رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل التاسع والستون بقلم نورهان ال عشري
أخبرتني امي ذات يوم : يا بُنيتي قبل أن تحرقي قلبك من أجل أحدهم تأكدي بأنه يستحق ..
فأخبرتها يا أمي آه لو تعلمين ان روحي من تتمني الإحتراق فداءا لعينيه ..
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
كل مواساة هذا العالم لا تكفي لجعلي اتحمل لوعه و مرارة غيابك ….
توقف قلبه عن الخفقان لحظه سمع استغاثتها و تلك الرجفه في صوتها و التي توحي بمدي رعبها الذي جعل كل خليه به تنتفض ألما و ذعرا فخرج اسمها من بين شفتيه بلهجه ملتاعه
" كاميليا."
لم يتثني لها أن تجيبه فقد أخذ راغب الهاتف من يدها و أطلق قهقهه شيطانيه قبل أن يقول بلهجه مقيته
" ها . مقولتليش ايه رأيك في المفاجأة بتاعتي اكيد عجبتك ؟"
غلت الدماء بعروقه و خرجت النيران من أنفه علي هيئه انفاس غاضبه قبل أن يقول بلهجه ملتهبه و متوعدة
" و رحمه ابويا لو فكرت تقرب منها خطوة واحده هخليك تتمني الموت و متطولهوش.."
اهتز لتلك النبرة المتوحشه في صوته و لكنه تذكر كل تلك الكروت التي بيديه فوزع نظراته علي ذلك الثلاثي المقيد أمامه فكان أول ما وقع عيناه عليه هيا كاميليا التي كانت تحاول اخفاء رعبها من لك المخلوق الكريه خلف ستار من القوة و تجاهد حتي لا تذرف الكثير من الدموع و علي يمينها هند التي كانت نظراتها منقسمه الي غضب مقيت لذلك الشيطان و خوف مريع علي ذلك المقيد علي المقعد في الجانب الآخر و رأسه ملقي الي الأمام فقد كان يرقد في غيبوبه عميقه بفعل ذلك المخدر الذي وضعه له في المشروب
عادت نظراته تلمع من جديد و هو يقول بفخر
" شوف بقي كلامك الي مالوش لازمه دا نساني اكملك باقية المفاجآت .. الحقيقه اني عندي مفاجأتين تانيين هما مش بحجم المفاجأة الأولي بس بردو يعزوا عليك .. مشرفني هنا رائد الحسيني و مراته . طبعا هما مش فاضيين يسمعوك صوتهم عشان البيه في غيبوبه و الهانم مرعوبه عليه بس انت اكيد مصدقني ها ايه رأيك بقي في باقية مفاجآتي ؟؟ "
توالت الصدمات فوق رأسه فاخر يدور حول نفسه و هو يقول بزئير
" عملت في اخويا ايه يا حيوان ؟"
راغب بسخريه
" اخويا !! تصدق الكلمه طالعه من بقك زي العسل والله .. ياخي دانا قشعرت . "
قاطع يوسف إستفزازه قائلا بصراخ
" اقسم برب العزة يا راغب الكلب لهخلي نهايتك ابشع ما خيالك يتصور . انطق قولي عملت فيه ايه و فين فاتح ؟"
راغب بغضب
" فاتح . تقصد الكلب الي عض الإيد الي اتمدتلي . لا متقلقش عليه زمانه قابل رب كريم دلوقتي "
يوسف بصراخ
" هخليك تحصله قريب بس صبرك عليا"
راغب بوعي
" مش هتقدر . و إلا تبقي بتحكم بالموت علي حبيبة القلب و اخوك و الزباله دي . اهدي كدا و حكم عقلك "
حاول يوسف تجاهل تلك الغصه التي تتوسط حلقه مانعه عنه التنفس و أشار إليه مازن لأن يفتح مكبر الهاتف ففعل و حاول الثبات قدر الإمكان قبل أن يقول بحنق
" عايز ايه ؟"
راغب بسخريه
" كدا تعجبني .. بص يا سيدي انا مش هطلب اكتر من حقي "
يوسف بحنق
" و ايه هو حقك بقي أن شاء الله!"
راغب بشر
" احقق حلمي الي قعدت سنين احلم بيه و اخططله . اشوف ولاد عامر الحسيني بيموتوا بعض .. "
أطلق يوسف السباب و أخذ يدور حول نفسه كنمر غاضب يوشك علي الفتك بأحدهم ليجد ذلك الشيطان يقاطعه قائلا بسخرية
" والله يا يوسف انا كنت عايز اعمل كدا قبل ما الحيوان دا يعرف الحقيقه بس من حسن حظي أن كل حاجه هتبقي عالمكشوف ."
يوسف بإنفعال
" والله ما هرحمك و هخلي نهايتك عبرة لكل الي يفكر يقرب من عيلة الحسيني "
راغب بتهكم
" وماله.. انا بحب التحدي .."
يوسف بنفاذ صبر
" اخلص و قول عايز ايه ؟"
" في شحنه هتمر كمان ساعه علي الكمين الي في (.) و الظابط الي هيكون في الكمين هو عمرو الرفاعي ابن عم على بيه . الشحنه دي لازم تعدي و إلا تترحم عالحلوين الي معايا . "
حبس يوسف أنفاسه غضبا و قال بحدة
" و اضمن منين انك متأذيهمش ؟"
راغب بسخرية
" لا مانتا هتكون معايا بتطمن عليهم بنفسك . قدامك ساعه بالظبط و تكون في المكان الي هقولك عليه. عشان نشوف موضوعنا علي رواقه .'
يوسف من بين اسنانه
" مكان ايه الي عايزني اجيلك فيه "
راغب بسخرية
" لا يا حلو هقولك المكان لما الشحنه تعدي . انت دلوقتي زي الشاطر تطلع علي طريق (..) و تستني إشارة مني و اول ما الشحنه تعدي من الكمين و توصل بيتها هعرفك تروح فين بالظبط . و طبعا مش محتاج اقولك بقي تيجي لوحدك و اوعي تعرف البوليس و الكلام الفاضي دا عشان انت عارفه لوحدك .."
اغلق راغب الخط فانفلتت صرخه غاضبه من فم يوسف الذي كان قلبه يحترق في الجحيم خوفا بل رعبا علي محبوبته و أخاه فقد شعر لأول مرة بأنه أخطأ و لكن ذلك الخطأ سيكلفه الكثير الذي لن يستطع تقبل خسارته أبدا .
كان الجميع حوله يشاطرونه الغضب و الخوف الذي تجلي في نبرة أدهم حين قال
" الكلب دا ازاي قدر يوصل لكاميليا و هند ؟"
مازن بحنق
" اكيد في خاين في القصر غير ناصر . "
على بإنفعال
" مفيش حاجه اسمها خاين احنا عاملين احتياطاتنا كويس ."
امسك أدهم هاتفه و شرع بالإنصال بالقصر ليطمئن علي الجميع فتلقي تحذير صامت من يوسف الا يخبرهم بشئ لذا حين ردت روفان حاول أن يبدو صوته هادئا و هو يطمئن علي الجميع فطمأنته فأخبرها بأن كلا من كاميليا و هند برفقه يوسف في الخارج و اغلق الهاتف ليتحدث يوسف الذي كان العذاب يرتسم بنظراته التي كانت تتنافي مع حدته حين قال
" . على عايزك تكلم عمرو و تفهمه الي حصل . الشحنه دي لازم تعدي بأي شكل . انا مش مستعد اخسر حد منهم أبدا ."
على بطمأنه
" متقلقش يا يوسف . اعتبره حصل ."
نظر يوسف إلي مازن و أدهم قائلا بصرامه
" هتطلعوا عالبيت تأمنوا القصر كويس . و متحسسوش اي حد بأي حاجه و لو حد سأل علي كاميليا أو هند قولولهم أنهم معايا .. مفهوم "
لم يصدق أدهم ما سمعه لذا قال مستنكرا
" انت بتقول ايه يا يوسف ! في كارثه زي دي و تقولنا روحوا عالقصر . احنا مش هنسيبك أبدا ."
تدخل مازن موافقا
" كلام أدهم مظبوط يا يوسف . الحرس في القصر هيأمنوه و انا هضاعف الحراسه هناك لكن مش هنسيبك ."
يوسف بغضب
" هيأمنوه كويس ! .و لما هما هيعرفوا يأمنوه كويس كاميليا و هند بيعملوا ايه عند الكلب دا . اسمعوا الي بقول عليه و نفذوه بالحرف. انا معنديش وقت اضيعه في الكلام و مش عايز بلاوي تانيه ."
