![]() |
رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل السابع والستون بقلم نورهان ال عشري
و كل الصباحات يا غاليتي لا تشبه صباحك أبدا فإنتي الوحيدة التي أن قالت صباح الخير يأتي الخير من بين شفتيها ..
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
كان يحملها برفق و تملك كمن يحمل روحه بين كفيه و قد كانت كذلك بالنسبه اليه روحه التي لا يستطيع مفارقتها سوي عند موته لذا لم يكن يهتم لا لمظهره و لا نظرات الناس حوله فيكفيه فقط وجودها بين أحضانه فقد نال من العذاب ما يكفي لهلاك أهل الأرض جميعا فقط ليحظي بفرصه ثانيه معها و لا ينوي أن يضيعها من يده أبدا
وضعها أدهم برفق في السيارة و قبل أن تتركها يداه طبع قبله حارة فوق مقدمه رأسها و ارتسم بعيناه عشق جارف جعل كل خليه بجسدها ترتجف تأثرا بنظراته و قبلته التي لامست قلبها فقد شعرت بأنها بحاجه للمزيد منه طامعه بعشقه أكثر و قد كان يبادلها نفس الشعور و اللهفه و لكنه أجبر نفسه علي تجاهل كل ما يشعر به و قام بخلع رابطه عنقه ليضعها حول عينيها مما آثار إندهاشها و لاحظ ذلك فاقترب من أذنها قائلا بخفوت مثير
" لسه خايفه مني ؟"
نبرته المثيرة و أنفاسه اللاهثه جعلوا قلبها يدق كالطبول و وجدت نفسها تقول بخفوت
" تؤ ! "
ابتسم علي مظهرها فقد كانت تشعر بوجوده مثلما يشعر بها و قد كان هذا أكثر من مُرضي لقلبه الذي يعشقها و يريد أن يحفر ذلك بقلبها فقام بالعبث بهاتفه و إرسال بعض الرسائل النصية قبل أن ينطلق بالسيارة في وجهته و هو يفرق نظراته بينها و بين الطريق أمامه و هو يتخيل وقع مفاجأته عليها إلي أن وصل أخيرا الي وجهته فقام بالترجل من السيارة و توجه إليها قام بفتح الباب و أخراجها و تقدم بها حيث كانت هناك طائرة تنتظرهم و ما أن صعدا إليها حتي قام أحدهم بلف جهاز ما حول خصرهما و انطلقت الطائرة مما ادي الي خوفها فأمسكت بيده و هيا تقول بتوتر
" أدهم احنا فين ؟ احنا راكبين طيارة صح ؟"
التف ذراعه حول كتفها و قال مطمئنا
" متخافيش انا جمبك .. هتعرفي كل حاجه بعد عشر دقايق بالظبط . انتي مش واثقه فيا ؟"
لمست اهتزاز في نبرته عندما قال سؤاله الأخير فابتسمت و قد مر علي خاطرها حديثه الرائع عنها أمام مرام فقالت بصدق
* طبعا واثقه فيك .."
رفع أدهم كفها الي شفتيه و وضع فوقه قبله حانيه لامست اوتار قلبها فأخذت نفسا عميقا و شددت من احتضان يده الممسكه بها بحب و بعد وقت قليل سمعت صوت قوي كان بفعل الهواء ما أن انفتح باب الطائرة فشعرت بأدهم يأخذها من يدها و لف ذراعيه حولها بقوة و قام برفع الرابطه من فوق عينيها و فجأة وجدت نفسها تطير في الهواء و تسقط من الأعلى الي الأسفل بقوة رهيبه افزعتها فأخذت تصرخ رعبا لتجد يداه تحتوي وجنتيها قائلا بصراخ حتي تسمعه
" غرامي اهدي .. متخافيش انا معاكي "
نظرت إليه بعدم تصديق ماذا يفعل بهم هذا المجنون لتُصدم عندما وجدته يقول بعيناه قبل شفتيه
" بحبك .. بحبك .. بحبك .بحباااااااااك"
أخذ يرددها بصراخ كمن فقد عقله فهيا بالفعل سلبته عقله و قلبه و كل شئ فقد كان الوضع أكثر بكثير مما تتخيل فهو لم يعشقها فقط إنما ختم قلبه و روحه باسمها وحدها و أراد أن يثبت لها جنون عشقه بها و الذي تجلي في فكرته المجنونه تلك .
فجأة أصبح الهبوط ببطئ و قد انفتح الباراشوت الخاص بهما فقد فهمت ما يحدث الآن و لكنها لم تستطع سوي ان تقول بخفوت
" انت اكيد مجنون ."
زاد من احتضانه لها و هو يقول بعشق
" كنت عاقل و سيد العاقلين لحد ما قابلتك ..و خلتيني مجنون بيكي . تشهد عليا الأرض و السما اني بحبك و بموت في حبك و اني عمري ما حبيت حد في حياتي قدك . و اني هعيش عمري كله عشان بس احبك .. كل خلق ربنا شهدوا علي حبي ليكي يا غرام .. يا غرامي . و احلي حاجه في حياتي ..اعمل ايه تاني عشان تصدقيها ."
إن قلنا بأن قلبها كان يرقص فرحا في تلك اللحظه لن نكون منصفين فقد فاقت سعادتها حدود الوصف حتي شعرت بأن الكون بإتساعه لا يكفيها فهطلت العبرات من مقلتيها تأثرا بحديثه و لم تعد تبالي حتي أن سقطت في أعماق البحار حتي الموت لم يعد يعنيها فقط أحضان هذا الرجل و كفي . طاوعت قلبها تلك المرة و قامت بإحتضانه إليها بقوة ازهلته فبادلها العناق بأقوي و لكن اي عناق قد يكفي شوقه المضني إليها فقام برفع رأسه و النظر إليها برغبه ممزوجه بالعشق فقد شعر بأن قلبه ظمآن لا يرويه سوي شهدها فقام بإلتقاط شفتيها في قبله طويله شغوفه اقرب الي الإلتهام قبله اراد بها تعوبض ليالي الحزن و الألم الذي عاناها في بعدها عنه فأخذ يعمق قبلته و يداه تقربها أكثر منه ويدها تعبث بخصلات شعره وكأنما تطالبه بالمزيد و المزيد و ظلوا علي هذه الحاله حتي لامست أقدامهم الأرض و لكنهم كانوا منهمكين في قبلتهم الشغوفه التي تحمل شوق كبير فاضت به القلوب و فجأة آفاقوا من غفوتهم اللذيذة علي صوت تصفيق حار لتتحول نظراتهم للمكان حولهم فوجدوا مجموعه من الشباب ينظرون إليهم بإنبهار و عينان تخرج منها قلوب حمراء فشعرت غرام في تلك اللحظه بأنها تتمني لو أن الأرض تنشق و تبتلعها و قد كانت علي مشارف البكاء خجلا من هذا الموقف المحرج و لكنها تفاجئت بأدهم الذي وضع يده حول خصرها و رسم ابتسامه بلهاء علي شفتيه و لوح للمشاهدين بيديه و قال بلهجة انجليزيه متقنه
" hello gyus ." "اهلا يا رفاق "
ثم أشار إلي غرام بيديه و هو يقول
" she is my wife " "أنها زوجتي "
ثم ابتسم بقوة قبل أن يرسل غمزة في الهواء و هو يقول بتخابث
" We are on our honeymoon" " نحن في شهر العسل "
فأخذ الجميع يصفقون و يطلقون الصفارات و بعضهم يقول بمزاح
" يا عم دول طلعوا اجانب مش مصريين "
و قال آخر
" ايوا يا عم مانتا شايف البت مزة ازاي استحاله تكون دي مصريه ."
جحظت عيناه لدي سماعه ما تفوه به هذا الشاب و كاد أن يذهب لتحطيم وجهه و لكن غرام أمسكت به بقوة و هيا تقول بنبرة توشك علي البكاء
" ابوس ايدك امسحها فيا مشيها مزة لو عرفوا أننا مصريين هيزفونا هنا .."
ابتلع أدهم غضبه و قام برسم ابتسامه سمجه علي ملامح وجهه عندما تقدم أحدهم يقول بالإنحليزيه
" Can we take a picture with you?" " هل لي أن أتصور معكما ؟"
أوشك أدهم علي الرفض و لكن قالت غرام بلهفه
" Yes, you are welcome" " نعم علي الرحب و السعه "
اقترب أدهم منها قائلا بغضب و صوت لم يسمعه غيرها
" ويلكم ايه يخربيتك عايزين نمشي .."
قربت شفتيها من أذنيه و قالت بخفوت و بنبرة متوسله
" والنبي يا أدهم سيبني شويه اعيش دور الأجانب .. "
نظر إليها بإمتعاض و هز رأسه في مواجهه هذا الشاب و وافق مجبرا حتي لا يحزنها فأشار الشاب الي أصحابه ليتقدموا إليهم و كان ذلك الشاب الذي كان يغازلها في طريقه ليقف بجانبها في الصورة و لكن يد أدهم التقطته ما أن أوشك بالوقوف بجانبها و قال بوعيد
" No, no, no, you will stand by me, because I admire you so much" " لا لا لا انت سوف تقف بجانبي فقط اعجبت بك كثيرا "
ابتسم الشاب و قد ظهرت جميع اسنانه و قام بالتوجه ليقف بجانب أدهم في الجهه الآخري و ما أن أعطاه ظهره حتي سقطت صفعه قويه من يد أدهم علي مؤخرة رأسه دوي صوتها في أذنيه جعلت الشاب يلتفت اليه بصدمه فابتسم أدهم بسماجه قائلا بفخر مصطنع
" The Egyptian young man is known for being strong and brave as well" " الشاب المصري معروف عنه بأنه قوي البنيه و شجاع أيضا .."
ثم قام بلكمه بقوة فوق صدره و هو يقول بسخريه
" And you are an example of strength and courage, my friend" " و انت مثال للقوة و الشجاعه يا صديقي "
آلمت لكماته الشاب الضعيف البنيه و قد بدا ذلك في عيناه و لكنه ابي أن يظهر و ابتسم بحنق في وجه أدهم الذي يرسم البراءة علي ملامحه و ما أن التقطوا الصورة حتي قام بصفع الشاب صفعه اقوي من سابقتها على مؤخرة رأسه فالتفت الشاب ناظرا اليه بغضب جحيمي و لكن فاجأة أدهم الذي قال بإعجاب مصطنع
" Yes, his muscles are really real"
" نعم إن عضلاته حقيقيه بالفعل "
اقتربت غرام منه و قالت بصوت خفيض لم يسمعه احد
" كفايه الواد قفاه احمر من كتر سكعك فيه . حرام عليك ."
أدهم بوعيد
" أبدا . عشان يحرم يعاكس تاني الكلب دا "
غرام بتوسل
" ابوس ايديك سيبه خبطه كمان و هيقع منك "
التفت ادهم إليها و هو يعض علي شفتيه قائلا بوقاحه
" ما تبوسي حاجه تانيه و أنا اشيله علي كتفي و الف بيه المكان كله "
لكمته في كتفه و أوشكت علي الحديث و لكنها تفاجات من الشاب يقترب منها وهو يقول بسماجه
" Can I take a picture with you?" " هل يمكن أن التقط صورة معك "
ارتعبت غرام من مظهر أدهم الذي تحول عندما سمع حديث الشاب فقالت بلهفه
" No, no, no, I don't like taking pictures" " لا لا لا انا لا احب التقاط الصور "
اقترب شابا آخر من صديقه و قال يعنفه
" يا عم يالا بقي نمشي و نسيبهم الجدع الي معاها شكله اتضايق انك كلمتها و هيولع فيك ."
عاند الشاب و قال بوقاحه
" اتضايق ايه يا عم هما مش اجانب يعني عادي دانا ممكن ابوسها كمان "
ما أن تفوه بكلمته الأخيرة حتي برقت عيناها و اندفع أدهم تجاهه يجلبه من ياقه قميصه و قد كان الفرق في البنيه الجسديه بينهما كبير لصالح أدهم الذي قال بغضب
" تبوس مين يا حيوان انت . دانا هطلع عين اهلك النهاردة.."
وضعت غرام يدها فوق خدها من الصدمه فادهم تحدث بالعربيه و نسي تماما أنهم يمثلان دور أجانب و قد برقت عينا الشابين عندما تفوه بحديثه ليقول أحدهما و الذي كان أدهم ممسك بتلابيبه
" ايه دا انتوا مش اجانب و بتضحكوا علينا .."
أدهم و هو علي نفس غضبه
" اجانب مين ياد يا ابن الجزمه . دانا هدفنك هنا "
الشاب بغضب
" تدفن مين انت فاكرني لوحدي ؟"
نظر أدهم خلفه بإستهزاء و قال ساخرا
" قصدك شويه العيال السيس دول الي هيدافعوا عنك .. ضحكتني والله دانا هعمل منكوا شاورما .."
غضب الشاب بشده و قال متوعدا
" بقي انت بتستقل بينا طب استني بقي و أنا هناديلك الي يوقفك عند حدك ."
