رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الرابع عشر 14 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الرابع عشر

وجدتكِ في قلبي...

ومُنذ ذلك وأنا أطوف حولي....

ظلت تُحدق به وهى فاغرة فاها..فضحك بـ إستمتاع وهو يرى تلك البلهاء وملامحها مُرتسمة بطريقة عجيبة..لتسمعه يقول

-يا محاسن الحلو
-نظرت له شزراً ثم قالت بغضب:أنت بتعمل إيه هنا؟..وجاي ورايا ليه؟؟
-حدق لها بدهشة حقيقية ثم حدثها بـ إستفزاز:وأنا هاجي وراكي ليه يا برنسيس؟..دا قدر..
-رفعت أحد حاجبيها بسخرية وقالت:قدر!!..تصدق أقنتعتني

بدأت ترتسم ملامح الحدة عليه..ولكنها تجاهلتها عن عمد مُكملة حديثها

-عمتن أي كان..متجيش ناحيتي طول الـ party
إقترب منها بحذر ثم قال:أجي ولا مجيش..أنا حر مع مراتي يا بسبوستي
-
-نظرت له بحدة وقالت بغضب مكبوت:أسمع بقى..أنت متكدبش الكدبة وتصدقها
-أمسك إصبعها التي أشهرته في وجهه وقالت بتهكم:ومين قالك إني بكدب؟..أنتي فعلاً هتبقي مراتي بس فـ الوقت الصح

طالعته بدهشة وحنق..لتجده يقبض على ذقنها بخفة مُتابعاً بمرح

-يلا يا قلبي enjoy

تحرك بعض خطوات ثم عاد وحادثها بتحذير

-متمشيش إلا معايا..وحسك عينك أشوفك واقفة مع عيل فافي من اللي هنا دول..وإلا هتشوفي وش مش هيعجبك...

قال كلماته ومن ثم رحل بهدوء..عكس ما كان بداخلها من أعاصير أوشكت على الفتك به..هو يتعمد إثارة حنقها وهى كالحمقاء تستجيب كالإنسان الآلي لترى كم نظرات الإستمتاع التي يرمقها بها..دبت بقدمها الأرضية بعنف ثم رحلت.. 

بعدما تركها توجه إلى إحدى الطاولات والتي تكشف عن القاعة كُلها ليتسنى له مُراقبتها..وكم فتنته تلك اللعينة بثوبها الأحمر الناري..بالرغم من أنه لا يكشف عن جسدها إلا أنه أظهر فتنتها وجمالها الخلاب..حتى بدون زينتها أو مُستحضرات التجميل هى فقط فاتنة..وخاصةً ذلك النمش الرائع والذي يُقسم على إكمال اللوحة..تنهد بثقل عندما تذكر أن كل ذلك إمتلكه أحدأ أخر..وتسنى له إستكشافه أيضاً..ولكنه أقسم بأنها ستكون ملكه..ملكه وحده....

************************

لم تكن تعلم أن إحتياجه لها كان جسدي..ولم تكن تتوقع أن جاسر مِن مَن يخرجون طاقتهم السلبية في علاقتهم مع زوجاتهم..لم ترَ جاسر في ذلك الضعف من قبل..كم تمزقت لحاله!..وكم كرهت ذلك الضعف الذي سيوصل علاقتهم إلى مستويات مُتدنية من العشق...

تنهدت بحزن وهى تُملس على خُصلاته السوداء قاتمة كنظراته..التي يرمقها بها في الآونة الأخيرة..ينام على صدرها وهو يُحيط جسدها بقوة..دموعها تتساقط بصمت..بدأت حياتها تنحدر إلى القاع وهو ينحدر معها وهى لن تستطيع إنتشاله حال سقوطه....

لم يكن نائماً كما تظن..بل مُستيقظ ويلعن حاله..وقلبه الذي تحول إلى السواد فجأة..وعقله الذي يغمسه في الوحل..وهى معه تُعاني لم يكن يُريد تلك الحاجة الفراشية بل أراد دعمها النفسي له أراد روحها قبل جسدها..ولكنه أصبح كالآلة فكل ما يمر به ينعكس عليه..هو خائف..نعم وبشدة فكيف يُخبرها أنها بخطر هى وإبنته!!..تلك العجوز الشمطاء كادت أن تُمحي أكثر نقطة لامعة بحياته..أو ما وصل إليه مسامعه من حديث والدتها مع زوجها وأن ذلك الذي يُدعى "مارتن" وتلك المنظمة السوادء..تبحث عن القتل..تبحث عن دماءها لتروي بها ظمأهم الشيطاني..إن ماتت..مات هو لن يقدر على فُقدانها..تنهد بصوت عالٍ.ليسمع صوتها وهو يخرج بنغمة حزينة مزقت نيّاط قلبه