مازن بغضب
" يا يوسف دا انتحار . هتروح لوحدك عند الكلب دا ازاي ؟ و بعدين هو خد الي هو عايزه و الي يقدر يساومك بيه مش هيقرب من القصر و لا الي فيه تاني ."
زمجر يوسف بغضب
" لا يا مازن مخدش الي هو عايزة .. راغب عايز ينفذ انتقامه. و انتقامه دا أنه يشوفني انا و رائد و احنا بنموت بعض .. و دا يحصل قدام جدي .."
نظر الإثنان الي بعضهما البعض و قد فهما ما يرمي إليه يوسف الذي كان التصميم باد في عيناه حين اقترب منه على الذي قال بلهفه
" كل شئ تحت السيطرة . ناوي تعمل ايه تاني ؟"
يوسف بغموض
" هروحله بس قبل ما اروح له لازم اطمن عليه فاتح ."
أدهم بإستفهام
" هو مش قالك أنه خلص عليه ."
يوسف بتفكير
" مش مصدقه . و كمان فاتح كان شاكك فيه فاكيد كان مأمن نفسه كويس "
على بإستفهام
تقصد ايه يا يوسف ؟"
أخذ يوسف ينظر إلي البعيد و هو ينكر ما حدث عصر اليوم
في وقت لاحق
كان يوسف يترجل من سيارت بعد ما صفها أمام باب القصر ليتفاجئ برنين هاتفه الذي أضاء بإسم فاتح فأجاب علي الفور لياتيخ صوت أنثوي تعرف عليه في الحال
" يوسف الحسيني ؟ "
يوسف بفظاظه
" انتي مش عارفه متصله علي مين ؟"
سميرة بارتباك
" لا طبعا عارفه .. فاتح الي قالي اتصل عليك . و اقولك تقابلني في المكان (..) عشان اسلمك حاجات مهمه ."
يوسف بشك
" و هو مكلمنيش ليه ؟"
سميرة بتوتر
" معرفش . بس هو تقريبا حاسس ان راغب شاكك فيه . المهم انا خرجت دلوقتي راحه كوافير (..) هقابلك كمان نص ساعه في الباب الخلفي اديلك الظرف الي قالي عليه و همشي علي طول . احسن راغب يشك فيا انا كمان ."
اغلق يوسف الخط معها و عاد إدراجه الي ذلك المكان حيث أخبرته و انتظرها في سيارته لبعض الوقت قبل أن يتفاجئ بها تفتح باب السيارة الأمامي و تجلس بجانبه التفت اليها ليجدها تقول بلهفه
" دا الورق الي فاتح قالي اسلمهولك ."
ناولته الملف فامسكه يوسف و أخذ يبحث به فوجد الكثير من الأوراق و فلاشه صغيرة و قبل أن ينظر داخل الورق تفاجئ بكلماتها حين قالت
" علي فكرة محمود لسه عايش ممتش ؟"
توقفت يداه عن التقليب في الأوراق و نظر إليها بصدمه لتأكد علي حديثها قائله
" راغب كان حابسه في اوضه سريه محدش يعرف مكانها و في يوم و هو سكران قعد يلخبط في الكلام و قالي أنه حابسه عشان يعذبه و ينتقم منه و علي فكرة رائد كمان شافه امبارح و كان راغب هيكشفه هو و فاتح لولا انا لحقتهم. "
تجاوز صدمته و قال بغضب
" الكلب دا مسابش حاجه وحشه معملهاش .. "
سميرة بتوتر
" يو . يوسف . انا ماليش دعوة بيه انا ساعدتكوا اهوة . انا بعيد عن كل الي بيحصل دا .."
ارتسم الإشمئزاز في نظراته التي كانت تطالعها فقال بإحتقار
" انزلي ."
برقت عيناها من لهجته و نظراته و ارتعبت حين قال بلهجة قويه
" قولتلك انزلي ."
اطاعته بلهفه فقد كانت تخشاه كثيرا و خاصتا بعدما انكشف كل شئ أمامه .
عودة الي الوقت الحالي
انتهي يوسف من سرد ما حدث وسط نظرات الدهشه من الجميع التي كان أول من تغلب عليها هن على حين قال بغضب
" هو ازاي دا بني آدم . دا الشيطان ميعملش كدا ."
أدهم بحنق
" الله يلعنه مطرح ما هو .. "
وجه أنظاره الي يوسف متابعا
" انا هخاف عليك تروح لوحدك يا يوسف . دا مجنون و مش هتقدر لوحدك دا ممكن يعمل اي حاجه و أنا مش هتحمل انه يأذيك .."
خرج الكلام من عمق الوجه الكامن بداخله من فقدانه لقطعه من روحه فتحشرج صوته حين قال
" ما هو فعلا آذيني يا أدهم . دا واخد روحي عنده . كاميليا معاه هناك و رائد كمان معرفش عمل في ايه و هند الي ملهاش ذنب في كل دا و الي وعدتها اني هرجعلها جوزها صاغ سليم . هيأذيني ايه اكتر من كدا ؟؟ في ايه تاني ممكن ابكي عليه . مراتي و اخويا و مراته في ايد واحد مجرم و مجنون زي دا عايزني استني ايه تاني ؟؟؟
قال جملته الأخيرة صارخا بوجع نفذ الي قلوبهم جميعا فقد شعروا بمدي معاناته مع قلب ممزق من الخوف و الوجه و عقل يرتجف من الذنب و ضمير لا يرحم ومسئولية كبيرة أُلقيت علي عاتقه منذ أن كان شابا مراهقا كل هذه الأشياء اجتمعت في آن واحد لتشكل جملا ثقيلا لا يقوم أحد علي تحمله و هذا ما كان يشعر به فهو بالكاد قادر علي الوقوف علي قدميه و لا يملك رفاهيه الإنهيار و لا يملك سوي خيار واحد فقط الحفاظ علي سلامه الجميع و علي رأسهم محبوبته و عشقه الاول و الأخير .
كان على يشعر بما يدور بخلده كثيرا فهو أكثر من يشبهه و يعلم ما هي مسئوليه أن يحمل المرء علي عاتقه حمايه عائله بأكملها لذا تدخل قائلا ببساله
" انت مش لوحدك يا يوسف احنا في ضهرك . و كلنا واثقين فيك حتي الي كاميليا و رائد و هند واثقين فيك بعد ربنا . قولنا ايه في دماغك و احنا هننفذه . و ربنا هيقف حملنا بإءن الله ."
شاطره مازن الرأي و قد شعر بمعناه صديقه فكلا منهما كان يشعر به بطريقه معينه و لإن مازن اقربهم إليه اقترب منه و ربت بقوة علي كتفه و هو يقول بصدق
" انا بقي مش معاك و بس لا دانا رقبتي فداك يا حسيني . و بعون الله مش هيطلع علينا نهار غير و مراتك في حضنك هيا و اخوك "
ابتسم يوسف بإمتنان لتأتي كلمات أدهم الذي كان يشعر بنيران آخاه فكلاهما يحملا نفس الدماء الحارة و قد كان يريد به أباه الذي شب علي أكتافه و احتمي به طوال تلك السنوات لذا قال بقوة
" معرفش غيرك اب تاني اسمع كلامه و لا اقدمله روحي حتي من قبل ما يطلبها . "
هز رأسه و رسم ابتسامه صادقه علي محياه و لكنها لم تصل إلي عيناه فقد كان يكتوي بنار الفقد التي جعلته يقول بقوة
" أدهم انت و مازن هتروحوا عالقصر زي ما اتفقنا انا واثق أن الكلب دا عايز يحرق قلب جدي و مش هينفذ خطته غير في وجوده ."
مازن بلهفه
" اطمن يا يوسف الموضوع دا عندنا ."
اماء برأسه و وجه أنظاره الي على الذي قال بإستفهام
" هاجي معاك يا يوسف و متخافش مش هخليه يشوفني ."
يوسف بتفكير
" انتي هتجيلي فعلا يا على بس بعد ما اعرف انا رايح فين .. و لحد ما اعرف في مشوار مهم لازم تعمله . عشان نبقي ماشيين صح .."
تابع يوسف شرح باقي الخطه التي وضعها بإحكام و ما أن انهاها حتي انطلق الجميع كلا في وجهته فاستوقف يوسف على قائلا بصوت حاول أن يبدو ثابتا
" على .. لو جرالي حاجه خلي بالك من روفان . و متزعلش منها . روفان بريئه اوي لدرجه يمكن متصدقهاش . بس انا الي مربيها و عارفها كويس "
اهتز على لحديثه و لكنه حاول رسم القوة علي ملامحه و هن رأسه دون حديث و انطلق الي وجهته فأمسك يوسف بأحد هواتفه و قام بإرسال شئ ما و ارفقه برساله صوتيه فحواها
" حان الوقت !"