قام أدهم بلطمه علي وجهه و هو يقول بسخرية
" اجري ياد من هنا بدل ما الخبطلك وشك ."
و بالفعل اندفع الشاب خلف أحد المباني و نظرت غرام لأدهم بحنق و هيا تقول بتأنيب
" كان ايه لازمته كل دا يا أدهم دا شكله عيل في ثانوي ما كان اصور الصورة و خلصنا ."
أدهم بقوة
" بيقولك بقي أن الرجاله بتبان في المواقف الي زي دي و أن الراجل لازم يدافع عن مراته .. "
غرام بإستنكار
" يدافع عنها قدام مين دا عامل زي الفار"
أدهم بمزاح و هو يقترب منها
" و الفار لازم يدافع عن الفارة القمر بتاعته و القط لازم يدافع عن الوتكه . قصدي القطه الجامدة بتاعته و لا ايه يا وتكه ؟"
كان يغازلها بعيناه و هو يقترب منها و قبل أن تجيبه فجأة تحولت نظراتها للذعر و هيا تنظر خلفه و قالت برعب
" أدهم .. بص ..وراك "
التفت ادهم فوجد الشاب الذي كان يضربه منذ دقائق قادم و معه مجموعه من الرجال الأشبه بالمصارعين يتقدمون نحوه و الإجرام مرتسم علي وشوشهم فابتلع ريقه بصعوبه قبل أن يوجه نظراته لغرام قائلا بصوت خافت
" بيقولك في المواقف الي زي دي الراجل لازم ياخد مراته و يجري . ليييه ؟؟؟ عشان الجري نص الجدعنه و الجبن سيد الاخلاق… اجري يا غراااااام "
قال جملته الأخيرة بصراخ و امسكها من يدها و انطلق يهرول باقصي سرعته و قد كانت هيا الآخري تجري باقصي سرعتها هربا من هولاء المجرمين و هيا تقول بصراخ
" يالهوااااااااااااااي "
*********************
لا اعلم ما الذي يجعل قلبي متورط بك بهذا القدر فأنا عندما اريد اعتزال الجميع اجد كل الطرق تأخذني إليك . لا اعلم
كيف حدث هذا و لكني استيقظت بيوم من الأيام لأجدك بالمنتصف بيني و بين روحي و هل يمكن أن يعيش أحدهم من دون روح ؟؟
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
في غرفه الإجتماعات كانت كاميليا تجلس علي المقعد بجانب يوسف و امامها كارما التي تجلس بجانب مازن و كانت تدير عيناها لا تريد الإصطدام بذلك الذي كان يناظرها بخبث فقد فطن بأنها تريد مشاكسته و اللعب معه قليلا و هو أكثر من مرحب بذلك فالتفت تجاه مازن الذي كان يتحدث مع كارما و قال بملل
" معندكش فكرة سي روميو راح فين كدا و هييجي امتا ؟"
ابتسم مازن و قال ساخرا
" وحياتك و لا اعرف . انت عايزة في حاجه مهمه و لا ايه ؟"
يوسف بحنق
" عندنا اجتماع عشان المناقصه الجديدة كمان ساعتين . و حضرته كان بيشتغل عليها و مفروض يسلمنا العقود النهائيه النهاردة "
مازن بسخريه
" لا انسي . اكيد مش هتشوف وشه هنا النهاردة. "
يوسف بنبرة ذات مغزي
" آدي الي بناخده من الحب .. عطله عالفاضي ."
التفتت إليه كاميليا بحنق و قد ضيقت عيناها ثم التفتت و نظرت إلي كارما قائلا بغضب مدفون
" يالا يا كارما عشان أنا تعبانه و عايزة اروح ."
هزت كارما رأسها دون التفوه بحرف و هبت من مكانها و تبعها مازن و توجهت الي الباب أما عنها فما همت بالنهوض حتي وجدت قدميه تلتف حول أحدي قدميها أسفل المنضدة و هو ينظر في الملف أمامه ببراءه كإنه لم يفعل شئ لتنظر إليه بحنق قائلا بصوت خفيض يملئه الغضب
" سيب رجلي عشان عايزة اقوم ."
لم يعيرها اي اهتمام بل كان تركيزه كله منصب علي الملف في يده لتغتاظ أكثر و قامت بمد يدها تجذب الملف من يده فالتفتت كارما في تلك الأثناء لتقول بتهكم
" ايه يا كامي مش قولتي يالا مقومتيش يعني !"
كاميليا بإحراج
" قايمه اهوة يا كارما ."
حاولت القيام و لكنه كان يحاصر قدميها بشده فلم تستطع التحرك أبدا مهما حاولت فنظرت الي كارما بخجل ليقول مازن بسخرية
" اااااه قولي كدا . انتي بتوزعينا عشان تقعدي معاه .. طب ما تقولي من الأول انك عايزة تستفردي بيه .."
شعرت كاميليا بأن دمائها تغلي من شدة الغضب و خاصتا عندما وضع الملف من يده و نظر إليها ببراءة مصطنعه تضمنها في لهجته عندما قال
" ايه يا روحي مش قولتي هتمشي في حاجه ولا ايه ؟ "
كانت نظراته تتناقض كليا مع تلك البراءة المرتسمه علي ملامحه فقد كانت عيناه تطلقان إشارات التحدي لتقابلها هيا بالغضب و لكنها حاولت رسم ابتسامه علي شفتيها قبل أن تقول من بين اسنانه
" ااه افتكرت اني عيزاك في موضوع مهم .."
حاول منع ابتسامته من الظهور قدر الإمكان و التفت ناظرا إليهم و هو يقول بهدوء
" طب يا مازن خد كارما معاك كاميليا هتروح معايا .."
القي الإثنان نظرات ساخره عليها زادت من اشتعالها و الذي زاد أكثر حين تركتها قدماه ما أن خرج الثنائي من الغرفه فهبت من مقعدها قائله بغضب
" سبتني دلوقتي يعني .."
يوسف بابتسامه هادئه علي غضبها
" هو انا كنت ماسكك مش انتي الي عيزاني في موضوع مهم .."
جن جنونها من بروده و حديثه فقالت بحدة
" انت بتستهبل صح ؟"
يوسف ببراءة
" انا يا روحي ! شكلك بتتلككي "
لم تجبه و إنما التقطت حقيبتها و التفت تنوي المغادرة و لكن التقطتها ذراعه و قامت بسحبها بقوة لتصبح بلمح البصر محاصرة بينه و بين المنضدة خلفها فشهقت بصدمه و تسارعت أنفاسها حينما اصطدمت بوجهه القريب جدا منها و نظراته التي خدرتها فقد كانت تبعث في جسدها قشعريرة لذيذة و أنفاسه التي اختلطت بانفاسها فجعلتها تحت سطوة عشقه و لكن إعادتها كلماته الي رشدها حين قال بمزاح
" راحه فين يا مجنونه ؟"
استعادت بعضا من رشدها و حاولت الابتعاد قدر الإمكان عنه ووهيا تقول بغضب
" ماشيه مش انا بتلكك . "
يوسف بحب و هو يشدد من احتضانه لها
" لا بصراحه انا الي بتلكك "
كانت كلماته تدغدغ مشاعرها و تلهب جميع حواسها و لكنها حاولت المقاومه إذ قالت بضعف
" انا عايزة امشي سيبني .."
يوسف بنبرة خافته مثيرة
"" و اهون عليكي تسبيني ؟"
كان يتحدث و هو يضع القبل المتفرقة فوق وجهها و عنقها مما جعلها كالمخدرة بين يديه و لكنها حاولت الثبات قدر الإمكان إذ قالت بعتاب خافت
" مانا هونت عليك و شخطت فيا !"
يوسف بنبرة ذات مغزي
" و انتي دبستيني . كدا نبقي خالصين "
كاميليا و قد استعادت بعضا من ثباتها فقالت بقوة
" كان ممكن ترفض علي فكرة ."
يوسف بحب
" مقدرتش اصغرك قدامهم . و لا اكسر بخاطرك . و اتحملت رزاله مازن عشان خاطرك . "
لامست قلبها كلماته و بالأخص أنها تعلم بأنها تضحيه كبيرة منه أن يترك لها مكتبه تفعل به ما تشاء فلا أحد يجرؤ علي الدخول إليه إلا للضرورة و لا الجلوس على مقعده أبدا فهو كان لجده رحيم من قبله و الآن له وحده و هذا واحد من فرمانات آل-حسيني لذا تعلم بأنه قد ضحي لأجلها و لكنها كانت تتوق لدلاله لها اكثر لذا رفعت كتفيها كحركه إعتراض و مازالت ترسم الحزن علي ملامحها فاقترب هو منها أكثر و قرب شفتيه من أذنها و هو يقول بخفوت
" طب و لو قولتلك اني محتاج مساعدتك هترفضي تساعديني ؟"
قطبت جبينها و قالت بفضول
" محتاجني اساعدك في ايه ؟"
قام بالنقر علي المنضدة خلفها و قال بوقاحه بجانب أذنها
" و احنا بنشتري صفقه الترابيزات دي التاجر قالنا أنها شديدة و بتتحمل. ما تيجي نجربها ؟"
اختتم حديثه بغمزة وقحه ففطنت للمعني المبطن خلف كلماته فاندفعت الدماء الحارة الي وجنتيها فصبغتها بحمرة قانيه و تسارعت دقاتها قبل أن تقول بصوت مهزوز
" علي فكرة بقي انت قليل الأدب و بتستهبل احنا في المكتب "
شرعت يداه في العمل و انسلت من تحت الجاكت الخاص ببذلتها و أخذت تتجول بخفه فوق ساحة جسدها الذي تخدر بفعل لمساته المدروسه و زاد تأثرها حين اقترب منها ناظرا الي شفتيها بعشق مليئ بالرغبه الحارقه قائلا بصوت أجش
" انتي بتاعتي . و مفيش حاجه في الدنيا تقدر تمنعني عنك لا المكان و لا الزمان . فاهمه ! "
كانت كلماته تزيد من تأثرها و قد شارفت علي الإستسلام لجنونه و لكنها حاولت التمسك بصوت العقل حين قالت برجفه
" ممكن حد يدخل علينا .."
يوسف بصوت مبحوح و هو مازال يحاول إخضاعها بأفعاله العابثه
" محدش يقدر !"
كاميليا بخفوت و قد أوشكت مقاومتها علي الإنهيار
" اعقل يا يوسف "
يوسف بصوت أجش
" اي عقل في الدنيا يقدر يقاومك يا كاميليا."
اختتم جملته و قام بإلتهامها بقوة محاولا إطفاء بركان شوقه الضاري لها و رغبته الحارقه بها فصار يقربها منه بقوة و يداه تمارسان سطوته فوق جسدها المشتعل عشقا فصارت تبادله جنونه بقوة جعلت الدماء تهدر بعروقه فقام بحملها من خصرها و طوقت هيا خصره بقدميها و توجه بها الي غرفتة الخاصه بالمكتب و قام بإغلاق الباب خلفه بالمفتاح دون أن يفصل القبله و توجه بها الي السرير و ما أن وضعها و شعرت بالفراش الناعم تحتها حتي تنبهت ففصلت القبله و نظرت حولها بإندهاش و قالت بلهاث
" احنا فين هنا ؟"
ابتسم يوسف و هو يرتمي بجانبها فوق الفراش و يستلقي علي ظهره قبل أن يقول بتنهيده حارقه
" دي اوضه عملتها في المكتب بعد مانتي هربتي و سبتيني عشان مكنتش عايز اروح البيت و انتي مش فيه ."
شعرت بألمه الواضح في نبرة صوته فاعتدلت في نومتها لتصبح علي جنبها الأيسر و هيا تنظر إليه بإعتذار لن يفلح الحديث في إيصاله لذا اتتها فكرة جريئه شرعت في تنفيذها دون تفكير إذ امتدت يدها تفتح ازرار قميصه ببطئ مثير و أصابعها تتلمس جسده بطريقه أهدرت الدماء بعروقه و جاءت كلماتها لتطيح بثباته كليا حين تحدثت بصوت أنثوي ناعم
" دا هروبي طلع له إيجابيات اهوة و أنا مش عارفه ."
تنبهت جميع حواسه لما تفعله و جاءت كلماتها التي أثارت فضوله فقال بإستفهام
" تقصدي ايه؟"
كاميليا بجرأة لم تكن مسبوقه لها
" يعني بدل ما تفطر مرة واحده تفطر بعد كدا مرتين . مرة في البيت و مرة هنا .."
