رواية عشق الذئاب الفصل الحادى عشر 11 بقلم اسراء على

رواية عشق الذئاب الفصل الحادى عشر بقلم اسراء على

ما محبة إلا بعد عداوة” أحد الأمثال المصرية الأصيلة..تأتي العداوة أولاً تليها المحبة..ويا لها من محبة تأتيه منها..هى..وليست غيرها..

نهضت من الفراش تشعر بصداع يكاد يفتك برأسها..يبدو أنها تعاني الصداع عقب الكُحول الذي تناولته أمس..حركت رأسها يميناً ويساراً..ثم دلكت جبهتها..وضعت أطراف أناملها أرضاً ونهضت..لينزاح الغطاء عن جسدها وللمفاجأة…كانت عارية..

شهقت بفزع عندما أدارت برأسها خلفها لتجده نائم هو الأخر عاري الصدر..زاغت عيناها عليه..لُجم لسانها إثر الصدمة..خوف وحزن تملك قلبها..عيناها تنزفان لا تبكيان..سريعاً أمسكت الملاءة وغطت جسدها العاري ليظهر دليل براءتها الذي سُلبت منها أمس..كيف حدث ذلك لا تعلم

نادته بصوت متحشرج : طـ…طارق

تململ قليلاً ولم يفق..فعادت تُناديه مرة أخرى

هايدي : طااارق

أستفاق طارق..رمش بعينيه عدة مرات عله يستفيق..فتح عيناه الناعستان قليلاً ومالبث حتى فتحهما على وسعهما بصدمة وقال بدهشه حقيقية

طارق : هايدي!!بتعملي إيه فـ بيتي
5

جلست هايدي أرضاً ونزلت الدموع من مُقليتها وقالت

هايدي : إنت فـ بيتي يا طارق..إيه اللي حصل

إعتدل طارق في جلسته ليرمي نظرة صدفة ليرى نتائج ليلة أمس..ضرب جبهته بيده وقال بندم

طارق : إحنا عملنا حاجة متنفعش تتعمل إمبارح

هايدي بحدة : يعني إية

نظر لها طارق بأسف وقال : هقولك……

بفيلا رائف الأسيوطي

ركضت سريعاً على الدرج حتى أنها كادت تتعثر فبعد ذلك الكابوس تيقنت أن مكروه ما قد أصابه..ظلت تُنادي بصوتها المرتجف
6

إسراء : دادة رحمة..دادة رحمة..

هرولت رحمة القادمة من المطبخ ناحيتها وقالت بقلق

رحمة : في إيه يا بنتي مالك وشك مخطوف ليه

إسراء بذعر : فـ..فين رائف!!

عقدت رحمة مابين حاجبيها وقالت بـ إستغراب : رائف بيه!!..فـ الشغل بتسألي ليه!!

أجابتها بنبرة سريعة : طب إتصلي بيه

رحمة بدهشة أكبر : أتصل!!

إسراء بنبرة جدية : بسرعة والنبي

ردت رحمة : حاضر..حاضر

أخرجت الهاتف وقامت بالإتصال من رائف كما طلبت..ظلت تنظر لها بتعجب واضح مُنذ متى..مُنذ متى وهذا الخوف الصادق..تعجبت كثيراً من صاحبة التاسعة عشر عاماً..ولم يختلف حال إسراء عن حال رحمة كثيراً..ولكن إختلف السؤال لما كُل ذاك الخوف من إصابته بمكروه..لما

أخرجها من شرودها صوت رحمة وهى تقول

رحمة : محدش بيرد

إسراء : طب إتصلي…

بتر جملتها صوت طرقات على الباب..إتجهت رحمة مسرعة ناحية الأخير حتى تفتحه..لتشهق فزعة وهى تصك صدرها

رحمة : إبني..حصلك إيه

هوى قلب صاحبتنا وهى تراه مضرجاً بدماءه الغزيرة..وصديقه يسانده الذي لم يسلم أيضاً من بعض الجروح..وقفت ثابتة..جامدة..لا حياه..لا روح..

