رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل العاشر
أنتِ وحدك تُشبهينك...أنتِ كلك أربعينك!!...
وزعت أنظارها المذهولة ما بينه وبين تلك العُلبة الصغيرة والتي تحمل أغلى ما تملُك..أُغرورقت عيناها بدموع سعادة..وهى ترمقه بحب لا بل عشق قد تعدى مراحل العشق العادي..لتقول بصوت مُتحشرج
-جبتها منين!!
لم يرد بل إلتقطتها من العُلبة..وأدار زوجته ثم أزاح عنها خُصلاتها..وألبسها إياها..طبع قُبلة عميقة ثم أحاط خصرها وحدثها بهمس
-مش مهم جبتها منين..المهم إنها رجعتلك..
وضعت يدها على عنقها تتحس ذلك العقد الثمين بالنسبة لها فهو أخر ذكرى تبقت لها من والدها الحبيب..كانت عبارة عن فراشة ذهبية مُرصعة بفصوص من الألماس الخالص..يتدلى من أسفلها أول حرف من اسمها..بالإضافة إلى أول حرف من اسم زوجها..إلتفت له وحاوطت عنقه وتساءلت بجدية
-بتكلم جد يا حبيبي
-حدثها بهدوء:فاكرة لما زوغتي مني!
-نظرت له بعدم فهم وقالت:يعني إيه؟
ضرب جبينها بجبينه بخفة وقال بمزاح
-لما إختفيتي فاكرة!
-إبتسمت بمكر وقالت:أها فاكرة يا حبيبي
-إبتسم بتذكر وقال:فـ تاني يوم سافرت أمريكا ودورت عليكي هناك..قابلت ستيف هو صاحبك من زمان..
سكت يستجمع ما حدث ذلك اليوم..وهى تنتظر حديثه بتلهف
-فـ أكمل هو:حكالي شوية عنك..حياتك..طفولتك..يوم وفاه والدك..وشوفت صور ليكي أنتي وصحابك..بالرغم من غيرتي بس حبيت الصور دي أوي..لأول مرة أشوفك وأنتي صغيرة..كنتي بريئة..ومازلتي كمان..ولفت نظري كمان السلسلة دي..سألت ستيف عنها..
-قاطعته قائلة:وليه مرحتش لماما ع طول يعني!!
-أجابها ببديهية:مكنش لازم يعرفوا..محبتش أعمل مشكلة وخاصتاً والدتك مكانتش طيقاني وقتها...
ضحكت بخفة..ليُبادلها هو الضحك..ثم أكمل حديثه وإبتسامة مُتيمة إرتسمت على وجهه
-وبعدين إتمشيت فـ شوارع هاواي..من نفس الأماكن اللي مشيتي فيها..ودماغي لسه بدور فيها كلام ستيف عن السلسلة دي وأد إيه كانت مهمة عندك وغالية جداً بالنسبة ليكي..وبالصدفة شوفت محل عارض سلسلة شبها جداً..دخلت وإستفسرت عنها..صاحب المحل قالي إنها وقعت من بنوتة وفضل ينادي عليكي بس إنتي مردتيش
نظرت له وعيناها تلمع بحب..ليُكمل حديثه
-قالي إنه إستنى كتير وإحتفظ بيها يمكن ترجعي..لكن من غير أمل..لحد اليوم اللي شوفتها فيه قالي إنه لسه عارضها النهاردة..طلبت منه إني أشتريها وقولتله إنها لمراتي..ولما مسكتها بين إيديا وبصيتلها..عرفت ساعتها إني وقعت فـ غرامك للمرة المليون..
باغتته بعناق قوي..وهو أيضاً بادلها العناق بأخيه ساحق..يسمع شهقاتها وهى تقول بخفوت
-أنت أحلى حاجة فـ حياتي..أحن راجل عرفته..من غيرك أنا ولا حاجة
أبعدها عنه وأبعد خصلاتها التي إلتصقت بوجنتها..ليقول بهمس ساحر
-معرفش أنا حبيتك أمتى وإزاى!..بس كل اللي أعرفه إني فجأة بقيت مش قادر أستغنى عنك..حتى قبلك مكنش حب..أنتي الحب..أنتي اللي جسدتي معنى الحب..
