رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الرابع (أدمنتك) الفصل الثاني
لِجِسْمِكَ عِطْرٌ خَطِيرُ النَّوَايَا
لجسمك عطرٌ به تتجمع كل الانوثة، وكل النساء
يدوخني، يذوبني، ويزرعني كوكباً في السماء
ويأخذني من فراشي إلى أي أرض يشاء
وفي أي وقتٍ يشاء، لجسمك عطرٌ خطير النوايا
وضع أطراف أصابعه على وجنتها يستشعر نعومتها وهى نائمة بـ كل براءة..شفتيها مُنفرجتين بـ شكا طفولي أثر عيناه الصقرية التي تلتهم ملامحها وكأنها قطعة حلوى لذيذة وشهية لنفسه التي تحثه على إيقاظها في نامت كثيرًا..ساعتين يُراقبها على جمرًا ساخن
لم يصدق أنها أخيرًا بين ذراعيه تتعلم أبجاديات حب جديدة على يديه ولم ينسَ إعترافها الخجول مُنذ أكثر من أسبوعين
"عودة إلى وقتٍ سابق"
حملها بين ذراعيه ما أن وصلا إلى النزل الذي إختاره صابر لقضاء شهر عسلهم في عروس البحر الأبيض..فـ هو يعلم مدى عشقها لتلك المدينة الساحرة..فتح الباب دون أن يسمح بـ إنزالها وهى تُحيط عنقه وتُخفض رأسها خجلًا منه
دلف إلى الغُرفة ثم أنزلها أرضًا وقبل أن تتحرك كان أحاط خصرها وهمس بـ صوتٍ أجش
-مش مصدق إنك ليا..خلاص هنا وفـ حضني ومحدش يقدر ياخدك مني...
لم ترد عليه بل إبتسمت بـ خجل وتوتر زاد من ملامحها فتنة بـ عيناه ليُقبل جبهتها هامسًا بـ حرارة
-خشي الحمام إتوضي عشان أصلي بيكي
-فتحت فمها بـ ذهول وقالت:بتتكلم جد!
-أومأ بـ رأسه بـ خفوت وقال:أها..ويلا أدخلي...
أومأت بـ رأسها ودلفت وقبل أن تغلق الباب هتف هو بـ جدية
-متخلعيش الفستان..هتصلي بيه
-لترد هى بـ تعجب:بس هو مكشوف
-إبتسم ورد بـ بساطة:ملكيش دعوة..إعملي اللي قولتلك عليه...
رفعت منكبيها بـ قلة حيلة ولم يكن عليها سوى الموافقة..وبعد دقائق كانت خرجت و وجدته جالس على طرف الفراش وما أن أبصرها حتى نهض وعلى وجهه إبتسامة عاشقة و أخرى عابثة جعلت وجنتيها تتورد بـ قوة ليقول دون أن يقترب منها
-أنا هدخل أتوضى..وعندك إسدال إلبيسه فوق الفستان...
ولم يدع لها مجالًا للرد بل دلف إلى المرحاض وتوضأ..وبعدما خرج وجدها ترتدي الإسدال وتفرك يديها بـ توتر جعله يبتسم..كان يحاول الحفاظ على إتزانه حتى لا يفقد عقله ويرهبها..خاصةً أنها مرت بـ تجربة سيئة قبلًا..وعند تلك النقطة أظلمت عيناه بـ قسوة ليست عليها ولكن لما مرت به والله يعلم أن ذلك لم ينقص من عشقها بـ قلبه و لو ذرة بل يكفيه أن ما حدث كان رُغمًا عنها
عاد يبتسم ما أن رفعت رأسها إليه ليقول بـ خفوت حذر
-يلا نصلي ركعتين
-طيب...
قالتها بـ إهتزاز وهى تنهض بـ تعثر حتى وقفت خلفه وبدءا الصلاة..كان صوته ذا بحة رخيمة رائعة أجبرت عيناها على طفر العبرات تأثرًا بـ نبرته التي تقشعر رُغمًا عنها..أنهيا الصلاة وإستدار ليضع يده على رأسها ويتلو الدعاء بـ تمتمة لم تسمعها منه
إنتفضت على يداه التي بدأت تحل وشاح الإسدال عن رأسها لتجد نفسها تهتف بـ هلع
-مش هتطمن على نور!
