش ذنبها أن بابا مراد و عمو احمد حبوها و لا انا ذنبي ان يوسف حبني .. من اللحظه دي مش هسمح لأي حد يتهمني انا و اهلي بأي حاجه من دي .. و الي هسمعه بيجيب سيرة موت يوسف دي علي لسانه انا الي هقفله سامعاني ( قامت بإمساك صفيه من مرفقيها تهزها بعنف و هيا تقول بصياح ) يوسف مامتش .. ( التفتت إلي أدهم و ناظرته بغضب و هيا تقول بحدة ) يوسف مامتش يا أدهم سامعني ( ثم حولت انظارها الي مازن تقول صارخه) يوسف ممتش يا مازن ( التفتت الجهه الآخري ناظرة الي جدها و هيا تقول بقوة ) ارفع راسك يا جدي و ادعيله . و اوعي تستسلم يوسف عايش .. هو تعبان شويه بس . لكن هو عايش انا حاسه بيه و بنفسه .. قلبي حاسس بقلبه .. انا متأكدة والله صدقني.. صدقوني كلكوا .. يوسف عايش ربنا هيرده لقلبي تاني انا واثقه .. انا متمنتش من الدنيا غيره .. و عارفه أن ربنا مش هيضرني فيه .. "
رق صوتها في جملتها الأخيرة قليلا و من ثم عادت تقول بقوة و هيا تنظر إليهم جميعا
" بدل ما تقعدوا تفولوا عليه ادعوله كلكوا يقوم بالسلامه.. و الكلب الي عمل فيه كدا هييجي لو تحت سابع ارض و أنا الي هاخد روحه بأيدي .."
قال جملتها الأخيرة و هيا تنظر إلي ناهد بغضب فبادلتها الأخيرة بنظرات منكسرة رافضه لأن تشهد نهايه ولدها مرة آخري لتتوجه فاطمه و تقوم بالربت فوق كتف ناهد بمواساه صامته و نظرت لعلي الغاضب بشدة من كل تلك الأحداث و قالت
" على انا هاخد خالتك و اروح و انت لما يوسف يقوم بالسلامه ابقي طمني.."
وافقها على دون حديث لتلتفت الي ابنتيها و تقول
" خليكوا جمب بنت خالتكوا متسبوهاش في الظروف دي عشان احنا عيله واحده .. و مينفعش نتخلي عن بعض أبدا .. "
قالت كلمتها الأخيرة بنبرة ذات مغزي و التفتت لتغادر هيا و ناهد المشفي و ظل الجميع يتلون ما تيسر لهم من آيات الذكر الحكيم و كلا يحمل بعيناه شكر و إمتنان لكاميليا التي جاءت كلماتها في وقتها ليصحو من تلك الغفله الناتجه عن صدمتهم و يقوموا بالدعاء لذلك الذي كان يصارع الموت بالداخل لتمر عدة ساعات قبل أن يخرج الطبيب و هو يقول بتعب
" الحمد لله قدرنا ننقذه الإصابه مكنتش خطيرة بس هو نزف دم كتير بس الحمد لله قدرنا نسيطر عالوضع و هو دلوقتي هيتنقل اوضه عاديه حمد لله على سلامته .."
تنفس الجميع الصعداء و توالت كلمات الحمد علي ألسنتهم من ذلك الخبر الأكثر من مفرح بالنسبه لهم و خاصتا تلك التي سمحت أخيرا للدموع بأن تجري علي خديها و لكنها تلك المرة لها مذاق خاص فهيا دموع الفرح فقد رُدت إليها روحها من جديد بنجاته و لكن القلب العاشق يكن دائما طماع فاندفعت تجاه الطبيب تقول برجاء
" دكتور انا ممكن اشوفه .. ارجوك متقولش لا انا مش هتعبه أبدا .."
أوشك الطبيب علي الرفض فاقترب منه أدهم ليأخذه بعيدا عنهم قليلا ثم قال
" سبها تدخله يا دكتور سبعين في الميه من علاجه علي أيدها والله اسمع مني .."
