رواية عشق الذئاب الفصل العاشر بقلم اسراء على
الزهرة اللي بتُنبت في الصخر بتبقى من أجمل وأندر الزهور”…
جلس على طرف الفراش وهو يتأمل نومها الساكن..ملامحها الهادئة..كما إعتاد قبلاً..ولكن مع براءة الطفولة..شرد في ذكريات قد جمعته لها منذ عشر سنوات…
الشاب: في حاجة يا شاطرة
ضحك الشاب وقال : طب أقولك إيه!!
وضعت سبابتها أسفل شفاها وأخذت تطرق عليها بخفة..ثم لمعت عينيها فجأة وقالت بحماس طفولي برئ
الطفلة : قولي يا زهرة..بحب الإسم دا…وأنت إسمك إية!!
فعل فعلتها..ثم قال بحماس يوازي حماس الطفلة
مدت يدها في مصافحة بريئة وقالت بـ إبتسامة
زهرة : صحاب
إلتقط يدها وقال بـ إبتسامة : صحاب..ثم أردف يُكمل
رأفت : طب بتعملي إيه هنا يا زهرتي
إبتسمت بخجل وتسائلت : زهرتك
أماء رأسه وقال : مش بقينا صحاب..تبقي زهرتي
سكتت تُفكر ثم قالت : ماشي..يا..يا..يا..رأفـ..رأفيتـ..
زفرت بعبوس وقالت : يوووووه..قولهالي إنت
ضحك بل قهقه بشدة على براءة طفلة طفت على حياته المليئة بالبشاعات..ثم قال بمرح
رأفت : اسمها رأفتي..
ضحكت وهى تضع يدها على فاها وقالت : ماشي..يا رأ..رأفتي
صفقت بمرح وقالت بحماس بلغ عنان السماء
زهرة : هيييه..قولتها صح
وضع يده على خصلات شعرها السوداء وربت عليه بخفة وقال : شطورة..بس مقولتيليش..بتعملي إيه هنا!!
زهرة : جدو بيتشغل هنا…أشارت على مبنى المشفى
فتسائل هو : طب ليه مش معاه جوه
رفعت منكبيها وهى تزم شفتيها وقالت : معرفش..بس مش بحب أكون جوة مش بحب المكان هناك..مليان عيانين..وفيه دم كتير..تغيرت ملامحها للإشمئزاز وقالت..مش بحب الدم
سكت قليلاً ثم قال بجدية
رأفت : طب جدو بيشتغل إيه جوة
زهرة : بيقولي بيساعد دكتور..معرفش بيعمل إيه
رأفت : ماشي..تحبي أربطلك الصندل
جلست على الأرض العشبية ثم رفعت قدمها عن الأرض قليلاً وقالت بطفولة
زهرة : ياريت..مش بحب الصندل دا بيضايقني علطول..عاوزة أرميه
جثى على ركبتيه ثم رفع قدمها لتستند عليها وقال
رأفت : ولما ترميه هتمشي بـ إيه
زهرة بلا مبالاه : هقول لجدو يجبيلي واحد جديد
أنهى ربط حذائها وقال
رأفت : خلاص
زهرة : شكراً
رأفت بـ إبتسامة : عفواً…
نهضت زهرة عن الأرضية وقامت بنفض ملابسها وقالت بتساؤل تشبع بحمرة خجل
زهرة : هتيجي علطول تشوفني
قرص وجنتيها بخفة وقال : هجيلك كل يوم أشوفك..
إبتسمت بخجل أكبر ورفعت إبهامها وقالت
زهرة : ماشي
رأفت : لازم أمشي دلوقتي وهاجي بكرة
نهض رأفت ونفض ملابسه هو الأخر ونهض..سار مبتعداً ثم ما لبث حتى إلتفت لها مرة أخرى وجدها تُلوح له..فبادلها ثم أدار وجهه وسار ناحيه المبنى….
