رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الثالث عشر
فإن آذوكِ عزيزتي..سيخرجوا أسوء ما بي
فليتحملوا.....
إنتفضت الخادمة على صوته..ثم إلتفتت لتواجه..ويا ليتها لم تفعل فما أن تلفتت إليه حتى قابلت نظراته القاتمة التي تُطلق شرارات قاتلة..كادت أن تخُر صريعة من فرطت الرعب الذي يبثه ذلك الكائن الماثل أمامها...
تحرك ناحيتها بخطوات مُتمهلة عمّداً..نظراته!..لا داعي لذكرها وما تنتويه..ظلت تتراجع وهو يتقدم..حاولت الحديث بحروف مُتلعثمة
-آآ..أنا..آ..يعنـ..كنت..
ومن فرط الرعب الذي بُث في أوصالها ودقات قلبها التي أصبحت واضحة للعيان..لم تلحظ وقوفه أمامها..وبعنف شديد سحب من يدها الهاتف..وما أن نظر إلى المُتصل حتى إنتفخت أوداجه غضب..نظرت له بترقب وحبات العرق أخذت تتجمع بشكل مرعب..جز على أسنانه ثم أطبق على الهاتف بشدة حتى كاد يتهشم..فكادت تُقسم أنها سمعت صوت تحطُم شاشته .ليُباغتها بقذفه وبعنف أشد ليتناثر إلى قطع صغير بجانب أُذنها مباشرتاً....
هجم عليها كوحش كاسر..لتصرخ بهلع وهى تستعطفه قائلة بنبرة باكية
-چاسر بيه..آآ..الله لا..يسيئك..أني معملتش حاجة..
صفعة مدوية كانت رده..ولكن أيكتفي!!..بالطبع لا لقد تجرأت تلك المنكوبة على إيذاء محبوبته..فظل يتبادل على وجهها الصفعات لتنسل الدماء من بين أسنانها و أنفها..نسى أنها فتاه..تتبع جنس النساء..أطبق على نحرها قائلاً بشراسة وعين تلمعان بشر
-إتشاهدي ع روحك يا بنت الـ***..يا ****
****************
جلست روجيدا بالأعلى تنتظره وقد إستنكرت غيابه بشدة..نهضت بتهمل وحرص شديدين..لتجفل بشدة وهى تسمع صوت صُراخ حاد يصُم الأذان..لتتحرك بخفة علها تعرف ما يحدث..نزلت بخطى خفيفة ولكنها سريعة إلى حداً ما..لتجد الخدم مُتجمعون أمام المطبخ وكذلك عائلتها..نهش القلق قلبها وهى تسمع صوت فاطمة تصرخ بـ إستعطاف
-جاااسر..سيب البنت عشان خاطري
إخترقت روجيدا الصفوف لتجحظ عيناها بشدة وهى ترى جاسر مُطبق على نحر المسكينة وقد تحول وجهها إلى اللون الأزرق..لتركض مُتناسية ألمها..وهتفت بصوت عالي يحمل إرتجافة
-جاسر!!..إيه اللي بتعمله دا؟
ولكنه بدى وكأنه بعالم أخر..ليهتف بحدة وقد أرخى يده عن عنق الفتاة
-إتجرأتي ع أسيادك يا ****..بتعضي الأيد اللي إتمدتلك..بس ورحمة أبويا لكون مخلص عليكي..
وبخفة أمسك نصل سكين حاد وقربه من عنق الخادمة..كل ذلك و روجيدا إنتابها حالة من الذهول والشلل أيضاً..ولم تكن روجيدا وحدها هى من تُعاني من تلك الأعراض إلا أن الجميع قد تلبسهم نفس الحالة..مُتعجبين من الجنون الذي أصاب ذلك الوحش الذي أمامهم....
***********************
جلست تنتحب بشدة عقب ما فعله بها مراد..فقد أذاقها "علقة محترمة" أقرب وصف لما فعله بها..جسدها يُؤلمها بشدة..وكرامتها كذلك..فحقاً قد أذاقها الهوان والذل..فمن هى لتُفكر بـ التلاعب بمراد النويهي..إنتفضت وهى تراه يدلف بهدوء مخيف..لنتكمش على نفسها أكثر..إ إلتوى ثغره بـ إبتسامة مُتهكمة ..وكذلك نبرته ليقول بتهكم
-متخافيش أوي كدا أنا لسه معملتش حاجة..دا أنتي هتشوفي أسود أيام عمرك لما فكرتي بس تلعبي بديلك..