-أنت صاحي؟

أماء بخفوت دون أن يرد..وكيف يخرج صوته وهو يشعر بالخجل منها..لتعود الحديث

-مش بترد عليا ليه؟
-أجابها ببساطة:لأني مش قادر أكلمك..ولا حتى أبص فـ عينك

صمتت..فقط صمتت لا تستطيع الحديث..ولا تستطيع التجادُل..ولا تستطيع أن تواسيه..هى بالكاد تُلملم روحها التي شتتها مُنذ قليل..شعرت بيده التي تُحيط بها أكثر وكأنه يعتذر لها..لتذرع هى قُبلة خفيفة على رأسه..وذهبت في رحلة مع النوم علها تستريح مما أرهقها وأزهق روحها...

************************

تحركت بخُطى مُتعجلة وإرتمت في أحضانه..بكت بصوت خفيض وهى تُعاتبه

-ليه مقولتليش كل دا؟..كدة ينفع يا سامح؟

حاوطها بحنان وهو يتنهد بحرارة قائلاً بهدوء زائف

-معلش يا قلبي مرتضش أشغلك
-إبتعدت عنه بذهول قائلة:دي روجيدا يا سامح..

جذبها لتجلس بجانبه..أمسك يدها ثم حدثها بحنان

-والله يا روحي الدنيا متلغبطة..وجاسر...

صمت لترتسم علامات الحزن والأسى على وجهه..فلاحظت هى تلك الحالة التي تلبسته..لتسأله برقة

-ماله جاسر يا حبيبي!!
-تنهد بقوة وقال بشرود:مش عارف يا نادين..مش عارف
-قطبت بحيرة وتساءلت:إزاي يعني؟
-تطلع بعيناها بقوة وقال:بقى حد تاني..فجأة كدا بقى أسوء من الشيطان..راح لعيلة الهواري وحرق قصرهم..وحرق كل حاجة ملكهم

شهقت بقوة..وفزع حقيقي..تعلم جاسر وتعلم أنه قاسي ذا قلب مُتحجر وقاسي..ولكن روجيدا قلبت جميع موازينه..جعلته جاسر أخر..أخرجها صوت سامح من شرودها وهو يقول بصوت خفيض

-خايف أتحول وأبقى زيه..خايف أبقى جاسر الصياد..

جذبته في عناق وكأنها تُعانق طفل صغير يحتاج إلى حنان والدته..وإخترقته نبرتها الساحرة وهى تقول بحنان وثقة

-عمرك ما هتكون زي جاسر الصياد..أنت سامح..سامح الصياد..هو دا اللي حبيته..اللي قلبه حنين..اللي أول أما شوفته حبيته..سامح اللي عمره ما هيكون قاسي أبداً

إبتعد عنها ينظر في عينها بقوة..وعيناه تُطلقان ألف معنى من معاني الحب..قبل جبينها..ثم حاوطها بقوة وهو يقول

-ربنا يخليكي لقلبي...

****************************

شرود..كل ما يُعانيه هذه الفترة شرود..كلما خط في مُخطط..ببساطة يُفسد..لا يعلم كيف ولكنه يفشل..أولاً يغضب ويُحطم ثم يهدأ ويستكين..ولكن الآن أصبح كتلة من البرود..يشرد ليبدأ بوضع أولى خطوط مكيدته الجديدة..تساءلت بفتاه ما تعمل في تلك المنظمة اللعينة

-وماذا عن زوجها؟
-نظر لها مارتن بشرود قائلاً:لا أعلم..ليس هو عِماد المشكلة..ولكنه يعلم كيف يقوم بحمايتها..ذلك الجاسر ليس بالشخص الذي يسُهل اللعب معه
-فقالت الفتاه وهى تنهض عن مقعدها:وماذا عن تلك التي  تُدعى دينا؟
-نظر لها بمكر ثم ضحك وقال:لقد أنتهيت من أمرها..تلك الحمقاء أودت بنا جميعاً إلى التهلُكة..

