رواية المملكة الفصل الثاني
وفجأة اختفي الطيف، وبقيت قاعدة على السرير، بفكر هعمل إيه في الكتاب بكره قبل الساعة 12.
ومن كتر التفكير والخوف، نمت وانا قاعدة على السرير. صحيت تاني يوم الساعة 8، واول حاجة كنت لازم اعملها إن اتخلص من الكتاب.
رغم أن الكتاب مهم أووي بالنسبالي، لانه اخر حاجة بتفكرني بابا، لكن الظروف تحكم إن لازم اتخلص من الكتاب ده عشان حياتي ترجع طبيعية تاني. فقررت أرمي الكتاب بنفسي في مكان بعيد، وعلشان محدش يعرف طريقه أو يوصله تاني.
أخذت الكتاب وفعلا رميته في النهر، ورجعت تاني وكنت مطمئنة شوية، إن كل حاجة خلاص تمام، لحد ما رجعت البيت ولقت الكتاب موجود على الطربيزة، مفتوح ومكتوب فيه رسالة تانية: "متقلقيش، لكن هتيجي زياره في المملكة."
طبعا ، مش قادره أوصفلكم الدم اتجمد في عروقي، ونبضي بقا خفيف، ودقات قلبي تكاد متتسمعش أصلاً ولا في شعور بيها. أخذت الكتاب وقررت اشوف الكتاب ده حكايته إيه، رغم إن الكتاب كان قدامي من 10 سنين، بس لأول مرة افكر اقرأه.
الكتاب كان عبارة عن أرقام غريبة، كتابات تقريبا لاتينية، و برضو الأغلبية باللغة العربية. بس الكتاب كان عادي جداً، وبيتكلم عن حرب هتحصل في مملكتين، والاميرة البشرية هتكون السبب في نهاية الحرب وضم باقي المملكه الصغري. حاجة كده شبه القصص وحكايات الف ليلة وليلة، والغريبة هنا إن صعب فهم القصة حاجة كده خيال علمي، صعب تفهم أي حاجة منها لان ببساطه ده مش مكانك او مش عالمك .
قفلت الكتاب ورجعت تاني للغرفه ، الحوائط السوداء المكان الهادي اللي بقضي فيه وقتي كله، وبقيت متوترة بزيادة من رد فعل الجني ده. الوقت كلعاده من يوم عيد ميلادي، وهو بيمر ببطي شديد، ولحد ما قربت الساعة على 12، أنا كنت متأكدة إنه هيظهر وممكن يأذيني، ممكن إيه ده لو مش هيجي أصلاً عشان ينتقم مني فعلاً عشان هو قالي إنه هيختفي لو الكتاب ده اختفي ، لكن الكتاب موجود ومعرفتش اخلص منه.
الوقت خلاص الساعة بقت 12
لكن يحصل عكس اللي كنت متوقعة تمامًا، ميظهرش الطيف خالص، والوضع تمام، وكل حاجة ماشية زي الأول. الروتين العادي لحياتي، مفيش حاجة جديدة حصلت تاني، بس غير كائن لطيف جدًا، (قطه) جميلة لقتها علي باب البيت واستغربت ازاي حد يسيب كائن زي ده. كانت في غاية الجمال، وسمتها "نرمين".
فضل الوضع تمام لي اكتر من شهر، وفجأة، وانا داخلة للاوضة ، دخلت لقيت الكتاب موجود علي السرير، ومفتوح علي رسالة تانية: "الليلة زيارتك في المملكة مع صديقتك المقربة". طبعاً، الخوف رجع تاني، وأصبح الوضع صعب
مش فاهمه ايه حصل تاني .
قررت اتخلص من الكتاب مرة تانية، لكن المرة دي هحرقه. اخذت الكتاب وولعت فيه لحد ما انتهي خالص. قلبي أطمئن المرة دي، وكنت حاسة براحة نفسية رهيبة، إن خلاص كده الجني نور ده مش هيظهر لي تاني، ولا أي حاجة هتربطني بيه.
اخدت القطة نرمين ودخلنا ننام، ونوم عميق. لكن افوق على صوت تخبيط واصوات عالية بم طاخ وحاجات بتتحرك من مكانها ، قلبي وقع في رجلي، و كانت الصدمة؟ نرمين هي الأمير الجني نور، وكان متحول الفترة دي ف شكل القطة. يا نهار ابيض انت ورايا ورايا يا عم انت وهوب
فقدت الوعي، وصداع شديد، ووجع في كل حته في جسمي، لدرجة إن مقدرتش اتحرك. عيني مش قادرة افتحها بسبب الخوف. اصوت غريبة جنبي، وحاسة إن بتحرك، وانا علي الأرض، مش قادرة أوصف إيه بيحصل. لكن الاصوات كانت بشعة جدًا ومخيفة جدًا، وبرضو الأرض بتتحرك ، ومش فاهمة إيه بيحصل.
قررت إن خلاص افتح عيني، ولقيت نفسي في مكان اسود مفيش نور حسيت أن اتعميت ، مفيش أي حد، والاصوات اختفت. بس في ضوء بسيط جدًا من بعيد، وكل ما يقرب، كل يزيد خوفي ورعشه جسمي ودموعي تزيد . قرب أكتر... ولقيت.
