رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الثاني
صوتها ما هو إلا مقطوعة موسيقية فرنسية..مزيج مختلف..من عطرها وصوتها بالنهاية..فرنسية..أحبالها الصوتية التي تُنسج "السلم الموسيقي" أحبال ناعمة قاردة على إدارة الدفة لها..من أنتي!! أحورية سقطت من السماء؟ أم ملاك قد ضل طريقه للجنة.....
صوتها وموسيقى حروف إسمه المنسوجة من بين شفيتها جعلته يبتعد عنها في ذهول متيم ليقول بنبرة مذهولة
جاسر:قولي إسمي تاني
قالت بعدم فهم:مش فاهمة
جاسر وهو يقترب منها أكثر:إسمي عاوز أسمعه منك
قالت بخجل محبب إلى نفسه المتضرعة لعشقها:جاسر
ذلك اللوع الأنثوي..مع النبرة الخجولة..جعلت إسمه أكثر عذوبة..ذاب هو مع صدور إسمه من بين شفتيها الوردية..تنهد بحرارة وقال
جاسر:ااااة..لأ دا أنتي كل يوم تقوليلي إسمي بالطريقة دي
ضحكت ذات العيون الفيروزية لتقول بدلال أتقنته
روجيدا:حاضر يا..يا جاسر
وضع يده على صدره ورجع للخلف بطريقة مسرحية ثم قال بهيام
جاسر:لأ أنا كدا هيغمى عليا
ضحكت بشدة على ذاك المجنون لتقول:جاسر يا حبيبي..
نظر لها جاسر ومن ثم قال:عيون..وقلب..وروح جاسر من جوه
أشارت بنظرها على باب المصعد الذي إنفتح وقالت بهدوء
روجيدا:الباب إتفتح
نظر جاسر خلفه..ومن ثم قال بلؤم ماكر
جاسر:ما تيجي نبات هنا..أنا حبيت الأسانسير خالص
نظرت له روجيدا وقالت بنبرة مرحة:شكلك عاوز تدخل المستشفى تاني..والله لولا خروجك منها تعبان كنت كملت عليك..
ثم أكملت بنبرة حانقة بعدما تذكرت ذاك الموقف المخذل
روجيدا:ناقصة أنا تهزيق..يلا
خرجت وخرج خلفها..ليُمسك يدها بمرح وقال
جاسر:إنتي اللي إيديك طويلة يا بيبي
نظرت له بعين حمراء من الغضب:جااااااسر..هدخلك المستشفى ومش هتخرج منها بعد يومين..
نظر لها جاسر مذهولاً..حتى وصل ذهوله عنان السماء..ومن ثم قهقه بشدة حتى وضع يده على صدره متألماً..ليقول مُمازح
جاسر:شرسة..
روجيدا بحدة:جاسر..إفتح الباب أنا تعبت من الوقفة أنت متعبتش
جاسر بمشاكسة:تؤ..دا أنا حبيت وقفة الأسانسير..ما تيجي نلعب
نفخت بضيق:أوووف
جاسر بـ إستسلام زائف:خلاص..خلاص
أخرج من جيب بنطاله سلسلة مفاتيح فضية..تحمل قلادة متوسمة بـ إسم حبيبته..فتح الباب ودلفا كلاهما..أنار المنزل بإضاءة بيضاء جميلة ليظهر أثاث المنزل..ومحتوياته..التي لا تختلف عن القديمة سوى في بضعة أشياء كانت روجيدا تكرهها في المنزل القديم..وزعت أنظارها في أرجاء المنزل وقالت بنبرة إعجاب واضحة
روجيدا:جميلة..زي القديمة بالظبط
إحتضنها جاسر من الخلف وقال بحب:عشان خاطر عيون فراولتي
وضع يده على بطنها ثم قال
جاسر:وعشان أميرتي
وضعت يدها أعلى يده وقالت بنبرة مملوءة بحب وعشق جارف
روجيدا:الأميرتك وفراولتك ميقدروش يعيشوا من غيرك
زرع قُبلة يتيمة خلف أذنها وقال:ولا أنا أقدر
إبتعد عنها وسار في إتجاه الغُرفة وقال بصوت عالي نسبياً
جاسر:روجيدا..معلش تعالي
تحركت في إتجاه الردهة التي تقع في يسارها غرفتها المنشودة..دخلت لتجد زوجها يحاول جاهداً خلع قميصه..نظر بـ إتجاه الباب ليقول بضيق
جاسر:معلش يا حبيبتي طلعيلي تيشيرت عما أقلع القميص دا
روجيدا بهدوء:حاضر
تحركت ومن ثم فتحت ضلفة الخزانة لتتفاجأ مما رأته..
