رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل التاسع والعشرون
والروح تشتاق إليك...
ظلت تُراقبها وهى تعد حقيبتها و بجانبها والدتها التي قالت في محاولة أخيرة بـ إقناعها بـ العدول عن رأيها
-يا بنتي أنتي عارفة أنتي رايحة فين!!..ولا هتعملي إيه؟
-أغلقت سحّاب الحقيبة وقالت بلا تردد:أه ومش هرجع فـ كلامي..
ثم رفعت حقيبتها و وضعتها على ظهرها وخرجت من الغرفة ثم إلى الخارج..لتجد مسعد واقف أمامها ليقول هوبـ جدية
-جاهزة يا مدام روجيدا
-عدلت من وضع حقيبتها:أه يلا...
تحرك من أمامها لتتبعه وقبل أن ترحل إلتفتت لهما و لوحت ثم سارت..دلفت إلى السيارة جالسة في المقعد الخلفي..ليُحدثها مسعد قائلاً
-إحنا دلوقتي هنطلع ع أي قاعدة عسكرية قريبة وهنطلع من هناك ع سينا بـ هليكوبتر عشان نختصر وقت
-فـ أيدته:تمام وأنا هتكلم مع ستيف أشوفهم هيوصلوا أمتى
-تمام
أخرجت هى هاتفها وأجرت إتصال ليُخبرها أنه سيصل في ميعاد وصولهم..أغلقت معه وقالت
-هيوصلوا فـ نفس معادنا
-تمام..مش هنتأخر إن شاء الله
***************************************
أخذ يتفحص الصناديق..ليُغلق الأخير الذي يحوي الكثير من الأسلحة ليقول لأحد رجاله
-كل شئ على ما يُرام..يتبقى فقط أن تستعد من أجل التسليم
-أماء بـ رأسه وقال:حسنًا سيدي
إعتدل في وقفته و وضع يده في جيب بنطاله وقال بـ جدية
-سأرحل الآن فـ لدي عمل هام..لا أُريد أخطاء
-ليقول الرجل بـ طاعة:حسنًا..لا من أخطاء
-إذا حدث شيئًا ما إتصل
ثم رحل من المكان وصعد سيارةٍ ما و تحرك إلى وجهته...
**************************************
جلست والدتها تواسيها
-إن شاء الله هيكونوا كويسين
-أنا خايفة أوي يا مامي
-فـ قالت هاجر بـ حنان:إدعيلها يا حبيبي..إدعيلها ترجع بـ السلامة
-يارب
دلف صابر مُتجهم الوجه..ليهتف هو بـ صلابة
-بسنت!!
ظنت أنها تتخيل صوته..ولكن والدتها هزتهابـ رفق لترفع رأسها ورأته ثم قالت بـدهشة
-صابر؟
-قال بـ جمود:عاوزك فـ موضوع
لنتهض هاجر قائلة بـ إبتسامة
-أنا هقوم أنام عشان تعبت..وخد راحتك البيت بيتك
وقبل أن يعترض أحدهما تحركت من أمامهم..فـ جلس صابر بـ جانبها و وضع مرفقيه على ركبيته مُستنداً بـ رأسه على يده وقال دون النظر إليها
-مقولتليش ليه!!
-ردت بـ عدم فهم:مقولتش إيه!!
-نظر لها بقوة وقال:إن جلال هددك وهو اللي خبطك فـ الفرح
تجمدت ملامحها من الصدمة وشحبت بشرتها بـ درجة حاكت شحوب الموتى..ثم قالت بـ نشيج
-هو..هو أنت..عـ.عر..فت منين؟
-مش مهم عرفت منين..ليه مقولتليش؟
إلتفت بـ كامل جسده ليجدها على تلك الحالة..أمسك يدها ليشعر بتلك الرعشة..أ لتلك الدرجة تهاب منه!!..حدثها بـ إطمئنان
-إهدي يا بسنت..إهدي متخافيش..أنا جمبك
-همست بـ تحشرج:هيأذيني وهيأذيك
-جذبها في أحضانه وقال بـ غضب:مش هيحصل..لو لمس منك شعرة هقتله..عارفة يعني إيه!!..مش هسمحله يقربلك...
