رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثالث (ولعشقها ضريبة) الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثالث (ولعشقها ضريبة) الفصل الثامن والعشرون

تغيبين عنى واشتاق نفسى 
واهفو لقلبى ع راحتيك
نتوه نشتاق نغدو حيارى
ومازال بيتى فى مقلتيك
ويمضى العمر بى فى كل الدروب 
فانسى همومى ع شاطئيك
وان فرقتنا دروب الحياة 
فما زلت اشعر انى اليك
اسافر عمرا والقاك يوما 
فانى خلقت وقلبى لديك

أبعد خُصلاتها المُلتصقة بـ جبينها إثر تعرقها..ليهمس وهو يربت على وجنتها بـ حنو

-بسنت!!..بسنت حبيبتي قومي...

شهقت بـ فزع وهى تنهض ليستقبلها صابر بـ أحضانه..وضع يده على رأسها والأخرى على ظهرها ثم همس بـ نبرة هادئة

-هششششش..خلاص مفيش حاجة..أنتي معايا أهو
-تشبثت به قائلة بـ خوف:كان هنا...

شدد من إحتضانها وقد تحولت عيناه إلى ظلامٍ تام ثم هتف بعدها بـ نبرة جاهد أن تكون ثابتة

-مفيش حد غيري معاكي..حتى بصي...

دارت بـ عينيها بـ الغرفة لتجدها فارغة عدا منهما..لتعود وتدفن وجهها بـ صدره ثم همست وهى ترتعش

-مش هيسبني..هيفضل ورايا...

أبعدها صابر عن صدره رغم مُقاومتها ليُحاوط وجهها ثم تشدق بـ نبرة صارمة 

-إهدي يا بسنت..محدش هيقرب منك طول ما أنا عايش..مش عاوزك تخافي..تمام!!
-حركت رأسها نافية ثم قالت:مش هيسيبك هيقتلك وهيوصلي
-هتف بـ حدة:بسنت فوقي..محدش هيقرب منك أبدًا فاهمة!!...

أومأت بـ رأسها ليضع شفتيه فوق جبينها ليسمع شهقات خافتة تدل على بُكاءها..جذبها مرةً أخرى إلى أحضانه وهمس بـ نبرة خافتة

-متعيطيش يا حبيبتي..محدش هيلمسك أبدًا..دا وعد مني...

ظل يربت على ظهرها ويُهدأها بـ كلماتٍ مُطمئنة ثم بعدها بدأ بـ تلاوة القرآن حتى ذهبت في سُباتٍ عميق

مددها على الفراش ودثرها جيدًا ثم إنحنى يُقبل وجنتيها بـ عُمق وربت غلى خُصلاتها مرةً ثانية ليرحل بعدها..دلف خارج الغُرفة ليأمر الحارسين بـ نبرة قاسية

-اللي يهوب ناحية الأوضة دي إقتلوه من غير أما تتفاهموا
-هتف أحدهم:حاضر يا صابر باشا..والدكتور لما يدخل!
-أشار بـ سبابته بـ تحذير:الدكتور اللي شوفتوه بس..لو حد تاني ممنوع..حتى الدكتور ميدخلش إلا لما أكون معاه..سامعين؟...

أومأ الحارسان بـ طاعة ليرحل بعدها صابر والشياطين تُلاحقه..سمع صوت هاتفه ليُخرجه ثم أجاب بعدما علِم هوية المُتصل

-لاقيت حاجة يا مراد؟
-رد مراد على الجانب الآخر:لاقيت العربية..هى كانت مسروقة بس عرفت مين اللي سرقها ومعايا الراجلين اللي شوفتهم مع بسنت
-إسودت عينا صابر ثم هتف بـ نبرة سوداوية:حلو أوي..روقهملي عما أجي...

و دون حرفًا أخر أغلق صابر الهاتف ثم توجه إلى خارج المشفى..هاتف والدة بسنت لكي تحضر من أجل الجلوس معها..صعد سيارته وقادها بسرعة جنونية حتى وصل إلى المكان الذي أرسله مراد

ترجل من السيارة وعلى وجهه نذير شؤم بما سيجري..دلف ليجد مراد يُجفف يداه بـ قطعة قُماش بالية..ثم نظر إلى المُقيدان بـ سلاسل حديدية مُثبتة بـ الحائط و وجهيهما أثار الدماء تحفر لوحة عليهما..رفع صابر أكمامه وإتجه إليهما ليُمسكه مراد قائلًا

-مش هيقولو حاجة يا صابر..الكلب مربيهم كويس
-أزاح يد مراد ثم هتف بـ نبرة قاتمة:هيتكلموا يا مراد..هخليهم يتكلموا غصب عنهم...

