رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل العشرون 20 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل العشرون 

-أوصل عشقك بي حد الهوس عزيزي؟!

-ولما لا حلوتي..وأنتِ صاحبة العيون الفيروزية!..

بعدما عاد من العمل بصحبة شقيقه في تمام الساعة الثامنة..دلفا القصر فقال سامح بصوت غلبه النُعاس

-أنا طالع أنام مش هتعشى
-طيب..

صعد سامح إلى غُرفته وإتجه جاسر إلى الصالون..ظل يبحث بعينيه عن زوجته فوجد عمته تقول بخبث

-مرتك نايمة من بدري
-تنحنح جاسر وقال:شكرًا يا عمتي
-نهضت وهى تقول بجدية:أستنى يا چاسر..رايدة أتحدتت وايك
-تنهد جاسر بهدوء وقال:طب تعالي يا عمتي فـ المكتب
-فجاء سؤال والدته الحنون:مش هتاكل يا حبيبي؟
-رد عليها جاسر:لأ يا أمي..لا ولا سامح..أحنا أكلنا فـ الشغل
-طيب يا ضنايا

خطى خطوتين ثم عاد سريعًا وتساءل بـ إهتمام

-روجيدا أكلت وخدت الدوا؟
-ربتت على كتفه وإبتسمت بسعادة:أه كلت وطلعت تنام
-فسألها بقلق لم يستطع إخفاءه:هى تعبانة!!
-ضحكت عمته وقالت بصوت عالٍ:يا بني البينة حبلى..ولازمن تتعب..ومنتساش مرتك ضعفية ولازن ترتاح و تتجوى..

ضحك جاسر بهدوء وهو يتلهف شوقًا برؤيتها..بالرغم أن والدته وكذلك عمته طمأنته على زوجته..إلا أن قلبه لا يرتاح إلا برؤياها..واااه من غرامك يا ذات العيون الفيروزية!..

جلس أمام المكتب وكذلك عمته والتي حدثته بجدية

-أنت عارف موضوع أمجد من ميتة يا چاسر!.وليه انا مخبرش
-ضيق عيناه وسأله بمكر:وأنتي لسه فاكرة دلوقتي يا عمتي تتكلمي فـ الموضوع دا؟
-ردت عليه ببديهية:وهو أنت كنت شايف الوجت يسمح بسؤالي يا بن حسين!..

أعاد رأسه إلى الخلف وحاد ببصره عنها ثم عاد لها وقال بهدوء وعملية

-بصي يا عمتي من يوم موت والدي الله يرحمه..وأنا بنخور ورا عيلة الهواري وموضوع أمجد بيه مكنش صعب أعرف عنه حاجة
-إبتلعت ريقها بتوتر وقالت بصوت خافت:وآآ..وليه..مسجلتنيش عن الموضوع ده!..وبما إنك عارف..أنه آآآ
-قاطعها من حديثها المخجل بالنسبة لها:بصي يا عمتي..أنا طول عمري قاسي أنا قولتها قبل كدا بس عمري ما كنت ظالم..وكون إني إتعلمت برة بس منستش إني صعيدي..لكن هقولك جوزاك من سليم كان أكبر غلط صحيح أنك كنتي طفلة لما إتجوزتيه..وبالرغم من حبك لأمجد بيه اللي هو غلط وكبيرة من الكبائر عندنا..لكن..

صمت قليلًا وهو يرى تلهف عيناها إلى الحديث ليُكمل برزانة تليق بهبيته

-لكن والدي مرضاش بالظلم لا ليكي ولا لأمجد بيه..هو هربه وأنا عرفت بطريقتي كل حاجة..والدي حماكي بروحه لحد أما مات..مات عشان رفض يسلمك ليهم عشان يغسلوا عارهم زي ما بيقولوا..فـ مش هاجي أنا جاسر بن حسين ويبيعك ويسلمك لأبنه الـ*** يقتلك..هو سابك ليا أمانة وأنا هصونها حتى لو كنتي قاتلة قتيل

إبتسمت في سعادة..ولكنها قالت

-طب وبالنسبة لأمجد؟
-إبتسم وقال:دي شئ يخصك

نهض عن مقعده ثم خطى ناحية الباب وقبل أن يُدير المقبض..قال لها وهى يوليها ظهره وينظر لها من فوق كتفه

-مع إني لو مكانك هديله فرصة تانية..

ثم خرج تاركًا ورائه تلك التي فؤادها الذي ينبض بعنف إلى ذلك الحب الملعون..