-إبتسم بـ دفئ قائلًا:متخافيش هطمن عليها..بس مش دلوقتي...
نهض ليمد يده إليها ينتظر أن تضع كفها به..ترددت قليلًا ولكنها وضعت يدها به بـ الأخير..ليبتسم بـ دفئ أكبر جعلها تبتسم لا إراديًا ليُمسك كفها الآخر هاتفًا بـ صوتٍ أجش
-مش هأذيكي متخافيش
-ردت بـ تلعثم:مش..مش خايفة
-ضحك وقال:طب بتترعشي ليه!..أكيد الجو مش برد...
تفاجأت من نفسها وهى ترى حقًا جسدها ينتفض بين يداه ولم تعي أنه قد نزع عنها الإسدال وهى ترتجف بـ عنف..ألقاه بعيدًا ثم حاوط خصرها بـ يده والآخرى على ذقنها ليرفع رأسها ويتناول شفتيها بـ رقة أذابتها سريعًا..وما أن إبتعد عنها حتى إتسعت عيناه وهو يرى لوحة فنية بالغة الفتنة..عيناها مُغمضتين بـ قوة وأنفها قد ظهر على طرفه إحمرارًا طفيف..أما وجنتها كانتا بـ لونٍ زهريٍ بالغ النعومة والأنوثة..خصلاتها السوداء التي تُداعب منكبيها بـ رقة ودلال جعلت أنفاسه تتحشرج وهو يتحدى تلك الخُصلات أن يتذوقها نعومة كتفيها كما فعلت هى..إلا أنه سمع همستها التي أفقدته عقله
-جلال ملمسنيش أبدًا...
"عودة إلى الوقت الحالي"
ضحك بـ خفوت وهو يتذكر إعصاره الذي سحقها به بين أضلعه..كان وكأنه يسبح على سحابة وردية تتقافز من حولها المفرقعات وتطير طيور الحب بـ أسهمها النافذة التي إخترقت قلبه
عاد من ذكرياته وهو يراها تتململ بـ خفوت فـ مال إلى شفتيها الكرزية مُقطف ثمرة شهية خفيفة حتى فتحت عيناها فـ إبتسمت..ليبتسم إليها بـ نعومة ثم تشدق وهو يقوم بـ إدارة إصبعه حول خُصلتها
-صباح العسل
-فتحت ذراعيها وقالت بـ رقة:صباح الخير يا حبيبي
-مال إليها وأكمل:صباح الورد والفل والياسمين...
وما بين "الورد" والفل" و "الياسمين"..كانت شفتها تُداعب شفتيها و وجنتها و عنقها البض..لتضحك قائلة وهى تُبعد رأسه عنها
-بس بقى أنت مش بتشبع!
-دفن وجهه بين خُصلاتها وهمس:تؤ..ولا عمري هشبع
-حكت فروتها قائلة:طب هنروح فين النهاردة؟
-نفطر وأقولك...
ثم ربت على خُصلاتها يُبعثرها ثم نهض والله وحده أعلم كيف نهض وتركها دون أن يُشبع أشواقه..ولكنه ليكن هينًا معها فقد لاحظ رجفتها تلك المرة والمرة التي تلتها لذلك ليترفق بها وبما مرت به..فـ هي لم تكن سوى طفلة لتتحمل كل ما حدث لها
************************************
تجمدت عينا جاسر قليلًا ولكنه قال بـ هدوء
-خمس دقايق بالظبط ودخليه
-حاضر يا فندم...
ثم دلفت إلى خارج وأغلقت الباب..إلتفت جاسر إلى روجيدا التي تساءلت
-مين رائف دا!
-أخذ جاسر نفسًا عميق ثم قال:دا شريك جديد فـ شغل هنا
-همهمت بـ صوتٍ خفيض:طيب
-إلا أنه أمرها بـ جفاء وتهديد:مسمعش صوتك ولا أشوفك تبصليه...
رفعت عيناها تنوي أن تسأله ولكن نظرة عيناه القاتلة أوقفتها لتزم شفتيها بـ ضيق وتصمت..إلا أنه عاد وهتف
-إقعدي هناك..وحذاري تسلمي عليه
-ردت عليه بـ مضض:حاضر يا سي السيد...