توجه صابر إليهما وعلى وجه نظرات قاتلة..هتف وهو يضع يداه بـ جيب بنطاله

-هتتكلموا بـ الذوق ولا تحبوا أستخدم أسلوب أنا أصلًا مبحبذوش!!...

لم يُجبه أحد ليبتسم إبتسامة واسعة حتى برزت أنيابه ثم هتف بـ فحيح

-وأنا برضو بحب الطرق الصعبة...

لَكم أحدهم وترك الآخر..ليتجه إلى مصدر طاقة ليجذبه و يقم ب. تشغيله..جرحهما بـ قسوة صرخا على إثر الألم الذي أفتك بهما..ليضع بـ داخل الجرح ذلك السلك النُحاسي ثم تشدق قبل أن يصدمهما به

-عشان *** زيك أنت وهو فكر يلمسها...

ثم قام بـ تشغيل المصدر ليصرخا بـ ألم لما يسير بـ جسديهما من كهرباء..أغلقه لثوان ثم أعاد تشغيله وبقى كهذا لعدة مرات حتى صرخ أحدهم بـ ألم

-خلاص كفاية
-إقترب صابر ثم قال بـ إبتسامة:هتتكلم...

أومأ الرجل بـ تعب غير قادر على الحديث..ليعقد صابر يده أمام صدره ثم تساءل بـ حدة

-قاعد فين!
-فـ شقة فـ بيت بعيد عن القاهرة
-إبتسم صابر وقال:حلو..دلوقتي زي الشاطر هتوصفلي العنوان عشان أسيبك تمشي لحال سبيلك...

أومأ الرجل عدة مرات ليُمليه العنوان..إتجه صابر ناحيته ثم ضغط على جرحه بـ قسوة حتى صرخ الرجل بـ بكاء..ليهمس صابر

-عالله تكون بتكدب عليا
-أقسم الرجل بـ نبرة باكية:والله زي ما قولتلك
-ربت على صدره بـ قوة:لأ صادق...

ثم إتجه إلى مراد الذي يُتابعه بـ ذهول فـ صابر لم يكُن بـ تلك القسوة مُطلقًا..تجاهل ذهول مراد ثم قال

-إبعتلي حد يتأكد من العنوان دا
-أومأ مراد وقال:طيب...

فعل مراد ما طلبه صابر منه ليجلس هو على أحد المقاعد وبقى ينظر إلى الإنثين المُعلقين بلا حول أو قوة..ليهتف الذي إعترف

-مش قولت هتسيبنا!
-أجابه صابر بـ عدم إكتراث:لما أتأكد من كلامك..مش جايز تكون بتكدب مثلًا وعاوز تلبسني فـ حيطة!...

زفر الرجل بـ يأس ثم أخفض رأسه إلى أسفل بـ تعب

مرت ساعتان قبل أن يأتي مراد من الخارج ويُخبره أن ما قاله الرجل صحيح وهو يتواجد بـ ذلك المكان..لينهض صابر وعلت تعابير قاتلة على وجهه تُخبر من يراها بـ وضوح أنه عازم على القتل..سمع صوت الرجل يهمس

-ممكن تسبنا بقى!
-إبتسم صابر بـ غموض:عندك حق..أنا هسيبكوا لـ اللي خلقكم...

نظر إليه الرجلان بـعدم فهم قضى عليه صابر عندما أرداهما قتيلين..تنهد مراد بـ قلة حيلة ثم تشدق بـ تذمر

-يعني أتصرف فيهم إزاي دلوقتي!...

لم يرد عليه صابر بل إتجه إلى سيارته ثم إنطلق بها مُتجاهلًا نداءات الآخر

***************************************

سار بـ يده على طول ظهرها بـ نعومة قبل أن يبتسم وينهض..أمسك هاتفه وإتصل بـ أحدهم ليأتيه الرد بعد ثوان

-معاك جُلنار دلوقتي!
-رد عليه أحد حرسه قائلًا:أيوة يا باشا..ودلوقتي طالعين ع المطار
-تمام..خد بالك كويس..وزي ما فهمتك..إحجز بـ الاسم اللي معاك دلوقتي وتطلعوا على الأردن وبعدين هتلاقوا الطيارة هنام مستنياكوا تطلعوا على لبنان..مش عاوز غلطة سامعني!!
-متقلقش يا باشا..إن شاء الله مش هيحصل حاجة...

