رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل التاسع عشر

حورية هى قد ضلت طريقها إلى الجنة.....

تململت في نومتها على إثر مُداعبة الشمس لجفونها..فتحتهما ببطئ..لتقع عيناها على أسير فؤادها..تنام في أحضانه رأسها مُلقى بحنو على صدره..رغم صلابته إلا أنه دومًا ما كان حاني..دارت بعينيها على وجهه الناعس وهى تتأمله بشغف..نزلت بنظراتها إلى يده المُطبقة وبشدة على خصرها..رفعت عيناها مرة أخرى لوجهه لتطبع عليه قُبلة صغيرة على وجنته..كادت أن تنهض ولكنها تذكرت تعريها..عضت على شفتيها وهى تتذكر أحداث أمس..فبعد ليلة طويلة من الحب والذي أغدقه بها..حملها إلى المنزل وقضى ليلة كما أسماها وهو يحملها "هنقضي ليلة..ولا ألف ليلة وليلة"..ضحكت بخفوت على ذلك اللئيم الذي لا يستطيع إهدار أي فرصة دون قضاء ليلة وردية...

همت أن تنهض لتجده يقبض على خصرها وهو يقول بـ إبتسامة لعوب

-الجميل رايح فين قبل ما يصبح عليا!!
-وضعت يدها على صدره العاري وقالت بخفوت:صباخ الخير
-نظر لها من فوق ثم حدثها بخبث:حاف كدا؟

رفعت أنظارها له بتساؤل..ليُجيبها على تساؤلها كما يبرع..قُبلة على ثغرها..قُبلة رقيقة داعبت حواسها برقة وكأنها رياح خفيفية تمر من بين روحها..إبتعد عنها وقال بحب

-أهو كدا غمسنها بالفراولة

دفنت رأسها في عنقه تشتمه بقوة..لتسير يده بلا هوادة على ظهرها..أناملة الخشنة تعزف بنعومة على ظهرها البض..أمسكت يده بعدما شعرت برجفة عنيفة زلزلت كيانها وهو تقول بتلعثم

-بـ..بالله..بالله عليك..كـ..كفاية

ضحك مُقهقهًا..ثم رأف بحالها..ليُبعد يده عن ظهرها..لتنهض بعدها وهى تلتف بالملاءة..ولكنه سحبها لتشهق بفزع..وهو يضحك بملئ فاه فسحبت قميصه لتستر به جسدها..نظرت له بغضب..ليقول بمزاح وبراءة مصطنعة

-إيه مش لابس حاجة
-تخضبت وجنتيها بحمرة قانية وهى تهتف بخجل:وقح
-ليقول بدهشة مصطنعة:الله!!..أكدب يعني!
-ردت بحنق:لأ أكسفني..

وأكملت إغلاق أزرار قميصه تحت نظراته التي تتفحصها بجرأة والتي أيضًا تبعث في نفسها التوتر والخجل..أنهت إرتداؤه ليقول هو بخبث يلمع في حدقتيه

-أرى قميصاني قد أعجبك إرتداؤها
-ضحكت بسخرية وقالت:والعربية الفصحى مالها مكسرة ليه!
-أشاح بيده بعدم مبالاه:مدقييش ع كلامي
-جلست أمامه وقالت برقة وهى تتلاعب بذقنه النامية قليلًا:طب مش يلا نفطر!

أمسك بيدها التي تبعث في جسده حرارة تكاد تتحول إلى حمم بركانية..ثم قال بتحذير

-لو عاوزة تفطري بطلي بـ إيديك

ضحكت ضحكة رنانة..لينهض هو مُسرعًا يرتدي ثيابه وهى تستمع إلى تذمره والتي إلتقطته أُذناها

-يا لهوي ياما..بـ اللي بتعمله دا وعايزة تفطر..دا أنا هطفحك الدم يا روجيدا ع اللي بتعمليه فيا...