أخرجت كلماتها المثيرة الوحش الكامن بداخله فامتدت يده تقبض علي خصلات شعرها تقربها منه بقوة ليلتهم شفتيها بقبله قويه شغوفه طالت كل إنش من جسدها العاشق لما يفعله بها من جنون تستمر اثاره لأيام و لم تنجو ملابسها من ذلك الجنون بل أصبحت ممزقه مبعثرة في أرجاء الغرفه التي لحسن الحظ كانت كاتمه للصوت فابتلعت صراخها الذي كان كأجمل سيمفونيه مرت علي مسامعه فقد كان يطربه كلما زاد أكثر كما كانت أفعاله المجنونه تطربها و تجعلها في أقصي درجات السعادة حتي الألم لم يعكر صفو تلك السعادة أبدا و أخذ الإثنان ينهلان من بحور العشق بلا هوادة حتي هلكت الأجساد و تسارعت الأنفاس فارتمت فوق صدره لاهثه بعد تلك للحظات الرائعه المفعمه بالجنون و العشق و التي لم تخلو أيضا من الحنان فهيا كانت تعشق كثيرا تلك القبله الحانيه التي كان يضعها فوق مقدمه رأسها بعد كل لقاء لهم فقد كانت تخبرها عن مدي رضاءه و سعادته معها و التي كانت اضعافها بقلبها .
اخرجتها كلماته من بحر شرودها حيث قال بحنان
" خليكي كدا علي طول"
خجلت من كلماته فخبئت رأسها في صدره فابتسم علي مظهرها و قال بمزاح
" مقصدش الي في بالك . دا أساسي طبعا .. بس انا اقصد حاجه تانيه ."
رفعت رأسها تناظره بعدم فهم ليقول هو بحب
" طبطبي علي قلبي لما تحسي أنه موجوع . اخطفيني من كل حاجه ممكن تضايقني أو تزعلني . انتي الوحيده الي تقدري تعملي كدا ."
لامست كلماته قلبها كثيرا فامتدت يدها تلامس ذقنه المهندمه و قالت بتأثر
" انا نفسي اخطفك من كل الدنيا دي و نروح نعيش في جزيرة بعيد لوحدينا انا و انت بس . "
ابتسم يوسف بحب قبل أن يقول بإستفهام
" مش هتزهقي ؟"
كاميليا بإستنكار
" ازهق ! ازهق ازاي إذا كنت مش عايزة من حياتي غيرك اصلا ."
يوسف بعشق
" و انا استكفيت من الدنيا بيكي "
لم تجيبه بالحديث و إنما بعناق قوي خال تماما من أي رغبه سوي احتضانه فقط تعبيرا عن مشاعر قويه يفيض بها القلب و قد شعر هو بها ليبادلها العناق بأقوي منه و ظلوا علي هذه الحال فترة طويله الي أن جاءهم رنين الهاتف في جاكت بذلته فقام بإلتقاطه و اخراج الهاتف ليجيب بتحفظ فأتاه صوت فاتح علي الطرف الآخر
" يوسف ركز معايا النهاردة المعاد في (..) الساعه ٩ هتتصرف ازاي ؟"
يوسف بغموض
" متشغلش بالك انت .. المهم رائد أخباره ايه ؟ في جديد ؟"
فاتح بهدوء
" ماشي تمام بس راغب زاقق عليه البت نيفين . معرفش في دماغه ايه و مسألتوش انا مش مرتاحله اصلا "
يوسف بشك
" تقصد ايه ؟"
فاتح بعدم فهم
" معرفش . بس شكله مش مريح . زي ما يكون شاكك في حاجه "
يوسف بفظاظه
" الزفت دا مينفعش يعرف اي حاجه و خصوصا دلوقتي . و مدام حاسس أنه شاكك في حاجه يبقي تلهيه ."
فاتح بإستفهام
" تقصد ايه ؟"
يوسف بغموض
" يعني ترميله عضمه أو ترميه في نص البحر و سيبه يغرق ."
خطر علي باله فكرة جعلته يبتسم بخبث قبل أن يقول بمكر
" اذا كان كدا متقلقش . انا عارف هعمل ايه ."
يوسف بتنبيه
" خلي بالك من رائد . عينك عليه . و قوله إن خلاص هانت . و كل شئ يتحل رائد لو جاب آخره ممكن يندفع و يهد كل الي بنبنيه "
فاتح بطمأنه
" متقلقش . هقفل دلوقتي و لو في جديد هعرفك ."
اغلق يوسف الخط و نهض ملتقطا ملابسه وهو يقول بتعجل
" حبيبتي . مضطرين نروح دلوقتي عشان ورايا حاجات مهمه بالليل "
اقلقتها نبرته و حديثه مع ذلك الشخص الغامض لذا قالت بخوف
" في ايه يا يوسف ؟ طمني "
اقترب منها واضعا قبله فوق رأسها و هو يقول بطمأنه
" مفيش حاجه يا حبيبتي اطمني بس ورايا شغل مهم. يالا انتي ادخلي خدي شاور بسرعه و اطلعي البسي ههدومك عشان نمشي ."
كاميليا بخجل
" ما هو انا . يعني . هدومي كلها .. "
و نظرت الي ملابسها الممزقه و الملقاه بإهمال علي الأرض فابتسم بخبث علي مظهرها قبل أن يقول بوقاحه
" معلش جت في الهدوم المرادي بالليل الدور علي صاحبتهم "
كاميليا بصدمه
" حرام عليك هتعمل ايه في صاحبتهم اكتر من كدا ."
وضع قبله سطحيه فوق شفتيها قبل أن يقول بوعيد
" هقولك النهاردة بالليل هعمل ايه . اصلا لو قولتلك دلوقتي مش هنخرج من هنا غير بعد اسبوع ."
كاميليا بلهفه
" لا انا بقول اروح اخد شاور احسن .."
توجهت الي المرحاض و لكن اوقفتها كلماته إذ قال بنبرة يشوبها الحرج
" افتحي الدولاب دا هتلاقي كام طقم من بتوعك .. البسي واحد منهم ."
برقت عيناها بصدمه و قالت بإستفهام
" كام طقم من بتوعي ؟ و هدومي بتعمل ايه هما "
تحمحم يوسف قبل أن يقول بحرج
" ريحتك فيهم كانت بتصبرني علي غيابك .."
ابتسمت بحب و لكنه اكمل ارتداء ملابسه و خرج مسرعا يحاول تنظيم أموره فيما دخلت هيا لتاخذ حمامها و تتبعه ..
******************
لم اكن اعلم ماذا يعني الإنصاف إلا بعد أن احببتك فإنتِ الشئ الوحيد الذي كافئتني الحياة به . أنتِ هديه القدر لروحي ..
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
كان على يجلس أمام روفان في المقهي بعد أن قضوا لحظات أكثر من رائعه جعلته يري الجانب الطفولي منها فقد كانت بريئه بقدر ما هيا جميله و قد صدمه طلبها بأن يأخذها الي مدينه الألعاب و كم كانت خجله و هيا تطلب منه هذا الشئ و لكنه كان أكثر من مرحب بأن يحقق لها كل ما تتمناه . في البدايه استنكر الأمر داخليا و لكنه الآن و هو يجلس أمامها و يراها و هيا سعيدة لتلك الدرجه يتمني لو أنه فعل أكثر من ذلك . اشتبكت نظراتها السعيدة مع نظراته العاشقه فزحف الخجل الي وجنتيها التي احمرت كثيرا فزادت من جمالها المشع فاخفضت رأسها ترتشف من العصير الخاص بها لتمتد يداه تحت ذقنها يرفعه لتشتبك نظراتهم مجددا و هو يقول بصوت مبحوح
" متخبيش عنيكي مني تاني .. انتي متعرفيش انا فضلت احلم باللحظه دي قد ايه ؟"
ابتسمت بخجل علي حديثه و قالت بصوت خافت
" هو انت بجد كنت بتحلم بيا زي ما كنت بحلم بيك ."
على بحب
" من يوم ما شوفتك مبطلتش احلم بيكي . كنتي دايما في بالي و أنا نايم و و أنا صاحي ."
روفان بلهفه
" طب قولي حلم من الي كنت بتحلمهملي .."
تحمحم على بحرج فماذا يقول فهي أن علمت بأن جميع أحلامه بها لا تلائم برائتها تلك فهيا تذوب من مجرد نظرة فكيف أن علمت بما ينتويه لها لذا قال بوقاحه
" لا احلامي دي هحكيهالك في بيتنا . اصلا لو حكتلك مقطع واحد بس من الي في خيالي هنتقفش بفعل فاضح و انا راجل ظابط و ليا هيبتي .. و انتي ميرضكيش هيبتي تتبعزق قدام الناس كدا "
قطبت روفان جبينها بعدم فهم و قالت بحزن
" انا مش فاهمه حاجه من كلامك . افهم من كدا انك مش هتحكيلي ."
نظر إليها علي بصدمه و قال من بخفوت
" و بعدين بقي البت دي خطر فعلا و شكلها هتطلع عليا القديم و الجديد زي ما كارما قالت .."
نظر إليها فوجد الحزن يرتسم علي ملامحها الملائكيه فقال بتخابث
" ما هو انتي مش فاهمه . انا مينفعش اقول بس . انا لو قولت لازم هنفذ و انتي حلوة و قمر كدا و الإغراء قاتل. و انا بصراحه مش ضامن نفسي . فانا بقول اسكت احسن لحد ما نبقي في بيت واحد و وقتها ورحمه ابويا لههريكي احلام بس انتي اتحملي و انتي عامله زي البسكوته كدا ."
وصل لروفان المعني المبطن خلف كلماته فشعرت بالخجل يغمرها و تسارعت دقات قلبها حتي أنها ظنت بأنه قد سمعها من مكانه و اخفضت رأسها فابتسم علي مظهرها و حاول تغيير الحديث حيث قال بجديه
" كدا تنسيني الموضوع المهم الي كنت عايزك فيه "
بلحظه تناست خجلها و رفعت رأسها تطالعه قائله بفضول
" موضوع ايه ؟"
نجح على في مسعاه فابتسم قائلا
" بصي يا ستي انا مش عايزك تزعلي أبدا من كارما و غرام .عشان هما طيبين جدا و بيحبوني و متعلقين بيا جدا و علي قد ما بيحبوني هيحبوكي بس انتي تبقي ذكيه في التعامل معاهم ."
ابتسمت روفان علي حديثه و قالت بثقه
" لا من الناحيه دي اطمن خالص كارما و غرام دول اصحابي و بحبهم جدا .. اصلك مش فاهم انا اصلا مكنش عندي اصحاب غير كامي و كنت مفتقدة جدا جو اللمه و الضحك و الهزار دا . لكن بعد ما دخلوا حياتي حسيت اني بقي ليا أصحاب و اخوات .. انا بجد حبيتهم اوي . و بحب اشترك معاهم في خططهم و يحكولي و احكيلهم لما بكون متضايقه . و خصوصا أن كاميليا مبقتش فاضيالي . ابيه يوسف محتكرها طول الوقت . فمبقتش الاقيها اصلا .بس علي طول هما بقوا معايا . انا فعلا بحبهم اوي .."
كانت تتحدث بتلقائيه لامست قلبه و هيا تحرك يدها بفوضاويه و تعبيرات وجهها الطفوليه المرتسمه فوق ملامحها تجعله يقع بعشقها أكثر فوجد يده تمتد بتلقائية تمسك بكف يدها و هو يقول بحب
"لا بصي سيبك.من الأشكال العكرة دي و حبيني انا .. اعتبريني اصحابك و اخواتك و عيلتك كلها ..احكيلي كل حاجه و أنا هسمعلك حتي لو كنتي بتحكيلي عن توم و جيري هسمع وربنا .."
شعرت بالخجل كثيرا من كلماته و يده الممسكه كفها بحنان و لكنها استنكرت جملته الأخيرة فقالت بتذمر
" توم و جيري ايه هو انت شايفني طفله ؟"
على بحب
" لا طفله ايه . دانا شايفك اجمل بنت في الدنيا . البنت الوحيدة الي خطفت قلبي و خلتني بفكر فيها ليل نهار . و حرمت عليا النوم . عمري كله ميكفينيش في وصفك يا بنت الحسيني "
شعرت بالفراشات تطير في معدتها من فرط السعادة بسبب كلماته الرائعه و ما أن أوشكت أن تجيبه حتي أتاها ذلك الصوت المليئ بالحقد من خلفها
" يا اهلا بالعشاق .."
****************
في المساء كان يوسف في مكتبه يراجع بعض الأوراق و هو ينظر إلي ساعته بين الفينه و الآخري منتظرا مكالمه فاتح التي تؤكد علي موعدهم بعد أقل من ساعه و لكنه تأخر و تلك ليست عادته و كان يتواصل مع مازن الذي ينتظر الإشارة للشروع في عمله و لكن لم يهاتفهم فاتح للآن و قد اقلقه هذا كثيرا و لكنه وصلته رساله نصيه لم يكد يفتحها حتي وجد هاتفه يرن برقم غير مسجل فأجاب بتحفظ كعادته
" آلو ..'
تحدث فاتح بلهفه و بصوت خفيض
" يوسف اسمعني كويس . راغب غير مكان الإجتماع في آخر لحظه انا بعتلك التفاصيل و اللوكيشن في رساله . و انت عرفني إذا كنت هتعرف تتصرف و لا أحاول اتصرف انا .."