تحرك مازن الي جانب الطبيب و قال بخفوت
" اه والله يا دكتور صدقه .. شوف الدم الي هو خسره دا كله هيا هتعوضه عنه في لمح البصر دخلها و شوف هيحصل ايه .. بوسه واحده بس هيقوم زي الحصان دا ابن خالتي و أنا عارفه "
" انت بتقول ايه يا حيوان انت و هو .."
لم يشعر كلا من مازن و أدهم بمراد الذي اقترب منهم ليستمع الي حديثهم مع الطبيب فاغتاظ رغما عنه و صرخ بهم ليقول مازن بإرتباك
" عمو مراد هو انت بتطلع منين ؟؟"
مراد بغضب
" اخرس يا زفت .. ايه بتطلع منين دي !!"
أدهم بنفاذ صبر
" عمو مراد بقولك.ايه احنا عايزين الراجل يخف بسرعه .. فمضطرين بعد اذن مشاعر الأبوة الي ناقحه عليك دي ندخلها تطمن عليه قولت ايه ؟"
زفر مراد حانقا من هؤلاء الملاعين و لم يجد ما يقوله لذا تجاهله أدهم و قال ناظرا للطبيب
" خلاص بقي يا دكتور قولتلك علي ضمانتي .."
وافق الطبيب بعدما أخبرها بضرورة عدم إزعاجه و بالفعل قامت الممرضه بتعقيمها و دخلت الي الغرفه لتجده نائم علي السرير مغمض العينين عاري الصدر و الضماد يلف كتفه الأيسر فآلمها قلبها علي مظهره فلأول مرة بحياتها تراه بتلك الحال و إن كانت سابقا تخاف من غضبه و صراخه تتمني الآن لو تسمع صوته و أن كان يوبخها تتمني أن يفتح عيناه التي تعشقها و تعشق الغوص بها تريد أن تشعر بذراعيه تضمها و تبكي حتي تجف عيناها تحكي له كيف أن غيابه مؤلم حتي و إن كان لساعات تريد أن تعتذر له آلاف المرات عن كل مرة تخلت عنه بها و اختارت فراقه . اقتربت منه و أمسكت بيداه المغروز بها المقوي و قامت بطبع قبله رقيقه فوقها و جلست علي الكرسي بجانبه تناظره و هيا تشعر بأن ما في قلبها قد فاق الحدود و بأن عشقه يتغلغل بداخلها للدرجه التي لم تكن تتوقعها أبدا بل إنه استوطنها فصارت الكلمات تخرج من قلبها دون ترتيب تزامنا من عبراتها التي نزلت منها دون أن تدري
" وحشتني ! وحشتني اوي ! عارف اول مرة احس بمعني الكلمه دي بالشكل دا .. الساعات الي نمت فيهم و فارقتني كانت الدنيا صعبه اوي من غيرك .. احساس اني ممكن اخسرك دا ابشع احساس حسيته في حياتي .. انا كنت عايزة اضرب نفسي ميت طلقه زي الي انت خدتهم دول عشان فكرت في يوم من الأيام اسيبك أو ابعد عنك .. دي طلعت الدنيا سودا اوي و انت مغمض عنيك كدا .. ارجوك فتح عنيك عشان اقولك قد ايه انا بحبك .. ايوا انا مكنتش اعرف اني بحبك اوي كدا .. انا مش بحبك بس انا بعشقك .. فاكر لما قولتلي الحب دا درجات اعلي حاجه فيها العشق اهو انا وصلت معاك للعشق يا يوسف فتح عنيك عشان اقولهالك .. عشان اقولك حقك عليا ..ياريتني فضلت مخبيه كل حاجه في قلبي .. انا كنت مرعوبه اقولك عشان كدا .. كنت حاسه ان هيحصل حاجه كل مرة كنت باجي اقولك كان لساني بيقف و مبقدرش أخرج الكلام منه .. ياريت لساني كان اتقطع قبل ما اقولك.."