أومأ جاسر بـ رأسه بـ رضا ثم قال وهو يحك ذقنه

-كذلك تعمل مع أمي..فاهم عاوزهم الأتنين يكونوا عندي بس وهما فـ أمان
-يا باشا أعتبره حصل...

ثم عاد يهتف وكأنه تذكر شيئٍ ما

-صحيح يا جاسر بيه..سامح بيه عرف كل حاجة وهو اللي بيكمل كل حاجة..وعرفنا أخر أتنين خونة..بس ميعرفوش حاجة كلهم حافظين نفس الكلام
-رد عليه جاسر بـ جمود:خلاص يترموا فـ المخزن مع الباقي عما أشوفلهم صرفة
-أوامرك يا باشا...

ثم أغلق هاتفه وعاد يتصل بـ أحدٍ أخر..جاءه الرد بعد ثاني مُحاولة و صوت أنثوي يهتف

-إزي حضرتك يا جاسر بيه!
-رد عليها جاسر بـ هدوء:كويس يا مروة..أنتي إيه أخبارك كله ماشي تمام زي ما إتفقنا!!
-إزدردت ريقها بـ صعوبة وقالت:أيوة يا جاسر بيه..حضرتك شال المدام من دماغه خالص
-أومأ جاسر بـ رضا ثم هتف:حلو أوي يا مروة..تقدري تروحي لسامح أخويا وهو هيديلك حقك
-تنحنحت وقالت بـ حرج:ملوش لزوم يا بيه..شريف باشا قام بـ الواجب وزيادة...

إبتسامة خبيثة إرتسمت على وجهه وهو يستمع إلى نبرتها وكأنها ترتجف بـ خوف وخجل..ليقول بـ نبرة وازت إبتسامته

-امممم..أفهم من كدا إن الصنارة غمزت معاه!
-سعلت بـ شدة وقالت بـ تلعثم:مـ..معرفش..آآ
-ضحك جاسر وقال:خلاص يا أنسة مروة مش هحرجك أكتر من كدا..أنتي أختي الصغيرة وأنتي عارفة..بس خدي بالك من نفسك
-إبتسمت مروة وقالت:شكرًا يا جاسر بيه
-العفو على إيه!..سلميلي على منصور 
-ردت عليه بـ هدوء:يوصل يا بيه...

أغلق جاسر الهاتف وهو يبتسم فـ تلك الصغيرة قد أوقعها حظها العِثر معه ذات مرة ولكنه لم يكن ليعلم أن تكون بـ ذلك القُرب وكأنها شقيقته الصُغرى فـ والدها كان يعمل لدى صديقه مراد مُنذ سنوات عندما بدأت عداوتهما تزداد..كان قد أمرها بـ أفتعال عدة مُشكلات أمام شركته ولكن جاسر قد إكتشف ذلك المُخطط وأمسكها لتعترف أنها ما فعلت ذلك سوى من أجل المال لوالدها وبعدها بدأت أواصر العلاقة تشتد بينهما وبين والدها

-جاسر!!!...

إلتفت على صوتها الناعس..ليلتفت ويبتسم إليها ثم إقترب منها..تمدد جانبها ثم لثم منكبها هاتفًا

-عيون جاسر
-إبتسمت بـ إشراق ثم همست وهى تُداعب ذقنه:كنت بتكلم مين!
-داعب خُصلاتها وقال:بطمن على اللي هيجيب جُلنار
-رفعت حاجبيها ثم هتفت بـ نبرة ساخرة:وهو اللي هيجيب جُلنار واحدة ست!!...

تنحنح جاسر بـ قلق خوفًا من أنه قد تم إكتشافه ثم سمعها تهتف وهى تقبض بـ يدها على وجنته بـ قوة

-ما تنطق يا سي جاسر!
-هتف بـ تذمر وحدة:الله!!..إيه يا روجيدا من أمتى وأنا بكلم ستات من وراكي!!...

نهضت على رُكبيتها ثم قامت بـ لف الملاءة حول جسدها جيدًا لتقترب منه تُضيق عيناها وبـ نبرو ذات مغزى تشدقت

-لما يكون الموضوع له علاقة بـ شريف مثلًا يعني
-تأفف جاسر وقال:وإيه اللي فكرك بـ سي زفت دلوقتي؟
-هتفت بـ ضيق:أنت اللي مُصر تحطه عقبة بينا...