يوسف بشك
" غريبه ليه عمل كدا . ممكن يكون شك في حاجه ؟"
فاتح بعجاله
" معرفش انا كمان زيي زيك مش فاهم . بس بردو زي ما قولتلك حاسه مش مظبوط "
يوسف بإستفهام
" طب رائد طمني عليه . تفتكر يكون شك فيه ؟"
فاتح بطمأنه
" رائد بخير متقلقش .و لو كان شك فيه مكنش زمانه سايبه لسه عايش لحد دلوقتي .. المهم دلوقتي يا يوسف لازم تعرفني إذا كنت هتقدر تتصرف و لا لا "
أتاه صوت ساخر من خلفه جعل الدماء تتجمد بعروقه
" كنت عارفه انك خاين !!"
لم اكن اعلم ماذا يعني الإنصاف إلا بعد أن احببتك فإنتِ الشئ الوحيد الذي كافئتني الحياة به . أنتِ هديه القدر لروحي ..
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
تجمدت الدماء بعروقه و اشتدت يداه الممسكه بالهاتف و تمم بكلمات خافته عند سماعه ذلك الصوت البغيض لتلك الشمطاء التي يشمئز من النظر إليها و لكنه حاول التماسك و أخذ نفسا طويلا و انزل يديه الممسكه بالهاتف قبل أن يلتفت ناظرا الي سميرة التي كانت تطالعه بخبث فقد كانت تكرهه بشدة بسبب نظراته المحتقرة لها و التي كان يغلفها بالبرود و الهدوء المستفز لها كانثي خاصتا عندما حاولت إغوائه ذات مرة و لكن قابلها بنظرات محتقرة و كلمات قاتله أصابت أكثر النقاط حساسية بالنسبه لإمراة حين اقترب منها و قام بإعادة غلق المئزر الخاص بها و عيناه تقيم تلك البضاعه الرخيصه التي تعرضها عليه و من ثم انتقل الي عيناها المصدومه قائلا بسخريه
" تفتكري واحد زيي ممكن يخون الراجل الي مشغله ! و حتي لو اتجنن و خانه هيخونه عشان واحده زيك ! تنفع تبقي جدته .. (قام بضم شفتيه بأسف مصطنع قبل أن يضيف قاصدا إذلالها ) " ثم إن للأسف البضاعه الي بتعرضيها عليا مستهلكه و أنا بقرف ! )
لم تنسي أبدا كلماته التي اخترقت أعماق روحها و قد اكتشفت فيما بعد بأنه يحاول ان يجعل راغب يشك بها لهذا قررت الإنتقام منه و ها قد سنحت لها الفرصة فتقدمت منه بدلال و نظرات الشماته تطل من عيناها و توقفت أمامه مباشرة قائلا بمكر
" اهلا بفاتح بيه الوفي .. الي ميقدرش يخون ولي نعمته و الراجل الي بيشغله .. تخيل عيني دمعت و أنا بفتكر كلامك ."
لم يظهر علي ملامحه اي تأثر بهذا الموقف العصيب و لا حديثها الساخر فقد كان يكظم غضبه بداخله و يرتدي قناع الجمود و اللامبالاة و لكن عيناه كانت تقيم الوضع من حوله و كيف يمكنه التصرف مع تلك الأفعي التي لن يكن التخلص منها هينا أبدا . أخيرا تحدث قائلا ببرود
" عايزة ايه ؟"
برقت عيناها للحظه من سؤاله الغريب و لكنها سرعان ما رسمت ابتسامه كرييهه علي وجهها و هيا تقول بتهكم
" قصدك عايزة ايه عشان اسكت ؟"
فاتح بجمود
" بالظبط "
سميرة بسخريه
" هفاجئك زي ما فاجئتني و هقولك اني مش هسكت حتي لو جبتلي الدنيا كلها تحت رجليا .."
قرر أن يأخذ بحكمه خير وسيله للدفاع الهجوم لذا أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بثبات
" وجعك اوي كلامي ليكي آخر مرة صح ! طب ايه رأيك اني هوجعك اكتر و اقولك انك متقرطسه عيني عينك كدا . و الميه بتجري من تحتك و انتي مش حاسه !"
قطبت جبينها من كلماته التي ثارت الشكوك في رأسها فعلت أنفاسها قبل أن تقول بإستفهام
" تقصد ايه بكلامك دا ؟"
ابتسم ساخرا و قد نجح في مسعاه لذا اقترب منها خطوة قبل أن يقول بجانب اذنيها
" راغب مقضيها كل ليله في حضن الأمورة الصغيرة الي انتي ربتيها علي ايدك عشان تاخدي بيها طارك بس الحقيقه أنها هيا الي هتطيرك من عالعرش الي انتي فاكرة نفسك الملكه بتاعته و البركه في كوبايه العصير بتاعت كل يوم !"
سقطت كلماته علي مسامعها كالقنابل فقد تذكرت كوب العصير الذي يعطيها إياه راغب كل ليله متحججا بذلك التعب الذي كثيرا ما يأتيها في الآونه الأخيره و بأنها تهمل صحتها و قد ازهلها ذلك الحنان المفاجئ في تصرفاته و لكنها فرحت كثيرا رغما عنها فقد ظنت بأنه يراضيها بسبب غضبها من وجود نيفين بالقلعه و لكن حديث فاتح الآن اخذها الي منعطف آخر لن تتحمل السير به ..
" بالظبط .. اهو الي جه في بالك دلوقتي هو الي انا أقصده ."
لم تتحمل الإقرار بتلك الحقيقه أبدا لذا قالت بغضب
" اخرس انت كذاب .."
فاتح بهدوء
" لا انا مش كداب انت الي خايفه و عموما هثبتلك و هساعدك بس بشرط !"
ضيقت عيناها و نظرت إليه بإستفهام ليقول بفظاظه
" قبل اي حاجه انا مش خايف لا تكشفيني و الفيلم العبيط دا . انا ممكن اخلص عليكي دلوقتي و احط التليفون دا في ايدك و اقول لراغب اني قتلتك لما سمعتك و انتي بتنقلي أخباره ليوسف الحسيني .. و هو الصراحه هيشكرني لإنه ما هيصدق يخلص منك و هو كدا كدا بيخطط لدا.. فاعرفي مصلحتك عشان انتي في كل الحالات خسرانه الا لو انا ساعدتك ! ها ايه رأيك في كلامي "
ظلت تناظره لثواني و ما أن همت بالحديث حتي سمعت صوتا قذف الرعب بقلبها
" انت واقف تحكي هنا و انت عارف الي ورانا ؟؟"
التفت فاتح الي راغب الذي كان ينظر لكليهما بغموض فصمت الإثنان لثوان قبل أن يقول فاتح بهدوء
" سميرة كانت بتسألني اذا كان معايا حاجه للصداع و لا لا؟ "
لم تعجبه تلك الإجابه و شعر بأنها خدعه فزاد غضبه من الإثنان و لكنه نظر إليها قائلا بسخريه
" سلامتك يا سميرة .. عندك صداع ؟"
التفتت إليه بعد أن حاولت تدراك صدمتها و قالت بنبرة مهزوزة بعض الشئ
" اه فعلا انا مصدعه شويه .. و كنت بدور علي حبايه مسكنه فقابلت فاتح كان خارج من اوضته فقولت اساأله لو معاه "
داخليا فقد ارتاح لإستسلامها له و لكن خارجيا لم يتأثر لذا التفت ناظرا الي راغب و قال بهدوء
" هستناك في العربيه تحت .."
ما كاد يخطو خطوتان حتي ناداه راغب قائلا بأمر
" استني انا جاي معاك ."
قال جملته و نظر إليها نظرة غامضه ثم توجه إلي فاتح الذي ما أن ركب السيارة حتى سمع صوته الحانق و هو يقول بحدة
" في ايه بينك و بينها يا فاتح و متفكرش اني اقتنعت بالكلام الاهبل الي قولتو فوق ؟"
كان فاتح يجلس بكرسي السائق ينتظر أمر راغب بالإنطلاق و لم تهتز ملامحه لثوان و ظل علي هدوئه الذي يناقض حديثه حين قال
" الحقيقيه بالنسبالي نسبيه و هترجع لقرارك انت ؟"
لم يفهم راغب حديثه لذا قال بغضب
" بطل فلسفه و فهمني تقصد ايه ؟"
فاتح بهدوء
" يعني لو سميرة لسه لزماك هقولك الكلام الي قولتهولك فوق . أما لو مبقاش ليها لازمه بالنسبالك يبقي هقولك أنها عايزة ترافقني . بإختصار جايه تعرض نفسها عليا "
صُعِق راغب من حديث فاتح الذي فاق جميع توقعاته فلم يستطع الحديث للحظات تدارك بها صدمته التي تحولت إلي غضب مميت جعله يخرج سلاحه و يضعه في رأس فاتح قائلا بجنون
" عيد الي انت قولته .ا تاني عشان افجر دماغك .."
داخليا كان الرعب قد تسلل الي قلبه و لكنه لم يظهر ذلك بل التفت اليه بهدوء ليصبح السلاح بمنتصف رأسه و قال بهدوء
" سميرة جايه تعرض نفسها عليا و دي مش اول مرة علي فكرة !"
لفتت انتباهه الجمله الأخيرة و التي جعلته يقول من بين اسنانه
" تقصد ايه ؟"
قص فاتح موقفه السابق من سميرة ليتزايد غضب ذلك الشيطان الذي قال من بين اسنانه
" و انت رديت عليها قولتلها ايه ؟"
اجاب فاتح بإختصار
" قولتلها بقرف ."
لوهله صدمته رده البسيط و لكنه ابتسم بحنق قبل أن تقسو عيناه و يقوم بشد اجزاء سلاحه و هو يقول بنبرة صارمه
" نمت معاها ؟"
فاتح ببرود و نظرات صقريه
" تلميذك طالع لأستاذه مبياخدش فضلات حد ! "
لثوان كان الصمت يعم المكان الذي يتنافي مع ارتجافه قلب ذلك الذي كان يراقب المشهد من بعيد و قد جف حلقه و هو يري راغب يوجه سلاحه لرأس فاتح و لكن فجأة سمع قهقهات ذلك المجنون الذي انفجر ضاحكا و هو يربت علي كتف فاتح بقوة قائلا
" جدع عرفت تثبتني .. عارف لو كنت قولتلي مبعضش الإيد الي اتمدتلي و الكلام دا . كنت ضربتك بالنار في ساعتها . بس كدا انا اتأكدت انك معملتهاش .. أما الكلبه دي فهقطع رقبتها ."
فاتح بغموض
" اتقل علي رقبه العصفورة . يمكن نحتاجها !"
راغب بعدم فهم
" تقصد ايه ؟"
فاتح بنبرة ذات مغزي
" مش العصفورة بتاعتنا طارت من القفص . نحط واحده تانيه مكانها ."
راغب بإمتعاض
" تقصد ناصر ! منه لله الغبي الي خلص عليه . و ضيع مننا اهم مصدر معلومات لينا و لو مفكر أن سميرة ممكن تحل محله تبقي اغبي منه عشان ولاد الحسيني لو شافوها هيولعوا فيها "
فاتح بغموض
" سيب الموضوع دا عليا .."
قاطع حديثهم فتح باب السيارة و إذا برائد يجلس بالخلف فأثار ذلك إستغراب فاتح الذي نظر لراغب قائلا بإستفهام
" بيعمل ايه معانا ؟"
نظر راغب أمامه و هو يقول بشر
" رائد من النهاردة هيبقي شريكي في كل حاجه بعملها و لازم يعرف كل حاجه عن عمه .. اومال مش وريثي الوحيد ! "
عند نطقه بتلك الكلمه اغلق يوسف الهاتف و قام بركل تلك الطاوله التي أمامه فقد كان علي الهاتف بطلب من فاتح الذي تمتم قائلا بخفوت
" متقفلش !"
و أخذ يستمع لكل ما يحدث و لكن أتت تلك الكلمه الأخيرة و نفذ شحن هاتف فاتح مما جعل يوسف يصل لأقصي مراحل غضبه فهب أدهم من مكانه مذعورا و هو يسأل بلهفه
" في ايه يا يوسف ؟ "
أخذ يوسف نفسا عميقا و هو يحاول التمسك بحبال الهدوء و قال بإختصار
" الكلب دا عايز يغرز رائد معاه في أعماله المشبوهه .."
لم يعط أدهم بالا للأمر الذي ظن بأنه لا يستحق كل هذا الإنفعال لذا قال ببساطه
" ما يرفض ماهو طول عمره بيرفض ايه المشكله يعني ؟"
بوسف بحنق
" المشكله أنه ميعرفش عشان يرفض !"
لم يكد أدهم يتحدث حتي أضاء هاتفه معلنا عن مكالمه هاتفيه فأجاب مسرعا
" ايوا يا مازن .. "
مازن بعدم فهم
" يوسف في حاجه غلط محدش جه لحد دلوقتي احنا مستنيين و .."
