رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الثلاثون 30 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الثلاثون 

عند الحب يجد المرء حياة يهون من أجلها الموت وموت تباع من أجله الحياة...

حاولت تكذيب عيناها أو أنها بـ كابوس مُرعب..ولكنه الواقع الأليم..نظرت إلى جاسر مرة أخرى وقلبها يعتصر ألمًا عليه..وضعت يدها على وجنته وسألته بـ حزن

-جاسر حبيبي!!..ممكن تفوق كدا!!

همهم جاسر بـ صوت ضعيف لم تفهم منه شيئًا..فـ تحدث ستيف 

-يبدو أنه ما زال تحت تأثير المُخدر..إذًا لم يتم الإستئصال مُنذ فترة طويلة..لذلك يجب علينا التحرك سريعًا لكي يتم إسعافه بسرعة

أماءت روجيدا عدة مرات بـ رأسها..ثم إلتفتت إلى جاسر مرة أخرى وقالت بـ رجاء وهى تضرب وجنته لكي يفيق

-حبيبي لازم تفوق معايا عشان نخرج..بليييز ركز معايا
-خرجت حروفه بـ صوت ضعيف:أنا معـ..اكي أهو
-ردت هى بـ لهفة:طب كويس..دلوقتي هعطيك دوا عشان يسكن الوجع وتفوق عشان نعرف نتحرك..مفيش وقت..

أماء بـ صمت..لتُخرج هى من حقيبتها إبرة طبية وبعض السوائل..مزجتهم سويًا و وضعهتم داخل الإبرة..ثم وضعتها في ذراعه وقذفتها بعيدًا..أغلقت حقيبتها ثم قالت لـ ستيف بـ جدية

-يجب أن نتحرك الآن
-حسنًا
-ياله من صيد ثمين!!

كان هذا صوت مارتن الساخر ما أن دلف..إلتفتت له روجيدا لتجده يوجه السلاح ناحيتهم ويطلب من ستيف أن يترك سلاحه أرضًا..إمتثل ستيف لما يقول..ليصدح صوت مارتن الخبيث وهو يقول

-حقًا ياله من حظ!!..روجيدا تلك السافلة التي قلبت كياننا رأسًا على عقب..

صمت قليلاً يُتابع تعابير وجههم الجامدة ثم أكمل بـ نبرة شيطانية

-كم سيفرح سيدي عندما أرسلك كـ قُربان إليه..أما جاسر الصياد فـ في كِلتا الحالتين سيموت..ولكنني أختار أن أُريحه من عذابه
-هتفت روجيدا بـ تحد:إسمع أيُها الحقير..كل ذلك الهُراء سينتهي الآن
-حك صدغه بـ إبهامه:لا أظن ذلك..سيكـ...

ولم يُكمل حديثه إذ تلقى خمس رصاصات مُتتالية أصابت رأسه وصدره وكتفه..إلتفتت روجيدا لتجد جاسر قد إستل سلاحها وأطلق تلك الرصاصات..ليقول هو بـ تأفف

-رغاي أوي مبطلش رغي من ساعة أمام شوفته
-ضحكت روجيدا وقالت:شكله كان مضايقك
-أعطاها السلاح وقال بـ ضيق:قرفني كلام لو هيقتل يقتل من غير كلام
-هتف ستيف وهو يُسانده:هيا لا نملك الكثير من الوقت

أماء كِلاهما وساعدت روجيدا زوجها بـ مُعاونة ستيف ودلفوا خارج الغُرفة..تحركت خطوتان وتساءلت 

-ستيف!!..هل وضعت المُتفجرات!!
-أماء بـ الإيجاب:أجل وضعتها عندما كُنتما تتحدثان
-جيد

ثوان وسمعت صوت بُكاء يأتي من إحدى الغُرف الجانبية في الممر لتقول بـ تقطيبة

-هناك صوت بُكاء لطفلة
-رد ستيف سريعًا:لا يوجد وقت لدينا

تحركت روجيدا مُبتعدة عنهما و وجهت حديثها إلى صديقها

-هيا خذه من هنا وأنا سأخرج الجميع
-ولكن آآآ..
-قاطعته وهى تتحرك في إتجاه الغُرفة:بدون لكن..لن أترك أحد يُريد مساعدتي..هيا تحرك
-هتف جاسر بـ صوت مُختنق:متتأخريش وخلي بالك من نفسك