تحرك بخطى مُتعجلة وقلبه يتآكله الشوق لمحبوبته..فتح الباب بهدوء ليجد الغرفة غارقة في الظلام عدا ضوء خافت مصدره القمر والذي سلط أشعته على وجهها الذي ينافسه جمالًا..نائمة كالملائكة تمامًا.. والغطاء يغمرها حتى مُنتصف بطنها..نزع عنه ثيابه وإرتدى بنطال أسود قطني..تاركًا جزعه العلوي عار..تقدم ناحيتها بخطى متمهلة ثم جلس وإنحنى بجزعه العلوي يُقبل جبينها..تبعها وجنتيها ثم أنفها وإنحدر إلى ثغرها..مال إلى خُصلاتها يشتمها بنفس عميق ليروي ظمأ نفسه بشذا عطرها المُسكر كالخمر بل أنه أسوء وأضل سبيل..إبتسم وهو يراها دون  حراك ثم تبعها قوله ظنًا منه أنها نائمة

-بقيتي شبة كائن الباندا..تاكلي وتنامي
-فردت عليه بصوتها الناعس:إذا كان عاجبك!
-ضحك وقال بمشاكسة:أنتي صاحية؟
-ردت عليه وهى لا تزال مُغلقة الجفنين:لأ نايمة وبحلم أنك طولت لسانك
-قهقه بمرح وهو يتمدد جوارها وقال:طب دخليني معاكي فـ الحلم

إحتضنها فهو لا يقدر أن ينام دون أن تكون سجينة ذراعيه..ولفت هى ذراعيها حوله..لتتفاجئ بجزعه العلوي عار..فتحت فيروزها فجأة وقالت بعتاب ودهشة

-جااسر!!..أنت نايم كدا إزاي؟..الجو برد
-إلتصق بها أكثر وهو يقول بخبث تبينته في حروفه:طب دفيني
-زمجرت كـ إمرأة مصرية أصيلة:قوم يا منحل إلبس..هتتعب

ولكن هيهات لذلك العنيد..والذي شدد من عناقها وجذب عليهما الغطاء..وقال بهيام وهو ينظر في عينيها

-حضنك هو دفايا..مفيش أدفى من حضنك يا فراولتي
-إبتسمت بحياء..ثم قالت بدلال أنثوي:طب دفيني أصلي بردت أوي
-تلاعب بحاجبيه بمكر خبيث:غالي والطلب رخيص..

وكان طلبها شئ أخر غير ما فسره..ولكنه قدمه بـ "الرخيص" كما فسره هواه..لا يعشق سوى أحضانها..يغرق بها وهو مُستمتع بذلك الغرق الذي يزهق روحه..ولكن أتكفيه روحه بأن يقدمها كـ قربان لعشقها!!!....

***************************************

مر شهران عصبين على سامح وأخيرًا قبل موعد الزفاف بـ يومين..ها هو يتبضع معها من أجل شراء مستلزمات الزفاف..لتقول نادين بحماسة

-كدا فاضل الفستان
-أمسك يدها وقال بحب:مش كنتي سمعتي الكلام وخلتينا نشتريه من باريس!
-وقفت أمامه وهى تحدق بعيناه بحنو وسعادة:وليه نجيبه من باريس ونحرم نفسنا من لحظة إننا نشتريه سوا..عاوزة أشوف نظرة عنيك لما تشوفني وأنا بختاره وبنقيه بـ إيديا
-اعاد خُصلة خلف أُذنها وقال بحب:وأنا طلبات مولاتي أوامر

ثم سحبها حتى وصلا إلى أحد المحال المشهورة في بيع أثواب الزفاف..دلف معها إلى الداخل وظلت تتنقل ببصرها حتى وقعت عيناها على ضالتها..لمحها سامح وقد سلط أنظاره على ما جمدت عيناها عليه..وحقًا شعر بأنه قد سُلبت أنفاسه وهو يتخيلها ترتديه...

فكان الثوب ذا أكمام شفافة من الورود حتى العنق المغلق..وكذلك المقدمة من الصدر..وباقي الجزء العلوي يتلألئ بماسات فضية تأسرك بلمعانها..وينسدل الجزء السفلي بطبقات من التل يُكمل ثوب سندريلا..ذو ذيل طويل..يحده من الخلف نفس ورود الأكمام...