في قصر الصياد بالمنيا
كانت عنيات وفاطمة يجلسان بهدوء لتردف الأخيرة بقولها وهى ترتشف من مشروب الشاي الأسود
فاطمة:أه..جاسر هيفضل فـ القاهرة كام يوم كدا وبعدين يرجع
هزت عنيات رأسها وقالت بهدوء:ماشي يا مرات أخوي..ربنا يچيبه بالسلامة
سكتت لتتحدث من جديد
عنيات:طب سامح هيتچوز ميته (إمتى)
فاطمة وهى تضع الكوب أعلى الطاولة الخشبية:بعد ما يخلص السنادي..شهرين وهيتجوز
أردفت بهدوء تنافى مع هيئتها الغاضبة:ماشي..ربنا يهنيه
سألتها فاطمة بتوجس:طب موضوع أستاذ أمجد هتعملي فيه إيه
عن ذكر "أمجد" تحولت عيناها لكتلتين من الجمر الملتهب..لتقول بصوت هادئ ولكنه هادر حاد
عنيات:مرات أخوي الحديت ده منتكلامش فيه واصل..أمچد ده خلاص..راح لحاله الله يصلحله حاله بعيد عني..
فاطمة بهدوء:لكن آآآ...
قاطعتها بهدوء حذر:ملكنش..جفلي ع السيرة اللي بتموعني دي..
هنا وأُغلق الحديث كما يقولون "بالضبة والمفتاح"بالنسبة لـ عنيات..ولكنه ما زال قيد الكتابة والتلقين بالنسبة لـ أمجد وأخيراً جاسر الصياد...
عودة إلى القاهرة مرة أخرى
بمنزل جاسر الصياد
نظرت لمحتوى الخزانة..لتدمع عيناها من فرط السعادة..حتى في أحلك اللحظات سواداً..حتى في لحظات مرضه,سكونه,هدوءه..لم يتوان في إسعاد قلبها المسكين..وكيف لا تعشقه..كيف لا تُهيم به..كيف لا تعطيها دمه..فلو كان بالإمكان لتخلت عن عيناها من أجله..إلتفت وعيانها مغروقتان بالدموع..لتجده قد خلع قميصه وينظر لها بحب جارف..قالت بنبرة سعيدة
روجيدا:أنت كتير عليا
إقترب منها ثم إحتضنها بقوة وقال بنبرة مؤكدة على عشقه الأبدي
جاسر:أنتي اللي كتير عليا..مش عارف لول وجود فـ حياتي كنت عشت إزاي
دفنت رأسها بصدره وقالت:فراولتك بتحبك جداً
ليضع يده على رأسها ويقول بنبرة متيمة:وأنا بعشق فراولتي
إبتعدت عنه ونظرت للجرح بحزن ثم قالت وهى تجذب يده ناحية الفراش
روجيدا:فين علبة الإسعافات
جاسر:فـ الحمام..بس ليه
دلفت المرحاض دون أن ترد وأخرجت صندوق الإسعافات وخرجت له..جلست بجانبه..أما هو فقد فهم ما تفعله ليقول بهدوء وحنان
جاسر:مش وقته..أنتي تعبانة
نظرت له وقالت بلامبالاه:مش هنام إلا لما أغيرلك ع الجرح
جاسر بنبرة عنيدة:لأ قومي نامي
نظرت له بصرامة وقالت:قولت لأ..وأسكت بقى خليني أشوف شغلي
سكت بخنوع وعلى وجهه إبتسامة حالمة..بدأت هى في تضميد الجرح وتنظيفه..نظر لها نظرة متيمة..متيتمة..هي تبنته بعيانها وأواته بقلبها..شعرت بنظراته المسطلة عليها لتقول بـ إرتباك
روجيدا:بتبصلي كدا ليه
رد بمزاح:معجب..
روجيدا وهى تضحك بخفوت:طب بعدين..عشان أركز
وكز كتفها بخفة وقال:مش عاوز تركزي
نظرت له بدهشة وقالت بحزم:بس بقى..
جاسر وهو يضحك:طب خلاص يا مزة متتعصبيش
روجيدا بـ إستنكار:مزة!!..مزة يا بيئة
قهقه جاسر وقال بمزاح:خلاص..صاروخ يا ستي ولا تزعلي
نفخت بضيق مصطنع وقالت:لأ بيئة..بيئة
إنتهت من تضميد جراحه..حاولت النهوض ولكنه أمسك يدها وجذبها في أحضانه..إستكانت هى وكأنها تحتاج إلى ذلك العناق المشتاق..يده الحنونة التي تداعب خصلاتها البندقية جعلتها مستكينة..مطمأنة..لتردف وهى تزيد من ضمه لها
روجيدا:شكراً يا حبيبي ع الهدية الجميلة دي
جاسر وهو يشدد هو الأخر من ضمها:قليل عليكي
فكانت الخزانة تحوي ملابس حديثي الولادة من اللون الوردي..ملابس صغيرة مُحببة للنفوس..لم تستطع لمسها من فرط السعادة..فقط هو من يجب لمسه..من يجب عنقاه..إسترسل هو في حديثه
جاسر:عارفة أنا جبتها pinkليه
روجيدا بتساؤل:ليه
جاسر بحب:عشان هى بنت
روجيدا بجدية:عرفت منين
جاسر بخبث:لأ بعدين أنا عاوز أنام
روجيدا بنبرة طفولية:لأ دلوقتي
قهقه جاسر وقال:والله مش قادر أحكي وبعدين دي عاوزة قاعدة رومانسية كدا عشان تحكيلي عملتي إيه لما كنت ميت
وكزته في منكبة بخفة وقالت بخوف
روجيدا:بعد الشر عليك..سكتت ثم قالت:خلاص خليها لما نصحى أنا أصلاً عاوزة أنام
جاسر بمزاح:ما كان من الأول
روجيدا:خلاص بقى..يلا ننام
إبتسم وقال:يلا......