حاولت كتم شهقاتها ولكنها لم تستطع..ليزجرها بعنف قائلاً
-بطلي المناحة دي و قومي حضريلي حاجة أطفحها
ولكنها لم تستجب..بل وعلى النحيب..فخطى المسافة الفاصلة بينهم وجذبها من خُصلاتها بشدة حتى كادت أن يقتلعها من جذورها..فأكمل حديثه بتحذير شرس
-قسماً بالله لو سمعت صوت نواحك دا يا **** لكون خارسك بقيت حياتك..
دفعها بحدة ناحية الباب..ثم قال بصراخ
-إنجري ع المطبخ
ركضت سريعاً..وهى تبكي بشدة..فقد أخبرها هو اول زواجهم أن "الغلطة معايا بجون"..ولكنها لم تتعظ..فلتتحمل إذاً..ذلك المجون التي كانت تعيش به والأحلام الوردية التي خطتها بحروف من ذهب فد ذهبت أدراج الرياح..فلم يعد هناك ذهباً ولا فضة...
فعجباً على جشع الإنسان..دائما ما يحلُم بـ إمتلاك المزيد وهو يملُك ما يفوق حاجته..ولكن تلك الغريزة لأمتلاك المزيد هى ما تُحركنا..وغالباً بل دائماً ما تقودنا إلى التهلُكة
*************************
بدأ في غرز النصل في نحرها..لتصرخ الفتاه بجزع..لتُعطي البطاقة الخضراء لروجيدا كي تفيق..لتضع يدها على يد جاسر المُطبقة على النصل..لتهتف بصراخ يحمل الرجاء
جاسر!!..عشان خاطري سيب السكينة-
خرجت حروفها تحمل نبرة عتاب وخوف..نظر لها بعيناه القاتمة..لتشهق بفزع من تلك النظرة التي أسودت لها ملامحه..ولكن لا وقت كافي لـ الصدمة..فحاولت جمع حروفها المُتبعثرة
-جـ..جاسر..ممـ..ممكن تسيب..السكينة
نظراتها المُحملة باللوم الممزوج بخوف جعله يستفيق من ذلك الشيطان الذي تلبسه..ليجذبها في عناق..مُيحط عنقها بيده..والأخرى تحمل السكين ولكنه أرخاه عن عنقها..سلط نظراته على تلك البائسة وقال بحدة وصوت جامد
-هى اللي أنقذتك من تحت إيدي..بس دا مش معناه إني هسيبك
نزلت دموع روجيدا بسرعة ولكنها أثرت عدم رفع صوتها..لتنتفض في أحضانه وهى تستمع له يقول لأحدهم هذا الأمر الصارم
-عوض!!..خدلي الـ ****..فـ الأوضة اللي جنب القصر..وجمع الحرس عشان ورانا مشوار
تُخفي رأسها بكتفه وهو لا يزال يُحيطها..تبكي على زوجها والذي تحول لوحش كاسر فجأة..مرق من بين الواقفين ولا تزال تلك الدهشة تعتليهم..ولكنه لم يعرْ أحداً منهم أدنى أهتمام..حاوطها هو بقوة ثم زرع قُبلة صغيرة على رأسها دون أن تتحدث او يتحدث حتى وصلا إلى الغُرفة الخاصة بهما..دلف بها ثم وضعها على الفراش بهدوء..كاد أن يرحل ولكنه شعر بيدها الُمطبقة على قميصه وسمع صوتها الضعيف يقول
-رايح فين يا جاسر؟
-جلس بجانبها وهو يزفر بضيق:مشوار زي ما سمعتي
نظرت لها وقد تجمعت حول حدقتيها خيوط حمراء من فرط البكاء..فهمس بخفوت ورجاء
-بلاش يا جاسر..أنا مسامحة فـ حقي..أنا عارفة إنك ناوي ع شر..فبلاش
-أزال يدها بجمود..ثم هتف بنبرة خالية من أي مشاعر:لو أنتي سامحتي أنا مش هسامح..أنتي تخصي جاسر الصياد..وأنا مبسامحش فـ حاجة تخصني
نهض عن الفراش وتحرك بعيداً عنها..لم يلتفت إلى رجاؤها..ولا بُكاءها ولا صوتها الذي أنهكه التوسل..فقط عاد شيطانه وعادت قسوته...
***********************
كان صابر مُنهمك في بعض الأعمال التي يُنهيها بمنزله حتى يتسنى له الذهاب مع شقيقته إلى حفل صديقتها..فقاطعه صوت رنين هاتفه الذي أعلن عن وصول إتصال من جاسر..عقد ما بين حاجبيه بشدة ولكنه رد بمرح
-إيه يا معلم؟..مش ناوي تيجي تشوف شغلك اللي رميه عليا دا!