تنهد ليُمسك يديها يُقبلهما واحدة تلو الأخرى عدة مرات ثم تشدق بـ نبرة رخيمة

-يا حبيبتي إفهمي..هو كان محتاج حد يفوقه من وهم هو رسمه لنفسه فـ أنا بس وجهته مش أكتر..يعني عملت فيه جميل
-رفعت كِلا حاجبيها وقالت: يا راجل!!
-إقترب أكثر ثم هتف بـ عبث:شوفتي بقى إني قلبي طيب!
-ضحكت وقالت:خالص يا حبيبي..أنا اللي ظالمة...

إقترب أكثر ليُحيط خصرها ثم همس بـ أُذنها بـ خبث

-وعشان ظُلمك دا أنا بـ أُطالب بتعويض
-أحاطت عنقه وقالت بـ مكر أنثوي:أنت عايش حياتك كلها تعويض
-طيب مش جديد يعني..يلا بقى
-تنفست بـ عمق ثم تساءلت:عاوز إيه!!
-إرتسمت إبتسامة عابثة على وجهه ثم قال:قُبلة فرنسية
-عقدت حاجبيها وهمست بـ جهل: مش بعرف..ولا عارفة يعني إيه!...

همس وهو يقترب من شفتيها بـ نبرة خبيثة

-خلاص أعلمك أنا...

ثم قبّلها تلك القُبلة الفرنسية التي كانت جاهلة بها تمامًا وهو المُعلم الوحيد..كانت يداه تلتف حولها كمن يخشى فُقدانها..يد حول ظهرها والآخرى حول عنقها..ليبتسم بعدما إبتعد عنها وهو يرى وجنتيها تشعان بـ الأحمر كأنهما جمراوتين من النار..إستند بـ جبينه على جبينها وهمس بـ نبرة رجولية رخيمة لا تليق سوى به

-عرفتي يعني إيه قُبلة فرنسية!!...

أغمضت عيناها بـ خجل وأومأت بـ رأسها بـ خفوت..ليضحك ملئ شدقيه..بـ الرغم من مرور سبع سنوات على زواجهما إلا أنها لا تزال تخجل منه وهذا هو ما يعشقه بها

داعب وجنتها بـ ظهر يده ثم تشدق بـ صوتٍ أجش

-بقولك إيه يلا عشان نجهز ونلحق نسافر..عشان كدا والله ما هنسافر ولو بعد عشر سنين..يلا قومي
-ضحكت ثم قالت وهى تبتعد عنه:يلا...

جذب ثيابها ثم أعطاها إليها كي ترتديها..ودلفا خارج الخيمة ليتوجها إلى الكوخ يستعدان من أجل السفر

***************************************

تنهد سامح وهو يُغمض عيناه بـ تعب ثم همس في نفسه

-أومال جاسر كان شايل كل الحِمل دا لوحده إزاي!...

أشار لأحد رجاله بـ حمل ذلك الخائن وإرساله إلى المخزن كما أمر جاسر..ثم إتجه إلى سيارته وعاد إلى المنزل فلم يجد سوى نادين تجلس أمام التلفاز و تحتضن صحنًا من الفواكهه..إبتسم بـ حنو ثم إتجه إليها

مال من خلف الأريكة و قبّل وجنتها لتصرخ بـ سعادة

-سموحي حبيبي..أخيرًا حد جه
-عقد حاجبيه وتساءل:أومال أمي فين!!...

دار حول الأريكة وجلس بـ جانبها ثم أمسك يدها لتقول وهى تُشاهد التلفاز

-ماما فاطمة إتصل بيها جاسر وقالها هاتي جُلنار وتعالي
-ضيق عيناه وقال بـ حسرة:ابن اللذينة عشان يفضاله الجو مع مراته وسايبني هنا أغرق فـ المحيط
-حاوطت نادين عنقه وقالت:معلش يا حبيبي..شيل الهم عنه شوية..طول عمره شايل همنا نسيبه يرتاحله يومين عشان بعدين بتطلعله حاجات من حيث لا يدري
-أمسك ذراعيها وقال:عندك حق...

وضع يده على بطنها التي برزت قليلًا ثم هتف بـ إبتسامة عذبة

-وحبيب قلب أبوه عامل إيه!
-ضيقت عيناها وقالت بـ عناد:لأ هي بنوتة..مش ولد
-رد عليها ساخرًا:وعرفتي منين يا ست!
-وضعت يدها على يده وقالت:حاسة بكدا..وبعدين أنا الحامل ولا أنت!!
-خلاااص يا نادين مش موال كل يوم...

قالها وهو يضع يده على فاها يمنعها من الحديث..لتزم شفيتها أسفل يده بـ حزن..ليبتسم هو بـ مكر واضعًا شفتيه على يده الموضوعة علر فاها ثم هتف

-أشيل إيدي!!...