أعلن صوت الميكروفون في مطار القاهرة الدولي عن وصول الطائرة القادمة للأراضي المصرية من برلين العاصمة الألمانية..لتتحرك فتاه بخفة ذات شعر أسود ناعم..وبشرة بيضاء كبياض الثلج..وعينان سوداوتين يعلوهما حاجب خفيف..وجه بيضاوي و وجنتان ممتلأتان..وشفاه وردية باهتة..لتصل لذلك السائق الذي ينتظرها أمام البوابة لتركض بخفة وهى تلوح بيدها..ثم وقفت أمامه ليهتف بها مرحباً
السائق:حمد لله ع السلامة يا ست بسنت
بسنت وهى تلتقط أنفاسها:الله يسلمك يا عم فوزي..ها ماما طابخة إيه
ضحك صاحب الشارب الرمادي والعينان البنيتان..والجسد الممتلئ ليقول بنبرة ممازحة
فوزي:طابخة كل اللي بتحبيه
لتسحبه من يده وتقول:ولسه واقف يلا ياعم فوزي الأكل هيبرد
فوزي وهو يسحب يدها:طب براحة يا بنتي
لتقفز بسنت بخفة وتقول بنبرة ممازحة:أنت كبرت يا عم فوزي..دا أنا كنت جيبالك عروسة ألمانية صغنونة كدا إنما إيه صاروووووخ
ليجيب فوزي بضحك:طب ماجبتيهاش ليه
لتشهق الفتاه بـ إصطناع وتقول بجدية كاذبة:كدا..طب والله لاقول لطنط فتحية..أخليها تخلعك وتجرجك فـ المحاكم يا راجل ياشقي..ضربت كف بأخر وقالت:لا حول ولا قوة إلا بالله..ع أخر الزمن الراجل هيسيب بيته وعياله..الدنيا مبقاش فيها أمان
ضحك السائق حتى أدمعت عيناه..وقال من بين ضحكاته
فوزي:أنا بقول يلا نمشي خليتي الست تخلعني وأنا واقف..يلا
هتفت بمرح:ماشي يا شقي..
قهقه مرة أخرى..ثم إتجها للسيارة جلست هى في مقعدها وهو في مقعده..عدل من وضع المرآة وقال بنبرة سعيدة
فوزي:والله البيت هينور بيكي يا ست بسنت
بسنت:منور بيك يا راجل يا طيب
إبتسم فوزي وقال:وأخبار بلاد الأجانب إيه
إمعتض وجهها وقالت:يععع وحشة..مفيش طيبة الناس اللي هنا ولا ريحة مصر..صحيح ريحة صرف صحي بس كلها دفا
أماء رأسه برضا وقال مؤكداً:عندك حق
أدار محرك السيارة وقال بهدوء أجاد إصطناعه
فوزي:طب هتعملي إيه فـ الموضوع اللي الهانم كلمتك فيه
تغيرت معالمها للحزن وقالت:مش عارفة بابا إزاي يعمل كدا
فوزي بنبرة مفتخرة:أنا كنت بشتغل مع جمال بيه فترة طويلة وعمري ما حسيت بفرق بيعاملني زي أخوه وعشان كدا قالي السر ووصاني أبلغ الهانم اللي برضو مأثرتش معايا والمعاملة متغيرتش..الوالدة كانت عارفة ومعترضتش..والدك عمره ما أثر في حقك ولا حقها
فرت دمعة هادئة من الخارج..ثائرة من الداخل لتقول بهدوء نسبي
بسنت:بس كان صعب عليا
أماء برأسه وقال:عارف عشان كدا الوادة قررت تقولك بعد ما تبلغي سن 17 وتقدري تستوعبي..مش عاوز ازعلك بس والدتك الزوجة التانية لجمال بيه..سكت ليستعيد أنفاسه ثم قال..هي دلوقتي متجوزة وقاعدة فـ القاهرة قبل ما تسافر بلد جوزها..إلحقي ظبطي أمورك عشان تشوفيها..الصدمة صعبة عارف وبس دي وصية الوالد
بسنت بنبرة متحشرجة:هى إسمها إيه
فوزي:روجيدا................................