**************************************
وصلت إلى القاعدة العسكرية..قابلهم رجل قد خط الشيب في خُصلاته..وقفت روجيدا أمامه فـ قال بـ جدية
-بصي يا مدام روجيدا عشان مفيش وقت..أنتوا هتركبوا الطيارة وهتطلعوا ع سينا..إحنا إتواصلنا مع مكتب الفدرالي وتم الإتفاق وكل حاجة..
-وبعدين..هوصل إزاي لتل أبيب!!
-أكمل هو بـ جدية:متخافيش وقت ما الإشتباك هيحصل أنتو هتتحركو..معاد التسليم الساعة سبعة..يعني هنتحرك فـ الوقت دا
-تساءلت بـ جدية:طب لما أوصل مين هيكون معايا من المصريين؟
-إبتسم وقال:متقلقيش هتلاقي ناس كتير تساعدك..وهنتابعكوا أول بـ أول عشان نضمن رجوعكم بالسلامة..
قاطع حديثهم أحد العساكر الذي همس في أُذن الرجل..أشار له الأخير بـ الرحيل..لينظر إلى مسعد
-يلا يا مسعد الطيار جاهز
-حاضر يا فندم
-ليقول الرجل:ربنا معاكوا إن شاء الله
أماءت بـ رأسها وذهبت خلف الرائد حتى وصلا إلى الطائرة صعدت وصعد..ثم أقلعت المروحية متوجهه إلى سيناء...
****************************************
في تمام السابعة صباحًا كانت تجئ وتذهب بـ توتر ليقول صابر بـ نفاذ صبر
-يا بنتي إقعدي متشغلنيش
-نظرت له بـ خوف وقالت:أنا خايفة أوي عليهم
-زفر هو الأخر بـ.قلق وقال:أنا برضو خايف..ربنا يعديها ع خير
ثم نهض وتحرك ناحيتها وقال بـ هدوء
-أنا هروح أجيب أكل عشان شكلك مكلتيش من إمبارح
-مليش نفس
-ليقول هو بـ صرامة:مباخدش رأيك ع فكرة
إقترب منها ثم قبّل جبينها ورحل..جلست هى تُحرك قدمها بـ عصبية..ويديها ترتجفان بـ قوة...
لم تشعر بـ تلك الأقدام التي تتحرك بـ خفة ورائها..ظل واقف دون كلمة..ليجدها تقف مرة أخرى..إبتسم بـ خبث وتوجه ناحيتها قبض على خصرها وحاوطها من خلف..كمم فاها يمنع صُراخها..ليهمس في أُذنها بـ مكر
-وحشتيني يا بوسي
إتسعت عيناها بـ هلع وظلت تتلوى بـ عصبية في مُحالة للفكاك منه..ولكن بائت مُحاولاتها بالفشل..ليضحك هو بـ شيطانية ثم قال بـ فحيح أفعى
-شوفتي بقيتي بين إيديا زي ما قولت ومفيش حد يلحقك مني
-تحدثت بـ صوت مكتوم:إبعد عني..متلمسنيش
قهقه بـ خبث ثم ملس على رقبتها حتى ذراعيها..تقززت هى من لمساته التي تُثير في نفسها الإشمئزاز..سمعت صوته الخبيث يقول
-غلطتي من زمان إني ملمستكيش..بس معلش ملحوقة
-صرخت بـ هستيرية:إبعد عني..
ثم عضت يده المُكممة لفاها..ليتأوه تاركًا إياها تفلت من بين يديه..وقبل أن يُمسكها..ركضت هى لتصطدم بـ صابر الذي رمى الحقائب البلاستيكية وإحتضتنها قائلاً بـ قلق
-بسنت في إيه!!
-دفنت رأسها في صدره وقالت بـ صراخ:هو هنا
-صرخ بـ غضب:هو مين!!