-أتاه صوت جاسر الجامد وهو يقول بصرامة:معاك ساعتين تيجلي فيهم المنيا ومعاك الرجالة بتوعنا
-ليقول صابر بذهول:نعم؟..دا ليه إن شاء الله؟
-فقال جاسر بصرامة:كلمة واحدة..قدامك ساعتين يا صابر
-بس..آآآ. .
ولكن لم يستطع صابر إنهاء عبارته فقد أغلق في وجهه..نظر صابر إلى الهاتف بذهول وحدث نفسه بنبرة مشدوهه
-مجنون دا ولا إيه؟
-بتكلم نفسك يا عيني
-رد صابر عليها بتأفأف:مش ناقصك يا نور
-فسألته بـ إهتمام:خير يا صابر في إيه؟
نهض صابر وهو يضع الهاتف في جيب بنطاله..ثم حدثها
-والله ما أعرف حاجة..
نظرت له بتساؤل ولكنه أكمل حديثه
-أنا رايح المنيا..هرجع ع معاد الحفلة..أرجع الأقيكي مجهزة نفسك ونروح تمام؟
-فنهضت نور تقف قُبالته:طب فهمني بس!
-رد عليها بـ إمتعاض:إذا كان انا مش فاهم..المهم خلي بالك من نفسك وأنا هبعتلك حد يجي يقعد معاكي..عشان أنا هتأخر
أماءت بطاعة فأكمل حديثه بتحذير وصرامة
-متفتحيش لحد يا نور غير لما تتأكدي..أنا هبعتلك حد من البنات والحارس يقف قدام الشقة..ربع ساعة وهيكونوا عندك..فـ الوقت دا متفتحيش لحد
-دفعته بخفة وقالت بمرح وهى تُكمل وصيته المُعتادة:وفـ الظرف الربع ساعة دي تقفلي ع نفسك بالمفتاح...
ثم تابعت بمزاح:يا سيدي حفظت الأسطوانة دي وربنا..يلا يا عم إتكل.
دفعته ثم أغلقت الباب كما إعتادت..بينما هو على الجانب الأخر يبتسم لأفعال شقيقته..ولكن عقله مُنشغل بما طلبه منه صديقه..فنبرة صوته تدل على أن هناك حرب على وشك الإندلاع.....
*************************
جلست روجيدا على الفراش وهى تضم ساقيها إلى صدرها وحاوطتم بيدها..بينما خطوط الدموع تسيل على وجنتها بصمت موجع..طرقات على الباب اجفلتها ونهضت بلهفة عله يكون هو ولكن خاب أملها عندما دلفت جين الغُرفة..إرتسمت إبتسامة هادئة على ثغرها وقالت بحنو
.
-حبيبتي ممكن أدخل؟
-محت دموعها وقالت بـ إبتسامة باهتة:أكيد يا حبيبتي
دلفت جين وإبتسامتها لم تُمحى..جلست بجانب إبنتها ومسحت على صدغها بحنان أمومي..ثم قالت
-مالك يا قلب مامي؟
-مفيش
-لترد نافية:مش إتعودت إن روجيدا تكذب عليا
إرتمت في أحضان والدتها وأخذت تبكي بشدة..وجين تُملس على خصلاتها وظهرها بحنو حتى هدأت ثورة بُكاءها..إبتعدت روجيدا عن والدتها ومسحت دموعها..فعاودت جين حديثها
-أحسن؟
-هزت روجيدا رأسها بنفي وقالت بتحشرج:لأ
-تنهدت جين بحزن على حالة إبنتها:طب إحكيلي يا حبيبتي
نظرات زائغة لاحت على فيروزها..ولكنها أخذت نفس عميق وزفرته على مهل قائلة بحزن
-جاسر!!..مش طبيعي اللي حصله النهاردة..دا غير اللي عمله إمبارح
-تساءلت جين:عمل إيه؟
-إزدرت ريقها وقالت:إتهجم على الدكتور فـ مكتبه لما حذره إنه مش يدخلي..بس هو دخل عشان يطمن عليا كواجبه
-شهقت جين بدهشة وقالت:إتهجم عليه!!..وليه كنتوا عند الدكتور أصلاً؟..