ولكنه لم يرد بل تابعها حتى جلست وعاد هو ليجلس خلف مكتبه بـ كل هيبة و وقار..ليجد بعد دقائق صوت طرقات هادئة يتبعها دلوف السكرتيرة يتبعها رائف الأسيوطي..الذي سبقه عطره إليها فـ أرغمها على رفع رأسها وتأمله..فغرت شفتيها وهى ترى ذلك الرجل الذي كان يبتسم إليها بـ الأسفل..عيناه الزرقاوتين اللتان تُجبران النساء على التحديق بهما كثيرًا وبنيته الجسدية التي ماثلت ضخامة بنية جسد زوجها وكأنهما ثيران بشرية..لحيته الخفيفة التي تُزيد من وسامته وخُصلاته البنية الناعمة
إنتفضت على صوت زمجرة أفزعتها وجعلت رائف يعقد حاجبيه إلا أن جاسر هتف بـ جمود
-إتفضل يا أستاذ رائف..إقعد...
أرتفع حاجبي رائف وهو يستمع إلى كلمته الأخيرة التي خرجت بـ قسوة وبعض الغل والغضب..أما عيناه العسلتين والتي أقسم أنه رأى النيران تشتعل بهما غيرة..ليبتسم وهو ما يرى إلا رجل عاشق يرى إمرأته تنظر إلى غيره..وهذا جعله ينظر إلى روجيدا الجالسة على الأريكة تنظر إلى جاسر نظرات يائسة..عقد رائف حاجبيه وهو يرى تلك المرأة التي كانت تقف أمام المصعد..رغم قصر الحديث ولكنه إستطاع إستنباط شخصية أنثى قوية ورائعة الجمال..أخفض عنها وجهه وهو يلعن بـ سره على عيناه الخائنة ولكن تلك الفيروزيتين العميقتين تُشبه قدحي القهوة الخاصة بـ زهرته واللتان تتشابهان بـ خاصة روجيدا في ذلك العشق المُنبعث منهما
لينهض رائف بـ إبتسامة ثم هتف بـ تهذيب دون أن يتقرب منها
-صباح الخير يا مدام..أكيد حضرتك زوجة جاسر بيه مش كدا!...
همت أن ترد ولكن نبرة جاسر القوية الباترة وكأنها تقر واقع ألجمتها عندما هتف بـ جمود
-أيوة يا أستاذ رائف..وأكيد حضرتك مش جاي عشان تتعرف على مراتي
-إبتسم رائف ثم قال بعدما جلس:لأ طبعًا بس أنا شوفت المدام تحت ومكنتش أعرف إنها زوجتك...
إلتمعت عسليتاه بـ بريق شر وهو ينظر إلى روجيدا التي أخفضت نظراتها بعيدًا عنه..ضرب جاسر على سطح المكتب ثم قال بـ فظاظة
-يلا نبدأ وقت وبلاش نضيعه ونضيع وقتي على الفاضي
-لم يهتز رائف ليقول بـ هدوء رزين:تمام..يلا نبدأ...
مرت ساعتين أسوء ما مرت على روجيدا..على الرغم من مرور الوقت ولكنها لم ترفع وجهها خوفًا من نظرات جاسر التي يرمقها بها..وتعلم أنه يرمقها بـ نظرات إن رأتها لأذابت عظامها
رفعت روجيدا وجهها وهى تستمع إلى صوت رائف المودع ثم قال قبل أن يرحل
-متنساش الحفلة بكرة يا جاسر بيه..هستنى حضرتك
-إبتسم جاسر بـ إصفرار:حاضر يا أستاذ رائف..طبعًا مقدرش أنسى...
أومأ رائف بـ رأسه ثم رحل..خطوتان..إلتهم المسافة بـ خطوتان ثم هدر وهو يقبض على ذراعيها بـ شراسة
-عمّالة تتمليلي فـ جماله!..وبكل بجاحة بيقولي شوفت مراتك تحت...
حكت روجيدا جبهتها تُحاول الهدوء ولملمة الموقف فقد إعتادت على شراسة غيرته ثم هتفت بـ إبتسامة
-مش بعمل اللي قولت عليه دا..أنا بس إستغربت منه..يعني أول مرة أشوفه طبيعي يعني أقيمه
-ضيق عينيه وهدر بـ عنف:بتقيميه!..دا أنتي كنتي بتاكليه بـ عنيكي
-هدرت روجيدا هى الأخرى بـ غضب:مسمحلكش يا جاسر..أنت عارف إني عمري ما كنت كدا ولا هكون..وأنا مش مضطرة أخليك تقتنع بـ كلامي عشان أنا مش هكذب عليك...
