رواية المملكة الفصل الثالث
ولقيت نفسي في مكان ظلام، مفيش أي حد، والاصوات اختفت. بس في ضوء بسيط جدًا من بعيد، وكل ما يقرب، كل يزيد. قربت أكتر ولقيت القطة نرمين بس بشكل كبير جدًا، وصعب وصف الشكل. كبيره جدًا، أصول مني مراحل، لكن شكلها أحلى بكتير. اتكلمت معايا، اتصدمت ازاي القطة بتتكلم، وازاي هي بلحجم ده!
طبعًا، أنا افتكرت إن الأمير متجسد في القطة، وكنت هموت من العياط. فضلت أدعي واقول: يارب، أنا مش قادرة. صوت القطة يقطع كلامي، ويقولي: "تعالي ، متخافيش، أنتي هنا في حضرتي، ومتقلقيش، محدش هيقدر يقرب منك ." اطمأننت شويه، وقربت من القطة، بس اللحظة دي، اتحول الأمير نورمن القطه لطيف أمير أخويا ، وابتسم وقالي: "لسه خايفة؟ ده مكان محدش يخاف منه، وجن معايا ضحك."
نور قال لي: "دي مملكتنا، لو وفقتي تدخلي معايا . بس احتمال المملكة كلها تنهار، لان احنا في حالة قد تكون حالة حرب المملكتين في مناوشات مع بعض، بس بشكل مش رسمي، عباره عن قطع سير تجارة وحاجات بسيطة." لكن بالنسبة لمملكة شداد، الفعل ده صعب جدًا. بس احنا حاليا في سلام، بس خايف يجي يوم المملكه تنهار، أو أكون أسير، أو أموت، وشعبي يستعبد.
أنا بصراحة، كلامه ما اقنعني. ازاي جن وقدرات خاصة وخارقة، هتتدمر مملكتهم؟ والكلام ده، قلت له: "لا، صعب." ازاي؟ قطع حبل أفكاري، نور هو بيقول لي: "أقدر أرجعك حالا البيت، بس هزورك كل ليلة." قولتله: "أنا موافقة، بس الأهم، أن أرجع دلوقتي البيت." وقالي: "غمضي عينك، عشان تكوني بخير في حاجات مش هتحبي تشوفيها." غمضت، والارض بدأت تتحرك، وكنت حاسة إن حد شالني ، بس رجلي لسه علي الأرض.
الاصوات الغريبة بدأت تظهر وتعلي وتزيد، وكان في صوت تعذيب ناس، واصوات ناس بتموت، وحاجة تخلي الواحد يموت من الرعب. وكل ده اختفي، ولقيت نفسي علي السرير، ونور واقف جنبي، بس بشكل أمير أخي، وقالي: "كل الاصوات اللي سمعتيها حقيقية، ودي اصوات ناس حقيقي، ومش صوت جن، دي ناس المشعوذين والسحرة استعانوا بقدراتنا علشان ننفذ مطالبهم، سواء كانت مطالب مقصودها خير أو لا، بس في الحالتين، هي أذي، واصعب حاجه ممكن تمر على إنسان في حياته."
نور استمر في الكلام: "احنا نوعين جن، جن مسلم وجن كافر، واحنا القبيلة الوحيدة في ممالك الجن اللي فيها جن مسلم وجن كافر عايشين مع بعض. لان الجن المسلم بيعيش في قبائل اسمها الجن العلوي، وهم مسلمين، بس اما الجن الكافر، وده اسمه الجن السفلي." وقالي: "عشان كانت حصلت حرب زمان بين قبيلتي الجن العلوي، قبيلة شداد، والجن السفلي، قبيلة الملك الأحمر. كنت صغير لسه، وانتهت الحرب بدمار مملكة الملك الأحمر وفوز مملكة شداد، وكان ولدي رحيم شويه، وقرر ميقتلش الملك الأحمر، هو وقبيلته، بس لازم ينفذ المطالب أو الشروط، وهي أن الملك الأحمر يكون تحت أمر الملك سلطان، ولدي، وباقي الشعب المملكة، وأن المملكتين يعيشو بسلام، بدون أي صرعات أو حروب، وأن يكونوا مع بعض، وباسم مملكة واحد وهي مملكة شداد، وأن ميحصلش أي اعتداء من الجن السفلي على الجن العلوي، واللي هيخل بالوعود ، هننهي القبيلة كلها، بدون أي رحمة.