****************
تساقطت دموعها براحه أخيرا و هيا تنظر إلي ذلك الباب الذي انغلق حين خرج ذلك الشيطان بعد أن أغلق الهاتف مع يوسف ملقيا عليهم بعض نظرات السخريه لتتنفس الصعداء و التفتت الي هند التي كانت علي الجانب الأيمن منها و قد كانت ترتعب من مظهر رائد الذي كان رأسه ملقي أمامه لا تعلم ماذا اصابه هل وقع تحت تأثير مخدر أو ماذا فعل به ذلك الشيطان و قد اجتمع شوقها مع قلقها ليشكلا شعور هائل لا تستطع تحمله فأخذت ترتجف و تتساقط العبرات من مقلتيها اليت كانت متعلقه به غير قادرة علي التفوه بأي حرف فاتتها كلمات كاميليا التي اشفقت علي مظهرها فقالت بحنان
" اهدي يا هند دا شكله متخدر متقلقيش اكيد مفهوش حاجه ."
استطاعت أن تخرج صوتها الذي كان يشوبه نشيج بكائها و هيا تقول
" لا يا كاميليا قلبي بيقولي أنه فيه حاجه . "
كاميليا بنفي
" والله ابدا انا سامعه صوت نفسه . اهدي انتي عشان خاطري خلينا نفكر هنخرج من هنا ازاي ؟'
لم تكد تنهي جملتها حتي تفاجئوا بالباب الذي انفتح و أطلت منه عينان بلون الشر و ملامح خبيثه لأفعي كانت تتدلل في مشيتها و هيا تتجه إليها تناظرها بتشفي تجلي في نبرتها حين قالت
" كاميليا الحسيني .. و أخيرا اتقابلنا . تعرفي انك كنتي وحشاني موت ."
ناظرتها كاميليا بحنق و قالت بإحتقار
" بس انتي مكنتيش وحشاني أبدا انتي آخر واحده كنت اتمني اشوفها في حياتي ."
نيفين بسخريه
" والله يا روحي القلوب عند بعضها . انتي بس الي مستنتيش لما اكمل كلامي . انا اقصد اني كان واحشني اشوفك مزلوله و زي الكلبه كدا قدامي بتطلبي مني ارحمك ."
تجاهلت كاميليا خوفها و ارتفع الادرينالين بدمها مما جعلها تقهقه بسخريه و هيا تقول
" انتي وصل بيكي الحقد مني إنك تتخيلي و تصدقي تخيلاتك .. مين هنا طلب منك ترحميه !! و لا مين هيطلب اساسا. هو انتي مفكره نفسك بقيتي بني آدمه و ممكن كاميليا الحسيني تستعناكي اصلا .. لا يا نيفو في رأيي انك الي محتاجه حد يرحمك و يوديكي تتعالجي احسن انتي كدا يا حرام حالتك بقت تقطع القلب ."
استشاطت نيفين من كلماتها الساخرة و عنفوانها الذي تجلي في عيناها التي تناظرها بتلك القوة التي لا تعلم من أين أتتها و لكنها ستعمل علي كسر شوكة تلك المتعجرفه و ستريها الجحيم ذلك الذي كان يقبع بقلبها و جسدها الذي ينفر كلما لمسها ذلك المسخ و لكنها كانت تتغاضي عن عذابها حتي تظفر بتلك اللحظه و تقتص من غريمتها و هيا لن تضيع الفرصه لذا اقتربت منها قائله بحقد دفين
" انا فعلتي حالتي بقت تقطع القلب و انتي السبب من اول يوم شوفت في عنيه حبك لحد يوم ما شوفته و هو واخدك في حضنه قدام الدنيا كلها و بيقول عليكي مراته لحد يوم ما شوفت وجعه و قهرته لما هربتي و سبتيه و لما شفته و هو جاي بيكي من المستشفي و واخدك في حضنه كأنه بيحميكي بدل ما يرميكي في الشارع و لما وقف قدامنا بدل المرة مليون عشانك. و لما وعدني أنه يتجوزني و طلع بيكذب عليا بردو عشانك و عشان يكشفنا و يجبلك حقك لحد ما كسرني قدامك و حبسني زي الحيوان في البدروم و جيتي انتي بكل جبروت و زلتيني قدامه و رمتيني بره القصر و وقف يسقفلك و هو فخور بيكي و بيقول كلامك يمشي عالناس كلها . و لما اترميت في صفيحه زباله و اضطريت اني اتحالف مع الشيطان و اسلمله جسمي و ارخص نفسي عشان بس يساعدني اخد حقي منك . عرفتي انا حالتي تقطع القلب ليه ؟؟ انتي السبب . و أنا دلوقتي هاخد حقي منك تالت و متلت .."
كانت تتحدث و دموع القهر تتساقط من مقلتيها و هيا تقترب شيئا فشيئا من تلك التي هالها مظهرها و كلماتها المعذبه و لهجتها المتألمه و التي قست حين تفوهت بجملتها الأخيرة حينها أصبحت أمامها مباشرة و قامت برفع يدها و هوت بها علي خد كاميليا بصفعه مدويه تركت بصماتها فوق بشرتها الرقيقه و جعلت خصلات شعرها تلتف الي الجهه الآخري فخرجت الكلمات من هند الذي هالها ما سمعت و ما رأت فقالت بصراخ
" انتي مجنونه . انتي اكيد مش طبيعيه . ابعدي ايدك عنها ."
نظرت إليها نيفين شذرا و طالعتها بسخريه ثم التفتت الي تلك التي ارتسم الجحيم بعيناها و غيب الغضب عقلها فقالت قاصدة إستفزازها
"كنتي دايما تقولي عليا اني ضعيفه وجبانه بالرغم انك و لا مرة وقفتي قدامي و واجهتيني لوحدك دايما كان بيبقي حواليكي الي بيحموكي . حتي دلوقتي بتواجهيني و أنا متكتفه لو عايزة تاخدي حقك صح فكيني و شوفي مين فينا الي هيعلم التاني الادب ؟"
اغتاظت نيفين من حديثها و لكنها كانت تعلم بأنها لا تستطيع حل وثاقها لذا حاولت الهروب قائله بسخرية
" انتي بتستفزيني عشان افكك! هيا حركه ذكية منك . بس انا مش هبله و مش هفكك إلا قدام حبيب القلب عشان اخليه يشوفني و أنا بطلع بروحك و ادوقه من النار الي ياما دوقهالي ."
كاميليا بسخريه قاصدة إيلامها
" هتعيشي و تموتي رخيصه يا نيفين .لسه بتحبيه بالرغم من انك عارفه أنه بيعشقني . و حتي لو مت يكفيني اني كنت مراته و حبيبته و عشقه الاول و الاخير يكفيني الكام يوم الي عشتهم في حضنه يكفيني أنه مكنش بيتمني من الدنيا دي كلها غيري . يكفيني اني عشت مراته و هموت و أنا شايله اسمه . أما انتي بقي فهتعيشي و تموتي نكرة محدش اصلا هيحاول يفتكرك . حتي لو طلعتي بروحي زي ما بتقولي مش هتقدري تنتصري عليا و هيفضل اسمي فوق أما انتي فهتفضلي تحت جزمنا كلنا هو دا مقامك .."
غلت الدماء بعروقها لدي سماعها حديث كاميليا فسارعت بالإنقضاض عليها و ما أن أوشكت النيل منها حتي وجدت يد راغب تطوق خصرها و هو يجذبها بعيدا عنها و يطلق اللعنات و أخذ يجرها للخارج آمرا الحرس بإغلاق الباب و عدم السماح لها بالدخول الي هنا مرة آخري
بعد أن تأكدت هند من أغلاقهم للباب حتي قالت باندهاش لكاميليا التي زفرت بتعب
" يخربيتك ايه الجبروت دا ؟ دا لو مش كان راغب دا خرجها بره كانت خلصت عليكي "
كاميليا بغضب
" بني آدمه قذرة اصلا . الحرق بالنار قليل عليها ."
