![]() |
رواية ميساء في قلب الصعيد الفصل الخامس بقلم صفاء حسني
**انت متهمة بقتل زوجتك المدام ملساء انتيون
دخل المحقق، شكله رسمي جدًا، وجهه جاد.وقال هذا الكلمات وقعت على ملهم بفظع وصرخ انت سامع نفسك يا حضرت المحقق اقتل زوجتى ام بناتى ايه الا يخليك تشك في الكل يعرف مد عشقي ل زوجتى
اكمل المحقق
بعتذر انى كنت شكّيت فيك هذا الاتهام انك ورا موت زوجتك لما رفضت تشريح جثة زوجتك، وعرفت إنك مسلم فتصوّرت إنك إرهابي، ونصبت على زوجتك ب اسم الحب وكنت واخد مزراعتها والمصانع ساتر.
لكن مع المراقبة،
عرفت إنك رافض موضوع الاحتكار، وإنك عايز كل مواطن في أمريكا يشتري من منتجاتك، وإن ويليام حطّ أيضًا أسلحة، عشان يثبت انك ارهابى
وفى نفس الوقت الا كنت اقبض عليك
كان عنده خطّة بديلة وهى سرقة كل المنتجات يعني انت كنت واقع تحت م امرة كبيرة
تتهم بتهمة، موت زوجتك وكمان قضية ارهابى سبحان الإلها أنقذك من تهمة كانت هتدمّر حياتك. وجيت بنفسي أعتذر منك لأني عرفت كل تفاصيل شغلك، وإنك نعمة المواطن اللي بيحافظ على نظام البلد اللي عايش فيها."
"مع التحريات اكتشفنا إن ويليام كان يقصد يقتلك أنتَ."
انصدم الحاج يسري من كل الاتهامات بيصرخ:
"نعم ولدي؟ مين عايز يقتله؟"ويعملى فيه كل المصايب ده
لم يفهم المحقق لهجة الاب
طلب ملهم من ولده السكوت :
"اصبر يا أبوي، نسمع من المحقق.. كمّل."
المحقق: "أعتقد خطّته إن أنت اللي هتركب الشاحنة وقت تسليم البضاعة، فتعمل حادثة بالشاحنة، أو أقل يحدث الخسائر البضائع كلها تقع في الأرض، لكن تحرّك زوجتك بالشاحنة قبل ميعاد التسليم بيوم كشف الخطة دي... لأن أنت كنت لم تستخدم هذه الشاحن من ايام وكنت تدرس كل العروض من شهور ، ورغم ان هذه الخطه لم تنجح ولكن فى نفس الوقت
بعت شخص يسرق البضاعة من المخزن، وقت اتهامك فى قتل زوجتك وكويس انك كنت حاطط كاميرات في مصنعك
كان ملهم مصدوم لم يستوعب كل الكلام اللي بيتقال، يعني أصبح عنده يقين إنه السبب في موت زوجته، أو أي حد كان هيركب الشاحنة، أو هو.. وكل دا ليه؟ علشان رفض الاحتكار، إن بلد تحتكر شغله، وكمان كان ممكن ينقبض عليه..
ليه المصري دايماً مكروه وبيتحارب في بلده وخارج بلده؟ ليه مش عارف يكون حر في بلد الأحرار، أو يمتلك الحرية في بلده؟
مشهد اخر عند ملساء بنت فريد، بتسأل أبوها:
"ليه مصمم ترجع لبلدك يا بابا؟ هنا في كل الأجهزة والأدوية اللي بتعالج أي مرض."
تحدث فريد، وجهه مُرهق، لكن عيونه فيها أمل، بيرد:
"وفي بلدي أكفأ.. الدكاترة في مستشفى 57357 بتعالج كل أنواع الأورام، طفل وكبير، وعلى الأقل أكون في حضن بلدي وسط ناسِ، وأتبرع لناس بلدي اللي مش لاقيين ثمن العلاج."
مليسا : "اتبرع وأنت هنا، ليه تنزل مخصوص؟"
واضح فريد: "لأني نويت احاول كل شغلي ل مصر ولي شريك يكون معايا وكمان افتح مدرسة ومستشفى هناك.. في بلدي، أعلّم جيل جديد، ازى من الكفاح البسيط، يطلع دكاترة زي فى أمريكا، وعقل الطفل المصري أكبر من هنا، لكن نظام التعليم عندنا هو اللي عجز أطفالنا إنهم يكونوا عباقرة، رغم إنهم ممكن بأقل الإمكانيات يكونوا احسن من هنا ."
تدخلت أماليا، زوجة فريد، بتقول: "أنا موافقة أسافر معاك يا حبيبي في أي مكان، وأنا شايفة إن نص العلاج بيكون نفسي."
ابتسم فريد ويضمّها لحضنه: "بجد يا مولي؟"
أماليا: "بجد فريدو، شوف عايز امتى وأنا أقدم على إجازة، ولو عجبني الوضع هناك أستقيل."
ابتسم فريد:
"بالعكس، هتحبي البلد جدًا."
أماليا: "ونمشي على النيل، ونغني 'ما شربتش من نيلها'..."
ضحك فريد : "أنتِ كنتِ بتسمعي الأغاني معايا."
أماليا: "طبعًا حبيبي، الموسيقى بتاعتكم أم الثوم وعبد الحليم." (وشرين
ضحك فريد: "هههه، اسمها أم كلثوم وعبد الحليم، وأنا كنت بستغرب إن الشرايط مش في مكانها."
أماليا بكسوف: "كنت فاكرة واحدة من بلدك بعتت لك كلام حلو، لكن في يوم أخدت الاسم وكتبته على النت، ظهرت صورتها وسمعت أغانيها وأغاني تانية كتير، وعرفت إنها جت أوربا قبل كده، وفي قهوة باسمها فى فرنسا ."
كانت ميساء بتبص على أمها وأبوها وهي مستغربة، فيه مشاعر توحّد بلدين مختلفين بالطريقة دي.. في البداية هو عاش معاها وساب بلده، ودلوقتي هي عندها استعداد تسيب كل حاجة علشان تشوف الابتسامة اللي ظهرت على وشه لما ذكرت النيل وأغاني بلده، وليه المصري بيعشق بلده رغم إنه في الأساس هرب منها علشان ما لقاش مكان فيها..
لكن أول حاجة يفتكرها فى الغربة أهل بلده.
سألتها بلهفة
انتي عندك استعداد تسيب بلدك الا تربية فيها وتروح معه
ابتسمت ماليا
طبعا يا صغيرتي مش بلد حبيبي وهو عاش عمره كله هنا وطلبه الوحيد
كنت مصدوم ميساء
ابتسم فريد:
"عارف إنك ما بتحبيش المشاعر دي، لكن ردّك إيه؟ هاتيجي ولا لأ؟"