وما زادها تذمره سوى أن تضحك..جذب يدها بعنف كاظمًا تلك الرغبة في إسكات ضحكاتها بشفتيه نحو المطبخ وإعداد الفطور

**********************************

تجلس بجانبه في السيارة بتذمر..عاقدة ذراعيها أمام صدرها..ترمقه بين الحين والآخر بنظرات نارية حارقة..وهو كُتلة من البرود..جبل من الثلج يستقبل نظراتها بـ إبتسامته السمجة التي تجعلها برغبة حارقة في دس يدها بعنقه وإخراج حنجرته بيدها..تأففت بضيق وهى تُحدث نفسها بصوت ظنته غير مسموع

-نفسي أفهم مامي وافقت إزاي ع التنح دا!
-رد عليها بتسلية ونظراته مُسلطة على الطريق:وافقت ع التنح دا عشان هو اللي هيشكمك

شهقت بعنف وهى تلتفت له..ليرمقها هو بنظرات ضيقة وإبتسامته شقت وجهه مرة أخرى..نفخت في وجهه وهى تصرخ بعنف

-أوووف..ممكن أفهم رايحين فين!!
-أجابها بـ إقتضاب:رايحين نفطر
-فردت علي بنزق:وهو إحنا معندناش فطار
-فقال ببرود:لأ
-عقدت يديها أمام صدرها مرة أخرى وقالت بصوت خافت:تنح..لأ بجد تنح
-سمعتك..

شهقت ثم وضعت يدها على فاها وهى تُدير رأسها إلى الناحية الأخرى..كتم بصعوبة ضحكاته التي كادت أن ترن صداها..تحدث بصوت عادي

-تحبي أشغل أغاني!!
-لأ
-فرد هو ببرود:ماشي

ثم قام بتشغيل مُشغل الموسيقى الخاص بسيارته..وصدحت أغنية والتي إختارها خصيصًا لها...

"تعدي سنين وهى بتحلى وبتحلى..و واخدة العين ومن أحلى بقت أحلى"
"ولا بتسأل ولا بترد وجايبة قلوب كتير الأرض ولا بترحم ولا بتتهد"
"دي تقيلة بجد مش سهلة وأنا أعمل إيه فـ شوقي وحريتي واللي  أنا فيه"
"دا حالي ميتسكتش عليه ودي ولا فـ بالها حال قلبي اللي قاضية عليه"
"
"وأنا أعمل إيه وإيه أخرتها إيه وبعدين أجبلها صبر يعني منين"
"يا مين يلاغيني ويعديني من اللي أنا فيه"
"تعبت كتير معاها وبرضو على حالها لو أعمل إيه ولا الهوا مش على بالها"
"وكل ما أقول مسيرنا لبعض خلاص هانت تسوق فـ العند دي حسبة إيه دي بس بجد دي هتموتني قدامها"

كان يسرق بعض النظرات لها وهى تنظر أمامها بجمود..هز كتفيه بعدم بمبالاه وأكمل إستماعه إلى الأغنية

"وأنا أعمل إيه فـ شوقي وحريتي واللي أنا فيه دا حالي ميتسكتش عليه"
"ودي ولا فـ بالها حال قلبي اللي قاضية عليه وأنا أعمل إيه وإيه أخرتها إيه وبعدين"
"أجبلها صبر يعني منين يا مين يلاغيني ويعديني من اللي أنا فيه"

كان يُدندن معها بصوت عالي قليلًا وله بحة ذات مغزى..لتضحك هي بتهكم ثم قالت

-حالك ميتسكتش عليه!!..يا ضنايا

قالت الأخيرة بشفقة مصطنعة..ولكنها ما لبثت أن وجدت يده تمتد إلى يدها وتجذبها ثم وضعها على جبهته وهو يقول بمكر

-أه حالي ميتسكتش عليه..حتى شوفي

قالها ثم وضع يده على وجنته..وعلى إثر فعلته إرتجفت قليلًا..بل كثيرًا..أسبلت عيناها لأسفل وقالت بصوت حاد مُتلعثم

-سـ..سيب..إيدي
-تنهد بحرارة وقال بهيام:مقدرش..دي بقت ملكي..