وقبل أن تُجيب وجده يقف أمامه بـ شموخ يرمق بسنت بـ نظرات مظلمة..أمسك يدها و أوقفها خلفه وبقى أمامها كـ الدرع الحامي..ثم هتف صابر مُتعمدًا التحقير من شأنه
-هو دا بقى جلال!!..مش باين عليه
-رمقه الأخر بـ نارية و زعق بـ صوت جهوري:تعالي يا بسنت وإقصري الشر..أنتي عارفة أنا قادر أعمل إيه
شعر صابر بـ رجفة جسدها وقبضتها الصغيرة التي قبضت على قميصه..ليقول صابر و هو يشهر سبابته بـ تحذير
-لو فكرت مجرد تفكير إنك تقرب منها..يبقى بتحفر قبرك بـ إيديك
لم يستمع له جلال ولكنه إقترب وقبل أن تصل قبضته إلى بسنت كان صابر يقبض على يده كـ الكِلاّب مانعًا إياه من الوصول إليها..نظر له صابر بـ نظرات حارقة وفي ثوان..كان قد طرحه أرضًا يُسدد له اللكمات..دارت معركة طاحنة بينهما وبسنت تصرخ بـ فزع إجتمع على إثره الجميع..
أبعد الجميع جلال وصابر..وبدأ الحرس في ضرب الأول بـ قوة حتى فقد وعيه..أما الأخير إبتعد عنه..وإستدار إلى بسنت لكي يُطمأنها..ولكن ما أن إستدار حتى شهقت بـ رعب..عقد هو ما بين حاجبيه وتساءل بـ غرابة
-في إيه!!
كان نظرها مُسلط على معدته..ليتوجه بصره ناحيتها..فـ وجد بقعة من الدماء أخذت في الإتساع لوثت قميصه الأزرق..وقبل أن يتحدث بدأ يشعر بـ الألم قبل أن يسقط فاقدًا للوعي..صرخت بسنت بـ فزع هاتفة بـ اسمه بـ لوعة
-صااااابر!!!!....
*************************************
وفي نفس الوقت كان الجميع يستعد..راقبوا الأجواء حتى وصلت سيارات ذات دفع رُباعي..ودلف منها عدد كبير من الرجال...
كانت روجيدا تُحدث والدتها والتي قالت
-والله هى كويسة أوي..كلنا واخدين بالنا منها
-همست روجيدا بـ صوت مُتحشرج من البُكاء:وحشتني أوي
-ردت عليها جين بـ حنان:إرجعي بسرعة يا حبيبتي
كادت ان ترد لتجد ستيف قادم وحدثها بـ همس
-هيا يجب أن نستعد
أماءت بـ رأسها..ثم حدثت والدتها بـ عجالة
-أنا لازم أقفل..خدي بالك من جُلنار..يلا مع السلامة
أغلقت هاتفها ثم توجهت إلى حيث ستيف و مسعد الذي قال بـ جدية
-الآن سنبدأ الهجوم..عند حدوث إشتباك تتحركوا
-رد ستيف:حسنًا
تركهم مسعد ورحل..وبقى روجيدا وستيف وبعض الرجال يتسعدون للتحرك...
ثوان وبدأ صوت طلقات الرصاص في الصدوح لتهتف روجيدا سريعًا
-هيا الآن...
أماء سيتف ومن معه..ثم ركضوا سريعًا وهم في طريقهم قابلتهم سيارات أخرى..أخرج أحدهم رأسه وتحدث بـ لهجه غريبة
-يلا يلا..إحنا هون عشان نساعد
-تحدثت روجيدا بـ صوتٍ عال:هيا..إنهم هنا للمساعدة
ودلف الجميع إلى السيارات التي تحركت سريعًا و وصلت بعد وقت إلى المجرى المائي..ليقول الرجل وهو يخرج من السيارة سريعًا
-يلا..بسرعة..راح تروحوا ع بلاد اليهود بالبحر..هناك في قارب إصغير..راح تستخدموا إياه
-أماءت روجيدا بـ رأسها ودلفت خارج السيارة قائلة:تمام شكرًا
ثم إلتفتت إلى ستيف والبقية وقالت بـ اللغة الإنجليزية
-هيا لنتحرك..سنستخدم القارب
-حسنًا
وتحرك الجميع في إتجاه القارب..وبدأوا في الإبحار بسرعة كبيرة..لوح لهم الرجال فـ لوحت لهم روجيدا..ليقول ستيف بـ إعجاب
-حقًا أناس رائعون..لا يتركون شخص يُريد المساعدة
-هتفت روجيدا بـ إبتسامة:نعم نحن كذلك
نصف ساعة وكانوا قد وصلوا إلى البر الأخر..وهناك قابلوا أخريين تولوا مساعدتهم..صدح صوت رنين هاتفها أخرجته فـ وجدته الرائد مسعد..أجابته روجيدا سريعًا
-إيه الأخبار!!