جلست على فخذيه..ثم ناولته كأس الفودكا الخاص به..ليتناوله منها بلهفة..ثم حاوطت عنقه بدلال مُقزز وهى تميل بكامل مفاتنها عليه..وقالت بنبرة ذات فحيح أفعى خبيث

-دع جاسر الصياد..ذلك الزوج العاشق لي..سأجعله كـ الدمية بين يدي أحركه كما أشاء
-ضحكاته أرجعت رأسه إلى الخلف..ثم عاد وهو يقول بنبرة لا تخلو من الضحك:أتعنين حقاً ما تقولين؟..جاسر الصياد ليس ذلك الرجل الذي يسيل لُعابه على فتاه هوى عزيزتي
-فبادلته الضحك بدلال أنثوي يُصهر أعتى الرجال:عزيزي هو ليس براهب (رجل دين)..ولستُ من ذوات اللاتي يستسلمن بتلك السرعة..فأنا أيقونة الفتنة

حركت أناملها على صدغه بحركات دائرية..ومن ثم غمزته بوقاحة قائلة بهمس

-ألا تذكر عزيزي؟
-إبتسم بتهكم وقال:جاسر ليس بمارتن.. عزيزتي

قال الأخيرة بنبرة ذات مغزى..تأفأفت بضيق وهى لا تزال تُصر بأن جاسر كأي رجل يضعف لرغباته..وينحرف بـ إتجاه شهواته..سمع همهمتها البغيضة وهى تقول بـ إصرار

-هو كأي رجل سيضعف لي..وسيلهث كـ كلب ورائي..ينتظرني كي أرمي بعظمته..لكي ينهشها بأنيابه
-تعجب من إصرارها وقال:أيُعجبك ذلك الرجل؟
-حدثته بلؤم:نعم..فـ أنا أنجذب إلى هؤلاء الرهبان في عشق زوجاتهم..كما أنه شرقي ذو وسامة مُهلكة..إنتظر عزيزي فجاسر الصياد لن يكون سوى فريسة جديدة لي
-سألها بجدية وهو يتجرع من كأس الفودكا خاصته:وكيف تفعلين ذلك؟
-نظرت بعيناه بقوة وقالت بشيطانية:دع ذلك لمكر النساء....

***************************  

إنتصف الليل لتفتح عيناها بقلق..لتشعر بأن ذلك الثقل الذي كان يجثم على صدرها قد زال..أنارت الإضاءة الخافتة بجانبها..وكما توقعت ليس بفراشهما..نهضت وإرتدت ثيابها..بحثت عنه بالمرحاض ولم تجده..كادت أن تخرج من الغرفة..لكنها لمحت تلك الإنارة البُرتقالية بالشرفة..توجهت ناحيته بعدما تأكدت من هندامها..لتجده يجلس على سور الشرفة العريض عاري الصدر..ويدخن بشرود....

شعر بتلك الأنامل التي تسحب السيجار من بين شفتيه..ليجدها تقف أمامه وتُلقيها من الشرفة..تفرس النظر بها ليجدها تبتسم..يعلم أنها تغتصب تلك الإبتسامة ولكنه يكفيه أنها تبتسم..أشاح بوجهه بعيداً عنها فهو غير قادر على رفع عيناه بها..وجد كفها الرقيق يُدير رأسه لها..عاتبته برقة

-مش عاوز تبص فـ عيني ليه؟

نظر لها ولم يرد..ليعود ويُشيح بوجهه مرة أخرى..تنهدت بتعب ثم أعادت رأسه لها وقالت بهدوء

-مش إتعودت عليك كدا يا جاسر..أنت اللي مش كنت بطيق إني أنزل عيني من عينك..دلوقتي أنت اللي مش بتبصلها
-خرج صوته بهمس قائلاً:لأني مش قادر أبصلها بعد ما كسرتها..

لم تتفاجئ من قوله..بل إبتسمت لأنها سعيدة..نعم سعيدة فجاسر لا يزال يحتفظ بجزء من معشوقها الذي يتآكله الندم والخزي عند إحزانها..جلست على السور أمامه..ومن ثم أمسكت يده تُقربها من قلبها وهى تتحدث بحب

-ده عمره ما يزعل منك

ثم رفعت يده ناحية عينيها..وتابعت حديثها بنبرة عاشقة

-ودي عمرك ما كسرتها ولا هتكسرها..
-بس أنا غلطت فـ حقك
-طالعته بدفئ وقالت بعبارات صادقة:عارف يا جاسر..أنا لما حبيتك مسألتش إزاي وأمتى!..بس وقتها عرفت إنك مهما عملت أنا عمري ما هزعل منك..عارفة إن تصرفك نابع من حاجة مزعلاك وهى اللي خلتك كدا..مش عاوزاك تفكر ولو للحظة..ولو لحظة يا جاسر إنك ممكن تكون سبب كسرتي..ببساطة أنت هوايا..أنت داء عشقي يا جاسر وأنا مش عاوزة أتعالج منه..