" المرة الجايه انا الي هقطعلك لسانك لو خبيتي عني حاجه !"
بعدما أنهت كلماتها اخفضت رأسها لتضعها فوق كف يده و تنهمر دموعها التي لامست قلبه فأحيته من جديد ليستيقظ و يستمع إلي حديثها الذي نفخ الروح بقلبه الذي بالرغم من ألمه و لكنه كان يرقص فرحا بكلماتها التي طيبت جروحه و لكن جملتها الأخيرة اغضبته فخرجت الكلمات منه خافته لتجعلها تشهق و هيا ترفع رأسها غير مصدقه بأنها سمعت صوته مرة ثانيه فأخذت تنظر إليه بصدمه سرعان ما تحولت لفرح شديد و صارت تضحك من بين دموعها و هيا تقول بصوت متقطع
" يوسف .. انت صحيت صح .. انت مفتح عنيك .. انا مش بحلم ..؟"
ابتسم يوسف بوهن قبل أن يمد يده إليها قائلا بصوت خافت
" قربي مني و أنا اثبتلك انك مش بتحلمي !"
ما أن أوشكت علي الاقتراب منه حتي انفتح الباب علي مصرعيه و اندفع أدهم و مازن إليه بفرح و قال الأخير
" حمد لله عالسلامه يا وحش .. انا قولت يوسف الحسيني قط بسبع ترواح.."
هلل أدهم هو الآخر و قال بصياح
" امال ايه يا ابني دا ابن الحسيني يعني يقرقش الطلق زي السوداني كدا ..اخويا الأسد يا جدعان .. حمدلله عالسلامه يا بطل .. "
نظر يوسف إليهم شذرا ثم نظر إلي كاميليا و هو يقول بفظاظه
" مين سمح للأشكال دي تدخل هنا .. "
كاميليا بابتسامه
" الأشكال دي كانت من شويه بتعيط زي العيال الصغيرة عشان خاطرك علي فكرة .."
يوسف بإستنكار
" مين دول الي كانوا بيعيطوا هو انا جابلي الكافيه غير قرهم عليا دا .."
مازن بمزاح
" تصدق احنا غلطانين أننا كنا قلقانين عليك .. ياخي خسارة الدمعتين الي نزلوا .. لا و البارد الي اسمه على الي واقفلنا زي اللقمه في الزور دا .. كنت عايز اعيط في حضن البت و تطبطب عليا و استغل الموقف و دا واقفلي عامل زي سنافور المحطه .."
وافقه أدهم الرأي و قال حانقا
" اه والله عندك حق ياد يا مازن واقفلنا زي العمل الردي البت كانت خلاص هتحن عليا و نشغل اوبشن المحن شويه و دا وقف مش راضي يتعتع من مكانه مش عارفين نعمل اي مصلحه بسببه .."
كانت كاميليا و يوسف ينظران إليهم بعدم تصديق ليتحدث الاخير بحنق و ألم نابع من جرحه
" بره انت و هو .."
التفت إليه الإثنان ينظران إليه بإندهاش سرعان ما تحول لإستنكار من جانب أدهم الذي قال
" بره هو دا جزاتنا .. بدل ما تشكرنا أننا جايين نطمن عليك .."
وافقه مازن الرأي قائلا بسخرية
" صحيح ياد يا أدهم .. خيرا تعمل شرا تلقي .. مش كفايه أننا قعدنا نتحايل علي الدكتور ساعه عشان ندخلك الست كاميليا و امك خدتنا بره غسيل و مكواه و اتبرت من الواد دا .."
يوسف بنفاذ صبر
" طيب يا سيدي شكرا ليكوا .. مكن تسبوني ارتاح بقي شويه .."
أقترب أدهم منه فجأة و قام بإحتضانه قائلا بصدق
" حمد لله عالسلامه يا يوسف .. انا مكنتش هقدر اتخيل اني اخسرك أبدا .."