عادت تُقبل وجنته وقالت بـ حنان

-مش هتأخر..مش هتأخر..يلا بسرعة وأنا هخرج الناس وأجي

وأشارت لـ صديقها بـ أن يتحرك وبالفعل إمتثل لما تقول..توجهت هى إلى تلك الغُرفة..لتجد العديد من النساء والأطفال..تملكها الحزن والشفقة في آن واحد..ولكنها تحركت سريعًا وحلت قيودهم..إتضح من هيئتهم أنهم يحملون الجنسية الفلسطينية..لتقول هى بـ إطمئنان

-متخافوش أنا هنا عشان أساعدكم
-تحدثت سيدة وقالت بـ بُكاء:ها دول اليهود بدّهم (يريدون) يأتلونا (يقتولنا)
-ربتت روجيدا على كتف السيدة وقالت بـ إبتسامة:متخافيش..محدش هيقربلكم..يلا عشان مش قدامنا وقت

أماء الجميع وركضوا جميعًا إلى الخارج..تعثرت روجيدا في خطواتها لتقع أرضًا..نظرت في ساعتها اليدوية وجدت أنه لم يتبقَ سوى خمسًا وأربعون ثانية وسينفجر المبنى...

**************************************

صرخت بسنت بـ الرجال الذين وقفوا مشدوهين مما حدث..لتقول بـ حدة وخوف

-أنتو واقفين تتفرجوا..يلا بسرعة نوديه المستشفى

تحرك رجلان وحملا صابر وإتجهوا به إلى السيارة تبعتهم بسنت وهاجر..وإنطلقت السيارة سريعًا حتى أنها أحدثت صوت صرير عالٍ..كانت تجلس ورأسه على قدميها وبـ يدها تضغط على الجرح لتقول وعيناها تسكبان العبرات لتستقر على وجهه

-متخافش يا حبيبي شوية وهنوصل..إجمد عشان خاطري
-تحدث هو بـ صوت ضعيف:حبيبك!!
-إبتسمت وعيناها لا تزال تبكي..ثم قالت:ايوة حبيبي وكل حاجة..بس أنت قوملي بالسلامة
-تأوه بـ أنين ثم قال بـ مزاح:ياااااه..كان لازم أضرب بـ السكينة عشان أسمع الكلمة دي..يارتني إضربت من زمان
-نهرته بـ حدة:بس متقولش كدا حرام عليك...

إبتسم ورفع يده يُزيل عبراتها بـ حنان..ثم قال قبل أن يفقد وعيه مرة أخرى

-بحـ..بك
-قالتها بـ خفوت:وأنا كمان بحبك

ولكنه لم يسمعها فـ هو قد فقَدْ وعيه..أخذت هى تربت على خُصلاته السوداء..وشردت في معالمه التي ظهرت عليها الإعياء لتفيق بعدها على صوت والدتها التي هتفت بـ صوتٍ عال

-يلا يا بسنت وصلنا
-حـ..حاضر...

ثم دلفت خارج السيارة وأخرج الرجلان صابر الفاقد وعيه..ودلفا به إلى المشفى..وكانت ورائهم بسنت التي هتفت بـ جزع

-عاوزين دكتور بسرعة

وفي ثوان كان قد حمله ممرضان و طبيب ودلفوا به إلى غرفة العمليات
جلست بسنت أمام الغُرفة تبكي وتهذي بـ ألم

-أنا السبب..أنا السبب
-ضمتها والدتها بـ قوة وقالت بـ حنان أمومي:لأ مش أنتي السبب يا حبيبتي..هو إن شاء الله هيبقى كويس..أنتي إدعيله بس ومتعمليش كدا عشان ميزعلش..هيبقى كويس صدقيني
-نظرت لها بـ لهفة قائلة:بجد يا مامي هيبقى كويس!
-مسحت على ظهرها بـ رقة وقالت:إن شاء الله يا روحي

أغمضت بسنت عيناها بـ رجاء وأخذت تتضرع إلى الله أن يكون بخير..وبعد ساعة خرج الطبيب نازعًا عن وجهه ذلك القناع الطبي..وما أن رأته بسنت حتى هرعت إليه سألته بـ تلهف

-عامل إيه!!..هيبقى كويس مش كدا؟
-إبتسم الطبيب وقال بـ رزانة:متقلقيش يا أنسة هو كويس..الحرج كان سطحي ومفيش أنسجة حيوية إتضررت
-طب ممكن أشوفه!!
-هز رأسه نافيًا وقال:دلوقتي مش هينفع..نطلعه أوضة عادية وبعدها تقدري تشوفيه...