حركت رأسها بـ معنى لا أعرف ليقول هو بـ خبث

-خلاص أشيل إيدي
-هتفت بـ تذمر: سامـ...

لم تستطع إكمال حديثها وهو يضع شفتيها على شفتيها يُجبرها على الصمت..أبعدته بـ ذعر قائلة

-حد يشوفنا
-حاوط خاصرها ثم هتف بـ صوتٍ أجش:مش أنتي بتقولي مفيش حد هنا!
-بس فيه خدم
-مال عليها ثم قال وهو ينظر إلى شفتيها:مش مهم هما مش هيجوا دلوقتي...

ثم عاد يُقبلها لتبعده قسرًا هاتفة بـ تحذير يشوبه بعض القلق

-سامح إعقل الله يكرمك..في ناس كتير هنا وكدا مينفعش
-رد عليها بـ غيظ:بقى كدا!..طيب...

شهقت وهو يحملها لتُدير يدها حول عنقه خِشية أن تقع ثم قال وهو يتحرك بها

-أظن أوضتنا ومحدش هيدخل علينا
-ردت عليه بـ بُكاء وهى تنظر إلى صحن الفواكهه:طب أكمل أكلي طيب
-غمزها بـ عبث قائلًا:نكمله فوق يا شابة...

حركت ساقيها بـ الهواء وهو مُستمر بـ الصعود ثم همست بـ دلال

-بذمتك!!
-ضحك ثم قال وهو يُداعب أنفها بـ أنفه:هو مش هنكمله أوي يعني...

ضحكت بـ صخب مصحوب بـ دلال أذاب عقله ليقول بـ نبرة عابثة

-اللهم صلي..ليلتنا صبّاحي إن شاء الله
-طب ما إحنا الصبح
-غمزها بـ عبث وقال:أنا قصدي على صبح تاني يوم يا فراشة...

**************************************

هبط على درج الطائرة تتبعه هى حتى وقفت بـ جانبه فـ أمسك يدها ثم قالت وهما يتحركان نحو سيارةٍ ما

-إحنا هنقعد فين!
-إبتسم من زاوية فمه قائلًا:محدش يتوقع جاسر الصياد يا روحي
-أكيد مكان زي الكوخ صح!
-إبتسم وقال:أحلى كمان..بس يارب يعجبك...

ثم وضع يده حول عنقها وجذبها إليه لتضحك فـ قبّلها بـ جانب عيناها قُبلة خفيفة ثم صعدا إلى السيارة..تحركت بهم ولا يزالا على وضعيتهما ثم تساءلت

-هشوف جُلنار أمتى!!
-أبعد خٌصلاتها وقال:لما نروح هتلاقيها هناك
-هتفت بـ حماس:بجد!!
-أه بجد يا حبيبتي..هما لسه واصلين من نص ساعة بس
-عبست بـ شفتيها قائلة:كنت عاوزة أستقبلها مش هى اللي تستقبلني
-قرص وجنتها بـ خفة وقال:مش أنتي اللي أخرتينا!
-ضيقت عيناها وقالت:أنا برضو مش كدا؟
-ضحك بـ قوة ثم قال بـ عبث:حد قالك إغيريني!!
-ضربت صدره ثم قالت بـ غيظ:دا أنا لو حركت راسي بتقول بتغريني...

ضحك بـ قوة أكبر ليجذبها أكثر إليه ثم همس بـ أُذنها

-ما أنتي اللي رقصتي قدامي
-رفعت حاجبيها بـ دهشة ثم قالت:أنا رقصت!!..أنا كنت بدندن بس
-رفع حاجبيه هو الأخر ثم أكمل:هزيتي كتافك وهزيتي وسطك..مش كدا إغراء ولا أنا بيتهيقلي!
-همست بـ ذهول أكبر:إيه الإغراء فـ كدا!
-داعب وجنتيها وهمس:أنتي كلك بيغريني يا فراولة...

تضرجت وجنتيها بـ خجل لتُحمحم دون رد عليه..ضحك مرةً أخرى ثم تساءل بـ جدية

-هو أنتي بتعرفي ترقصي يا روجيدا!!
-شهقت بـ فزع ثم قالت نافية بـ هستيرية:لالا..مش بعرف خالص
-غمزها بـ مكر قائلًا:خلاص أرقصلك أنا...

صرخت بـ خجل وهى تُخبئ وجهها بـ سترة بذلته..ليضحك بـ صخب وهو يضم رأسها إليه..كادت أن تبكي خجلًا مما يقول لترفع رأسها وهى تمُط شفتيها بـ عبوس

-عشان خاطري بلاش الكلام دا...