قاطعه يوسف الذي قال بنفاذ صبر
" عارف .. الخطه اتغيرت الزفت دا غير كل حاجه علي آخر لحظه . "
مازن بإستفهام
" يعني ايه ؟ "
يوسف بحنق
" يعني هنستني لما نشوف هترسي علي ايه ؟ و علي فكرة رائد كمان موجود معاهم"
مازن بصدمه
" ايه ! يعني ايه معاهم ؟ ايه اللخبطه دي ؟"
يوسف بنفاذ صبر
" الي سمعته . عالأغلب موبايل فاتح فصل شحن . خليك مستني اي اشارة منه ممكن يحاول يفتحه . و لو في اي جديد كلمني "
************
بعد عدة ساعات نجد روفان التي كانت قادمه لتوها من الخارج برفقه على الذي القي عليها نظرة محذرة فهزت رأسها بطمأنه و عيناها ترسل إشارات الامان لقلبه فابتسم و توجه إلي مكتب يوسف و توجهت هيا الي غرفه كاميليا و لم تجدها و لكنها وجدتها تتجه الي مكتب يوسف فامسكتها من يدها و توجهت بها الي الحديقه وسط دهشه كاميليا و اسألتها المستفهمه
" في ايه يا بت انتي وخداني علي فين ؟"
روفان بنبرة منخفضه
" هشش اسكتي .عايزاكي في موضوع سر ."
أخيرا توقفت روفان أمام الارجوحه و أخذت تنظر حولهما كلص يختبئ من الشرطه وسط نظرات كاميليا الساخرة و التي اوقفتها بمكانها و هيا تقول بنفاذ صبر
" يا بنتي هو انتي حراميه عماله تتلفتي كدا ليه ؟
زجرتها روفان و قالت بعصبيه
" اكتمي و سبيني اشوف شغلي ."
زفرت كاميليا بملل و أنهت روفان استكشافها للمكان من حولهم ثم وقفت أمام كاميليا تقول بلهجه خائفه
" بصي يا كامي الي هقولهولك دا سر ماتقوليهوش لحد "
كاميليا و قد خدش القلق عقلها
" في اي يا روفان قلقتيني ؟"
روفان بتوتر و هيا تفرك يدها ببعضهما البعض
" انا شفت نيفين النهاردة .."
صُدِمت كاميليا كثيرا من حديث روفان و قالت بإستفهام
" نيفين ! و دي شفتيها فين ؟"
" هقولك .."
فلاش باك
" يا اهلا بالعشاق .."
رفع على رأسه لينظر الي تلك الدخيلة التي غير مرغوب بوجودها بالمرة و نظراتها التي تحمل الشر تحاوط المكان فتلوث الهواء المحيط بهم و التفت روفان التي شعرت بالصدمه عند رؤيتها و لكن شعورها تحول للغضب عندما قامت بجر إحدي المقاعد و جلست عليه بينهم و هيا تطالعهم بسخريه قبل أن تقول
" محدش قالي اتفضلي قولت اتفضل من نفسي ."
اوشكت روفان علي الحديث و لكن قبض على بقوة علي يدهاا ليمنعها من الحديث و نظر إلي تلك الجالسه بهدوء مستفز و قال بنبرة يملؤها الإحتقار كحال نظراته تجاهها
" و بما انك ملقتيش حد قالك اتفضلي محستيش انك غير مرغوب فيكي هنا !"
كان من المتوقع أن تشعر بالإزلال من حديثه و لكنها علي العكس ابتسمت قبل أن تقول بإستفزاز
" انا قولت علي ما تتجاوزوا صدمه وجودي بس ."
ابتسم على ساخرا قبل أن يقول
" صدمه وجودك ! انتي بتدي نفسك حجم كبير اوي .. انتي وجودك اقل بكتير من أنه يلفت انتباهنا حتي ."
اغضبها حديثه كثيرا و تلك المرة لم تفلح في إخفاء غضبها إذ انمحت ابتسامتها و قالت بوعيد
" لا متقلقش مانا قريب اوي هخليكوا تعملوا لوجودي ألف حساب ."
لم تتغير ملامح على بل زادت سخريته حين قال
" لو هصنف كلامك دا علي أنه تهديد هيبقي اهيف تهديد سمعته في حياتي .. و هعتبره نكته بايخه هعمل نفسي اصلا مسمعتهاش !"
ابتلعت لعابها بصعوبه من كلماته التي اغرقتها بالوحل و حاولت إنهاء ما جاءت من أجله لذا أخذت نفسا طويله و من ثم رسمت ابتسامه مزيفه علي شفتيها و قالت بتحفظ
" طيب واضح ان لقائنا خلاص خلص .. و أنا في الحقيقه كنت جايه اسلم علي روفان يعني مهما أن كان احنا اهل و عشرة عمر و لا ايه يا روفان ؟"
قالت جملتها الأخيرة و هيا تنظر إلي روفان التي كان الغضب من تلك المخلوقه يأكلها لذا قالت بغضب
" احنا عمرنا ما كنا أهل يا نيفين عشان انتي متعرفيش يعني ايه أهل ! احنا حتي و احنا مفكرينك بنت عمنا الحقيقيه مكنتش حاسين انك مننا .."
وصل غضبها للذروة لذا هبت من مكانها و هيا تنظر بغضب تنافي مع حديثها عندما قالت
" طيب يا نيفين مكناش اهل . انتي عندك حق ..بس علي الاقل كنت عايشين في بيت واحد مع بعض .. و عموما انا مش هطول عليكوا انا كدا كدا كنت ماشيه .."
ثم فاجأتهم عندما اقتربت تعانق روفان التي زادت صدمتها لدي سماعها سموم تلك الأفعي التي بختها قي أذنها عندما قالت بفحيح
" قولي للحلوة بنت عمك اني مش نسياها و أن اللعبه لسه مخلصتش و تاري معاها قريب اوي هاخده و مش هسيها تتهني بأخوكي أبدا .. يالا باي باي يا اوزعه "
باااك
شعرت كاميليا بأن هناك يد قويه اعتصرت قلبها و منعت الهواء من الوصول إلي رأتيها و لكن جاء حديث روفان ليجعلها تتجمد بأرضها عندما قالت بنبرة توشك علي البكاء
" تخيلي الحيوانه دي قالتلي يا اوزعه قدام على ؟"
كادت عيناها أن تخرج من محجريها من شدة الصدمه التي جعلتها تقول
" نعم ! هو دا كل الي فارق معاكي ؟ "
صححت روفان خطأها إذ قالت بلهفه
" لا طبعا دي من ضمنهم يعني .. انا اقصد اقول شفتي الحيوانه بتقول ايه عليكي انتي و ابيه يوسف ؟"
عند ذكر اسمه شعرت بأنها تحتاج إليه في تلك اللحظه لذا رغما عنها وجدت قدماها تقودها إليه غير عابئه بنداء روفان حتي أنها اقتحمت المكتب لتجد نفسها فجأة أمام اربعه ازواج من العيون تحدق بها و لكن من بينهم نظرات زرقاء ارتسم بهما القلق من مظهرها فاندفع يوسف تجاهها و هو يقول بقلق
" مالك ؟ حصل حاجه و لا ايه ؟"
لم تستطع الحديث فقط نظرات يرتسم بها الخوف و شفاه مرتعشه لا تقدر علي السيطرة عليها و يد ترتجف بين يديه فشعر بأنها علي حافه الإنهيار فنظر حوله ليفهم الجميع و خرج كلا من مازن و أدهم و اخيرا على الذي فهم سبب حالتهاا فهو علم الآن لما يطلقون علي صغيرته لقب (الفتانه) فهو أخذ يحذرها طوال الطريق بألا تخبر كاميليا بما حدث و لكنها افشت السر فزفر بغضب قبل أن يقترب من يوسف و هو يربت علي كتفه و ينظر إليه بنظرة ذات مغزي فهمها يوسف فعلي الفور فزفر بغضب و ما أن سمع صوت إغلاق الباب حتي احتوت يديه وجنتيها بحنان ينظر إلي عيناها التي يملئها الخوف فلعن بداخله و قد رق قلبه لمظهرها فقام بتقبيل ما بين عيناها محاولا إضفاء بعضا من الدفء فوق جبينها عله يصل الي قلبها الخائف فإرتمت مرة آخري بين أحضانه و هيا تقول من بين دموعها
" انا خايفه اوي يا يوسف .."
زاد من ضمته إليها يود لو يدخلها بين ضلوعه حتي يطمأنها و قد آلمته كثيرا كلماتها و نبرة الزعر تلك لذا قال بحنان
" ينفع تخافي و أنا موجود ؟"
رفعت رأسها تطالعه بعذاب و هيا تقول بتلعثم
" انت متعرفش حصل ايه . نيفين رجعت تاني يا يوسف و بعتالي تقولي انها مش هتهنيني عليك .. شافت على و روفان و…"
قاطعها يوسف بوضع إصبعه فوق شفتيها و هو يقول بخفوت
"اشش . و لا تقدر تعملك حاجه . دي متخلفه آخرها تقول كلام في الفاضي من قهرتها .. انا عامل حساب كل حاجه متقلقيش .."
نظرت إليه بإندهاش و قالت
" تقصد ايه؟ انت كنت عارف بالي قالته لروفان ؟ على قالك مش كدا ؟"
يوسف بهدوء
" قالي . و بقولك متقلقيش هيا كل دا عايزة تخوفك . لإن دي الحاجه الوحيدة الي تقدر عليها و عشان كدا وغلاوتي عندك يا كاميليا اوعي تسبيها تنجح في دا . انا عايز اشوف كاميليا الي وقفتلها قدام الكل و طردتها . انتي مش ضعيفه عشان حاجه تافهه زي كدا تهزك "
لامست قلبها كلماته كثيرا و ذلك المعني الخفي بين طياتها لذا قالت بصدق
" يوسف أنا عمري ما هخذلك أبدا .. انت عارف كدا صح ؟"
يوسف بحب
" عارف و الدليل انك في حضني دلوقتي و جيتي تحكيلي الي حصل و دا معناه انها فشلت ترجعك كاميليا الي بتخاف و بتخبي .. خليكي قويه زي مانتي و اوعي يهزك كلامها . "
هزت رأسها بالموافقه و علي وجهها إبتسامه عاشقه فقد أدركت بأنها اضاعت علي نفسها الكثير من اللحظات معه و اختارت طريق الهرب الذي كان مليئ بالأشواك و العراقيل و قد حرمت نفسها من مذاق الامان بين ذراعيه لذا احتضنته بشدة لتتنعم بدفء جنته التي هيا وحدها اميرتها و بادلها العناق بأقوي منه و ظلوا علي هذه الحاله لدقائق حتي اتي رنين هاتفه معلنا عن وصول رساله نصيه و كانت تحوي العديد من مقاطع الفيديو التي ما أن شاهدها حتي تهللت اساريره و ظهرت ابتسامه واسعه علي شفتيه اتبعها بزفرة إرتياح لترتسم معالم الإستغراب علي ملامحها فتقدمت منه قتساله بفضول
"ايه الي فرحك اوي كدا يا يوسف ؟"
التفت ناظرا إليها و قد تبدلت نظراته الي عشق خالص جعله يقترب منها قائلا بفرحه
" يوسف بيعشق امك ."
و لدهشتها قام بلف ذراعيه حول خصرها يرفعها و قام بالدوران بها في أرجاء الغرفه وسط ضحكاتها الفرحه بما يفعله الي أن قام أخيرا بإنزالها بعد أن انقطعت انفاسهما و لكن يداه لم تفارق خصرها و تحولت نظراته لآخري تعرفها جيدا و قال بتخابث
" اعملي حسابك هديه عيد ميلادي عايزها النهاردة.. "
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل و اخفضت بصرها عن نظراته التي كانت تغزوها بشكل قاتل جعل جسدها يتخدر قبل أن يلمسها و قد شعر بذلك لذا اقترب من أذنها قائلا بوقاحه
" مادام الفراوله ظهرت علي خدودك كدا يبقي عرفتي قصدي ايه .. اعملي حسابك أني هخلص المحصول كله النهاردة "
قهقهت علي كلماته فشاركها قهقهاتها و لف يديه حول خصرها ساندا رأسه فوق رأسها الملقى بإرتياح فوق أحضانه و هو يقول بتفاؤل
" اوعدك أن من النهاردة ضحكتك دي مش هتفارق وشك أبدا .. "
كاميليا بتمني
" نفسي نبقي كلنا مبسوطين يا يوسف مش انا و بس .. نفسي الكابوس دا يختفي بقي .."
يوسف بطمأنه
" هانت يا قلب يوسف ..الي باقي مش كتير . "
****************
في الخارج كان الجميع يجلس بإنتظار معاد العشاء و الكثير منهم تتآكله الظنون و ينخر القلق بخلايا رأسه الي أن اتي يوسف الذي أرسلت ابتسامته رساله واضحه المعاني جعلت الجميع يتنهد بإرتياح ليتحدث أدهم قائلا بمزاح
" متجمعين في الخير أن شاء الله . منور يا جدي منور يا عمي مراد .. منور يا على مش منور اوي يعني بس يالا انت في بيتنا .."