**************************************

رفض جاسر الصعود إلى السيارة حتى وصول زوجته..لمح خروج بعض النساء والأطفال..فـ إستقبلهم الرجال المسئولون عن عودتهم..إنتظر هو خروجها بـ لهفة ولكنها لم تخرج..إنتابه القلق والتوتر فـ همس بـ جزع

-روجيدا إيه اللي أخرك!!

سمع صوت ستيف يقول بـ قلق

-هيا روجيدا لم يتبقى وقت..

حاول جاسر الركض إلى الداخل ولكن منعته يد ستيف..وفي حالته الضعيفة لم يستطع المقاومة أكثر..كانت نظراته مُتعلقة بـ الباب واللهفة والجزع قد تمكن من ملامحه بـ شدة..لم يستطع الصمت أكثر فـ هتف بـ اسمها بـ صوتٍ عال وكأنه يتوسلها الظهور

-روجيداااا

تأذت قدمها كثيرًا ولم تستطع النهوض بسرعة..سمعت صوته يصرخ بـ اسمها فـ حثها على النهوض..وركضت ولكن ليست بـ السرعة الكافية..خرجت من الباب لترتاح معالم جاسر..ولكن لم يسعفها الحظ..فما أن خرجت وإبتعدت خطوات إنفجر المبنى..لتُقذف هى في الهواء إثر الإنفجار..صرخ جاسر بـ جزع 

-روجيدا!!..

حاول الركض ولكنه لم يستطع..فـ تركه ستيف وركض مُسرعًا إليها..وجدها فاقدة الوعي ورأسها ينزف وبعد للخدوش في وجهها وذراعيها بـ الإضافة إلى تلك الشظية التي تخترق ساقها..نزعها ستيف سريعًا وحاول إفاقتها...

في أول الأمر كل ما تسمعه هو صفير..ولكنها إستفاقت على ذلك الألم في ساقها..فتحت جفنيها كانت الرؤية مشوشة..أغمضت عيناها ثم فتحتها مرة أخرى ليُطالعها ستيف بـ قلق وتساءل بـ إهتمام

-هل أنتِ بخير!!
-أماءت بـ رأسها وتساءلت بـ ضعف:جاسر؟
-رد هو:بخير ولكن يجب أن نتحرك قبل أن تأتي الشرطة

وضع يدها حول عنقه..وبيده أحاط خصرها ثم عاونها على النهوض وتحركا..ما أن وصلت أمام جاسر حتى جذبها في أحضانه وضمها إلى صدره بـ قوة..دفت أنفه في عنقها وإشتم عبقها وكأنه قد فقد أنفاسه في إبتعاده عنها ثم هتف بـ ذعر

-متعمليش فيا كدا تاني..إياكي ثم إياكي
-همست وهى تبتسم:حاضر
-قاطعهم ستيف بـ مزاح:يا لها من لحظة رومانسية. ولكننا لن نحظى بالوقت لكي نقصها على أطفالنا قبل النوم

ضحك كِلاهما ثم إبتعدا عن بعضهما ودلفا إلى السيارة..وإنطلقت بسرعة تشق الرياح..أخرجت روجيدا هاتفها وقالت بعدما سمعت صوت الجهه الأخرى

-سيادة الرائد..عاوزين عربية إسعاف تنقلنا ع المستشفى العسكري اللي فـ سينا فورًا
-رد عليها مسعد:جاهزة ومنتظراكو
-أكملت روجيدا حديثها:تمام..ساعة ونص وهنكون عندكوا..

ثم أغلقت الهاتف لتقبض بـ يدها على يد جاسر الذي تشبث بها وكأنه غريق..فـ تساءلت روجيدا بـ خوف

-حاسس بـ وجع!!
-هز رأسه بـ نفي ثم قال بـ إبتسامة:طول ما أنتي جمبي أنا مبحسش بوجع...