ربت يوسف علي ظهره بحنو قبل أن يقول
" الله يسلمك يا أدهم .. "
و فعل مازن بالمثل و قام بإحتضانه بشده حتي آلمه جرحه كثيرا و قال مازن بحب
" سلامتك يا صاحبي .. احنا كنا هنموت من القلق عليك فعلا.. ربنا يخليك لينا .."
بادله يوسف العناق قائلا بصدق
" و يخليكوا ليا. .."
نهض مازن و تلاه أدهم الذي قال
" هنخرج احنا. نسيبك ترتاح شويه .. يالا يا كاميليا "
عند ذكره لها انفعل يوسفو قال بغضب
" و انت مال اهلك و مال كاميليا ما تنخفي تخرج انت و هو .."
عند صراخه بتلك الطريقه آلمه جرحه كثيرا فصرخ متألما فاقتربت منه كاميليا بلهفه و هيا تقول بخوف
" مالك يا حبيبي الجرح بيوجعك و لا ايه ؟؟"
يوسف و قد تلهف قلبه و شعر بالفرح من اقترابها منه فقال بتعب
" اه بيوجعني جدا .."
نظر إليه الثنائي المرح و قال مازن بتخابث
" اه يا نمس .. انت عايزنا نخرج عشان تستفرد بالبت .. "
و شاطره مازن الحديث اذ قال مقلدا لهجه يوسف و هو يقول بدلال
" اه بيوجعني جدا .. عالجيه ياختي عالجيه . حتي وهو في الحاله دي مش راحم نفسه .. يالا اللهم لا حسد .. بينا يا ابني نطلع للجيش الي بره دا نطمنهم عليه .."
غصب يوسف من غبائهم و لكنه استوقفهم قائلا بنبرة ذات مغزي
" بقولكوا ايه طمنوهم عشان أنا تعبان مش قادر اشوف حد دلوقتي .. عايز ارتاح شويه .. هاه "
فهم الإثنان ما يرمي إليه فنظرا الي بعضهم بمكر قبل أن يقول مازن بتخابث
" عنينا يا كبير.."
و ما أن خرجوا حتي تنفس يوسف الصعداء و نظر إليها و قد رقت نظراته كثيرا فقد اشتاقها و يريدها بقربه لذا قال بخفوت
" كاميليا ممكن تعدليلي المخده مش مريحاني.."
كاميليا بلهفه و هيا تقترب منه
" اه طبعا حاضر .."
و بالفعل اقتربت منه حتي تقوم بتعديل الوسادة لتمتد يده السليمه لتعانق خصرها ولكنها تتوقف في الهواء إثر انفتاح الباب و دخول والدته العاصف و التي هرولت إليه قائله بفرحه
" يوسف يا حبيبي .. حمد لله عالسلامه يا قلبي .. "
عند قدوم صفيه تنحت كاميليا جانبا لتتيح لها فرصه الإطمئنان عليه و من جهته فقد خاب أمله كثيرا بالإنفراد بها و ان يروي ظمأ قلبه منها و لكنه قام باحتضان والدته برفق بيده السليمه و هو يقول بحنان
" اهدي يا ماما انا كويس قدامك اهوة "
صفيه بإستنكار
" كويس فين .. دا كان قلبي كان هينخلع عليك لما شفتك .."
لم يمهلها الفرصه لإستكمال جملتها و قام بالشد علي يدها و هو يقول بنبرة هادئه و لكن صارمه
" خلاص يا ماما متفكريش في الي حصل .. المهم اني كويس قدامك اهوة"
استنكرت صفيه حديثه و قد اختلط خوفها عليه بغيرتها فتشوش عقلها و قالت بغضب
" مفكرشي .. هو انت هتعدي الي حصل دا بالساهل و لا انت في حد لعب في عقلك ؟؟"
قالت جملتها و هيا تنظر إلي كاميليا المذهوله من حديثها ليقول يوسف بغضب من بين ألمه
" ماما و أنا من امتا في حد بيلعب في عقلي و بعدين ايه معني كلامك دا ؟؟"
صفيه بغضب
" معناه هتعرفوا لما تقوم بالسلامه يا يوسف .. وقتها نبقي نتكلم .. الف سلامه عليك "
انصرفت صفيه و تركت الأجواء خلفها مشحونه بالتوتر فقد لاحظ نظرات والدته الي كاميليا التي كانت تنظر في الأرض بحزن من موقف صفيه العدائي منها و لكنها تجاهلته و نظرت إليه بإبتسامه هادئه قبل أن تقول
" هكلم الدكتور ييجي يشوفك و يطمن عليك .."