نظر إليه على شذرا فقد كانت عيناه تتابع تلك التي كانت تنظر في الاسفل متحاشيه النظر إليه و هيا تلعن لسانها الطويل الذي افشي ذلك السر فكاميليا بغبائها لم تنتظر حتي تخبرها بالا تخبر أحد انما اندفعت الي أخاها في الحال و لابد بأن على قد علم بأنها افشت سره و قد تأكد ظنها حين وجدته يتحدث مع يوسف دون النظر إليها و قد لاحظ هذان الماكران ما يحدث فقال مازن بصوت خفيض لا يسمعه احد
" واد يا ادهم شكل في حاجه حصلت بين الواد على و روفان.. باين عليه مش طايقها .. "
دقق أدهم النظر و قال يوافقه الرأي
" تصدق صح دا بيبصلها بقرف . البغل دا ازاي يبص لأختي كدا .."
زجره مازن الذي قال بملل
" اختك ايه دلوقتي .. فكر معايا ليه ؟ تفتكر يكون اتقرص منها ؟'
أدهم بتفكير
" و ليه لا .. ولا شفت كاميليا كانت داخله علينا المكتب ازاي ؟ تفتكر تكون روفان حكتلها عالي على حكاهولنا في المكتب ..؟'
مازن بلهفه
" تقصد حوار نيفين ؟"
" اه بالظبط .."
في تلك الأثناء لفت انتباه على حديثهم الجانبي و نظراتهم إليه فبادلهم النظرات بآخري حانقه ليقوم مازن برفع حاجبه ( بيلاعبله حواحبه يعني ) في حركه مسرحيه يقصد بها إستفزازه .. فزفر على بغضب قبل أن يلتفت ليوسف قائلا
" طب هستأذن انا عشان الوقت اتأخر ."
أدهم بمزاح
" ما تبات معانا يا على رايح فين يا حبيبي؟"
و شاركه مازن المزاح و لكن بصوت خفيض
" اه ياريت و انا هروح ابات عندهم .."
زجره أدهم لينظر إليهم على شذرا و تتدخل صفيه التي نظرت إليهم غاضبه و تحولت نظراتها للحنان حين ناظرت على و تجلي ذلك في نبرته حين قالت
" ايه يا على يا حبيبي رايح فين ما لسه بدري ؟"
تدخل أدهم مستنكرا
" بدري ايه يا حاجه الفجر هياذن ؟"
تدخل يوسف قائلا بتهكم
" لا والله و لما الفجر هيأذن انتوا لسه صاحيين ليه دي الفراخ نامت من زمان !"
قهقه الجميع من حولهم و تحدث صفيه ساخره
" والنبي قولهم يا يوسف .."
قاطع على الحديث و هو يقول بتوعد
" سبيهم يا طنط يستظرفوا كل واحد و له يوم .."
ضيق مازن عيناه وقال بشك
" واد يا ادهم دا شكله بيهددنا.."
أدهم بوعيد
" سيبه والله لو ما رضي يجوزنا لههرب انا و هيا و اجبله العار اصبر عليا بس .."
" يالا يا جماعه تصبحوا علي خير .."
نظرت صفيه الي روفان و قالت بأمر
" اطلعي يا روفان وصلي خطيبك."
اطاعتها روفان بلهفه فتحدث أدهم مستنكرا
" ايه دا أن شاء الله ازاي تسمحيلها تطلع وراه يا ست ماما هو احنا من امتا بقينا اوبن مايند كدا .. "
و سانده مازن قائلا
" ايوا يا خالتي أدهم عنده حق مينفعش كدا ."
طالعتهم صفيه بسخريه حين قالت
" لا ياد يا فاشل انت وهو الي هتعلموني ايه يصح و ايه ميصحش ؟ ابقي قولوا الكلام دا لنفسكوا هاه !"
كانت صفيه تتحدث بنبرة ذات مغزي فقال ادهم بحنق
" هموت و اعرف هو انتي لقياني قدام باب جامع يا ست انتي هو في ايه ؟"
هنا تدخل يوسف الذي ضاق ذرعا بما يحدث
" انا قايم يالا يا كاميليا احسن اللتنين دول صدعوني .."
و ما أن هم بالقيام من مقعده و يده بيد كاميليا حتي اندفع الإثنان تجاهه و قال مازن بلهفه
" لا بص احنا هنصدعك كتير الفترة الجايه دي .."
و قال أدهم
" ايوا مازن عنده حق احنا فاضيين و هنقرفكوا في عيشتكوا إلا إذا فتحتوا دماغكوا معانا .."
نظر إليهم بتقيم قبل أن يقول ساخرا
" و نفتح دماغنا معاكوا ازاي بقي ؟"
نطق الإثنان قي نفس التوقيت
" تجوزونا .."
ابتسم يوسف قبل أن يقول بوعيد
" يعني يا نجوزكوا يا تقرفونا ؟ "
أدهم و قد شعر بأنه ظفر أمام اخاه
" بالظبط كدا "
و لكن فاجأة يوسف الذي قال بسخريه
" اممم شايف قدامك كام حيط ؟"
التفت الإثنان ينظرون حولهم ثم قال أدهم
" اه شايف بس ليه ؟"
يوسف بصرامه و نبرة مرعبه
" كل واحد منكوا يختارلوا واحده يخبض دماغه فيها بدل ما اخبطهاله إنا … و إياك اسمع صوت واحد فيكوا عشان دماغي بقت قد كدا .."
انهي كلماته ثم أخذ كاميليا من يدها والقي التحيه علي جميع الموجودين و خرج من الغرفه ليتحدث مازن غاضبا
"يارب تفضل تكبر لحد ما تتحشر في البدله دي يا يوسف يا ابن صفيه .. ياربي انا كان مالي و مال العيله الي واقفين حالي معاهم دول .."
و شاطره أدهم الرأي حين قال
" عيله فقر يا ابني ."
تدخلت صفيه قائله بحنق
" يا ابني انت ووهو عيب انتوا شايفين الظروف تسمح للافراح دلوقتي .. ما اتنيلتوا كتبتوا كتابكوا عايزين ايه تاني؟"
تدخل مازن حانقا
" عايزين حقنا الطبيعي في الحياة يا خالتي .. "
شاطره أدهم الرأي حين قال موافقا
" ايوا بالظبط عايزين نتكاثر زي باقي مخاليق ربنا و بعدين تعالي هنا ما البيه اتجوز تحت طلقات الرصاص و مهموش طالع واكل نازل واكل .. "
صفيه بصدمه
" واد انت و هو بتقروا علي اخوكوا ؟ و بعدين دا يا حبه عيني مش كفايه معرفش يعمل فرح كبير يليق بيه و بإسمه "
أدهم بغيظ
" اتفضل بتقولك يا حبه عيني كل دا و هو الي صعبان عليها .. انتي يا ست انتي قوليلي لقياني قدام انهي جامع .."
زفرت صفيه بحنق و قالت بنفاذ صبر
" يا حبايبي احنا عايزين نعملكوا فرح كبير يعوض فرح يوسف "
مازن بحنق
" يا ستي هنعمل الفرح في الحوش الي ورا .. جوزينا انتي بس و مالكيش دعوة .."
صفيه بتعب
" طيب الصبح هتكلم مع اخوكوا و ربنا يحلها من عنده اوعوا من خلقني خلوني اطلع انام صدعتوني .."
تنفس الإثنان الصعداء و قال مازن بإرتياح
" الحمد لله اهي قالتلنا هتكلمه .."
اجابه أدهم بإمتعاض
" فرحان علي خيبه ايه انت مش عارف خالتك دي بتثبتنا .. بس سيبك منهم احنا كدا كدا هنقرفهم في عيشتهم لحد ما يجوزونا خلصانه .. المهم انا عامل مفاجأة لغرام و عايزك تساعدني ."
كانوا يتحدثون و هم في طريقهم للخارج فوجدوا روفان التي كانت تهرول للاسفل و ألقت عليهم ناظرة غاضبه و تابعت صعودها فتحدث أدهم قائلا بإستفهام
" مالها البت دي بتبصلنا بقرف ليه ؟"
مازن بملل
" يا عم سيبك منها هتلاقي على زعل منها عشان فتنت عليه .. خلينا احنا في المهم . انت ناوي تفاجئ غرام ازاي ؟"
أدهم بحماس
" عاملها حته مفاجأة احتمال تتشل من الفرحه. "
*****************
في الأعلي أخيرا دخلوا الي الغرفه فزفر يوسف بإرتياح قبل أن يقول
" و اخيرا طلعنا اوضتنا .. انا قولت اليوم مش هيخلص أبدا "
كانت كاميليا تبتسم علي حديثه و هيا تقوم بخلع جاكت بذلته و تضعه علي الاريكه ثم توجهت الي طاوله الزينه و هيا تقول بمزاح
" أدهم و مازن دول مشكله "
ما أن كادت تصل إلي الطاوله حتي امتدت ذراعه و التقطت خصرها يلصقها به و هو يقول بوقاحة
" دا انت الي مشكله .. هو في كدا .. "
تصنعت عدم الفهم فقد ارادت أن تتدلل عليه قليلا فقالت بغنج
" الي هو ايه كدا دا ؟"
كان يقترب منها و هو يقول بغزل ممزوج بوقاحه
" كدا الي هو البطل الي قدامي دا .. ( ثم قام بإرسال غمزة وقحه و أضاف ) عماله تحلوي كل شويه انا هتعب كدا "
انهي جملته و كاد أن يقتنص شفتيها و إذا بقبلته تسقط في الهواء فقد أنسلت من بين يديه حين سمعت ذلك الطرق الشديد علي باب الغرفه فقالت بخوف
" الحق يا يوسف مين بيخبط كدا ؟ "
توجه يوسف علي الفور الي الباب يفتحه ليري ماذا يحدث فهذا الطرق يوحي بحدث كارثه في الخارج و ما أن فتح حتي تجمدت نظراته عند روفان التي تقف تشبك يدها حول ذراعيها و تمط شفتيها كالأطفال و العبوس باد علي جبهتها التي كانت تجعدها فأخذ يوسف نفسا عميقا قبل أن يقول من بين اسنانه
" في ايه يا روفان حد يخبط علي حد كدا ؟"
روفان بغضب طفولي توشك علي البكاء
" فين كاميليا صاحبتي ؟"
رفع يوسف أحدي حاجبيه و قال رإستفهام
" نعم ؟"
روفان بنفس لهجتها
" بقولك يا أبيه لو سمحت فين كاميليا صاحبتي و متقوليش نامت انا سمعت صوتها بتضحك دلوقتي .."
لم تتح له الإجابه فقد ظهرت كاميليا من خلفه و هيا تقول بحرج
" انا اهوة يا روفان في ايه ؟"
روفان بنبرة متحشرجه
" دلوقتي هو الصاحب له عند صاحبه ايه ؟"
نظرت كاميليا الي يوسف بإندهاش و قالت بجهل
" مش عارفه الصراحه ياروفان . ( ثم وجهت انتظارها الي يوسف تسأله ) انت تعرف ؟"
تصاعد الغضب بداخله و نظر إلي روفان قائلا بنفاذ صبر
" روفان انتي جايه دلوقتي عشان تسألينا السؤال دا ؟"
روفان و هيا تضع يدها أمام وجهه و تقول بدموع أوشكت علي الهطول
" ثانيه يا أبيه .. ( ثم وجهت انظارها الي كاميليا قائله بحدة ) الصاحب له عند صاحبه تلت حاجات يا ست كاميليا.. عشوة ، كذبه و خدمه و أنا عايزة الخدمه دلوقتي .."
كانت جملتها الأخيرة تتضمن صرخه خافته جعلت كاميليا تقول بلهفه
" عنيا ليكي يا قلبي عايزة ايه قوليلي .."
نظرت روفان الي يوسف بنظرات حانقه ثم وجهت انتظارها الي كاميليا قائله بغضب
" دلوقتي انتي من وقت ما اتجوزتي خدك مني خالص و معنتش بتلم عليكي و أنا عشان صاحبه جدعه متكلمتش بس دلوقتي انا من حقي اعرف أنا ايه في حياتك ؟"
زفر يوسف بغضب تجلي في نبرته حين قال
" جايه السعادي تسأليها انا ايه في حياتك انتي عبيطه يا بت انتي ؟"
حاولت كاميليا تهدئته و قالت بتوسل
" اهدي انت بس يا حبيبي انا هتصرف معاها ..( ثم وجهت انظارها روفان و قالت بحنان ) " انتي صاحبتي و نصي التاني طبعا"
اتاها سؤاله الغاضب حين قال
" نعم ! مين دي الي نصك التاني و أنا ؟"
حاولت كاميليا عض شفتيها كنايه عن أنها تسايرها فقط ثم وجهت انظارها الي روفان التي كانت تغلي من الغضب و قالت ببكاء
" بتضحكي عليا ماشي "
كاميليا بلهفه
" والله أبدا . دانتي قلبي يا روفي "
روفان بعناد
" لو كنت قلبك بحق و حقيقي اتفضلي تعالي معايا اوضتي دلوقتي عشان أنا محتاجه افصفض معاكي .."