سكتت تنظر له بحب..ثم تحولت نظراتها للغموض لتسأله على حين غفلة
-تعرف دينا منين؟؟
*****************
لا تكاد تُصدق أنها أتت عن طريق "غلطة" أو سهواً لضعف والدها..ولكنه لم يُشعرها بهذا أبداً بل كان يُحبها ويُدللها كثيراً..بالفعل لم يُفوته حفل مدرسي..أو اليوم المُخصص لحديث الوالد عن عمله..كيف يأتي لها كل ليلة يُحدثها..ويحكي لها قصص مُختلفة..والدها الذي كان ولا زال حتى الآن..نزلت دمعة ساخنة ألهبت وجنتها..لتسمع صوت هاتفها وهو يُعلن عن وصول مُكالمة من رقم مجهول..قطبت جبينها بتساؤل.ولكنها بالنهاية أجابت..لتقول بريبة
-ألو!!
-ألو ورحمة الله وبركاته
أبعدت الهاتف عن أُذنها وهى ترفع أحد حاجبيها بتهكم..ولكنها أعادته مره أخرى..ثم قالت بجدية
-أيوة مين!
-ليأتها صوت الطرف الأخر وهو يُحدثها بدهشة مصطنعة:يا نهار مش فايت..مش فكراني يا بسبوستي؟
-تأفأفت بضيق وقالت بعصبية:أنا مش فاضية للعب العيال دا هتقول أنت مين ولا أقفل فـ وشك؟
-ليرد عليها بذهول أيضاً مصطنع:تقفلي فـ وشي!!..طب بذمتك دي تصرفات واحدة ولا كلام تقوله لجوزها المستقبلي!!
-لتنفجر به بحدة:إحترم نفسك يا أخ أنت وبطلوا سفالة..عالم عديمة الرباية صحيح
-ضحك الطرف الآخر ليقول بمزاح:طب خلاص يا روحي متتعصبيش ولا تقلي أدبك..عموماً أنا هعديها المرادي عشان بس متعرفناش كويس..أنا صابر
-لتتساءل ببلاهة:صابر مين؟
-ليقول بتعجب حقيقي:مش عارفة صابر مين!!
-لتقول بتأكيد غير مُكترث:لا والله محصليش الشرف
-إتسعت إبتسامته وهو يقول بخبث:بتاع الكلب
كلب!!..عن أي كلب يتحدث هذا الأبله؟..حسناً لقد تذكرت..خبطت باطن كفها بجبهتها وقالت بتذكر
-بتاع الكلب قولتيلى..
-ليرد بتهكم:أه أنا تخيلي
-سألته بحدة:عاوز إيه!!..وجبت رقمي منين؟
-رد عليها بلامبالاه:مش مهم جبته إزاي..المهم دلوقتي إني جاي عندكو بكرة أكلمك فـ موضوع فرحنا...يلا تشااااو
ومن دون أن يُعطيها فُرصة لكي ترد..ببساطة أغلق الهاتف..نظرت هى إلى الهاتف ببلاهة..وهى لا تكاد تُصدق ذاك المعتوه عن أي حفل زفاف يتحدث!!..ومن سيتزوج؟.."فرحنا"!..صدت تلك الكلمة في أُذنيها كالطرق على الحديد..لتقفز من فوق فراشها كمن لدغها عقرب..لتقول بشهقة مفزوعة
-فرحنا؟..قصده أنا وهو!..إيه العبط دا؟..فاكر نفسه إيه يعني؟..وربنا لوريك يا متخلف أنت....
***************
صمت مذهولاً من سؤالها الصادم ذاك..حقاً يُعجبه بشدة ذكائها..تُتضله ثم تُباغته..ظن أنها تغاضت عن الأمر ولن تسأله..ولكنها تتركه..تتركه وقت طويلاً ينسى ثم تسأله لكي تهرب جميع حججه من أجل الإفلات منها..وضع يده خلف رقبته وقال بمزاح
-ينفع تاخديني ع خوانة كدا!!