**************************************

دلفت تطمأن عليه فـ وجدته نائمًا..وضعت قُبلة وكأنها إعتذار على جبينه..عدلت من وضع الغطاء وأحكمته على جسده..ثم خرجت فـ وجدت والدتها تنتظرها وسألتها

-ها عامل إيه!
-ردت عليها بسنت بـ تعب:هو كويس بس لسه نايم بسبب التخدير

أماءت بـ رأسها وكادت أن تجلس إلا أن بسنت أوقفتها وقالت بـ إبتسامة

-روحي أنتي يا مامي شكلك تعبان
-إعترضت قائلة:لأ مش هسيبك لوحدك
-وضعت يدها على كتفها وقالت:متخافيش عليا شوفتي المستشفى مليانة حرس إزاي وبعدين متقلقيش صابر حتى لو نايم هو بيعرف يحميني كويس
-ربتت على وجنتها وقالت:صابر إبن حلال إديله فرصة يا بسنت..وأنا همشي هستريح وأرجع أجبلك هدوم وأكل

ثم رحلت ومعها حارس من أجل حمايتها و توصيلها..

بينما جلست بسنت على أحد المقاعد بـ الممر..وكلما تذكرت مشهد دماؤه كلم شعرت بـ الخوف عليه..نعم عليه وقتها علمت كم تُحبه حتى لو لم يسمع إعترافها إلا أنها شعرت وكأنها إخترقت جسده فـ شعر بها...

في نفس الوقت دلف سامح خارجف غُرفة زوجته..رفع بصره ليجد الحرس الخاص بـ جاسر والخاصة بـ الشركة..توجه إلى أحدهم الذي إندهش من وجوده بـ القاهرة ولكنه لم يُعلق..سرد عليه بـ إختصار ما حدث وبـ الطبع لم يُخبره بما حدث مع جاسر..فـ هو سيعلم من صابر. توجه سامح إلى بسنت القابعة و وقف أمامها ثم هتف بـ هدوء

-أنسة بسنت!!

رفعت بسنت رأسها لترى من يهتف بـ اسمها فـ وجدته سامح..نهضت مشدوهه وقالت

-سامح!!..أنت بتعمل إيه فـ القاهرة؟
-تجاهل سؤالها وقال:إيه اللي حصل مع صابر!!

تفهمت أنه لا يُريد أن يُفصح عن سبب وجوده ولكنها تعلم أن هناك خطبًا ما..جلست وبدأت في سرد ما حدث وكأنه حادثة سرقة عادية..هز رأسه بـ إيماءات عديدة ثم هتف بـ جدية 

-طب أنا هفضل معاكي ولما الظابط يجي أنا هتكلم بدالك على أني كنت موجود..أنا شايف إن أعصابك تعبانة من اللي حصل..فـ أنا هتولى المهمة دي..
-شكرته بـ إمتنان:شكرًا يا سامح

هز رأسه بـ إبتسامة صغيرة لم تصل إلى عيناه ولكنها تساءلت بعدها

-أومال فين نادين!!
-مسح على وجهه بـ إرهاق وقال:تعبانة شوية عشان كدا مسفرناش
-تساءلت وقد تقلصت ملامحها بـ قلق:خير مالها؟
-طمأنها بـ هدوء وقال:متقلقيش..شوية تعب عاديين..متشغليش بالك..خليكي بس مع صابر لحد أما يتحسن
-طب محتاج حاجة؟
-هز رأسه بـ نفي وقال بـ إبتسامة صغيرة:شكرًا على ذوقك..كل اللي محتاجه إنك تفضلي مع صابر وملكيش دعوة بـ الباقي

هزت رأسها بـ بطئ..ليُكمل حديثه

-أنا طلب منك إني مش عاوز حد يعرف
-هزت رأسها بـ تفهم وقالت:متقلقش خالص
-تمام..أنا هدخل أطمن عليه وهو نايم..وهفضل متابع معاكوا برضو لما يصحى..لو إحتاجتوا حاجة كلميني...

ثم تركها وإتجه إلى الغُرفة لكي يطمأن على صابر وبعدها إلى الطبيب يستعلم منه عن حالته...

***************************************

وصلوا إلى أرض سيناء و كان بالفعل مسعد و عربتان إسعاف بـ الإنتظار..وقف مسعد أمامهم وقال بـ إبتسامة سعيدة

-حمد لله ع السلامة
-ردت روجيدا:الله يسلمك..يلا مفيش وقت
-تمام

أشار إلى المسعفين ليأتوا..قدموا وبدأو في إسعاف جاسر بينما روجيدا رفضت الخضوع إلى أي إلا قبل أن تتحدث مع مسعد..أخذها إلى السيارة الأخرى وقال 

