رواية عشق الذئاب الفصل الثانى عشر بقلم اسراء على
هى زهرة..زهرة وحيدة..لا يمكن أن تكون أكثر من واحدة..هى زهرته..زهرته الخاصة..داخل بستانه لن يسمح لأحد بقطفها..ولن يقطفها هو سيقوم بحمايتها..سيقوم برعايتها
1
تلك الصدمة التي أصابتها..سرعان ما تلاشت ..لتقترب أكثر منه لتستمع بوضوح علها تتخيل
رائف : زهرة..
لا..لا يعقل من أين يعرف ذاك الاسم المقدس بالنسبة لها..مالت عليه مرة أخرة لتتأكد من كونها لا تحلُم..ولكنه فتح عيناه فجأة ليرى حوريته على بُعد إنش منه..ليبتسم بتعب وتسائل بخبث
2
رائف : بتعملي إية!!
إنتفضت هى من إستيقاظه..حاولت الإبتعاد عنه لكي تداري خجلها..ولكن يده اللعينة أبت الإبتعاد ليردف ممازح
رائف : وربنا ما يحصل عاوز أعرف كنتي بتعملي إيه
2
إسراء بخجل وتلعثم : حـ..حمد لله ع السلامة
رائف بضحك : الله يسلمك..ها كنتي بتعملي إيه
حاولت جذب يدها منه ولكنه تعاند وأبى ليقول بـ إصرار
رائف : متحاوليش..مش هسيبك
إسراء : مين زهرة
ملامح الدهشة لم يستطع وجهه إخفائها..حاول السيطرة على ملامحه ليقول بنبرة ثابتة مزيفة
رائف : زهرة مين!!
رفعت هى إحدى حاجبيها وقالت : أنا اللي بسأل
رائف ببرود : معرفش
إسراء بغضب : أومال كنت بتنادي بـ إسمها ليه
غامزها بمشاكسة وقال بمزاح : بتغيري
1
إرتبكت المسكينة وحاولت الثبات ولكن تذبذب عيناها..وإرتعاشة يدها أفصحت عما بجوفها..ليبتسم الماكر ويقول
2
رائف : اممممم..يبقى بتغيري
إسراء بـ إندفاع : مين قال
ليردف هو بهيام : عنيكي
إنهارت لتصبح قدميها كالهلام لا يقوى على الصمود..لتجلس على طرف الفراش بوجه شاحب..إعتدل في جلسته بقلق ليقول بصوت خائف
رائف : مالك يا زهرة
هنا ونظرت له بسرعة وعلى وجهها ملامح متسائلة..ودهشة لم تستطع إخفاءها..لينتبه هو لحجم فداحته وتسرعه لتقول هى بجمود
إسراء : عرفت الاسم دا منين
تنهد رائف ومن ثم قال : قولته بسرعة..مكنتش قاصد
لتقول بنبرة محتدة : بلاش تلعب عليا..عرفته منين
إعتدل قليلاً وهو يسعل..ثم قال بجدية وتعب : بعدين هفهمك بعدين أنا أصلاً تعبان
ومن دون نبس كلمة أخرى..نهض عن الفراش وسط نظراتها المنذهلة..وقف أمام الفراش ببضع خطوات وقام بنزع قميصه ببطئ..لتشهق هى فزعة وتقول بخجل
إسراء : إيه اللي بتعمله دا
نظر لها..وإبتسم ثم قال بتسلية
رائف : بغير..القميص خانقني
لتُجيبه بحنق : م تخش الحمام
رائف بنبرة ماكرة : مش قادر..تعالي ساعديني
نهضت هى بسرعة وقالت بشهقة خجلة
إسراء : أنت قليل الأدب
أجابها بلا مبالاه : منا عارف..إخلصي
لم تجد بداً من مساعدته..نهضت بخطى متعثرة لتتجه لذلك الذي يجاهد لكتم ضحكاته..وقفت مُقابلته..نظرت له بتوتر وأيدي مرتعشة ليقول بمرح
رائف : مالك..هو إنتي هتقتلي فار..