صدفة..محض صدفة..غيرت حياته..نقطة تحويل رائعة..أظهرت جزء طفيف من نقاء قلبه..الذي بات متسخاً من جرائمه الشنيعة..صدفة!! تسائل أهى حقاً صدفة أم تلك لُعبة قدر!!
إنحنى برأسه قليلاً ليُقبل جبينها بحنو لم يعهده منذ عشر سنوات وقال بهمس بجانب أُذنها
نهض عن الفراش ثم تحرك مبتعداً ذهب بهدوء وقبل أن يدلف للخارج ألقى نظرة عابرة وعلى شفتيه إبتسامة..ثم خرج وأغلق من خلفه الباب
في إحدى الملاهي الليلية
كانت هايدي ترقص بتمايل مع إيقاع لحني صاخب..بين يدي طارق..حتى أوقفته قائلة
هايدي : طرووق
نظر لها طارق وقال : نعم
هايدي وهي تُمسك يده : يلا نقعد أنا تعبت
ومن ثم سحبته من ساحة الرقص وجلسا على طاولة..دقائق مضت ثم أشار طارق للنادل..الذي سرعان ما لبى النداء وحضر..وضع يديه أمامه ثم قال بـ إحترام
النادل : أيوة يا فندم
طارق : كاسين ويسكي بسرعة
النادل : حاضر يا فندم
تحرك النادل من أمامهم..فـ إلتفتت هايدي ناحية طارق وتسائلت
هايدي : هو رائف لسه مظهرش..هو إعتكف ولا إية
تأفأف طارق بضجر وقال بضيق : هايدي إنتي عارفة رائف الموضوع عنده مزاج..
هايدي بخيبة أمل : طيب
طارق : براحة يا هايدي
وضعت يدها أسفل وجنتها وقالت بصوت بدى عليه الثمالة : ليه..خـ..خايف عليا
طارق بجدية : قومي يا هايدي..قومي نمشي
هايدي وهى تضحك : هههههههه..قوم يلا
حمل عنها حقيبتها ثم أسندها وخرج من الملهى متجه ناحية سيارته..
عودة لفيلا رائف الأسيوطي
إسراء : أنت كنت بتعمل إيه فـ أوضتي
نظر لها ببرود تصنعه بجدية وقال : مراتي هو مش من حقي
تقدمت خطوتين وقالت وهى تشيح بيدها في وجهه : لآ مش من حقك
نهض رائف وتحرك بهدوء أربكها..توجه ناحيتها..يتقدم خطوة فترجع هى أختها حتى إلتصقت بالحائط..حاصرها هو بكلتا ذراعيه حتى يمنع هروبها..
رائف : مبروك
إسراء : ….
رائف بضحك : شيلي إيديك والله م هاجي جمبك
قطبت هى ما بين حاجبيها وحدقت به ببلاهه..لا تعرف أهذا رائف الشرس..أم أنها كانت تحلُم..قهقه رائف بشدة..جعلت ملامحها تتحول للضيق..قال هو برزانة
رائف : ياستي قولت مش هاجي جمبك
إسراء بحدة : طب إبعد
رائف بمشاكسة : تؤ
إسراء بخبث : يعني مش هتبعد
رائف بتأكيد : أه
إسراء : أنت اللي جبته لنفسك
ظهرت علامات التساؤل على وجهه..قبل أن يتحول لألم بائن وهو يصرخ بوجع
رائف : اااااه….يابنت المجنونة
حاول رائف النهوض بصعوبة حتى وقف تماماً..ثم تحرك خارج غرفته وهويتمتم بغضب
رائف : مفترية..ماشي والله لاوريكي
توجه رائف ناحية أسفل ثم إلى المطبخ وطلب من رحمة تحضير الطعام وقال بصرامة
رائف : طلعي ليها الأكل فوق..تاكل وتاخد الدوا
رحمة بطاعة : اللي تؤمر بيه
تعجبت كثيراً من حديثه ورمشت بيعنيها عدة مرات ثم قالت بتلعثم
رحمة : حضرتك تقصد إسراء مرات حضرتك
رائف بتحذير : إسمها إسراء هانم
رحمة بحرج : أسفة..إسراء هانم
ثم أكمل رائف : منتسيش اللي قولتلك عليه..