-أجابها مسعد بـ صوت ظافر:الحمد لله كله تمام..المهم وصلتوا
-ردت روجيدا:أها..وناس من فلسطين بيساعدونا نوصل المكان اللي فيه جاسر
-تمام أوي..أول أما تخرجوا جاسر لازم تكلميني فورًا عشان نبعت ناس تجيبكوا مش لازم تفضلوا هناك كتير..
-هتفت روجيدا بـ جدية:لازم يكون فيه وحدة إسعاف..تحسبًا
-رد عليها مسعد:متقلقيش أكيد عامل حسابي
نظرت روجيدا إلى الرجل الذي أعلمها بـ قُرب وصولهم..لتقول هى لـ مسعد
-إحنا قربنا نوصل..أول لما نخرج هبلغك
-تمام..ربنا يوفقكوا
ثم أغلقت الهاتف..ليقول الرجل بـ همس بعدما توقفت السيارات
-هون قالولنا..راح ننطر (ننتظركم) بـ مكان بعيد..
-تمام..
-راح نراقبكم..ولما تخرچوا راح نتحرك إبسرعة..ما في وقتّ
-طيب..بس خليكم مستعدين
-لا تخافي يا أختي..لا تخافي..الله يكون بـ عونكوا
أماءت بـ رأسها بـ إبتسامة..ثم تحركت وضربات قلبها بدأت تعلو..معشوقها ها هو الآن ستحظى بـ قربه أخيرًا..خطوات هادئة وحركات مدروسة يتحركها الجميع..دلفوا إلى ذاك المبنى القديم...اشار ستيف بـ أن يتوقفوا ثم إلتفت آمرًا إياهم
-هيا قوموا بتجهيز أسلحتكم
إمتثل الجميع لما أمر به بما فيهم روجيدا..وبمهارة صوب ستيف فوهة سلاحه ناحية الحارسان الواقفان على باب المبنى..ثم أطلق رصاصتان أردتهم أرضًا..أشار لهم بـ التحرك فـ تبعوه..وقفت روجيدا أمام الباب وبدأت في فتحه بـ حرفية قد إكتسبتها بـ حكم مهنتها..ثم دلف الجميع..تحدث ستيف بـ همس
-سنفترق إلى ثلاث فرق..روجيدا ستكونين معي
-حسنًا
وقام بـ تقسيم الجميع وإفترقوا للبحث..كل من يُقابلهم يقتلوه..أمسك أحدهم بـ روجيدا من الخلف واضعًا مسدسًا بـ رأسها ثم أمر ستيف بـ اللغة العبرية
-ضح سلاحك أرضًا
-إصطنع ستيف عدم الفهم وقال:عذرًا لا أفهمك..تحدث الإنجليزية
هزت روجيدا رأسها بـ يأس..وفي ثوان ضربت ذقنه بـ رأسها ثم إستدارت له وجذبت سلاحه..وجهته إلى رأسه وأطلقت رصاصتان..وضعت سلاحها بجانب بنطالها ثم قالت لـ ستيف الذي يقف مدهوشًا
-هيا لنتحرك
-تحرك خلفها وقال مدهوشًا:من أين تعلمتي كل هذا؟
-أجابته وهى تتحرك أمامه:جاسر
توجها إلى ممر به ثلاث غُرف..كاد أن يفتح إحداهم لتقول روجيدا
-ليس هنا
-ماذا!!
-أشارت إلى غُرفةٍ ما وهتفت بجدية:في هذه الغُرفة..