هند بتحفيز
" لا بس انتي جدعه عرفتي تفحميها . "
كاميليا بحنق
" حيوانه فاكرة أن الحب بالعافيه و مفكره انها ممكن تطول شعره منه دانا كنت طيرت رقبتها"
لم يسثني لهند الحديث إذ تفاجئت بذلك الصوت الذي افزعها حين قال بتهكم
" خلصتوا سف و شتيمه عليها و لا لسه . صدق الي قال كيد النسا غلب كيد الشيطان "
برقت عينا الفتاتان حين سمعوا صوت رائد الذي كان يحرك رأسه يمينا و يسارا بتعب فقد تشنجت رقبته و عضلات جسده من تلك الجلسه الغير مريحه فقد اعياه التمثيل بأنه مخدر و لكنه لم يكن يستطع المجازفه بفضح مخططهم لذا استمر بالتمثيل حتي تأكد من أنه لا يوجد احد حولهم .
تجاوزت هند صدمتها و قالت بلهفه
" رائد انت كويس مش كدا ؟ انا مش بحلم صح ؟"
طمأنها رائد إذ قال بحنان
" انا كويس اطمني .."
اخيرا استطاعت كاميليا الحديث إذ قالت بإندهاش
" انت كنت صاحي و سامع كلامنا كل دا ؟"
رائد بإختصار و هو ينظر حوله محاولا اكتشاف مداخل و مخارج المكان عليه يجد ثغرة قد تساعدهم في الهرب
" ايوه "
هند بإستفهام
" طب ازاي ؟"
شرع رائد في قص ما حدث سابقا
في وقت لاحق
توجه رائد الي الحديقه الخلفيه فوجد فاتح الذي كان يبدو عليه الأرتباك فبادره بالحديث قائلا بإستفهام
" في ايه يا فاتح ؟"
فاتح بلهفه
" راغب كلامه ميطمنش انا حاسس ان في حاجه غلط . "
رائد بقلق
" طب و بعدين هنتصرف ازاي دلوقتي ؟"
" و لا اي حاجه هتتصرف طبيعي خالص و هنجاريه لحد ما نشوف ناوي علي ايه "
اختتم كلامه وأخرج شئيا من جيبه و نازله لرائد قائلا
" الحبايه دي تاخدها لو حسيت أنه هيخدرك ."
نهش القلق بعقله فقال بتوتر
" طب و انت يا فاتح"
فاتح بعجاله
" متقلقش عليا انا هعرف أدبر اموري .. المهم تنفذ الي قولتلك عليه ."
عودة للوقت الحالي
أنهي رائد حديثه و نظر إلي خصلات هند بإنبهار اخجلها فقالت بإرتباك
" بتبص علي ايه؟ "
لم يجبها إنما قال بإنتصار
" هو دا . هند حاولي تقربي مني شويه *
اندهشت الفتاتان من طلبه فكانت كاميليا اول من تحدث حيث قالت بغضب
" انت بتقول ايه يعني ايه تقرب منك هو دا وقته ؟"
فطن رائد لما يدور بخلدها فقال بغضب
" هو ايه الي وقته .. عايز اخد المشبك الي في شعرها دا و احاول افكها بيه عشان تفكنا .."
خجلت كاميليا من حديثها و ظنها السئ لتجد هند التي قالت بلهفه
" اوك قولي اعمل ايه بس ."
رائد بعجاله
" قربي مني و ميلي برأسك عليا "
فعلت هند ما أراده و اقترب هو من خصلاتها بشفتيه التي وضعت قبله رقيقه قبل أن تقول بجانب أذنيها بصوت أجش
" وحشتيني اوي ."
خدرها حديثه للحد الذي لم يجعلها تشعر بشفتيه التي انتزعت المشبك من بين خصلاتها بعنف بسيط فاختلطت نظراتها بنظراته التي تحمل الكثير من الشوق و الطمأنه التي كانت بحاجه اليها كثيرا في هذا الوقت و لكن أخرجها من شرودها حديث كاميليا اللازع حين قالت
" لا والنبي . هتفضل متنحين لبعض طول الليل . اخلصوا ."
جفلت هند من حديثها فأشار لها برأسه حتي تستدير و تقف بالمقعد و تعطيه ظهرها و ظل بحاول كثيرا أن يفك تلك العقدة اللعينه و التي أخيرا انفكت فشعرت هند بتحرر يدها أخيرا فأخذت تفركها ببعضها لثوان قبل أن تتوجه الي رائد لتحل وثاقه و من بعده كاميليا التي تنفست الصعداء و لكنها خجلت عندما وجدت رائد الذي امتدت يداه تجذب هند من مرفقها و قام بعناقها بقوة سحقت عظامها بين ذراعيه فقد اشتاقها حد الجحيم الذي تذوقه في غيابها و بادلته هيا العناق بأقوي منه غير عابئه بأنين عظامها فقد كان ما يهمها أن تشعر به و تتلمس جسده و تتنفس رائحته التي اشتاقتها كثيرا و لم تكن وحدها من تتعذب بلوغه الشوق فقد كانت كاميليا هيا الآخري تناظرهم بتأثر فقد اشتاقت دفء ذراعيه و امانها بقربه لذا امتدت يداها تحاوط ذراعيها و أغمضت عيناها لثوان تتخيله أمامها و لكن جاءها صوت من خلفها جعل عبراتها تتساقط حين قال رائد بطمأنه
" متقلقيش هرجعك لحضنه في اقرب وقت .."
لم تستطع منع دموعها لذا اقتربت منها هند تحتضنها بحنان لمس قلبها و قامت بالربت علي يدها الممسكه بذراعها لثوان قبل أن يأتي صوت رائد الذي قال بلهجة قويه
" مش وقت عواطف خلينا نشوف هنخرج من هنا ازاي ؟"
تنبهت الفتاتان الي حديثه فقالت هند بلهفه
" عندك فكرة ؟"
لمعت عيناه حيت أتته تلك الفكرة و قال بحماس
" عندي فكرة طبعا .. اسمعي انتي و هيا "
انتهي رائد من سرد فكرته و شرع الجميع في تنفيذها حيث حاولوا إعادة لف الاربطه حولهم بشكل يوحي بأنهم مازالوا مقيدين و أخذت كاميليا نفس طويل قبل أن تقول بصوت عالي نسبيا
" الحقوني .. عطشانه هموت من العطش .. "
في البدايه لم يجبها أحد و لكن عند إستمرار ندائها سمعوا قفل الباب يدور و أخذ رائد وضعيته السابقه مدعيا أنه مازال مخدرا فيما تقدم أحدهم الي كاميليا قائلا بلهجة مرعبه
" عايزة ايه ؟ بتصوتي كدا ليه صدعتينا "
جفلت كاميليا من لهجته المرعبه و بنيته المفزعة و لكنها ابتلعت ريقها محاوله أن تكمل خطتهم للآخر فقالت بصوت أنثوي رقيق
" أنا كنت عايزة كوبايه ميه ريقي ناشف اوي .."
طالعها ذلك الضخم بإعجاب تجلي في نبرته حين قال
" من عنيا !"
ثم توجه إلي الطاوله خلفهم ليقوم بسكب كوب من المياه فتفاجئ بتلك العصا التي نزلت بقوة فوق رأسه فما أن هم بالإلتفات حتي هوت مرة آخري علي جبينه فاقدته وعيه في الحال فقام رائد بإنتزاع سلاحه و مفاتيح الأقفال و قام بالتوجه الي الباب و خلفه الفتيات و كان يأخذ وضع الأستعداد حتي يهاجم إن استدعي الأمر …
****************
تسلل على تحت تلك الأسلاك الشائكه التي تحيط تلك الجهه لهذه القلعه المقيته التي تبعث علي النفوس الهلع و التي كانت محاطة بالاسلاك الشائكه التي كادت أن تجرح جسده أكثر من مرة لولا انه استطاع بمهارة تفاديها فقد تدرب عليها كثيرا كونه ينتمي إلي جهاز الشرطه و الذي خضع به للكثير من التمارين القاسيه و التي جعلته يستطع أن يجتاز ذلك الاختبار ببراعه فهب علي قدميه يتحرك بخفه نحو ذلك السرداب الذي رسمه فاتح بحرفيه عاليه علي إحدي الأوراق التي أرسلها ليوسف و التي أعطاها لعلى فدرس المكان و توجه إلي تلك النقطه المشار إليها في الورقة و قام بإزاحه ذلك النخيل الملقي فوق فتحة السرداب و تسلل إليه و قام بإغلاق الباب خلفه و اشعل مصباحه و توجه إلي ذلك المكان الذي أخبره يوسف بان محمود محتجز به و ما أن وصل إلي هناك حتي أخذ ينظر حوله برويه قبل أن يخرج ذلك المفتاح المرفق بالأوراق ليديره برفق في القفل فأصدر الباب صوت عال قبل أن ينفتح علي مصرعيه فأخذ يبحث على بعيناه حتي وجد محمود يجلس منكبا علي أحدهم يحاول إفاقته و لكنه ما أن وجد على حتي تسمر بمكانه فنظر على خلفه فتفاجئ بفاتح الذي كان مقيد و وجهه ملئ بالكدمات فتقدم على منه و قام بفحصه ليتأكد من أنه مغشيا عليا فقط فقام بجلب كوب من الماء و قام بسكبه فوق وجهه مما جعله يشهق بعنف و قد استعاد وعيه الذي فقده من شدة الضرب ليجد أمامه على الذي قال بإهتمام
" فاتح انت كويس ؟"
أخذ فاتح ينظر حوله محاولا استعادة كامل وعيه قبل أن يقول بصوت متألم
" كويس . كويس . حصل ايه ؟"
على بتهكم
" انا الي المفروض أسألك ؟"
تنبه فاتح لحديث على و قد استعاد ذاكرته لما حدث قبل ساعات
في وقت لاحق
تفاجئ فاتح بوجود نيفين داخل غرفته تبحث بين أغراضه مما جعل الغضب يتمكن منه و خاصتا حين وجدها تمسك بذلك الهاتف السري الذي كان يخبئه جيدا بين طيات ملابسه و لكنه الآن بين يديها و من الواضح أنها كانت تعبث به لأنها أظهرت رقم يوسف المدون عليه و في عيناها ترتسم نظرات متشفيه و قد اقتربت منه بهدوء مستفز لأعصابه الجليديه و تحدثت قائله بسخريه
" الخاين الي مدوخنا وراه كل دا . يا راجل خليت راغب يقتل نص رجالته و في الآخر تطلع انت ."