رحمة : حاضر..أي أوامر تانية
تطلع عليها بنظرات متفحصة..لم تعرف لما..ولكنه لم يرد ثم خرج..وقف أمام النافذة الكبيرة بغرفة الصالون..نظر شارداً في حياته القادمة مع من أسكنت فؤاده..بعد لحظات دس يده في جيب بنطاله وأخرج هاتفه ليتصل بسكرتيرته
السكرتيرة : حاضر يا فندم..تحب حضرتك أمتى
رائف : بعد يومين
السكرتيرة بجدية : حاضر يا فندم..تؤمر حضرتك بحاجة
رائف بجمود : لأ…وتابعي الشغل مع نادر هو اللي هيتصرف خلال فترة غيابي..
السكرتيرة بجدية : حاضر يا فندم..
رائف : جه وقت الشغل..هرجعك ليا يا زهرة..هرجعك مهما كلفني الأمر
أنهى جملته وهو يبتسم..عادت صاحبة الإبتسامة..عادت منقذته..عادت لتنتشله من بئر عميق بارد..عادت ليعود قلبه للنبض مرة أخرى..عادت لتعود ذكريات كان قد أغلق عليها بمفتاح..لتعود وتتمرد للخروج..عادت صاحبة الحرية..عادت صاحبة الجدائل السوداء..عادت لتنير حياة قد ملأتها عتمة المحرمات..ليعود تائب……
في إحدى منازل بأحد التجمعات الراقية
جلست سوزي تحتسي كأس الخمر..برفقة أحدهم ليقول هو
الشخص : وبعدين
سوزي وهى تضع كأس الخمر على الطاولة أمامها : البنت عاجباه وداخله مزاجه…مع إني مشوفتش قبل كدا بنت طولت معاه كدا
سوزي بسخرية : مع إن مفيش فيها حاجة مميزة يا أحمد
أحمد بخبث : سنها..
سوزي بعدم فهم : ماله سنها
أحمد وهو يتجرع من كأس الخمر : سنها صغير أول مرة عبدالله يعمل كدا
سوزي بضحكة رقيعة : أسكت مش دي بنته
أحمد بنظرات مشدوهه : نععععم!!!
سوزي : زي ما بقولك لما عرف إن المبلغ ضخم ريل عليه وباع بنته..المهم هنعمل ايه ف البنت
أحمد بتفكير : لأ دي عوزالها مخمخة أصل البت مدفوع فيها فلوس بالهبل
سوزي بجدية : ط ب هنعمل إيه!!
أحمد بنبرة شيطانية : لازم نرجعها حتى لو فيها قتل رائف الأسيوطي
طالب التوبة..طالب الغفران..طالب العفو..طالب النجدة..طالب وطالب..ولكن ألا يجب الدفع..ألا يجب خسارة شيئاً ما..تلك هى مبادئ الحياة..شئ مقابل شئ
كنت ظننت رحيلك أبدي..كنت أظن أن رُؤياك شئ مُحال..وها أنت بين يدي..ها أنتِ وها أنا..فلتبدأ المعركة…
رحمة : بسم بالله ما شاء الله ربنا يكرمك و يوفقك
إسراء : شكراً يا طنط رحمة
تقدمت رحمة ناحيتها ثم جلست بجانبها على الفراش وقالت
رحمة : طنط إيه بقى قوليلي يا ماما
نظرت لها بحزن وترقرقت الدموع بمقليتها البنيتين ولم تتحدث..ففهمت رحمة على الفور وقالت بأسف
رحمة : أسفة..أسفة يا بنتي مش قصدي..خلاص قوليلي إللي يريحك
نظرت لها بحزن وقالت : لا ولا يهمك..