عند هذه النقطه انفلت زمام غضبه و زمجر قائلا
" لا دانتي اتجننتي بقي ! مين دي الي تيجي معاكي ؟ و انتي ساكته ليه ؟"
شعرت كاميليا بأنها بين شقي الرحى و لكن مظهر روفان آلم قلبها لذا التفتت الي يوسف مقتربه منه و هيا تربت علي كتفه بحنان قبل أن تقول بنبرة خفيضه
" انت روح قلبي و حبيبي بس انت شايف شكلها عامل ازاي . و دموعها علي خدها يرضيك ازعلها و اسيبها تمشي مكسور خاطرها.؟"
يوسف بإستنكار
" و انا هو ابن كلب يعني مانا هيتكسر خاطري انا كمان .."
كليليا بطمأنه و دلال
" ما عاش و لا كان الي يكسر خاطرك أبدا .. و بعدين انا هصالحك .. "
زفر يوسف غاضبا ثم قال من بين اسنانه
" تمام يا كاميليا هانم اتفضلي مع صاحبتك . بس خليكي فاكراها .."
و هكذا أخرجهم من الغرفه و قام بصفق الباب خلفهم فتردد صداه في ارجاء القصر و اهتزت لصوته أجسادهم فقالت روفان بصوت عال
" كنت عارفه انك هتختاريني انا يا كامي يا صديقتي .."
وصل إلي أذنيه حديثها فغلت دماؤه من الغضب و فتح الباب قائلا بصوت صارخ غاضب
" لو سمعت صوت واحده فيكوا هاجي اكسر دماغها سامعين .."
روقان برعب
" اجري يا كاميليا هولاكو هيطلع ياكلنا .."
و بالفعل هرولت الفتاتان الي غرفه روفان التي ما أن أغلقت الباب حتي قالت كاميليا بنبرة شبه باكيه
" طلاقي هيكون علي ايدك يا روفان الكلب .."
لم ترد روفان انما قامت بالإرتماء بين أحضانها تبكي و تنوح و هيا تقول
" على مخاصمني يا كاميليا…."
في البدايه صدمت كاميليا و لكنها اخت تربت علي ظهرها و هيا تحاول مواساتها الي أن هدأت قليلا ثم قالت بحنان
" خلاص عيطي و طلعتي كل الي جواكي ممكن بقي تحكيلي حصل ايه زعل على منك و خلاكي في الحاله دي ؟"
كادت روفان أن تقص عليها ما حدث و لكنها توقفت قائله
" استني تعالي اقعدي عالسرير هنا و استنيني لحظه "
طاوعتها كاميليا و هيا تنظر بعدم فهم الي روفان التي أحضرت حاسوبها المحمول و جلست بجانبها علي السرير و قامت بتشغيله فتحدثت كاميليا قائله بفضول
" ممكن اعرف انتي بتعملي ايه ؟"
" اششش اسكتي و هتعرفي كل حاجه دلوقتي .."
و ما هيا الا دقائق الا و كانت تقوم بإحراء مكالمه فيديو مع غرام و كارما التي كانت تجلس بجانبها و ما أن انفتحت الكاميرا حتي سألت روفان بترقب
" بقولكوا ايه ماما فاطمه جمبكوا ؟".
اجابتها غرام نافيه لتنفجر روفان بنوبه بكاء و نواح مثلما فعلت مع كاميليا منذ لحظات و أعادت نفس كلماتها لتقول كارما بغيظ من نواحها
" ما تبطلي يا بت عياط هو ضربك بسكينه ؟ ما تقولي حصل ايه ؟"
هدأت نوبه بكائها قليلا و قالت بتحذير
" احنا اتفقنا أننا حزب و محدش يدخل بينا و أننا عالحلوة و المرة سوي و زي مانا بتفق علي اخواتي معاكوا انتوا كمان هتساعدوني ؟"
غرام بنفاذ صبر
" أمان يا بنتي . قولي بقي في ايه ؟"
تحدثت روفان ببكاء
هحكيلكوا "
قبل ساعه
هرولت روفان تجاه على الي كان يشعر بخطواتها خلفه و لكنه أجبر نفسه علي عدم الإلتفات إليها فهو غاضب منها و كثيرا و لكن ذلك الرجاء في صوتها أجبره علي التوقف و لكن دون أن يلتفت لها لتقوم هيا بالدوران حوله و توقفت أمامه مباشرة و هيا تخفص نظرها قائله و هيا تشعر بالذنب
" انت زعلان مني صح ؟"
مظهرها كان لطيفا و هيا تقف كالطفله المذنبه أمام والدها تريد مراضاته و لكنه أجبر نفسه علي التظاهر بالغضب حتي يعطيها درسا لحياتهما مستقبلا فرسم الغضب في لهجته حين قال
" انتي ادري ؟"
رفعت رأسها تطالعه فلاول مرة تراه غاضبا منها بل و تسمع تلك النبرة في حديث يوجهه إليها لذا نزلت دمعه فوق خديها قبل أن تقول بحزن
" انا عارفه اني غلطانه . بس والله انا مكنتش اقصد بس كنت عايزة انبه كاميليا.."
آلمه مظهرها و دموعها الغاليه كثيرا علي قلبه و لكنه تمسك بموقفه إذ قال بنبرة أقل حده
" انا نبهت عليكي كام مرة ماتقوليش ؟"
روفان بعفويه خطفت قلبه كثيرا
" بصراحه معدتهمش . بس كانوا كتير "
حاول بصعوبه اخفاء ضحكه كادت تخرج علي مظهرها و حديثها العفوي فأدرك بأنه أمام طفله لم تتعلم الكثير من الأشياء و قد كان هو أكثر من مرحب بتعليمها كل شئ علي يديه و هيا بين أحضانه و لكن فليتركها الآن تظن بأنه غاضب منها حتي تتعلم أن تستمع له و ان تلتزم بوعودها معه لذا قال بهدوء
" يعني قولتلك ماتقوليش و بردو قولتي .. عموما يا روفان انا زعلت منك اوي عشان كنت متخيل أن لما توعديني هتبقي قد وعدك معايا .."
روفان بحزن
" والله انا ."
قاطعها على قائلا بثبات
" من غير مبررات . انا كنت متخيل ان اغلي من كدا عندك . انا همشي دلوقتي عشان الوقت اتأخر و ياريت تفكري في كلامي تصبحي علي خير .."
لم يستطع مقاومه نفسه حين قام بالإقتراب منها و وضع قبله دافئه بجانب شفتيها و هو يحارب جيوش شوقه بضراوة و انتزع نفسه بصعوبه من أمامها و توجه لسيارته .
انتهت روفان بسرد ما حدث لهم و هيا تتخرط بنوبه بكاء حادة جعلت الفتيات الثلاثه ينظرون بزهول الي بعضهم البعض و كان اول المتحدثين كارما التي قالت باندهاش
" هيا طبيعيه كدا و لا انا الي جالي تخلف و لا ايه؟"
كاميليا بتحسر
" لا ياختي هيا كدا ( ثم وجهت انظارها الي تلك التي كانت تبكي بين أحضانها و هيا تقول ) " الله يسامحك يا روفان ضربتيلي الليله .. بقي دا سبب يخليكي تعملي كدا . "
هنا تدخلت غرام صائخه
" بت يا اوزعه الكلب انتي . انتي بتعيطي ليه اومال لومكنش باسك قبل ما يمشي كنتي هتعملي ايه هترمي نفسك من البلكونه ؟"
روفان بإندفاع
" ماهو باسني من خدي !!"
صُدِم الثلاثه من تصريحها العفوي و سرعان ما تحولت صدمتهم الي ضحك هستيري دام لدقائق و هيا تنظر إليهم بغضب لتكون غرام اول المتحدثين حين قالت بتخابث
" اه يا سافله اومال كنتي عيزاه يبوسك فين ؟"
و أضافت كارما ساخره
" شوف ياخي و احنا الي كنا فاكرينك مؤدبه ؟"
و تدخلت كاميليا قائلا بمزاح
" يخربيتك ضحكتيهم عليكي يا هبله .."
ضاقت ذرعا بما يحدث و قد حزنت بسبب مزاحهم و قالت بحزن
" كدا بتضحكوا عليا و مش هاممكم زعلي ! انا غلطانه اني فكرتكوا اصحابي و حكتلكلكوا"
تأثر الثلاثه من مظهرها الباكي الحزين و قالت كارما لتراضيها
" والله أبدا احنا بنهزر معاكي بس انتي عندك حق ازاي يعمل كدا. مهما كان الي حصل ايه مكنش ينفع يمشي و يسيبك زعلانه ."
و شاطرتها غرام الرأي و هيا تقول بقوة
" وحياة دموعك الغاليه دي لهجبهولك زاحف ابن فاطمه .. بصي وقع في ايدين الي مبترحمش .. "
و تدخلت كاميليا قائله بحماس
" ايوا بقي يا ميمو عايزين خطة من بتوعك كدا متخرش الميه "
ضيقت غرام عيناها و هيا تفكر حتي اتتها فكرة ماكرة جعلتها تقول بصياح
" بااااس لقتها .. عارفه يا روفان انتي امك دعيالك ايوالله دعيالك لقتلك خطه هتجبلك على اخويا حافي علي بيتكوا .. انا اساسا من زمان نفسي اخدمه و اهو جه علي حجري برجليه ."
تحمست روفان و قالت بلهفه
" بجد يا ميمو .. "
" بجد يا عين ميمو ."
كاؤما بحماس
" طب قولي لنا يا ميمو عالخطه بسرعه "
شرعت غرام في سرد الخطه خطوة خطوة و كانت الفتيات ينظرن إليها بإنبهار الي أن اختتمت حديثها قائله بتشفي
" و بكدا نبقي جبناه لحد عندك يصالحك و يعتذر كمان ."
تحدثت كاميليا بفخر
" الله عليكي يا ميمو . هيا دي الخطط و لا بلاش .."
و وافقتها كارما الرأي و اخيرا تحدثت روفان التي قالت بإنبهار
" ايه يا ميمو الدماغ دي .. دانا لو طولتك دلوقتي وربنا هبوسك .لا بس انا كمان هخدمك .. عارفه انا سمعت أدهم اخويا كان بيقول لمازن من شويه انا عامل حتته مفاجأة لغرام هتخليها تتشل من الفرحه "
برقت عيناها و شعرت بألم حاد في اعلي معدتها و قالت بذعر
" هيا قالت ايه ؟"
اجابتها كارما بحماس
" قالت أم ادهم عاملك مفاجأة يا بنت المحظوظه "
غرام برعب
" ياما . ايه الحدوته الي تخوف دي ؟؟ يا تري هيعمل فيا ايه المرادي . لا انا مش حمل نطة تانيه .. ياريتنا ما اتصالحنا .."
كاميليا بتوبيخ
" تصدقي انك بت مش وش نعمه. "
غرام رنواح
" اه فعلا انا مش وش نعمه .. مانتي مجربتيش تجري ييجي عشرة كيلو بسبب البيه .."
ظلت الفتيات تتحدث لوقت طويل. أخيرا انتهت المحادثه وتوجه كلا منهم إلي غرفته و ما أن دخلت غرام الي غرفتها و هيا تقول بخوف
" والنبي يا رب أهديه و يبطل مفاجأته الي هتجيب أجل حد في يوم دي "
و ما أن أنهت دعائها حتي سمعت صوت حفيف الأشحار بالقرب من شرفتها فتقدمت بحذر الي باب الشرفه تري ماذا يحدث في الخارج و إذا بها تري ذلك المجنون الذي أطل برأسه من بين اوراق الشجر لتشهق مصدومه حين قال بلهفه
" أخيرا يا شيخه جيتي دانا بقالي ييجي ساعه متشعبط في الشجرة مستنيكي "
تقدمت غرام منه و هيا تقول بصدمه
" انت بتعمل ايه هنا يا مجنون ؟"
ناظرها أدهم بوله ما أن رآها بتلك الملابس المكونه من بلوزه قصيرة بلا أكمام و فوقها كنزة من الصوف تصل لمنتصف معدتها و تحتهما شورت قصير للغايه يبرز جمال ساقيها و قد كانت خصلاتها الحريريه تنطلق بحريه خلف ظهرها فأسره مظهرها الفاتن و سلب أنفاسه و جعل قلبه ينبض بجنون بين ضلوعه و تحشرج صوته حين قال
" هو في حد يشوف الجمال دا كله ويفضل عاقل ؟"
عضت غرام علي شفتيها ما أن انتبهت بمظهرها و كانت علي وشك الهرب منه حين امتدت يداه تمسك بيدها و قام بإلصاقها به بعنف فلم يكن يفصل بينهم سوي السور الحديدي للشرفه فقام بلف ذراعه حول خصرها و هو يقول بلهفه
" استني راحه فين ؟ بقي تخطفي قلبي كدا و عايزة تمشي و تسبيه ؟"
غرام بخجل
" أدهم بطل كلامك دا ؟"
أدهم بتحسر
" يا بنتي وربنا مُجبر اقضيها كلام بس دلوقتي لحد ما يتنيلوا يجوزونا .. بس بعد ما نتجوز و ربنا ما هسيب مجال لأي كلام . هستغل الوقت اسوء استغلال "
فهمت المعني خلف كلماته فزاد خجلها مما جعلها تحاول تغيير الموضوع إذ قالت بخفوت
" مقولتليش جاي دلوقتي و طالع عالشجرة كدا ليه ؟
تحولت نظراته للعشق حين قال بصوت أجش
" جاي عشان اقول ل غرامي اني مجنونها و اني بعشقها و مقدرش اعيش لحظه واحده من غيرها "
شعرت بان قلبها تضخم من فرط روعه ما اشعرتها به كلماته الجميله و وجدت يدها تمتد الي جانب وجهه تتلمسه بحنان قبل ان تقول بتأثر
" تعرف اني كنت بحلم بحاجه شبه الي انت عملته دا اوي .. كان امنيه حياتي أن فارس احلامي ييجي تحت بلاكونتي و يجبلي ورد و يقولي أنه بيحبني "
لمعت عيناه قبل أن يقول بلهفه
" ثانيه واحده "
ثم اختفي بين اوراق الشجرة و خرج ممسكا بباقه كبيرة من الورود الحمراء و قدمها إليها بطريقه رومانسيه كثيرا و هو يقول بتمهل
" بحبك يا غرامي .."