فاتح بهدوء يتنافي مع غضبه المستعر بداخله
" انا مش فاهم انتي بتتكلمي عن ايه . و مين سمحلك اصلا تدخلي اوضتي و تفتشي في هدومي "
نيفين بسخريه
" لا بصراحه عجبني هدوئك اوي . ثبتني بمعني اصح . دا له حق راغب ميصدقش عليك حاجه . اسلوب مقنع و ثبات انفعالي بحييك عليه ."
فاتح بفظاظه
" كويس انك عارفه أن راغب مبيصدقش حاجه عليا . خلي الكلام دا في دماغك عشان مكسرهاش ."
نيفين بتخابث
" طب و ليه اللون الغامق دا . دانا كنت ناويه اساعدك . و لا انت مش عايز توصل لرقبه راغب . مش هو دا بردو الي يوسف عاوزه .'
أخذ فاتح يقيمها بنظراته من أعلي رأسها الي أخمص قدميها و سرعان ما قال بتقزز
" انتي سافله . و رخيصه . تمام زي الي ربتك . مش راغب دا الي كنتي في حضنه من شويه ؟"
تفاجئ كثيرا عندما هطلت العبرات من مقلتيها و تراجعت خطوتان للخلف و هيا تقول بإنكسار
" مكنش بمزاجي . انت متعرفش حاجه . انا واحده في يوم و ليله لقت نفسها في الشارع من غير اي حد مرميه كلاب السكك تنهش فيها مكنش قدامي غيره . و حتي بعد ما جيت هنا مكنتش ناويه يحصل الي حصل دا بس لقيت نفسي في نص الليل محطوك في نص دماغي مسدس و يا اوافق ابقي معاه يا هياخد الي هو عايزة غصب عني و يرميني لكلابه لحد ما يشبعوا مني و بعد كدا يموتوني كان مفروض اختار بين مصيرين اللتنين اسوء من بعض . كنت عايزني اعمل ايه ؟"
نظر إليها بغموض قبل أن يقول بعدم اهتمام
" بصراحه ميهمنيش . لأنك في كل الأحوال متفرقيش معايا ايا كان مصيرك .'
تابعت نيفين بحزن
" دا العادي انا عمري ما فرقت لحد اصلا . و علي فكرة انت مش احسن مني . مانتا اهوة عارف شغل راغب الو.خ كله و مع ذلك مكمل معاه احنا منفرقش عن بعض كتير .'
زاد حنقه منها و من حديثها فقال بغضب
" انتي عايزة ايه دلوقتي . انا مش فاضيلك .'
نيفين بتصميم
" انا عارفه انك بتكره راغب مهما حاولت تنكر و أنا كمان بكرهه قدك عشر مرات و هساعدك تتخلص منه "
فاتح بإختقار
" اه بكرهه و اه عايز اتخلص منه لكن لو انتي آخر واحده في الدنيا مش هحط ايدي في ايدك . و لا هقبل انك تساعديني أبدا . "
نيفين بإستنكار
" و موافق تحط ايدك في ايد ولاد الحسيني صح . انت متعرفش الناس دي قدي الناس دي شيطاين و ألعن من راغب الف مرة ."
فاتح بإنفعال
" انتي الي شيطانه عشان كدا معرفتيش تعيشي في وسطيهم . انتي الي كنتي بتنغصي عليهم حياتهم . مش يوسف دا إلي ياما حاربتي عشان يكون ليكي دلوقتي بقي شيطان . تصدقي يا شيخه حتي لو كان يوسف دا شيطان عندي ارحم منك انتي و القذر الي اسمه راغب .'
تحولت دموعها الي بريق سعادة و ملامحها من الإنكسار الي الأنتصار و التشفي الذي تجلي بنبرتها حين قالت
" لا دانتا تُشكر اوي لحد كدا . "
تفاجئ فاتح بتحولها السريع و لكنه صُدِم عندما وجد باب المرحاض يفتح و يخرج راغب الذي ناظره بحنق و احتقار تجلي في نبرته حين قال
" بقي انت يطلع منك كل دا .."
تجمدت الدماء بعروقه لحظه تواجه مع راغب الذي كان الجحيم يرتسم بعيناه في تلك اللحظه و لم يستطع منع يداه التي امتدت لتلكم فاتح فتفادي لكمته بمهارة و ما أن أوشك أن يلكمه حتي تفاجئ بإقتحام رجاله الغرفه و قيدوه و انهالوا عليه باللكمات .
عودة الي الوقت الحالي
انتهي فاتح من سرد ما حدث ليلعن على تلك الحرباء المسماه بنيفين فسأله فاتح بلهفه
" طمني حصل ايه ؟"
قص عليه على ما حدث و هو يحل وثاقه و ينظر في ساعته قائلا بتعجل
" يوسف كان واثق انك لسه عايش .. المهم احنا دلوقتي لازم نخرج من هنا عشان نلحق يوسف . انا مش عارف هو لحد دلوقتي مبعتش الإشارة ليه "
فاتح بلهفه
" انا عارف هما فين .. قبل ما يغمي عليا سمعت راغب و هو بيكلم الرجاله عشان يروحوا عالمزرعه المهجورة الي علي طريق (..) "
نظر على الي محمود ثم الي فاتح و قال بإستفهام
" طب هيقدر ييجي معانا ؟"
كان محمود في عالم آخر لا يدري شئ عن ما يحدث حوله فقد كانت يدخل في نوبات توهان احيانا جعلتهم يشفقوا عليه فقال فاتح بغموض
" انا هتصرف . اسنده معايا بس "
أطلعه على و توجها الي الخارج فوجدوا سميرة التي كانت تتسلل من الاعلي فتفاجئت بهم فشهقت بخوف عندما رأت على
" يلهوي انت دخلت هنا ازاي ؟"
فاتح بغضب
" مش وقت اسأله دلوقتي . عايزك تاخديه و توصليه قصر الحسيني و هناك هيتصرفوا .'
توترت سميرة كثيرا فزفر على بحنق و قال غاضبا
" مش وقتك عايزين نلحق نروح نشوف الي ورانا ."
سميرة بإستفهام
" طب مين هياخده مني هناك و هقولهم ايه ؟"
أجابها على
" أدهم و مازن لسه هناك . هيقابلوكي . اهم حاجه رحيم الحسيني ميشوفكيش . مش عايزينك يحس بحاجه "
سميرة بحنق
" و ايه يعني ما لازم يعرف ."
على بغضب
" يعرف ايه انتي مجنونه دا ممن يموت فيها مش كفايه الكلب دا ضيع اتنين من ولاده ."