فقالت رحمة مُغيرة الموضوع : صحيح جبتي الكتاب دا منين
إسراء : لاقيته فـ الدرج هنا
عقدت رحمة ما بين حاجبيها ثم قالت بتذكر
دهشه أحتلت جميع ملامح وجهها البرئ..عيناها تُطلقان ألف سؤال..إعتدلت في جلستها وقالت بنبرة مشدوهه
إسراء : طب!!إزاي وهو إزاي بالأخلاق دي
تنهدت رحمة بـ أسى ثم قالت : الفلوس والدلع والتربية فـ عيلة مفككة تعمل أكتر من كدا
تسائلت إسراء : طب هو دخل طب ليه
رحمة : باباه عاوزه زيه
إسراء بدهشه : هو باباه دكتور
رحمة بحزن : أه
لمحت إسراء لمعة الحزن في عينيها..ثم قالت بفطنة
إسراء : مش عارفة إنتي زعلانة ليه بس حاسه إن فيكي حاجة..بس مش هسألك
ضحكت إسراء وقالت : قلب الأم
إسراء بهمس : أومال هو فين
هنا
قالها وهو بيتسم إبتسامة سا حرة وهو مستند على الباب وقال
رائف : بتسألي عليا ليه
أشاحت بوجهها بعيداً ولم ترد..هز رأسه بيأس فهو يتعامل مع طفلة..تقدم ناحيتها بهيئته الوسيمة فقد كان يرتدي حُلة رمادية ومن اسفلها قميص ذو لون أبيض مفتوح أول زر منه..نظر لرحمة ثم قال بهدوء
رائف : رحمة..قومي هاتلها الفطار
رحمة بطاعة : حاضر يا رائف بيه
تحركت رحمة من محيط الغرفة فـ أوقفها قائلاً
رائف : أقفلي الباب وراكي
تقدمت مرة أخرى وأغلقت الباب..عاد بنظره ناحية إسراء وتقدم منها ببطئ متخابث وقال بمكر
رائف : بتعملي إيه
نظرت له بحدة ثم وقفت على ركبتيها وقالت
إسراء : إنت إزاي تسمح لنفسك تدخل أوضتي وتقفل الباب لأ وتكلمني كدا
وضع يديه في جيبي بنطاله وقال ببرود قاتل
رائف : مراتي
إسراء وهي تُشير بسبابتها بتهديد : متتعداش حدودك
وبحركة سريعة ماكرة قبل إصبعها..فحركت يدها سريعاً مع إحمرار بسيط في وجنتها..وقالت بتعلثم
إسراء : آآ..أنت قليل الأدب..
قهقه رائف بصوته كله وقال : منا عارف
على إثر قهقته شردت في ملامح مألوفة لديها..عند توقفه لاحظ شرودها فيه فعلم إنها شردت في ملامح رأفت..ولكنه أراد أن يُماكرها قليلاً وقال
رائف : أمور مش كدا
وبحركة مسرحية عدل من وضع ياقة قميصه..فاقت هى على صوته وقال بشرود
إسراء : هاا..لا أبداً..
تقدم منها رائف ثم جلس على الطرف الفراش..فـ إبتعد هى بخوف..فـ أمسك يدها وجذبها بحنو..وقال بهدوء وحنان
رائف : متخافيش يا إسراء إنتي مراتي دلوقتي مينفعش أأذيكي
صدمة!!دهشة!!..لا..لا..الأمر أبعد عما يكون من مجرد صدمة..حاولت بشتى الطرق السيطرة على ملامحها أو حتى الحديث ولكن هيهات لا ولن ولم ينفع..فـ أكمل هو
رائف : زهـ..إسراء مش عاوزك تخافي مني
سخرت إسراء منه بقولها : أخاف!!..مشاعري أبعد ما يكون عن الخوف
رائف بتساؤل : أومال
إسراء بنظرات تحقير : قرف
تقلصت ملامح رائف للغضب ولكن أله الحق؟!..لا لها هى هو من جعلها تشمئز منه..عادت ملامحه لطبيعتها وقال بنبرة جاهدت لكي تكون طبيعية
رائف : حقك تقولي كدا..عمتن أنا جاي أقولك إننا هنسافر فرنسا بعد يومين
إسراء بغضب : نعععم
رائف ببرود : زي ما سمعتي
إسراء بعناد : مش رايحة
مسح رائف على وجهه كي يتفادى نوبة غضب..طفولتها وعنادها لم يتغيرا حتى ولو إنش من شخصيتها اليانعة..إقترب منها أكثر فتراجعت هى وأستندت على مرفقيها..فحاصرها هو بين يديه وإستند على كفيه وقال بمكر
رائف : هتيجي بمزاجك أو غصب عنك..مش باخد رأيك ع فكرة
رائف : هتعملي إيه؟!