وقال لي نور: "وافق الملك الأحمر، وأصبحت المملكتين مملكة واحده، كل حاجة موجوده فيها، وعلشان كده، الصراع موجود حولين المملكة، وممالك الجن السفلي كلها، عايزه تدمر المملكة كلها، الجن السفلي والعلوي، والأكثر الجن السفلي، والملك الأحمر، أتنازل عن مملكته، وقبيلته كلها، وقبل يعيش في مملكة الجن العلوي، وقطع علاقه بالملك الأحمر، و دلوقتي اسمه (مختار)".
وحاليا هو مستشار الملك سليمان، وبقا في المقام ده بعد ما أثبت ولائه مع مملكتنا الموحدة، وتنفيذ الأوامر، واصلاح الشئون، واتخاذ القرارات السليمة، وده طبعًا غير حكمه المستشار مختار القوية، والذكاء المشهود به.
وبسؤال مني، طب أنت ليه مدخلتنيش المملكة، مش هي مكان جميل، برضو زي ما أنت قولت، كان ردُه شديد وبعصبيه، قالي: "المملكة للجن بس، ولو ف بشر دخل العالم ف الوقت ده، مش هيخرج منه أبدًا، وعشان كده قولتلك غمضي عينك، لأنك لو شوفتي أي حاجة، يبقي انتي في عداد المفقودين ، وقدرتي تدخلي العالم ده بسببي، لأني أمير، وفي يوم من الأيام هكون ملك من ملوك الممالك في عالمنا، بس هتكوني معايا أميرتي وملكتي، تحكمي مملكة من الجان العلوي."
فضحكت بصوت خفيف، وقولت: "بس ده مش هيحصل، أنا أنسيه، وأنت جن، وأنا أخاف أن أدخل العالم ده تاني." رد الأمير وقالي: "لو وفقتي، تكوني معايا، وتتجوزيني، كل المملكة هتكون ..... في وقف كلامه." قالي: "لازم أمشي دلوقتي، لان في اجتماع في القصر مع ولدي الملك سليمان." واختفي الأمير.
قررت افتح الكتاب، بعد ما تأكدت إن كده خلاص مفيش مفر منه، ولا من العالم التاني ده، بل العكس، لو أنا قررت هموت زي ما قالي، وفتحت الكتاب، وقررت اقراء عن حرب المملكة القديمة، و كان فيه ملك قوي جدا ومملكته من أقوى الممالك السبع اللي بيحكمو عالم الجن، ولو قرر يدخل حرب ضد أي مملكة، كل الممالك هتقف جنبه، ويدمروا المملكة لصالح الملك ده.
كان عنده جيش من الشياطين، ومن الجن، وحيوانات غريبة، وعملاقه جدًا زي الديناصورات، بس أبشع المنظر، والجسم قوي جدًا، وكان قادر يدمر الممالك كلها، عشان كده كل الممالك كانت بتخاف منه، وكانت تختار تقف جنبه في أي حرب أو أي حاجة تاني، عشان يضمنو إن مملكتهم تفضل موجودة، وميدخلهاش الملك ده وهو يحاربهم، لكن يدخلها وهما بيقدمو الهدايا لبعض، كنوع من أنواع التقارب.
الملك ده كان اسمه (سام)، ومملكته اسمها مملكه ما بين النهرين، وكانت مملكه عظيمة جدًا، وشعبها كبير زي ما احنا عندنا في البشر، ناس أغنياء وفقراء، لكن مملكة ما بين النهرين كان أغلب شعبها أغنياء، وسبب الغناء ده إن الملك سام كان بقدر يغير موازين العالم السفلي، ف لحظات، فكانو يستعبدون الممالك التانية، بس ده مستمر كتير، لان الملك سام مات مقتول في قصره وسط جنوده، والقاتل كان ابنه الأمير (جاسر)، وكان ليه مطامع في حكم الممالك السبع، والسيطرة عليها كلها، وان كل حاجة تبقي تحت امره زي ولده، بس الشر كان أكبر وأكبر جواه، وده..... لكن فجأة اسمع صوت هبد باب الغرفة ، قلبي انقبض جامد، وقولت مين، محدش كان بيرد، وفتحت الباب...