تعلقت عيناهما به..وقبل أن تهتف بـ إعجابها..نادى سامح إحدى العاملات وطلب منها بلهفة

-أنا هاخد الفستان دا
-وأماءت العاملة بطاعة:حاضر يا فندم

ثم إنصرفت..لتلتفت إليه نادين وهى ترمقه بحب ثم سألته برقة

-شكله غالي..وبعدين عرفت منين أنه عجبني!
-إقترب منها يقبض على ذقنها بخفة:مقدرش أشوف فـ عنيكي حاجة عاوزاها وملبيش طلبك

هنا وإرتمت في أحضانه..تدفن رأسها في عنقه..وهو يُعانقها بتوحش في عشقه لها..فتلك الصبية ستصبح ملكّته عما قريب..طبعت قُبلة خفيفة على عنقه ثم همست بخجل

-سامح..إحنا فـ المحل
-أبعدها عنه ثم همس في خبث:دلوقتي فـ المحل؟..كلها يومين ومش هعتقك يا بنت السيوفي...

************************************

مُقيد في ذلك المقعد الحديدي..أنفاسه التي يأخذها..تكاد تُعد على الأصابع..وجه مليئ بالدماء وملون بألوان الكدمات..وهناك حرس يقفون أمامه يحدجونه بنظرات شيطانية شرسة..

فُتح باب ذلك المخزن المُهترئ..ليتقدم منه أحدًا ما..نظر إلى وجهه بأسى ثم حدث أؤلئك الذين يقفون أمامه

-إتكلم قال حاجة؟
-ليجيب الآخر بحنق:ولا فتح بوقه..بن الصياد مربي رجالته ع الإخلاص صح..
-حك طرف ذقنه وقال:طب روحوا أنتوا وأنا هتصرف..

أذعن الرجلان لأمره..وإبتعدا فـ إقترب هو من ذلك المُقيد وإنخفض إلى مستواه وقال بهدوء

-يا حمدي إتكلم..قول اللي تعرفه كدا هتروح هدر
-تحدث حمدي بصوت واهن متقطع:لو..هـ..هترومني..فـ..فـ النار..مش هقول..حرف
-تأفف بضيق وقال بنبرة تحمل الرجاء:أنت صاحبي ومش عاوزك تموت
-هز رأسه بنفي وقال بكبرياء:لو هتقتلني متتأخرش

هز رأسه بيأس وإبتعد عنه..ثم أخرج الهاتف وحدث أحدهم بحديث مُبهم

-لأ مش راضي يتكلم..الرجالة قاموا بالواجب..خلاص يعني!..لأ هتمم الأوامر..سلام

أغلق الهاتف و وضعه في جيب بنطاله بعنف..ثم توجه ناحية حمدي المُقيد وقال بنبرة تُقطر أسفًا

-أنا أسف يا حمدي..بس مقدرش أخالف الأوامر

ثم أخرج سكين من خلفه..وأمسك رأسه يضع يده على عيناه ويرفع رأسه..ثم....نحر عنقه..ليموت بعدما نزف الدماء التي تدفقت كالنافورة من عنقه..ومات...

أزال أثار الدماء عن السكين واشار إلى الرجال الذين قدموا مُسرعين..ثم أمرهم بـ إقتضاب وعيناه تُذرفان الحزن على صديقه

-خدوه وإرموه قدام بيت مدحت السيوفي...

**************************************

متوسدة صدرة الصلد الحاني ويداه تُقيد خصرها والأخرى تتراقص بين خُصلاتها ليُعيد ترتيبها بطريقة أكثر من ميثرة..وعيناه شاردة فيما حدث قبل شهرين من الآن حينما كان بالولايات المتحدة

"عودة إلى وقتٍ سابق"

بعدما خرج من منزل مارتن وجد ستيف ينتظره..دلف السيارة السوداء..ثم إنطلق دوم نبث حرف فسأله ستيف

-ماذا فعلت؟..أقتلته؟
-رد عليه جاسر ببساطة:لا..لم أفعل
-حملق به ستيف بدهشة وقال:ولم لا ؟
-فجاء رد جاسر المازح:يارجل..كيف أصبحت شرطي؟

رمقه ستيف بعدم فهم..فـ أكمل جاسر بـ إبتسامة شيطانية

-أين المكر والدهاء؟..التهديد سيجعله يُخطئ وسيصلنا إلى سيده
-رد ستيف بـ إعجاب:حقًا داهية كزوجتك

حدجه جاسر بنظرات نارية مُشتعلة..حادة تكاد تفتك به..توتر ستيف قليلًا وقال بـ إرتباك