إسراء بمكر : نفس اللي عملته قبل كدا
قهقه رائف ثم قال بتذكر : صحيح نسيت..أخد بقى حقي
إسراء بخوف : حقك..حق إية
رائف بخبث : حقي
ولم يدع لها فرصة حيث مال على رقبتها الطويلة وقبلة قُبلة رقيقة طويلة..أمتص فيها رحيقها..وإشتم عبقها..وأروى ظمأه منها..ظمأ إمتد لسنوات..
وأخيراً إبتعد عنها..ليرى جفنيها المغلقان بشدة و وجنتيها المطلتخة بحمرة خجل مغرية..وقبضتيها التي تعصران الملاءة من أسفل يدها..فقال هو ليُماكرها
رائف : خافي ع نفسك شوية..المرة الجاية هطلع فوق شوية..
فتحت عيناها فزعة وقالت مسرعة
إسراء : لأ..خلاص أسفة
ثم وضعت يدها مكان قبلته..ضحك هو على طفولتها وقال
رائف : طفلة..يلا أنا رايح الشغل
ثم نهض عن الفراش وفي طريقه للخارج قابل رحمة ثم قال بنبرة صارمة
رائف : خدي بالك منها كويس..
رحمة بـ إبتسامة مطمأنة : متخافش يا رائف بيه..دي فـ عنيا..
نظر لها برضا ثم رحل..بينما دلفت رحمة لداخل غرفتها وهى تحمل طعام الإفطار..توجهت ناحيتها وجلست على طرف الفراش..و وضعته على الفراش ونظرت لها وقبل أن تتحدث لفت نظرها علامة على رقبتها فقالت بتساؤل
رحمة : خير إيه دا
قالتها وهي تُشير ناحية رقبتها..فوضعت يدها بعفوية على رقبتها وقالت بتلعثم
إسراء : آآآ..مفـ..مفيش
فهمت رحمة ما حدث ومن دخول رائف الغرفة..فضحكت بخفوت وقالت لتغير الحديث
إسراء بخفوت : حاضر
بأحد البنايات القديمة في الحي الشعبي
كانت صفاء تجلس مع إحدى جاراتها وتتحدثان في أمور عامة
صفاء : والبت بطة عاملة إيه يا سعدية
الجارة سعدية : الحمد لله متستتة ومتهنية مع جوزها
صفاء وهى تمصمص شفاها السفلى : ربنا يهنيها
تسائلت سعدية وهى تمرر عيناها في أنحاء الشقة الصغيرة
سعدية : أومال فين البت إسراء بقالي كام يوم مشوفتهاش
أشاحت بوجهها وقالت بـ إمتعاض : أهي غارت
عقدت سعدية ما بين حاجبيها وقالت : غارت فين!!
صفاء بلا مبالاه : إجوزت
صكت سعدية صدرها دليلاً على دهشتها وقالت
سعدية : إجوزت!! ثم تابعت بعتاب : كدا من غير حس ولا خبر
صفاء : جوزها عاوز كدا
سعدية : وصحيح مين جوزها حد من الحته
صفاء بتأفأف : جرى إيه يا سعدية هو تحقيق
سعدية بـ إمتعاض خفيف : لا تحقيق ولا حاجة..أنا بطمن
صفاء بضيق : لا إطمني
وقفت سعدية وهمت للرحيل وحركت جسدها وقالت
سعدية : يلا أنا ماشية
وقفت صفاء هى الأخرى وقالت : ما لسه بدري
سعدية : لأ يا ختي..عشان أعمل أكل للعيال
تحركت ناحية الباب وفتحته لتجد عبدالله فقالت بحبور مجامل
سعدية : إزيك يا أستاذ عبدالله
عبدالله بفتور : الله يسلمك
دلف عبدالله وخرجت سعدية ثم قالت بصوت عالي
سعدية : يلا فتكوا بعافية..
