رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل السادس والعشرون
وعيناكِ كأنهما في الحسن آيه تُتلى على قومٍ كفروا فـ إهتدوا
بالرغم من أنها لم تذق سوى ساعات قليلة من النوم إلا أنها إستيقظت وهى في أوج نشاطها..ربما حديث أمس مع ذاك الصابر هو ما جعلها تصل إلى تلك الحالة؟..ليس ربما بل بـ التأكيد..جلست على الفراش تتذكر حديث أمس
-نظر صابر إلى بـ عينان مُتسعتان من دهشة ورعشة أصابت أطرافه:سمعيني قولتي إيه تاني!!
-نكست رأسها بخجل وقالت بتوتر:الـ..مفروض الخطوة دي تيجي منك بس..بس قولت أنا اللي أخدها
شعر وكأن السماء تلون بـ اللون الوردي وأنه يسبح في حُلم يخشى الإستيقاظ منه على وهم..إرتسمت إبتسامة ولهى على ثغره..إمتدت يده ليرفع ذقنها ثم قال بعذوبة
-لو مستعدة للخطوة دي أنا عندي إستعداد أخطبك دلوقتي..مش عاوز أكون بضغط عليكي وخوفك من خروجنا من غير رابط رسمي هو اللي..آآآ..
قاطعته وهى تضع كفها الرقيق على شفتيه ثم همست بـ رقة تُذيب الحجر
-لو كنت بعمل كدا عشان زي ما قولت كنت طلبتها من زمان..بس أنا بعمل كدا عشان واثقة من قراري
أبعد يدها عن مرمى شفتيه ولكنه لم يتخلى عنها..وكاد أن يتحدث لتوقفه بيدها قائلة
-إستنى أخلص كلامي
-أماء بـ رأسه بـ حماس:طيب
-أخذت نفس عميق ثم قالت بـ روّية:عشان أبقى صريحة يا صابر أنا مش عارفة أنا حاسة بـ إيه معاك لحد دلوقتي..بس كل اللي أعرفه إني محتجاك أوي ولما آآآ..
عضت على شفتيها بخجل مما ستقول..ولكن يجب إنهاء هذا الحديث..فـ أكملت وهى تخفض عينيها عن مرمى بصره
-احم..ولما حضتني النهاردة حسيت بدفى محستوش غير مع بابي الله يرحمه ودا مش قليل يخليني مفكرش أرتبط بيك رسمي..بص هقولك بـ إختصار أنا بحس بـ الأمان معاك والنهاردة أكبر دليل
حاولت التملص من يده ولكنها لم تستطع..إنتظرت الرد ولكن لا يوجد..فـ أثار ريبتها أن يكون قد غطى في ثُبات..إلتفتت له ليهالها كم المشاعر التي تفيض من بنيته..تسلطت قدحي القهوة على بنيته في نظرات تحدثت بـ صمت..لم يُحاول أحدهم كسر سحر هذه اللحظة فـ بقيا مدة لا يعلمها أحدهم وهما يُحدقان بـ بعضهما..ليقطعه صوت صابر الذي خرج مُتحشرجًا رُغمًا عنه..
-بـ كلامك دا يابسنت هتخليها كتب كتاب مش خطوبة وبس
وقبل أن يتسنى لها الحديث أكمل وهو يقترب بوجهه منها حتى بقى على بعد إنشين من وجهها..لتتحول وجنتيها لـ كتلة من اللون الأحمر خجلًا..
-مش مهم تحبيني كفاية إنك تحسي بـ الأمان معايا..حبي ليكي هيكفينا و يفيض..بس هعلمك تحبيني..هعلم قلبك مينبضش غير ليا..هعلم عيونك متشوفش غيري..هعلمك العشق على إيديا بس أنتي متسبيش إيدي فـ نص الطريق
-إبتسمت بخجل وردت بخفوت:صدقني يا صابر مش هفكر أبدًا أسيب إيديك..بس أنت متسبنيش حتى لو قولتلك
-همس بـ صدق:أوعدك طول ما فيا نفس إيدي مش هتسيب إيدك
ثم مال يُقبل وجنتها بـ رقة بالغة و كأنها آنيه فُخارية يخشى عليها الكسر..إبتعد ليجدها مُغمضة العينين..نزل بـ نظراته إلى شفتيها الكرزيتين ليشعر بفوران يجتاح أوردته وهو يرغب في تذوقهما الآن..ولكنه كبح رغبته بصعوبة حتى لا تفقد ثقتها به..ناداها بـ صوت أجش
-يلا إنزلي يا حبيبتي قبل ما أتهور
-فتحت عيناها سريعًا وقالت بـ فزع:أنا!..مين؟..أنا خلاص نزلت
ثم فتحت باب السيارة ونظراته تتآكلها وقبل أن ترحل..مالت على السيارة وهتفت سريعًا
-جوازي العرفي مكنش بـ مزاجي..ومتسألش دلوقتي أنا هقولك كل حاجة لما أكون مستعدة
ثم تركته و ركضت وهو ينظر في إثرها بـ ذهول ودهشة..ولكن فؤاده يتراقص فرحًا أنها لم تتزوج بـ إرادتها..ولكن حسنًا سينتظر ليفهم كل شئ يكفي ذلك التصريح الذي هدأ نيران قلبه المُشتعلة....