-لترد عليه بنفس الجدية:بتكلم جد يا جاسر
-ليسألها بـ إمتعاض:وإيه اللي فكرك بالموضوع دا دلوقتي!!
-رفعت كتفيها ببرود ثم حدثته:أنا مش نسيت عشان أفتكر..أنا كنت مأجلة الموضوع مش أكتر..حالتك وقتها مش كانت تسمح إني أسألك
زفر بضيق جلي..أمسك كفها بقوة ثم سحبها ناحية الفراش جلس ثم أجلسها..حدق بها بقوة وقال بجدية
-بصي يا روجيدا الكلام اللي هقوله دا مش هعيده تاني لأن السيرة دي مبحبهاش..فهقولك مرة ومش هعيد
-أماءت برأسها وقالت بموافقة:تمام وأنا مش عاوزة أسمعك غير المرة دي..وتأكد إن كل الكلام دا ولا هيفرق معايا فـ حاجة من ناحيتي..بس أسمع أسبابك ليه خبيت عني!!
-أخذ نفس عميق ثم قال:خبيت عشان سيرة متستحقش إني أفتحها
-لترد عليه بهدوء ولكنه حاد بعض الشئ:بس أنا مراتك يا جاسر..زي ما حكيتلك كنت المفروض تحكيلي
-ضغط على يدها بحنو وقال:وعشان أنتي مراتي مرتضش أزعلك ولا أخلق فراغ بينا..
-ودلوقتي مش هتخلق...
زفرت بصوت مسموع..ثم أكملت بهدوء
-المهم أحكي
-تنحنح ليُنظف حلقه وقال:احم..دينا كنت كاتب كتابي عليها بعد حب خمس سنين لما كنا بندرس سوا..المهم كتبت كتابي عليها ومفيش شهرين..وأكتشفت إنها بتخوني مع واحد صاحبي..شوفتهم بعنيا ولما واجهتها مأنكرتش ولا بان عليها ذرة ندم..طلقتها وسبتها ومعرفتش عنها حاجة غير إنها إتجوزت صاحبي اللي خانتني معاه...
كان يحكي بجمود..ونبرته الجافة تحمل مدى حقده وكرهه لها..أو ربما لأنها لا تعنيه في شئ فقط ماضي أسود يتمنى محوه..ليُكمل هو بغصة مريرة علقت بحلقه لما هو على وشك أن يحكيه
-عرفت وقتها إني محبتهاش..إلا أنتي يا روجيدا..وقت ما فكرت مجرد تفكير إنك تعرفي الكلب اللي أسمه مصطفى دا..مستحملتش..
نزلت عبرات من مُقلتيها فرغماً عنها تذكرت ما فعله جاسر معها قبلاً..ليُكمل بصوت يحمل الخزي
-مستحملتش نفس السيناريو يتعاد..وآآ..عملت اللي عملته.ساعتها بس عرفت وتأكدت إني بعشقك لدرجة إني مستحملتش إنـ...
-قاطعته بصوت يحمل النشيج:بسسسس..مش تكمل عشان خاطري بلاش تفكرني باللي حصل..
ثم أجهشت بالبكاء..ليجذبها في عناق قوي..يحمل جميع معاني الأسف..ليقول بصوت خافت
-اسف..أسف..مش هكمل..متعيطيش عشان خاطري..مبستحملش دموعك دي..والله عمري ما حبيت غيرك..بعشقك يا فراولة قلبي..
-وأنا بموت فيك..