أوقفها حديثه عندما قال بحزم
" استني يا كاميليا.. تعالي هنا قربي مني .."
طاوعته و اقتربت منه لتجلس علي السرير بجانبه فمد يده يمسك بيدها قائلا بحنان
" في ايه حصل بينك و بين ماما و ايه معني كلامها دا ؟؟"
زفرت كاميليا بتعب قبل أن تقول بخفوت
" مفيش حاجه مهمه هيا بس اتضايقت مني عشان انفعلت عليهم و انت في العمليات "
يوسف و قد امتدت يداه لتداعب خدها بحنان
" و انتي انفعلتي عليهم ليه ؟"
كاميليا بحزن
" مقدرتش اتحمل كلامهم و هما بيتكلموا عليك انك خلاص … "
لم تستطع نطقها لذا توقفت الكلمات بحلقها ففهم هو ما ترمي إليه و امتدت يده نحو خصرها تقربها منه فتألم بسبب تلك الحركة فشعرت هيا بألمه و اقتربت منه بلهفه قائله
" هناديلك الدكتور يديلك مسكن اكيد الألم صعب .."
يوسف بحب
" قربي مني انتي بس و ملكيش دعوة .."
لم يتثني لها الإقتراب منه حتي وجد الباب ينفتح علي مصرعيه و دخول عمه مراد الذي يود الإطمئنان عليه و بعد خروجه دخلت روفان تتعلق بعنقه و هيا تبكي تارة لإصابته و تضحك تارة لنجاته و جاء جده أيضا للإطمئنان عليه فظل الحال هكذا الي أن ضاق ذرعا و شعر بأنه علي وشك إرتكاب جريمه فعندما يوشك أن يقترب منها ليرمم قربها جرحه يتفاجئ بأحدهم قادم و قد غضب من هذان الغبيان فلقد أكد عليهما بأنه متعب و غير قادر علي رؤيه أحد و لكنه لا يعلم اين هما و ماذا يفعلان..
في الخارج كان أدهم ومازن يقفان أمام باب الغرفه ينظمان الصفوف و يقول أدهم بتوجيه
" كلكوا هتدخلوله يا جماعه بس بالدور .. ماما انتي دخلتي قبل كدا اصبري في ناس لسه مدخلتش .."
و تحدث مازن قائلا
" عم عبدة الدور عليك بعد ما تطلع روفان .. و بعديك دادا شريفه .. بصوا مش عايزين نسيبه لوحده دقيقه لازم نعرفه قيمته عندنا .. "
هنا ذُهِل الطبيب الذي جاء ليري حالته فتفاجئ لما يفعله هذان الأحمقان فقال غاضبا
" انتوا بتعملوا ايه هنا ؟؟"
تفاجئ كليهما من قدوم الطبيب و تحمحم أدهم قبل أن يقول
" أبدا يا دكتور بس الناس دي كلها حبايبه و جايه تشوفه بس احنا بتتبع قواعد النظام و كل واحد بيدخل لوحده .."
الطبيب بإستنكار
" ايه هو احنا في جمعيه ! حضرتك دا مريض و خارج من من عمليه صعبه و انتوا هنا بتنظموا المرور دا تهريج اتفضلوا من هنا لو سمحتوا. .."
******
أخيرا تنفس يوسف الصعداء عند خروج روفان مع جده و نظر إليها قائلا بنفاذ صبر
" بيتهيألي العيله كلها دخلت اطمنت عليا مفاضلش حد تاني "
ابتسمت كاميليا بحب قبل أن تقول
" عارفه انك اكيد تعبان بس كلهم كانوا هيتجننوا عليك و مش هيقدروا يمشوا قبل ما يشوفوك و يرتاحوا."