عادت من ثُباتها وهى تبتسم لما حدث أمس..هى على الطريق الصحيح تبقى فقط التأكد مما تشعر به نحوها....
************************************
فتحت جفنيها بـ بطئ لتجده ينظر لها بـ حنو و أسف..لتمتعض ملامحها بقسوة ثم إستدارت تُوليه ظهرها..ظهرت إبتسامة على وجهه فـ هى لا تزال غاضبة عليه..وضع يده على منكبها و هزها بـ رفق قائلًا
-روجي..حبيبتي أنتي لسه زعلانة!!
لم ترد..يعلم أنها تُعاقبه بـ الصمت ذلك الصمت الذي يُمزقه إلى أشلاء..زفر بصوت خفيض وأطلق سبة نابية..ولكن بـ لمح البصر قفز من مجلسه ليكون أمامها..لم تتفاجئ ولم تنظر له..أمسك مُؤخرة رأسها وجذبها إلى صدره وقال بـ نبرة تحمل الألم
-مش سهل عليا اللي عملتو فيكي يا روجيدا..أنتي عارفاني الموضوع لما يكون ليه علاقة بيكي مبشوفش قدامي..عارف إني غلطان وأستاهل ضرب الشوز..
قال الأخيرة بنبرة مازحة ثم أكمل
-عاقبيني بـ أي حاجة الإ الصمت دا..متحرقيش روحي بـ سكوتك دا
ضمها بقوة أكبر وهو يقول بـ رجاء
-أطلبي مني أي حاجة و أنا هنفذها
-رفعت رأسها وقالت بـ غموض:أي حاجة..أي حاجة!!
-حدق بها بـ حماس وقال:أي حاجة
إبتعدت عنه ثم جلست ليجلس هو الآخر لتقول بـ نبرة لا تحمل سوى الجدية
-عاوزة أتعلم إزاي أدافع عن نفسي
رفع حاجبيه بـ ذهول..ثم تحولت من الذهول إلى البلاهه ليردد خلفها بـ إستنكار
-عاوزة أتعلم إزاي أدافع عن نفسي؟..أنتي بتتكلمي جد؟
-إستدارت وهى تقول بـ فتور:خلاص براحتك..أنا طلبت وأنت مش وافقت
-أدارها له وهو يقوم بـ تقليدها:مش وافقت إزاي يعني!..إحنا بنتكلم يا حبي
-لترد عليه بلا مبالاه:ها يعني أه ولا لأ؟
-نهض بـ حماس وقال:أه طبعًا
ثم عاد وقبّل جبينها مُطولًا وقال بـ أسف ونبرة نادمة
-أسف يا روجيدا..أسف ع كل لحظة وجعتك فيها
-ضمته وهى تبتسم بـ حب:وجعي كله يهون عشان خاطرك
-زاد من ضمها له وقال بـ همس:مهما عملت هفضل أحس إني صغير قدام حبك ومسامحتك..بغلط وتسامحيني وأتمنى إنك متزهقيش
-هسمت بـ صدق:عمري ما هزهق من عشق بيجري فـ دمي
أبعدها عنه..وأزاح خُصلاتها عن وجنتيها ثم قال بـ مرح
-يلا ياستي نلحق نستعد قبل ما مباحث الآداب تصحى
-ضحكت وهى تنهض ثم قالت:طيب..هاخد شاور وبعدين أأكلها وأديها لمامتك
-طيب
ثم نهض هو الأخر ليدلف إلى المرحاض..لتتجه روجيدا إلى طفلتها فـ وجدتها مُستيقظة..إبتسمت بـ حنو لها وأخذتها من مهدها وحدثتها بـ لطافة
-أميرتي صاحية وهادية..عارفة إن بابي بيصالح مامي
تنهد بقوة وهى تضُم رضيعتها إلى صدرها قائلة بـ دعاء
-ربنا يهديه...
*************************************
تململت على تلك النسمة الهادئة التي تُداعب أنفها..فتحت عيناها لتجد زوجها يتطلع إليها بـ حنو قائلًا وهو يقتنص قُبلة من شفتيها
-صباح الورد ع عيون أحلى زوجة فـ الدنيا كلها
-إبتسمت بخجل وهى تقول بـ رقة:صباح النور يا حبيبي
إعتدلت وهى تجذب الغطاء عليها وقالت بـ إبتسامة
-أقوم أحضرلك الفطار!