لم ينتبه لما قالته بل كان كل إنتباهه على تلك الشفاة التي تُشتته ..إرتفعت أنفاسه ليقوم بـ نزع سترته ويضعها على رأسيهما ثم همس بـ صوتٍ مبحوح قبل أن يُقبلها

-أبوس إيدك كفاية مش هستحمل...

وصلا إلى تلك السلسلة الشرقية من جبال لبنان  لتتوقف السيارة ثم هبطا منها..تساءلت روجيدا وهى تفغر فاها من روعة المكان

-إيه المكان التحفة دا يا جاسر
-لثم وجنتها قائلًا:أهلًا بيكي فـ جنة لبنان...

أمسك يدها ثم توجه إلى ذلك المنزل المبني على مُنحدر أحد جبال السلسلة الشرقية وهُناك ترى مصب العاصي..لتقفز بـ سعادة وهى ترى كل تلك الطبيعة الخلابة التي تُحيط بهم

وصلا إلى المنزل طرق جاسر الباب لتستقبلهم داليدا التي كانت بـ إنتظار والدته وصغيرته..إختفت إبتسامة روجيدا وهى تجدها أمامها..نظرت إلى جاسر الذي حمحم دون أن يتحدث لترمقه بـ وعيد..إلتفتت على صوت داليدا المُرحب

-مرحبا..لبنان نورت بـ وچودك حبيبتي
-ردت عليها روجيدا بـ فظاظة:طبعًا يا حبيبتي..مش أنا مع جاسر...

و حاوطت خصره تُقرب نفسها منه ليسعل جاسر بـ قوة..قبل أن ينظر إلى داليدا قائلًا بـ إبتسامة

-إزيك يا مدام داليدا!!
-مدت كفها وقالت بـ إبتسامة:الحمد لله..كيفك أنت؟...

أزاحت روجيدا يد جاسر لتضعها بـ كف داليدا التي إرتفع كِلا حاجبيها بـ تعجب لتقول الأولى بـ إبتسامة صفراء

-أصله متوضي معلش
-تنحنحت داليدا بـ حرج وقالت:مفيش مشكلة حبيبتي..بتمنى إنكو تنبسطوا..يلا راح روح أنا...

ثم إلتفتت إلى جاسر الذي كان يكتم ضحكة ماكرة كادت أن تنفلت لتقول بـ هدوء

-إمك وجُلنار إجو من شي ساعتين وكنت معهم بشان لو إحتاچوا شي
-إبتسم جاسر وقال:متشكر يا مدام داليدا...

لم تنتظر روجيدا رحيل داليدا لتدلف وتُغلق الباب بـ وجههاثم تمتمت بـ إمتعاض

-حية صفرا
-أتاها صوت جاسر يوبخها:ينفع اللي أنتي عملتيه مع الست دا!
-أشارت إليه بـ حدة ثم تشدقت:أنا أتصرف مع اللي أنا عوزاه بـ الطريقة اللي تعجبني..مش كفاية جيبهالي تستقبل بنتي وتستقبلني...

همّ أن يرد عليها ولكن ركض الصغيرة وهتافها السعيد أوقفه..إنحنت إليها روجيدا تحتضنها ثم قالت بـ إشتياق وهى تُقبل كل إنش بـ وجهها

-وحشتيني يا روح قلبي
-قبّلتها الصغيرة قائلة:وأنتي أكتر يا مامي...

ثم أشارت الصغيرة إلى والدها قائلة بـ إبتسامة واسعة

-وأنت كمان وحشتني يا بابي
-أمسك يدها وقبّلها ثم قال:وأنتي كمان يا روح قلب بابي...

أخذها من روجيدا التي كانت تحتضنها وتُقبلها بـ إشتياق ثم تساءل

-تعبتي آنا ولا إيه!!
-حركت رأسها نافية ثم قالت:لا خالص..أنا سمعت كلامها كله ومش عذبتها
-قرص وجنتيها بـ لطف وقال:حبيبة بابي شطورة

أخذت روجيدا الطفلة من جاسر ثم قالت وهى تتجه إلى داخل المنزل

-هروح أنيمها عشان شكلها تعبان
-أومأ قائلًا:تمام وأنا هاخد شاور وأنزل...