إضطرت روجيدا أسفة أن تقص على والدتها كل ما حدث..وكيف علمت بما فعله جاسر مع الطبيب..الذي أشتكاه الأخير لشقيقه سامح عما فعله معه..الذي قال "لولا إني عارف جاسر بيه وعارف اللي هو فيه كنت مسكتش عن حقي"..وقد أخبرها سامح ذلك بعفوية وهو يقص عليها ما حدث أثناء غيابها عن الوعي....إنتهت من سرد ما حدث وهى تتنهد بحزن والدموع قد وجدت السبيل لعينيها مرة أخرى
-أنا خايفة اوي يا مامي..جاسر رجع لعنفه تاني..خايفة يعمل زي..آآآ..
بترت جملتها..فقد ضربت بعقلها ذكرى عنف جاسر معها..تلك الليلة المشؤومة..فجاسر بمجرد شك قد عاقبها أبشع عقاب..فكيف الآن وهو مُتيقن ممن اذاها..حتماً سيقتل أحدهم..إبتلعت خصة مريرة في حلقها وهى تقول بنبرة يكسوها الكسرة
-جاسر مريض..ولازم بتعالج.......
*************************
إستند على طرف سيارته وهو يُدخن بشراهه..مُنتظر صابر الذي تأخر نصف ساعة..ما كاد أن يُنهي سيجارته حتى وجد عدة سيارات تصطف أمامه..وصابر يترجل من إحداهم..ليهتف جاسر بحدة
-كل دا تأخير
-
-رد عليه صابر بذهول:جاسر أنت أول أما كلمتني جيت ع طول..وآآ
-قاطعه جاسر بجمود:خلاص..مش عاوز كتر كلام..يلا
-ع فين!!
-من غير كلام كتير يا صابر
تحرك جاسر..بينما صابر ظل ينظر في أثره بدهشة..ولكنه أفاق على صوته وهو يامره بالتقدم فأشار لرجاله بـ إتباعه..ثوان وكان الجميع يصطف أمام قصر عائلة الهواري بالقرية الخاصة بهم..تجمهر عدد كبير من أهال القرية وبدأو يتهامسون عما يفعله جاسر الصياد هنا!..توجسوا مما قد يفعله..فـ فعلته الأخيرة لا تزال أثارها حتى الآن..فصاح جاسر بصرامة برجاله
-فضولي القصر دا حالاً
إمتثل الجميع لأوامره..بينما دنى صابر من صديقه وسأله بتوجس
-هتعمل إيه؟
-أجابه بغموض جامد:هتعرف دلوقتي..
دقائق وقد خرج جميع الرجال..وهم يُمسكون من بالمنزل..أظلمت عينا جاسر بشدة..فحتى عسليتاه لم تعد تظهران من شدة سوادهما..دنى بخطوات غاضبة..حتى وقف قُبالة سناء وحدجها بنظرات سرشة..ثم تحدث بنبرة عدائية
-لحد هنا وكفاية يا سناء يا هواري..أنا فوّت كتير..لكن تيجي جنب مراتي وابني..لأ وألف لأ
نظرت له شزراً ولم ترد..ليتبعها قوله وعلى ثغره إبتسامة شيطانية
-أنا هحرق قلبك ع شقى عمرك يا سناء..هخليكي تبكي بدل الدموع دم
نظرت له بقلق..فـ إرتسمت إبتسامة إنتصار..إبتعد عنها..ثم أمر أحد رجاله وقال بفحيح افعى
-ولعوا فـ القصر..عاوز أشوفه كومة رماد قدامي
-أوامرك يا جاسر بيه
-صرخت سناء بهلع وهى تتلوى من يد الحارس:لأ..يا بن الصياد لع..مش جصري ولا شجى عمرنا
-فحدجها ببرود ثم تشدق بتشفي:أنا حذرتكوا قبل كدا..إبنك وخد جزاءه وقابل رب كريم..أنتي بقى مش هحرق غير قلبك ع كل ما تملكي
-لتصرخ بحدة:جصري لأ يا صياد..
-فرد بجمود:أنا لسعتي والقبر
وإرتفعت ألسنة اللهب تأكل الخشب بسرعة شديدة..وسط صراخ سناء و زينب وكذلك الأطفال..دنى جاسر من الطفل وجثى على ركبتيه ليكون بمحازاته..ثم هتف
-إفتكر المشهد دا..إفتكر إن دا ذنب أبوك وجدتك...
لمحه صابر وسمع كلماته التي يُقطرها على مسامع الطفل..لينهره صابر بحزم
-جاااااسر !