ثم تحركت فقد إستشعر فؤادها وجوده في هذه الغُرفة..وضعت قبضتها على المقبض وأدارته بـ هدوء..إستلت سلاحها..ودلفت بـ بطئ يبتعها ستيف..خرج شخصان وقبل أن يُحركا أيديهم..كانت روجيدا الأسرع وقامت بـ قتلهم..وزعت أبصارها على الغُرفة لتجده مسجي عاري الصدر على فراش أبيض صغير...
علت نبضات قلبها والتي شعرت بـ سكون إجتاح روحها عندما رأته..شعرت بـ الأمان بمجرد التواجد معه في غُرفة واحدة..تحركت بـ خطى مُتعجلة و وقفت بـ جانب فراشه وهتفت بـ اسمه بـ لوعة
-جاسر..
لبرهة شعر أنها هلاوس كما تُهاجمه من حين لأخر..فكم من مرة خُيل إليه أنها تُناديه أو تحضتنه..ثم ترميه بـ قُبلة في أخر اللقاء..ولكنه سمع صوتها العذب الذي همس مرة أخرى عازفًا حروف اسمه
-جاسر
فتح جاسر عيناه بـ بطئ..لتقع على فيروزها والذي قد تشوهه بـ فعل تلك الشعيرات الحمراء وسحابة الدموع التي تُغطيها..شعر بـ ضربات قلبه تعلو..ثم همس اسهما بـ إشتياق
-روجيدا
-وضعت كٍلتا يدها على وجنته وقالت بـ تحشرج مُشتاق:أيوة أنا هنا معاك يا حبيبي
-همس بـ ضعف:وحشتيني يا فراولتي
بكت وضحكت في ذات الوقت..ثم ساعدته على النهوض وهتف هى الأخرى بـ إشتياق
-وأنت كمان وحشتني
ثم قبّلته على شفاه قُبلة مشتاقة وإحتضتنه بـ قوة.. يقدر على إحاطتها من كثرة ما يشعر به من ألم..والخدر الذي يجتاحه..فـ أكتفى بـ دفن رأسه في عنقها وظل يشتم رائحتها..وهى ظلت مُحتضنة إياه وبكاء لا ينقطع..
أخرجهم ستيف قائلاً بتعجل و حذر
-هيا بنا يجب أن نرحل الآن
-إبتعدت روجيدا عنه وقالت بـ موافقة:حسنًا ساعدني
تقدم ستيف منها ثم عاونها في جعله يجلس..تأوه بـ خفوت..لترتجف هى على أثر ألمه..لتقول مُسرعة
-أسفة يا حبيبي..أسفة
لم يرد جاسر بل إكتفى بـ إبتسامة باهتة..نظرت إليه..ليقع بصرها على ذلك الجرح في جانبه الأيسر..نظرت له بـ صدمة وتجمدت في مكانها..بينما ستيف عقد ما بين حاجبيه لينظر في إتجاه ما تنظر إليه..لينعقد لسانه من الصدمة..ولكن ما زاد أن نفس الجرح يظهر في جانبه الأيمن ليتُمتم ستيف بـ صدمة و خوف
-يوجد نفس الجرح هنا أيضًا
كان جاسر ما بين الغفوة والصحوة..ولكنه لم يعي حرفًا مما قيل...
نظرت روجيدا إلى جانبه الأيمن لترى نفس الجرح..رفعت أنظارها إلى جاسر ثم إلى ستيف الذي قال وهو يبتلع ريقه بـ صعوبة
-أتعلمين ماذا يعني ذلك؟
نظرت له بـ رجاء ألا يكون صحيحًا ولكنه أخفض رأسه..رفعت أنظارها لوجه جاسر مرة أخرى وعيناها تسكبان من الدموع ما يفكي لملئ مجرى مائي..إقتربت تُقبل جبينه بـ عمق..ثم إلتفتت إلى ستيف..إبتلعت تلك الغصة العالقة في حلقها وقالت بـ نبرة مُتألمة وهى تخشى الحروف من الخروج
-معناه أن كِلتا كليتاه قد أُستئصلت....