لم ينتظر..ولا يحتاج إلى الإنتظار جذبها في عناق روحي..عناق إحتاجه هو وليس هى..تشبث بها كما يتشبث الطفل بوالدته..تشبث بها كطفل يخطو أولى خطواته..عناق كاد يسحق عظامها فيه..أراد أن يُسكنها بين ضلوعه كي لا يُؤذيها...

إبعدها عنه..وعيناه تسير على ملامحها وتحفران معالمها في عقله وقلبه..تشدق بعدها بنبرة مُتيمة

-مش هقولك إني بعشقك يا حبيبتي..لأني أصلاً عديتها..أنتي بقيتي إدمان..أنا مُدمنك يا روجيدا..أنتي حياتي وروحي..نفسي اللي لو متنفستوش أموت..حتى الهوا اللي مفهوش نفسك بيخنقني..ببقى حاسس إني بموت لما ببعد عنك

وضعت يدها على وجنته وهى تسير بـ إبهامها على صدغه..ليُكمل بنبرة دافئة

-أنتي زي القدس بالظبط ومن أول نظرة توبت..أنا تايب فـ محراب عشقك..أنا راهب فـ حضنك..ومتملك فـ حبك..أنتي كنتي الجنة لما كنت أنا تايه فـ النار

جذب يدها التي تُملس على صدغه بلا هوادة ليُلثمه بحب..عدة لمثات حارقة..هدمت بها تلك الأسوار التي كادت تُبنى بينهم..ومن ثم جذبها في عناق..لثم فيه أيضاً صدغها بحب دفين..أبعدها لينظر في عيناها بقوة..ليجد تلك اللمعة بعينيها لمعة سعيدة وعاشقة..ليهمس أمام شفتيها بحب

-حياتي إتوشمت بيكي

أدارها لكي تجلس بين قدميه..والتي إحداها بالداخل والأخرى بالخارج..أما هى مددت قدميها أمامها..حاوط خصرها ويده تُملس على بطنها..إستند بذقنه على كتفها وظلا يتبادلا أطراف الحديث في أمور عديدة..عادا عاشقين وكأنه لم يكن..تعاهدا صمتاً بأنهما سيتخطيان كل محنة وهما بجانب بعضهما البعض..لن يدعا مُشكلات القدر تُفرقهما..فهى حياته..وهو عِماد وأساس حياتها......

***********************

كان يتحدث مع شقيقته ولكن عيناه لم تتزحزان عن تلك المجنونة التي تتراقص هنا وهناك..أحاديث شقيقته مملة ولكنه مجبر على التمثيل أنه مستمع جيد..إنتفض على صوتها وهى تهتف بحدة

-صابر!!..أنا بكلم نفسي صح؟
-ليقول بفزع:إيه يا بنت المجانين؟
-أرجعت خُصلاتها بحنق قائلة:أنت بتبص ع إيه ومطنشني؟

ونظرت تجاه نظره..ليجده يُطالع فتاه ذات ثوب أحمر..عادت برأسها إليه وقالت بتساؤل جاد

-تعرفها دي؟
-نطق بشرود:مرات أخوكي
-لتهتف بصوت عال ملأه الحماس:بسنت!!..اللي أنـ..آآ

كمم فاها بسرعة..وقد لاحظ تلك النظرات التي إسترقها المُحيطين بهم ثم عنفها قائلاً

-وطي صوتك يا قطيع الجاموس أنتي
-أزالت يده بحنق وقالت بعبوس:إتلم يا صابر..عشان مقلبش
-نظر لها بضيق..ثم عاود النظر لها وقال:هششش

سكتت على مضض..لتلتف مرة أخرى تُطالعها بنظرات شمولية مُتفحصة..وعادت تقول بمكر وغمزة خبيثة أرسلتها إلى أخيها

-بس حقك تتهوس..البت صاروخ
-وكزها بقوة في يدها وقال بحدة:لمي لسانك يا نور..إيه الألفاظ دي!
-تأوهت بألم وقالت:اااي..مكنتش كلمـ..آآ

لم تُكمل حديثها فصابر إندفع كالصاروخ في إتجاه شخصاً ما..حاولت إيقافه ونادت عليه عدة مرات

-صابر أنت رايح فين؟

ولكنه لم يرد..فكان كالثور الهائج الذي إرتفعت أمامه جميع الألوان الحمراء..فهو قد رأى مشهد قد أشعل فتيل غيرته التي سببت فوران الدماء برأسه..