ضربات قلبها قد إزدادت عن المعدل الطبيعي وقد تخضبت وجنتيها بلون أحمر والذي قد أضفى على بشرتها البيضاء فتنة فوق فتنتها..بينما أسرته صورتها تلك أخرج زفيرًا حارًا كان يحرق صدره..ثم قال وهو يعض على شفتيه بضيق

-إمتى بقى شهور العدة دي تخلص..يارب إلهمني الصبر...

*********************************

وقف أمام الطبيب فاغرًا فاه عن أخره بعدما قال ما قال..ليطلب منه أن يُعيد ما قاله مرة أخرى..تنهد الطبيب وقال

-يا مراد بيه المدام علتها نفسية مش عضوية..وأنا كطبيب مقدرش أساعدك..لازملها علاج نفسي
-مسح مراد على وجهه بضيق وقال:طب والعلاج النفسي دا هياخد وقت قد إيه!
-أجابه الطبيب بعملية:دا بيتوقف ع إستعدادها النفسي..والبيئة لازم تساعدها ع الشفا

أخرج مراد زفيرًا بصوتًا عال..ثم نهض وصافح الطبيب..جذب زوجته خلفه لكي يدلفوا خارج تلك العيادة الطبية..وكان الصمت هو سيد الموقف..هى بالصمت الإجباري الذي أطبق على أحبالها الصوتية..وهو صمته نابع من غضبه عليها وعلى نفسه..

صعد إلى سيارته وتبعه هى..وإنطلق بها بهدوء..ثم حدثها ونظره على الطريق

-الباسبور بتاعك معاكي!

نظر لها لتومئ له بنعم..عاد بنظره إلى الطريق ومد يده..ثم قال

-طب هاتيه

أخرجت من حقيبتها جواز السفر الخاص بها ومدت يدها له..أخذه ولكنها لم تتركه..قطب بين حاجبيه لينظر لها بـ تعجب

-إيه في إيه؟

طالعت جواز السفر بنظرة متسائلة..ثم رمقته هو بنفس النظرة..فهم هو ما ترمي إليه فقال لها بهدوء

-هنسافر كام يوم شرم ونرجع عشان نكمل علاجك

تركت ما بيدها ثم نظرت بـ إتجاه النافذة وعيناها تُقطران حزنًا مع عبراتها..جاءها صوته وهو يقول بجفاء

-بطلي عياط يا دينا عشان اللي إنتي فيه..أنتي السبب فيه

جمد نظراته أمامه ولم يعد بنظره لها مرة أخرى..قبض على المقود بقوة إبيضت له سُلاميات يده..ذلك الغضب الذي يعتليه هى سببه..عشقه لها قد ذهب أدراج الرياح مع تلك الرياح الخفيفة..ولكنه ينتظر بصبر أن يعود ذلك العشق ولكن هذه المرة يحمله إعصار حتى يُحيه ويُحيها بقوة..يمنع أي رياح من قتله أو حتى إقتلاعه من جذوره....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وأي رياح عاتية داعبت خُصلاتها السوداء لترميه بتلك النسمات التي حملت عبقها..فترك ما بيده وحدق بها..ليجدها تُجاهد إعادة ترتيبها جذب مقعده قريب منها ثم أمسك خصلاتها وبدأ يُلملمها..إنتفضت بشدة مما يفعله وحدقت بوجهه القريب منها وأنفاسه الحارقة على وجنتها فأنستها برودة تلك الرياح..وجدته يعكص خُصلاتها على هيئة ذيل حصان بسهولة..وبعد أن أنتهى حدق بقدحي القهوة فوجدها تسأله ببلاهة

-أنت ربطه كدا إزاي!
-قهقه بشدة وقال:هو أنا معنديش أخت ولا أنتي نسيتي!
-فسألته مرة أخرى بدهشة:يعني أنت اللي بتسرح شعر أختك!!

أومئ برأسه دون حديث لتتسع عيناها بدهشة قبل أن تردف

-أول مرة أشوف أخ كدا
-أزاح خُصلة مُتمردة وقال بهيام:ومش أخر مرة..لأني هعلم إبني يعمل كدا مع أخته
-ولادك؟
-رد بهدوء:أه ولادي اللي هيبقوا منك

صمتت بخجل من مغزى حديثه وأخفضت رأسها..فوضع هو يده على ذقنها ورفعه برقة..ثم قال وهو يُحدق ببنيته في قدحي القهوة

-عنيكي طالع منها ريحة القهوة..رغم أنها مرة بس مبتقدرش تتخلى عنها بتبقى مُدمنها لا عارف تبطلها ولا بتستحمل الوجع اللي بيجي لما تبطلها...