من فرط سعادتها شعرت بالدموع تتدفق من عيناها فقد تحقق حلمها بل و بطريقه اجمل و قد كان شعورها الآن اروع من أن تستمع وصفه لذا اكتفت بكلمه واحده خرجت من اعماق قلبها
" و انا كمان بحبك اوي .."
في الاسفل كان مازن يتحدث بصوت خفيض و لكن غاضب من ذلك الذي يقف اعلي السلم و يعيش دور روميو و يتركه هو يمسك له السلم حتي لا يقع و قد تجمدت أطرافه من البرد وآلمته يداه فأخذ يقول بنبرة اعلي قليلا
" ما تخلص يا هباب الطين انت .. ايدي وجعتني و رصرصت من البرد "
سمعت غرام صوت أحدهم فقالت بإستفهام
" ايه دا صوت مين دا "؟
أدهم بإختصار
" دا زفت مازن ماسكلي السلم . سيبك منه يتحرق المهم كملي كنتي بتقولي انك بتحبيني و ايه كمان ؟؟"
اخفضت نظراتها بخجل قبل أن تقول بخفوت
" و بموت فيك .."
في الاسفل كان على يجلس بمكتب جده يتابع اوراق قضيه جديدة يعمل عليها او هكذا كان يهرب من قلبه الذي كان يعذبه علي تركه لمحبوبته و هيا حزينه بهذا الشكل و لكنه شعر بحركه في الأسفل و سمع صوتا خفيض يأتي من النافذة فتقدم بخفه ليري ماذا يحدث هناك و من حسن حظه بأنه كان يضئ نورا خافتا بجانب المكتب فمن بالخارج لا يراه فأخذ يدقق النظر فلم يري شئ فقام بالخروج و توجه إلي المطبخ و خرج من الباب الخلفي ليري من هناك و بيده سلاحه يتأهب للتصويب ما إذا كان هناك لصوص و لكنه تفاجئ بمازن الذي كان يمسك سلم و لكن مهلا لماذا ؟ فنظر للأعلي و برقت عيناه عندما رأي شقيقته تقف مع أدهم الذي يعتلي السلم و بيدها باقه حمراء ففطن لما يحدث و غضب كثيرا من هؤلاء الأوغاد و قال بوعيد
" ماشي يا كلاب بقي بتقطعوا عليا و جايين تعملوا كدا من ورايا أما وريتكوا "
كان مازن يسب بداخله ذلك الوغد المسمي بأدهم الذي أقسم بأنه لن يمكث كثيرا فقط خمس دقائق حتي يفاجئها و يقدم باقه الورود و هاهو يقف معها منذ أكثر من نصف ساعه و لا يهتم لنداءاته فأخذ يتوعد له و لكن فجأة سمع صوت يقترب منه فنظر حوله و لكن لم يجد شئ فزفر بحدة و لكنه تفاجئ عندما وجد هذا الكائن الضخم يتقدم نحوه و الذي لم يكن سوي كلب ضخم و خلفه يأتي اربعه من نفس فصيلته شعر مازن بأن حلقه جف من فرط الخوف و پانه هالك لا محاله و خاصتا عندما وجد الكلاب تزمجر فهو كان يعرف تمام المعرفه كيف يتعامل معهم و لكن في تلك اللحظه لا يعلم ماذا دهاه ليقوم بترك السلم و يهرول في الإتجاه الآخر ليجن جنون تلك المخلوقات المرعبه و تقوم بالقفز خلفه حتي اهتز السلم بأدهم الذي كان يقترب من شفتيها ليضع قبله تعبر عن ما يجول بقلبه من عشق خالص لها و ما أن أوشك علي اقتناصها حتي وجد نفسه يتحرك للجانب الآخر بقوة ليسقط من فوق السلم بين أغصان الشجرة التي حمته من الوقوع علي الأرض و بتحطم رأسه فصار يسب بداخله من فرط الوجع و قام بالنزول من فوق الشجرة بتمهل فقد كانت عظامه تؤلمه بشدة من تلك السقطه القويه و أخذ يتوعد مازن بالقتل و لا يعلم بأن صديقه كان يجري بأقصي سرعته و الكلاب من خلفه تعدو بسرعه رهيبه و مازن أمامهم يصيح
" الله يخربيتكوا نفسي اتقطع .. حد يكعبل ولاد الكلب دول "
سمع أدهم صوته فأخذ يبحث عنه و إذا به يرى الكلاب تجري خلفه فسقط في نوبه ضحك كبيرة لم يخرجه منها سوي صوت زمجرة قويه خلفه فتسمر في مكانه و حاول الإلتفات بهدوء و لكنه تفاجئ بمخلوق ضخم ينظر إليه بجوع و أنيابه تلمع في ضوء القمر فوجد نفسه يهرول بأقصي سرعته و هو يقول بذعر
" الحقونااااااي"
أخذ يعدو الي أن وجد مازن الذي كان علي الجهه الآخري يجري بأقصي سرعته و هو ينوح و قد اوشك نفسه علي الإنقطاع فتباطئت سرعته قليلا فجاءته صرخات أدهم الذي كان يجري بأقصي سرعته
" حاسب ياد يا مازن الكلب هيهبرك .."
دونا عنه اخذت قدماه تسابق الريح في محاوله للنجاة من براثن تلك الوحوش الضاريه و علي الجهه الآخري كان أدهم يجري بأقصي سرعته و هو ينوح قائلا بهستيريا
" حرااام .. دانا جاري ييجي عشرة كيلو الصبح .. "
اخيرا استطاع الإثنان الإختباء خلف إحدي الأشجار و هما يلهثان و تكاد أرواحهم تفارقهم من كثرة العدو و سقطوا علي الأرض بتعب ليتحدث أدهم بأنفاس مقطوعه
" اه يانا يا ما ايه الي بيحصل دا .. يالهوي دانا جريت جري النهاردة مجراهوش حمار في طابونه .. "
شاطره مازن الحديث إذ قال بلهاث
" الله يخربيتك و يخربيت معرفتك السودا.. انا هموت مش قادر "
ما أن انهي جملته حتي سمعا صوت زمجرة و تلك الوحوش تقترب منهم مرة آخري فهلع الإثنان و صرخ كلا منهما في نفس واحد
" لاااااااااااا"
اخذ الإثنان يجريان بأقصى سرعه يمتلكانها و كان كلا منهما يصرخ بإسم محبوبته عسي أن تستطع إنقاذه و بالفعل توجهت غرام الي كارما و هيا تقول بصراخ
" الحقي يا كارما أدهم و مازن تحت و الكلاب بتجري وراهم . هيموتوهم .."
هبت كارما من مكانها و هيا تقول بذعر
" بتقولي ايه يا غرام ؟"
غؤام بنفاذ صبر و هيا تتوجه الي الأسفل
" انتي لسه هتسألي بقولك الكلاب هتموتهم تحت."
هرولت الفتاتان الي الأسفل و تفاجأ بوجود على الذي كان يناظرهم بوعيد فتسمرا أمامه و لكن اصوات الشباب في ال
اخذ الإثنان يجريان بأقصى سرعه يمتلكانها و كان كلا منهما يصرخ بإسم محبوبته عسي أن تستطع إنقاذه و بالفعل توجهت غرام الي كارما و هيا تقول بصراخ
" الحقي يا كارما أدهم و مازن تحت و الكلاب بتجري وراهم . هيموتوهم .."
هبت كارما من مكانها و هيا تقول بذعر
" بتقولي ايه يا غرام ؟"
غؤام بنفاذ صبر و هيا تتوجه الي الأسفل
" انتي لسه هتسألي بقولك الكلاب هتموتهم تحت."
هرولت الفتاتان الي الأسفل و تفاجأ بوجود على الذي كان يناظرهم بوعيد فتسمرا أمامه و لكن اصوات الشباب في الخارج جعلت كارما تقول بخوف
" على الحق الكلاب برة بيجروا ورا أدهم و مازن "
على بهدوء مستفز
" ايوا مانا الي طالقهم وراهم .. خليهم يتربوا "
صدمت الفتاتان و قالت غرام بغضب
" على انت بتقول ايه ؟"
عغى بصراخ
" بقول الي سمعتيه.. اتفضلي منك ليها علي اوضكوا ."
جفلت الفتاتان و قاموا بالهروله صاعدين للأعلي أما عنه فقد ابتسم بتخابث قبل أن يقول
" أما ربيتكوا يا كلاب مبقاش انا "
***************
في مكان آخر نجد سميرة التي يتآكلها الغضب فقد اتي راغب مثل كل يوم و قام بجلب العصير إليها حتي تتجرعه فاوهمته بذلك و قد كانت تموت حتي تعلم إذا يحدث بينه و بين تلك الحيه التي ربتها علي يديها لتقوم بلدعها و بعد مرور نصف ساعه كانت تمثل انها تغط في نوم عميق عندما شعرت باقتراب أحدهم من الغرفه و كان ذلك راغب الذي كان يتأكد من أنها نامت بالفعل و اغلق الغرفه و خرج و ابتسامه خبث ترتسم علي شفتيه ..و بعد مرور نصف ساعه آخري توجهت بأقدام ثقيله الي غرفة نيفين التي كانت بجناح بعيد كل البعد عن غرفتها و ما أن اقتربت حتي سمرتها في مكانها تأوهات الخيانه الصادرة من كليهما خلف ذلك الباب الذي تود لو تحطمه في تلك اللحظه و تقوم بقتل كلا منهما و بالفعل اقتربت تنوي إحراق الجميع بنارها و لكنها وجدت يد تكمم فاهها و تقبض بقوة علي يديها تجذبها للخلف و الذي لم يكن سوي فاتح الذي اخذها الي غرفته و اغلق الباب و هو يناظرها بشماته يخفيها جيدا خلف قناع الغضب الذي جعله يقول بحدة
" بتعملي ايه ؟ انتي عايزاه يخلص عليكي ؟"
سميرة بقهر
" مش هيلحق لا هو و لا هيا أنا كنت داخله ادفنهم بإيدي "
فاتح بسخريه
" تدفني مين ؟ قبل ما تقربي منهم هيكون ضاربك طلقه في نص دماغك جايب اجلك ."
اخذت تدور بالغرفه من شدة القهر الذي يأكل داخلها فاوقفتها كلمات فاتح
" عايزة تاخدي حقك يبقي بالعقل . مش بالجنان دا و تضربيه من غير ما يعرف الضربه جتله منين "
عندما تفوه بتلك الكلمه لمعت بعيناها فكرة جعلتها تبتسم بشر إذ قالت
" تصدق عندك حق ! انا عارفه بقي هضريه ازاي و بمين "
اختتمت جملتها و تركته متوجهه الي غرفتها و قامت بجلب شئ ما من مخبئ سري بين طيات ملابسها و اقتحمت غرفة رائد الذي كان يتحدث مع محبوبته علي الهاتف فهب من مقعده حين رآها و خلفها فاتح الذي دلف و اغلق الباب خلفه و الغضب يأكله منها و ما أوشك علي أن يعنفها حتي وجدها تنظر إلي رائد قائله بقوة
" قبل ما تاخد حقك من ولاد الحسيني خد تارك من الي يتمك و أبوك عايش علي وش الدنيا .."
تسمر الإثنان في مكانهما و لم يستطع كلاهما التفوه بحرف لتأتي كلماتها التاليه بحقد حين قالت
" خد المفتاح دا و انزل آخر دور تالت اوضه علي ايدك الشمال افتحها بالمفتاح دا و ادخل هتلاقي فيها برواز كبير اضغط عليه من النص هيدخلك اوضه سريه و وقتها هتعرف اقصد ايه ؟"
لم يتفوه بحرف و لم يستمع لتحذيرات فاتح و إنما انطلق حيث أخبرته وما أن فتح باب تلك الغرفه حتي تسمر في مكانه و جحظت عيناه من هول الصدمه و هو يقول
" انت!!!!"