يوسف بإرهاق
" طب و أنا هرتاح امتا طيب ..؟"
كاميليا بعدم فهم
" طب قولي اعمل ايه عشان تكون مرتاح ؟"
يوسف بحب
" قربي مني !"
خجلت كثيرا من التلميح المبطن في جملته لذا اقتربت منه بهدوء لتعتقل يده السليمه خصرها و يقربها منه برفق قبل أن يتنهد براحه و هو يقول
" و أخيرا هعرف اخدك في حضني .."
ابتسمت كاميليا بخجل قبل أن تقول
" يوسف احنا في المستشفي .. ممكن اي حد يدخل علينا .."
يوسف بحنق
"هو في حد تاني لسه مدخلش علينا .. دانا اضرب نفسي طلقتين تانيين و اخلص بقي "
تعالت ضحكتها قليلا و هيا تقول بحب
' بعد الشر عليك .. لا كدا اعتقد الناس كلها دخلت .."
يوسف براحه
" الحمد لله .. طب ايه بقي ؟"
كاميليا بخجل
" ايه بقي ؟؟"
يوسف بمداعبة
" في جرح هنا محتاج لمسكن علي فكرة .. "
كاميليا بدلال
" اناديلك الدكتور يجبلك مسكن "
يوسف بلهفه و نبرة خافته جذابه و هو يضغط علي خصرها بيده
" لا دكتور ايه و انت موجود.. تعالي بس و أنا هتعامل"
كاميليا بتحذير
" يوسف !"
يوسف بلهفه
" كفايه عذاب في يوسف والنبي .. تعالي بقي"
كانت تتلهف لقربه بقدر ما يتلهف لقربها بل أكثر فهيا قد اختبرت غيابه الذي جعلها تنوي إلا تضيع لحظه واحده بعيدا عنه إذا اقتربت منه تحاوط عنقه بكفيها و هيا تنظر إلي داخل عيناه بعشق قبل أن تقول
" سلامتك يا روح قلبي .."
اخترقت كلمتها منتصف قلبه فغيبته عن الواقع و قام بتقريب شفتيه ينوي التهام ثغرها الشهي الذي كاد أن يقتله بروعه كلماته منذ ثواني و لكن كالعادة اتي الطرق علي الباب ليجعله يسب بخفوت سمعته هيا فخجلت و تحركت بسرعه لتقف بجانب السرير و هيا تنظر إلي الطبيب الذي جاء لرؤيته و الاطمئنان علي حاله و قد كان يوسف ينفث النيران من أنفه فاحتمل كشف لطبيب بالكاد و ما أن انتهي حتي اشار له يوسف للاقتراب منه فأطاعه ليقول الاخير
" الاوضه دي ليها مفتاح صح ؟"
" اه ليها "
يوسف بصرامه
" عايزه !"
الطبيب بزهول
" ليه ؟"
يوسف بحده
" من غير ليه ؟ و اي حد يسألك عني قوله نايم و مش هيقدر يقابل حد . من هنا لبكرة الصبح مش عايز مخلوق يدخل عليا الاوضه فاهم !"
الطبيب بإستفهام
" طب و ادويتك و."
قاطعه يوسف بنفاذ صبر
" ابقي ابعت حد يعلقهالي في مواعيدها غير كدا لا .."
وافقه الطبيب و قام بإعطاء المفتاح لكاميليا ?
وافقه الطبيب و قام بإعطاء المفتاح لكاميليا بناءا علي طلبه و التي خجلت كثيرا من فعلته و لكنها لجأت للصمت ريثما تنهي الممرضه إعطاءه الدواء و ما أن خرجت حتي نظرت إليه بعتب قائله
" يوسف ايه الي انت عملته دا !"
يوسف و قد تمكن الغضب منه
" كاميليا روحي اقفلي الباب بالمفتاح بدل ما اقوم اطربق المستشفي دي فوق دماغ صحابها .."