ذلك الفتى "المايع" كما أسماه في رأسه..يحاول أن يُراقص تلك العنيدة..وهى تراقصه بلا علم بنيته..وتلك اليد الخبيثة التي تحاول الوصول إلى خصرها..إلا أن يد صلبة كالماس..قوية كالصخر أحالت دون هدفه..والتي كادت أن تُهشمها بعنف..تقوس فم الفتى بأهه قوية..فُزعت بسنت منها..لتجد صابر يحضتن كف الفتى بعنف مفرط.. فصرخت به بحدة

-أنت بتعمل إيه؟..سيب إيده
-ليهدر بها بعنف وعيناه مُسلطة على وجه ذلك الحقير:أنتي تخرسي خاااالص. 

هدر بها بقوة سكنت الموسيقي على إثرها..وإلتف الجموع ليتابعوا ذلك الحوار العنيف..إنتفضت فزعة..و إمتلئ قلبها برهبة..ولكنها إستجمعت بعض من شجاعتها الهاربة وقالت بتوتر

-آآ..أنت..أنت..بتزعقلي..ليه؟!
-فرد الفتى بتأوه:سيب إيدي أحسنلك
-نطق صابر وعيناه تنطقان بشر:وإلا هتعمل إيه يا ***!
-فرد الفتى قائلاً:أنت بأي حق تدخل فيها يا بني أدم أنت؟
-تقدمت بسنت وأزاحت يده عن الفتى وقالت بغضب:ملكش دعوة بيا نهائي..ومتدخلش فـ اللي ملكش فيه

نظر لها صابر بصدمة..بينما رمقه الفتى بـ إستحقار..الذي سحب بسنت من يدها..والتي إنتقلت سريعاً إلى ظهرها الذي أظهره الثوب من الخلف..فـ إشتعلت عيناه بجمرة غضب مُخيفة..ليجذب ذلك الفتى من كتفه بعنف ولكمه بشدة في وجهه..أطرحته أرضاً..صرخت بسنت وكذلك الفتيات المحيطة بهم..وإستعد الشباب إلى الفصل بينهم حال حدوث مُشاجرة..ولكنه إلتف إلى بسنت التي إرتعدت من نظراته القاتمة..ليجذبها بعنف ورائه..ثم نادى على شقيقته والتي أخذت تُتابع ما يحدث بخوف..نادها بصوت جهوري مرعب

-نووووور يلاااا..

ركضت خلفهم.وهو يسحب بسنت خلفه كالبهيمة..ركضت علها تلحق خطواته..ولكنها كادت أن تتعثر أكثر من مرة إلا أن يده المُطبقة عليها أحالت دون ذلك..وصل إلى السيارة..ثم أدخلها بعنف..لم يتسنى لها الرفض أو التفوه بحرف..أشار بعيناه نحو شقيقته وقال بصرامة

-إركبي ورا يا نور
-ردت بخفوت:حاضر

دلفت ودلف هو وأدار المُحرك..ليسير بالسيارة فتحت فاها لتتحدث إلا أنه حدثها بشراسة

-هتفتحي بوقك بحرف..هطلع عينك يا محترمة

جحظت عيناها من عنفه الغير مُبرر معها..لتهتف بغضب وهو تُشهر إصبعها في وجهه

-اللي أنت عملته فـ الحفلة دا اسمه تخلف

أدهشته حقاً بردها ذاك..ليوقف السيارة بقوة..ثم إلتفت لها بحدة وقال بشئ من الغيرة والغضب

-تخلف!!..تخلف عشان ضربته؟
-أماءت بقوة وقالت:أه
-ليقول بصوت جهوري:البيه اللي بدافعي عنه كان عاوز يحط إيده ع وسطك يا هانم

شهقت بخجل ووضعت يدها على فاها..بينما إستمر في تعنيفه

-إزاي تسمحي لنفسك ترقصي مع واحد متعرفهوش
-تناست خجلها وقالت بغضب:وأنت مالك
-قبض على معصمها وقال بحدة:لأ مالي ونص..أنتي هتبقي مراتي

تأوهت وهى تحاول إخراج يدها من براثنن..حاولت نور التدخل لكي تُهدئ من أخاها

-صابر..آآ
-قاطعها صابر بصرامة:بس يا نور
-فتحدثت بسنت بإختناق:أنا عملتلك إيه عشان تعمل معايا كدا!

أرخى قبضته عنها ولكنه لم يُفلتها..بل ونظر إلى عينيها بقوة وهو يقول بجمود

-عملتي..وعملتي كتير..تحبي نبدأ بالورقة العرفي......

تعليقات



×