![]() |
رواية ميساء في قلب الصعيد الفصل السادس بقلم صفاء حسني
يعني إيه عايزين أتجوزه يا بابا وأعيش في الصعيد؟ يعني أضيع عمري كله في القُطر ده؟ عايزين بسهولة كده أتجوز واحد معرفهوش، وكمان كان متجوز وعنده تلات بنات! مين ده اللي يرضى بكده؟"
تنهد أبوها بضيق، وشوية قلة حيلة باينة على وشه:
"أنا وأنتِ يا ميساء كنا السبب في موت مراته. المعقولة ما تفتكريش العربية اللي طالعة فجأة قدامها وهي حامل وعايزة تروح المستشفى؟"
ميساء رفعت حاجبها وقالت بصوت حازم:
"مكنش السبب يا بابا، والتحقيقات أثبتت إن الفرامل كانت فيها مشكلة. أنت خدعتني ورجعتيني مصر بحجة مرضك و إنك عايز تدفن في أرضك، وكلام فارغ كله ألاعيب! وبعدين عايز تجبرني أتجوز واحد زي ده؟"
الشاب اللي بيتكلموا عنه دخل وهو بيصرخ، ووشه أحمر من الغضب، عينيه زي الجمر:
"أنتِ فاكرة إني مُغرّم بيكي ومش عايش من غيرك؟ ده جواز زفت ومصلحة عشان نبني المصنع على أرض أبوكي، ونصدر الزرع اللي هيطلع من الأرض بعد التعبئة، عشان الشغل اللي لازم أسلمه، وبعدين...غوري في داهية!"
الأب دخل بينهم وقال بصوت مُتعب:
"عيب يا هائم اللي بتقوله ده! أولاً، جوازك منها مش عشان شركة أمريكية ولا عشان موت ميساء الله يرحمها، الجواز ده عشان البنت الصغيرة اللي في الحضانة، روحها متعلقة ببنتنا ميساء من وقت ما شالتها في المستشفى وهي فاكرها أمها. وشفتي لما بعدتيها عنها تعبت تاني؟"
ميساء سكتت شوية، تنهدت وقالت:
"ما أنا قولت أربيها، رغم إني مُدرسة مش مربية، بس رضيت وأنا بدرس بناتك وأتابع الطفلة، لكن أتجوز واحد متعجرف وسليط اللسان زي ده؟ أبداً!"
دخلت الأم على حسهم، وقالت بصوت حاد:
"وكلام الناس يا بنتي، إحنا في الصعيد مش في البحري ولا البندر. يعني شرف البنت زي الرصاص، ودخولها وخروجها كده من غير ما يكون فيه حاجة رسمية، عيبة في وشنا. وزي ما قولنا لكِ، يكون على الورق مجرد اسمه صورة، مش أكتر.