-إهدأ يا رجل كنتُ أمزح 
-فرد جاسر بقتامة:مزاحك سيودي بحياتك عزيزي

"عودة إلى الوقت الحالي"

وها هو مُنذ شهران ينتظر ولكن لا توجد أخطاء..حقًا أنهم بارعون فـ زوجته لم تستطع الإيقاع بهم حتى الآن..شعر بتململ جسدها..فزاد من ضمه لها..نائمة ولكن عضلات وجهها تقلصت إلى الألم لم يلحظه جاسر..ذلك الذي يتمنى أن تأتي طفلته سريعًا..وحقًا أبواب السماء فُتحت وقُبلَ دعاؤه..فصرخت روجيدا بألم..لينتفض هو فزعًا يسألها بجزع

-مالك يا حبيبتي؟
-فجاء صوتها الصارخ:أنا بولد يا جاسر

إنتفض جاسر من مجلسه وتساءل بتلعثم

-تولدي!!..بتولدي من أنهي جهه بالظبط!..أنتي لسه فـ السابع
-صرخت روجيدا بقوة وقالت بصراخ:إتصرف يا جاسر..مش تموتني الله يكرمك...
هرع ناحيتها وسأل مشدوهًا:أنتي بتتكلمي جد؟
-جذبته من ياقة قميصه وقالت:لأ بلعب معاك..بهزر..ياااارب

قالت الأخيرة بصراخ قد جذب الجميع..ليضع يده أسفل رُكبتيها والآخرى أسفل ظهرها وحملها وهو جسده كله يرتعش..لتقول بصوت باكي

-هتطلعني إزاي كدا!!

نظر لها ليتذكر أنها بمنامتها..وضعها على الفراش برفق ثم جذب إحدى ستراته وألبسها إياها..ثم حملها مرة أخرى وتوجه إلى الخارج..ليلتقي بالجميع بالخارج فسألته أمه بتوجس

-في إيه يا جاسر؟
-رد عليها بسرعة:روجيدا بتولد

ثم هرع سريعًا ناحية الدرج ونزله سريعًا وهو يستمع إلى أنين تألمها ليقول هو بصوت حاني مُرتجف

-إهدي يا حبيبتي..عشر دقايق وهنكون فـ المستشفى..إتنفسي

أماءت برأسها وفعلت ما قال..بينما تبعته والدتها وعمته وسامح شقيقه..وصل إلى سيارته فتح بابها و وضع زوجته بها ثم إنطلق دون إنتظار أحدهم..فـ قاد شقيقه بوالدته وجين والدتها بالسيارة الآخرى...

دقائق و وصل جاسر إلى المشفى بزوجته..والتي تتألم بقوة..بينما هو يكاد فؤاده يتوقف من شدة قلقه بها..حملها ثم توجه إلى الداخل ثم صرخ بالعاملين

-بسرعة حد يلحقني

ثم أكمل ركضه حتى رأه أحد الأطباء والذي قيّم حالتها فقال بجدية شديدة

-وديها الأوضة دي يا جاسر بيه

أطاعه جاسر ثم وضعها على فراشًا ما..تبعه طبيب و ممرضتان..فقالت إحداهم

-إتفضل بره يا جاسر بيه

كاد أن يدلف إلى الخارج ولكن صوتها المُتألم أوقفه حينما قالت

-متسبنيش يا جاسر
-عاد سريعًا يمسك يدها وقال بحنو:أنا جمبك مش هسيبك
-قال الطبيب وهو يتوجه لهم:مينفعش يا جاسر بيه..لازم تتطلع

لم يُعيره أدنى إهتمام..فشرع الطبيب في فحصه والذي قال

-ولادة مُبكرة..ماية الراس نزلت
-هدر به جاسر بقوة:إخلص شوف شغلك..مش شايفها بتتوجع إزاي
-أماء الطبيب بهدوء قائلًا:تمام..إتنفسي يا مدام معايا 

إمتثلت لما يقول..فبدأ في إرشاداته وتعامل بحرفية..صراختها المُتألمة كادت أن تُصيب جاسر بذبحة صدرية...