صمتت وهى تستمع إلى صوت تنفسه الحاد والذي لفح وجهها وكأنه ريح ساخنة أحرقت وجنتها..فـ أخذت روجيدا نفسًا عميق ثم هتفت بـ نبرة ناعمة وهي تتلاعب بـ أزرار قميصه
-يا حبيبي..يا روح قلبي..أنا مقدرش أبص لحد غيرك يا جاسر..دا أنا أموت ولا أعملها..أسفة لو كنت زعلتك
-ليرد عليها وهو يُحرك جسدها بين يديه:أنا بغير..عارفة يعني إيه بغير!..يعني أحرق الأخضر واليابس لو بس شوفت حد بيبصلك..أنا مُتملك فـ حبي ليكي..أنتي ليا أنا وبس..أنتي حقي اللي مش هتنازل عنه
-إبتسمت إبتسامة رائعة وهى تهمس بـ عذوبة:أنت محور حياتي..عنيا مبتشوفش رجالة غيرك..أنت بتمحي وجود أي حد لما بس بلمحك من بعيد
-إبتسم جاسر بـ عشق ثم قال:أحسن..ربنا يسخطهم قرود فـ عينك...
ضحكت روجيدا وهى تحتضن خصره ليضمها إلى صدره ويستند بـ ذقنه على رأسها ثم همس بـ مُداعبة
-دايمًا واكلة بـ عقلي حلاوة كدا
-ضحكت مرةً أخرى وقالت:بس بـ مزاجك
-همس بـ حرارة:ما هو المصيبة إنه مش بـ مزاجي...
رفعت رأسها إليه لتُقبل ذقنه المُشذبة لتُلاحظ إلتواء تفاحة آدم في حركة مُتوترة تعلم أنه يستهلك كل قواه العقلية كي يتحكم بـ نفسه وقد صدق حدسها وهب تسمع صوته الأجش يهمس بـ نبرة مبحوحة
-يلا نمشي عشان روموت التحكم عطل
-يلا...
نطقت بها وهي تضع يد حول خصره والأُخرى فوق كفه الموضوع على منكبها..ثم دلفا إلى خارج المكتب..ليرحلا
وقفا أما المصعد لتقول روجيدا بـ توتر
-جاسر..أنا مش هنزل بـ الأسانسير..أنا مش عاوزة أكرر اللي حصل قبل كدا...
تتذكر مُنذ فترة ليست بـ بعيدة وهى تستقل المصعد لتأتيها نوبتها ولكن من فرط خوفها..نزفت وإضطرت الذهاب إلى المشفى لتطمأن على حالتها..وما أن علِم جاسر حتى تلبتسه شياطين الإنس والجن ليقول بـ سخط
-هتاخدي أجازة من الكلية الهباب دي وع الله أسمع إعتراض..الإجازة دي لحد أما تولدي..أما أشوف أخرتها معاكي...
تلك الحادثة كانت بـ جامعتها ومن يومها وهي لا تخطو إلى الجامعة..ليستخدم جاسر نفوذه ليُحقق رغبته
إستفاقت على صوت جاسر وهو يتساءل بـ شك
-أومال طلعتي إزاي!!
-رفعت منكبيها بـ بساطة:على السلم...
إتسعت عينا جاسر بـ عدم إستيعاب ليهدر بعدها بـ صوتٍ جعل العاملين جميعهم ينتفضوا
-نعم!!..على السلم إزاي؟!...
نظرت روجيدا من حولها بـ حرج وهى ترى الجميع ينظر إليهم بـ تعجب لتهمس من بين أسنانها
-صوتك يا جاسر
-أشاح بـ يده وأكمل بـ حدة:بلا صوتي بلا زفت..طلعالي الدور العاشر على رجليها والمفروض مني أسقفلك وأرشحك للأولمبيات كمان
-همست بـ تحذير:جاسر!!!
-بلا جاسر بلا بطيخ بقى..أنتي ناسية إنك حامل!!...
زفرت بـ يأس ولم تتحدث..ليضع يده بـ خصره وظل ينظر إليها بـ غضب مُشتعل لتعود وتزفر ثم تساءلت بـ قنوط
-هنعمل إيه!