تحدث نادر بنبرة صارمة : دخلينا الأول..وأتصلوا بدكتور

قاطعه صوت رائف الواهن وهو يقول : لأ دكتور لأ..مش عاوز مشاكل

لتقاطعه هى بحدة : وهنسيبك سايح فـ دمك كدا

نظر لها رائف بوهن وقال : مش عاوز دكاترة

لتتدخل رحمة قائلة بخوف : طلعه يا نادر فوق أوضته وأنا هحصلك بسرعة

أطاعها نادر سريعاً..وصعد لغرفته وهو يسند صديقه..وضعه على فراشه ثم جلس على الأريكة هو الأخر..زفر بضيق ثم قال

نادر : مين اللي عمل كدا

رائف بصوت يكاد يُسمع : سيبني دلوقتي

نادر وهو ينظر لصديقه : طيب

صعدت رحمة ومن خلفها إسراء راكضتين..كانت رحمة تحمل بيدها علبة إسعافات أولية…وجهت نظرها ناحية إسراء وقالت بصوت صارم

رحمة : روحي شوفي رائف بسرعة..

إسراء ببلاهه : نعم!!أنا

رحمة بضيق : مش وقته

أماءت برأسها ثُم تحركت ناحيته..وسألته بخجل

إسراء : أنت كويس!!

رائف : ……

إسراء بقلق : رائف!!!

رائف : ……

قامت إسراء بلكزه بخفة ولكنه لم يستفق..لتشهق فزعة وتقول

إسراء : دادة رحمة..رائف أُغمى عليه

توجهت رحمة سريعاً في محاولة لإفاقته ولكنه كان كمن غرق في ثُبات عميق…تابعت إسراء ما يحدث ليلفت نظرها بُقعة دماء تزداد إتساعاً على الملاءة البيضاء..لتقول بذعر

إسراء : دا بينزف من جمبه

ليفزع كُلاً من نادر ورحمة..فتحركت يدا رحمة لترى أنه أُصيب برصاصة جعلته ينزف..شهقت رحمة وأدمعت عيناها وقالت

رحمة : يانهار أسود…هنعمل إيه دلوقتي

نادر وهو يتحرك ناحية فراش صديقه : هنوديه المستشفى طبعاً

كانت تتابع ما يحدث في صمت جلي..ثم تشدقت مسرعة

إسراء : مش هنلحق نوديه..الجرح هينزف أكتر وهو قال مش عاوز مشاكل

فصاح نادر بغضب تراجعت هى على إثره : أومال أسيبه يموت

نهرته رحمة قائلة بحدة : بس..متقولش كدا بعد الشر عليه

صاحت بصوت عالي هي لتقول : بسسسسس إنتو الأتنين..

وجهت حديثها لرحمة قائلة بغموض

إسراء : دادة عندك عده تشريح

رحمة بتعجب : أه عندي

إسراء مسرعة : طب هاتيها بسرعة

رحمة بتساؤل : ليه

إسراء وهى تتجه ناحية رائف : مش وقته

أوقفها نادر قائلاً : هتعمليه إيه

نظرت له لتقول بثقة : هنقز صاحبك
39

أبعدته عن طريقها مشدوهاً مما قالته..نظرت له مرة أخرى قائلة بصرامة

إسراء : تعالى إقلبه ع بطنه معايا

لم يتحرك ساكناً لتقول بحدة

إسراء : أنت هتقف تتفرج بسرعة

تحرك هو سريعاً وفعل ما أمرته به..غاضب هو من تلك الصغيرة التي تُشبه لحد كبير رائف..عاد لمقعده ليتابع ما تفعله..في حين عادت رحمة تجلب عدة التشريح الخاصة برائف أعطتها لها وقالت

رحمة : ملقتش بتاعي فجبت بتاع رائف بيه

سألتها إسراء وهى ترفع أكمام قميصها حتى ساعدها : متعقمة!!