لم ترد عليه بل إتجهت إلى الغُرفة التي أشارت إليها الصغيرة..أبدلت لها ثيابها ثم ساعدتها على النوم

عندما إنتهت إتجهت إلى أسفل وبدأت في تأمل المنزل..كان الطابق السُفلي كله من الزجاج لا يوجد به سوى المطبخ وغُرفة جلوس واسعة والأرائك جلدية تباينت ما بين البني الباهت والأبيض .. والطابق العلوي كان يحوي ثلاث غُرف للنوم ذات أحجام مُتباينة..غُرفة صغيرة من أجل جُلنار تم طلاءها بـ اللون الوردي وتجهيزها كانت كغُرفة للأميرات..علمت أن جاسر هو من إهتم بها بل هو من جهزها كما فعل بـ غُرفتها بـ القصر..لم تدلف إلى الغُرف المُتبقية فـ قدعلمت من صغيرتها أن جدتها نائمة بـ إحدى الغُرف وخشيت أن تُقلقها

هبطت إلى الأسفل وبحثت عن جاسر فـ لم تجده..إتجهت إلى تلك النافذة العريضة لتفتح بابها وتخرج إلى الحديقة التي مُلئت بـ أشجار الفاكهه وأشجار الزينة..هُناك أرجوة خشبية بـ المُنتصف مطلية بـ اللون الأخضر الداكن..تنهدت وخرجت تبحث عنه لتجده يدلف إلى حُجرة خشبية صغيرة

إتجهت إليها لتجفل وهى تراه يخرج منها على ظهر جواده الأبيض يتداخل معه اللون البني في بعض أماكن العُنق والساق وشُعيراته كـ حال المنزل..إبتسم ومدّ يده إليها لتُدير رأسها بـ غضب..تنهد هو بـ نفاذ صبر ثم قفز عن ظهر الجواد وأمسكها من خصرها من خلف..تساءل وهو يستند بـ ذقنه على منكبها قائلًا

-مين اللي مزعل فراولتي!!...

لم ترد عليه ليزفر مرةٍ أخرى ليقول بـ نزق

-بصي يا روجيدا عشان نبقى على نور..داليدا ملهاش ذنب...

إلتفتت إليه بـ شراسة وقبل أن تتحدث قاطعها قائلًا بـ صرامة

-إسعمي للنهاية وبعدين إتكلمي...

عقدت يديها أمام صدرها ثم زمت شفتيها غضبًا ليُكمل حديثه وهو يُخرج زفيرًا حار من فيه

-أنا اللي طلبت مساعدتها..حكتلها على كل حاجة..وإن كل دا هيكون ظاهري بس ومفيش حاجة..وهى لما عرفت متأخرتش عني بس
-وأشمعنى هي!
-رد عليها بـ صبر:عشان مكنش ينفع أثق غير فيها..هى تفهمت موقفي وقررت تساعدني
-وملقتش برضو غير الصفرا دي!!...

ضحك ملئ شدقيه وهو يقترب منها مرةً أخرى ثم حاوط خصرها قائلًا بـ عبث

-دي غيرة ولا إيه!
-ردت عليه بـ سخرية وغيظ فهي تغلي من الغيرة:وأنا أغير من دي!!..مفيش حاجة اسمها غيرة
-وضع أنفه عند عنقها ثم همس بـ إبتسامة:بـ النسبة للكل أنتي لغز..وبـ النسبالي كتاب مفتوح وأنا محتواه..وأنا بقولك إني هطقي من الغيرة...

لوت شدقها ولم لترد ليطبع قُبلة خفيفة على منكبها ثم أكمل همسه

-مفيش وجه مقارنة بينك وبين حد..عاوزك تعرفي إنه لا في ولا هيكون حد يشغل قلبي غيرك أنتي وبنتي..أنا قلبي مليان بيكوا...

إبتسمت بـ حب وهى تحتضن عنقه بـ سعادة..ليقوم بـ دغدغة عُنقها لتضحك بـ صخب قائلة

-خلاص كفاية يا جاسر
-أمسك يدها ثم إبتعد عنها قائلًا:تعالي نركب الحصان...

صعد هو ثم جذبها من يدها لتصعد وتجلس بين أحضانه..ساقيها بـ نفس الإتجاه ويد على خصرها والأُخرى تُمسك اللجام..حاوطت هى الأُخرى خصره تدفن وجهها بـ صدره ثم صرخت وهى تشعر بـ الجواد يركض بسرعة كبيرة..صرخت روجيدا بـ سعادة

-بحبك يا بن الصياد
-وأنا بموت فيكي يا بنت التُهامي...

رفعت رأسها إليه لتُقبل شفتيه بـ نعومة بادلها هو ونظره مُعلق بـ الطريق أمامه..إبتسمت بعدما إبتعدت ليقول هو بـ وعيد

-لما نوصل بس يا فراولة..لما نوصل...