جذب سامح تلك الصينية الموضوعة جانبه و وضعها على قدميها ثم جلس بـ جانبها وهو يقول بـ عذوبة
-أحلى فطار أهو..أنا مبحبش أتعب مراتي حبيبتي فـ يلا نفطر عشان نلحق الطيارة
طبعت على وجنته قُبلة رقيقة ثم هتفت بـ نبرة عاشقة
-بموت فيك يا قلبي
-بادلها القُبلة بـ أخرى على شفتيها ثم قال:وأنا بعشقك يا عشقي الأول والأخير
ثم تناولا الفطور في جو يسوده العشق السعادة وما أن إنتهيا..ليقول سامح وهو ينهض
-يلا خدي شاور..أنا جهزت كل حاجة
-نهضت هى الأخرى بـ حماس وقالت:عشر دقايق بالظبط
ثم دلفت إلى المرحاض..ليُزيل هو الطعام و توجه بعدها إلى المطبخ..دلف إلى الخارج ليتعثر في ذلك المظروف..إنحنى يلتقطه فـ أخذه الفضول لمعرفة ما بداخله..فضه وأخرج ما فيه ليجدها مجموعة من الصور الفوتوغرافية..لتجحظ عيناه في صدمة حقيقية جعلته يشعر أن العالم من حوله ينهار وأحلامه الوردية تحولت إلى كابوس مرعب...
نزلت الدرج بعدما إنتهت في دقائق وبحثت عن زوجها فـ وجدته يوليها ظهره..نادت عليه ولكنه لم يجب..عقدت ما بين حاجبيها وإتجهت ناحيته ثم وضعت يده على كتفه وأدارته لها فـ قالت بُتعجب
-إيه يا سامح عمّالة أنادي عليك!
ولكنه أيضًا لم يرد..تعجبت أكثر ولكن جذب إنتباهها تلك الصور الفوتوغرافية التي في يده..وقعت عيناها على محتواها لتشهق بـ صدمة واضعة يدها على فاها..ثم نظرت إلى سامح لتجده جامد الملامح مُتصلب الجسد فـ قالت بـ نبرة مُرتعشة
-آآ..مش..أنا يا سامح..فـ..فيه..حا..جة غلط
رفع لها أنظاره بـ غضب أسود يُغلف حدقتيه..فـ كانت تحتوي تلك الصور على مشاهد لها وهى في أوضاع حميمية مع أحدهم..وقبل أن تتحدث من أجل الدفاع عن نفسها كان قد قذف الصور في وجهها وأمسك مرفقيها يغرس أظافرها في بشرتها هادرًا فيها بـ شراسة
-وحياه أمك..مش دي أنتي ولا خيالك؟..
-تألمت من يده وهتفت بـ دفاع:أقسملك بالله معرفش حاجة عن اللي موجود دا
-هزها بـ عنف صارخًا بها:كدابة..مش دي هدومك ها؟..ويا بجاحتك متصورة بـ الفستان اللي إدتهولك فـ عيد ميلادك
-بكت بعنف وهى تُجيب:والله مش أنا..أكيد في حاجة غلط..أنت مش واثق فيا؟
-همس بحدة:ودي غلطتي إني وثقت فـ واحدة قذرة زيك..إزاي مأخدتش بالي؟
-همست هى الأخرى بـ ذهول:أنت بتهزر!..أكيد بتهزر..أنت متوقع مني إني أعمل كدا؟
للحظة كاد ان يلين ولكن ما أن وقع نظره على تلك الصور..حتى تلبسه الشيطان مرة أخرى..ليجدها تُحدق في بـ رجاء أن يُصدقها..ولكن ظلت نظراته جامدة خالية من الروح..لتهتف هى بـ ألم
-طالما مش واثق فيا..يبقى تطلقني يا سامح..مقدرش أبقى مع حد مش واثق فيا
-عاد يضغط على ذراعيها وقال هادرًا:عاوزة تسبيني وتروحيله؟
وقبل أن ترد هوى بيديه على وجنتها الوردية..تلطخت شفاها بدمها..كانت جامدة كالصخر لم تدمع ولم تصرخ..وكأنها جسد بلا روح..عن أي روح يتحدثون..تشعر بفراغها من الداخل..قسوة عينيه وشراسة ملامحه جعلتها تتيقن أن كُل ما يحدث ليس بوهم..وهنها لم يكن جسدي بل كان روحي..إختارت الإبتعاد عن العالم..وعنه هو شخصياً...ونامت بياض التلج ....