أبعدها عنه ليُقبل وجنتها بحب..ليمسح حبات اللؤلؤ التي تناثرت على وجنتيها..ثم جبينها..ثم شفاها..لثمها بحب جارف..ورقة عاصفة..حملت تلك القُبلة أسف أبرع حقاً في إيصاله لها..وهى هادئة مستكينة تُبادله طريقة تعبيره عن حبه بتلك الطريقة..أبعدته عنها بعدما توردت وجنتها بحمرة خجل..ليقول هو بهيام وهو يستند بجبينه على جبينها
-كل مرة بحس إني لأول مرة ببوسك..طعمها متغيرش بس مغرية بشكل مهلك..بحس لما بقرب منهم ومنك كأني مسكت صاعق ومش عارف أسيبك..بعشقك يا فراولتي
وإبتسمت الصبية على إستحياء على إثر كلماته المُتغزلة بها..لتزداد توردت وجنتيها بالإضافة إلى تلك السخونة المُهلكة التي إجتاحت جسدها بلا رحمة..تحسس شفتيها وقال بخبث
-لأ سيبي الكسوف دا لبعد العشا..عشان...مش عاوز أقولك هعمل إيه
-شهقت بخجل وقالت بتوتر:آآ..جـ..جاسر..آ..أنا جعانة
-قهقة جاسر بشدة وقال بمرح:بتفصليني من كل لحظة رومانسية كدا..
-ضحكت وهى تتحسس بطنها الذي بدأ في التكور وقالت:بنتك هى اللي جعانة مش أنا ع فكرة..أنا بترجم اللي هى عاوزاه
-ليقهقة بعمق أكبر..ثم قال بنبرة مازحة لم تخلو من ضحكاته:قومي..قومي..أنا عارف إنك هتخربي بيتي أنتي وبنتك
نظرت له بعبوس وزمت شفتيها كالأطفال..ليعلو صوته بالضحك مرة أخرى وهو يقول
-خلاص..خلاص يا قلبي..متقلبيش أطفالي كدا..مش هربي فيكي أنتي والمفعوصة د اللي جاية دي..
ودوت صوت ضحكاتهم وهم ينزلون الدرج..نظر لها جاسر بحب..فالرغم من كل العقبات وما يحدث..فهى لا تزال نقية لا تلومه ولا تغضب منه..حياته أنارتها بالفعل مُنذ أن دخلتها..فحقاً عشقها أحياه بعدما كان كالجثة الهامدة لا حياه ولا أنفاس....
*******************
مُنذ عقد قرانها عليه وهو لم يقترب منها بناءاً على رغبتها..حملها وتأثرها بما حدث لها من مصطفى..جعلها تطلي هدنة ولو لفترة وجيزة..وهو..هو لم يقترب منها بل عاملها بكل حب وأثبت لها حبه عندما قال بصوت رخيم "عمري ما هطلب منك حاجة فوق طاقتك..كفاية إنك جمبي وبقيتي مراتي"..ملست على بطنها وقالت بصوت خفيض
-ياريته كان أبوكم..هو مش مصطفى..يارتني ما حبيته ولا شوفته..
رغما عنها تساقطت دمعة تحمل في طياتها ندم لن تسطيع محوه..نظرت لبطنها المتكورة بشدة فهى في منتصف شهرها السابع..لتتذكر مرة أخرى شهامته معها بقوله الذي زلزل كيانها الضعيف "ولادك هما ولادي..هيتكتبوا بـ اسمي ومش هيعرفوا أي حاجة عن الـ*** دا أنا أبوهم يا نيرة..أنا ابوهم وأبوكي"...ختم قوله مع قُبلة على جبهتها.....