**************************************

صعد إلى تلك الشقة ليجد حارسين يقفان أمام الباب..سحب سلاحه وبـ رصاصتين إخترقت قلبيهما أرداهما قتيلين..ضرب قفل الباب ليدلف وجد واحدًا ينهض ليقوم بـ قتله قبل أن يُخرج سلاحه

خطى على تلك الجُثة الهامدة حتى وصل إلى أحد الغُرف..ركلها بـ ساقه ولكنه لم يجد أحد..تبعها أخرى وكانت نفس النتيجة..وأخرى حتى وصل إلى وجهته المنشودة..ركل الباب بـ قوة وزئير أسد خرج منه وهو يرى جلال جالسًا على ذلك المقعد..وقبل أن يُطلق عليه الرصاص..كانت رصاصة صابر لها السبق..إذ أصاب يده المُمسكة بـ سلاحه ليُلقيه أرضًا

إبتسامة مقيتة إرتمست على وجه جلال قابلها صابر بـ ملامح مُميتة وأعين مُسودة رغبةً بـ القتل..ثم هتف بـ خبث

-صابر بيه بنفسه مشرفني!!..أنا لو كنت أعرف إنك هتوصلي بسرعة كدا مكنتش سبت بسنت...

رصاصة تلقاها بـ ساقه..ليضحك جلال قائلًا

-طب إختار حتة أحس بيها...

وتلقى كما أراد واحدة أصابت جانبه الأيسر ليضع جلال يده عليها يتأوه بـ صوتٍ مكتوم ثم همس بـ فحيح

-لأ بتسمع الكلام...

تقدم منه صابر وملامحه تزداد قسوة وتُصبح مُميتة أكثر..إنحنى إليه ثم تشدق بـ نبرة سوداوية

-المرادي هكون حريص أوصلك لجهنم الحمرا..إيدك القذرة اللي فكرن تلمس بيها مراتي..هقطعهالك...

ثم أخرج سكينًا كبير بعض الشئ من خلف جزعه..لتتسع عينا جلال بـ رعب وقد قفد النطق..وبغتةً جذبه صابر ليقع أرضًا وسط صرخات الأخر..ليمد ذراعه ويجلس على ظهره كي يمنع جزعه العلوي من الحركة..دنى إلى أُذنه وهمس بـ فحيح

-مش دي إيدك اللي مديتها عليها!!..بسيطة نقطعها...

ثم غرس نصل السكين بـ قوة بـ ذراع الأخر الذي صرخ بـ ألم أفتك عظامه..ليقوم صابر بـ فصلها بـ بُطء مُؤلم يتشفى من صرخات الآخر..نهض صابر عنه ثم قال وهو يمسح الدماء عن السكين

-لأ إجمد كدا..قدمنا ليلة طويلة...

قد كانت حقًا أقسى الليالي..تلقى بها جلال أقسى انواع التعذيب..كان صابر يجرحه ثم يضع المِلح على جروحه ليضحك قائلًا

-مش بيقولك حط ملح على الجرح عشان يطيب!..أهو أنا بخدمك أهو...

وبـ الأُخرى كان يضع بعض الكحول الأحمر..صرخاته هى ما كانت تشق السكون حوله حتى خارت قواه وفقد الوعي..ليفيقه صابر هامسًا بـ تشفي وهو يُمسك فروة رأسه

-لأ فوّق كدا..أنا عاوزك صاحي وتحس بـ الوجع وأنت بتموت...

أخرج إبرةً ما ثم دنى منه وهمس

-عارف هقتلك إزاي!!..دي طريقة صينية أصلًا للعلاج بس أنا هستخدمها لحاجة تانية..الطريقة دي هتحسسك بـ ألم رهيب مش هتقدر تتحمله..هتحس بـ كل ذرة ألم لحد أما تموت...

ربت على منكبه وهمس بـ فحيح

-ولعملك دي أطول طريقة للموت..مُعذبِة و مؤلمة بطريقة بشعة..دا اللي تستحقه يا كلب...

أمسك الإبرة ثم غرسها في مُؤخرة عنقه عند النخاع الشوكي..ليُسبب له شلل والألم المُبرح..شاهده صابر وهو يتألم وكيف جزعه العلوي ينتفض..الدماء تسيل من أنفه وفاه وأُذنيه حتى مات بعد فترة طويلةمن العذاب..ليقول صابر بـ أشمئزاز

-الله لايرحمه ولا يشوف رحمة...

تعليقات



×