**************************************

وصل سامح مع والدته والدتها وتبعهم يحيى و عمتهم..دلفوا جميعًا إلى المشفى فتقدم سامح من أحد العاملين وسأله

-متعرفش حالة الولادة اللي وصلت فين دلوقتي؟
-فأجاب العامل بجدية:جاسر بيه قصدك!!..في أوضة العمليات
-رد بـ إقتضاب:شكرًا

ثم هرع الجميع ناحية الغرفة..فتساءلت جين بصوت واهن غُلف بالخوف

-هما..هما بقالهم قد إيه جوة؟
-حاوطها يحيى بحنو وقال بنبرة مُطمأنة:متخفيش يا حبيبتي هتبقى كويسة إن شاء الله

ألقت بثقل رأسها على كتفه وهو يربت عليها بحنو..والجميع يقف على جمرات لتتفوه عنيات بقلق 

-كيف يعني تولد في السابع؟
-ردت عليها فاطمة بتوتر:ربنا يستر بس
-إن شاء الله

تفوه بها سامح وما هى إلا لحظات وسمعوا جميعًا صوت بكاء طفلة يُعلن عن ميلاد حياه جديدة..فزفر الجميع بـ إرتياح وسعادة...

بينما في الداخل زفر جاسر بـ إرتياح وهو يسمع مواء تلك القطة الصغيرة التي أعلنت عن مجئيها مبكرًا..ربت على خصلات زوجته و وجهها وهو يُبعد تلك الخصلات المُلتصقة بجبينها ليقول بصوت خافت

-حمد الله ع السلامة
-تقدمت الممرضة تبتسم مجاملة:مبروك يا مدام..رغم إنها مولودة بدري بس الحمد لله صحتها كويسة

ثم أعطتها الصغيرة برفق..حملتها روجيدا بسعادة وه  تذرف دموع السعادة..أما جاسر ما أن وقعت عيناه على فتاته حتى ترقرقت عيناه بدموع السعادة..أنحنى برأسه يُقبل جبين زوجته ثم طفلته..لم تكن قُبلة أو إثنان بل أمطرها بوابل من القُبلات..راقبته روجيدا بسعادة  لم تتحدث..فحقًا تلك اللحظات أثمن ما مر عليهما في الحياه..وضع جاسر إصبعه بين كف إبنته الصغير..والتي قبضت على إصبعه الضخم..فقال جاسر بحماس طفولي

-مسكت إيدي

إبتسمت بوهن..فمال ناحية أُذن إبنته وبدأ في ترديد الآذن في أُذنها..ثم حدثها بحنو أبوي لأول مرة يشعر به

-أنا جاسر..باباكي ياروح قلبي..ودي مامي

أشار على روجيدا ثم أكمل حديثه الحماسي

-نورتي دنيتي يا كل دنيتي

ثم مال يُقبلها وقبل زوجته..فصدح صوت الممرضة تقول بعملية

-بعد إذنك يا جاسر بيه هننقل المدام والطفلة لأوضة عادية..

أماء برأسه ثم إنسحب بعيدًا..دلف خارج الغُرفة ليتوجه الجميع ناحيته وقد لاحظت والدته مدى إرهاقه فسألته جين بتلهف

-عاملين إيه؟
-إبتسم جاسر بسعادة واضحة:الحمد لله كويسين
-هتف سامح بجزع:أنت إزاي خارج كدا؟

قطب جاسر بين حاجبيه إلا أنه نظر إلى نفسه ليجد أن جزعه العلوي عار..فما حدث أنساه نفسه..زفر بضيق وقال

-مدرتش بنفسي..خرجت من غير ما أخد بالي..وبعدين كنت فـ إيه ولا فـ إيه!

نزع سامح عنه سترة كان يرتديها ومد يده بها إلى شقيقه وقال بجدية

-خد إلبس دا

هم جاسر بـ الإعتراض..إلا أن سامح قاطعه بصرامة

-ولا كلمة..الجو تلج

جذب منه السترة وهو يبتسم ثم إرتداها...

*************************************

في صباح اليوم التالي

-طيب أنا خلصت أهو

هتفت بها بسنت وهى ترتدي سترة من خامة الجينز فوق كنزتها الصفراء والبنطال الأسود..نظرت إلى صابر بحنق الذي كان يهتف بها لكي تُسرع ثم قالت

-تاني مرة تجيلي ع الصبح كدا..في إيه؟
-جذبها من يدها وقال:تعالي بس هفهمك فـ الطريق

سارت معه على مضض بينما هو لم يتحدث ببنت شفة..صعدت السيارة وهو كذلك خلف مقعد القيادة..أدار المحرك ثم إنطلق بها..لم يمنع ذلك من قوله العابث