تنبهت سميرة لحديثها و قالت بإستفهام
" يعني ايه ضيع اتنين من ولاده ؟"
عاى بنفاذ صبر
" يعني شريكته و منتيش عارفه أن هو الي قتل عامر ابو يوسف و احمد ابو كاميليا. اقصد عمها يالا بقي معندناش وقت للرغي"
لم تستطع سميرة الرفض فقد كان عقلها يحاول استيعاب صدمتها تلك فاطاعتهم و توجهوا الي الكراج ليضعوا محمود بالشنطه الخلفيه للسيارة حتي يتثني لها الخروج به مرورا بالبوابة أمام الحرس دون ان يشك بها أحد و قام كلا من على و فاتح بالمغادرة بنفس الطريقه التي دخل بها على متوجهين الي تلك المزرعه ..
****************
في احد الأكمنه كان عمرو الرفاعي يقف و بجواره طاقم من العساكر و المخبرين يفتشون سيارات النقل المحمله بالبضائع لتاتي سيارة كانت هيا التي ينتظرها فبدلا من أن يرسل العساكر لتفتيشها توجه هو ليجد أنها تحمل الممنوعات التي لم تكن مخبأه جيدا بل بدا الأمر و كأنه تحدي فهاهي الممنوعات و لكن لن يستطيع أحد منعها من الدخول ليبتسم بخبث قبل أن يقوم بتنفيذ خطته ثم توجه إلي السائق و أمره يالإنطلاق و سرعان ما قام السائق بإرسال رساله بأن الأمر قد تم ليقوم راغب بالإتصال بيوسف الذي كان ينتظر في ذلك الطريق المتفق عليه و قد انهكه طول الإنتظار المتعمد من ذلك الشيطان و أخذ من ثباته الكثير و تجلي ذلك في نبرته حين أجاب راغب قائلا بغضب جحيمي
" الشحنه بقالها اكتر من ربع ساعه معديه من الكمين و لسه فاكر تتصل ."
قهقه راغب بشماته و قد أراد أن يخرجه من هدوئه و يلعب بأعصابه و قد ظن انه نجح في ذلك لذا قال بإستفزاز
" اعصابك يا باشا .. دانا اسمع انك تقيل و راسي . شكلهم كانوا بيبالغوا و لا ايه ؟"
يوسف بوعيد ساخر
" لا هوريك تقلي دا و انا بقطع جسمك حتت و ارميه للكلاب .."
غضب راغب من حديثه لذا قال بوعيد
" هنشوف .. دانا لسه محضرلك مفاجآت ياما . "
يوسف بنفاذ صبر
" اخلص هجيلك فين ؟"
شرع راغب يصف له كيفيه الوصول إلي ذلك البيت المهجور و الذي بدأ ككوخ خشبي مكون من طابقين في أحدي المزارع المهجورة و لكن تحاوطه الأشجار من كل جانب مما ادي أن يترك سيارته علي بعد مئتي متر و ترجل منها ليقابله اثنان من الرجال مفتولي العضلات و أقوياء البنيه قادوه الي ذلك المكان فسار معهم و لكنه توقف في المنتصف و قام بلعطس بقوة فقد كان الجو باردا جدا فتوقف الإثنان ينظران إلي ذلك الذي كان يضع يده فوق فمه فنظر أحدهم للآخر و قال
"لو معاك منديل اديله ."
فنظر الآخر في جيوب بنطاله فتفاجئ بقطرات من الدماء تندفع لتلطخ قميصه فرفع رأسه لرؤيه ما يحدث فإذا بشفرة حاده تمر بلمح البرق علي عنقه لتقطع شريانه النابض ليخر صريعا كما هو حال صديقه فقام يوسف بمسح الشفره الحادة التي كانت يحتفظ بها في فمه و توجه بين الأشجار ليراقب المنظر من بعيد و يقيم عدد الرجال الموجودين فوجد بأن الكثير منهم يقف أمام الباب و لن يستطع اختراق صفوفهم وحده . لذا توجه إلي الجهه الخلفيه فلم يجد بها سوي إثنان فقام الظهور أمامهم مشهرا سلاحه الذي ثبت به الكاتم للصوت و ارداهم قتله في الحال و توجه ناظرا من النافذة فوجدها تطل علي المطبخ الذي لم يكن به أحد فقام بإداره قفل الباب بهدوء ليتسلل الي الداخل و أخذ يراقب حركه الكوخ من الأسفل فوجد ذلك الشيطان راغب كان يجلس و يطالع أحد الأجهزة المحموله و بجانبه نيفين و حولهم ثلاث من الرجال فكان يفكر في كيفيه صرفهم عن ذلك الحقير فشاهد أحد رجال راغب متوجها إلي المطبخ مما جعله يختبئ خلف الخزانه فوجد ذلك الرجل يقوم بإحضار احد الاكواب و أخذ ينظر حوله لتقف نظراته عند الخزانه فذهب إليها ليحبس يوسف أنفاسه حين قام الرجل بفتحها ليحضر زجاجه نبيذ و ما أن اغلقها حتي تفاجئ برصاصه في منتصف رأسه فخر صريعا في الحال و ظل يوسف بمكانه يراقب ما يحدث الي أن آتي الرجل الثاني فاختبئ خلف الباب فدخل الرجل ليجد زميله غارق بدمائه فما أن حاول الهجوم ليتفاجئ برصاصه اخترقت قلبه من الخلف فوقع فوق الطاوله مما ادي الي وقوع الأكواب الزجاجيه محدثه صوت عال جذب انتباه الرجل الثالث فتوجه الي المطبخ فوجد بابه مغلق فشعر بشي خاطئ وأشهر سلاحه كي يتأهب للهجوم و قام بفتح باب المطبخ بهدوء ليتفاجئ بسكين حاد صوب نحو عنقه و قام يوسف بإلتقاطه قبل أن يسقط و يحدث جلبه و قام بأخذ سلاحه كما فعل مع الإثنان الآخران و وضعهم حول خصره و توجه مشهرا سلاحه و هو ينظر حوله فبرقت عيناه عندما شاهد رائد الذي كان يتسلل بهدوء و ينزل من علي الدرج و خلفه الفتاتان فما ان نزلا حتي توجها الي جهة يوسف حتي يعبرا برويه الي المطبخ دون أن يراه أحد فشعر بروحه ترد إليه مرة ثانيه حينما رآها و قد شعر بقلبه الذي أخذ يدق بقوة فقد كان علي وشك الخروج من بين ضلوعه حتي يعانقها و قد شعرت هيا به فالتفتت الي جهته لتتفاجئ بوجوده فشعرت بقلبها يكاد يرفرف من الفرح و نبهت رائد اليه فأشار له يوسف بالهدوء و التحرك ببطئ و بالفعل كانت خطواتهم أشبه بالهمس و. كان و كأن قلبه يعد تلك الخطوات الفاضله حتي يلتقطها بين أحضانه عندما دلفوا الي المطبخ و أغلق رائد الباب خلفهم و التفت ليجد يوسف إلذي كان يحتضنها بقوة توازي قوة ضربات قلبه الذي لم يكن يصدق بأنها آمنه بين ذراعيه و قد تعلقت هيا بعنقه كغريق تعلق بخيط النجاة و التي كانت بالنسبه اليه هو إستنشاق رائحتها نعم كانت نجاته من ذلك الجحيم الذي كان محتجزا به منذ أن سمع صوت إستغاثتها التي جعلته في حاله من الغضب و الألم و الرعب و الندم يكاد يقسم بأنه شعر بكل ذلك في لحظه واحده لا يعلم كيف مرت عليه و لكن لا يهم فهي الآن بين أحضانه التي كادت تبتلعها لتخفيها بين ضلوعه و هيا كانت أكثر من مرحبه بذلك و لكن انتشلها من جنتها صوت رائد المازح حين قال
" نحن هنا يا جماعه .. "
علي مضض أخرجها يوسف من بين أحضانه و لكن نظراته مازالت تعانقها و كأنها تتفحصها لتتأكد من سلامتها فسقط قلبه بين ضلوعه عند رؤيته لتلك الاصابع الحمراء المطبوعة علي وجنتيها فقال بغضب
" مين عمل فيكي كدا ؟"
توترت كاميليا كثيرا و لم تدر بماذا تجيبه فتدخل رائد قائلا
" نيفين يا يوسف . "
ارتسم الجحيم بعيناه لدي سماعه حديث رائد و قال من بين أنفاسه
" الكلبه . والله لتاخد بدل القلم ألف . "
تدخلت كاميليا قائله برفق
" اهدي يا يوسف انا سمعتها الي اصعب من القلم . المهم دلوقتي هنخرج من هنا ازاي "
تنبه يوسف لوضعهم و نظر إلي رائد باعتذار صامت فابتسم رائد بلطف و كذلك هند فقال يوسف بإهتمام
" كلكوا بخير ؟"
اجابه رائد بمزاح
بخير يا عم . متقلقش "
يوسف بعمليه
"عايزين خرج البنات من هنا بسرعه . عشان نخلص شغلنا ."