-رد عليها بـ ضيق:هنعمل إيه يعني!!..هننزل على السلم
-إتسعت عيناها وتساءلت:إزاي؟
-كدا...
هتف بها وهو ينحني ليحملها لتشهق بـ فزع وهي تُحيط عنقه..إمتقع وجهها خجلًا وهى ترى الجميع ينظر إليهم بـ نظرات خبيثة مُبتسمة وهم يروا رب عملهم بـ مشهد يُعد ظاهرة كونية غير طبيعية الحدوث..لتُخفي وجهها بـ صدره لتسمعه يهمس بـ عبث
-متتكسفيش يا مربى بالفراولة..دا أنا كنت بعمل أكتر من كدا
-شهقت بـ فزع ثم هتفت وهى تضرب صدره:أسكت وأحترم نفسك يا جاسر..إحترم مكان شغلك...
كان قد تحرك بها ليهبط عدة درجات والجميع ينظر بـ أعين مُتسعة ليضحك قائلًا بـ مكر
-الله يرحم الحقن اللي....
وقبل أن يُكمل كانت قد صرخت بـ خجل تُقاطع حديثه المُخجل
-عشان خاطري بس..لمرة واحدة بس حاول تقول كلام محترم
-لثم جببنها ثم تشدق:ومين معاكي يقدر يكون محترم...
هبط بها خمسة أدوار لتصر بعدها أن تُكمل الباقي تحت مُعاندته التي تُشبه مُعاندة البغال..ولكنه رضخ إليها بـ النهاية حتى وصلا إلى السيارة ليستقلها ثم إتجهت بهما قبل أن تقول روجيدا
-عاوزة أشتري هدوم يا جاسر..عشان اللي عندي ضاقت
-طالعها بـ نظرات وقحة قبل أن يتشدق بـ عبث:فعلًا تخنتي خالص
-ذمت شفتيها بـ غضب قائلة:مش هرد عليك على فكرة
-مال إليها وهمس:يكون أحسن..عشان الشيطان مش هادي وراسي أبدًا...
أغمضت عيناها بـ يأس وهى تُحاول قدر إمكانها تجاهل حديثه الوقح أما الجميع ليقول بعد فترة
-تعالي..في محل حلو شوفت فيه فستان عجبني
-أومأت بـ رأسها قائلة:تمام...
**************************************
وضع الهاتف على أذنه ثم هتف قائلًا بـ هدوء
-أيوة يا باشا..لسه طالع من الشركة ومعاه مراته
-أتاه صوتًا غليظ يهتف:خليك وراهم..وأي حد له علاقة بـ الصياد خليك وراه
-أوامرك يا باشا...
ثم أغلق الهاتف وإنطلق بـ سيارته يتبع جاسر الصياد..بينما على الجهة الأخرى وضع الهاتف أسفل فاه وهتف بـ صوتٍ قاتم
-الحساب يجمع يا بن الصياد...
وضع الهاتف وتناول حبة عنب وضعتها أيدٍ ناعمة بـ فمه وهي تهمس بـ صوتها الناعم كـ الحرير
-ناوي على إيه يا سيد الناس!...
أمسك كفها يُقبله ثم هتف بـ شر
-الطار
-عقدت حاجبيها وتساءلت:هو مش كان خلص الموضوع دا من سنين؟...
نظر إلى عينيها المغويتين بـ أخرى قاتلة ثم همس بـ نبرة مُخيفة
-لو كان خلص بـ النسباله..فـ بالنسبالي هو لسه مبتداش أصلًا...
إبتلعت ريقها بـ خوف من نبرته ونظراته التي تحولت إلى أُخرى لعوبة ليهتف وهو يتحسس جسدها
-ما تسيبك من الطار وتخلينا فـ النار
-ضحكت بـ صوتها الرنان ثم تشدقت:أوامرك يا سيد الناس...
*************************************
كانت السيارة قد توقفت بـ إشارة مرورية ..وبينما جاسر و روجيدا يتبادلان أطراف الحديث..حتى سمعا صوت طرقات على نافذة مقعدهم..ليفتح جاسر النافذة وهو يعقد حاجبيه ثم تساءل بـ خفوت
-أقدر أساعدك بحاجة!