-بس إيه القمر دا؟
-ردت عليه بـ إمتعاض:وليك نفس تعاكس!..
-فحدثها بعبوس:طب ليه كدا طاه؟
-هتفت بصوت حانق:ليه؟..يعني مصحيني من الساعة سبعة الصبح وعايزني أعمل إيه؟..أتحزم وأرقص!
-فـ أجابها بمكر وهو يُراقص حاجبيه:ياريت
-غمغمت بخفوت وهى تسبه:يعني قليل الأدب وقولنا ماشي..كمان منحط منحرف!
-مال على أُذنها يُحدثها بعبث:سمعتك..بس خدي بالك بعد ما نتجوز هوريكي الإنحراف والإنحطاط دول صح..دا أنا أستاذ فـ الرذيلة

تبعها بغمزة أكثر عبثًا..أما هى فشهقت بقوة على حديثه الجرئ..وتخضبت وجنتيها بقوة حتى باتت كثمرة طماطم..ليُقهقه وهو يستمع إلى سبها له بـ أقذع الشتائم...

**************************************

إستيقظت هى من نومها لتجده يجلس بجانب فراش طفلته يُداعبها..ولكن إتسعت عيناها دهشة وهى تستمع إلى حديثه

-مش ناوية تفتحي عينك..ولا أفتحه أنا!
-صرخت روجيدا وقالت:جاااسر!!..

إلتفت لها لتتسع إبتسامه ببراءة وكأنه لم يقل شيئًا..إتجه ناحيتها..وقبل أن تتفوه بحرف..كانت شفتيه تسقط على خاصتها في قُبلة رقيقة..ثم إبتعد وهو يقول بحب

-صباح الخير
-إبتسمت بهدوء وقالت بعذوبة:صباح النور..أنت كنت بتعمل إيه؟

جلس بجانبها على الفراش ثم قال وهو يُحاوط خصرها

-كنت بكلمها شوية..عني وعنك وعن كل حاجة..بقولها قد إيه أنا محظوظ إني قابلت مامتك..ومحظوظ قد إيه إني عشقتها..حظ الدنيا كان بين إيديا لما إتجوزتها

قالها وهو يُداعب خُصلاتها..ثم أتبع قوله قُبلات أخذ ينثرها على وجهها..ثم إبتعد عنها وقال بحب جارف

-حمد لله ع السلامة يا فراولتي
-قبلت وجنته وقالت بنبرة عذبة:الله يسلمك
-ضرب جبهته بخاصتها بخفة وقال بخبث:يلا كدا إتجدعني عشان نخاوي البت

وقبل أن تتسنى لما معرفة ما يقصده..كان باب الغُرفة يُفتح ودلف منه الجميع..الذي إنهالوا بالتهنئة والدعوات الصادقة..ليقول سامح بمرح

-نويت تسميها إيه يا أسد؟

إبتسم وهو ينظر إلى زوجته..ثم مال على أُذنها وهمس بكلمة واحدة..جعلتها تبتسم..إبتعد لينظر لها فوجدها تقول

-قولهم
-إبتسم وهو يقول:جُلنار
-ليرد سامح بـ إعجاب:أسم جميل و مميز
-حيث كدا أقوم أعملها شهادة الميلاد

قالها مدحت وهو ينهض..فقال جاسر بـ إمتنان

-معلش هتعبك يا مدحت بيه
-ربت على منكبه وقال:ولا تعب ولا حاجة..روجيدا بنتي..ألف مبروك

ثم رحل..بينما نظرت روجيدا إلى نادين التي لم تترك الرضيعة وقالت بمرح

-ما تسيبي بنوتي شوية
-ردت عليها نادين بطفولة:مش قادرة..كيوووت أوي و شبهك يا حبي
-قبل جاسر وجنتها وقال:طبعًا لازم تطلع شبهها
-مال سامح على زوجته وقال بخبث:كلها يومين وأخليكي تجيبي بنانيت زيها

شهقت نادين بخجل..فضحك سامح عليها..صوت طرقات على الباب تبعها دلوف صابر وهو يبتسم ثم قال

-حمد لله ع السلامة..
-الله يسلمك

رد بها جاسر..ثم قال بهدوء

-تعالى أدخل
-تنحنح صابر قائلًا:معايا ضيف..ينفع يدخل؟
-قالت روجيدا مُسرعة:طبعًا خليه يتفضل
-قال صابر مُصححًا:خليها..مش خليه
-إبتمست روجيدا وقالت:خليها تتفضل

أخرج رأسه ثم أشار لها بالقدوم..تقدمت بخطى مُتعثرة..أبعد صابر جسده عن الباب..فوقفت هى ليحثها على التقدم قائلًا

-تعالي يا بسنت...

تعليقات



×