************************************
وقفت أمامه تستعد تحت نظراته التي تتفحصها بـ جرأة أخجلتها..تنحنحت بـ خجل وقالت بـ خفوت
-مش يلا!
-إبتسم وقال:يلا
إقترب منها ثم أمسك كفيها بـ إثارة جعلت جسدها ينتفض ليقول هو بمكر
-الله مالك بتتنفضي ليه!..مش من أولها كدا تخافي؟
نظرت له بنصف عين ليضحك هو ثم أكمل..رفع قبضتيها أحدهما قريب من وجهها والأخر بعيد..وكذلك فعل مع ساقيها..فـ حدثها وهو يُمسك خصرها بـ نعومة تُنافي خشونة أنامله
-دا وضع الهجوم..لازم إيد تحمي وشك والتانية هي اللي تهجم ورجلك تبقى بالوضع دا عشان توازني جسمك..ها فهمتي؟
-أماءت بـ رأسها وقالت بـ همس:أوكيه..بس أنت إتعلمت دا فين؟
-ضحك وهو يقف أمامها ثم قال:يا حبي أنا كنت بلعب ملاكمة..صحيح مش واخد فيها بطولات بس كنت بلعبها كـ هواية وقت الفراغ
فغرت فاها..ليضحك ثم قال و هو يميل عليها
-مش يلا نكمل؟
-إعتدلت وقالت بـ مرح:يلا يا كوتش
ضحك بـ إستمتاع ثم أخذ يُعلمها بضع حركات أُخرى ولذكاء زوجته تعلمت سريعًا..ليُعلق عليها بـ تعجب
-إزاي واحدة بتعرف تضرب نار ومبتعرفش تدافع عن نفسها!
-رفعت كتفيها بـ فتور وقالت:بص هو أنا كنت عاوزة أتعلم ضرب النار كـ حاجة سريعة..أما الدفاع عن النفس وكدا كانت هتاخد مني كتير
-وإتعلمتي ضرب النار فـ أد إيه؟
-ردت بـ فخر:أسبوع
-ضحك ثم قال بـ مشاكسة:بس!!..حبيبتي شطورة وبتتعلم بسرعة..ثم يلا نكمل
-يلا..
وقف خلفها ثم أمسك ذراعيها مُقرباً إياه من صدرها..ألصق ظهرها بصدره..وأقتربت شفتاه من أُذنيها ليهمس لها بصوت آسر
-ولما حد يمسكك كدا..لفي إيديكي عكس بعض..وإضربي براسك دقنه..
وفي ظل نبرته الساحرة تاهت هى بين لذة نبرته..فخارت قواها ولم تعد قادرة على المقاومة..
أما صاحب العينان العسليتان..يُحرك شفتاه بنعومة على صدغها..إقشعر بدنها وشعرت بالسخونة تجتاح أوصالها..لتقول بتلعثم
-جـ..جاسر..آآ..يلا..نـ..نكمل
أدارها له ولا يزال يحتضن خصرها..ملس على وجنتها بنعومة..لتجتاح وجنتيها حمرة الخجل المُحببة له والتي تجعلها تُشبه حبة الفراولة..ليهمس أمام شفتيها بعبث
-أنا قولت إنه مش نافع من الأول..وخصوصاً بالبتاع اللي لبساه دا
فكانت ترتدي بنطال قطني أسود مُلتصق بـ ساقيها..ناهيك عن كنزتها ذات فتحة صدر واسعة أبرزت ما أسفلها من ملابسها التحتية..وحمالاتان عريضتان والتي إنسدلت أيسرها لتُبرز جمال منكبها المرمري..
أشاحت بوجهها عنه بعدما لاحظت نظراته التي تخترقها لتقول بنبرة مهزوزة
-آآ..احم..يلا نكمل
-ليقول بسرعة وإستنكار:لأ..نكمل إيه!!..إحنا هنكمل حاجة تانية
-لتنهره قائلة:جاسر!..إحترم نفسك
-ليرد بخبث:لأ مش هبقى محترم دلوقتي..دا أنا ما صدقت أتلم عليكي..والمفعوصة اللي هناك دي وخداكي مني.....