اطاعته دون حديث فغضبه كان مخيف و قامت بإغلاق الباب بالمفتاح و تقدمت منه ليمد يده إليها و ما أن تناولتها حتي جذبها إليه لتسقط في حضنه و يقوم بإلتقاط شفتيها بقبله طويله محمومه جاءت بعد عناء لتكون كالبلسم فوق جرحه النازف فصار يعمقها أكثر و أكثر حتي شعرت بأنه طار بها الي السماء السابعه ليحلقان سويا في سماء الحب و ما لم يتوقعه هو أن تبادله بمثل هذا الشغف و لما لا فهيا تعشقه مثلما يعشقها و تريد قربه بل و تشتهيه بكل خليه من جسدها و روحها فصار يمتص منها رحيقها الذي اسكره فلم بعد يشعر بشئ حوله و لا حتي الم جرحه الذي كان يأن عليه من شدة المجهود الذي كان أكثر من محبب علي قلبه الذي يعشقها و يشتهي قربها بل يبيع العالم بأكمله لأجل أن يبقي معها . أخيرا استطاعا الإنفصال عن بعضهم و لكنه كان لبعض إنشات فقط فاسند جبهته فوق جبهتها يتنفس أنفاسها بلهاث و كأنها هيا من تمده بالحياة و قد كان الوضع لا يختلف كثيرا بالنسبه لها فقد كان وجوده هو ما يمدها بالحياة و قد تخلت عن خجلها لثوان و هيا تضع قبله فوق ذلك التجويف البسيط في ذقنه قائله بصوت مرتعش
" اوعي تسبني أبدا .."
يوسف و قد اضاعته حلاوة فعلتها فقال بوله
" اسيبك !. دانا روحي مردتليش غير لما خدتك في حضني .."
ابتسمت بحب ليتابع هو بإرتياح
" أخيرا خدت المسكن بتاعي .. "
بادلته المزاح قائله
" يا سلام يعني انا المسكن بتاعك !"
يوسف بمداعبة
" طبعا .. انتي اول مرة تعرفي كدا و لا ايه ؟"
" بصراحه اه .."
يوسف بعشق
" طب قربي و أنا اثبتلك .."
و بالفعل اختطفها بجوله عشق غير متناهي معه تتمني من الله لو تدوم للأبد و هكذا هو حاله فقد غلب عشقها كل الصعاب حولهم و أنساه كل شئ يدور حوله فقط يشعر بها و بشفاهها التي تنقله بعالم آخر يتمني لو يظل به للأبد عالم لا يوجد به سوي هو و هيا فقط ….
****************
علي جانب آخر نجد ذلك الذي كان يجلس أمام مدفئته ينظر أمامه بضياع و للآن عقله لم يستوعب كل هذا الذي مر به و كل تلك الحقائق الي قلبت عالمه رأسا علي عقب . عالمه الذي كان من الأساس مليئ بالدمار و الخراب لتأتي تلك الحقيقه المرة لتزيد من خرابه و دماره أكثر و هو كالعادة الدميه التي تتقاذفها الحياة يمينا و يسارا دون أن تترك له خيارا واحدا ..
كان ينظر إلي صوره مع والده المزعوم بسخريه مريرة فحتي الشئ الوحيد الحقيقي بحياته اتضح أنه كذبه لعينه و عليه تقبلها أيضا .. كيف ؟ هكذا تساءل بداخله و لكنه كالعادة لم يجد أجابه ..
أخرجه من شروده رنين جرس الباب فتفاجئ كثيرا فذلك البيت الجبلي الذي يمكث به لا يعرف عنه الكثير فمن الذي أتي إليه ؟ فهب من مكانه و أمسك سلاحه و قام بالنظر من النافذه فلم يجد اي سيارة فتوجه الي باب البيت و قام بفتحه بحذر ليتفاجئ بتلك التي كانت تقف أمامه ترتعش من شدة البرد فقال بذهول
" انتي !!"