-إتفضلي سامعك
-دلوقتي هنطلع ع المستشفى و أوضة عمليات تبقى جاهزة
-قطب ما بين حاجبيه وقال:ليه؟
-إبتلعت غصة مريرة في حلقها وقالت:جاسر إتأخرنا عما وصلنا وكانوا..كـ..كانوا..إستأصلوا كليته..الأتنين

جحظت عينا مسعد من الدهشة وقبل أن يتحدث أكملت هى بـ نبرة مُتألمة

-كل ما نتأخر حياه جاسر هتكون فـ خطر..عشان كدا وإحنا رايحين عاوزة أشوف أنسجتي هتطابق مع أنسجته ولا لأ..أنا عارفة إنها هتطابق بس زيادة تأكيد التأخير مش فـ صالحنا
-أماء بـ رأسه بـ تفهم:تمام..هتصل وهعمل كل اللي أنتي عاوزاه بس لازم نشوف جروحك دي عشان تقدري تدخلي العمليات
-أماءت وقالت بـ رجاء:أرجوك يا سيادة المقدم
-إبتسم وقال بـ إطمئنان:مش محتاجة تترجيني يا مدام روجيدا..يلا عشان منضيعش وقت...

وبدأ المسعفون في مداوه جراح روجيدا وتحركت العربات إلى المشفى..وفي نفس الوقت كان مسعد قد بدأ في إتصالاته لكي يُنفذ ما طلبته منه...

************************************

وصلت السيارات ونزلت روجيدا منها سريعًا بعدما تلقت العلاج..وإتجهت إلى زوجها..وجدتهم ينقلوه على فراش مُتحرك..فـ ركضت ناحيته وأمسكت يده..شعر جاسر بها..فـ فتح عيناه إبتسامة عشق إرتسمت على وجهه المُرهق ثم قال بـ حب

-ليه ترمي نفسك فـ النار؟
-وضعت يده على فاه وهتفت بـ نشيج:هششششش..مش عاوزة أسمع كلمة منك..دلوقتي هتدخل المستشفى وهتتعالج وهتطلع أحسن من الأول
-قال أحد المسعفين:لازم نتحرك بسرعة يا مدام

نظرت له وأماءت بـ رأسها ثم إلتفتت إلى جاسر مرة أخرى إنحنت تُقبل جبينه..ليقول لها بـ همس قبل أن يبتعد

-خلي بالك من نفسك عما أطلع

ضحكت بـ خفوت وأماءت بـ رأسها..قدم مسعد من خلفها وتساءل

-مستعدة!!
-نظرت له بـ توجس وقالت:هما هيدخلوا العمليات دلوقتي؟
-أه..والانسجة متطابقة بـ نسبة كبيرة..يلا عشان تلحقي تجهزي للعملية...

تحركت إلى الداخل تبعها مسعد..وقفت في الممر لتأتي لها ممرضة قائلة بـ جدية

-الدكتور طلب مني أجي أجهز حضرتك للعملية
-طيب

قالتها روجيدا بلا تردد وتبعت الممرضة إلى إحدى الغُرف..كانت روجيدا تبكي وهى ترتدي ثوب المشفى..ليس خوفًا على نفسها بل عليه وبما أقحمت به جاسر..ربتت الممرضة على ظهرها وقالت بـ مُجاملة

-متقلقيش العملية هتنجح إن شاء الله

أماءت روجيدا بـ خفوت لتقول الممرضة وهى تتجه إلى الباب

-يلا يا مدام
-أوكيه

تحركت الممرضة وتبعتها روجيدا حتى دلفا إلى الغُرفة العمليات..نظرت على الفراش لتجده فاقد الوعي..عاري الصدر مُوصلاً به عدة أجهزة..خفق قلبها بـ قوة زلزلت كيانها..وأدمعت عيناها لما وصل إليه..إلتفت لها الطبيب وقال بـ جدية

-يلا يا مدام..مينفعش نتأخر

تحركت هى وعيناها لا تتزحزحان عنه..تمددت على الفراش بـ معاونة الممرضة..ثم وضعت في يدها إبرة ما..مالت بـ رأسها إليه..ومدت يدها تُمسك يده وهمست بـ عشق

-لو أطول أعطيك روحي مش هتأخر 

إبتسمت وهى تنظر له..شددت قبضتها على يده..وضعت الممرضة قناعًا ما لتستنشق المادة المُخدرة..بدأت روجيدا تفقد وعيها رويدًا..وقبل أن تذهب في عالم أخر همست وهى تُغلق عيناها

-بعشقك...

تعليقات



×