**************
جلسوا يتناولن طعام العشاء في جو يسوده المرح والأولفة..ليتحدث سامح بغضب حانق
-وبتضحك كمان..مش كفاية أخرت الفرح شهرين يا مفتري
-ليقول جاسر بهدوء في محاولة لكبح نوبة ضحك:يا بني عشان تستعدوا كويس أنا كلمت مدحت بيه مش شوية وقالي مفيش مانع بس لازم اخوها يكون موجود معاها وعشان كدا طلب من أأجل شوية
-ليرد سامح بعصبية:تقوم تأجله شهرين يا بن أمي وأبويا
-حدثته فاطمة بحكمة:حبيبي سامح..مينفعش كدا نادين لازم تستعد هى عروسة ولازم تشوف هى محتاجة إيه
-ليرد هو بيأس:بس أنا عاوزها كدا يا أمي..من غير شطنة هدومها حتى
-فبادلته القول:أسمع الكلام يا بني..نادين عروسة ولازم تستعد وهى مش هتلحق فـ أسبوع ولا أتنين
-ليُكمل أخيه محذراً بمرح:أغزي الشيطان يا راجل كدا بدل ما أخليهم ست أشهر
-ليصيح سامح بحدة وهو ينهض:لااااا..أنا هقوم أحط جزمة فـ بوقي ومش هتكلم من هنا لبكرة..أنت قادر وتعملها...
ثم تركهم ورحل...ليصدح صوت ضحكات الجميع..حانت من جاسر إلتفاتة لزوجته التي لم تُشاركهم الحديث..ليجد ملامحها مُنقبضة ويبدو عليها الإعياء..ترك الملعقة من يده ثم إستدار لها بلهفة وقلق
-حبيبتي مالك!!
-نظرت له وإبتسمت ببهوت:مفيش يا حبيبي..شكلي بس تعبت شوية
-لتتساءل فاطمة بـ إهتمام وخوف:تحبي أطلبلك الدكتور يا بنتي
-ليؤيد جاسر والدته قائلاً:صح أنا هقوم أتصل بيه
-أمسكت روجيدا يده وقالت بخفوت:لا مش لازم..أنا هقوم أستريح شوية..طبيعي من الحمل متقلقش..
-فرد عليها بعناد:لأ هقوم أتصل بيه يجي
-لتقول بـ إصرار:لأ يا جاسر هقوم أنام والصبح هكون كويسة إن شاء الله...
-فقال على مضض:طيب
نهضت ليقوم هو بحملها وقبل أن تتفوه بحرف قال بصرامة
-ولا كلمة..هشيلك لحد الأوضة
-أتاه صوت والدته وهى تقول:طلعها يا جاسر ترتاح عما أعملها حاجة سخنة
-طيب يا أمي..
ثم صعد بها إلى الغرفة..مددها على الفراش برفق..ثم نزع عنها حذائها ودثرها جيداً..ملس على خصلاتها بنعومة وتساءل بقلق
-لسه حاسة بحاجة؟
-ردت بوهن قائلة:بطني بتوجعني شوية بس
-ليتفاقم قلقه:لا انا هتصل بالدكتور
-إبتسمت على قلقه بها لترد بحب:والله شوية وجع عاديين..بنتك شكلها هتطلع شقية زي أبوها
جلس على طرف الفراش بجانبها و وضع يده على بطنها بحب وقال بمزاح
-حبيبة بابا متعزبيش ماما عشان أحبك
-إبتسمت بهدوء وقالت بحب:هى شطورة وهتسمع الكلام
نهض يُقبل جبينها بحب ثم قال وهو يبتعد عنها
-هروح أجيب من الحاجة فاطمة الحاجة السخنة
-ردت بخفوت وهى تعض على شفتيها بألم:طيب
ثم خرج..لتخرج منها أهه قوية..إنتهت قُدرتها على تحمل الألم..نهضت بضعف وهى لا تقوى على النهوض من شدة التعب..ولكنها تحاملت علة نفسها وتوجهت إلى المرحاض...
دلف بعدها جاسر بدقائق إلى الغرفة..ليجد الفراش خالي..قطب جبينه بتساؤل..إلى أين ذهبت!!..وضع كوب المشروب الساخن على الكومود جانب الفراش..ثم نادها
-روجيدا!!
ولكنها لا ترد..ليتحرك ناحية المرحاض..ليتسمر أمام ذلك المشهد الذي إتسعت عيناه بهلع..فكانت زوجته ساقطة أرضاً..وحولها بقعة من الدماء التي تنسال من بين قدميها..وأخذت في الإتساع..لتخرج حروفه تُقطر هلعاً
-روجيداااا