كلماته تُقطر حُبًا..حُبًا خالصًا لأول مرة..فتاه مجنونة ألقى بها القدر في دربه ليتعثر بعشقها..مُدللة..عنيدة..ولكنها آسرة قلبه..أقترب بوجهه أكثر وهو يهمس في أُذنها بحرارة

-خطفتيني يا بسنت..خطفتي نفسي..وقلبي..وعقلي..كلهم مجنونين بيكي..خلتيهم مش طالبين غير وصالك اللي صعب أنوله

إبتعد يُحدق بعينيها..غير عابئ بحالتها التي يُرثى لها..غير عابئ بوجنتها التي أصبحت كثمرة طماطم شهية حُلوة المذاق..ليُكمل حديثه بـ إصرار

-صعب أنوله بس مش مستحيل..هخلي ده

أمسك يدها و وضعها على صدره فوق خافقه مباشرةً..لتستشعر نبضاته الهادرة..ثم أكمل ما بدأه

-يوصلك كل حاجة حاسس بيها..أول مرة يدق لبنت كدا..أول وأخر مرة لأنك هتدخلي وهتمنعي أي حد يدخله..هسلمك مفتاحه و همشي وراكي حتى لو هترميني فـ البحر...

أنهى حديثه بقُبلة رقيقة بالقرب من شفاها..لتستشعر شفتاه تتلمس جانب شفاها..فـ إبتعدت بخجل تقول بتلعثم

-آآ..الأ..الأكل هيـ..هيبرد..وآآ..أنا جعانة
-إبتسم بعذوبة وقال:طيب يلا نكمل أكل..

ثم أخذ ملعقتها وبدأ في إطعاهما وعيناه لا تتزحزحان عن قدحي قهوتها..مُستمتعًا بتلك الحُمرة التي تزحف على وجنتيها وُمقدمة أنفها...

**************************************

تجلس على الطاولة تُؤرجح ساقيها العاريتين من أسفل قميصه..وهو يقوم بتحضير طعام الفطور وكأنه مُحترف..إبتسمت بحب وقالت بمزاح

-الهمة يا أسطى

نظر لها من طرف عيناه..ثم إقترب منها حتى وصل أمامها يُشرف عليها جزعه العلوي العاري..يكتفي ببنطال قطني لا تعلم من أين أتى به..فحاصرها يضع يديه بجانبها يستند بهم على الطاولة وهى في المنتصف..ليقول بمكر

-الهمة!!..وأسطى؟..متأكدة إنك أمريكانية؟
-ضحكت وهى تُحاوط عنقه وكم يعشق تلك الفعلة..وقالت بمرح:بيقولوا..مش شايف عيوني الزرقة ولا بشرتي البيضة!

أشار بـ سبابته بنفي..ثم قال مُصححاً

-مش زرقة..دي فيروزي..حاجة كدا سحر..بتسحرك كدا تخليك مش على بعضك..تحس إنها بتسحبك ليها وكأنها رمال متحركة..عمّال تغرق فيها ومش قادر تطلع منها..واللي يفاجئك إنك مستمتع بالغرق دا ومرحب بيه جدًا

أنهى كلماته التي أطربت نفسها وتبعه قُبلة رقيقة على منحدر أنفها..ثم كِلتا عيناها..ولكم يعشق ذلك الفيروز الساطع من عينيها..أغمض عيناه ليجدها تضمه لها وهمست في أُذنه

-زي عسل عنيك بالظبط..بحسها زي الشمس بالظبط لما بتبصلي بحس بنورها معكوس عليا..أنا بعشقك يا جاسر..بعشق كل تفصيلة تخصك..