نظرت له بحنق ثم تمتمت : دا ألعن
وصل لمسامعه ما قالت ليضحك بخفوت..بينما هى شعرت ببرودة تسري في أوصالها..أمسكت أزرار قميصة بـ أيدي مرتعشة..لتجاهد في فكها..طالعها هو بنظرات حالمة متيمة..ماكادت يدها تُلامس جسده حتى شعرا كلاهما بصاعق كهربي..وأخيراً..إنتهت وصلة العذاب لكلاهما..حاولت الإبتعاد ولكنها شعرت بيده المطبقة على خصرها..إرتجفت بشدة ثم قالت بخوف
إسراء : إيه في إيه
رائف بهيام : هو إنتي عنيكي حلوة كدا إزاي
إسراء بتوتر : لو..لوسمحت
ليقول رائف بندم : أنا كنت هأذيكي إزاي..مش ممكن البراءة دي تتأذي بأي شكل
كلماته أطاحت برأسها..كلماته الصادقة لا تعلم على بر سترسى عليه..كلمات نابعة من القلب..نابعة من مشاعر لم تخمد مُنذ عشرة أعوام..ليُكمل رائف حديثه
تسائل رائف بتوجس : هو إنتي ممكن تسامحيني
نظرت له بنظرة غامضة..ثم أبعدت يده عنها بقسوة لتردف بجمود
إسراء : الظاهر إن معاملتي معاك عشمتك فيا بزيادة
إبتعدت بضع خطوات ثم إلتفتت له وقالت بنبرة خالية
إسراء : هنزل لدادة رحمة تعملك أكل عشان الدوا..إلبس هدومك وأنا هجيبلك الأكل
ثم قالت وهى تتصنع التذكر : أه واللي بعمله دا مجرد رأفة مش حب فيك
1
رمت كلماتها بلا رأفة ثم تحركت..أما هو ظل جامداً يحدق في طيفها..كلماتها اللاذعة كانت محقة بها..رغم قساوتها إلا أنها أفاقته..أيقظت روح التحدي والتمسك بها هو لن يتركها..سيحارب من أجلها..ليقول بـ إصرار
رائف : لو عملتي إيه..هخليكي تحبيني..زي ما أنا بتنفسك…..
2
بشقة هايدي
ظلت واجمة بعد جملته التي وقعت على مسامعها وقع الصاعقة..ظل يتفرس بها عله يستشف ما سر الجمود ولكنه فشل ليقول بصوت خافت
طارق : هايدي..
نظرت له هايدي بشرود وقالت : نتجوز!!
تحرك ناحيتها بخطى متمهلة ثم وضع يديه على كتفيها يبدو أنها في حالة إستسلام غير طبيعية بالمرة..ليقطع الصمت ويقول بجدية
طارق : هايدي..أنا غلطت ومش هسيبك تتحملي نتيجة غلطتي..أنا هطلبك من أهلك ونتجوز ولو عاوزة بعدها نتطلق مش مهم بس عشان ميحصلكيش مشاكل
1
نظرت له بعدم تصديق أهذا هو طارق!!الفاسد في نظرها..لم يدع كلمة بذيئة وخاتشة لحيائها إلا وقالها..لكنه الآن يُعلن رجولته المحبوسة خلف شخصيته المستهترة..أفاقت من شرودها وقالت بعدم وعي
هايدي : أنت إزاي كدا
طارق بعدم فهم : مش فاهم
هايدي بخفوت : فين طارق اللي فـ رايحة والجاية عمّال يقول كلام ليا وينام مع دي ويسهر مع دي..شرب..وقُمار..كل دا فين
إبتسم بعذوبة بالغة..ثم أردف بنبرة غريبة عليه وعليها
طارق : إنتي غير
عقدت ما بين حاجبيها وقالت : غير إزاي
إبتسم وقال : هفهمك بعدين..أطلبك من أهلك
هايدي بتردد : هو…آآ..
طارق بجدية : والله بعمله عشان مصلحتك قبل مصلحتي..