نهض جاسر فجذبه صابر بعيدا..وحدثه بحدة
-إيه اللي أنت بتقوله للولد دا يا جاسر؟
-فرد جاسر ببرود:عشان يعرف إن عيلته ****
-جحظت عينا صابر بشدة وهو يهتف بذهول:دا طفل يا جاسر..أنت إتجننت
-أظلمت عيناه بشدة وهتف بحدة:خد بالك من كلامك يا صابر معايا
ثم إرتدى نظارته السوداء..وببساطة رحل..ألقى نظرة شامتة على سناء وهى تتحسر ..ومن دون حديث أكمل خطواته..تاركاً خلفه صابر الذي تآكله الذهول والقلق على صديقه.....
**************************
لم تتوقف عيناها عن ذرف العبرات حزناً على تلك الحالة التي وصل لها زوجها..زوجها المريض بالعنف..تأكدت أنه يمر بصعوبات كثيرة.فترة سوداء بحياته ستهدم الكثير بينهم..صوت صرير الباب جعلها ترفع رأسها لتجده أمامها..بوجه خالي من المشاعر..نهضت سريعاً وإرتمت بأحضانه..تبكي بشدة..وهو إستقبلها بحبور...
يعي أنها تعلم أن هناك خطباً ما به..وهو قد أثقل كاهله ما يحمله..سمع صوتها تسأله بتلهف
-جاسر..قولي إنك مأذتش حد
-رد عليها بنبرة جامدة:مأذتش حد
إبتعدت عنه تنظر بعيناه..لتجد ذاك السواد يُحيط بها..هزت رأسها بحزن..فجاسر يُعاني من شيئاً ما..هذا ليس بمعشوقها..بين ليلة وضُحاها..إنقلب الحال..وإنقلب حال جاسر معه..سألته بخفوت
-مالك يا جاسر؟..في إيه خلاك كدا!!
مال على وجنتها يُقبلها..ثم إنتقل إلى أُختها..وكذلك عنقها لم يسلم من قُبلاته..هنا ودفن رأسه يشتم عبقها..لتسمع همسه
-أنا خايف!!!..
خائف!!..سمعها لم يخونها..فهو قال "خايف"..جاسر الصياد بكل عنجهيته..سُلطته..قسوته..حدته..ببساطة خائف..
إبتعد عنها يُبعد خصلاتها الكستنائية..وليرى حبان اللؤلؤ التي شوهت وجنتيها..مال يمحي تلك الحبات بشفيته..ثم وبدون مُقدمات..جذبها في عناق..لتعود نغمة صوته الخافتة بالصدوح مُجدداً
-أنا محتاجك يا روجيدا......
**************************
خرجت نور من البناية لتجد أخيها ينتظرها بداخل السيارة..فتحت الباب وجلست بجانبه..وقالت بمرح
-أنا جيت و نورت أنا عارفة
نظر لها وإبتسم..ثم قال بحب
-إيه القمر دا!!..يخربيت جمالك..هو أنا عندي نور حلوة كدا!
-أجابته بغرور:طبعاً يا بيبي..هو أنا قليلة ولا إيه؟
-ربت على خُصلاتها وقال بهدوء:لا يا قلبي..يلا نطلع؟.
-أجابت بحماس:يلا.
أدار مُحرك السيارة..وعقله يدور بدومات فلم يستمع إلى ثرثرة أخته..فكل ما يشغل باله هو ما أصاب صديقه؟؟
بعد مدة وصلت السيارة إلى المكان المنشود..نزلت نور وتبعها صابر..أغلق السيارة..ثم وضع يده على كتفها وسار معها..فحدثها بمزاح
-صاحبتك دي ملهاش أخوات أكبر منها مزز كدا؟؟
-زجرته بغضب:يابني إتلم..يابني حرام عليك
-ضحك بـ إستمتاع وقال بخبث:يا بت بهزر..أنتي اللي فـ القلب
ضحكت نور بدلال..ثم دلفوا الحفلة..رحبت بها صديقتها وجذبتها ليستمتعوا بالأجواء..بينما توجه صابر ناحية طاولة المشروبات..وسحب كوب ثم إلتفت..ولكنه إصطدم بأحدهم لينسكب كوب العصير على الفتاه التي هتفت بحدة
-مش تفتح يا بني أدم أنت!!
نظر صابر إلى ثوبه..ليتحقق إن كان تلطخ أم لا؟..ليرفع رأسه على صوت الفتاه وهى تنهره..فـ أنتوى أن يرد عليها بحدة مماثلة..ولكن إبتلع عبارته لتتسع إبتسامته وهو يرى تلك الماثلة أمامه..ليقول بخبث
-ليلتنا فل إن شاء الله........