أنهت همسها لتجده عيناه مُغمضتان براحة..وثغره يُزينه إبتسامة عذبة..فقبلته بخفة..فتح عسليته لتجده تقول بمزاح

-الأكل هيتحرق يا بشمهندش
-قبض على طرف أنفها بخفة قائلًا:مفسدة لأي لحظة رومانسية..

ثم تركها وأكمل إعداد الطعام..وكل حين وأخر يرمقها بنظرة مُحبة..هى تُبادله إياها..أنهى إعداد الفطور و وضعه..بعدما أمرها بصرامة بعدم النهوض ومساعدته..فحدثته بغيظ

-وأنت هتفضل تعمل كدا لحد أما أولد!
-رفع كِلا حاجبيه وقال:تؤ..لعمري كله

إبتسمت لـ تدليله لها كما لو أنها طفلته..هى بالفعل طفلته جزء لا يتجزأ من روحه..يعيش بها ولها..ربت على خُصلاتها الكستنائية..ثم وضع في فمها قطعة من الجبن..إبتعلت ما في جوفها و ضمت فاها في وضع قُبلة..فـ أقترب هو بلؤم وقبلها..شهقت هى بفزع وقالت

-إيه اللي عملته دا!
-حدثها بتسلية:مش دي دعوة للبوس..وأنا مبردش دعوة حد..خصوصي لو من الحاجات دي

ثم غمزها بوقاحة..لتشتعل وجنتيها بحمرة قانية..وهتفت بتلعثم

-مـ..مكنش قصدي..كـ..كنت بجرب..طعم..الأكل

عقد ما بين حاجبيه فـ أكملت حديثها بـ إبتسامة

-وأنا صغيرة متعودة ع كدا لما بابا بيأكلني..فبعمل كدا كأني إستطعمت الأكل
-إلتوى فمه بخبث وقال وهو يقترب بوجهه منها:ولو فضلتي تعملي كدا هفضل أبوسك..ولو أني مش محتاج أصلًا لكدا عشان أبوسك
-فردت عليه بغيظ:تموت فـ قلة الأدب
-قهقه بصوته كله قائلًا:على يدك يا فراولتي...

زفرت بحنق على كلماته والتي تزداد في وقاحتها كلما إزداد الوقت..نظر لها بـ لذة وهى تُتمتم بسبات باللغة الإنجليزية وهو يبتسم على زوجته...

****************************************

ظل يتلاعب بقلمه ومارتن يرمقه بتوجس..إلى أن توقف عما يفعله فسأله فجأة

-وكيف علم بقذارتك!
-إبتلع مارتن ريقه بصعوبة وقال:كايت..تلك الحقيرة أهلكتني
-إلتوى فمه بسخرية وقال:بل لأنك أحمق..أنت من أهلكت نفسك..أخبرتك جاسر الصياد داهية ولن تستطيع أن تُوقعه بشباكك
-سأله مارتن بتوتر:وماذا علي أن أفعل سيدي؟
-ضرب سيده على المكتب بقوة أفزعته..ليقول بغضب:وتسألني..لم أكن أنك أحمق لتلك الدرجة..

إبتلع مارتن تلك الإهانة على مضض ولم يتحدث فقط إنتظر ما سيبوح به سيده..والذي قال

-عليك الإختفاء..لولا إحتياجي لك..لكنت أرديتك (قتلتك) الآن

زفر بضيق..وإسمتع إلى ثرثرة ذلك الأحمق

-و ماذا عن جاسر؟
-رد عليه بشرود:يحتاج إلى عقلٍ صاف..ليُرتب له مكيدة جيدة

نظر له مارتن بتوجس إلا أنه أخفاه حينما نظر إليه سيده الذي قال بصرامة

-تخلص من تلك العاهرة..بقاءها على قيد الحياة سيكون خطر كبير يُهددنا
-فتساءل مارتن بذهول:أحقًا ما تقول!
-رمقه بنظرات جامدة ليقول بنبرة حازمة:أنتهى أمرها..