-فـ ردت بـ إستنكار:وخداني إيه!..هو أنت بتعتق
ضحك مُقهقهًا ثم جذبها أكثر له ليلصقها به ثم قال وأنفاسه الساخنة تضرب وجنتيها بـ بقوة
-وهو في حد يقدر يقاوم قدام الجمال دا
ثم مال و كاد أن يُقبلها إلا أنها عندما لمحت جهاز الألعاب الإللكترونية حتى إنتفضت بـ حماس طفولي هاتفة
-الله بلاي ستيشن!!..بالله عليك تعالى نلعب
-جذبها له مرة أخرى قائلًا:بعدين..بعدين
-لتقول هى بـ دلال أُنثوي:عشان خاطري..عشان خاطري
-زفر بـ ياس وقال:قدامي..بس بشرط
-جذبته ناحية الجهاز وقالت بـ تلهف:موافقة
جلس هو ثم أجلسها في أحضانه..حيث جلس على الأرضية مُمددًا لقدمه لتجلس هي بينهما..حاوطها بيده ويداه تُمسك جهاز التحكم وذقنن يتسند على منكبها العاري..ليقول وأصابعه تتحرك على أزرار جهاز التحكم
-اللي يخسر التاني يعاقبه
-ردت بـ حماس:حلو..حلو أوي..إستعد للخسارة
-طبع قُبلة على منكبها وقال بـ سخرية:خسارة!!..أمممم تمام أما نشوف
ثم بدأت المُباراه بينهما..كانت روجيدا مُتحمسة لما تفعله..بينما جاسر إمتدت إحدى يديه لتُزيح حمالة كنزتها ثم أخذ يطبع بضع قُبلات على منكبها وعُنقها..لتقول هى بتذمر
-بطّل بقى عشان أركز
-ضحك وهو يتسند بـ رأسه على منكبها:خلاص..خلاص..عشان متعلقيش فشلك عليا
لوت شدقها بضيق..ولم تُعلق..فـ إستمرت المُباراه وكانت النهاية محتومة..خسرت روجيدا خسارة فادحة..ليهمس جاسر في أُذنها بـ خبث
-جه وقت العقاب يا قلبي...
ظل جالس أمام ذاك الفراش الأبيض الراقدة عليه زوجته..وجهه مُتجهم بـ درجة كبيرة..لا يستطيع تفسير حالته أهى غضب أم خوف!!..يثق فيها نعم وبشدة ولكن ما أن رأى تلك الصور فـ شعر فجأة بتوقف عقله عن العمل ليفعل ما فعله..نظر إلى يده التي لطمتها بـ صدمة..كيف فعل ذلك ولما؟..قاطعه من أفكاره صوت الممرضة وهى تقول بعملية
-الدكتور طالب حضرتك بره
-أجابها بـ فتور:طيب
ثم نهض وقبل أن يخرج ألقى عليها نظرة طويلة وبعدها تركها ورحل..إتجه ناحية غُرفة الطبيب وطرق الباب ثم دلف..نهض الطبيب ليُرحب به..صافحه سامح بـ برود وجلس وضع الطبيب يده في وضع مُتشابك على المكتب ثم بدأ حديثه بـ هدوء
-حضرتك بتقول إن دي مُجرد إغماءة صح؟
-أيوة
-تنحنح الطبيب وقال:المفروض كانت تفوق من ساعتين ودا شئ مش طبيعي
-عقد ما بين حاجبيه وتساءل:يعني إيه؟
-عدل الطبيب من وضع النظارة الطبية ثم أكمل حديثه:أعتقد إن المدام إتعرضت لصدمة كبيرة فـ أدت إلى الإغماءة دي..لكن اللي حصل إنها دخلت فـ غيبوبة
إنتفضت سامح يستاءل بـ هلع وهو بالكاد يستطيع لملمة شتاته
-غيبوبة؟..يعني إيه؟..أكيد بتهزر؟
-هدأه الطبيب وقال بـ رزانة:إقعد بس يا سامح باشا عشان أقدر أفهمك
جلس سامح دون الحديث ولو بـ حرف..فيما أكمل الطبيب
-زي ما قولت لـ حضرتك هى إتعرضت لصدمة..وساعات كتير العقل لما يحس أنه مش هيقدر يستوعب الصدمة فـ بيحمي نفسه وبيلجأ للهروب...
-مسح سامح على وجهه بـ عنف..وتشدق بـ نبرة متوجسة:طب..طب والحل!!
-لازم يكون عندها حافز عشان تفوق..زي ما دخلت فـ ثبات زي دا..بسهولة لما نقدر نحمسها للرجوع ودا متوقف عليك
-أماء برأسه وقال:لو فيه مستشفى أحسن أوديها؟
-مط الطبيب شفتيه وقال:معتقدش إن أي مستشفى هتعمل أكتر من مستشفى تانية..الحالات دي بتتوقف على المريض هو اللي بيعالج نفسه بـ نفسه..بس أفضل إنها تتنقل القاهرة عشان هتحتاج لعلاج نفسي..
تجلت نظرات الصدمة على وجه سامح..ليُطمأنه الطبيب بـ كلمات
-متقلقش يا سامح باشا الموضوع وما فيه إنها لما تصحى هتعاني شوية من اللي حصلها ولازم تلاقي رعاية نفسية..وحضرتك ليك دور فـ كدا
-اشار لنفسه بـ تعجب:أنا!!