تدخلت كاميليا بفزع
" انت بتقول ايه يا يوسف انا مش هخرج من هنا و اسيبك أبدا . انت متعرفش الراجل دا مجنون ممكن يعمل اي حاجه ."
يوسف بصرامه
" و لا كلمه زيادة يا كاميليا . طول مانتي هنا أنا مش هكون مركز و هو هيكون عارف كويس هيضربني فين انما لما اطمن عليكي هقدر افوقله و أعلمه الأدب ."
أوشكت علي الحديث و لكن نظراته جمدت الكلام فوق شفتيها فتنهدت بإستسلام فوضع قبله قويه علي جبهتها و نظر إلي كليهما قائلا
" العربيه بتاعتي علي بعد ٢٠٠ متر من هنا اخرجوا من برا الشجر دا و اطلعوا أجروا عليها فيها الموبايل بتاعي كلموا أدهم أو مازن و هما عارفين هيعملوا ايه ؟"
و بالفعل تحركت الفتيات بعد أن أمن رائد لهم طريق الخروج و توجه إلي يوسف الذي أشار له بالصمت فقد كانت نيفين آتيه الي المطبخ في هذه اللحظه .
كان راغب ينظر إلي الحاسوب الخاص به يتابع سير الشحنه التي ما أن قام الحراس بتنزيلها في المخازن الخاصه بهم حتي تفاجئ راغب بهجوم الشرطه عليهم فقال بغضب
" ايه الجنان دا .. وديني لهوريك يا يوسف يا حسيني ."
ما أن نطق باسمه حتي حضر كالشبح الذي جاء ليأخذ روحه بعينان ينبعث منهم الجحيم و بنبرة مرعبه تحدث قائلا
" شبيك لبيك . يوسف الحسيني جالك بنفسه عشان يحققلك احلامك .."
جفل راغب حين رآي يوسف الذي كان ممسكا بسلاحه و نظراته توحي بأنه علي شفير الهلاك و و بيده الآخري خصلات نيفين التي القي بها بوجهه بعد أن قام بصفعها صفعه قويه اسقطتها مغشيه عليها و هو يناظرها بقرف .
و أيضا تفاجئ برائد الذي ظهر خلفه يمسك سلاحه فأخذ راغب ينظر حوله باحثا عن رجاله فلم يجد أحد ليأتيه حديث يوسف الذي فهم ما يدور بخلده فقال ساخرا
" متدورش رجالتك اتكلوا علي الله .. و انت هتحصلهم دلوقتي .. "
قال يوسف جملته و قام بإشهار سلاحه في وجه راغب و هو يقول بحنق
" كنت عايز الاخوات تخلص علي بعض مش كدا ؟؟ اهو دلوقتي احنا الاتنين الي هنخلص عليك .."
انهي جملته فقام رائد بإشهار سلاحه في وجهه فارتعب راغب الذي قال محاولا كسب بعض الوقت
" انا واثق انك مش هتعمل كدا .. انت عارف انا شغال مع مين و ممكن يعمل فيك ايه ؟"
ابتسم يوسف بسخريه تجلت في نبرته حين قال
" الكلام دا قبل ما يعرفوا خيانتك الي هتخليهم هما بنفسهم يخلصوا عليك .. و اطمن انا هسيب فييك شويه نفس عشان يقضوا عليه . و بكدا كل واحد يكون خد حقه ."
انهي يوسف حديثه و قام بتوجيه لكمه قويه الي وجه راغب الذي امتقع بشدة من فرط الرعب و الألم فتحدث رائد الذي كان يناظره بتشفي
" تصدق احلي منظر شفته في حياتي و انت خايف و مزلول بالشكل دا . كان عندي استعداد ادفع عمري كله و أشوفك كدا .."
راغب بغضب
" مانتا واطي بعد كل الي عملتهولك و عايز تنتقم مني . "
صرخ رائد بغضب
" تقصد كل الي عملته فيا .. خلتني اعادي اهلي و اكرههم و اخطط عشان انتقم منهم .. وهمتني أن محمود مات و أن عامر الحسيني قتله و انت حابسه طول الوقت دا وعمال تعذب فيه . انت ايه ياخي شيطان .."
تفاجئ راغب من حديث رائد و لكنه تجاوز ذلك و قال بشر
" يستاهل عشان زمان فضل ابوك عليا . و اهو شاف عمل فيه ايه . و بالرغم من كل دا كان عايز يبلغ عني و يحبسني .'
رائد بصراخ
" عشان عرف شغلك المشبوه . كنت مفكر أن الناس كلها زباله زيك . مكنتش متخيل أن في ناس ولاد حلال في الدنيا."
اختتم رائد حديثه لدي اقتحام رجال راغب المكان و برقت عيناه هو و يوسف الذي شعر بسكين حاد يخترق قلبه عندما رآي احد الرجال ممسك بكاميليا مصوبا سلاحه في منتصف رأسها و آخر ممسك بهند بنفس الطريقه فشعر بالدماء تجف بعروقه من شدة الخوف عليها لتأتيه قهقهات راغب البشعه و صوته الملئ بالشر حين قال
" عندك حق يا رائد والله ولاد الحلال موجودين و بييجوا وقت ما نحتاجهم . اهم جم اهم و معاهم بنات الحلال كمان .. منورين والله . اه و علي ذكر ولاد الحلال مش عايز انسي ناصر .. الي يوسف بيه خلص عليه في المقبرة أو فكر أنه خلص عليه بس هو طلع ابن حلال و كلمني يوميها و قالي انك عرفت كل حاجه . و يا حرام ملحقتش اكافئه مات بعدها علي طول "
أعاد راغب نظراته الي يوسف الذي احتقن وجهه بالدماء و خاصتا عندما سمع ذلك الحديث الذي جعل كل خليه بجسده تنفر
" و دلوقتي بقي جه وقتي عشان احقق حلمي .."
حاول يوسف عدم التأثر بحديثه و قال من بين اسنانه
" خليهم يسبوهم يخرجوا من هنا . الموضوع بينا احنا ."
راغب بشر
" انت الي هتحدد إذا كانوا هيخرجوا من هنا و لا لا. و اظن انت عارف انا عايز منك ايه .."
اغمض يوسف عيناه قبل أن يعيد فتحهم و بشدة و التفت فجأة الي رائد موجها سلاحه إليه و بين نظراته يرتسم تعبيرا غامض فشهقت الفتيات خلفهم و خرج صوتها كسكين مزق قلبه حين قالت برجاء
" لا يا يوسف اوعي تعمل كدا .."
لم يلتفت إليها علي عكس قلبه الذي كاد يخرج من مكانه حتي يخرجها من وطأة هذا العذاب الذي تعيشه الآن و لكنه لم يستطع سوي أن تشتد عيناه قتامه ليتفاجئ برائد الذي رفع سلاحه هو الآخر في وجه أخاه فخرجت الصرخات من فم الفتيات و صاروا يتوسلون إليهم بألا يفعلوها
لتأتيهم ضحكات مناقضه لعبراتهم و صوت ملئ بالشر
" والنبي أثبتوا علي كدا شويه . احسن المنظر دا احسن منظر شفته في حياتي .."
اخذ راغب يناظرهم من جميع الزوايا و ابتسامه كريهه مرتسمه علي شفتيه سرعان ما انمحت حين وجد يوسف ينزل سلاحه و يلتفت إليه قائلا بتروي
" تخيل كدا لما تبقي قاعد تقري جرايد و تلاقي خبر في الصفحه الاولي عن اخ قتل اخوه . تفتكر دا اصعب و لا لما تسمع عن ابن قتل أبوه ."
جفل راغب من حديث يوسف و لكنه قال بسخريه
"ياريت كان ليك ابن انت و لا هو مكنتش هتردد اني اخليه هنا دلوقتي و في ايده السلاح الي هيطير بيه رقبتكوا ؟"
يوسف بهدوء مستفز
" يا خسارة انا ماليش ابن .. بس انت ليك !"
صُدِم راغب من حديث يوسف الذي التفت إلي الحارسان الممسكان بكاميليا و هند و الذان سقطا في الحال نتيجه طلق برأس كلا منهما و أطل من خلفهم فاتح يليه على و
يوسف بهدوء مستفز
" يا خسارة انا ماليش ابن .. بس انت ليك !"