ثم أكمل بنبرة تُشبه فحيح الأفاعي

-تخلص منها مارتن..وإلا ستسبقها أنت إلى الجحيم..حيث مأواك..والآن هى إرحل

ثم إستدار بمقعده يُحدق بالنافذة الزجاجية خلفه..لينهض مارتن وهو يُتمتم بحنق بالغ..ثم قال بتوعد في نفسه

-حسنًا جاسر الصياد..مُقابل حياة كايت التي ستُزهق..سأخذ روحك وسأكون أكثر من سعيد بـ إيصالها إلى الجحيم...

************************************

عادا إلى القصر مُتشابكا الأيدي كالمحبين..مراهقان..فقط يتبعان أي منهاج لتعبير عن عشقهم..لفت نظر جاسر شيئًا ما ليقول لـ روجيدا بهدوء

-أدخلي أنتي يا حبيبتي وأنا جاي أهو
-سألته بقلق:في حاجة يا جاسر؟
-قبل رأسها وقال بهدوء:مفيش يا قلبي..أنا بس هقول حاجة للحارس وجاي..إدخلي أنتي..
-أطاعته بخفوت:طيب

توجه ناحية الحديقة الخلفية ليجد شقيقه سامح يتغزل في زوجته..والتي كان على وشك تقبيلها فـ أفسد عليه جاسر ما ينويه بشر بصياحه المذعور

-ساااامح؟؟..أنت بتعمل إيه!

إنتفض سامح وكذلك نادين التي تضرجت وجنتيها بحمرة خجل..فكتم جاسر ضحكته بصعوبة أمام غضب سامح والذي بدى كالتنين وهو ينفث النار من فمه..وهو يتحدث

-جاااااسر..أنت اللي بتعمل إيه؟
-فقال جاسر مُصطنع البراءة:أبدًا سمعت صوت وقولت أجي أشوف في إيه..الحق عليا
-كز سامح على أسنانه وقال بحنق:طب يلا طرقنا من هنا وشوف أكل عيشك..

تقدم جاسر من أخيه..و وجه حديثه إلى نادين التي كانت تُنكث رأسها بخجل وقال

-شوفتي جوزك؟..بيعـ..آآآ

لم يُكمل حديثه فقد قاطعه سامح بحنق

-جاسر كلمني أنا معلش
-همس جاسر في أُذنه بخبث:بتغير عليها من أخوك!
-فبادله الهمس بغيرة:وأغير من ابوها نفسه

إبتعد عنه جاسر بذهول..ثم ما لبث ان ضحك وقال بمزاح

-طب دا حتى أنا اللي مجوزهالك..بقى دي أخرتها؟
-ربت سامح على كتفه وقال بـ إبتسامة صفراء:معلش تعالى ع نفسك..وبعدين روح شوف مراتك جاي تقطع عليا ليه!
-حدثه جاسر هو الأخر بتحذير:إتكلم عدل عن مرات أخوك يا سامح
-فقال سامح بذهول:وهو أنا قولت إيه؟
-فرد جاسر بهدوء:مسمهاش مراتك..أسمها روجيدا..والأحسن متنطقش أي حاجة ليها علاقة بيها...

قالها ثم رحل..لينظر سامح في إثره بذهول وهو يتمتم بشرود

-مجنون دا بجد!!..هو اللي بدأ..وهو اللي غار!..أما صحيح جاسر الصياد
-وضعت نادين يدها على منكبه وقالت برقة:فيه حاجة يا روحي؟

إلتفت لها وأمسك يدها بحنو وقال

-لا يا روحي....ثم أردف بخبث...ها كنا بنقول إيه!

ثم سحبها ليُكمل لها حديثه والذي يجيد حقًا سرده عليها...

أما جاسر فسار وعلى وجهه إبتسامة..يغار!..نعم يغار عليها وبشدة..من شقيقه..والدته..والدتها..من ملابسها التي تُلامس جسدها الناعم..من هواء يُداعب خُصلاتها ويستمتع بـ التخلل بينه..من تلك الحلقة الذهبية التي تلف إصبعها بـ رقة..وإتسعت إبتسامته وهو يقول في نفسه...

-وحقًا في عشقك قد إنتابني الجنون..ذلك الهوس فيكِ جعلني أغار حتى من الجماد..فأي مرحلة وصلت أنا في عشقك!!!.....

تعليقات



×