-أيوة حضرتك..أنت عارف إيه اللي حصل وأنت هتحكي كل حاجة لـ الطبيب المعالج وهو هيقدر يقيم الوضع...
نهض سامح وخرج دون حديث..سار بـ خطى تائهة لا يكاد يُصدق ما حدث..شعر الأرض تُميد به فـ جلس على أقرب مقعد و وضع رأسه بيت يديه وقرر أنه لن يعلم أحد بما حدث وسيقوم بـ أخذها إلى القاهرة لإتمام دورة العلاج..
****************************************
-طب وعرفت توصلها يا معلم وبعدين!!
-نفث تلك السحابة الرمادية وقال بـ هدوء مستفز:أصبر..كل ما تصبر كل ما الفاكهه تستوي..
ثم سكت يسبح في أفكاره عن تلك الدقائق الذي بث فيها الرعب لدى روجيدا وكم بدت قوية..وهو يتسهوى تلك القوى..لم يستطع إنكار هالة الثقة الواهية التي تُحاوطها بـ الإضافة إلى جمالها الفتاك و فتنتها المُهلكة..إنتشله من أفكاره التي بدأت تتخذ مُنحنى أخر صديقه الذي قال
-طب عملت إيه لما روحت القصر؟
-أجاب بـ غموض:شوفتها
-عقد صديقه ما بين حاجبيه وتساءل:بسنت!
نظر له جلال بـ صمت ثم تحدث بـ مكر
-طبعًا دي كانت هتموت فـ جلدها لما شافتني..بس هى كانت على النقيض
-قصدك مين!!
-أجاب وقد علت إبتسامة شيطانية وجهه:مرات جاسر الصياد..
فغر صديقه فاه بـ دهشة ليُكمل حديثه دون أن يُعيره أي إنتباه
-جمال إيه!..و حلاوة إيه!..البت تحل من ع حبل المشنقة
-حدثه صديقه بـ إمتعاض:طب وبسنت؟..يعني أنت هتسيب بسنت وتاخد مرات جاسر!
ضربه على مُؤخرة رأسه بـ خفة ورد عليه بـ خبث
-بسنت مين اللي هسيبها..بسنت ملكي وبتاعي ومسيرها تجيلي راكعة..بس مفيش مانع تنسلى
-بمعنى!!!
-أجابه وقد بدأ لُعابه يسيل:بمعنى هقضي معاها ليلة إتنين تلاتة ع حسب أما أشبع منها..رغم إنها ميتشبعش منها أبدًا
**************************************
نهضت كـ من لدغتها أفعى وإبتعدت خطوتين وقالت بـ توتر
-جاسر..حبيبي..أنت أكبر من أنك تعاقب عيلة زيي
نهض جاسر وهو يرمُقها بـ تسلية..ثم خطى بضع خطوات في إتجاهها وهى ترجع أختها إلى أن وصلت إلى الحائط مُستندة عليه..ليقف أمامها على بُعد إنش وهو يقول بـ خبث يتقطر من بين شفتيه
-دلوقتي قلبتي عيلة!..ثم إنك رحبتي بـ الفكرة وأنا مبحبش أرجع فـ كلامي
-جاسـ..
-وضع يده على فاها وقال بـ مزاح:بلا جاسر بلا بطيخ..إحنا بنتفق فـ صفقات هضيع أمم لو محصلتش
-تخصرت بيدها وقالت بـ سخرية:والله!!..هى المشكلة عويصة أوي كدا
إقترب تلك الخطوة حتى بات مُلتصقًا بها..إستند بيده على جانبي وجهها وقال بـ حرارة
-المهم الإتفاق..هتديني بوسة ع كل جون جبته فيكي
-توسعت عيناها دهشة وهى تقول:عاوز تاخد عشرين بوسة يا مفتري
-فـ تشدق هو بـ مزاح:بزمتك مش مكسوفة وأنتي بتقوليها!..وكنتي عملالي فيها كريستيانو رونالدو من ربع ساعة..عشرين-صفر يا روجيدا!دا أنتي لو سايبة الجون فاضي مش هجيب فيكي كدا
-لوت شدقها بـ ضيق ثم قالت بـ تذمر:ما أنت كنت عمّال تشتتني
-مال هو هامسًا:ما أنتي كنتي بتشتتيني برضو بـ اللي أنتي مش لابساه دا وكسبت برضو
تضرجت وجنتيها بـ خجل و لم ترد..بينما حثها هو على الحديث مُكملًا بـ وقاحة
-يلا إبدأي يا إما أبدأ أنا..وصدقيني مش هتقتصر ع البوسة بس
-صرخت بـ وجهه بـ حنق:يا وقح