أغلقت الباب من خلفها فقالت صفاء
صفاء : أقوم أحضرلك الغدا
عبدالله وهو يتجه ناحية الأريكة : تعالي إقعدي في موضوع عاوزك فيه
قطبت جبينها وقالت : خير
عبدالله بضيق : لا مش خير
توجهت سريعاً ناحية الأريكة الجالس عليها زوجها وقالت بتوجس
صفاء : خير يا عبدالله
تنهد عبدالله وقال : البيه الكبير عاوز البت ترجع
صفاء بتساؤل : بت مين
عبدالله بضيق : هو إنتي عندك كام بت
صفاء بدهشه : إسراء
عبدالله : أيوة ياختي
صمتت صفاء تُفكر فيما يجب فعله ثم تشدقت قائلة
صفاء : طب والعمل
عبدالله بتفكير : مش عارف لسه
سكت قليلاً ثم تابع بشرود
عبدالله : المصيبة مش فـ كدا
تسائلت بضيق : إيه تاني
عبدالله وهو ينظر لها نظرات خاوية : المصيبة إنهم عاوزين يخلصوا من رائف بيه
هتفت صفاء بصدمة وقالت بصراخ : يا ندامة!!..ليه
عبدالله : عشان عارفين إنه مش هيسيبها بسهولة..
صفاء وهى تحرك يدها بطريقة شعبية : مش هو دا اللي فاتح بيوتهم
عبدالله بعدم فهم : والله ماني عارف حاجة
صفاء بحسرة : أه ياني من مصيبة لمصيبة..
عبدالله بغضب : ما تسكتي بقى يا ولية..أقولك ع حاجة أنا سيبهالك وماشي..أنا ناقص
تحرك عبدالله من أمامها وخرج من المنزل وسط نظراتها المذهولة..لتقول هي بـ حسرة
بشركة R.A
كان رائف يجلس خلف مكتبه الوثير وهو يفكر كيف يجعل محبوبته تسامحه وتثق به..والأهم إلى قلبه الوقوع بحبه دون معرفة من هو..وسط أفكاره أقتحم نادر غرفته وقال بروتينية
نادر : رائف..الملف دا ناقصله إمضتك
رائف وهو ينظر له : هات يا نادر
توجه نادر ناحية مكتب رائف ووضع الملف أمامه..فخط رائف بيده ثم أغلق الملف وأعطاه لنادر الذي تشدق متسائلاً
نادر : هتيجي خطوبتي يا رائف
نظر له رائف وقال بجدية : طبعاً جاي..إمتي
نادر : كمان إسبوعين
رائف وهو يهز رأسه : تمام يكون رجعت من باريس
عقد نادر ما بين حاجبية وتسائل بدهشه
نادر : إنت مسافر
رائف بـ إيجاز : أه
نادر : ليه
ضحك نادر بسخرية وقال : يا شيخ
نظر له رائف نظرات تنم عن غضب..ولكنه أمسك سلسلة مفاتيحه الفضية وهاتفه النقال وقال بـ إيجاز
رائف : أنا ماشي..ثم تابع بجدية : خد بالك من الشغل عما أرجع وبلاش النبرة دي معايا
قالها محذراً..ثم غادر صافعاً باب مكتبه بقوة غاضبة ورحل
بفيلا رائف
كانت صاحبة الجدائل السوداء نائمة عقب أن تناولت دواءها الذي يجعلها تشعر بالنعاس فوراً..ساعتان مُنذ رحيل رائف..لتهُب من نومها صارخة
إسراء : راااااااائف