-إبتسمت السيدة وقالت بـ عتاب طفيف:نستني يا أبني!!...
إزداد إنعقاد حاجبي جاسر..لينظر إلى روجيدا التي مطت شفتيها بـ جهل ليعود وينظر إلى وجه السيدة البشوش ثم تشدق بـ حرج
-أعذريني يا حاجة مش فاكر
-أبتسمت السيدة بـ دفء وقالت:مش مهم..أنت ليك دين فـ رقبتي وكنت بدور عليك عشان أسدده
-هتف جاسر بـ ذهول:دين!!
-أومأت بـ رأسها قائلة:أيوة يا بني..هفكرك...
وقصت عليه تلك الحادثة ذلك اليوم الذي وجد به رسالة تهديدية مع صغيرته..ليبتسم جاسر بـ إشراق وهتف
-يااااه..أنتي لسه فاكرة يا أمي..قلبك أبيض
-هتفت السيدة بـ إعتراض:لا أبدًا والله..دا حقك...
وأخرجت من حقيبتها عدد من الوريقات المالية تمد يدها به إلا أن جاسر أمسك يدها وقبّلها فـ خجلت السيدة ليقول هو بـ إبتسامة
-أنتي كدة بتشتميني يا أمي..إعتبريني إبنك زي ما قولتلك يومها ورجعي فلوسك
-ردت السيدة بـ حرج:بس دا دين!
-ليرد بـ بساطة:وأنا مُتنازل عنه..وبعدين طلعيهم لله..في ناس كتير محتجاهم أكتر مني...
همت السيدة بـ الإعتراض ليقول بـ مزاح
-قلبك أبيض بقى
-لمعت عينا السيدة بـ سعادة ثم قالت بـ صدق:هو لسه فيه ناس زيك!..روح يا بني ربنا ما يحرق قلبك على عزيز ليك أبدًا
-أمين..أمين يارب...
نفس الدعوة التي دعتها قبل وقد تقبلها الله منها..عسى أن يتقبلها مرةً أُخرى ولا يحرق قلبه على عزيزٍ لديه
نظر إلى روجيدا التي كانت تنظر إليه وعينات تلمعان بـ عبرات ولكنها عبرات فخر وعشق ليمسح على وجنتيها هامسًا
-بتبصيلي كدا ليه!
-أراحت وجنتها على كفه وهمست:بدعي ربنا يحفظك ليا...
حاوط عنقها بـ يده ثم قرب رأسها إلى صدره يُقبل جبينها لتتحرك السيارة حتى وصلت إلى المحل المطلوب..هبطا من السيارة ودلفا إلى الداخل..كان المحل راقي بـ حق..وهادئ..فـ جذبها جاسر إلى أحد الأثواب ذا لون أبيض من خامة الحرير..مُزين من الأعلى بـ لألئ من الأعلى والأسفل..واسع هفهاف لا يظهر مُنحنيات جسدها إلا أنه بدا رائع..تصميمه الهادئ كان يُناسب ذوقها
حضرت العاملة لتقول بـ إبتسامة
-أقدر أخدمكوا بـ حاجة!
-أشار جاسر إلى الثوب وقال:أنا عاوز الفستان دا
-نظرت العاملة إلى روجيدا وقالت:تجربيه الأول!
-أوكيه...
أخذته العاملة وتحركت إلى أحد غُرف تبديل الثياب لتتبعها روجيدا فـ دلفت وقبل أن تُغلق الباب هتفت العاملة
-لو إحتاجتي حاجة ناديلي
-إبتسمت روجيدا قائلة:مرسيه...
أغلقت الباب وأستدارت تنزع ثوبها..أخذت الآخر وقد تفاجأت بـ وجود سحاب..فتحته وإرتدته وقبل أن تستدير شهقت وهى ترى جاسر يدلف إلى الغُرفة..وضع يده على فاها ثم همس بـ نبرة لعوب
-متفضحيناش
-هتفت بـ صوتٍ مكتوم إثر يده:إطلع يا جاسر بطّل قلة أدب
-إبتسم بـ خبث وقال:وأضيع على نفسي فرصة المشاهدة
-ردت عليه بـ إمتعاض:ما أنت كنت هتشوفه برة
-مال إليها وهمس:بره حاجة وجوة حاجة تانية خاااالص...