-أماء بـ رأسه مُؤكدًا:وسافل وأمي معرفتش تربيني..فـ يلا بدل أما أبدأ أنا
-فـ هتفت مُسرعة:خلاص حاضر..حاضر..بس..بس غمض عينيك
-رفع أحد حاجبيه بـ عبث وقال:من أمتى وأنتي بتتكسفي كدا يا روجي؟
-زمت شفتيها بـ ضيق ثم قالت بـ حدة:هتغمض ولا يفتح الله
نظر لها بـ غموض جعل قلبها يتراقص هلعًا..ثم تشدق بـ مكر لم تلمحه في صوته
-هغمض
وبالفعل أغمض عيناه..لترتفع على أطراف أصابعها فـ لامست شفتيها أطراف شفتيه..لم يُمهلها هو لتُكمل ما بدأته فـ أخذ هو يُقبلها بـ شراهه وكأنه لم يقترب من مُعذبيته مُنذ سنوات..تحركت يداه لتُحيط خصرها والأخرى خلف عُنقها..دقائق وإبتعد وكلاهما يلهث..إستند بجبينه على جبينها ثم قال بـ تهدج
-نخش بقى على يفتح الله
-صرخت بـ إعتراض:لااااااااا
ولم يُمهلها أكثر لـ الإعتراض..فـ كان قد حملها وإتجه ناحية أريكة ما وشرع في "يفتح الله"
*************************************
دلفت السكرتيرة تُنبئه بـ وصول أحدهم ليقول صابر بـ تعجب
-مقالتلكيش مين؟
-هزت رأسها بـ نفي وقالت:لأ يا مستر صابر..أدخلها!
-أشار بـ يده وقال بـ فتور:دخليهل
خرجت السكرتيرة ثم عادت بعد ثوان ومعها الضيفة ودلفت السكرتيرة إلى الخارج..فـ قال صابر دون أن يرفع نظره من الأوراق التي أمامه
-لو سمحت بسرعة عشان مش فاضي
إبتسمت من زاوية فمها..ثم تقدمت منه وجلست على المكتب وقالت بـ سخرية
-مكنتش متوقعة إن أول زيارة ليا فـ مكتبك هتبقى تقيلة ع قلبك كدا
ترك القلم من يده بـ دهشة..ثم رفع أنظاره لها بـ بطئ بدئًا من قدميها التي تُؤرجحها بـ تسلية إلى ثوبها اللعين الذي زادها فتنة وإثارة بـ لونه الأرجواني والذي يُلائم لون بشرتها..يصل إلى أعلى رُكبتيها ذو أكمام عريضة وفتحة عنق ضيقة ولكن ذو ظهر مكشوف..صعودًا إلى شفتيها المُغوية المُلطخة بـ اللون الخوخي وعيناها المُكحلتين لتبرز قدحي القهوة بـ طريقة مستفزة...
إنتفض سريعًا من مجلسه وهو يرى تلك النظرات المُتسلية التي تُرمقه بها..لتقول بـ مزاح
-هو أنا حلوة أوي كدا!
-إبتلع ريقه بـ صعوبة وهو يقول:هو ليه مسموكيش فتنة..إغواء!!..إيه اللي بتعمليه فيا دا؟
ضحكت بـ رقة أرسلت ذبذبات في سائر جسده جعل خافقه يقرع كـ الطبول..إقترب منها ثم قُبل باطن يدها وقال بـ تهدج
-بسنت لو مبطلتيش ضحك مقدرش أوعدك إني أمسك نفسي
-لتقول بـ لهجة غريبة عليه وعليها:أنا واثقة أنك مش هتأذيني
إرتفع حاجبيه بـ دهشة ولكن إرتسمت إبتسامة على وجهه ثم قال بـ نبرة هائمة
-ما هو عشان كدا لازم متطلعيش حلوة..أنا الشيطان عمال يرفرف فوقي وأنا عمال أقول اللهم أغزيك يا شيطان..بس شكله كدا هو كمان مُعجب
قهقهت بسنت جعلت الإبتسامة تتسلل إلى وجهه لتقول وهى لا تزال تضحك
-يا جدع إمسك نفسك مينفعش كدا أومال
-أحم وهو ينفع قدامك حاجة دا لو حجر كان زمانه داب..داااب يا بشر ما بالك أنا بقى؟
ثم جذب يدها ليجلسا على تلك الأريكة ليسألها بـ جدية
-بجد بقى في حاجةعشان كدا جيتي؟
-أجابت بـ نفي:لأ مفيش بس حبيت أشوف رد فعلك لما أجي أزورك لأول مرة فـ مكان شغلك
-وضع يده على خده ثم قال بـ هيام:وعجبك اللي شوفتيه!!