صُدِم راغب من حديث يوسف الذي التفت إلي الحارسان الممسكان بكاميليا و هند و الذان سقطا في الحال نتيجه طلق برأس كلا منهما و أطل من خلفهم فاتح يليه على و مازن و أدهم اللذان اجهزا علي باقي الرجال في الخارج فتفاجئ راغب و تراجع عدة خطوات الي الخلف و حديث يوسف يدور بداخل عقله خاصتا حين أضاف
" فاتح ابن نصره الخدامه الي دخلتها في لعبتك القذرة و خلتها توقع بين ابويا و محمود اخوك و ضحكت عليها و عشمتها بالجواز .و بعد كدا خليت بيها .."
جحظت عيناه من هول صدمته من حديث فاتح الذي قال بمرارة
" طبعا انت فاكر الولد الصغير الي كان معاها و الي اترجتك أنه يفضل عندك يشتغل اي حاجه احسن ما يترمي في الشارع و الي فهمتك كمان أنه ابن اختها . و الي بغبائك صدقتها و ربيته السنين دي كلها و انت متعرفش أنه ابنك انت .. بس هو كان عارف . قبل ما فاطمه تموت سابتلي جواب و عرفتني كل حاجه بس اتكسفت تقول أنها كانت شريكتك في كل جرايمك علشان مكرههاش هيا كمان زي ما كرهتك .."
سقط راغب علي الاريكه خلفه بصدمه فقد كان ما يسمعه اكبر من قوته علي الإحتمال فهو باحلامه لم يكن يتخيل أنه اب. ذلك الابن الذي لطالما تمناه طوال حياته كان بجواره كل هذا الوقت و هو لا يعلم اي عقاب هذا ؟
" دا عقاب الشياطين الي زيك .."
كانت تلك الجمله خرجت من بين شفتي فاتح الذي كان يطالعه بكره شديد ..
***********
علي جانب آخر كان جاك يحاول بالإتصال باحدهم و الذي لم يكن يجيب ليظل يحاول الاتصال و أخيرا اجابه دانيال أخاه قائد مافيا الألمان و الذي كان دائما علي خلاف مع جاك الذي فضل عدم الإنضمام الي أعمالهم المشبوهه أبدا و كانت رغبته تلك ضد إراده دانيال لذلك كانوا دائما يتشاجرون
" ماذا تريد ايها الغبي . أغلقت الهاتف بوجهك أكثر من عشرون مرة لماذا تعيد الإتصال مرة آخري "
جاك بهدوء مستفز
" لإني احضرت لك مفاجأة اخي الصغير "
دانيال يتهكم
" ماذا هل نويت أن تُريح قلبي و تنضم الي عالمنا أخيرا ."
جاك بسخريه
" اه دانيال انت لا تملك قلب من الأساس كي اريحه ."
زمجر دانيال بغضب
" إذن لماذا تتصل ايها الأبله ؟"
جاك باختصار
" راجع حاسوبك ستجد هديتي مرسله عليه "
دانيال بسخريه
" هل ارسلت لي صور نساء عاريات أم ماذا .."
لم يجبه جاك و انتظر حتي سمع السباب الذي خرج من فم ذلك الوقح فانتظر حتي انتهي و قال بإستفهام
" ماذا ستفعل معه ؟"
دانيال بصياح
" ذلك الخائن راغب سادفنه حيا الليله ."
جاك بهدوء
" احسنت قولا .. و سأكمل هديتي و سارسل اليك عنوانه ."
قاطعه دانيال بسخريه
" اعلم مكانه جيدا . هو و ذلك اللقيط لن تشرق عليهما شمس الغد ."
جفل جاك من لهجة اخاة المتوعده و قال بهدوء
" هذا غير ممكن عزيزي دانيال "
دانيال بتهكم
" و لما غير ممكن . لا تقل لي بأنك واقع بعشق ذلك المصري الأبله فلن اهتم لذلك .."
جاك بهدوء
" إذن سأخبرك ما قد يهمك . انا و يوسف الحسيني تآخينا بالدم لهذا لن تستطع أن تمس أحد منهم بسوء "
اشتعل فتيل غضبه الجحيمي و قال بصراخ هز أرجاء قصره
" ماذا ماذا ماذا .. ما الذي تقوله ايها العاهر ؟'
جاك بنفس هدوءه
" أخبرتك بما حدث و لأول مرة سأطلب منك شيئا دانيال لا تمس أخي الصغير يكفيني خسارتك لا اريد خسارته هو أيضا ."
أخذ دانيال نفسا عميقا قبل أن يقول بحنق
" أمامه خمسه عشر دقيقه ليغادر ذلك المكان و إلا لا تستطع لومي .."
اغلق جاك الخط و هاتف يوسف قائلا بعجاله
" امامك خمسه عشر دقيقه فقط لتنهي ما بدأته فدانيال لن يمنحك ثانيه آخري ."
تحدث يوسف بإمتنان
" اشكرك يا صديقي . فلن يأخد انتقامي أكثر من ذلك .."
قام يوسف بإغلاق الهاتف و نظر إلي اشقاءه بعد أن أرسل الفتيات الي السيارة برفقه على و مازن و هو يقول بحماس
" قدامنا عشر دقائق بالظبط .."
هز الجميع رأسه و التفتت الأعناق الي ذلك الذي كان يرتجف في الزاويه و خرجت منه صرخه مرتعبه حين وجد الرجال الثلاثه يوسف و رائد و أدهم يتوجهون نحوه و قام يوسف بلكمه لكمه قويه فسمع صوت عظام أنفه التي تكسرت و اتبعه رائد بلكمه اقوي في منتصف معدته جعلت اللعاب يسيل من فمه و تلاه أدهم الذي أعطاه لكمه آخري في وجهه جعلته يستدير الي الجهه الآخري و هكذا صار الرجال يكيلوا اللكمات التي أطاحت به ليستقر بين يدي أحدهم و الذي امسك بمقدمه ثيابه و ناظره بغضب و باليد الآخري أعطاه لكمه قويه بأنفه دون أن تتركه يداه و هو يقول بوحشيه
" دي علشان امي الي ضحكت عليها ."
ثم أعطاه لكمه اقوي من سابقتها .و هو يقول بعنف
" و دي عشان الجرايم الي خلتها ارتكبتها ."
ثم أعطاه لكمه آخري و هو يقول بقسوة
" و دي عشان انت للأسف ابويا .."
أخذ فاتح يكيل له اللكمات حتي أنهكت قواه و سقط علي الأرض أسفل قدمه يحتضنها بتوسل فرفسه بعنف و هو يقول بإشمئزاز
" متستاهلش الرحمه أبدا .عشان انت عمرك ما رحمت حد .."
نظر يوسف إلي ساعته و هو يقول بعجاله
" معدش فيه وقت قدامنا اربع دقائق بالظبط و تكون خرجنا من المكان كله ..'
و بالفعل توجه الرجال الي الخارج و لكنهم تفاجئوا بنيفين التي ارتمت عند قدم يوسف تمسكها و هيا تقول بصراخ
" ارجوك يا يوسف خدني معاك متسبنيش هنا ابوس ايدك "
رفسها يوسف بقدمه و قال بقرف
" انتي ارخص من أن الإنسان يدوسك برجله .و تستاهلي يبقي مصيرك من مصيره ."
ثم خرج و اغلق الباب خلفه تاركا إياها تلطم خديها من ذلك المصير الذي ينتظرها لتتفاجئ بتلك الكلمات السامه تأتي من خلفها و التي لم تكن سوي لسميرة التي أتت لتنتقم من ذلك الشيطان علي قتله لحبيبها
" أخيرا وقعت يا راغب الكلب . بقي انا كل دا بساعدك و انت الي خدت روحي بإيدك .. بعد كل دا تطلع انت الي قتلته . قتلت احمد ليه ؟؟"
قالت جملتها الأخيرة بصراخ و ألم و هيا تقوم بلكم ذلك الملقي علي الأرض التي كانت تغطيها دماءه و صارت تصرخ و هيا تضربه في كل أنحاء جسده بشكل هستيري لتتوقف فجأة عندما سمعوا ذلك الصوت القادم من الخارج و الذي تلاه سكون تام و الذي كان سكون ما قبل العاصفه والتي انهالت عليهم بوابل من الرصاص من جميع الجهات فاردتهم قتله غارقين في دمائهم و لم يكتفوا بذلك بل قاموا بإلقاء قنبله حين انفجرت احدثت اصوات مدويه وصلت إلي آذان اولئك الذين أوقفوا السيارات ليشاهدوا أرتفاع ألسنه اللهب و ليشهدوا بأنفسهم علي نهايه ذلك الشر الذي هدد حياتهم لأعوام مضت …