همس الكلمة بـ حرارة ودفع جسدها بـ جسده ويده على ظهرها العاري من الخلف..نظرت إليه روجيدا بـ هلع وهمست بـ رجاء
-بلاش فضايح بالله عليك
-دفن وجهه بـ عنقها وهمس:فضايح إيه!..أنتي مراتي على سنة الله و رسوله...
تحركت أطراف أصابعه على ظهرها فـ أرسلت رجفة عنيفة جعلتها تتمسك به..هبطت يده إلى نهاية ظهرها لتصل إلى السحاب فـ رفعه بـ بُطء مُتمهل..وأصابعه تتعمد تلامُس بشرة ظهرها فـ تحرقها..وشفتاه تقوم بـ عملها الإحترافي وهي تُقبل عنقها وفكها بـ تمهل مُتخابث
أدارها لتنظر بـ المرآة ثم أردف ويداه تتحرك على خصرها ورأسه تستند على منكبها
-ملائكي...
إبتسمت وهى تنظر إلى عيناه التي تزداد توهج كـ الشمس تمامًا..تشعر بما تختلج نفسه الآن..لولا طفليها لما تحمل قربها الذي يفتنه
أدارها إليه ثم أخرج أحمر شفاه من جيب بنطاله ليفتحه..عقدت حاجبيها بـ غرابة ثم تساءلت
-بتاع مين دا!
-إبتسم إبتسامة جذابة وقال:مش فكراه!!...
هزت رأسها نافية..ليقوم بـ إدارته و وضعه على شفاها تحت ذهولها ثم تشدق بـ نبرة عميقة وذات بحة رجولية
-دا صاحب الفضل فـ لقب فراولة..دا اللي ولع الشغف جوايا ليكي..دا صاحب الفتنة الأولى...
كان قد إنتهى من رسم شفتيها بـ أحمر الشفاه الخاص بها والذي سرقه منها مُنذ سبعة أعوام..عندما دلفت خارج غُرفتها بتلك الكتلة النارية وأحمر شفاها الذي تذوقه وأصبح مهووسًا بـ هذا المذاق قرر الإحتفاظ به لنفسه
أدارها إلى المرآة مرة أخرى وهى لا تكاد تستوعب ما يحدث حولها إلا أن جاسر تشدق وهو ينظر إليها بـ المرآة
-كملت طلتك...
وقبل أن تتفوه بـ كلمة كان قد أدارها إليه بـ عنف وإلتهم شفتيها يتذوقها..كانت عيناها مُتسعة وهي تراه يهجم عليها ويُزيل بـ شفتيه ما رسمته يداه..يضع يديه حول وجهها بـ قوة وجسده يدفع جسدها إلى المرآة لتستند عليها
إبتعد عنها ولعق شفتيه وكأنه يتذوق تلك القُبلة ليهمس بـ إفتنان وعينان ذات وهج مُشتعل
-متعرفيش أنا تخيلت المشهد دا أد إيه!...
ولم يكن أقل حلاوة من تخيله..بل فاقه وزاد..تمامًا كـ كل مرة يقترب بها منها..نفس السحر والإحساس..نفس المذاق والفتنة..لم تختلف تأثيرها عليه مُنذ سنوات وكأنه يقترب منها لأول مرة..ولا يزال المذاق الذي يحبذه..الفراولة الطازجة
دلف خارج الغُرفة تحت أنظار العاملة التي إتسعت عيناها بـ ذهول وخجل..تبعته روجيدا التي تُخفض رأسها خجلًا وإحمرار وجنتها أنبئها بما حدث بـ الداخل
حاوط جاسر خصر روجيدا ليضع الثوب بـ يدها ثم قال بـ لا مُبالاة
-هناخده...
ثم تحرك وتركها تُعاني الذهول..لتنظر إليه يُعيد ترتيب خٌصلاته الفحمية واليد الأُخرى تُقرب روجيدا إليه
أخذ الحقيبة البلاستيكية منها ثم تشدق بـ عبث قبل أن يخرج
-محدش يساعد مراتي وأنا موجود...
ثم غمزها و رحل..لتنظر إلى روجيدا التي كادت أن تبكي خجلًا مما يتفوه به الأحمق..بقت العاملة تُحدق بـ إثرهما بـ ذهول لتُتمتم بـ نبرة مبهوتة
-الراجل دا أكيد فـ مخه حاجة....