-جدًا
-سألها بـ إهتمام:فطرتي؟
-إبتسمت وقالت:منا جاية أعزم نفسي معاك ع الفطار
نهض ثم جذب يدها وقال بـ إبتسامة عذبة
-حيث كدا يلا نفطر
-أومأت بـ حماس:يلا
تحركت خطوتان بينما ظل صابر واقفًا..ليجذبها من يدها قبل أن يقول بـ غموض
-أسف يا بسنت
وقبل أن يتسنى لها الإستفهام..كان يحتضنها بـ قوة..كأنه إعصا يحتضنها..ثم أبعد رأسها وقبّل جانب شفاها مُطولًا..وإبتعدت عنها ليجدها مُغمضة العينان..وحمد الله في نفسه لو كانت رأت نظرة الرغبة في عيناه لخرت صريعة بين يديه..جذب يدها وهى تسير خلفه كـ المُغيبة ..دلفا إلى الخارج وعلى وجهه صابر إبتسامة عذبة تُزين ثغره وغافل تمامًا عن تلك الإبتسامة التي تتسلل إلى ثغر تلك الحورية التي تسير خلفه...
****************************************
أمسك جهاز التحكم وقام برفع درجة حرارة المُكيف لكي يُسري الدفئ في جسدها..قذفه بـ إهمال ثم إستدار لها وإستند بـ رأسه على قبضته و بيده الأخرى تعبث في خُصلاتها..جذب ذلك الغطاء الصغير الموضوع في أحد أركان الأريكة ودثرها به جيدًا..ثم عاد لوضعيته الأولى..أخذت عيناه تسير بـ شغف على ملامحها وكأنه يحفرها بداخله..ولم يشعر بـ تلك الدمعة التي فرت من مُقلتيه عندما تذكر مُعاناتها معه و ما تُعانيه من قسوته...
شقت تلك العبرة طريقها إلى وجنتها فـ تحرك جفنيها بـ عصبية دون أن تستيقظ..ليُزيلها هو سريعًا ثم تمدد بـ جانبها وجذب رأسها على صدره..ثوان ثم تحدثت بـ صوت ناعس
-إيه يا حبيبي منمتش ليه؟
-أبعد خُصلاتها ثم قال قال بـ حب:بتفرج عليكي يا قمر
إعتدلت في نومتها ثم إستندت بـ كِلتا يديها على صدره ثم قالت بـ رقة
-وعجبتك؟
-أحاط ظهرها وقال بـ عبث:دا أنت تعجب الباشا يا باشا
ضحكت وهى تدفن وجهها في صدره ثم طبعت قُبلة صغيرة عليه..وبعدها رفعت وجهها له وقالت
-مالك يا حبيبي حاسة إنك مش كويس!!
-إبتسم وهو يتحسس ظهرها العاري:مليش يا روحي..بالعكس أنا مبسوط
-امممم مش باين عليك
-رفع أحد حاجبيه وقال:وعرفتي منين بقى يا دكتورة؟
رفعت نفسها تُقبل شفتيه في قُلبة رقيقة كـ رفرفة فراشة ثم نظرت في نهر عسليته لتقول
-عينيك..شكلها مش مبسوط..في حاجة شاغلة بالك
أحاطها بـ قوة أكبر وهو يتنهد ثم قال بـ شرود
-كل مرة بحس إني صغير قدامك..بزعلك وأجرحك وبعدين أعتذر وأنتي تسامحيني..خايف فـ يوم توصلي لدرجة إنك متقدريش تسامحيني
رفعت نظراتها تستند بـ ذقنها على صدره وقالت بـ نبرة عاشقة
-سبق و قولتلك إني مقدرتش أزهق من عشق بيجري فـ دمي..أنت بتجري فـ دمي..أنت وتيني
-قبّل جبينها مُطولًا ثم قال:عاوزك تسامحيني ع أي مرة زعلتك فيها..ع كل مرة جرحتك فيها..عاوزك تفضلي تحبيني ومتنسنيش أبدًا
نهضت بغتة ثم قالت بـ غضب
-إيه لازمته الكلام دا؟!
-جذبها مرة أخرى وقال بـ حب:الكلام دا كان لازم يتقال من زمان..كان لازم أقوله لأني خايف يجي يوم معرفش أقوله
بدأت دموعها في الإنهمار وهى تُشدد من إحتضانه
-جاسر بالله عليك مش تخوفني
-عاوزك تفضلي تحبيني إوعديني
-جـ..
-قاطعها قائلًا:هششش..إوعديني
-رُغمًا عنها خرج صوتها مُتحشرج:أوعدك..
-همس هو:وأنا أوعدك أفضلك أعشقك..و أعوضك عن أي لحظة حزن عيّشتهالك...