رحمة بجدية : أيوة

أخذتها منها إسراء ثم أخرجت مقص وقامت بتمزيق قميصه ليظهر مكان الجُرح..نظرت له بخوف..ثم ما لبثت حتى إستعادت رابطة جأشها..حولت نظرها لرحمة لتقول لها

إسراء : خدي الكابتن يا دادة وعالجيه ولما تخلصي تعالي ساعديني
3

ذُهل كلاهما ولكن لم يُعلق أحدهما ثم خرجا بهدوء..أعادت بنظرها له مرة أُخرى ثم بدأت في تنظيف ما حول الجرح بلطف..

أمسكت ما يساعدها على إزالة الرصاصة من جسده..سمعت تأوه خفيف منه فقالت بتوجس

إسراء : أنت صاحي

حرك رأسه بمعنى نعم..فهزت رأسها وقالت بخفوت

إسراء : لو حسيت بوجع عرفني

أماء مرة أخرى…لتستكمل هى ما بدأته..أزالت الرصاصة وتأكدت من عدم إصابة أي أنسجة حيوية..مدت يدها لتمسح قطرات العرق التي بللت وجنتيها وجبهتها..ثم قامت بتقطيب الجرح..زفرت بـ إرتياح عندما علمت بعدم إصابة الأنسجة وقالت بصوت هادئ
11

إسراء : الحمد لله مفيش أي خطر

دلفت رحمة لتجدها تقوم بتقطيب الجرح فسألتها متوجسة

رحمة : إيه الأخبار

جاوبتها إسراء بهدوء : متخافيش يا دادة هو كويس الإصابة كانت خفيفة..أنا اللي كبرت الموضوع
2

لم ترتح رحمة مطلقاً ونظرت لهما بخوف وقالت

رحمة : يابنتي تعالي نوديه مستشفى أحسن
1

ردت هى بـ إبتسامة ناعمة : والله مش تخافي هو كويس..ثم تابعت حديثها قائلة

إسراء : أومال صاحبه عامل إيه

رحمة وهى تتابع ما تفعله بتركيز : كويس شويه خدوش

أماءت برأسها وتابعت التقطيب حتى إنتهت..قامت بتضميد جرحه..وساعدتها رحمة في إعدال جسده..وبدأ كلاهما في تضميد باقي الجروح..نظرت له بأسى..بينما رحمة فقد إتفطر قلبها على ما أصابه..إرتعاشة جسدها..وشهقاتها التي حاولت كتمانها..لم تستطع..كانت إسراء تتظر لها بتعجب ولكنها فسرت أنها تُحب رائف وبشدة..
14

إنتهت أخيراً مما تفعله..فنظرت لها رحمة وقالت

رحمة : تعالي معايا ساعديني أغيرله هدومه…….

في أحد الطرق الصحراوية

أغبيا…مشغل أغبيا عندي

هتف بها رجل ثائر..ليقول الأخر مهدئاً إياه

أهدي يا بوس..مماتش المرادي يموت المرة الجاية

نظر له الرجل بحدة وقال بتهكم : وأنا لسه هستنى المرة الجاية يا سي أحمد

أحمد : يابوس متقلقش مش هيفلت مني المرة الجاية

أمسكه الرجل بتلابيبه وقال بشراسة : أنا عاوز البت تكون عندي..وعازك تمحيلي رائف من السوق..هو البيه هيفضل يوقفلي كل شُغلي ولا إية

أبعد أحمد يد الرجل بهدوء وقال ببرود قد أجاده

أحمد : متقلقش رائف هيكون في سابع سما..والبت هتكون فـ إيديك..ثم تابع بتهكم

أحمد : مش هى مصدر رزقنا ولا إيه
1

نظر له الرجل شزراً ولم يرد..فتابع أحمد قائلاً بجدية

أحمد : أهم حاجة نهدي اللعب دلوقتي عشان رائف هيفتح عينه علينا

نظر له الرجل ولم يرد..بينما أحمد نظر له وقال بنبرة شيطانية

أحمد : وديني وما أعبد لاكون دافن رائف بـ إيديا..حسابي معاك لسه مخلصش دا حساب سنين…
4