هايدي بهدوء : هما مسافرين لما يرجعوا
طارق : تمام..أنا همشي دلوقتي..وهكلمك عشان أعرف الجديد
إرتدى ملابسه وهى محدقة به..إنتهى مما يفعله ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه..وقال بنبرة نادمة
طارق : أسف يا هايدي
أماءت برأسها بخفوت ولم تتحدث..بينما هو حدثها بجدية
طارق : كلمي أهلك وإن شاء الله مش هتخلى عنك
نظرت له بدهشة ورمشت بعينيها عدة مرات ثم هتفت بلا وعي
هايدي : مصدقاك
1
إبتسم طارق بفرح وقال : وأنا مش هخذلك..مع السلامة
تحرك طارق بخطى متعجلة سريعة..بداخله سعادة تكاد تسع الكون كله..بما فيه..هتف بداخله بأمل
طارق : مش هسيبك يا هايدي..أنتي دخلتي قلبي وهتدخلي بيتي وأنا مش هخرجك منه
ثم أخرج هاتفه وحدث السيدة رحمة لتجيبه سريعاً
رحمة : طارق إبني أزيك
2
طارق بسعادة : إزيك يا دادة وحشاني
رحمة بعتاب : لو كنت وحشتك كنت جيت
طارق بحنو : معلش..بقولك
رحمة : قول يا حبيبي
طارق وهو يضع يده خلف رقبته : أنا هتجوز
أبعدت الهاتف عن أذنها علها تتخيل او من يخاطبها شخص غير طارق..ليهتف هو بمزاح
طارق : إيه يا دادة إتصدمتي
رحمة بذهول : مين إللي هيتجوز
قهقه طارق : أنا
رحمة بنبرة مشدوه : أنت بتتكلم جد
طارق وهو يفتح باب سيارته : أه والله..بصي أنا هجيلك بس مش دلوقتي وأحكيلك..متعرفيش رائف خليها مفاجأة
رحمة بتساؤل : هتيجي أمتى
طارق : قريب..يلا سلام عشان أنا هسوق
رحمة بحنو : طيب يا حبيبي ربنا يسلم طريقك
أغلقت الهاتف والدهشة لا تختفي عن ملامحها..رأتها إسراء فتسائلت عما بها
إسراء : دادة خير
رحمة بعد أن فاقت : هاا..لا يا حبيبتي مفيش..الفطار جهز..طلعيه لرائف
أماءت برأسها ثم قالت : طب فين صاحبه
رحمة وهى تتجه للموقد : مشي من زمان
إسراء بلا مبالاه : ماشي..
صعدت بخطى متمهلة..بالرغم من قساوة ما ألقته على مسامعه إلا أنها أرادت أن تُفيقه بعد أن إلتمست فيه الصدق..وصلت لغرفته..طرقت بخفة ..سمعت صوته يأذن لها بالدخول..دلفت فوجدته جالس على الفراش عاري الصدر ويضع يده خلف رأسه..فنهرته بحدة وقالت
إسراء : أنت لسه ملبستش
رائف وهو يهز كتفيه ببرود : معرفتش
إسراء بنبرة حانقة : معرفتش ولا بتتدلع
رائف : الأتنين واحد
2
تقدمت بخطى غاضبة ثم وضعت صينيه الطعام بقوة جانب الفراش..وإتجهت ناحيته وقالت بزنق
إسراء : هات
تهللت أساريره ثم نهض بصعوبة بسبب ألامه..وقال بـ إبتسامة كادت تشق وجهه
رائف : ماشي
أخذت من يده تيشيرت ذو لون أسود وفتحة عنق مثلثية..وساعدته في إرتداؤه سمعت تأوهاته الخافتة..فسألته بعد تردد
إسراء : حاسس بحاجة
هز رأسه نافياً..ثم قال بهدوء
رائف : أنا كويس..متقلقيش
ردت عليه ببرود : ومين قال إني قلقانة
جز على أسنانه بقوة وقال : ماشي..عاوز أخد الدوا
نهضت من جانبه وأحضرت الطعام وقالت
إسراء : لما تاكل
ليرد هو : مش جعان
نظرت له وقالت بهدوء : مش باخد رأيك
أمسكت الملقعة ووضعت بداخلها بعض من حبات الأرز..وقربتها ناحية فمه ثم قالت بصرامة
إسراء : أفتح بقك
1
نظر لها بعبوس طفولي عجيب : قولت مش جعان
3
نظرت له نظرة لا يعرف كيف جعلته يذعن لأمرها فتناول ما بيدها..وما بداخل الأطباق بمنتهى الهدوء دون أن تحتاج لأي لهجة أو تهديد..وضعت الطعام جانباً وقالت
6
إسراء : يلا الدوا
تأفأف وقال : أنا مش صغير..أنا أعرف أكل وأخد الدوا بنفسي
1
بالرغم من أحساسه بالمتعه من قربها وإهتمامها به إلا شعوره بالعجز شعور ينفر به وبشدة..قاطعت سيل أفكاره لتقول ببرود
إسراء : أنا برضي ضميري..
نظر لها بحنق وقال بغضب ملكوم
رائف : رخمة..وعنيدة
نظرت له بطرف عينيها ثم نهضت وأحضرت الدواء والماء..تناولهم ثم أخذت الكوب وقالت
إسراء : هنزل أجيب ماية عشان اللي هنا مش حلوة وتاخد باقي الدوا
أماء برأسه ثم إعتدل في جلسته..تحركت من محيط الغرفة..نزلت الدرج..وهى تسمع صوت السيدة رحمة يبدو أنها تتشاجر مع أحدهم..نزلت وما أن شاهدت الضيوف ليسقط الكوب الفارغ من يدها ليتحطم إلى أشلاء فور إرتطامه بالأرضية الصلبة………