بشقة هايدي

سرد لها طارق ما حدث بأنها تناولت الكثير من الكُحول ولم تعد تعي ما يحدث..ولكنها لم تكتفي وقامت بدعوته لكي يصعد معها

فلاش باك

طارق بتوسل : بلاش يا هايدي أنتي سكرانة..بلاش

لتسحبه من يده معها لداخل وهى تقول بثمل : خد متخافش
1

كادت أن تقع فـ أمسكها لتضحك هى وقالت بمزاح

هايدي : شوفت لو مشيت أنا هقع..تعالى بقى

أضطر طارق أسفاً أن يذعن لها وتعلل بأنه سيقوم بـ إيصالها لفراشها ومن ثم

يرحل..أمسكت يده وقالت

هايدي : تعالى وصلني للأوضة وأمشي

طارق وهو يبلع ريقه بصعوبة : ربنا يستر..ماشي

تحرك كلاهما ناحية الغرفة..لتقوم هايدي بفتحها بصعوبة..دلفت للداخل لتتصاعد ضربات قلب طارق..هو يعلم بأن مغازلاته لها كانت فارغة..لم ولن يقصد شئ منها..أما الآن فدق ناقور الخطر..كيف يؤذي من أحبها قلبه..فقرر التراجع ليقول بتردد

طارق : أنا هرجع أنا خلاص أنتي وصلتي للأوضة

أشاحت بيدها وقالت : ماشي..ماشي

وما كادت تسير خطوة واحدة لتتعثر..فأسرع طارق بتلقفها..فسقطت في أحضانه..أحاطها هو مت خصرها..وتعلقت هى بعنقه..ظل ممسك بها وهو يتفرس النظر لوجهها الأبيض وهى مستسلمة..وسوس له شيطانه ليميل على شفيتها ليلتهمها في قُبلة شغوفة بادلته هى بنفس الشغف..أزاحت يده ملابسها ليتجه بها ناحية الفراش..وتبدأ ليلتهما..

باك

إنتهى هو من سرد ما حدث لم تخلو نبرته من الندم..ليقول بأسف

طارق : مش عارف إزاي إستسلمت لشيطاني..أنا غبي

نهضت هى والدموع تملأ مُقلتيها..وأخذت تضربه في صدره وتقول بشراسة وحدة

هايدي : واحد حقير وسافل..إستغليت إني مش فـ وعيي وعملت كدا..م أنت من زمان هتموت وتعملها
1

جحظت عيناه من إتهامها الصريح..هو حقاً يُريدها ويُريد حبها..ولكن ليس بتلك الطريقة أمسك قبضتيها وضمهما لصدرها ومن ثم قربها منه وقال بغضب

طارق : أنتي إتجننتي إزاي تفكري كدا أنا عمري م فكرت أأذيكي..أنا منكرش إني كنت جرئ معاكي بس كان كلام عمري م فكرت أعمل حاجة زي دي..أنا….

كانت تنظر له ولمحت الصدق في عينيه لتقول بخفوت
2

هايدي : طب هنعما إيه

نظر لعينيها وقال بصوت جامد : هنتجوز……
2

بفيلا رائف

كانت تقف أمام المرحاض تنظر ليديها التي ترتعشان عقب تبديل ملابسه لم تشعر برجفة عندما قامت بتضميد جراحه..أكثر مما شعرت وهى تبدل ثيابه..غسلت يديها لتسمع صوت رحمة من الخارج تقول صوت خافت

رحمة : أنا نازلة يا إسراء..

فتحت إسراء وقالت بتوتر

إسراء : وأنا جاية معاكي

أماءت برأسها وقالت : طب هاتي الحاجة دي وحصليني

إسراء : حاضر

خرجت رحمة بينما لملمت هى علبة الإسعافات..وبينما هى منهمكة..إذ تصلب جسدها..وشعرت بأن ما حولها يدور..إرتجفت شفاها..ورمشت بعينيها عدة مرات..عندما سمعت صوته المنهك الواهن وهو يقول بعدم وعي

رائف : زهرة……

الفصل الثانى عشر من هنا

تعليقات